الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: عبد الحميد الزهراوي
خديجة أم المؤمنين
(9)
الفصل الثامِنَ عَشَرَ [*]
(عظم المِنَّة باتساع المنَّة)
كان محمد صلى الله عليه وسلم قويّ القلب جدًّا تدل على ذلك سيرتُه كلها من
أولها إلى آخرها، ولكن مهما قوي القلب أمام الحوادث المعتاد وقوع أمثالها بين
الناس فلا يدل ذلك على أنه لا تأخذه روعة أمام صوت غير بشري، يهيب به إلى
أمْر غير حسي؛ لذلك لا ينبغي أن تستغرب الروعة التي أخذت لأول وهلة ذلك
القلب القوي العظيم ، فإنه دعي من لدن الحق بواسطة الروح إلى وظيفة تَنُوءُ
بِحَمْلِها المنن، ويجب بِحَسَبِ حدودها قلب السنن.
إي لَعَمْر الحق لا غرابةَ في روعة تنفض الظهر، إذا حدثت لمن نودي هذا
النداء بهذا الأمر، وبديهي احتياج هذا المأمور إلى شرح الصدر، والتأييد ورفع
القدر، ولا بدع إذا ضمن له كل تأييد من أراد أن يكون قلبه محلاً لتنزلات وحيه
الأعلى.
نعم ألمت الروعة بقلب صاحب (حراء) لما نزل عليه الروح بما نزل به
عليه وقد صرح لخديجة بذلك وقال لها: (لقد خشيت على نفسي) ولكن التأييد
حافٌّ به، والإيناس صافٌّ من حوله، وناهيك أن في منزله الذي إليه يثوب روحًا
شريفًا كأن الله قد أوجده خاصة لتأييده وشرح صدره بادئ بدء هو روح السيدة
(خديجة) .
لم تكن هذه السيدة أقوى مُنَّه من بعلها الكريم ولكن هو واجهته روائع الجلال
مواجهة، فأخذته بين حيرة وشوق وخشية عجز عن القيام بالوظيفة، وأما هي
فسمعت بالأمر سماعًا، ووجدت للتفكير فيه مجالاً، ولإيناس الرفيق مقالاً.
ولو بُدهت امرأة بما بُدهت به هذه السيدة من هذا النبأ العظيم وكان ينقصها ما
حلَاّها الله به من الفطنة وبُعد الإدراك وسلامة الفطرة وما أعطاها من قوة التمييز في
وزن الأمور ومعرفة مقاييسها لتراخت مفاصلها ووهت قوتها أمام هذا الحادث
الغريب، ولكن العناية الأزلية التي لها اليد في إظهار هذا المظهر الأعلى قد أتمت
العمل من أوله إلى آخره ونسقته على أحسن منوال فلا بدع بما نراه في هذه السيدة
من الصفات التي تساعد على استقبال أمور عظيمة لأنها خلقت لتكون زوجة لذلك
الرجل الذي سيأتيه أعظم الأمور ويأتي به.
تفكرت (خديجة) في هذا الأمر وأخذت تسائل نفسها بنفسها وللأمل ههنا وجه
وللخوف وجه: فالأمل يقول لها: (إن الأمين لصادق وإن روحه لزكية قوية لا
سلطان لروح الشر عليها والروح الذي جاءه إنما بلغه باسم ربه أنه اصطفاه رسولا
والله على هذا قدير، وباختصاص من شاء بما شاء جدير، وأي شيء يمنع رب
العالمين إذا أراد أن يتكرم على هذا البيت بإنزال وحيه فيه فيغدو بعد الآن مشرقًا لا
تضاهيه المشارق، يفيض النور على القبائل والشعوب، أنت اللهم على هذا قادر
إذا أردت ولا مانع لما أعطيت، والوجل يقول لها ما هذه الحال التي أخذت حبيب
قلبي فراعته، إني لأخشى أن يكون أمرًا جسمانيًا بحتًا كما قد يعرض للأفراد، إني
لأخاف أن يصبح هدفًا لرمي الأضداد، ولكن سرعان ما غالب الأمل على الوجل،
والمِنَّة على الضعف، ووشكان ما تبدَّت لها وجوه الأدلة على أن ما أتى بعلها الكريم
هو بريد خير عظيم، ومقدمة فلاح عميم، وكانت أدلتها على ذلك عقلية ونقلية
تقدمت العقلية منها على الثانية.
