المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مائة نقلة من كتاب نقل الأديب وهي ألف نقلة مقتطفة من ألف - مجلة «الثقافة» السورية - جـ ٩

[خليل مردم بك]

الفصل: ‌ ‌مائة نقلة من كتاب نقل الأديب وهي ألف نقلة مقتطفة من ألف

‌مائة نقلة

من كتاب نقل الأديب

وهي ألف نقلة مقتطفة من ألف كتاب

مؤلفه محمد إسعاف النشاشيي

حق الطبع والنشر ونقل شيء من هذه النقل محفوظ

أهدي مائة النقلة هذه إلى مجلة (الثقافة)

77 -

وقف ودار ثلاث دورات

قال العلامة البقاعي: حدثني الشيخ محيي الدين الأقصرأي - وكان ممن لازم الشيخ عز الدين محمد شرف الدين - أنه رأى رجلاً تكرورياً، اسمه (الشيخ عثمان ماغفا) وله عشرة بنين رجال أتى بهم إلى الشيخ عز الدين للاستفادة فقرأ عليه كتاباً فكان إذا قرر مسألة وقف ودار ثلاث دورات على هيئة الراقص ثم انحنى للشيخ على هيئة الراكع، فإذا جلس قام بنوه العشرة ففعلوا مثل فعله. . . .

78 -

يفديه بالعجوز السوامة

لما قال ابن زهر الحفيد الموشحة التي أولها:

هات بنت العنب وأشرب

إلى قوله:

وافده بأبي ثم بي

سمعها أبوه فقال: يفديه بأمه السوامه: وأما أنا فلا. . .

79 -

وهذا منك كثيراً

أمر عبد الله بي الزبير لأبي الجهم العدوي بألف درهم. فدعا له وشكر. فقال: بلغني أن معاوية أمر لك بمائة ألف درهم فسخطتها، وقد شكرتني!

فقال أبو الجهم: بأبي أنت أسأل الله أن يديم لنا بقاءك فأني أخاف أن فقدناك أن يمسخ الناس قردة وخنازير. كان ذلك من معاوية قليلاً، وهذا منك كثير. . . فأطرق عبد الله ولم ينطق

80 -

حامى على أمه

ص: 28

قال الزمخشري: قلت مرة لبعض أشياخي: إن فلاناً يبخل، وكان مبخلاً.

قال: حامى على أمه أن تزن بغير أبيه. . .

وهو

من الكلام المتباري في الحسن لفظه ومعناه.

81 -

اكتف بالبلاغة

كتب عبيد الله بن زياد الحارثي إلى المنصور رقعة بليغة يستميحه فيها. فوقع عليها أن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا لرجل أبطراه، وإن أمير المؤمنين مشفق عليك، فاكتف بالبلاغة. .

82 -

لو رآه ابن ليون لاختصره

كان ابن ليون التجيبي - وهو من شيوخ لسان الدين بن الخطيب - مولعاً باختصار الكتب، وتآليفه تزيد على المائة0

ومما يحكى عن بعض كبراء المغرب أنه رأى رجلاً طوالاً فقال لمن حضر: لو رآه ابن ليون لاختصره. . . (إشارة إلى كثرة اختصاره للكتب)

83 -

أرى الدعوات قد صارت قروضاً

ذكر بعض الكتاب أنه كان يعاشر سوقياً فاتفق أن دعاه يوماً.

قال: فلما تمكنت اشتغل عني صاحب الدعوة فعثرت على رقعة بخطه فيها:

فلاني دعاني مرتين ودعوته ثلاث مرات فعليه دعوة. وقد ذكرنا على هذا أسامي كل من يعاشرنا فلما انتهيت إلى اسمي فرايته قد حصل له على دعوات خرجت وقلت له: لا أتناول طعامك حتى أرد ما علي.

