المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ال‌ ‌مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله - أحكام القضاء في الصيام

[عواض العمري]

الفصل: ال‌ ‌مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله

ال‌

‌مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

فقد شرع الله صيام رمضان على عباده المؤمنين.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (1) .

روى الإمام أحمد وغيره عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:

«أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة

وأما أحوال الصيام: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء، ثم إن الله فرض عليه الصيام، وأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ

(1) الآيات 183، 184، 185 من سورة البقرة.

ص: 215

قَبْلِكُمْ} . إلى قوله {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} . فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكيناً فأجزأ ذلك عنه.

ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} . إلى قوله {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} . فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام، فهذان حالان.

قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء مالم يناموا فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلاً من الأنصار يقال له صرمة ظل يعمل صائماً حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائماً، قال: فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهداً شديداً، قال مالي أراك قد جهدت جهداً شديداً؟ قال: يا رسول الله إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت وأصبحت حين أصبحت صائماً، قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فأنزل الله عز وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}

(1)

» (2)

(1) آية 187 من سورة البقرة.

(2)

رواه الإمام، أحمد في مسنده مع الفتح الرباني9/239 –244 كتاب الصيام باب الأحوال التي عرضت للصيام حديث (31) .

وقال صاحب بلوغ الأماني مع الفتح الرباني 9/244 وهو مرسل صحيح الإسناد.

وذكر البخاري الحال الثانية منه تعليقاً في صحيحه بصيغة الجزم.

ينظر صحيح البخاري مع الفتح4/187 كتاب الصوم باب (وعلى الذين يطيقون فدية) .

ورواه أبو داود 1/344 - 349 كتاب الصلاة باب كيف الأذان حديث (506، 507) .

وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/101-104 حديث (478 – 506، 479 - 507) صحيح.

ورواه البهيقي في السنن الكبرى4/201 كتاب الصيام باب ما كان عليه حال الصيام.

وينظر تفسير القرآن العظيم 1/220.

ص: 216

ولما كان الإنسان عرضة للوقوع في بعض الأعذار المبيحة للفطر في شهر رمضان كالمرض أو السفر، أو قد تغلبه شهوته بالأكل أو الشرب أو الجماع أثناء الصيام، وما يترتب على ذلك من قضاءٍ للأيام التي أفسد صومه فيها أحببت التعرف على أحكام القضاء من خلال ما كتبه العلماء رحمهم الله تعالى في مُؤَلَّفٍ سميته:

(أحكام القضاء في الصيام) .

وقد بذلت قصارى جهدي في جمع أقوال العلماء من الكتب المعتمدة مُؤيداً ذلك بالدليل ومُناقِشاً ما يستحق المناقشة من خلال ما قاله هؤلاء العلماء، ثم أخرج من كل مسألة بما أرى أنه الراجح الذي يؤيده الدليل.

فإن كنت قد وفقت في ذلك للصواب فهو من الله تعالى فله الحمد والشكر فهو المستحق لذلك، وإن كان غير ذلك فعذري أني من جملة البشر عرضة للخطأ والصواب ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

* خطة البحث:

يتكون بحثي من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة.

ص: 217

المقدمة في: الافتتاحية، وخطة البحث، ومنهجه.

والتمهيد في: تعريف الصوم، حكمه، أدلة مشروعيته.

الفصل الأول: قضاء الناسي والمتعمد ومن أنزل بدون جماع والمجامع نسياناً أو عمداً.

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: قضاء الناسي والمتعمد.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: قضاء من أكل أو شرب ناسياً لصومه.

المطلب الثاني: قضاء من أكل أو شرب أو قاء متعمداً

المبحث الثاني: قضاء من أنزل بدون جماع.

المبحث الثالث: المجامع نسياناً أو عمداً.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: قضاء من جامع ناسياً لصومه.

المطلب الثاني: قضاء من جامع متعمداً.

الفصل الثاني: في قضاء أصحاب الأعذار.

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: قضاء المريض والمسافر.

المبحث الثاني: قضاء الحامل ولمرضع.

المبحث الثالث: قضاء النائم والمغمى عليه.

الفصل الثالث: في القضاء عن الميت وصوم التطوع.

وفيه مبحثان:

ص: 218

المبحث الأول: القضاء عن الميت.

المبحث الثاني: القضاء في التطوع.

الخاتمة في أهم نتائج البحث.

* منهج البحث:

سلكت في بحثي الخطوات الآتية:

درست المسائل الفقهية الواردة في البحث دراسة فقهية مقارنة وحرصت على بيان المذاهب الأربعة إلاّ من لم أجد له قولاً في المسألة، وأذكر أحياناً قول الظاهرية وبعض الصحابة والتابعين وغيرهم من الفقهاء.

إذا كانت المسألة من المسائل المجمع عليها ذكرت الإجماع فيها، وإذا كانت من غير ذلك ذكرت الأقوال فيها، ومن قال بها، ثم أذكر الأدلة وما قد يرد عليها من مناقشة، ثم أخرج بالقول الراجح منها.

ذكرت وجه الدلالة عند بعض الأدلة إذا نص المستدل على ذلك، وقد لا أذكر وجه الدلالة عند البعض الآخر لوضوحه.

اجتهد في نقل أقوال الفقهاء من مصادرها الأصيلة..

ذكرت أرقام الآيات القرآنية وأسماء السور التي وردت فيها.

خرّجت الأحاديث النبوية من كتب السنة بذكر رقم الجزء والصفحة واسم الكتاب والباب ورقم الحديث إن وجد، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فقد اكتفى بهما أو بأحدهما وقد أزيد على ذلك، وإذا لم يكن الحديث في الصحيحين أو في أحدهما اجتهدت في تخريجه من كتب السنة مع ذكر درجة الحديث صحة وضعفاً معتمداً على الكتب المعنية بذلك.

خرّجت الآثار من الكتب المعتمدة في ذلك.

ص: 219

بينت معاني بعض الكلمات معتمداً على كتب اللغة.

لم أترجم للأعلام الوارد ذكرهم في البحث خشية الإطالة.

ختمت البحث بأهم النتائج التي توصلت إليها.

وضعت الفهارس التالية:

فهرس المصادر والمراجع.

فهرس الموضوعات.

ص: 220