الفصل التاسع عشر
(الأدلة العقلية)
لما قال: محمد صلى الله عليه وسلم لخديجة (لقد خشيت على نفسي) قالت
له: (كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب
المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وتَصْدُق الحديث، وتؤدي
الأمانة) .
إن هذا الكلام الذي صدر منها على الفور هو نتيجة معرفة سابقة، هو نتيجة
تفكر جميل قد أعطى الثمرة سريعًا، هذا الكلام الوجيز يؤلف استدلالاً عقليًا من
أعظم الاستدلالات فإنه قد أتى ساذجًا نظيفًا لا غبار عليه من التكلف، ولا شيء منه
بواقف أمام الذهن، هو قياس باهر النتيجة، مطوي بعض الحواشي، ومن أبدع
الأقيسة نظمًا، ومن أجملها وقعًا، بيد أن الأفهام كدأبها في التفاوت، وعلى سنتها
في التخالف، لا يستغني كثير منها عن تشريح هذا القياس لتطلع على قلبه وأعضائه
واحدًا واحدًا، فحينئذ يلوح لها انطواء الإفادات الغزيرة، في هذه الكلمات الوجيزة،
وتعلم من قريب أن الحكمة بيد الله يؤتيها من يشاء.
(1)
يخرج من كلام هذه السيدة أن النوع الإنساني محل لعظيم تجليات رب الأنواع
كلها، ولذلك يحب كل ما يؤدي إلى تسامي هذا النوع ويخلق الأسباب لذلك ويأخذ
بيدها لتتغلب على ما أظهره بحكمته التي لا نعلمها من أضدادها.
(2)
ويخرج من كلامها أن الله عز وجل مطلع على أعمالنا ومجاز عليها، وأنه
يحب منا أعمالاً ويكره أخرى وأن الذي يحبه منا على حسب تفكرها هو الاستقامة
ومساعدة بعضنا لبعض ولا سيما مساعدة الضعفاء.
(3)
ويخرج منه أن من يفعل الخير لا يأتيه إلا الخير، والخير الذي نعبر عنه بهذا
اللفظ قد جاء في عبارة السيدة بتفصيل أعمال كلها من باب مساعدة الإنسان للإنسان
فهذه المساعدة في نظرها كل خير أو هي كل الخير فهل يكافئ الله فاعل الخير
بغير الخير؟ إن هذا لا يكون على حسب تفكرها.
(4)
ونتيجة قياسها أو أقيستها أن هذا رسالة ربانية فيها الخير لا الضير، وأن الله
عزوجل سيتفضل بتأييد هذا المأمور في حمل هذه الأمانة على ثقلها وصعوبة تأديتها
لقوم ينكرونها ولا يعرفونها.
الفصل العشرون
(شرح حكمة السيدة خديجة)
إن محيط جلال الله الذي ليس له حد لا تبلغ سَفن العبارات شيئًا من سواحل
التعريف به حق التعريف، وإنما هي لتستعين النفس على بث حبها له عزوجل
وتمجيدها إياه وليزداد شوق النفوس إلى الكمال، وتعبدها لذلك الجلال، لقد عزت
صفات واجب الوجود عن أن ترسمها اللغات، كما عزت ذاته عن أن تحدها الجهات
وأن حقيقته لهي فوق المجاز والاستعارات.
لكن الإنسان خلق عظيم الشوق إلى تصور ربه، وغير صبور عن الإشارة
إلى وصفه، وليت شعري أنَّى يبلغ الواصفون صفة من كُنْهِهِ مُحْتَجَبٌ في خزائن
الغيب الأعظم!
