الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمس، وكنت على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني الجمعة، فصليت، وخرجت إلى باب الدرج، فإذا هذا الشيخ قائم يقصّ، فجلست إليه فقرأ فسمعنا، ورغّب فرغبنا، وحذّر فبكينا، ودعا فأمّنّا، وقال في آخر كلامه، اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب. فسألت: من أبو تراب؟ فقيل: علي بن أبي طالب، أول الناس إسلاماً، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته، وأبو الحسن والحسين، فوالله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه هذه اللعنة لأحللت به الذي أحللت به، فكيف لا أغضب لصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته؟! قال: فقال هشام: بئس ما صنع. ثم عقد لي على السّند. ثم قال لبعض جلسائه: مثل هذا لا يجاورني هاهنا فيفسد علينا البلد فباعدته إلى السند. فقال لنا بشر بن عبد الوهاب: وهو ممثّل على باب السند، بيده اليمنى سيف وبيده اليسرى كيس يعطي منه.
ومات الجنيد بالسند فقال فيه الشاعر:
ذهب الجود والجنيد جميعاً
…
فعلى الجود والجنيد السّلام
جنادة بن كبير وكنية كبير أبو أمية
الدّوسي الأزدي لأبيه صحبة، وأدرك وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله صحبة أيضاً. سكن الأردن، وقدم دمشق.
روى أبو عبد الله الصنابحي أن جنادة بن أبي أمية أمّ قوماً. فلما قام من الصلاة التفت عن يمينه فقال:
أترضون؟ قالوا: نعم، ثم فعل ذلك عن يساره، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أمّ قوماً وهم له كارهون، فإنّ صلاته لا تجاوز ترقوته.
وروى أبو الخير أن جنادة بن أبي أمية حدثه، أنّ رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك، قال: فانطلقت إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله، إن أناساً يقولون: إن الهجرة قد انقطعت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد.
وروى حذيفة الأزدي عن جنادة الأزدي أنهم ولجوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثمانية رهط وهو ثامنهم يوم الجمعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام، فقال لرجل: كل. فقال: صائم، قال لآخر: كل. قال: صائم. حتى سألهم جميعاً فقال: صمتم أمس؟ قالوا: لا. قال: أصيّام غداً؟ قالوا: لا. فأمرهم أن يفطروا.
وروى جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تعارّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: رب اغفر لي - أو قال: ثم دعا - استجيب له. فإن عزم فتوضأ ثم صلى تقبّلت صلاته.
توفي جنادة سنة ثمانين، وقيل: سنة سبع وستين، وقيل: سنة خمس وسبعين، وقيل: سنة ست وثمانين. وشهد فتح مصر، وولي البحر لمعاوية.
حدث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين