الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأجاب فضيلته بقوله: السنن الرواتب فيها تسليم، أي يصلي الإنسان من الرواتب أربعاً بتسليمتين، لا بتسليمة واحدة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم قال:"صلاة الليل والنهار مثنى مثنى"(1) .
859 وسئل فضيلة الشيخ: عفا الله عنه بمنه وكرمه -: إذا أدى الإنسان تحية المسجد ثم أذن المؤذن فهل يصلي ركعتين بعد الأذان
؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا كان الأذان لصلاة الفجر، أو الظهر فإنه يصلي الراتبة ركعتين للفجر، وأربع ركعات قبل الظهر، وإذا كان الأذان لغيرهما فإنه يسن أن يتطوع أيضاً لقوله صلى الله عليه وسلم:"بين كل أذانين صلاة"(2) .
860 سئل فضيلة الشيخ: هل يصلي الإنسان النافلة في المسجد الحرام لمضاعفة الثواب أو يصلي في المنزل لموافقة السنة
؟
فأجاب فضيلته بقوله: المحافظة على السنة أولى من فعل غير
(1) متفق عليه وتقدم ص115.
(2)
متفق عليه وتقدم ص272.
السنة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"(1) . ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي النوافل في المسجد، إلا النوافل الخاصة بالمسجد فإنه كان يصليها في المسجد مثل صلاة القدوم، فالإنسان إذا قدم إلى بلده سن له أن يدخل المسجد فيصلي ركعتين قبل أن يدخل البيت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك وأمر به أيضاً، كما في قصة جابر في بيع الجمل المشهورة لما قدم المدينة قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"هل دخلت المسجد وصليت فيه؟ " قال: لا، قال:"ادخل فصل فيه"(2) . فالمشروع للإنسان إذا قدم بلده أول ما يقدم أن يذهب للمسجد ويصلي ركعتين.
فالأفضل المحافظة على السنة، وأن يصلي الإنسان الرواتب في بيته، لأن الذي قال:"أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"(3) هو الذي قال: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام"(4) . فأثبت الخيرية في مسجده، وبين أن الأفضل أن تصلي غير المكتوبة في البيت.
…
(1) متفق عليه، وتقدم تخريجه ص282.
(2)
متفق عليه، رواه البخاري في مواضع منها في الصلاة مختصراً باب: الصلاة إذا قدم من سفر ح (443) ، القصة كاملة في البيوع ح (2097)، ومسلم في صلاة المسافرين باب: استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر ح71 – 73 (715) .
(3)
متفق عليه، وتقدم تخريجه ص282.
(4)
رواه البخاري في صفة الصلاة، باب: فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (1133) ، ومسلم في الحج، باب: فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة (1394) .
وبهذه المناسبة أود أن أبين أن مضاعفة ثواب الصلاة في المسجد الحرام إلى أفضل من مائة ألف تختص بالمسجد الذي فيه الكعبة، ولا تشمل بقية مكة والحرم لما رواه مسلم عن ميمونة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة"(1) . ولأن مسجد الكعبة هو المسجد الذي تشد إليه الرحال دون بقية مساجد مكة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"(2) . فأما قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) . فقد ثبت في صحيح البخاري (3) أنه أسري به صلى الله عليه وسلم من الحجر حجر الكعبة فيكون المراد بالمسجد الحرام مسجد الكعبة لا عموم مكة.
وأما ما ثبت من كونه صلى الله عليه وسلم حين أقام في الحديبية يدخل داخل حدود الحرم فيصلي وهو نازل في الحل فهو دليل على أن الصلاة في الحرم أفضل من الصلاة في الحل، ولا يستلزم ذلك حصول خصوصية التفضيل المذكور.
(1) رواه مسلم في الموضع السابق (1396) .
(2)
رواه البخاري في صفة الصلاة، باب: فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة (1332) ، ومسلم في الحج، باب: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد (1397) .
(3)
رواه البخاري في الصلاة، باب: كيف فرضت الصلوات في الإسراء (342)، ومسلم في الإيمان باب: الإسراء (163) .