لقد نفد صبر الإنسان في هذا الأمر من قديم الأزمان وأقدم على وصف ربه فلم
يجد غير الاستعارة حيلة فوصفه بما يتصف به الإنسان نفسه ولذلك وقع تناقض
كثير في أوصاف الواصفين لأن رب العالمين غير حادث ولا تشبهه الحوادث تعالى
عن ذلك علوًّا كبيرًا.
ولقد ظهر بين البشر رجال منهم أتتهم الأرواح وكلمتهم من عند الله فأيد كلام
الله بواسطة الروح ما درج عليه الناس من الاستعارة فأصبح هذا الأمر عامًا لا فرق
بين الناس فيه إلا فيما اختلفت فيه عباراتهم.
والأفكار المستقلة تؤدى إلى قبول هذا الأسلوب أيضًا لأن التفاهم في هذه
الأبواب لا يستغني عنه ولا يمكن إلا بالعبارة.
إلى الله سبحانه يرجع كل شيء فهو أنشأ الإنسان على هذا المثال، وهو علمه
ما قد عرفه إلى الآن، وخلاصة ما عرفنا من ظواهر التكوين أن البارئ المصور
عز وجل لما أراد أن يكون هذا الإنسان مميزًا عليمًا أظهر الأشياء أمامه مبنية على
التضاد وجعل تميز الأشياء بأضدادها، وأودع فيه ضدين جعل عليهما مدار سيرته
كلها في حياته هما الاستحسان وضده، وجعل مع الاستحسان الشوق والحب، ومع
ضده النفرة والبغض.
واقتضى ناموس التضاد الذي عليه مدار تمييز الإنسان أن تتخالف أفراد هذا
النوع في الاستحسان وضده فكثرت أسباب تخالفهم فنشأ بينهم الضدان المسمى
أحدهما خيرًا والآخر شرًا، واحتاجوا إلى جواذب تجذب الخير ودوافع تدفع الشر
فرجعت كل معارفهم إلى معرفة هذه الجواذب والدوافع، ومن نمي منهم علمه بها
وسما عمله على موجب هذا العلم سمّوه حكيمًا.
وهل جائز أن يكون بعض أفراد الإنسان حكيما والبارئ غير حكيم؟ كلا ثم
كلا، بل ليست حكمة الإنسان إلا من الله، والله هو العليم الحكيم، نعم بيد أننا نفقه
معنى حكمة الإنسان لأننا نميزها بضدها وليس لعلم الله وعمله وإرادته جل جلاله من
ضد.
انظر تجدنا نعرف الأسرار في كل دقيقة من الدقائق التي يؤلف الإنسان منها
شكلاً من الأشكال لأن الإنسان إنما يصنع ما يصنع للاحتياج والاستفادة وأما الذي
أراد ظهور الأشياء بهذا التنوع فلم يرد هذا لحاجة أو جدوى تعود عليه، ثم انظر
تجد أننا نسمي ما يصنعه الإنسان لا لفائدة عبثًا ولا نسمي عمل المستغني عن الفائدة
عبثًا مع أننا لا نرى فائدة في عمله لا له لاستغنائه وتقدسه، ولا للمصنوع من معدن
ونبات وحيوان وغيرها.
فإذا أمعنت النظر يظهر لك أننا لا نستطيع أن نعلم ما هي حكمة الله في ظهور
الأشياء على ماهي عليه ولكن نقص هذا العلم لم يمنعنا عن القول بأن له حكمة في
كل شيء ونعلم من هذا وضوح عجز العبارة في كشف خدور هذه الحقائق مع عدم
الاستغناء عنها.
ثم إذا رجعنا النظر إلى علاقة هذه الظاهرات بالإنسان يبدو لنا أمر يحمل على
مزيد التفكير والتذكر ذلك أن كل شيء منها يفيد الإنسان حكمة إذا تصدى لقراءته
على صفحات الاعتبار، إن الإنسان ليرى إذا تأمل نظامًا بديعًا في هذه الظاهرات
ويرى له نصيبا في كل شيء منها.
