المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5- الخمرة والنبيذ - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٣

[أحمد قبش]

الفصل: ‌5- الخمرة والنبيذ

-‌

‌5- الخمرة والنبيذ

ص: 301

- أما النبيذُ فقد يزري بشاربهِ

ولن ترى شارباً أزرى بع الماءُ

- الماءُ فيه حياةُ الناسِ كلهمِ

وفي النبيذِ إِذا عاقَرْتهُ الداءُ

- يُقالُ هذا نبيذيٌ يعاقرهُ

فيه عن البرِّ والخيراتِ إِبطاءُ

اسحق بن سويد

ص: 302

- لا، ووعدِ الوصلِ باللح

ظِ (باللحظ) على رغمِ الرقيبْ

- واختلاسِ القبلةِ الحلو

ةِ (الحلوة) من خدِّ الحبيب

- وسماعٍ مسنطابٍ

جاءَ في لفظٍ مصيبْ

- ما سوى الراحِ لداءِ الهمِّ

عندي من طبيبْ

ابن وكيع التنيسي

ص: 303

- إِياكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ،

غالبةٌ، خابَ ذلكَ الغَلبُ

- خابيةُ الراحِ ناقةٌ حفلتْ،

ليس لها، غير باطلٍ، حلبُ

- أشأمُ من ناقةِ البسوسِ على النا

سِ، (الناس) وإِن يُنلْ عندَها الطلبُ

- الباليةُ بابُ كُلِّ بليةٍ

فتوقينَّ هجومَ ذاكَ البابِ

- جرتْ مَلاماتِ الصديقِ وهجرهُ

وأذى النديمِ، وفرقةَ الأحبابِ

- هتكَتْ حجابَ المحصناتِ وجشمت

مهنَ العبيدِ، تهضمُ الأربابِ

المعري

ص: 304

- لعمرُك ما يُحْصَى على الكأسِ شَرُّها

وإِن كانَ فيها لذةٌ ورخاءُ

- مراراً تريكَ الغيَّ رُشْداً وتَارةً

تخيلُ أن المحسنينَ أساءوا

- وأن الصديقَ الماحضَ الودِّ مبغضٌ

وأن مديحَ المادحينَ هجاءُ

- وجرَّبتُ إِخوانَ النبيذِ فقلما

يدومُ لإخوانِ النبيذِ إِخاءُ

يزيد بن محمد المهلبي

ص: 305

- ثلاثةٌ تُعطي الفرحْ

كأسٌ وكَوبٌ وقدحْ

- ما ذُبحَ الزِّقُّ لها

إلا وللهَمِّ ذَبَحْ

ضياء الدين بن الأثير

ص: 306

- أخو الراحِ إِن قالَ قولاً وجدتَ

أحسنَ مما يقولُ: الصموتا

- ويشربُ منها إِلى أن يقيءَ

ولا غروَ إِن قلتَ: حتى يموتا

المعري

ص: 307

- حقوقُ الكأسِ والندمانِ خمسٌ

فأوَّلُها التزينُ والوقارُ

- وثانيها مسامحةُ الندامَىْ

فكم حَمَتِ السماحةُ من ذمارِ

- وثالثُها، وإِن كنتَ ابن خيرِ ال

بريةِ (البرية) محتداً، تركُ الفخارِ

- ورابعُها وللندمانِ حقٌ

سوى حقِّ القرابةِ والجوارِ

- إِذا حَدَّثْتَهُ فاكسُ الحديث ال

ذي (الذي) حدَّثته ثوبَ اختصارِ

- فما حُثٌ النبيذُ بمثلِ حسنِ ال

أغاني (الأغاني) والأحاديثِ القصارِ

- وخامسةٌ يدل بها أخوها

على كرمِ الطبيعةِ والنجارِ

- حديثُ ننساهُ جَميعاً

فإِن الذنبَ فيه للعقارِ

- ومن حكمتَ كأسكَ فيه فاحكمْ

له بلإقا لةٍ عندَ العثارِ

عبد الحمن العطوي

