المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

-‌ ‌8- الاشتراكية - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ١

[أحمد قبش]

الفصل: -‌ ‌8- الاشتراكية

-‌

‌8- الاشتراكية

ص: 201

- لقد جاءَنا هذا الشتاءُ، وتحتهُ

فقيرٌ معرّى، أو أميرٌ مدوَّجُ

- زقد يُرْزَقُ المجدودُ أقواتَ أمةٍ

ويُحْرَمُ، قوتاً، واحدٌ، وهو أحوجُ

- ولو كانتِ الدنيا عروساً وجدتُها

بما قتلتْ أزواجَها، لا تزوَّجُ

المعري

ص: 202

- وما تتكافَا الحالُ إِن لم يقعْ

ردٌ من الأقوى على الأضعفِ

البحتري

ص: 203

- ولو أني حُبيتُ الخلدَ فرداً

لما أحببتُ بالخلدِ انفرادا

- فلَا هَطلتْ عليَّ ولا بأَرضي

سحائبُ ليس تنتظمُ البلادا

المعري

عَيَّرَ رجلٌ عروةَ بالنحافةِ وكان الرجلُ سميناً فأجابه عروةُ:

ص: 204

- إِني امرؤٌ عافي إِنائي شركةٌ

وأنتَ امرؤٌ عافي إِنائكَ واحدُ

- أتهزأُ مني أن سمنتَ وأن ترى

بوجهي شحوبَ الحقِّ والحقُّ جاهدُ

- أقسمُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ

وأحسو قراحَ الماءِ والماءُ باردُ

عروة بن الورد

ص: 205

- إِنما الحقُ مذهبُ الاشترا

كيةِ (الاشتراكية) فيما يختصُّ بالأموالِ

- مذهبٌ قد نما إليه أبو ذرٍ

قديماً في غابرِ الأجيالِ

- ليسَ فضلُ الزكاةِ في الشرعِ إِلا

خطوةٌ نحو مبتغاهُ العالي

- مبدأٌ ذو مقاصدَ ضامناتٍ

ما لأهلِ الحياةِ من آمالِ

- مُوصِلاتٌ إلى السعادةِ في العيـ

ش (العيش) هوادٍ إِلى طريقِ التعالي

- ليسَ للمرءِ أن يعيشَ بلا كدٍ

وإِن كانَ من عظامِ الرجالِ

الرصافي

ص: 206

- زعمَ الزَاعمونَ، والقولُ من

مَيْنٍ وصدقٍ يُروى، فعالي وَعيفي

- إِن شقاً، يلوحُ في باكنِ البُرِِّ

ةِ (البرة) قسمٌ بيني وبين الضعيفِ

المعري

ص: 207

- للاشتراكيةِ العقبى إِذا شملتْ

شتى الشعوبِ وجاراها المجاورنا

- فلا الكثيرونَ مُلكاً للأقلينا

ولا الأقلونَ مُلكاً للكثيرينا

- ولا نرى واحداً ملأى خزائنُهُ

بالمغنياتِ وآلافاً يجوعونا

- ولا نرى درةً في رأسِ محتكمٍ

تهفو إِليه قلوبُ المستظلينا

أحمد الكاشف

ص: 208

- اللهُ فوقَ الخَلْقِ فيها وحدهُ

والناسُ تحتَ لوائها أكفاءُ

- والدينُ يسرٌ والخِلافةُ بيعةٌ

والأمرُ شورى والحقوقُ قضاءُ

- الاشتراكيونَ أنتَ إِمامهمْ

لولا دَعاوى القومِ والغلواءُ

- دوايتَ متئداً وداوَوا طفرةً

وأَخفُّ من بعضِ الدواءِ الداءُ

- والبِرُّ عندكَ ذمةٌ وفريضةٌ

لا منةٌ ممنونةُ وجباءُ

- جَاءتْ فوحدتِ الزكاةُ سبيلهُ

حتى التقى الكرماءُ والبخلاءُ

- أنصفْتَ أهلَ الفقرِ من أهلِ الغنى

فالكلُ في حقٍ الحياةِ سواءُ

- فلو أن إِنساناً تخيرَ ملةً

ما اختارَ إِلا دينَكَ الفقراءُ

أحمد شوقي

ص: 209

- إِذا وهبَ اللهُ لي نِعْمةً

أفدتُ المساكينَ مما وهبْ

- جعلتُ لهم عَشرَ سقسِ الغمامِ

وأعطيتهمْ رُبعَ عشر الذهبْ

- وإِلا فليسَ على قادحٍ

إِذا ما كبا الزندُ، دفعُ اللهبْ

المعري

ص: 210

- من حَبَّةِ البُرِّ اتخذْ مثلَ الندى

يا من قَبضتَ على الندى يُمناكا

- هي حبةٌ أعطتكَ سبعَ سنابلٍ

لتجودَ أنتَ بحبةٍ لِسواكا

- حلمتْ بأن ستكونَ في خبزِ القِرى

فتراقصتْ للموتِ تحت رَحاكا

- وكأنما الشقُّ الذي في وَسْطِها

لكَ قائلٌ: نصفي يَخُصُّ أخاكا

القروي

ص: 211

- عندنا اليومَ في الحياةِ نظامٌ

قد حَوى كلَّ باطلٍ ومحالِ

- حيثُ يسعى الفقيرُ سعيَ أجيرٍ

لغنيِ مستأثرٍ بالغلالِ

- فتَرى المكثرينَ في طيبِ عيشٍ

أرغدتهُ لهم يدُ الإِقلالِ

- وتَرى الغائصينَ في البحرِ أمسى

لسواهمْ ما أخرجوا من لآلي

- وتَرى المُعْسِرينَ في كلِّ أرضٍ

كعبيدٍ والموسرينَ موالي

- أكثرُ الناسِ يكدحونَ لقومٍ

قعدوا في قُصورهمْ والعلالي

- واحدٌ في النعيمِ يلهو وألفٌ

في شقاءٍ وأبؤسٍ واعتلالِ

الرصافي

ص: 212

- يريدُ الخالقُ الرزقَ اشتراكاً

وإِن يكُ خَصَّ أقواماً وحابا

- فما حرمَ المجدَّ جنة يديهِ

ولا نسيَ الشقيَّ ولا المُصابا

- ألم ترَ للهواءِ جرى فأفضى

إِلى الأكواخِ واخترقَ القبابا

- وأَنَّ الشمسَ في الآفاقِ تغشى

حِمَىْ كسرى كما تَغشى اليبابا

- وسرَّى اللهُ بينكمُ المنايا

ووسدكمْ مع الرسلِ الترابا

أحمد شوقي

ص: 213