الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتب والصحف
رجال المال والأعمال
هدية مجلة المقتطف في هذه السنة
ما برحت مجلة المقتطف على ما كان عليه منذ نشأتها، أرقى مجلات الشرق العربي وأغزرها مادة وعلماً وما زال أصحابها دائبين السعي وراء تحقيق غايتهم الأولى من الدعاية للعلم الصحيح ومعالجته وتحبيبه لأبناء الأقطار العربية فالمنافع الاقتصادية ومشاريع المال التي تسير العالم في هذا العصر وتحكم في أقدار الرجال وتستحوذ على أرواحهم وهم لا يشعرون لتخضع ضمائرهم لأغراضها وتسخر جهودهم في الحياة، لغاياتها كما يقول الأستاذ غابريل بونور، لم تستطع بعد أن تغير وجهة الهدف الذي جعله أصحاب المقتطف نصب أعينهم منذ أسسوا مجلتهم من مصر وإن الثبات على المبدأ الذي حق للمقتطف أن تكون كمثال له في الشرق العربي لدليل جديد على ما يمكن أن يأتيه أبناء العرب من جلائل الأعمال رغم ما آلت إليه سمعتهم وما رماهم به الغرب من سؤ الظن بعد أن انصرفوا عن تبرير أعمالهم وتوفيقها مع مقاييس محدودة مقرره تخفي ما برز من سؤها وشناعتها شأن أخصامهم في بلاد الغرب وأقدموا على العمل كما توحيه إليهم نفوسهم وتلهمهم أرواحهم لا كما يتطلبه العراك في هذا العصر الذي قامت قوة المال فيه على الإرادة والإقدام لا على التسليم والرضى وتوقفت مشاريع المكاسب والمرابح بين أبنائه على ما يبتغيه البشر لا على ما يريده القدر. على أن عمل أصحاب المقتطف الذي ألهمتهم إليه نفوسهم الشرقية والذي لم تشوبه بعد شوائب المادة لم يمنعهم من دعوة أبناء الجماعة التي ينتسبون إليها للأخذ بما يتطلبه النجاح ويقتضيه الصراع والعراك في هذا العصر ولقد أرادوا أن يجعلوا هدية مشتركيهم في هذا العام مجموعة من تلك المباحث التي أصبحت في هذه الأيام أحاديث الناس في الشرق العربي وموضع اهتمامهم بعد أن أيقن الجميع ما للمال من السلطة في أي عمل كان من أعمال السياسة الأوروبية وما يتبعها من مشاريع الاستعمار والاستثمار والفتح، فقدموا لهم صورة نماذج من أشهر رجال المال والأعمال في الغرب مجموعة في كتاب واحد بعد أن درسوا بعضها في أجزاء مختلفة من المجلة فجاءت الهدية فريدة في بابها ثمينة في موضوعها جذابة بأبحاثها لا يكاد يعلق القارئ بأول صفحة
منها حتى تستهويه فلا يريد أن ينفك عنها إلى أن يأتي على آخرها ولقد صدرت إدارة المقتطف الكتاب بمقدمة عن رجال المال والأعمال واتبعتها بمقال قيم عن سلطة المال ثم أفردت لكل من الرجال الذي جعلتهم موضوع بحثها كجون كوك وهنري فورد ونور ثكلف وروتشليد وأسرته وسكورسكي وروكفلر وكروب وموزغان وغيرهم من مشاهير الأعمال والمال في الغرب فضلاً بحثت فيه عن نشأة الرجل ومولده والوسائل التي رجع إليها في جمع ثروته والخطة التي انتهجها في إدارة أملاكه ومصانعه ومعامله وإنماء ثروته مع تحليل ما ساعده على النجاح من الصفات والمزايا التي اتصف بها والظروف الطارئة التي اعترضته والمصاعب التي لقاها وذللها إلى غير ذلك مما لم يعد يستغني أبناء الشرق العربي اليوم من الإطلاع عليه في اجتيازهم هذه المراحل الصعبة التي يعانون مضضها ويقع الكتاب في مائة وثماني صفحات من القطع الكبير مزين بالصور ومطبوع على ورق جيد بأحرف جلية ومرتب باعتناء زائد شأن جميع ما تصدره إدارة المقتطف من الكتب القيمة زاد الله في توفيقها وجرى أصحابها عن جهودهم خيراً.
