المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرملة بن المنذر بن معد يكرب - مختصر تاريخ دمشق - جـ ٦

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌جبير بن نفير بن مالك بن عامر

- ‌جحاف بن حكيم بن عاصم بن قيس

- ‌جدار بن جدار العذري الصنعاني

- ‌جد بن قيس أحد العباد

- ‌جراح بن عبد الله بن جعادة

- ‌جرجة بن عبد الله الرومي

- ‌جرول بن أوس بن جؤية

- ‌جرول بن جنفل

- ‌جرير بن عبد الله بن جابر

- ‌جرير بن عبد الله بن عنبسة

- ‌جرير بن عبد المسيح بن عبد الله

- ‌جرير ويقال حريز بن عتبة

- ‌جرير بن عطية بن الخطفى

- ‌جرير بن غطفان بن جرير أبو القاسم

- ‌جسر بن الحسن

- ‌جعثل بن هاعان بن عمرو بن البثوث

- ‌جعد بن درهم

- ‌جعفر بن أحمد بن الحسين أبو الفضل

- ‌جعفر بن أحمد بن الحسين

- ‌جعفر بن أحمد بن عاصم بن الروّاس

- ‌جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن

- ‌جعفر بن أحمد بن علي بن بنان

- ‌جعفر بن أحمد ويقال ابن محمد

- ‌جعفر بن إياس أبو بشر ابن أبي وحشية اليشكري الواسطي

- ‌جعفر بن برقان أبو عبد الله الكلابي مولاهم الرقي

- ‌جعفر بن الحسن بن العباس بن الحسن

- ‌جعفر بن الحسين أبو الفضل الصيداوي

- ‌جعفر بن حميد بن عبد الكريم

- ‌جعفر بن الزبير الحنفي

- ‌جعفر بن سعيد بن جعفر البعلبكي

- ‌جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله

- ‌جعفر بن أبي طالب عبد مناف

- ‌جعفر بن عبد الجبار

- ‌جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب

- ‌جعفر بن عبد الواحد بن جعفر

- ‌جعفر بن عمرو بن أمية

- ‌جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد

- ‌جعفر بن محمد بن أحمد بن حماد

- ‌جعفر بن محمد بن بكر أبو العباس البالسي

- ‌جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد

- ‌جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام

- ‌جعفر بن محمد بن الحارث

- ‌جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض

- ‌جعفر بن محمد بن حماد أبو الفضل القلانسي

- ‌جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب

- ‌جعفر بن محمد بن سوار بن سنان

- ‌جعفر بن محمد بن عبد الله

- ‌جعفر بن محمد بن علي بن يزيد

- ‌جعفر بن محمد بن الفضل

- ‌جعفر بن محمد بن الفضيل

- ‌جعفر بن محمد بن محمد

- ‌جعفر بن محمد بن موسى

- ‌جعفر بن محمد بن الوليد

- ‌جعفر المتوكل بن محمد المعتصم

- ‌جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس

- ‌جعفر بن محمد بن يزدين

- ‌جعفر بن محمد أبو عبد الله المعّري المغربي

- ‌جعفر بن محمود الكاتب

- ‌جعفر بن موسى

- ‌جعفر بن ميسر بن يغنم أبو محمد

- ‌جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك

- ‌جعونة بن الحارث بن خالد

- ‌جماهر بن محمد بن أحمد بن أحمد

- ‌جمال بن بشر العامري الكلابي

- ‌جمح بن القاسم بن عبد الوهاب

- ‌جميل بن أحمد بن فضالة بن الصقر

- ‌جميل بن تمام بن علي

- ‌جميل بن عبد الله بن معمر

- ‌جميل بن يوسف بن إسماعيل

- ‌جناح بن الوليد

- ‌جناح أبو مروان

- ‌جنادة بن حنيفة الصنعاني

- ‌جنادة بن أبي خالد أبو الخطاب

- ‌جنادة بن عمرو بن الجنيد

- ‌جنادة بن كبير وكنية كبير أبو أمية

- ‌جنادة بن محمد بن أبي يحيى

- ‌جندب بن زهير بن الحارث بن كثير

- ‌جندب بن عبد الله ويقال ابن كعب

- ‌جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث

