المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآداب والأخلاق 80 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: - معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

[محمد محب الدين أبو زيد]

الفصل: ‌ ‌الآداب والأخلاق 80 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:

‌الآداب والأخلاق

80 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا (1)، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ (2)» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.

81 -

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ (3)، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ (4)» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

82 -

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (5). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(1) دل على أن حسن الخلق إيمان، وعدمه نقصان إيمان، وأن المؤمنين يتفاوتون في إيمانهم، فبعضهم أكمل إيمانًا من بعض، ومن ثَمَّ كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا لكونه أكملهم إيمانًا.

(2)

أي: من يعاملهن بالصبر على أخلاقهن ونقصان عقلهن، وطلاقة الوجه والإحسان، وكف الأذى وبذل الندى، وحفظهن من مواقع الرِّيب، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس معاشرة لأهله.

(3)

أي: أن المسلم الحقيقي هو الذي لا يتعرض للمسلمين بأذى في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.

(4)

أي: ليس المهاجر حقيقة من هاجر من بلاد الكفر، بل من هجر المعاصي، وأكره نفسه على الطاعة، فالمجاهد الحقيقي من جاهد نفسه، واتَّبع سنة نبيه، واقتفى طريقه في أقواله وأفعاله على اختلاف أحواله، بحيث لا يكون له حركة ولا سكون إلا على السُّنة، وهذه هي الهجرة العليا؛ لثبوت فضلها على الدوام.

(5)

قال الإمام ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/ 303 وما بعدها): «المقصود: أن من جملة خصال الإيمان الواجبة أن يحب المرء لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، فإذا زال ذلك عنه، فقد نقص إيمانه بذلك. وهذا الحديث يدل على أن المؤمن يسره ما يسر أخاه المؤمن، ويريد لأخيه المؤمن ما يريده لنفسه من الخير، وهذا كله إنما يأتي من كمال سلامة الصدر من الغل والغش والحسد؛ فإن الحسد يقتضي أن يكره الحاسد أن يفوقه أحد في خير أو يساويه فيه؛ لأنه يحب أن يمتاز على الناس بفضائله وينفرد بها عنهم، والإيمان يقتضي خلاف ذلك، وهو أن يشركه المؤمنون كلهم فيما أعطاه الله من الخير من غير أن ينقص عليه منه شيء. وقد مدح الله تعالى في كتابه من لا يريد العلو في الأرض ولا الفساد، فقال: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83]» اهـ باختصار.

ص: 74

83 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» (1). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، وَحَسَّنَهُ النَّوَوِيُّ.

84 -

عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

85 -

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا (2) إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى (3)» . رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

86 -

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ» (4). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(1) قال الإمام ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/ 289): «إذا حَسُن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه كله من المحرمات والمشتبهات والمكروهات وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها، فإن هذا كله لا يعني المسلم إذا كمل إسلامه، وبلغ إلى درجة الإحسان، وهو أن يعبد الله تعالى كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإن الله يراه، فمن عبد الله على استحضار قُرْبه ومشاهدته بقلبه، أو على استحضار قُرْب الله منه واطلاعه عليه، فقد حسن إسلامه، ولزم من ذلك أن يترك كل ما لا يعنيه في الإسلام، ويشتغل بما يعنيه فيه، فإنه يتولد من هذين المقامين الاستحياء من الله وترك كل ما يُسْتحيا منه، كما وصَّى صلى الله عليه وسلم رجلًا أن يستحيي من الله كما يستحيي من رجل من صالحي عشيرته لا يفارقه» اهـ.

(2)

سمحًا: سهلًا كريمًا يتجاوز عن بعض حقه.

(3)

أي: إذا طلب دينًا له على أحد فإنه يطلبه بالرفق واللطف لا بالعنف.

(4)

فيه إثبات صفة الرحمة لله على الحقيقة، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بخلاف المبطلين الذين يأولونها أو يحرفونها أو ينفونها، سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيرًا.

ص: 75

87 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي. قَالَ: «لَا تَغْضَبْ» . فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ:«لَا تَغْضَبْ» (1). رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

88 -

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَة (2)، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ (3)، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ (4)» (5). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(1) قال الإمام ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/ 369): «الغضب: غليان دم القلب طلبًا لدفع المؤذي عند خشية وقوعه، أو طلبًا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه، وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان، وكثير من الأقوال المحرمة كالقذف والسب والفحش، وربما ارتقى إلى درجة الكفر، وكالأيمان التي لا يجوز التزامها شرعًا، وكطلاق الزوجة الذي يعقب الندم.

