الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل: أن علم الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تعلموا القرآن، فإذا علمتموه فلا تغلوا فيه، ولا تخفوا عنه، ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به ثم قال: إن التجار هم الفجار. قالوا: يا رسول الله، أليس قد أحل الله البيع وحرم الربا؟ قال: بلى، ولكنهم يحلفون ويأثمون، ثم قال: إن الفساق هم أهل النار. قالوا: يا رسول الله، ومن الفساق؟ قال: النساء. قالوا: يا رسول الله، ألسن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا؟ قال: بلى، ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن. ثم قال: ليسلم الراكب على الراجل، والراجل على الجالس، والأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام كان له، ومن لم يحب فلا شيء له.
وبنو مالك بن لوذان يقال لهم: بنو السميعة. كان يقال لهم في الجاهلية بنو الصماء، وهي امرأة من مزينة أرضعت أباهم مالك بن لوذان، فسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بني السميعة.
وأم عبد الرحمن بن شبل أم سعد بنت عبد الرحمن بن حارثة بن سهل بن حارثة بن قيس بن عامر بن مالك بن لوذان وروى عبد الرحمن بن شبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب، وافتراس السبع.
توفي عبد الرحمن بن شبل بالشام في إمارة معاوية، وكان أحد النقباء.
عبد الرحمن بن شبيب الفزاري
كان بدمشق عيناً لعلي بن أبي طالب.
حدث الضحاك أن ابن غزية الأنصاري ثم النجاري قدم على علي بن أبي طالب عليه السلام من
مصر، وقدم عبد الرحمن بن شبيب الفزاري عليه من الشام، وكان عينه بها، فأما الأنصاري فكان مع محمد بن أبي بكر، فحدثه بما رأى وعاين من هلاك محمد بن أبي بكر، وحدثه الفزاري بأنه لم يخرج من الشام حتى قدمت البشراء من قبل عمرو بن العاص تترى، يتبع بعضها بعضاً بفتح مصر، وقتل محمد بن أبي بكر، حتى آذن معاوية بقتله على المنبر، وقال له: ما رأيت يا أمير المؤمنين قوماً قط أسر، ولا سرور قومٍ قط أظهر من سرور رأيته بالشام حين أتاهم هلاك محمد بن أبي بكر، فقال له علي: أما إن حزننا على قتله على قدر سوروهم به، لا بل يزيد أضعافاً، وحزن علي على محمد بن أبي بكر حزناً رئي في وجهه، وتبين فيه، وقام في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ألا إن مصر أصبحت قد افتتحت، ألا وإن محمد بن أبي بكر قد أصيب، رحمه الله، عند الله نحتسبه. أما والله إن كان ما علمت لممن ينتظر القضاء، ويعمل للجزاء، ويبغض شكل الفاجر، ويحب هدى المؤمن. والله ما ألوم نفسي في تقصير، ولا عجز. إني بمقاساة الحروب لجد خبير، وإني لأتقدم في الأمر، فأعرف وجه الحزم، فأقول فيكم بالرأي المصيب، واستصرخ معلناً، وأناديكم نداء المستغيث، لا تسمعون لي قولاً، ولا تطيعون لي أمراً، حتى تصير بي الأمور إلى عواقب المساءة، وأنتم اليوم لا تدرك بكم الأوتار، ولا يشفى بكم الغل. دعوتكم إلى غياث إخوانكم منذ بضع وخمسين ليلة فجرجرتم جرجرة الجمل الأشدق، وتثاقلتم إلى الأرض تثاقل من ليس له نية في جهاد العدو، ثم خرج إلي منكم جنيد متذائب ضعيف " كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ". فأف لكم، ثم نزل فدخل رحله.