- ‌جنيد بن حكيم بن الجنيد أبو بكر

- ‌جنيد بن خلف بن حاجب بن الوليد

- ‌جنيد بن عبد الرحمن بن عمرو

- ‌جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة

- ‌جوية بن عائذ ويقال بن عاتك

- ‌جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون

- ‌أسماء النساء على حرف الجيم

- ‌جويرية بنت أبي سفيان صخر بن حرب

- ‌جرباء بنت عقيل بن علفة بن الحارث

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حابس بن سعد ويقال ابن ربيعة

- ‌حاتم بن شفيّ بن يزيد ويقال مرثد

- ‌حاتم بن عبد الله بن سعد

- ‌حاتم بن يونس أبو محمد

- ‌حاجب بن مالك بن أركين

- ‌حارثة بن بدر بن حصين بن قطن

- ‌حارثة بن قطن بن زابر بن حصن

- ‌الحارث بن بدل وقيل ابن سليم

- ‌الحارث بن الحارث أبو المخارق الغامدي

- ‌الحارث بن حرمل بن تغلب بن ربيعة

- ‌الحارث بن الحكم بن أبي العاص

- ‌الحارث بن سعيد بن حمدان

- ‌الحارث بن سعيد الكذاب

- ‌الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان

- ‌الحارث بن عبّاس

- ‌الحارث بن عبد الله

- ‌الحارث بن عبدة

- ‌الحارث بن عميرة الزبيدي الحارثي

- ‌الحارث بن عمير الأزدي

- ‌الحارث بن عمير أبو الجودي

- ‌الحارث بن محمد بن الحارث بن خسرو

- ‌الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهري الحمصي

- ‌الحارث بن مسلم بن الحارث

- ‌الحارث بن معاوية الكندي الأعرج

- ‌الحارث بن أبي وجرة

- ‌الحارث بن وداعة الحميري

- ‌الحارث بن هانئ بن مدلج

- ‌الحارث بن هشام بن المغيرة

- ‌الحارث بن يمجد الأشعري القاضي

- ‌حازم بن مالك بن بسطام الدمشقي

- ‌حامد بن أحمد بن محمد بن أحمد

- ‌حامد بن سهل بن الحارث أبو محمد البخاري

- ‌حامد بن محمد بن حامد بن بحر

- ‌حامد بن يوسف بن الحسين

- ‌حبان بن موسى بن حبان بن موسى

- ‌حبيب بن أوس بن الحارث

- ‌حبيب بن أبي حبيب من أهل دمشق

- ‌حبيب بن الشهيد

- ‌حبيب بن عبد الرحمن بن سلمان

- ‌حبيب بن عبد الملك بن حبيب

- ‌حبيب بن قليع

- ‌حبيب بن محمد أبو محمد العجمي

- ‌حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر

- ‌حبيب الأعور

- ‌حبيب المؤذن

- ‌حبيش بن دلجة القيني

- ‌حبيش بن عمر أبو المنهال

- ‌حبيش بن محمد بن حبيش

- ‌الحجاج بن الريان

- ‌الحجاج بن سهل الدمشقي

- ‌الحجاج بن عبد الله

- ‌الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة

- ‌الحجاج بن يوسف بن الحكم

- ‌الحجاج بن يوسف

- ‌حجر بن عدي الأدبر بن جبلة

- ‌حجوة بن مدرك الغساني

- ‌حديج

- ‌حدير أبو فوزة

- ‌حدير بن كريب

- ‌حدير بن جعفر بن محمد

- ‌حذيفة بن أسيد

- ‌حذيفة بن اليمان

- ‌حرام بن حكيم بن خالد بن سعد

- ‌حرب بن إسماعيل بن محمد الكرماني

- ‌حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية

- ‌حرب بن محمد بن حرب بن عامر

- ‌حرب بن محمد بن علي بن حيان

- ‌حرملة بن المنذر بن معد يكرب

- ‌حريث بن أبي حريث

- ‌حريث بن زيد الخيل الطائي

- ‌حريث بن ظهير الكوفي

- ‌حريث مولى معاوية بن أبي سفيان

- ‌حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد

- ‌الحر بن سليمان بن حيدرة

- ‌الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم

- ‌حزام بن هشام بن حبيش ين خالد

- ‌حزوّر ويقال نافع

- ‌حسان بن أبان البعلبكي

- ‌حسان بن تميم بن نصر