فمن هذا الوجه قد يصح لنا القول بأن من جملة حكم الله تعالى في هذه
الظاهرات تجلي آلائه وكرمه بجعل علاقة النفع، والانتفاع بين هذه الأنواع
والصنوف التي لا تحصى وبين هذا الكائن الصغير الجُرم.
هذه العلاقة ظاهرة يكاد يراها كل من تأمل في استفادتنا معشر البشر من كل
هذه الظاهرات، أما محبو الحكمة فيعمقون نظرهم ويتلمسون الأسرار في تشكلاتها
وتألفاتها على هذه الوجوه والأوضاع، ولو فرضنا أنها جاءت على غير هذه الوجوه
لتوجهت أنظارهم إلى استجلاء فوائدها ثمة أيضًا لأنها كلها من الله، وما مِن الله لا
يكون عبثًا بل يستفيد منه الإنسان حكمة أو شيئًا آخر فكأن الإنسان أكرم من كل هذه
الظاهرات وكأنه هو المقصود بأن تتكشف له الحكم والأسرار الربانية.
هذا هو الأساس الذي أقيمت عليه قواعد حكمة الإنسان، وهو مبدأ سيره
لمعرفة حكمة الله الحكيم الأعلى جل وتقدست أسماؤه.
حِكمة الإنسان في الحقيقة هدية ربانية يختص بها مرجع الأشياء من أراد
إظهاره سليم الفطرة، حادِ الفكرة، فهو يكون كثير الذكر، قليل النسيان، والكائنات
كلها عِبَر وتعليم لمن تذكر، وليست حكمة الإنسان تلقينا يُقَدَم له كل مرء، ويؤتاه
كل أحد من كتاب يُكتب، أو خطاب يُخطب، لكن مع أنه لم يكن أحد مستعدًّا أن
ينال الحكمة نجد الحكمة ذات بركة شاملة تزور بيوت غير الحكماء أيضًا فتملأها
فوائد كثيرة من غير أن يشعر أربابها بحركتها وحركة حاملي لوائها.
كانت السيدة خديجة ذات نصيب من هذه الهدية العليا الربانية هدية الحكمة،
وقد رأى القارئ آنفًا شيئًا من حكمتها وجميل تفكرها وتذكرها ونحن في هذا نشرح
ذلك الإجمال وتزيد المقام حظا من ذلك الجمال:
(1)
فهي رأت أن النوع الإنساني محل لعظيم تجليات رب الأنواع وأنه
سبحانه يحب كل ما يؤدي إلى تسامي هذ النوع، وحق ما رأت فإن إظهار هذا
النوع على هذا المثال هو أوضح ضياء يرى به المدلج أن الله سبحانه أحب أن
يُعرف فاقتضت إرادته ظهور هذا النوع مستعدًا للمعرفة وعظيم الشوق إليها،
والإنسان في ظهوره جسمًا وروحًا وتفاوت أفراده بالأرواح تفاوتًا عظيمًا قد أصبح
دون ريب من أكبر الآيات في هذا الباب على ذلك الشأن العظيم من المراد الإلهي،
وأضحى مجمع أسرار وكنز حقائق لا يمارى فيها إلا من جعل النسيان بينهم وبين
الملكوت الأعظم حجبا.