والواجب على المؤمن أن يكون غضبه دفعًا للأذى في الدين له أو لغيره، وانتقامًا ممن عصى الله ورسوله، كما قال تعالى:{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 14 - 15]. وهذه كانت حال النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان لا ينتقم لنفسه، ولكن إذا انتُهِكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء، ولم يضرب بيده خادمًا ولا امرأة إلا أن يجاهد في سبيل الله.

فهذا الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه وصية وجيزة جامعة لخصال الخير؛ ليحفظها عنه، فوصاه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغضب، ثم ردد هذه المسألة عليه مرارًا، والنبي صلى الله عليه وسلم يردد عليه هذا الجواب، فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر، وأن التحرز منه جماع الخير» اهـ باختصار.

(2)

أي: أحسنوا هيئة الذبح، وهيئة القتل.

(3)

الشفرة: السكين.

(4)

«وليرح ذبيحته» : بإحداد السكين وتعجيل إمرارها وغير ذلك. ويُستحب أن لا يحد السكين بحضرة الذبيحة، وأن لا يذبح واحدة بحضرة أخرى، ولا يجرها إلى مذبحها.

(5)

قال الإمام ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (1/ 381): «هذا الحديث يدل على وجوب الإحسان في كل شيء من الأعمال، لكن إحسان كل شيء بحسبه، فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة: الإتيان بها على وجه كمال واجباتها. والإحسان في ترك المحرمات: الانتهاء عنها، وترك ظاهرها وباطنها، كما قال تعالى:{وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120]. وأما الإحسان في الصبر على المقدورات: فأن يأتي بالصبر عليها على وجهه من غير تسخُّط ولا جزع. والإحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم: القيام بما أوجب الله من حقوق ذلك كله. والإحسان الواجب في ولاية الخلق وسياستهم: القيام بواجبات الولاية كلها.

والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والدواب: إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها من غير زيادة في التعذيب؛ فإنه إيلام لا حاجة إليه. وهذا النوع هو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، ولعله ذكره على سبيل المثال، أو لحاجته إلى بيانه في تلك الحال. وهذا يدل على وجوب الإسراع في إزهاق النفوس التي يُباح إزهاقها على أسهل الوجوه، وقد حكى ابن حزم الإجماع على وجوب الإحسان في الذبيحة» اهـ باختصار.

ص: 76

89 -

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ (1)، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا (2)، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ (3)» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.

(1) مراده: في السر والعلانية حيث يراه الناس وحيث لا يرونه. وتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه.

(2)

لما كان العبد مأمورًا بالتقوى في السر والعلانية مع أنه لابد أن يقع منه أحيانًا تفريط في التقوى، إما بترك بعض المأمورات، أو بارتكاب بعض المحظورات، فأمره بأن يفعل ما يمحو به هذه السيئة وهو أن يتبعها بالحسنة، قال الله عز وجل:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

(3)

معناه: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. وهذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه، فإن كثيرًا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده، فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس. وقد عرَّف الإمام ابن المبارك حسن الخلق بقوله: هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى.

ص: 77

90 -

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى (1): إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ (2)» . رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

91 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا (3)، وَلَا تَنَاجَشُوا (4)، وَلَا تَبَاغَضُوا (5)، وَلَا تَدَابَرُوا (6)، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ (7)، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا (8)، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ (9)، وَلَا يَحْقِرُهُ (10)، .....................................................................

(1) يشير إلى أن هذا مأثور عن الأنبياء المتقدِّمين، وأن الناس تداولوه بينهم، وتوارثوه عنهم قرنًا بعد قرن.

(2)

يراد به: أنه من لم يستح، وكان فاسقًا، ركب كل فاحشة، وقارف كل قبيح؛ لأنه لا يحجزه عن ذلك دين، ولا حياء.

(3)

الحسد: تمني زوال النعمة وهو حرام، فأما الغبطة: فهي تمني حال المغبوط من غير أن يريد زوالها وهي حلال.

(4)

أي: لا تتخادعوا، ولا يعامل بعضكم بعضًا بالمكر والاحتيال.

(5)

أي: لا تختلفوا في الأهواء والمذاهب؛ لأن البدعة في الدين والضلال عن الطريق المستقيم يوجب البغض.