ك. د
فلسفة مناهج العلوم
ترجم الدكتور كامل نصري أستاذ علوم التربية والجغرافيا في مدرستي التجهيز والمعلمين في دمشق كتاب الأستاذ فليسيان شاللاي في المبادئ العامة للعلوم.
وقد عني بتعريبه كما قال تعريباً صادقاً، حتى غدا فوق ذلك أفضل معين لأستاذ الترجمة في شعبتي الفلسفة والرياضيات. وقد رجح حضرته التعريب الصحيح على التأليف الملتقط، فجاء كتابه أنموذجاً في صناعة التعريب الحر في حتى تكاد تشعر بالأصل الفرنسي خلال الترجمة العربية لولا أن المعرف حرف أحياناً أمثلة المؤلف واستبدل بها أمثلة حسية مشخصة موافقة لمدارك التلاميذ كقوله (ص - 5): فمثلاً بعد أن أرى نصب ساحة الشهداء بدمشق، الذي أقيم تذكاراً لمد السلك البرقي بين دمشق والحرمين الشريفين، احتفظ بصورته البصرية.
وبديهي أن الموسيو شاللاي لم يذكر هذا المثال في كتابه، بل هو من وضع الدكتور نصري فلولا رغبة المعرب في تقريب المباحث من أذهان التلاميذ لما سمح لنفسه بهذا التحريف
البسيط.
وكل من مارس الترجمة قليلاً عرف ما في تعريب الكتب العلمية من العناء. وقد وفق الدكتور نصري في تعريبه إلى وضع بعض الاصطلاحات الفلسفية الجديدة ولكنه خالف بها كلام فلاسفة العرب هذا فضلاً عن أن بعضها لا ينطبق على المعاني الأصلية كقوله الحس العضلي في ترجمته) بدلاً من حسن الحركة، وكقوله في ترجمة عبارة ' لا علم إلا من العام بدلاً من أين يقول لا علم إلا بالكليات وفقاً لكلات العرب الذين نقلوا عبارة آريسطو هذه إلى اللغة العربية قبل أن ينقلها الأوربيون إلى لغاتهم. وكقوله الرصد بدلاً من الملاحظة في ترجمة كلمة - وكقوله سوقراط بدلاً من سقراط، وكقوله علم الحكمة بدلاً من علم الطبيعة أو (الفيزياء) وكثير من مثل هذه الألفاظ التي لا يمكن ذكرها هنا.
وقد أكثر الدكتور نصري من ذكر الاصطلاحات الفرنسية إلى جانب الاصطلاحات العربية حباً بالمحافظة على الأصل، فوقع في كثير من الأغلاط المطبعية التي لا يمكن تجنبها لجهل عمال المطابع اللغة الفرنسية وقد صحح في الخطأ والصواب كثيراً من هذه الأغلاط المطبعية إلا أن هناك بعض الأغلاط التي خفيت على المصحح كقوله (ص - 8) بدلاً من وقوله (ص - 17) بدلاً من
ونحن وإن كنا لا نوافق الدكتور نصري على مذهبه في الترجمة فإننا نشكره على هذه الجهود التي بذلها في المحافظة على الأصل حتى أخرج هذا المؤلف القيم إلى اللغة العربية. وتعتقد أن الترجمة الحرفية تضيع المعنى وتشوش الفكر وتزيد الغموض وها نحن ننقل للقراء مثالاً من هذه الترجمة الغامضة التي تدل على أنه خير للمعرب في بعض الأحيان أن يتصرف بترجمته تصرفاً قليلاً من أن يحافظ على الأصل محافظة عمياء.
فمن هذه القطع الغامضة قول الدكتور (ص14) يجب أن نفهم أن الغاية الأساسية الحقيقية من تمحيص الطبيعة هي جعلها خاضعة لعلم البشري، لأن معرفة قوانين الحادثات التي تساعدنا أبداً على تنبئها، تستطيع وحدها أن تصل بنا في الحياة الفعالة إلى تعديل حادثة باخري، حسب ما تقتضيه مصلحتنا. وإن وسائلنا الطبيعبو والمبشارة المؤدية لتكييف الأجسام التي تحيط بنا هي ضعيفة جداً وغير متناسبة بوجه من الوجوه مع احتياجاتنا، فلا نوفق للقيام بعمل كبير، ما لم تسمح لنا معرفة القوانين الطبيعية بإدخال بعض العناصر
المعدلة في عداد حالات معينة تؤثر في حصول الحادثات التي مهما كانت ضعيفة بذاتها، تكفي في بعض الحالات لتعديل النتائج القطيعة الناشئة عن جميلة أسباب خارجية وجعلها تلائم مصلحتنا.