ومن المُشاهد أن البارئ عز وجل يخلق الأسباب المساعدة على ترقي هذا
النوع ويأخذ بيدها لتتغلب على ما أظهره بحكمته التي لا نعلمها من أضدادها، إننا
قد شاهدنا مما جرى ويجري من الدفاع والجدال بين جواذب الإنسان إلى حنادس
الجهل، وجواذبه إلى مشارق العلم، فوجدنا الغلبة للثانية على الأولى، وحسبك أن
الإنسان بعد أن كان كسائر الحيوان لا يفقه غير حاجته إلى عشب يصد به ألم
جوعته، وماء يرد به ألم عطشته، أصبح يعرف الغوامض من أمور الكواكب،
ويحسب من حركاتها ما هو أقل من لمح البصر حتى تسنى له بذلك أن يعرف متى
يكون الخسوف والكسوف، دع عنك معرفته بما فوق الثرى وما تحته، ودع عنك
توصله إلى استخدام الروح الساري في هذه الظاهرات الدنيا نعني به الكهرباء ودع
عنك استفادته من الأرواح العليا، وإتيانه بواسطتها بالأنباء البعيدة والمحجوبة.
(2)
ورأت السيدة خديجة أن البارئ عز وجل مطلع على أعمالنا ومجاز
عليها وأنه يحب منا أعمالا ويكره أخرى.. . ومن تذكر ما حررناه في مقدمة هذا
الفصل يعرف أن مثل هذا التعبير يقصد به تصوير معان من كمال الله تعالى فهو
سبحانه محيط بالوجودات كلها وقد جعل لها سننا من جملتها أن جعل أفراد النوع
الإنساني محتاجين إلى إرشاد بعضهم لبعض ومعاونة بعضهم لبعض ولا تنس أن الله
سبحانه قضى بالتضاد ليميز به الإنسان فما قرب من سننه محبوب عنده، وما بعد
عنها مكروه لديه. هيهات هيهات، أن نعرف ما معنى محبته سبحانه وكراهيته لأنه
سبحانه لا ضد له، ولكن هذا العجز لا يثنينا عن الاعتقاد بأنه يحب ما ينفعنا ويكره
ما يضرنا كما هو مقتضى حكمته ورحمته بحسب إيماننا وإنما خلق الضار والمكروه
مع النافع والمحبوب؛ ليتم ناموس التضاد الذي قضت به حكمته.
ومن أمعن النظر بكل ما سلف هنا يتبين له أن في مقدمة المحبوب لديه
مساعدة بعضنا لبعض ولا سيما مساعدة القوي للضعيف، ومن يُرزق هذا الروح لا
يكن إلا سليم الفطرة، طيب القلب، غير متهيج لنقص حظ، ولا متعال بزيادة
نصيب، فلا يكون إلا محبوبًا تأتيه المساعدة من قِبل عالَم الغيب وعالَم الحس
والشهادة.
(3)
على هذا ترى هذه السيدة أن الله سبحانه لا يكافئ، فاعل الخير بغير
الخير في هذه الحياة، وأهل الملل يقولون هذا القول باعتبار ما يلقى المرء في
الحياة الثانية التي إنما تكون لنيل الجزاء، وأما في هذه الحياة فمنهم من يذهب هذا
المذهب الذي ذكرناه ومنهم من يقول: إنَّ فاعل الخير يُبتلى في هذه الحياة بالشرور.
ونحن لا ينبغي أنْ ننسى أنَّ مذهب هذه السيدة مشوق لفعل الخير؛ لأن
المجازاة عليه في هذه الحياة والحياة الأخرى مما يزيد محبيه حبًّا فيه، وإليه أذهب
وبه أثق، ولا عبرة بمن يشذ عن قاعدة هذا المذهب ممن ظاهرهم الخير والله أعلم
بسرائرهم.
هذا بعض تفصيل لما جاء مجملاً في حكمة السيدة (خديجة) ولم نسوّغ الزيادة
على هذا المقدار خشية تعب الرفيق القارئ، ومنه يعلم رفيقنا أن هذه الاستدلالات
العقلية كافية لمن كان له قلب سليم كقلب سيدتنا أن يعرف معرفة تدفع الريب أن
الروح الذي وافى معدن الخير محمدًا صلى الله عليه وسلم إنْ هو إلا روح خير وسلام
وفلاح ونعمة وإكرام، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
((يتبع بمقال تالٍ))
_________
(*) تابع لما نشر في (ص155م13) من سيرة السيدة خديجة.