الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحجاج فأوفدهما إلى عبد الملك، فأعطى كل واحد منهما خمس مئة دينار، وفرض لكل واحد منهما في كل سنة مئتي دينار.
حبيب المؤذن
كان يؤذن في مسجد سوق الأحد.
حدث حبيب المؤذن في مسجد ابن أبي الخليل في سوق الأحد، عن أبي زياد الشعباني وأبي أمية الشعباني قالا: كنا بمكة فإذا رجل في ظل الكعبة، فإذا هو سفيان الثوري، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول في الصلاة في هذه البلدة؟ قال: بمئة ألف صلاة. قال: ففي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بخمسين ألف صلاة. قال: في مسجد بيت المقدس؟ قال: بأربعين ألف صلاة. قال: في مسجد دمشق؟ قال: بثلاثين ألف صلاة.
حبيش بن دلجة القيني
أحد وجوه أهل الشام. شهد صفين مع معاوية، وكان على قضاعة الأردن يومئذ، وولاه يزيد بن معاوية على أهل الأردن، يوم وجههم إلى الحرة من زيزا - قرية من قرى البلقاء من كورة دمشق - وكان في أهل الشام جليلاً، وكان قد قدم عند مروان قدم صدق، فدخل به يوماً على مروان وكان يجلسه على السرير معه، فرأى روح بن زنباع في موضعه من السرير معه، فأمر حملته ألا يضعوه وقال: إن رددتم علينا موضعنا وإلا انصرفنا عنكم. قال مروان: مهلاً فإن لأبي زرعة مثل سنك، وبه مثل علتك - يعني النقرس - فقال حبيش: أوله مثل يدي عندك؟ قال: وله مثل يدك عندي، إلا أن يده غير مكدرة بمن. قال: إني لأظنك يا مروان أحمق. قال: أظن أيها الشيخ ظننته أم يقين استيقنته؟ قال: بل ظن ظننته. قال: فإن أحمق ما يكون الشيخ إذا أعجب بظنه.
قال صالح بن حسان البصري: رأيت حبيش بن دلجة على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يأكل من مكتله تمراً، ويطرح نواه في وجوه القوم. وقال: والله إني لأعلم أنه ليس بموضع أكل، ولكنني أحببت أن أذلكم لخذلانكم لأمير المؤمنين. قال ابن دريد: وهو أول أمير أكل على المنبر، منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال علي بن محمد: إن الذي قتل حبيش بن دلجة يوم الربذة يزيد بن سياه الأسواري، رماه بنشابه فقتله، فلما دخلوا المدينة وقف يزيد بن سياه على برذون أشهب وعليه ثياب بياض، فما لبث أن اسودت ثيابه مما مسح الناس به، ومما صبوا عليه من الطيب.
قالوا: وبايع أهل الشام مروان بن الحكم فسار إلى الضحاك بن قيس الفهري وهو في طاعة ابن الزبير يدعو له، فلقيه بمرج راهط فقتله وفض جمعه، ثم رجع فوجه حبيش بن دلجة القيني في ستة آلاف وأربع مئة إلى ابن الزبير، فسار حتى نزل بالجرف في عسكره، ودخل المدينة، فنزل في دار مروان، دار الإمارة، واستعمل على سوق المدينة رجلاً من قومه يدعى مالكاً، وأخاف أهل المدينة خوفاً شديداً، وآذاهم، وجعل يخطبهم فيشتمهم ويتوعدهم، وينسبهم إلى الشقاق والنفاق والغش لأمير المؤمنين. فكتب عبد الله بن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وهو واليه على البصرة أن يوجه إلى المدينة جيشاً، فبعث الحنيف بن السجف التميمي في ثلاثة آلاف، فخرجوا ومعهم ألف وخمس مئة فرس وبغال وحمولة، وبلغ الخبر حبيش بن دلجة فقال: نخرج من المدينة فنلقاهم، فإنا لا نأمن أهل المدينة أن يعينوهم علينا فخرج، وخلف على المدينة ثعلبة الشامي، فالتقوا بالربذة عند الظهر، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فقتل حبيش بن دلجة، وقتل من أصحابه خمس مئة، وانهزم الباقون أسوأ هزيمة، ففرح أهل المدينة بذلك، وقدم الأسارى فحبسوا في قصر حل، فوجه إليهم عبد الله بن الزبير مصعب بن الزبير، فضرب أعناقهم جميعاً.
قال أبو يزيد المديني: خرج حبيش بن دلجة، قلنا: هذا الجيش الذي يخسف بهم بالبيداء، جيش حبيش بن دلجة.
وقتل حبيش بن دلجة في سنة خمس وستين.