وبالرغم من هذا الغموض فإننا لا نستطيع أن نخفي إعجابنا بالجهود التي بذلها الدكتور نصري لإخراج هذا الكتاب القيم إلى اللغة العربية. والكتاب جيد الطبع حسن الورق يجدر بكل من يريد أن يطالع على الحركة الفلسفية في سوريا أن يطالعه ويقتنيه.
الورد الأبيض
مجموعة أقاصيص مصرية قال عنها مؤلفها الأديب محمد أمين حسونه أنها صور من الفن القصصي الحديث وقد صدرها برسمه الشمسي وعدد في الصفحة الأولى منها أسماء المؤلفات التي وضعها فبلغت ثمانية ذكر أن اثنين منها قد طبعاً ونفذت طبعتهما أما الستة الباقية التي لم تطبع بعد فسيظهر بعضها كما قال في يناير وبعضها في اكتوبر وبعضها سيظهر قريباً. وفي مطلع الكتاب تصدير للمستشرق المستر باكستون تكلم فيه عن القصة ومكانتها في الأدب وختمها بشكر المؤلف على جهوده وقدم الكتاب للقراء الأديب محمود تيمور بعد أن تلكم عن القصة المصرية وتطورها تاركاً للقراء أن يزنوا الاعتبارات التي ذكرها فيقدروا معه العمل الفني الخالد الذي يعمل المؤلف في سبيله. والكتاب يحوي على ثلاث عشرة قصة صغيرة يخيل لمن يقرأها أنها نقلت عن لغة أوربية حافظ المعرب كثيراً على الأصل في نقلها فهي لا تفرق عن الأسلوب الغربي إلا بأسمائها المصرية وكثيراً على الأصل في نقلها فهي لا تفرق عن الأسلوب الغربي إلا بأسمائها المصرية وكثيراً ما يضطر المؤلف جرياً مع هذا الأسلوب وتسهيلاً لتأليف الحوادث أن يرسم صوراً شاذة من صور العائلة المصرية المسلمة فيكاد لا يترك فرقاً بينها وبين العائلة البرايزية الحديثة مثلاً إلا بأسماء الأشخاص فقط ويعتقد الأديب حسونه في كثير من قصصه أن وصف الواقع كما هو وبأي صورة كانت يكفي لأن يؤثر في نفس القارئ فهو يحاول أن يقص القصة كما وقعت أو كما تخيل أنها وقعت لا كما يجب أن تقص لتثير الإعجاب وتدعو لاهتمام القارئ حتى يخيل إليك وأنت تقرأ بعض قصصه أنك التقيت في سفرك في القطار بشخص لم تعرفه من قبل فجلس إليك يحدثك عن حوادث عادية وقعت له لا يعنيك أمرها ولا يهمك
شأنها ويستمر في حديثه حتى توشك أن تضيق به ذرعا. وحرص الأديب حسونه على وصف الواقع كما هو في بعض قصصه كثيراً ما ندعوه للتصريح بأسماء أشخاص وأطباء وأصحاب فنادق حتى تصبح القصة وكأنها صفحة إعلانات في الجريدة أو تقرير رسمي وضعه أحد مأموري الشرطة. هذا ونظن أنه لا يخفي على الأديب حسونه أن جمال الفن الروائي ليس هو في وصف الواعق فحسب بل في اختيار ما يجب وصفه للقارئ من هذا الواقع ولولا ذلك لما بقي فرق بين القصة التي يقصها أحد عامة الناس وبين القصة التي يرويها كاتب عبقري أو شاعر فنان على أن في المجموعة كثيراً من القصص الممتعة التي تخالف هذا النقد القاسي الذي ما كنا نوجهه إلى الأديب حسونه لولا ما رأيناه في مجموعته من بوادر العبقرية الفنية التي سيكون لها شأنها في تاريخ تطور القصة المصرية إذا تعهدها واستمر على ما يبذله من جهود كثيرة وفقه الله.
ك. د
مقالات في التربية والتعليم
تأليف واصف بارودي
بيروت 1933
يصرف الأستاذ واصف بارودي مفتش المعارف في لبنان، جهوداً كبيرة لخدمة التربية والتعليم نرى من الواجب أن نشكره عليها ونعرب عن تقديرنا لها.
