الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وربيع القلب لو يشرى
لماري عجمي
أروها بالدمعة الحرى
…
فالأسى قد ينعش الذكرى
روضة ما كان أروعها
…
وهي في أيدي الصبا سكرى
ما ترى الريحان مكتئباً
…
وأجما لا ثغر مفترا
قلقاً السحب تغمره
…
وهو لا شمساً ولا قطرا
نمت والأزهار ساهرة
…
ترتعي في سهدها البدرا
وسكون الليل منتشر
…
في مطاوي الثورة النكرا
ثم لاح الفجر منبثقاً
…
دون شدوٍ يملأ الفجرا
فإذا الأغصان لا ورق
…
وقضاء الدهر أن تعرى
وعيون الورد جاحظة
…
لا ضيا فيها ولا بشرا
فكأن الروض مقبرة
…
عريت أمواتها جهرا
لو ترى الفيحاء زاهية
…
روضة معسولة خضرا
خلتها الفردوس مزدهراً
…
وشهدت الآية الكبرى
فالدوالي وهي مثقلة
…
تترامى حولنا سكرا
ولآلي الزهر ناثرة
…
فوقنا أمجادها نثرا
أنجم لو رحت تسألها
…
بعضها جادت به كثرا
غرر كالجمر لاهبة
…
حين لا ماء ولا جمرا
ولجين فاض عن كثب
…
دفقت أمواجه تترى
شاقها النبع الذي هجرت
…
فعدت تستغفر البحرا
فتخال النهر مرتحلاً
…
ومقيماً تارة أخرى
وكأن الوجد يقعده
…
والمنى تجري به قسرا
من لأيام لنا سلفت
…
وربيع القلب لو يشرى
يوم كان الظل يجمعنا
…
لا نوى نشكو ولا غدرا
يوم كنا السيل هرولة
…
والنسيم الطلق إذ أسرى
وأغاني ود سامعها
…
لو نغنيها له الدهرا
نغرس الأزهار في سحر
…
ثم نجني طيبها عصرا
ورياض العيش وارفة
…
وجراح القلب ما تبرا
نستلذ الحب مرتجلا
…
وأحاديث الهوى جهرا
وأفانين منوعة
…
وجنون يزدري الكبرا
وقلوب ملؤها نغم
…
ورفيف يا لها وكرا
روعة غاضت منابعها
…
دون أن ندري لها عذرا
روضتي، أواه من ذكر
…
أصبحت محزونة صفرا
عقد التبريح منطقها
…
فهي لا سلكاً ولا درا
إنما الأطياب زفرتها
…
كلما جدت بها الذكرى
روضتي والبين فرقنا
…
فرغت كأسي فلا قطرا
أنت تشكين الجوى مللا
…
وأنا أعيا به صبرا
وكأني والأسى لججٌ
…
قارب يستعتب الغمرا
كلما استعطفت جانبه
…
لج في طغيانه كبرا
اعطفي يا ريح لا تذري
…
في الربى زهراً ولا عطرا
وابعثي الأنفاس باردة
…
جمداً يستوقف النهرا
وأثيري الوجد كامنه
…
واهصري آمالنا هصرا
فأنا يا ريح باقية
…
للمنى، للشوق، للذكرى
اغرس الأزهار في حلمي
…
عل من أرواحها نشرا
عادت الورقاء هاتفة
…
بلقا أحبابها بشرا
عادت الأدواح وارفة
…
وهفت ريح الصبا فجرا
وزكت في الشمس نضرتها
…
وأنا غصني بها يعرى
وأؤم الروض شاحبة
…
علني اكسي بها زهرا
فأرى شمسي مهاجرة
…
وأرى كأسي ولا خمرا
قيل لي والعين ذاهلة
…
إن تغني تلهمي سحرا
أتغني الطير من طرب
…
وهي في أقفاصها أسرى
ما تركت الشعر عن ملل
…
غير أني لا أرى شعرا
فجناح هاج هائجه
…
وجناح قد وهى كسرا
ليلى