الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يفتح يعني: القسطنطينية أو تؤدى الجزية، فشتا بدابق شتاء بعد شتاء، إذ ركب ذات عشية من يوم جمعة فمر بالتل الذي يقال له: تل سليمان اليوم، فالتفت فإذا بقبر ثري فقال: من صاحب هذا القبر؟ قالوا قبر ابن مسافع القرشي المكي، فقال: يا ويحه، لقد أمسى فترة بدار غربة. قال ابن جابر: ويمرض ويموت ويدفن إلى جانب قبر عبد الله بن مسافع الجمعة التي تليه أو الثانية.
عبد الله بن مسعدة
ويقال ابن مسعود بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري
له رؤية من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل: إنه كان من سبي فزارة وأن النبي صلى الله عليه وسلم وهبه لفاطمة ابنته فأعتقته وكان غلاماً ربته فاطمة وعلي، وكان بعد ذلك مع معاوية أشد الناس على علي. وذكر الواقدي أن عبد الله بن مسعدة قتل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولعل هذا أخ له سمي باسمه. وسكن دمشق وكان مع معاوية بصفين، وبعثه يزيد بن معاوية على جند دمشق يوم الحرة، وبقي إلى أن بايع مروان بن الحكم بالخلافة بالجابية.
حدث عبد الصمد بن العباس قال بكرت إلى الهيثم بن عدي يوماً، فجئته قبل أن يأتيه الناس، فسلمت عليه وجلست، فقال لي: يا هاشمي، ما أحسن طلبك العلم، لا جرم لأحدثنك حديثاً قل من سمعة مني، فقال: حدثني أبي عن عبد الله بن مسعود الفزاري قال: لما أوفدني معاوية بن أبي سفيان إلى ملك الروم دخلت عليه، فوجدت عنده رجلاً على سرير دون سرير الملك، فكلمني بالعربية فقلت له: من أنت؟ فقال: جبلة بن الأيهم، فإذا انصرفت من عنده فائت إلى منزلي. فلما انصرفت أتيته فدخلت عليه، فإذا هو على سرير وبين يديه شراب، وعنده جاريتان تغنيان بشعر حسان بن ثابت، فتحدثنا وتساءلنا وحملني رسالة إلى معاوية بن أبي سفيان، ورأيت بين يديه كتاباً ينظر فيه فظننت أنه الإنجيل أو التوراة، فقلت له: ما هذا الكتاب؟ فيه التوراة؟ قال: لا. قلت: الإنجيل؟
قال لا. ولكنه أخبار الأنبياء. فقلت له: أنظر فيه، فقال: دونك، فإذا أوله: بسم الرب الشفيق المتحنن على خلقه. حدثنا شمعون بن خنوع بن مارغ عن زكريا بن غمريل بن دان بن يحيى قال: مما أثر علماؤنا عن نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام أنه مر ببساطه فبسط، وحف بكراسي وجلس عليه معه رجال من بني إسرائيل ثم أمر بالسحاب فأظلته، وأمر بالريح فحملته، وسار متنزهاً. فلما سار غير بعيد هبط عليه جبريل عليه السلام، قال: يا نبي الله، إلى أين سفرك هذا؟ فقال: أردت أن أروح عن قلبي، وأفتح عيني، وأنظر إلى نبات بلاد ربي عز وجل، فقال له جبريل: إن الله جل وعز ملائكة وكلهم بالمسافرين، فإذا خرج الرجل من بلده مسافراً تلقاه ملك فيقول له: أين تقصد في وجهك هذا؟ فإن قال: أغزو في سبيل الله، أطلب ثواب الله، قال الملك: اللهم اصحبه بالسلامة في سفره، والغنيمة في معيشته، واخلفه بخير، وإن قال: ألتمس التمحيص لذنوبي بالشهادة، قال الملك: اللهم، ارزقه شهادة سعيدة تمحص عنه ذنوبه وتحط بها أوزاره، وإن قال: خرجت طالباً للعلم والفقه في ديني، قال: اللهم، آته من الحكمة ما تفقهه في دينه وعلمه من تأويل كتابك، وأتبعه سنة نبيك. فإن قال: أور أخاً لي، قال الملك: أبينك وبينه رحم تصلها، أو له عندك معروف، أو يد تكافئه بذلك عليها؟ فإن قال: لا إلا أني أحبه في الله، قال الملك: اللهم، اكتب بخطاه حسنات، وامح بعدها سيئات، وإن قال: أقصد فلاناً الملك ألتمس من نائله، قال له الملك: أي ملك أعظم من الله سبحانه ملكاً، واوسع منه رزقاً، وأسرع منه عطاء؟ وإن قال: خرجت أتعرض من فضل الله، وأعود به على عيالي، قال الملك: اللهم، احفظ عليه ماله وأوسع ربحه وأسرع أوبته، وإن قال: خرجت متنزهاً ومتصيداً، قال الملك: أما علمت أن الله جل ثناؤه سيسألك يوم القيامة عن ما له الذي أعطاك فيم أنفقته؟ وعن عمرك فيم أفنيته؟ وعن قوتك فيم استعملتها؟ وعن بدنك فيم أتبعته؟ قال: فاستحيا سليمان من جبريل عليه السلام، ورجع من ساعته، فما عاد ليسفر إلا في سبيل الله.