فإن فن التربية والتعليم لا يزال متأخراً في البلاد العربية رغم أننا في أشد الحاجة إلى إصلاح مدارسنا وتنظيمها على أسس قوية تضمن لنا نشر المعارف والعلوم بصورة سريعة وصحيحة.
لا شك في أن بلادنا بحاجة ماسة إلى زيادة المدارس لمكافحة الأمية القتالية ولكن لا شك أيضاً في أن المدارس الموجودة ناقصة جداً لا تصلح لتربية النشيء وتعليمه كما ينبغي. فمدارسنا كما قال الأستاذ واصف بارودي، بحاجة شديدة إلى التجدد وإلى نبذ الطرق القديمة العقيمة وإلى اعتناق المذاهب التربوية العلمية الحديثة التي تتفق مع ما تتطلبه كل أمة تنفض عن نفسها غبار الخمول والجمود وتنزع للحياة الصحيحة. .
. . ولا رقي لأمة إلا برقي معاهد التربية والتعليم في بلادها. . . .
والأستاذ بارودي يعالج في رسالته الصغيرة مقالات في التربية والتعليم وبعض شؤون المدارس مثل المدرسة الابتدائية وإعداد الدروس وتعليم اللغة العربية وغير ذلك من الموضوعات النافعة.
الصحافة الحديثة
قدمت مجلة الهلال في هذه السنة هدية إلى قرائها رسالة صغيرة عن (الصحافة الحديثة) يقتصر الكلام فيها على تنظيم دار الهلال والمجلات التي تصدرها. والغاية من هذه الرسالة ظاهرة وهي الدعاية لمطبوعات دار الهلال التي لا ينكر أحد اتقانها وتأثيرها في الجمهور. ولكن كان ينتظر من إدارة الهلال الغنية أن تخرج إلى قراء العربية شيئاً من الكتب القيمة والرسائل المفيدة وهي إذا قصدت ذلك لم تعجز عنه كما يبرهن العدد الممتاز الأخير من الهلال الذي جعلت موضوعه حياتنا الجديدة واستكتبت له طائفة كبيرة من مشاهير كتاب العربية.
الجغرافية العامة الحديثة
تأليف سعيد الصباغ
صيدا 1933
أهدانا الأستاذ سعيد الصباع في صيدا الجزء الأول من كتابه في الجغرافية العامة وهو يحتوي على مباحث أوروبة وآسية وافريقية وفيه فصول مطولة عن جميع الأقطار العربية.
والكتاب يطلب من المؤلف أو من مطبعة العرفان في صيدا وقيمته (40) قرشاً سورياً فقط فتحض الطلاب على اقتنائه
كواكب في فلك
قصائد ومقالات شعرية وأبحاث اجتماعية وسياسية ألفها الأديب توفيق وهبه وجمعها في كتاب واحد بعد أن نشر بعضها في الجرائد السورية والمصرية.
وللأديب توفيق وهبه أسلوب خاص في الكتابة يمتاز بالسهولة والرقة وهو ممن يقيمون في باريز ويكتب في أغلب الأحيان منها وعنها ولذلك فإنك تجد في شعره ونثره ما يجمع بين
الفصاحة العربية وتلك اللياقة البرايزية التي تكاد تلمسها بين سطور الكتاب الذي هو أشبه بمجلة جمعت مباحث مختلفة في موضوعات متنوعة، فهنالك المبارزة ودرسها من الوجهة الاجتماعية والتاريخية والقانونية ثم خطاب عن الموسيقي وحديث عن الزهاوي ووصف مصر في باريز وحظ شاعر وأكبر الكائنات وحديث عن شكري غانم، ثم غرام وهيام، ثم مغامرات، ثم شعر وورد ثم سياسة ثم كواكب وأفلاك ثم حدائق وأنهار إلى غير ذلك مما يستهويك ويستلهيك فلا يدع سبيلاً الملل أن يتسرب إلى نفسك سواء قرأت الكتاب من أوله إلى أوله رغم ما قد تجد فيه من بعض الأبحاث التافهة بالنسبة لغيرها من أبحاثه القيمة ويقع الكتاب في مائة وأربعين صفحة مطبوع طبعاً متقناً على أرواق غاية في الجودة يجد بمن يود اللهو والاستفادة في آن واحد أن يطالعه ويقتنيه.
ك. د