المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الله أبو يحيى المعروف بالبطال - مختصر تاريخ دمشق - جـ ١٤

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌عبد الله بن محمد

- ‌عبد الله بن محمد الدمشقي

- ‌عبد الله بن محمد المعروف بابن الوسخ

- ‌عبد الله بن محمد النسائي

- ‌عبد الله بن محمد أبو العباس

- ‌عبد الله بن محمد الرعيني

- ‌عبد الله بن محمد أبو القاسم

- ‌عبد الله بن محمد أبو القاسم المقدسي الإمام

- ‌عبد الله بن محمد أبو محمد بن الزجاج الوشاء

- ‌عبد الله بن المبارك بن واضح

- ‌عبد الله بن محمود بن أحمد

- ‌عبد الله بن محيريز بن جنادة

- ‌عبد الله بن المخارق بن سليمان

- ‌عبد الله بن مخمر الشرعبي

- ‌عبد الله بن مخيمرة

- ‌عبد الله بن مدرك بن عبد الله

- ‌عبد الله بن مروان بن معاوية

- ‌عبد الله بن مروان أبو علي

- ‌عبد الله بن مساحق بن عبد الله

- ‌عبد الله بن مسافع بن عبد الله

- ‌عبد الله بن مسعدة

- ‌عبد الله بن مسعود بن غافل

- ‌عبد الله بن مسلم بن عبيد الله

- ‌عبد الله بن مسلم بن رشيد

- ‌عبد الله بن مسلم القرشي الدمشقي

- ‌عبد الله بن معافى بن أحمد

- ‌عبد الله بن معانق

- ‌عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان

- ‌عبد الله بن معاوية بن عبد الله

- ‌عبد الله بن معاوية بن يحيى

- ‌عبد الله بن مغيث بن أبي بردة

- ‌عبد الله بن مفرج

- ‌عبد الله بن منصور بن عبد الله

- ‌عبد الله بن منصور بن عمران

- ‌عبد الله بن أبي موسى التستري

- ‌عبد الله بن موهب

- ‌عبد الله بن مهاجر الشيعيثي النصري

- ‌عبد الله بن ملاذ الأشعري

- ‌عبد الله بن ميمون

- ‌عبد الله بن ميمون بن عياش بن الحارث

- ‌عبد الله بن نافع بن ذؤيب

- ‌عبد الله بن نزار العبسي

- ‌‌‌عبد الله بن نصر

- ‌عبد الله بن نصر

- ‌عبد الله بن نعيم بن همام القيني

- ‌عبد الله بن واقد الجرمي

- ‌عبد الله بن وقاص

- ‌عبد الله الأصغر بن وهب

- ‌عبد الله بن وهيب بن عبد الرحمن

- ‌عبد الله بن هارون بن محمد

- ‌عبد الله بن هارون

- ‌عبد الله بن هاشم بن عتبة

- ‌عبد الله بن أبي هاشم بن عتبة

- ‌عبد الله بن هبة الله بن القاسم

- ‌عبد الله بن هشام بن عبد الله بن سوار

- ‌عبد الله بن همام بن نبيشة

- ‌عبد الله بن هلال بن الفرات

- ‌عبد الله بن يحيى بن موسى

- ‌عبد الله بن يزيد بن آدم السلمي

- ‌عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز

- ‌عبد الله بن يزيد بن راشد

- ‌عبد الله بن يزيد بن ربيعة

- ‌عبد الله بن يزيد بن عبد الله

- ‌عبد الله الأكبر ويقال الأوسط

- ‌عبد الله بن يزيد أبو إلا صبع

- ‌عبد الله بن يوسف

- ‌عبد الله الأسدي

- ‌عبد الله أبو يحيى المعروف بالبطال

- ‌‌‌عبد الله

- ‌عبد الله

- ‌عبد الأعلى بن عبيد الله

- ‌عبد الأعلى بن أبي عبد الله الغبري

- ‌عبد الأعلى بن أبي عمرة الشيباني مولاهم

- ‌عبد الأعلى بن مسهر

- ‌عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر

- ‌عبد الأعلى بن هلال

- ‌عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن علي

- ‌عبد الباقي بن أحمد بن محمد

- ‌عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله

- ‌عبد الباقي بن جامع بن الحسن

- ‌عبد الباقي بن عبد الكريم بن الحسين بن إسماعيل

- ‌عبد الباري بن عبد الملك بن عبد العزيز

- ‌عبد الجبار بن أحمد بن عبد الله بن علي

- ‌عبد الجبار بن الحارث بن مالك

- ‌عبد الجبار بن عاصم

- ‌عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزة

- ‌عبد الجبار بن عبد الله بن علي

- ‌عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم

- ‌عبد الجبار بن عبيد الله بن سلمان

- ‌عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل بن علي

- ‌عبد الجبار بن عبد الواحد التنوخي