- ‌حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام

- ‌حسان بن سليمان أبو علي الساحلي

- ‌حسان بن عطية

- ‌حسان بن فروخ

- ‌حسان بن كريب بن ليشرح

- ‌حسان بن مالك بن بحدل بن أنيف

- ‌الحسن بن أحمد بن جعفر

- ‌الحسن بن أحمد بن أبي حازم

- ‌الحسن بن أحمد بن الحسن

- ‌الحسن بن أحمد بن أبي سعيد

- ‌الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد

- ‌الحسن بن أحمد بن الحسين

- ‌الحسن بن أحمد بن صالح

- ‌الحسن بن أحمد بن عبد الواحد

- ‌الحسن بن أحمد بن عمير بن يوسف

- ‌الحسن بن أحمد بن غطفان بن جرير

- ‌الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار

- ‌الحسن بن أحمد بن محيميد

- ‌الحسن بن أحمد بن أبي البختري

- ‌الحسن بن أحمد أبو علي القلانسي

- ‌الحسن بن إبراهيم بن الأصبغ

- ‌الحسن بن إبراهيم بن عثمان

- ‌الحسن بن إبراهيم بن محمد

- ‌الحسن بن إبراهيم بن يوسف بن حلقوم

- ‌الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة

- ‌الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد

- ‌الحسن بن إسحاق بن إبراهيم

- ‌الحسن بن إسحاق بن بلبل

- ‌الحسن بن أشعث بن محمد بن علي

- ‌الحسن بن إلياس أبو عليّ

- ‌الحسن بن بلال نسب إلى جد أبيه

- ‌الحسن بن بلال أبو علي المقرئ

- ‌الحسن بن جرير بن عبد الرحمن

- ‌الحسن بن جعفر بن حمزة بن المحسّن

- ‌الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد

- ‌الحسن بن حبيب بن عبد الملك

- ‌الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى

- ‌الحسن بن الحرّ بن الحكم

- ‌الحسن بن الحسن بن أحمد

- ‌الحسن بن الحسن بن علي

- ‌الحسن بن الحسين بن محمد

- ‌الحسن بن الحسين بن يحيى

- ‌الحسن بن حفص بن الحسن

- ‌الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك

- ‌الحسن بن زيد أبو علي

- ‌الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل

- ‌الحسن بن سعيد بن محمد بن سعيد

- ‌الحسن بن سفيان بن عامر

- ‌الحسن بن سليمان بن داود

- ‌الحسن بن سليمان بن سلام

- ‌الحسن بن شجاع بن رجاء

- ‌الحسن بن صالح بن غالب القيسراني

- ‌الحسن بن أبي طاهر بن الحسن

- ‌الحسن بن عبد الله بن الحسن

- ‌الحسن بن عبد الله بن سعيد

- ‌‌‌الحسن بن عبد الله

- ‌الحسن بن عبد الله

- ‌الحسن بن عبيد الله بن أحمد

- ‌الحسن بن عبد الواحد بن عبد الأحد

- ‌الحسن بن عثمان بن حماد بن حسّان

- ‌الحسن بن عطية الله بن الحسين

- ‌الحسن بن علي بن إبراهيم

- ‌الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد

- ‌الحسن بن علي بن الحسن بن الحكم

- ‌الحسن بن علي بن الحسن بن سلمة

- ‌الحسن بن علي بن الحسن بن شوّاش

- ‌الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد

- ‌الحسن بن علي بن خلف

- ‌الحسن بن علي بن روح بن عوانة

- ‌الحسن بن علي بن سعيد بن الحسين

- ‌الحسن بن علي بن شبيب

الفصل: ‌حرملة بن المنذر بن معد يكرب

قال علي بن حرب الموصلي: في سنة أربع عشرة ومائتين قدم عبد الله المأمون دمشق، ففرق المعدلين يعني المساح في أجناد الشام في تعديلها يعني مساحتها ووجه في ذلك إلى رؤساء أهل الجزيرة والموصل والرقة، فقدم عليه جماعة، منهم حرب بن عبد الله الطائي وسفيان بن عبد الملك الخولاني، فاستعفوه من التعديل فأعفاهم وصرفهم، واجتلب لتعديل الشام المساح من العراق والأهواز والري، وأقام بدمشق تلك الشتوة على التعديل.

