الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مائة نقلة
من كتاب نقل الأديب
وهو ألف نقلة مقتطفة من ألف كتاب
مؤلف محمد إسعاف النشاشيبي
حق الطبع والنشر ونقل شيء من هذا النقل محفوظ
أهدي مائة النقلة هذه إلى مجلة (الثقافة)
35 -
إن حضر فبالأول
وإن غاب فبالثاني
قال خالد بن صفوان لخادمته: اطعمينا جبنا، فإنه يشهي الطعام، ويدبغ المعدة، ويهيج الشهوة.
فقالت: ما عندنا.
فقال: ما عليك، فإنه يقدح في الأسنان، ويلين البطن، وهو من طعام أهل الذمة.
فقال بعض أصحابه: بأي القولين نأخذ؟
فقال: إن حضر فبالأول، وإن غاب فبالثاني. .
36 -
إن الحديث مع الغناء حرام
قال أحمد بن علويه الكرماني:
حكم الغناء تسمُّع ومدام
…
ما للغناء مع الحديث نظام
لو أنني قاض قضيت قضيةً
…
أن الحديث مع الغناء حرام
37 -
سلها تخبرك
قولي يا صغيرة
قال ابن أبي الحديد: قد يقع الأخبار عن الغيوب بواسطة إعلام ذلك الغيب إنساناً آخر، لنفسه بنفس ذلك المخبر اتحاد أو كالاتحاد: وذلك كما يحكي أبو البكرات بن ملكا الطبيب في كتاب (المعتبر) قال: والمرأة العمياء التي رأيناها ببغداد، وتكررت مشاهدتنا لها منذ مدة مديدة، قدرها ما يقارب ثلاثين سنة. وهي إلى الآن تعرض عليها الخبابا فتدل عليها بأنواعها، وأشكالها، ومقاديرها، وإعدادها، قريبها ومألوفها، دقيقها وجليلها، تجيب على أشر
السؤال من غير توقف ولا استعانة بشيء من الأشياء إلا أنها كانت تلتمس أذيري الذي يسأل أبوها أو يسمعه في بعض الأوقات دون بعض، وعند قوم دون قوم، فيتصور الدهماء أن الذي تقوله بإشارة من أبيها.
وكان الذي تقوله يبلغ من الكثرة إلى ما يزيد على عشرين كلمة إذا قيل تصريح الكلام الذي هو الطريق الأخصر. وإنما كان أبوها يقول إذا رأى ما يراه من أشياء كثيرة مختلفة الأنواع والأشكال، في مدة واحدة - كلمة واحدة، وأقصاه كلمتان، وهي التي يكررها في كل قول ومع كل مايسمع ويرى: سلها، وسلها تخبرك، أو قولي له، أو قولي يا صغيرة.
قال أبو البركات: ولقد عاندته يوماً وحاققته في ألا يتكلم البتة، وأريته عدة أشياء. فقال لفظة واحدة. فقلت له: الشرط أملك. فاغتاظ وأحتد طيشه عن أن يملك نفسه، فباح بخبيئته. فقال: ومثلك يظن أنن أشرت إلى هذا كله بهذه اللفظة. فاسمع الآن، ثم التفت إليها وأخذ يشير بأصبعه إلى شيء وهو يقول تل الكلمة، وهي تقول هذا كذا، وهذا كذا، على الاتصال من غير توقف، وهو يقول تلك الكلمة لا زيادة عليها، وهي لفظة واحدة، بلحن واحد، وهيئة واحدة حتى ضجرنا، واشتد تعجبنا، ورأينا أن هذه الإشارة لو كانت تتضمن هذه الأشياء لكانت أعجب من كل ما تقوله العمياء.
قال أبو البركات: ومن عجيب ما شاهدناه من أمرها أن أباها كان يغلط في شيء يعتقده على خلاف ما هو به فخبر هي عنه على معتقداتها كأن نفسها هي نفسه.
قال أبو البركات: ورأيناها تقول ما لا يعلمه أبوها من خبيئة في الخبيئة التي أطلع عليها أبوها، فكانت تطلع على ما قد علمه أبوها وعلى ما لم يعلمه أبوها وهذا أعجب وأعجب.