وقلت في ذلك:

أرى الدعوات قد صارت قروضا

وديناً في البرية مستفيضاً

فأكره أن أجيب فتى دعاني

ولا أدعو فيلقاني بفيضا

إذا كنت تدعوني لأدعوك مثله

ففعلك منحول إلى فعل تاجر

84 -

فإن لم ينتهوا راجعت ديني

كان أبو المطرب من لصوص الحجاز فتاب، فظلم فقال:

ص: 29

ظلمت الناس فاعترفوا بظلمي

فتبت، فأزمعوا أن يظلموني

فلست بصابرٍ إلا قليلاً

فإن لم ينتهوا راجعت ديني

85 -

وما كان قصدي غير صون حديثكم

يعلم الشيخ البوريني اللغة الفارسية حتى صار يتكلم بها كأنه أعجمي وفي ذلك يقول:

تعلمت لفظ الأعجمي وأنني

من العرب العرباء، لا أتكتم

وما كان قصدي غير صون حديثكم

إذا صرت من شوقي به اترنم

وإن كنت بين المعجمين فمعرب

وإن كنت بين المعربين فمعجم

فأغدو بأشواقي إليكم مترجماً

وسركم في خاطري ليس يعلم

86 -

ظهر الفساد في البر والبحر

قال المجي: كان قاضي العسكر محمد بن عبد الغني (المعروف بغني زاده) يرمي بتعاطي المدام، واتفق له من النكات البديعة أن أحمد باشا الحافظ كان حاكم البحر فاجتمعا وتذاكرا شيئاً من مباحث التفسير.

وكان ابن عبد الغني إذ ذاك مشتغلا بتحشية التفسير فقال له الحافظ: ما كتبت على قوله تعالى: يسئلونك عن الخمر والميسر.

فقال: أنا الآن اكتب قوله تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر

87 -

كأنها رؤوس رجال حلقت في المواسم

قال الأغر النهشلي لابنه لما بعثه لحضور ما وقع بين قومه فقال:

يا بني، كن يداً لأصحابك على من قاتلهم، وإياك والسيف فأنه ظل الموت، وإياك والرمح فأنه رشاء المنية، ولا تقرب السهام فإنه رسل تعصي وتطيع.

قال: فيم أقاتل؟

قال: بما قال الشاعر:

جلاميد أملأ الأكف كأنها

رؤوس رجال حلقت في المواسم

فعليك بها، وألصقها بالأعقاب والسوق

88 -

إن الله أعدل

من أن يجمعكم علينا والطاعون

ص: 30

قال المنصور لبعض أهل الشام: ألا تحمدون الله إن دفع عنكم الطاعون منذ وليناكم؟!

فقال الشامي: إن الله أعدل من أن يجعلكم علينا والطاعون. . . . . .

89 -

هذا من خاطر الجن

قال الصولي: حدثني علي بن عيسى قال: كان البحتري معي جالساً فسلم عليّ ابن لعيسى بن المنصور فقال لي من هذا؟

قلت هذا ابن عيسى بن المنصور الذي يقول ابن الرومي في أبيه:

يقتر عيسى على نفسه

وليس بباق ولا خالد

فلو يستطيع لتقتيره

تنفس من منخر واحد

فقال لي: أف وتف! هذا من خاطر الجن لا من خاطر الأنس. ووثب ومضى.

90 -

أف على النرجس والآس

قال العباس بن علي بن نور الدين المكي: كتب الشاه إسماعيل ملك العجم إلى الملك الأشرف قايتباي - ملك مصر - هذين البيتين:

السيف والخنجر ريحانتا

أفٍ على النرجس والآس

شرابنا من دم أعدائنا

وكأسنا جمجمة الراس

91 -

ومن يزيد الماءي

قال أبو بكر الجفاني: دخلت يوماً على القاضي حسين بن أبي عمرو وهو مهموم حزين فقلت: لا يغم الله قاضي القضاة فما الذي أراه؟

قال: مات يزيد الماءي!!!

فقلت: يبقى الله قاضي القضاة أبداً. ومن يزيد الماءي حتى إذا مات يغتم عليه قاضي القضاة هذا الغم كله؟

فقال: ويحك، مثلك يقول هذا في رجل أوحد في صناعته، وقد مات ولا خلف له يقاربه في حذقه. وهل فخر البلد إلا أن يكون رؤساء الصناع، وحذاق أهل العلوم فيه. فإذا مضى رجل لا مثل له في صناعة لابد للناس منها، فهلا يدل هذا الأمر على نقصان العلم، وانحطاط البلدان. . .

92 -

يا جاهل

ص: 31

هل رأيت أحداً يهب ولده؟

قال جحظة: قال علي بن الهجم: قلت لخالد الكاتب: هب لي بيتك الذي تقول فيه:

ليت ما أصبح من

رقة خديك بقلبك

فقال: يا جاهل، هل رأيت أحداً يهب ولده؟

محمد إسعاف النشاشيبي

ص: 32