الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله صلى الله عليه وسلم ولأنهن أمهات المؤمنين ولأنهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة ولطهارتهن من الرجس ولذلك يكفر من قذف واحدة منهن لأن ذلك يستلزم نقص النبي صلى الله عليه وسلم وتدنيس فراشه وأفضلهن خديجة وعائشة وكل واحدة منهما أفضل من الأخرى من وجه، فمزية خديجة أنها أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وأنها عاضدته على أمره في أول رسالته وأنها أم أكثر أولاده بل كلهم إلا إبراهيم وأن لها منزلة عالية عنده فكان يذكرها دائمًا ولم يتزوج عليها حتى ماتت.
ومزية عائشة: حسن عشرتها مع النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أمره وأن الله برأها في كتابه مما رماها به أهل الإفك وأنزل فيها آيات تتلى إلى يوم القيامة وأنها حفظت من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ما لم تحفظه امرأة سواها وأنها نشرت العلم الكثير بين الأمة وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرًا سواها فكانت تربيتها الزوجية على يده وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» .
موقف أهل السنة في الخلاف والفتن التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم:
موقفهم في ذلك أن ما جرى بينهم فإنه باجتهاد من الطرفين وليس عن سوء قصد والمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد وليس ما جرى بينهم صادرًا عن إرادة علو ولا فساد في الأرض لأن حال الصحابة رضي الله عنهم تأبى ذلك فإنهم أوفر الناس عقولًا وأقواهم إيمانًا وأشدهم طلبًا للحق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني» وعلى هذا فطريق السلامة أن نسكت عن الخوض فيما جرى بينهم ونرد أمرهم إلى الله لأن ذلك أسلم من وقوع عداوة أو حقد على أحدهم.
موقف أهل السنة من الآثار الواردة في الصحابة:
موقفهم من الآثار الواردة في مساوئ بعضهم على قسمين:
الأول صحيح: لكنهم معذورون فيه لأنه واقع عن اجتهاد والمجتهد إذا أخطأ له أجر وإن أصاب فله أجران.
الثاني غير صحيح: إما لكونه كذبًا من أصله وإما لكونه زيد فيه أو نقص أو غير عن وجهه وهذا القسم لا يقدح فيهم لأنه مردود.
عصمة الصحابة رضي الله عنهم:
الصحابة ليسوا معصومين من الذنوب فإنهم يمكن أن تقع منهم المعصية كما تقع من غيرهم لكنهم أقرب الناس إلى المغفرة للأسباب الآتية:
1 -
تحقيق الإيمان والعمل الصالح.
2 -
السبق إلى الإسلام والفضيلة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون.
3 -
الأعمال الجليلة التي لم تحصل لغيرهم كغزوة بدر وبيعة الرضوان.
4 -
التوبة من الذنب فإن التوبة تجب ما قبلها.
5 -
الحسنات التي تمحو السيئات.
6 -
البلاء وهي المكاره التي تصيب الإنسان فإن البلاء يكفر الذنوب.
7 -
دعاء المؤمنين لهم.
8 -
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي هم أحق الناس بها.
وعلي هذا فالذي ينكَر من فعل بعضهم قليل منغمر في محاسنهم لأنهم خير الخلق بعد الأنبياء وصفوة هذه الأمة التي هي خير الأمم ما كان ولا يكون مثلهم.