- ‌عبد الجبار بن محمد

- ‌عبد الجبار بن مسلم

- ‌عبد الجبار بن واقد الليثي

- ‌عبد الجبار بن يزيد بن عبد الملك

- ‌عبد الجبار بن يزيد الكلبي

- ‌عبد الجبار الخولاني

- ‌عبد الجليل بن عبد الجبار بن عبد الله بن طلحة

- ‌عبد الجليل بن محمد بن الحسن

- ‌عبد الحليم بن محمد بن عبيد الله

- ‌عبد الحميد بن بكار

- ‌عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين

- ‌عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث

- ‌عبد الحميد بن الحسين بن علي

- ‌عبد الحميد بن حماد بن عبيد الله

- ‌عبد الحميد بن شميط

- ‌عبد الحميد بن عبد الرحمن

- ‌عبد الحميد بن عبد العزيز بن عبد الحميد

- ‌عبد الحميد بن محمود بن خالد بن يزيد

- ‌عبد الحميد بن يحيى بن داود

- ‌عبد الحميد بن يحيى بن سعد

- ‌عبد الخالق بن زيد بن واقد الدمشقي

- ‌عبد الخالق بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب

- ‌عبد الخالق بن منصور

- ‌عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله

- ‌عبد الدائم بن المحسن بن عبد الله بن خليل

- ‌عبد ربه بن صالح القرشي

- ‌عبد ربه بن ميمون

- ‌عبد الرب بن محمد بن عبد الله

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن الفضل

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن عطية

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن عمران

- ‌‌‌عبد الرحمن بن أحمد

- ‌عبد الرحمن بن أحمد

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي

- ‌عبد الرحمن بن آدم

- ‌عبد الرحمن بن آدم الأزدي

- ‌عبد الرحمن بن أرطأة بن سيحان

- ‌عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف

- ‌عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث

- ‌عبد الرحمن بن إسحاق

- ‌عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد

- ‌عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي

- ‌عبد الرحمن بن اسميفع

- ‌عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث

- ‌عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد

- ‌عبد الرحمن بن أيوب بن نافع بن كيسان

- ‌عبد الرحمن بن بجير الشامي

- ‌عبد الرحمن بن بحر بن معاذ

- ‌عبد الرحمن بن بشير

- ‌عبد الرحمن بن بكران

- ‌عبد الرحمن بن بيهس بن صهيب

- ‌عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان

- ‌عبد الرحمن بن أبي ثور الكوفي

- ‌عبد الرحمن بن جيش بن شيخ

- ‌عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم

- ‌عبد الرحمن بن الحارث السلامي الساحلي

- ‌عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن عمير بن سلمة

- ‌عبد الرحمن بن حسان بن ثابت

- ‌عبد الرحمن بن حسان

- ‌عبد الرحمن بن الحسام

- ‌عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله

- ‌عبد الرحمن بن الحسن بن محمد

- ‌عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم

- ‌عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن

- ‌عبد الرحمن بن الحسين بن علي

- ‌عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

- ‌عبد الرحمن بن حنبل بن مليك

- ‌عبد الرحمن بن حيان أبو مسلم

- ‌عبد الرحمن بن خالد بن الوليد

- ‌عبد الرحمن بن خالد

- ‌عبد الرحمن بن الخشخاش العذري

- ‌عبد الرحمن بن داود بن منصور

- ‌عبد الرحمن بن زياد بن أنعم

- ‌عبد الرحمن بن زياد بن عبيد

- ‌عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب

- ‌عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة

- ‌عبد الرحمن بن سراقة الأزدي

- ‌عبد الرحمن بن سعد الخير

- ‌عبد الرحمن بن سعيد بن بشير

- ‌عبد الرحمن بن سعيد الدمشقي

- ‌عبد الرحمن بن السفر الدمشقي

- ‌عبد الرحمن بن سلمان ويقال عبيد

- ‌عبد الرحمن بن سلمة