‌حرملة بن المنذر بن معد يكرب

ابن حنظلة بن النعمان بن حية بن سعنة ويقال ابن سعد بن الغوث بن الحارث، ويقال ابن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن صقر بن هنيء بن عمرو بن الغوث بن الحارث بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان، أبو زبيد الطائي: شاعر مشهور مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام ولم يسلم وكان نصرانياً، وفد على الحارث بن أبي شمر الغساني، وكان ينزل بنواحي دمشق.

وكان أبو زبيد من زوار الملوك ولملوك العجم خاصة، وكان عالما بسيرهم، وكان عثمان بن عفان يقربه على ذلك ويدني مجلسه، وكان نصرانياً، فحضر ذات يوم عثمان وعنده المهاجرون والأنصار فتذاكروا مآثر العرب وأشعارها، فالتفت عثمان إلى أبي زبيد، فقال: يا أخا تبع المسيح، أسمعنا بعض قولك فقد أنبئت أنك تجيد، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

من مبلغ قومنا النائين إذ شحطوا

أن الفؤاد إليهم شيق ولع

ووصف فيها الأسد، فقال عثمان: تالله تفتأ تذكر الأسد ما حييت! والله إني

ص: 267

لأحسبك جباناً هدانا، قال: كل يا أمير المؤمنين، ولكني رأيت منه منظراً وشهدت منه مشهداً لا يبرح ذكره يتجدد في قلبي، ومعذور أنا بذلك يا أمير المؤمنين غير ملوم. فقال له عثمان: وأنى كان ذلك؟ قال: خرجت في صيابة أشراف من أفناء قبائل العرب ذوي هيئة وشارة حسنة، ترتمي بنا المهاري بأكسائها، والقيروانات على قنو البغال تسوقها العبدان، ونحن نريد الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشام، فاخروط بنا السير في حمارة القيظ، حتى إذا عصبت الأفواه وذبلت الشفاه وشالت المياه وأذكت الجوزاء المعزاء وذاب الصيهد وصر الجندب وضاف العصفور الضب في جحره أو قال في وجاره وقال قائلنا: أيها الركب، غوروا بنا في ضوج هذا الوادي، وإذا واد قد بدا لنا كثير الدغل دائم الغلل، شجراؤه مغنة وأطياره مرنة، فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلات، فأصبنا من فضالات المزاود، واتبعناها الماء البارد، فإنا لنصف حر يومنا ذلك ومماطلته إذ صر أقصى الخيل أذنيه، وفحص الأرض بيديه، فوالله، ما لبث أن جال، ثم حمحم فبال، ثم فعل فعله الذي يليه واحد فواحد، فتضعضعت الخيل

ص: 268

وتكعكعت الإبل وتقهقرت البغال، فمن ناد بشكاله وناهض بعقاله، فعلمنا أن قد أتينا وأنه السبع، ففزع كل امرئ منا إلى سيفه، فاستله من جربانه، ثم وقفنا زردقا. فأقبل يتظالع من بغيه كأنه مجنوب أو في هجار مسحوب، لصدره نحيط، ولبلاعيمه غطيط، ولطرفه وميض، ولأرساغه نقيض، كأنما يخبط هشيماً، أو يطأ صريماً، وإذا هامة كالمجن، وخد كالمسن، وعينان سجراوان كأنهما سراجان يقدان، وقصرة ربلة ولهزمة رهلة، وكتد مغبط، وزور مفرط، وساعد مجدول، وعضد مفتول، وكف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن، فضرب بيديه فأرهج، وكشر فأفرج عن أنياب كالمعاول، مصقولة غير مفلولة، وفم أشدق كالغار

