المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على - معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

[محمد محب الدين أبو زيد]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على

بسم الله الرحمن الرحيم

‌المقدمة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأُمِّي الأمين، وعلى آله وصحبه الطيِّبين الطاهرين. وبعد:

فامتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حديثًا فحَفِظَه حتى يُبَلِّغَه غيرَه» ، رأيتُ أن أجمع طائفة من الأحاديث النبوية الجامعة لأصول الدين وأحكامه، انتقيتُ معظمها من كتب الأربعينيات، التي قصد مؤلفوها جَمْعَ أربعين حديثًا من الأحاديث النبوية، معتمدين في ذلك على حديث:«مَنْ حَفِظَ على أُمَّتي أربعين حديثاً مِن أمرِ دينِها بعثه اللهُ يومَ القيامةِ في زُمرةِ الفقهاءِ والعلماءِ» ، وهو حديث قد اتفق الحُفَّاظ على ضعفه.

فبعض هؤلاء العلماء جمع أربعين حديثًا في أصول الدين، وبعضهم في الأحكام، وبعضهم في الزهد والرِّقاق، وبعضهم في الآداب والأخلاق، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الذِّكر، إلى غير ذلك من المقاصد الحسنة.

فرأيتُ أن أجمع -مقتديًا بهؤلاء العلماء ومسترشدًا بصنيعهم- أحاديث صحيحة مشتملة على جميع تلك المقاصد، في أصول الدين، وأحكام الشريعة، والزهد، والذِّكر، والآداب، والأخلاق، وغيرها.

فصار هذا الكتاب جامعًا لأصول الأحاديث التي تُبيِّن معالمَ الدين وأحكامَه العامة، لعل الله عز وجل أنْ يمحو به ما انتشر بين المسلمين اليوم من الجهل بأمور دينهم، حتى إنك ترى الرجلَ يحمل أعلى الشهادات، ويتقلَّد أرفع

ص: 5

المناصب، وهو لا يعلم عن دينه شيئًا، فالأُمِّي الذي لا يقرأ ولا يكتب ويعلم ما افترض الله عليه من أمور دينه أفضل في ميزان الشرع من هذا المثقَّف العالم بأمور دنياه الجاهل بأمور دينه، قال تعالى:{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 6 - 7].

قال الإمام ابن كثير في «تفسيره» (6/ 311): {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أي: بحِكَم الله في كونه وأفعاله المُحْكمة الجارية على وفق العدل.

وقوله: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} أي: أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وأكسابها وشؤونها وما فيها، فهم حُذَّاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها، وهم غافلون عما ينفعهم في الدار الآخرة، كأنَّ أحدهم مُغَفَّل لا ذهن له ولا فكرة.

قال الحسن البصري: والله لَبَلَغَ من أحدهم بدنياه أنه يقلِّب الدرهم على ظفره فيُخبرك بوزنه، وما يُحسن أن يصلي.

وقال ابن عباس في قوله: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} يعني: الكفار، يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جُهَّال. اهـ.

* وأهم كتب الأربعينيات التي انتقيت منها هذا الكتاب هي:

1 -

«الأربعون» للإمام محمد بن أسلم الطُّوسي (ت: 242 هـ).

2 -

«الأربعون» للإمام الحسن بن سفيان النَّسَوي (ت: 303 هـ).

3 -

«الأربعون حديثًا» للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجُرِّي (ت: 360 هـ).

4 -

«الأربعون» للإمام أبي بكر ابن المُقْرئ (ت: 381 هـ).

ص: 6

5 -

«كتاب الأربعين في فضائل ذِكر رب العالمين» للإمام مسافر بن محمد بن حاجي الدمشقي (ت: 420 هـ).

6 -

«الأربعون الصغرى» للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458 هـ).

7 -

«الأربعون في دلائل التوحيد» للإمام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهَرَوي (ت: 481 هـ).

8 -

«الأربعون» للإمام القاسم بن الفضل الثقفي الأصبهاني (ت: 489 هـ).

9 -

«الأربعون» للإمام أبي سعد محمد بن يحيى النَّيسابوري (ت: 548 هـ).

10 -

«كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين» للإمام أبي الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي (ت: 555 هـ).

11 -

«الأربعون الكيلانية» للإمام عبد الرزاق بن عبد القادر الكيلاني (ت: 595 هـ).

12 -

«كتاب الأربعين في فضل الدعاء والداعين» للإمام شرف الدين علي بن المُفَضَّل المقدسي (ت: 611 هـ).

13 -

«الأربعون حديثًا» للإمام صدر الدين الحسن بن محمد البَكْري (ت: 656 هـ).

14 -

«الأربعون في الأحكام» للإمام زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المُنْذري (ت: 656 هـ).

15 -

«الأربعون» للإمام أبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت: 676 هـ).

ص: 7

16 -

«كتاب الأربعين في صفات رب العالمين» للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ).

17 -

«الأربعون حديثًا في قواعد من الأحكام الشرعية وفضائل الأعمال والزهد» للإمام جلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ).

وقد زدتُ أحاديث من عندي لم يذكرها هؤلاء العلماء، رأيتُها مهمةً في بابها.

* وقد شرحتُ الألفاظ الغريبة، وعلَّقتُ على الأحاديث تعليقات مختصرة، وأهم الكتب التي اعتمدتُ عليها في ذلك:

1 -

«معالم السنن» للخطابي.

2 -

«التمهيد» لابن عبد البر.

3 -

«شرح صحيح البخاري» لابن بطال.

4 -

«كشف مشكل الصحيحين» لابن الجوزي.

5 -

«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير.

6 -

«شرح صحيح مسلم» للنووي.

7 -

«شرح الأربعين النووية» لابن دقيق العيد.

8 -

«جامع العلوم والحِكَم» لابن رجب.

9 -

«فتح الباري» لابن حجر.

10 -

«عمدة القاري» للعيني.

11 -

«فيض القدير» للمُناوي.

12 -

«مرقاة المفاتيح» للمُلَّا علي القاري.

13 -

«المصباح المنير» للفيومي.

ص: 8

14 -

«تاج العروس» للزَّبيدي.

15 -

«شرح الأربعين» لابن عثيمين.

16 -

«فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين» لعبد المحسن بن حمد العباد البدر.

* وقد رأيتُ أن أُقدِّم أمام هذه الأحاديث المختارة بمقدِّمة مختصرة تحتوي على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد وأحكام الشريعة العامة، اقتبستُها ممَّا وصل إلينا من عقائد أئمة أهل السنة والجماعة.

كما أورتُ في نهاية الكتاب القصيدة الحائية في أصول السنة للإمام أبي بكر بن الإمام أبي داود السجستاني رحمة الله عليهما.

وأخيرًا، أسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يكتب له القبول عنده وفي الأرض، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العلمين.

وكتب

محمد محب الدين أبو زيد

الإثنين الموافق 11 من صفر 1434 هـ

24 من ديسمبر 2012 م

ص: 9