الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهج أهل السنة والجماعة
في الاعتقاد والأحكام العامة للشريعة
* أهل السنة والجماعة يؤمنون بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
* فيُقِرُّون بتوحيد الله في ربوبيته بأنه تعالى هو الخالق الرازق المُحيي المُميت، المالك لجميع المخلوقات، المُدَبِّر لجميع الأمور، المتصرِّف في كل مخلوقاته، لا شريك له في ملكه.
* كما يُقِرُّون بتوحيد الألوهية، وهو إفراد الله تعالى بالعبادة وحده لا شريك له، والإخلاص له، وخوفه ومحبته ورجاؤه والتوكُّل عليه، فلا يُعْبَد ولا يُدْعى ولا يُرْجى إلا الله وحده لا شريك له، ولا يُتوكَّل إلا عليه، ولا يُستغاث بغيره، ولا يُذبَح لغيره، ولا يُنذَر لغيره، لا لمَلَك مقرَّب ولا لنبي مرسَل.
* كما يؤمنون بكل ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته، ويثبتون ذلك على حقيقته من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل.
* فيؤمنون بأن الله فوق سماواته، مستوٍ على عرشه، عالٍ على خلقه، بائن منهم وهم بائنون منه، وأنَّ علمه في كل مكان.
* وأنَّ له سبحانه سمعًا وبصرًا ووجهًا وعينين ويدين وعلمًا وقوة وقدرة وعزة وعظمة وإرادة ومشيئة، وأنه يجيء يوم القيامة، ويَنزل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر.
* وأنه سبحانه يتكلَّم ويَرضى ويسخط ويغضب ويُحب ويبغض ويَعجب ويضحك، وتعالى الله أن تكون صفاته كصفات المخلوقين.
* وأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.
* ويؤمنون بالملائكة، وأنهم خُلِقوا من نور، وأنهم عباد مُكْرَمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ويؤمنون بجبريل وميكائيل وإسرافيل ومَلَك الموت وحملة العرش والكِرام الكاتبين.
* ويؤمنون بكل كتاب أنزله الله، وبكل رسول أرسله الله، لا يُفَرِّقون بين أحد من رسله، دينهم واحد هو الإسلام، وشرائعهم متعددة نسختها الشريعة المحمدية الخاتمة.
* ويشهدون أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، أرسله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أرسله إلى الإنس والجن شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فلا عقيدة إلا عقيدته، ولا حقيقة إلا حقيقته، ولا طريقة إلا طريقته، ولا شريعة إلا شريعته، ولا يَصِلُ أحد من الخلق إلى الله وإلى رضوانه وجنته وكرامته وولايته، إلا بمتابعته باطنًا وظاهرًا، في الاعتقادات والأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، ولا يسمع به يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن به إلا كان كافرًا خالدًا مخلَّدًا في نار جهنم.
* ويعلمون أنه أعلمُ الخلق وأصدقهم وأنصحهم للناس، فيُعظِّمونه ويوقِّرونه ويُحبُّونه، ويُقَدِّمون محبته على أنفسهم وأهليهم والناس أجمعين، ويتخذونه أسوة حسنة، ويُقَدِّمون قوله وهديه على قول كل أحد وهديه، ويُعظِّمون أحاديثه ويُصدِّقونها ويتَّبعونها، ويعلمون أنه لم يُبق خيرًا إلا ودلَّ أمته عليه، ولا شرًا إلا وحذَّرهم منه.
* ويعتقدون أن الله جمع له من الفضائل والخصائص والكمالات ما لم يجمعه لأحد، فهو أعلى الخلق مقامًا، وأعظمهم جاهًا، وأكملهم في كل فضيلة، فصلى الله عليه وسلم في الأولى والآخرة.
* ويؤمنون بما صح من أشراط الساعة: من خروج الدجال، وأنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، ونزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء فيقتل الدجال بباب لُدٍّ، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها.
* وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، فلا يقبل إلا الإسلام.
* ويؤمنون بعذاب القبر ونعيمه، وسؤال الملَكين منكَر ونكير، يسألان العبد: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن الرجل الذي بُعث فيكم؟
* ويؤمنون بالبعث بعد الموت يوم القيامة، وبكل ما أخبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من أهوال ذلك اليوم الحق: من أخذ الكتب باليمين والشمال ومن وراء الظهر، ومن وزن الأعمال بميزان له كفتان ولسان، ومن المرور على صراط بين ظَهْرَانَيْ جهنم، أدق من الشعر وأَحَدِّ من السيف، وفي حافَّتَيْ الصراط كلاليب معلَّقة مأمورة بأَخْذ مَن أُمِرَت به، فناجٍ مُسَلَّم، ومخدوش مُرْسَل، ومكدوس في النار.
* ويؤمنون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته، وباختصاصه بالحوض والكوثر.