ص: 269

الأخوق، ثم تمطى فأشرع بيديه، وحفز وركيه برجليه حتى صار ظله مثليه، ثم أقعى فاقشعر ثم تميل فاكفهر، ثم جهز فازبأر. فلا والذي بيته في السماء ما اتقينا بأول أخ لنا من بني فزارة كان ضخم الجزارة، فوقصه ثم نفضه نفضة فقضقض متنيه، وجعل يلغ في دمه، فذمرت أصحابي فبعد لأي ما استقدموا، فهجهجنا به فكر مقشعراً بزبرته، كأن به شيهماً حولياً، فاختلج رجلاً أعجر ذا حوايا، فنفضه نفضة تزايلت مفاصله، ثم نهم ففرفر، ثم زفر فبربر ثم زار فجرجر ثم لحظ، فوالله لخلت البرق يتطاير من تحت جفونه، من عن شماله ويمينه، فأرعشت الأيدي، واصطكت الأرجل، وأطت الأضلاع، وأرتجت الأسماع وحمجت العيون،

ص: 270

وألحقت الظهور بالبطون، وانخزلت المتون، وساءت الظنون.

فقال عثمان: اسكت، قطع الله لسانك! فقد رعبت قلوب المؤمنين.

وقال يصف الأسد:

فباتوا يذلجون وبات يسري

بصير بالدجى هاد هموس

إلى أن عرسوا وأغب عنهم

قريباً ما يحس له حسيس

خلا أن العتاق من المطايا

حسن به فهن إليه شوس

فلما أن رآهم قد تدانوا

أتاهم وسط أرجلهم يميس

فثار الزاجرون فزاد منهم

تقراباً وواجهه ضبيس

بنصل السيف ليس له مجن

فصد ولم يصادفه جسيس

فيضرب بالشمال إلى حشاه

وقد نادى فأخلفه الأنيس

يشمر كالمحالق في قنوت

تقيه قضة الرض الدخيس

فخر السيف واختلفت يداه

وكان بنفسه وقيت نفوس

فطار القوم شتى والمطايا

وغودر في مكرهم الرسيس

وجال كأنه فرس صنيع

يجر جلاله ذيل شموس

كأن بنحره وبساعديه

عبيراً بات تعبؤه عروس

فذلك إن تلاقوه نفادوا

ويحدث بينكم أمر شكيس

وكان أبو زبيد الطائي منقطعاً إلى الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان الوليد يكنى بوهب. فقال أبو زبيد:

من يرى العيس لابن أروى على ظه

ر المرورى حداهن عجال

ص: 271

مصعدات والبيت بيت أبو وه

ب خلاء تحن فيه الشمال

يعرف الجاهل المضلل أن الده

ر فيه النكراء والزلزال

بعدما تعلمين يا أم وهب

كان فيهم عيش لنا وجمال

ووجوه تودنا مشرقات

ونوال إذا يراد النوال

فلعمر الإله لو كان للسي

ف مصال أو للسان مقال

ما تناسيتك الصفاء ولا الو

د ولا حال دونك الأشغال

ولحرمت لحمك المتعصي

ضلة ضل حلمهم ما اقتالوا

أصبح البيت قد تبدل بالحي

وجوهاً كأنها الأقتال

غير ما طالبين ذحلاً ولكن

مال دهر على أناس فمالوا

قولهم بشرب الحرام وقد كا

ن شراب سوى الحرام حلال

وأبى ظاهر العداوة إلا

طغياناً وقول ما لا يقال

من يخنك الصفاء أو يتبدل

أو يزل مثلما تزول الظلال

فاعلمن أنني أخوك أخو الود

حياتي حتى تزول الجبال

كان أبو زبيد جاهلياً إسلامياً، وأقام في الإسلام علة النصرانية وعاش مائة وخمسين سنة، وكان يحمل في كل يوم أحد إلى البيعة مع النصارى فيظل يومه يشرب، فبينا هو في بعض تلك الآحاد يشرب، وحوله النصارى وفي يده الكأس إذ وقع بصره إلى السماء فنظر نظراً شديداً طويلاً، ثم رمى بالكأس من يده وقال:

إذا جعل المرء الذي كان حازماً

يحل به حل الحوار ويحمل

فليس له في العيش خير يريده

وتكفينه ميتا أعف وأجمل

ثم مات.

ص: 272