المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

-‌ ‌2- الدنيا - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٣

[أحمد قبش]

الفصل: -‌ ‌2- الدنيا

-‌

‌2- الدنيا

ص: 389

- إِذا الدنيا تأملَها حكيمٌ

تبينَ أن معناها عبورُ

- فبينا أنتَ في ظِلِ الأماني

بأسعدِ حالةٍ إِذا أنتَ بورُ

بديع الزمان الهمذاني

ص: 390

- المرءُ يجمعُ والدنيا مفرقةٌ

والعمرُ يذهبُ والأيامُ تختلسُ

- ونحنُ نخبطُ في ظلماءَ ليس بها

بدرٌ يضيءُ ولا نجمٌ ولاقَبَسٌ

- فكم نرتَّقُ خرقاً ليس مرتتقاً

فيها ونَحْرسُ شيئاً ليس يَنْحرسُ

- وكم نَذِلُ وفينا كلُّ ذي أَنَفٍ

ونستكينُ وفينا العزُّ والشوَسُ

- وكيفَ يَرْضى لبيبٌ أن يكونَ له

ثوبٌ نقيٌ وعِرضٌ دونه دنسُ

- أم كيفَُ يطبقُ يوماً جفنُ ذي دَنَسٍ

وخَلْفهُ فاغرٌ للموتِ مُفْتَرِسُ

الشريف المرتضى

ص: 391

- تبكي على الدنيا رجالٌ لم تَجِدْ

للعمرِ من داءِ المنون شفاءَ

- والدهرُ مخترمٌ تشنُّ صروفُه

في كلَ يوم غارةً شعواءَ

- وكأننا في العيشِ نطلبُ غايةً

وجميعنا يدعُ السنينَ وراءَ

- واشتمَّ تربَ الأرضِ تعلمْ أنها

جرباءُ تحدثُ كلَّ يومٍ داءَ

الشريف الرضي

ص: 392

- وإِن امرأً دنياهُ أكبرُ همهِ

لمستمسِكٌ منها بحبلِ غرورِ

هانئ بن توبة

ص: 393

- لا دارَ للمرءِ بعدَ الموت يسكنُها

إِلا التي كانَ قبلَ الموتِ يبنيها

- فإِن بناها بخيرٍ طابَ مسكنها

وإِن بناها بشرٍ خابَ بانيها

- لكلِّ نفسٍ وإِن كانت على وجلٍ

من المنيةِ آمالٌ تقويها

- فالمرءُ يبسُطها والدهرُ يقبضُها

والنفسُ تنشرُها والموتُ يَطْويها

علي بن أبي طالب

ص: 394

- أخا الدنيا أرى دنياكَ أفعى

تبدل كلَّ آونةٍ إهابا

- ومن عجبٍ تشيِّبُ عاشِقيها

وتفنيهمْ وما برحَتْ كِعابا

- فلم أَرَ غيرَ حكم اللَّهِ حُكْماً

ولم أرَ دونَ بابِ اللهِ بابا

أحمد شؤقي

ص: 395

- ألا يا طالبَ الدنيا

دعِ الدنيا لشانيكا

- إلى كم تطلب الدنيا

وظلُّ الميلِ يكفيكا

أبو العتاهية

ص: 396

- انظرْ إِلى لاعبِ الشطرنج يجمعُها

مغالباً ثم بعدَ الجمعِ يرميها

- كالمرءِ يكدحُ للدنيا ويجمعُها

حتى إِذا ماتَ خَلَاّها وما فيها

أسامة بن منقذ

ص: 397

- نقمتَ على الدنيا ولا ذنبَ أسلفت

إِليك فأنت الظالم المتكذبُ

- وَهبْها فتاةً عليها جنايةٌ

بمن هز صَبٌ في هَواها مُعَذَّ بُ

المعري

ص: 398

- ومن صَحِبَ الدنيا طويلاً تقلبَتْ

على عينهِ حتى يرى صِدْقَها كذبا

المتنبي

ص: 399

- خَطبتني الدنيا فقلتُ لها ارجعي

إِني أراكِ كثيرةَ الأزواجِ

الشريف الرضي

ص: 400

- أصاحِ هي الدنيا تشابهُ ميتةً

ونحنُ حواليها الكلابُ النوابحُ