- ‌عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون

- ‌عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب

- ‌عبد الرحمن بن سهل بن زيد

- ‌عبد الرحمن بن شبل بن عمرو

- ‌عبد الرحمن بن شبيب الفزاري

- ‌عبد الرحمن بن شماسة بن ذئب بن أحور

- ‌عبد الرحمن الأكبر بن صفوان

- ‌عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس

- ‌عبد الرحمن بن عامر

- ‌عبد الرحمن بن عائذ

- ‌عبد الرحمن بن عائش الحضرمي

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن علي

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود

- ‌عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي

- ‌عبد الرحمن بن عبد العزيز

- ‌عبد الرحمن بن عبد الغفار الدمشقي

- ‌عبد الرحمن بن عبد الغفار بن عفان

- ‌عبد الرحمن بن عبد الواحد

- ‌عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن علي

- ‌عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد

- ‌عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد

- ‌عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز

- ‌عبد الرحمن بن عبيد نفيع

- ‌عبد الرحمن بن عبيد ويقال ابن عبد

- ‌عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله

- ‌عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم

- ‌عبد الرحمن بن عثمان بن هشام

- ‌عبد الرحمن بن عثمان أبو عثمان

- ‌عبد الرحمن بن عديس بن عمرو

- ‌عبد الرحمن بن عراك

- ‌عبد الرحمن بن عسيلة

- ‌عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن صفوان

- ‌عبد الرحمن بن علي بن العجلان القرشي الدمشقي

- ‌عبد الرحمن بن علي بن القاسم بن أحمد بن إبراهيم

- ‌عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر بن رجاء بن عمر

- ‌‌‌عبد الرحمن بن عمر

- ‌عبد الرحمن بن عمر

- ‌عبد الرحمن بن عمرو

- ‌‌‌عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن

- ‌عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن

- ‌عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد أبي عمرو

- ‌عبد الرحمن بن عمرو اليحصبي

- ‌عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الرحمن بن عيسى

- ‌عبد الرحمن بن المغاز بن ربيعة الجرشي

الفصل: ‌عبد الله أبو يحيى المعروف بالبطال

الدين، وجيراني في الديار، وأعواني على العدو، أفلا تستحيون مما تصنعون؟: تجمعون مالا تاكلون، وتبنون مالا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون كالذين من قبلكم بنوا شديداً، وجمعوا كثيراً، وأملوا بعيداً، فأصبحت بيوتهم قبوراً، وجمعهم بوراً، واصبح أملهم غروراً.

‌عبد الله أبو يحيى المعروف بالبطال

كان ينزل أنطاكية. لما أراد عبد الملك بن مروان بن الحكم أن يوجه ملسمة ابنه إلى بلاد الروم قال: قد أمرت عليكم مسلمة بن عبد الملك. قال: وولى على رؤساء أهل الجزيرة والشام البطال، وأقبل على مسلمة فقال: صير على طلائعك البطال، وأمره فليعس باللسيل العسكر، فإنه أمين، ثقة، مقدام، شجاع.

قالوا: وعقد مسلمة للبطال على عشرة آلاف من المسلمين، فجعلهم سيارة فيما بين عسكر المسلمين، وما يليهم من حصون الروم، ومن يتخوفون اعتراضه في نشر المسلمين وعلاقاتهم، ويخرج المسلمون يتعلقون فيما بينهم وبين العسكر، فيصيبون ويخطئون، فيأمن بهم العسكر وتلك العلاقات.

قال البطال: سألني بعض ولاة بني أمية عن أعجب ما كان من أمري مع الروم فقلت: خرجت في سرية ليلاً، ودفعنا إلى قرية، وقلت لأصحابي: أرخوا لجم خيولكم، ولا تحركوا أحداً بقتل ولا سبي حتى تشحنوا القرية فإنهم في نومة. قال: ففعلوا، وافترقوا في أزقتها، وذفعت في ناسٍ من أصحابي إلى بيت يزهر سراجه، وامرأة تسكت ابنها من بكائه، وهي تقول: لتسكتن أو لأدفعنك إلى البطال يذهب بك. فانتشلته من سريره فقال: أمسك يا بطال، فأخذته.