ص: 308

- أرى الخمرَ ناراً والنفوسَ جواهراً

فإِن شربتْ أبدتْ طباعَ الجواهرِ

- فلا تفضحنَّ النفسَ يوماً بشربِها

إِذا لم تثقْ منها بحسنِ السائرِ علي الكاتب

- هي الراحُ أهلاً لطولِ الهجاءِ

وإِن خَصَّها معشرٌ بالمدحِ

- فلا تفضحنَّ النفسَ يوماً بشربها

ولا يطرْبنكَ مغنٍ صدحْ

- ومن يفتقدْ لبهُ، ساعةً

فقد ماتَ فيها بخَطْبٍ فدَحْ

المعري

ص: 309

- رأيتُ النبيذَ يذلُّ العزيزَ

ويكسو التقيَّ النقيَّ اتساخا

- فهبني عذرتُ الفتى جاهلاً

فما العذرُ فيه إِذا المرءُ شاخا

الالباري

ص: 310

- هجرتُ الندامى خشيةَ السكرِ إِنما

يُضيعُ الفتى أسرارَه حين يسكرُ

عباس الأحنف

ص: 311

- تقولُ ابنتي: لا تشربِ الخمرَ والتمسْ

شراباً سواهُ، والشرابُ كثيرُ

- فقلتُ: ومن لي بالشرابِ الذي إِذا

شَرْبتُ عرالي في العظامِ فِتورُ

- أأشربُ تمراً ينفخُ البطنَ منتناً

وأتركُها كالمسكِ حينَ تفورُ

- فذلك أمرٌ عنه بمقصرٍ

وإِن دارَ صرفُ الدهرِ حيث يدورُ

السرادقي الذهلي

ص: 312

- أرى بشراً، عقولُهمْ ضعافٌ

أزالوها لتعدمَ بالخمورِ

- أبالو عن قبائحَ منكراتٍ

فدعْ مالا يُبينُ من الأمورِ

- وعاشو بالخداعِ، فكلُّ قومٍ

تعاشرُ من ذئابٍ، أو نمورِ

- حُمَّى ثلاثٍ في حُحميا علةٍ

خيرٌ لنفسِكَ من ثلاثةِ أكؤسِ

- لاتشربنَّ الخمرَ، فهي غويةٌ

ساقتْ بأنعِمها طويلَ الأبؤسِ

المعري

ص: 313

- شّرُّ الورى من عاشَ طولَ حياتهِ

في الخمرِ منهمكاً وفي لذاتهِ

- لا يَرْعوي عن غَيَّهِ وضلالِه

وإِذا انتشى فإِلى الشقاءِ بذاتهِ

- قد ضيعَ الدنيا وأذهبَ عقلَه

والدينُ أصبحَ من كبارِ عداتهِ

- إِن عاشَ فهو إِلى الضلالةِ سائرٌ

أو ماتَ كيفَ يكونُ بعدَ مماتهِ

- وكفاه من خِزْيٍ مقالةُ قائلٍ

"لاتصحبَ السكرانَ في حالاته"

الشيخ الطيب العقبي من الجزائر

ص: 314

- نومُ الغداةِ وشربٌ بالعشياتِ

مُوَكَّلانِ بتهديم المروءاتِ

شاعر

ص: 315

- يا شاربَ الخمرِ بعد النسكِ والدينِ

وبعد ما تابَ عما رابَ مذ حينِ

- أفسدْتَ دينكَ والسبعونَ أفسدتِ

الدنيا، فلستَ بذي دُنياً ولا دينِ

- وإِنما أنتَ فخارٌ تكسرَ، لا

يرجىْ لنفعٍ، ولا يعتدُّ في الطينِ

أسامة بن منقذ

ص: 316

- دعِ الخمرَ، تُصْحَ أخٍ إِنها

لتُوهي القلوبَ وتردي النهى

- وكلُّ المربين من كلِّ جيلٍ

وكل النبيين عنها نَهَى

- وكُلُّ أولي العزمِ قد سبَها

وما في أولي الحزمِ من سَنَّها

خليل مطران

ص: 317

- لقد ضلَّ من قالَ إِن المدامَ

غذاءٌ لقلبِ الفتى والبدنْ

- فكم أبعدتْ مؤمناً عن سماهُ

وكم قريبْ مُدْمنِناً للكفنْ

ص: 318