- فمن ظلَّ منها آكلاً فهوَ خاسرٌ

ومن عادَ عنها ساغباُ فهو رابحُ

- ومن هوي الدنيا الكذوبَ فإِنه

رهينٌ بثوبي ذلةٍ وصغار

- إِذا هيَ جادَتْ خسرتْ وإِذا أبتْ

فكم حسرتْ من جلةٍ وصغارِ

- يكونُ أخو الدنيا ذليلاً موطأ

وإِن قيلَ في الدهرِ الأميرُ الؤيد

- ولا بد من خَطْبٍ يصيبُ فؤادَهُ

بسهمٍ فيضحيْ الصائدَ المتصيدُ المعري

- مالي رأيتُ بني الدنيا قد اقْتتَلوا

كأنما هذهِ الدنيا لهمْ عرسُ

- إِذا وّصَفْتْ لهم دنياهمُ ضَحِكوا

وإِن وَصَفْتُ لهم أخراهُم عَبَسوا

أبو العتاهية

ص: 401

- إِذا امتحنَ الدنيا لبيبٌ تكشفَتْ

له عن عدوٍ في ثيابِ صديقِ

أبو نواس

ص: 402

- أطلْ جفوةَ الدنيا وتهوينِ شأنِها

فما العاقلُ المغرورُ منها بعاقلِ

- لاتعبَ بالدنيا فكائنْ أرَتْ

فافضلَها تابعَ مفضولِها

البحتري

ص: 403

- أبدأ تَسْتَردُ ما تهبُ الدن

يا (الدنيا) فياليتَ جودَها كان بُخْلا

- وهيَ معشوقةٌ على الغدرِ لا تح

فظُ (تحفظ) عهداً ولا تُتَسِّمُ وصَلا

المتنبي

ص: 404

- تخادُعنا الدنيا بطيبِ نسيمها

وما هوَ إِلا الشهدُ خالطه السمُّ

- وتلتذُّ بالأنفاسِ جهلاً نفوسُنا

وما نفسٌ إِلا وفيهِ لها كَلْمُ

فتيان الشاغور

ص: 405

- لعمرُكَ ما الدنيا بدارِ إِقامةٍ

ولا الحيُّ في حالِ السلامةِ آمنُ

المعري

ص: 406

- إِن للهِ عِباداً فطنا

تَركوا الدنيا وخافوا الفِتَنا

- نظروا فيها فلما عَلِموا

أنها ليست لحيٍ وَطَنا

جَعلوُها لجةً واتخذوا صالحَ الأعمالِ فيها سُفُنا

الشافعي

ص: 407

- هي الدنيا فلا يَحْزنْكَ منها

ولا من أهلِها سَفَهٌ وعَابُ

- أتطلبُ جيفةً لتنالَ منها

وتنكرَ أن تهارشَكَ الكلابُ

ظافر الحداد

ص: 408

- هي الدنيا تحبُ ولا تحابي

وتصحبُ ثم تغدرُ بالصحابِ

- فلا تعجبْ من الأضدادِ وانظرْ

إِلى ضحكِ المشيبِ مع انتحابي

الصاحب شرف الدين الأنصاري

ص: 409

- في هذه الدنيا ومن

فيها لنا أَبَاً عِظاتُ

- إِما صروفٌ مقبلا

تُ (مقبلات) أو صروفٌ مُدْبراتُ

- وحوادثُ الأيامِ في

نا (فينا) آخِذلتٌ مُعْطِياتُ

الشريف المرتضى

ص: 410

- وغايةُ هذه الدنيا فسادٌ

فكيفَ تكون منها في صلاحِ

عبد العزيز السعدي

ص: 411

- لا تركنَّ إِلى دارِ الغرورِ ولا

تسكنْ إِلى وطنٍ فيها ولا وطرِ

- وسالمِ الناسَ تسلمْ من مكائدِهم

مُسَلِّماً لقضاء اللهِ والقدرِ

- كم محنةٍ بدرَتْ ما كنتَ تأملُها

ومِحْنةٍ لم تكنْ منها على حذرِ

زين الدين بن عبد المحسن

ص: 412

- دنياكَ، لو حاورَتْكَ ناطقةً

خاطبتَ منها بليغةً لسَنِةْ

المعري

ص: 413

- لا تبخلنَّ بدنيا وهي مُقْبِلةٌ

فليس ينقصَها التبذيرُ والسَّرَفُ

