الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: حافظ إبراهيم
الأسطول العثماني [*]
بالذي أجراك يا ريح الخزامى
…
بَلِّغي (البوسفور) عن (مصر) السلاما
واجمعي من كل روض زهرة
…
واجعليها لتحايانا كماما
وانشري رياك في ذاك الحمى
…
والثمي الأرض إذا جئت (الإماما)
ملك للشرق في أيامه
…
همة الغرب نهوضًا واعتزاما
أيها القائم بالأمر لقد
…
قمت في الناس فأحسنت القياما
جرد الرأي فكم رأي إذا
…
سلّ في غمد النهي فلَّ الحساما
وابعث (الأسطول) ترمي دونه
…
قوة الله وراء وأماما
يكلأ الشرق ويرعى بقعة
…
رفع الله بها (البيت الحراما)
وثغورًا هن أبهى منظرًا
…
من ثغور الغيد يبدين ابتساما
خصها الله بأفق مشرق
…
ضم في اللآلاء (مصرا) و (الشآما)
حي يا مشرق أسطول الأولى
…
ضربوا الدهر بسوط فاستقاما
ملكوا البر فلما لم يسع
…
مجدهم نالوا من البحر المراما
بجوار منشآت كالدمى
…
أينما سارت صبا البحر وهاما
كلما أوفت على أمواجه
…
سجد الموج خشوعًا واحتشامًا
كان بالبحر إليها ظمأ
…
وعجيب يشتكي البحر الأواما
فهي في السلم جوار تجتلي
…
تبهر العين رواء ونظاما
وهي في الحرب قضاء سابح
…
يدع الحصن تلالأ ورجاما
ما نجوم الرجم من أبراجها
…
أثر عفريت من الجن ترامى
من مراميها بأنكى موقعا
…
لا ولا أقوى مراسًا وغراما
وهي بركان إذا ما هاجها
…
هائج الشر عداء وخصاما
جبل النار لقد رعت الورى
…
أنت في حاليك لا ترعى ذماما
أنت في البر بلاء فإذا
…
ركب البحر غدا موتا زؤاما
فاتقوا الطود مكينًا راسيا
…
واتقوا الطود إذا ما الطود عاما
حملت حربًا فكانت حقبة
…
نذرًا للموت يجتاح الأناما
خافها العالم حتى أصبحت
…
رسلاً تحمل أمنًا وسلاما
بُعِثَ المشرق من مرقده
…
بعد حين، جل من يحي العظاما
أيها الشرقي شمر لا تنم
…
وانفض العجز فإن الجد قاما
وامتط العزم جوادًا للعلى
…
واجعل الحكمة للعزم زماما
وإذا حاولت في الأفق منى
…
فاركب البرق ولا ترض الغماما
لا تضق ذرعًا بما قال العدى
…
رُبَّ ذي لُبٍّ عن الحق تعامى
سابق الغربي واسبق واعتصم
…
بالمروءات وبالبأس اعتصاما
جانب الأطماع وانهج نهجه
…
واجعل الرحمة والتقوى لزاما
طلبوا من علمهم أن يعجزوا
…
قادر الموت وأن يثنوا الحماما
وأرادرا منه أن يرفعهم
…
فوق هام الشهب في الغيب مقاما
(قتل الإنسان ما أكفره)
…
طاول الخالق في الكون وسامى
أحرج الغيب إلى أن بزّه
…
سرّه بزا ولم يخش انتقاما
قوة الرحمن زيدينا قوى
…
وأفيضي في بني الشرق الوئاما
أفرغي من كل صدر حقده
…
أملأ التأريخ والدنيا كلاما
أسأل الله الذي ألهمنا
…
خدمة الأوطان شيخًا غلاما
أن أرى في البحر والبر لنا
…
في الوغى أنداد (توجو) و (أوياما)
_________
(*) أنشدنا محمد حافظ أفندي إبراهيم لنفسه هذه القصيدة في اللية الموسيقية التي أحييت برعاية رؤوف باشا المعتمد العثماني هنا ورياسة الأمير محمد علي حليم ليخصص ريعها للأسطول العثماني.