المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أخبار العلم والأدب - مجلة «الثقافة» السورية - جـ ٦

[خليل مردم بك]

الفصل: ‌أخبار العلم والأدب

‌أخبار العلم والأدب

إلغاء كلية الآداب في دمشق

كان الناس منذ أربع سنوات يوم افتتحت كلية الآداب من محبذي هذه الفكرة فلما ألقيت أول محاضرة فيها هتفوا لها فرحاً وعلقوا على تأثيرها في الشبيبة أعظم الأماني ولكن ولم يلبثوا قليلاً حتى رأوا الشبيبة تعرض عنها وتتصرف إلى سواها، لأنها لم تجد فيها ما كانت تتطلع إليه من ينابيع الحكمة ووسائل النجاح في الحياة.

ولو أن حاملي شهادة هذه الكلية كانوا يجدون من وراء شهاداتهم نفعاً مادياً، لا قبل الطلاب عليها ورضوا بما فيها من النقص، ولاستبدلوا بالعلم نتيجة مادية. إلا أن هذه الكلية لم تهيئ طلابها للحياة بل حصرت علومها في الأدب العربي ونصوص اللغة وغير ذلك من البضاعة البالية. فلا غروا إذا أعرض الشبان عنها وهم يرغبون في تثقيف أفكارهم، لا في زيادة ألفاظهم. وهم، مهما تكن درجة ثقافتهم يعلمون أن كليات الآداب في بلاد الغرب تعني بتعليم الأدب كما تعني بتعليم الفلسفة والاجتماع والتاريخ والتربية وغيرها من العلوم المتممة للأدب وتعود طلابها طريقة البحث العلمي والانتقاد والتحليل والاستقراء والمقايسة وتمرنهم على التتبع الشخصي وحرية الفكر وغير ذلك من الدروس التي توسع المدارك وتهذب الشعور.

أضف إلى ذلك أن دروس الأدب العربي في هذه الكلية لم تكن كاملة فلم تتناول محاضراتها سوى أفراد من الأدباء ولم يرتفع مستواها عن مستوى الدروس الثانوية، حتى أن بعض دروسها كانت دون مستوى التعليم الثانوي من حيث النقد والتحليل والتتبع الشخصي دون إشارة إلى تطور الأدب عامة وتطور الأدب العربي خاصة مع دراسة نواحيه المختلفة وفقاً للطرائق الحديثة المتبعة في الجامعة الغربية.

ولعل لضعف التلاميذ الذين تابعوا دروس كلية الآداب أثراً في ضعف مستوى الكليلة فقد أدخلوا فيها بادئ بدء كثيراً من التلاميذ الضعفاء الذين لم ينهوا دروسهم الثانوية فكان الأساتذة يضطرون في تعليمهم إلى السير معهم أضف إلى ذلك جهلاً بطرائق التعليم العالي وتنظيم العمل.

إذن فلا غرو إذا فشلت هذه التجربة وقررت الحكومة إلغاء الكلية، لأنها كانت من عجائب

ص: 81

الأوضاع التعليمية وقد قالت الحكماء كل عضو لا ينفع فمصيره الزوال وقالوا أيضاً لا يصح إلا الصحيح ولا يبقى إلا الأنسب.

على أننا كنا نود لو عمدت الحكومة إلى الإصلاح دون الإلغاء، فإن العضو المريض لا يداوي دائماً بالبتر، ونعتقد أن فساد تنظيم الكلية وعدم عنايتها بالدروس الفلسفية والاجتماعية هو السبب الحقيقي الذي أدى على مرضها ومنعها من البقاء.

كم يمكن أن نعيش دون أكل وشرب

إن حوادث الإضراب عن الطعام ومسابقات الجوع قد ساعدت على قيام العلماء بتجاريب ومباحث علمية لمعرفة المدة التي تستطيع أن نعيشها دون طعام مقتصرين على الشرب. ولكن لم يفحص العلماء - ما عدا مرة واحدة - الحالات التي يبقى فيها الإنسان دون طعام وشراب معاً. وقد أجريت أخيراً بعض التجاريب على الأرانب فثبت أنها عاشت مدة 15 - 17 يوماً دون أي شيء من الطعام أو الشراب.

ويقول الأستاذ (يونكر سدورف) أنه ليس لدينا من حجة تبرهن على أن الإنسان يستطيع أن يعيش أكثر من هذه المدة.

التداوي بالحمى

ظهر للأطباء في السنين الأخيرة أن ارتفاع الحرارة في الحمى ليس فيه من خطر على الجسم بل إنما الضرر ينجم عن التسمم بالمواد المرضية الموجودة في الجسم وليس الحمى في الحقيقة سوى محاولة دفاعية من جسم المريض لمكافحة أسباب التسمم.

وكذلك تبين من ملاحظات أخرى أن الحمى كثيراً ما تكون لها نتائج حسنة في الأمراض السارية المزمنة. ومن هنا نشأت فكرة التداوي بالحمى. وقد نجحت هذه الطريقة في معالجة الأمراض العقلية بالمالاريا فإن الحمى الشديدة التي تتولد من التلقيح الصناعي بجراثيم المالاريا تفيد فائدة كبرى لمداواة الاختلال الزائد في العقل.

الزلال الاصطناعي

أذاع البحاثة الأوسترالي (فرانسيس) في المجمع العلمي في (كوينسلاند) أنه قد توصل إلى صنع الزلال من حامض الفحم ومن أملاح غير عضوية وسيكون لهذا الاكتشاف، إذا صحت دعوى الأستاذ (فرانسيس) تأثير كبير في التطور العلمي لأننا بذلك نكون قد وفقنا

ص: 82

إلى قلب المواد غير الحية في الطبيعة إلى مادة حياتية مثل الزلال الذي يتألف منه الجزء الأكبر من الجسم الحيواني والنباتي.

وفي الحقيقة فإن الأستاذ (فرانسيس) قد وضع منذ الآن نظرية جديدة عن نشوء الحياة. ولكن قبل أن نقبل بهذه النظرية ينبغي أن نتحقق من صحة تجاريبه لصنع الزلال بصورة اصطناعية. .

الشعر وتعيين العمر

تدل التدقيقات العلمية بالمجهر على أن شعر الإنسان يتألف من حلقات يختلف عددها حسب التقدم في العمر، كما هي الحال في الأشجار التي تعرف أعمارها من عدد الحلقات في جذورها.

وهكذا فإننا نلاحظ في شعر شخص يبلغ العشرين من العمر ست حلقات مقابل اثنا عشرة في شخص عمره أربعون سنة.

ويقال بأنه قد اكتشفت علائم أخرى في الشعر يمكن الاستدلال منها بكل دقة فيما إذا كان الشخص يدخن التبغ أو يدمن الخمر أم لا

هل يساعد البرد على النمو؟

لاحظ بعض العلماء أن أصغر الأنواع لكثير من الحيوانات إنما تعيش في البلاد الحارة مثل أفريقيا الشمالية وأوستراليا وكاليفورينا الجنوبية. بينما من جهة أخرى نرى أن الحيوانات التي تعيش في المناطق القطبية تفوق بجسامتها جميع الأنواع من فصيلتها في البلاد الأخرى البعيدة عن القطب. وهذه الأسماك مثلاً في البحر المتجمد الشمالي لا يمكن مقايستها في الضخامة والثقل مع الأسماك من جنسها في البحر البلطيقي أو بحر الشمال.

ويظهر أن الحرارة التي تساعدنا على النمو تحول دون كماله والوصول إلى غايته. .

ص: 83