- وإِن تولتْ فأحرى أن تجودَ بها

فالحمدُ إِذا ما أدبَرتُ خلفُ

خلف بن خليفة

ص: 414

- دنياكَ عشْ مائةً فيها وعسْ مائةً

أخرى فكلُّ مئاتِ العمرِ طيفُ كرى

- ما لابنِ آدمَ في الدنيا يعيشُ بها

سوى رغيفٍ وسِرْبالٍ به اسْتتَرا

قيصر سليم الخوري

ص: 415

- وإِنا لفي الدنيا كراكبِ لجَّةٍ

نظنُ وقوفاً والزمانُ بنا يسري

علي التهامي

ص: 416

- احذرْ من الدنيا ولا

تغترَّ بالعمرِ القصيرِ

- وانظرْ إِلى آثارِ من

صَرَعَتْه منا بالغرورِ

- عَمَروا وشادو ما تَرا

هُ (تراه) من المنازلِ والقصورِ

- وتحوَّلوا من بعدِ سُكنا

ها (سكناها) إِلى سُكنى القبورِ

أسامة بن منقذ

ص: 417

- لا تخدعنكَ بعد طولِ تجاربِ

دنيا تغرُّ بوصلِها وستقطعُ

- أحلامُ نومٍ أو كظلٍ زائلٍ

إِن اللبيبَ بمثلِها لا يُخدعُ

ابن أبي حصينة

ص: 418

- كنْ من الدنيا على وجلِ

وتوقعْ سرعةَ الأجلِ

- آفةُ الألبابِ كامنةُ

في الهوى والكسبِ والأملِ

- تخْدعُ الأنسانَ لذتُها

فهي مثلُ السمِّ في العملِ

- أنتَ في دنياكَ في عملٍ

واللياليْ فيكَ في عملِ

ظافر الحداد

ص: 419

- إِنما الدنيا فناءٌ

ليس للدنيا ثبوتُ

- إِنما الدنيا كبَيْتٍ

نَسَجَتهُ العنكبوتُ

- ولقد يكفيكَ منها

أيها الطالبُ قُوْتُ

- ولعمري عن قليلٍ

كلُّ من فيها يموتُ

علي بن أبي طالب

ص: 420

- تؤملُ في الدنيا طويلاً ولا تدري

إِذا جُنَّ ليلٌ هل تعيشُ إِلى الفجرِ

- فكم من صحيحٍ ماتَ من غيرِعِلَّةٍ

وكم من عليلٍ عاشَ دهراً إِلى دهرِ

- وكم من فتىً يمسي ويصبحُ آمناً

وقد نُسِجَتْ كفانهُ وهو لا يدريِ

- ومن يصحبِ الدنيا يكنْ مثلَ قابضٍ

على الماءِ خانته فروجُ الأصابعِ

علي بن أبي طالب

ص: 421

- أخيَّ إِنا لفي دارٍ نصيبُ بها

جَهْلاً ونحنُ لها في الذمِّ نتفقُ

أبو العتاهية

ص: 422

- إِنما الدنيا كظلٍ زائلٍ

أو كضيفٍ باتَ ليلاً فارتحلْ

- أو كطيفٍ قد يراهُ نائمٌ

أو كبرقٍ لاحَ في أفقِ الأملْ

- يا من بدنياهُ اشتغلْ

وغَرَّهُ طولُ الأملْ

- الموتُ يأتيْ بغتةً

والقبرُ صندوقُ العملْ

علي بن أبي طالب

ص: 423

- تأملْ في الوجودِ بعينِ فكلرٍ

ترى الدنيا الدنيَّةَ كالخيالِ

- ومن فيها جميعاً سوفَ يفْنى

ويبقى وجهُ رَبِّكَ ذي الجلالِ

شاعر

ص: 424

- ألا يا سائقَ الأطغانِ عرجْ

وسلْ تلكَ المدائنَ من بناها

- فسوف تجيبكَ الخرباتُ فيها

بكلِّ سريرةٍ ملكتْ يداها

- ستخبركَ الرسومُ بأن قوماً

بنوها في الدنا وحَمَوا حِماها

- وأن بهم شريفاً مستقيماً

بعيداً في السريرةِ عن خناها

- وفيهم من تخلقِهِ رياءٌ

إِذا ذكرَ الدنا جَهراً نعاماً

- يحذرُ قومَهُ مما حَوَتْهُ

ويتبعُ نفسَهُ سراً هَواها