ص: 137

حدث أبو مروان قال: سمعت البطال يحدث قال: خرجت ذات يوم متوحداً على فرسي لأصيب غفلة - أو منفرداً متسمطاً مخلاة فيها عليق فرسي، ومنديل فيه خبز وشواء. فبينا أنا أسير إذ مررت ببستان فيه بقل طيب، فنزلت، فعلقت على فرسي، وأصبت من ذلك الشواء ببقل البستان إذ أسهلني بطني، فاختلفت ماراً، فأشفقت من دوائه وضعفي عما يجيء علي من الركوب، فبادرت فركبت، ولزمت طريقاً، واستفرغني على سرجي كراهية أن أنزل فأضعف عن الركوب حتى لزمت عنقه مخافة أن أسقط عنه، وذهب بي، ولا أدري أين يذهب بي إذ سمعت وقع حوافره على بلاط، ففتحت عيني فإذا دير، فوقف في وسط الدير، وإذا نسوة يتطلعن من أبواب الدير. فلما رأين أنه لا تبع لي، ورأين حالي وضعفي عن النزول خرجت صاحبة منهن حتى وقفت علي، ونظرت في وجهي، وعرفت من حالي، ورطنت لهن تحتسب علي، فأمرتهن فنزعن ثيابي وغسلن ما بي، ودعت بثياب فألبستنيها وترياق أو دواء فشربته، ثم أمرت بي فجعلت على سرير لها ودثار، وامرت بطعام فهيئ لي، فأتيت به، وأقمت يومي ذاك. وتلك الليلة مسبوتاً، لا ادري ما أنا فيه، وأصبحت من الغد على ضعف من الركوب، وأقمت ليلتي ويومي وليلتي، فذهب عني السبات، وأنا ضعيف عن الركوب، حتى كان في اليوم الثالث جاءها من يخبرها أن فلاناً البطريق قد أقبل في موكبه، فأمرت بفرسي فغيب، وأغلق علي باب بيتي الذي أنا فيه، ودخل البطريق، فانزلته منزلاً، واقتفت به وبأصحابه، وأسمع بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها، فبينا هو على ذلك إذ جاءه من يخبره عن موضع فرسي وإغلاقهم علي، فهم ان يهجم علي، فأقسمت لئن تعرضني لا نال حاجته، فأمسك، وأقام قائلة ذلك اليوم في قرى ثم تروح، وخرجت، فدعوت بفرسي، فخرجت إلي فقالت: إني لا آمن أن يكمن لك، دعه يذهب، فأبيت عليها وركبت، فقفوت الأثر حتى لحقته، وشددت عليه، فانفرج عنه أصحابه فقتلته، وطلبت أصحابه فهربوا عني، وأخذت فرسه وسمطت رأسه، ورجعت إلى الدير فألقيت الرأس، ودعوتها ومن معها من نسائها

ص: 138

وخدمها، فوقفن بين يدي وأمرتها بالرحلة ومن معها على دواب الدير، وسرت بهن إلى العسكر حتى دفعت بهن إلى الوالي، فجعل نفلي منهن، فتنفلت المرأة بعينها، وسلمت سائر الغنيمة في المقسم واتخذتها.، فهي أم بني. قال أبو مروان: وكان أبوها بطريقاً من بطارقة الروم له شرف، يهاديه ويكاتبه.

حدث آبو يحيى البطال:

أن هشاماً أو غيره من خلفاء بني أمية كان قد استعمله على ثغر المصيصة وما يليها، وإنه راث عليه خبر الروم، فوجه سرية لتأتيه بالخبر عن غير إذن من الوالي. قال: فتوجهوا، وأجلتهم أجلاً، فاستوعبوا الأجل، فأشفقت من مصيبتهم ولائمة الخليفة، فخرجت متوحداً حتى وغلت في الناحية التي أمرتهم بها، فلم أجد لهم خبراً، فعرقت أنهم أجبروا بغفلة ناحية أخرى فتوجهوا إليها، وكرهت أن أرجع، ولم أسنقذهم مما هم فيه، إن كان عدو يكاثرهم، وأعرف من خبرهم ما أسكن إليه، فلم أجد أحداً يخبرني بشيء فمضيت حتى أقف على باب عمورية، فضربت بابها، وقلت للبواب: افتح لفلان سياف الملك ورسوله، وكنت أشبه به، فأعلم ذلك صاحب عمورية، فأمره بفتح الباب، ففعل أدخلني. فلما صرت إلى بلاطها وقفت وأمرت من يشتد بين يدي إلى باب بطريقها ففعل، ووافقت باب البطريق قد فتح، وجلس لي، ونزلت عن فرسي وأنا متلثم بعمامتي، فأذن لي، ومضيت حتى جلست على مثال إلى جانب مثاله، فرحب بي، وقرب، وقلت: أخرج من أرى فإني قد حملت إليك، فأخرجهم، وشددت عليه حتى غلق باب الكنيسة، وعاد إلى مجلسه، واحترطت سيفي فضربت به على رأسه، فقلت له: قد وقعت بهذا الموضع فاعطني عهداً حتى أكلمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت، لا يتبعني منك خلاف، ففعل، فقلت: أنا البطال، فاصدقني عما أسألك عنه، وانصحني وإلا أجزت عليك، فقال: سل عما بدا لك، فقلت: السرية، فقال: نعم، وافت البلاد غارة لا يدفع أهلها يد لامس، فوغلوا في البلاد، وملؤوا أيديهم غنائم، وهذا

ص: 139

آخر خبر جاءني: إنهم بوادي كذا. قد صدقتك، وليس عندي من خبرهم غير هذا، فغمدت سيفي وقلت: ادع لي بطعام فدعا، ثم قمت وقال: اشتدوا بين يدي رسول الملك، حتى يخرج، ففعلوا، وقصدت إلى السرية حتى قدمت عليهم، وخرجت بهم بما غنموا. فهذا أعجب ما كان.

