الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من بأس في رفع اليدين عند الدعاء:
1-
بعد أداء السنن والرواتب قبل الصلاة وبعدها.
2-
وعند دعاء الإمام آخر الخطبة يوم الجمعة.
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ليس من المشروع أن الإنسان إذا أتم الصلاة رفع يديه ودعى، وإذا كان يريد الدعاء فإن الدعاء في الصلاة أفضل من كونه يدعو بعد أن ينصرف منها، ولهذا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى ذلك في حديث ابن مسعود – رضي الله عنه – حين ذكر التشهد قال:"ثم ليتخير من المسألة ما شاء"(1) .
وأما ما يفعله بعض العامة من كونهم كلما صلوا تطوعاً رفعوا أيديهم حتى إن بعضهم تكاد تقول: إنه لم يدع؛ لأنك تراه تقام
(1) متفق عليه، رواه البخاري في الأذان، باب: ما يتخير من الدعاء بعد التشهد ح (385) ، ومسلم في الصلاة، باب التشهد في الصلاة ح55 (402) .
الصلاة وهو في التشهد من تطوعه فإذا سلم رفع يديه رفعاً كأنه - والله أعلم - رفع مجرد، ثم مسح وجهه، كل هذا محافظة على هذا الدعاء الذي يظنون أنه مشروع، وهو ليس بمشروع.
فالمحافظة عليه إلى هذا الحد يعتبر من البدع.
وأما رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة فإن ذلك ليس بمشروع أيضاً، وقد أنكر الصحابة على بشر بن مروان حين رفع يديه في خطبة الجمعة (1) .
ولكن يستثنى من ذلك الدعاء بالاستسقاء، فإنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه رفع يديه يدعو الله تعالى بالغيث وهو في خطبة الجمعة (2) ، ورفع الناس أيديهم معه، وما عدا ذلك فإنه لا ينبغي رفع اليدين في حال الدعاء في خطبة يوم الجمعة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. حرر في 3/6/1407هـ.
(1) رواه مسلم في الجمعة باب: تخفيف الصلاة والخطبة ح53 (874) ولفظه: "قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة" والقائل هو: عمارة بن روبية.
(2)
متفق عليه من حديث أنس، رواه البخاري في الجمعة باب: رفع اليدين ح (932) و (933)، ومسلم في الاستسقاء باب: الدعاء في الاستسقاء ح8 (897) .