* ويؤمنون بإدخال فريق من المؤمنين الجنة بغير حساب، ومحاسبة فريق
منهم حسابًا يسيرًا، وإدخالهم الجنة بغير سوء يمسهم وعذاب يلحقهم، وإدخال فريق من مذنبيهم النار ثم إخراجهم منها وإلحاقهم بإخوانهم الذين سبقوهم إلى الجنة، ولا يترك الله أحدًا من عصاة أهل الإيمان في النار، بل يُخرِج الله مَن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فأما الكفار فإنهم يُخَلَّدون فيها ولا يخرجون منها أبدًا.
* ويشهدون أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم، لا يَشُكُّون في رؤيته.
* ويشهدون أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، باقيتان لا تبيدان ولا تفنيان، وأنه لا يدخل الجنة أحد من أهل الشرك، ولا يبقى في النار أحد من أهل الإسلام، وأن الكفار في النار لا يخرجون منها أبدًا، وأهل الجنة لا يخرجون منها أبدًا، وأن الموت يُؤتى به على صورة كبش فيُذبح بين الجنة والنار، وينادي منادٍ يومئذ: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت.
* ويعتقدون أنَّ الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
* وأن المؤمن لا يَكفر بما اقترفه من صغائر وكبائر ولو كثرت، وإن مات ولم يتب منها -وكان على التوحيد- فإن أمره إلى الله، إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة بلا عذاب، وإن شاء عذَّبه مدة في النار ولم يُخلِّده فيها، بل يُخْرجه منها إلى الجنة.
* ويؤمنون بالقدر خيره وشره حُلوه ومُرِّه من الله، عَلِمَ الله ما العباد عاملوه قبل أن يعملوه، وكتب كل شيء في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وأفعال العباد وأكسابهم مخلوقة لله تعالى.
* للرب مشيئة وللعباد مشيئة، ولا تنفذ مشيئة العباد إلا بمشيئة الله، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله. لا يتحرك متحرِّك، ولا يسكن ساكن، ولا يحدث شيء في السماوات والأرض إلا بتقدير الله وإذنه ومشيئته.
* ويشهدون أنَّ الله يهدي مَن يشاء ويضل مَن يشاء، لا حُجة لمَن أضله الله عليه، ولا عذر له لديه، وجعل سبحانه الخلق فريقين؛ فريقًا في الجنة فضلًا، وفريقًا في النار عدلًا، لا يُسئل عما يفعل وهم يُسئلون.
* ويعتقدون أن أحدًا لا تجب له الجنة وإنْ كان عمله حسنًا إلا أنْ يتفضَّل الله عليه فيوجبها له بمنِّه وفضله؛ إذ عَمَلُ الخير الذي عَمِله لم يتيسَّر له إلا بتيسير الله، فلو لم ييسِّره له، ولو لم يهده لم يهتد له أبدًا، قال تعالى:{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43].
* والله عز وجل مريد إرادة كونية قدرية لجميع أعمال العباد خيرها وشرها، وإيمان المؤمنين وكفر الكافرين بإرادة الله ومشيئته، ويرضى الإيمانَ والطاعة، ويسخط الكفر والمعصية.
* ويؤمن أهل السنة أن الخير والشر والنفع والضر بقضاء الله وقدره، لا يُصيب الإنسان إلا ما كتبه له ربُّه، ولو اجتمع الخلق أن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لم يكتبه الله عليه لم يستطيعوا.
* ومع إيمان أهل السنة بقضاء الله وقدره، فإنهم يصبرون على مُرِّ القضاء، ويشكرون عند النعماء، ويُفَوِّضون أمورهم كلَّها لربهم سبحانه وتعالى.
* ويعتقدون أن الله أجَّل لكل مخلوق أجلًا، وأنَّ نفسًا لن تموت إلا بإذن الله
كتابًا مؤجَّلًا، وأنه إذا انقضى أجل المرء فليس إلا الموت، وليس منه فوت.
* ويعتقدون أن عواقب العباد مُبهَمة، لا يدري أحد بما يُخْتَم له، ولا يحكمون لواحد بعينه أنه من أهل الجنة أو أنه من أهل النار.
* فأما الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه بأعيانهم أنهم من أهل الجنة، فإن أهل السنة يشهدون لهم بذلك؛ تصديقًا منهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد بشَّر صلى الله عليه وسلم عشرة من أصحابه بالجنة وهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عُبيد الله، والزُّبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقَّاص، وسعيد بن زيد، وأبو عُبيدة بن الجراح.
* وكذلك شهد لغير هؤلاء بالجنة مثل: ثابت بن قيس بن شمَّاس، وبلال بن رباح، وعُكَّاشة بن مِحْصَن، وغيرهم.
* ويشهدون أن أفضل الصحابة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وأنهم الخلفاء الراشدون المهدِيُّون، ثم بعد هؤلاء في الفضل بقية العشرة المبشَّرين بالجنة.
* ثم أفضل الناس بعد هؤلاء بقية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأدنى الصحابة منزلة أفضل من أعلى التابعين منزلة، ولو أتى التابعي بكل أعمال الخير كان الصحابي أفضل منه؛ لأن منزلة الصحبة لا تعدلها منزلة.