قفل البطال من حجه في السنة التي قتل فيها رحمه الله. وأخبر أنه لم يزل فيما مضى من عمره مشتغلاً عن حجه الإسلام بما فتح له من الجهاد، وأنه سأل الله الحج والشهادة، وأن الله قد قضى عنه حجة، وهو يرجو أن يرزقه الشهادة في عامه هذا، ثم مضى إلى منزله، وغزا في عامه، فاستشهد. رحمه الله تعالى.

وكان ليون طاغية الروم قد خرج في نحو من مئة ألف، وأشار البطال على مالك بن شبيب - مقدم الجيش - باللحاق ببعض مدن الروم، والتحصن بها حتى يلحقهم الأمير سليمان بن هشام فعصاه في إشارته. قال: ولقينا ليون، فقاتل مالك ومن معه حتى قتل في جماعة من المسلمين، والبطال عصمة لمن بقي من الناس، فتجمعوا عليه وشد عليهم، فذكر بعض من كان معه اسمه فشدت عليه فرسان الروم حتى شالته برماحها عن سرجه، وألقته إلى الأرض، وأقبلت تشد على بقية المسلمين، والناس معتصمون بسيوفهم حتى كان مع اصفرار الشمس، وليون طاغية الروم قد نزل عن دابته، فضربت له مغارة، وأمر برهبانه وأساقفته فأحضروا، فرفع يده ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين، ورأوا من قلتهم وقلة من بقي، قال: ناد يا غلام برفع السيف، وترك بقية القوم لله، وانصرفوا بنا إلى معسكرنا، والقوم في بلادنا، نفاديهم، فدخل وانصرف إلى معسكره، وبات، وأمر البطال منادياً ينادي: أيها الناس، عليكم بسنادة، فادخلوها وتحصنوا فيها، وأمر البطال رجلاً على مقدمتهم وآخر على ساقتهم لا يخلف جريحاً ولا ضعيفاً فيما قدر عليه وثبت في مكانه، وثبت معه قريب له في ناسٍ من مواليه، وأمر من يسير في أوائلهم ويقول: أيها الناس، الحقوا فإن البطال يسير بأخراكم، وأمر من يقول في أخراهم. أيها الناس، الحقوا فيإن البطال في أولاكم، يهديكم الطريق، ويهيئ

ص: 140

منزلكم بسنادة. فمضى الناس، فلم يصبحوا إلا وقد دخلوا سنادة، وافتقدوا البطال، فأجمع رأيهم على تحصينها، والقتال عليها، وأصبح البطال في مكانه في المعركة به رمق، وركب ليون بجيشه حتى أتى المعركة، فوجدهم قد لحقوا بسنادة إلا البطال ومن ثبت معه فأخبر به، فأتاه حتى وقف عليه فقال: أبا يحيى، كيف رأيت؟ قال: وما رأيت؟ كذلك الأبطال تقتل وتقتل. قال ليون: علي بالأطباء، فأتي بهم، فأمرهم بالنظر في جراحه، فأخبروه أنها قد أنفذت مقاتله، فقال: هل من حاجة؟ قال: نعم، تأمر من ثبت معي، ومن في أيديكم من أسارى المسلمين بولايتي وكفني والصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلماة علي، ودفني، وتخلى سبيل من ثبت عندي، ففعل ذلك، وقصد إلى الناس بسنادة فحاصرهم، فبينا هم على ذلك إذ أشرف عليهم ثابت البهراني على فرسه في رجال، على خيول الطلائع، وهو يقول: أيها الناس، أنا رسول الأمير سليمان بن هشام يخبركم بسرعة سيره إليكم، وهو آتيكم أحد اليومين، فسر ذلك المسلمين، وأصبح ليون سائراً بعسكره، قافلاً إلى القسطنطسنية، حتى دخلها، واقبل سليمان بمن معه حتى نزل بسنادة. الحديث..

قال أبو بكر بن عياش: قيل للبطال: ما الشجاعة؟ قال: قبل صبر ساعة.

ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى أن البطال قتله الروم في سنة اثنتي عشرة ومئة.

وذكر أبو حسان الزيادي أنه قتل في سنة ثلاث عشرة.

وقال خليفة: سنة إحدى وعشرين ومئة. وقتل بأرض الروم. رحمه الله تعالى.

ص: 141