الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا وَرَدَ فِي الْعَدْوَى:
وَأَمَّا الْعَدْوَى فَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ سَرَيَانَ الْمَرَضِ مِنْ جَسَدٍ إِلَى جَسَدٍ بِطَبِيعَتِهِ1، فَنَفَى اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التَّوْبَةِ: 51] وَقَالَ تَعَالَى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التَّغَابُنِ: 11] وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آلِ عِمْرَانَ: 168] وَقَالَ تَعَالَى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النِّسَاءِ: 78] الْآيَاتِ، وَقَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الْجُمُعَةِ: 8] .
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا عَدْوَى" فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الْإِبِلَ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ فَيَأْتِيهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَتُجْرَبُ، قَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ" وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ بِنَحْوِهِ2.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ". قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: "كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ" وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ3.
1 والعدوى التي نفاها الشرع هو اعتقاد أن المرض يخلق نفسه بطبيعته دون خلق الله له. والمرض مخلوق وتأثيره بإذن الله تعالى. وأما انتقال المرض من المريض إلى الصحيح فهو حقيقة والشرع مؤيد لها كما سيأتي من النهي الشرعي بعدم ورود الصحيح على المريض وهذه العدوى هي بإذن الله تعالى وأمره لا كما يعتقد الملحدون.
2 البخاري "10/ 241" في الطب، باب لا هامة، وباب لا صفر وباب لا عدوى، ومسلم "4/ 1147/ ح2220" في السلام، باب لا عدوى ولا طير.
3 البخاري "10/ 214" في الطب، باب في الفأل، وفي "244" باب لا عدوى، ومسلم "4/ 1746/ ح2224" في السلام، باب الطيرة والفأل.