* ويتولَّون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبونهم ويعرفون حقَّهم وفضلهم، ويتبرؤون ممن يبغضهم أو يكفِّرهم، من الشيعة الرافضة والخوارج المارقة، لعنهم الله وأصمهم وأعمى أبصارهم.
* ويرون الكفَّ عمَّا شجر بين الصحابة، وعدمَ ذِكْرِ مساويهم، وَنشْرَ فضائلهم ومحاسنهم، والترحُّمَ عليهم جميعًا، وأنهم أحق أن يُلْتَمس لهم أحسنُ المخارج، وأن يُظَنَّ بهم أحسنُ المذاهب.
* ومعاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين، وأحد خلفاء المسلمين.
قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيتَ رجلًا يذكر أحدًا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.
وسُئل رحمه الله عن رجل تنقَّص معاوية وعمرو بن العاص: أيقال له رافضي؟ فقال: إنه لم يجترِئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحدٌ أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وله داخلة سوء.
* ويَرَوْن تعظيم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء لهن، ومعرفة فضلهن، والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين.
* ويعرفون فضل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحبونهم ويوقِّرونهم، ويحفظون وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، ويتبرءون من طريقة النواصب الذين يبغضونهم. ولا يَغْلُون فيهم، ولا يرفعونهم فوق منزلتهم، ولا يَدْعونهم من دون الله، كما يفعله الشيعة الرافضة وغلاة المتصوِّفة.
* ولا يَرَوْن القتال في الفتنة التي تحدث بين المسلمين في التنازع على الدنيا، ويلزمون الجماعة، ويعتزلون الفتن، ويرون السمع والطاعة لولاة الأمر ما لم يأمروا بمعصية، فإن أمروا بمعصية فلا سمع ولا طاعة، ولا يرون الخروج عليهم، ويصبرون على ما كان منهم من ظلم وجور.
* ويعتقدون أن الله خلق الشياطين، يوسوسون للآدميين، ويقصدون استزلالهم، وأنه تعالى يسلِّطهم على مَن يشاء، ويعصم مِن كيدهم ومكرهم مَن يشاء.
* ويشهدون أن في الدنيا سِحرًا وسَحَرة، إلا أنهم لا يضرون أحدًا إلا بإذن الله، وأنَّ مَن سحر واستعمل السحر واعتقد أنه يضر وينفع بغير إذن الله فقد كفر.
* ولا يُصَدِّقون كاهنًا ولا عرَّافًا، ولا مَن يدَّعي شيئًا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
* ويبتعدون عن آراء الفلاسفة وأهل الكلام، والخوضُ في الفلسفة والمنطق والكلام عندهم بدعة منكرة، حدثت لأن بعض الناس لم يقنعوا بالكتاب والسنة في إثبات الاعتقادات وأحكام الشريعة، فنظروا في مذاهب الفلاسفة الملاحدة، فحملهم ذلك على مذاهب باطلة أفسدوا بها عقائد المسلمين، وليس بالعقيدة وأحكام الشريعة افتقار إلى الفلسفة والمنطق أصلًا. والحمد لله.
* ويوقنون أن العقل الصريح يوافق النقل الصحيح ويؤيده، وكلُّ ما خالف الكتاب والسنة وطريق سلف الأمة فهو مخالف لصريح المعقول.
* ويتحابُّون في الدين ويتباغضون فيه، فيُحبون أهل الإسلام ويوالونهم، ويبغضون أهل الكفر ويعادونهم ويتبرؤون منهم، ومع بغضهم للكفار فإنهم يُحسنون إلى أهل الذمة منهم كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
* ويتقون الجدال والخصومات في الدين، ويجانبون أهل البدع والضلالات، ويُعادون أصحاب الأهواء والجهالات، ومع هذا، فإنهم يحرصون على جمع كلمة المسلمين، ويسعون في تقريب قلوبهم وتأليفها، ويحذِّرون من التفرُّق
والتعادي والتباغض والتحاسد.
* ويقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه والسلف الصالحين وأئمة الدين وعلماء المسلمين، ويتمسَّكون بما كانوا به متمسِّكين، من الدين المتين والحق المبين.
* ويعتقدون أنه لا سبيل إلى إصلاح هذه الأمة وعزتها ونُصرتها إلا باتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
* ويَرَوْن المسارعة إلى أداء الصلوات في أوقاتها مع الاطمئنان والخشوع فيها، ويتواصون بقيام الليل، وبصلة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الجيران، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والرحمة على الفقراء والمساكين والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين، والتعفُّف في المأكل والمشرب والمنكح والملبس، والعدل والإنصاف في جميع المعاملات ومع جميع الناس، والسعي في الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الخلق أجمعين، وينهون عن أذية الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ويتواصون بالحق والصبر، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها، وينهون عن مساوئ الأخلاق وأراذلها.
* هذا جملة ما عليه السلف الصالح، أصحاب الحديث والأثر، أهل السنة والجماعة، وهم الطائفة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، جعلنا الله منهم وحشرنا معهم يوم القيامة، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.