قال أبو البركات: وحكاياتها أكثر من أن تعد، وعند كل أحد من الناس من حديثها ما ليس عند الآخر لأنها كانت تقول من ذلك على الاتصال لشخص شخص جواباً بحسب السؤال. قال: وما زلت أقول: إن من يأتي بعدنا لا يصدق ما رأيناه منها.
فإن قلت لي: أريد أن تفيدني العلة في معرفة المغيبات هذه قلت لك: العلة التي تصلح في جواب لِمَ في نسبة المحمول إلى الموضوع تكون الحد الأوسط في القياس. وهذه، فالعلة الفاعلة الموجبة لذلك فيها، هي نفسها بقوتها وخاصتها. فما الذي أقوله في هذا؟ وهل لي أن أجعل ما لي علة علة؟؟؟. . .
38 -
قبل أن تكدره الخلائق بأنفاسها
كانت امرأة من العرب تأتي بصبيبة لها كل يوم قبل الصبح فتقف بهم على تل عال، وتقول: خذوا صفوا هذا النسيم قبل أن تكدره الخلائق بأنفسها.
39 -
وهل اقتتلوا إلا على الخبز والبقل
قال البلاذري: قال كثير بن شهاب يوماً: يا غلام، أطعمنا.
فقال: ما عندي إلا خبز وبقل.
فقال: وهل اقتتلت فارس والروم إلا على الخبز والبقل؟؟!!
40 -
أفضل الناس بعد رسول الله
أتى شيعي وسني أبا نواس، فقالا: أي الناس أفضل بعد رسول الله
فقال: أفضلهم بعده يزيد بن الفضل.
فقالا: ومن يزيد بن الفضل؟؟!!
فقال: رجل يعطيني كل سنة ثلاثة آلاف درهم. . .
41 -
ما الذي نستعمله
مما تبيحه الشريعة؟
كان الأمير قرواش ناباً وهاباً جارياً على سنن (العرب) قيل:
إنه جمع بين أختين في النكاح فلامته (العرب) على ذلك.
فقال: أخبروني ما الذي نستعمله مما تبيحه الشريعة؟؟
42 -
فإذا رقية الخبز أطول منها
قال خلف الأحمر: كنت أرى أنه ليس في الدنيا رقية أطول من رقية الحية فإذا رقية الخبز أطول منها (يعني ما يتكلفه الإنسان من النظم والنشر والتآليف والخطب لطلب المال).
43 -
أينما كانت انتفعنا بها، ولم يزدني على ذلك فعجبت من عقله.
44 -
لم تبلغ قدريتي هذا كله
حدث المبرد: أخبرني الميثمي قال: قال رجل لثمامة (القدري، المعتزلي) أنت إن شئت قضى فلان حاجتي.
فقال ثمامة: أنا قدري، ولم تبلغ قدريتي هذا كله. إنما قلت. إن شئت فعلت، ولم أقل: إن
شئت فعل فلان. .
45 -
لولا الفول لطاروا
قال أبو الحجاج البلوي: كنت اقرأ على الحافظ بالإسكندرية جزءاً من تآليفه فمررت فيه بحديث يرويه عن أشياخه عن الشافعي قال: القول يزيد في الدماغ والدماغ يزيد في العقل، وأهل تلك البلاد ينقطون الفاء بواحدة من فوق، وينقطون القاف باثنتين من فوق أيضاً. فلم ألق بالي، وحسبت الفاء قافاً فقرأ: القول يزيد في الدماغ فضحك وكان حلواً ظريفاً، وقال لي: القول يفرغ الدماغ.
فقال له: القول عندي في الكتاب.
فقال: إنما هو الفول. فاعلمني بمذهبهم في النقط فقلت له: كيف يزيد الفول في العقل، ونحن نقول في بلادنا بخلاف ذلك؟
فضحك وقال: سألت عن هذه المسألة شيخي فلاناً: فقلت له: كيف هذا؟ وطبرستان أكثر بلاد الله فولاً، وأهلها أخف الناس عقولاً.
فقال لي: لولا الفول لطاروا. .
46 -
دعوني أصف ربي بما يستحقه
قال إعرابية في دعائها: يا عريض الجفنة، يا أبا المكارم، يا أبيض الوجه. فزجرها رجل.
فقال: دعوني أصف ربي بما يستحقه
محمد إسعاف النشاشبي