- إِذا نالتْ بها طعاماً

بأيِّ وسيلةٍ سامى وباها

- وفيهمْ من قلى الدنيا عفافاً

وَطلَقَّ حبها وجفى مُناها

- إِذا ما أبصرتْ عيناهُ منها

زَحافها تفكرَ في فناها

- وتلكَ طبيعةُ الدنيا فما من

ضَحُوكٍ بالدنا إِلا بَكاها

عبد الكريم بن جهيمان

ص: 425

- دخلَ الدنيا أناسٌ قبلَنا

رَحلوا عنها وخَلوها لنا

- ونزلناها كما قد نزَلوُا

ونُخَلِّيها لقومٍ بعدنا

ذو الكفايتين

ص: 426

- بنو الدنيا بجهلٍ عَظَّموها

فجلتْ عندهم وهي الحقيرةْ

- يهارشُ بعضُهمْ بعضاً عليها

مهارشةَ الكلابِ على العقيرةْ

ابن وسادة

ص: 427

- تحرزْ من الدنيا فإِن فناءَها

مَحَلُّ لا مَحَلُّ بقاءِ

- فصفوتُها ممزوجةَ بكدورةٍ

وراحتُها مقرونةٌ بعناءِ

علي بن أبي طالب

ص: 428

- ألا إِنما الدنيا على المرءِ فتنةٌ

على كلِّ حالٍ أقبلَتْ أم تولَّتِ

الجرهمي

ص: 429

- يا من تبجحَ في الدنيا وزخرفِها

كنْ من صروفِ لياليها على حذرِ

- ولا يغرنكَ عيشٌ إِن صفا وعفا

فالمرءُ غررِ الأيامِ في غررِ

- إِن الزمانَ إِذا جربْتَ خِلْقَتَهُ

مقسَّمُ الأمرٍ بين الصفوِ والكدرِ

ابن المعتز أو أبو الفتح البستي

ص: 430

- حكمُ المنيةِ في البريةِ جارِ

ما هذهِ الدنيا بدارِ قرارِ

- بينا يُرى اللإِنسانُ فيها مخبراً

حتى يُرى خبراً من الأخبارِ

- طُبعتْ عاى كدرٍ وأنت تُريدُها

صَفْواً من الأقذاءِ والأكدارِ

- والنفسُ إِ رضيتْ بذلكَ أو أبتْ

منقادةٌ بأزمَّمةِ الأقدارِ

- فاقضوا مآربكم عجالاً إِمنا

أعمارُكم سفرٌ من الأسفارِ

- وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبادروا

أن تستردَّ فإِنهن عَوَارِ

- فالدهرُ يخدعُ بالمنى ويغضُّ إِن

هنَّى ويهدمُ ما بنى ببوارِ

- ليس الزمانُ ولو حرصتَ مسالماً

خُلُقُ الزمانِ عداوةُ الأحرارِ

علي التهامي

ص: 431

- ما أبقَتِ الدنيا على ناسكٍ

كلا ولا تمَّتْ لمستهتِرِ

- سرورُها يشرفُ عن حزنِها

كأنها ضحكةُ مستعبرِ

ابن خاتمة الأندلسي

ص: 432

- لا تكذبنَّ فما الدنيا براجعةٍ

ما فاتَ من لذةِ الدنيا وما سَلَفا

البحتري

ص: 433

- لقد غَرَّتِ الدنيا رجالاً فأصبحوا

بمنزلةٍ ما بعدَها متحوَّلُ

- فساخطُ عيشٍ ما يبدلُ غيره

وراضٍ بعيشٍ غيره سيبدِّلُ

- وبالغُ أمرٍ كان يأملُ غيرَه

ومُصطلمٌ من دونِ ما كان يأملُ

محمد بن المسنير

ص: 434

- تباً لطالبِ دنياً لا بقاءَ لها

كأنما هي في تصريفِها حُلُمُ

- صفاؤُها كدرٌ سراؤُها ضررٌ

أمانُها غَدرٌ أنوارُها ظلمُ

- شبابُها هَرمٌ راحاتُها سقمٌ

لذاتها ندمٌ وجدانُها عدمُ

- فخلِّ عنها ولا تركنْ لزهرَتِها

فإِنها نِعَمٌ في طيَّها نِقَمُ

لسان الدين الخطيب

ص: 435