(6)

التدابر: المعاداة والمقاطعة، سُمِّيت بذلك لأن كل واحد يولِّي صاحبه دبره.

(7)

أما البيع على بيع أخيه: فمثاله: أن يقول لمن اشترى شيئًا في مدة الخيار: افسخ هذا البيع وأنا أبيعك مثله بأرخص من ثمنه أو أجود منه بثمنه ونحو ذلك، وهذا حرام. ويحرم أيضًا الشراء على شراء أخيه: وهو أن يقول للبائع في مدة الخيار: افسخ هذا البيع وأنا أشتريه منك بأكثر من هذا الثمن ونحو هذا.

(8)

أي: تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير، مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال.

(9)

الخذلان: ترك الإعانة والنصرة، ومعناه: إذا استعان به في دفع ظالم أو نحوه لزمه إعانته، إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي.

(10)

أي: لا يتكبَّر عليه ويستصغره.

ص: 78

التَّقْوَى هَاهُنَا -وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1) - بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ (2)، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ (3)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

92 -

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا (4): إِذَا ائْتُمِنَ

(1) قال الإمام ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (2/ 275): «فيه إشارة إلى أنَّ كرم الخلق عند الله بالتقوى، فرُبَّ من يحقره الناس لضعفه، وقلة حظه من الدنيا، هو أعظم قدرًا عند الله تعالى ممن له قدر في الدنيا؛ فإن الناس إنما يتفاوتون بحسب التقوى، كما قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال: «أتقاهم لله عز وجل» .

والتقوى أصلها في القلب، كما قال تعالى:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، فلا يطلع أحد على حقيقتها إلا الله عز وجل، كما قال صلى الله عليه وسلم:«إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» . وحينئذ فقد يكون كثير ممن له صورة حسنة أو مال أو جاه أو رياسة في الدنيا قلبه خرابًا من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبه مملوءًا من التقوى، فيكون أكرم عند الله تعالى» اهـ باختصار.

(2)

يعني: يكفيه من الشر احتقار أخيه المسلم؛ فإنه إنما يحتقر أخاه المسلم لتكبُّره عليه، والكبر من أعظم خصال الشر، وفي «صحيح مسلم» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر» .

(3)

يعني: أنه لا يجوز انتهاك دم الإنسان ولا ماله ولا عرضه، كله حرام.

(4)

النفاق في اللغة: هو من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير وإبطان خلافه. وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين: أحدهما: النفاق الأكبر، وهو أن يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويُبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار. والثاني: النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يُظهر الإنسان علانية صالحة، ويُبطن ما يخالف ذلك، وأصول هذا النفاق ترجع إلى الخصال المذكورة في هذا الحديث.

ص: 79

خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ (1)». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

93 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا (2)، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا (3)» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

94 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ (4)، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ (5)، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ،

(1)«وإذا خاصم فجر» أي: دفع الحق ولم يَنْقَد إليه، وخرج عنه بالحلف الكاذب، والقول الباطل.

(2)

أي: حمل السلاح على المسلمين لقتالهم به بغير حق؛ لِمَا في ذلك من تخويفهم وإدخال الرعب عليهم، ففيه دلالة على تحريم قتال المسلمين، وتحريم إخافتهم بالسلاح وغيره، ولو على وجه المزاح، وفيه وعيد شديد على من بغى على المسلمين وخرج عن جماعتهم وبيعتهم.

وقوله: «فليس منا» معناه: ليس من المطيعين لنا، ولا من المقتدين بنا، ولا من المحافظين على شرائعنا.

(3)

قوله: «من غشنا فليس منا» أصل عظيم في تحريم جميع أنواع الكذب والغش والخيانة، ووجوب النصح والبيان والصدق في المعاملات، فمن مظاهر الغش: غش الراعي لرعيته، والقائد لجنده، وصاحب العمل لعماله، ورب الأسرة لأسرته. ومن الغش: الغش التجاري الذي يتعدى فيه الغاش على مال الغير، ولو كان شيئًا يسيرًا؛ ليحصل عليه بالحرام عن طريق الكذب والكتمان، أو إخفاء عيوب السلعة، أو البخس في الميزان. وكذلك من أخطر أنواع الغش: الغش في العلم؛ لأنَّ الغاش حينما يحصل على شهادة بالغش، ربما يحصل على مال حرام بذلك؛ لذا فإنَّ الغش في الامتحانات من أخطر الكوارث. ومن أخطر أنواع الغش: الغش بالقول، كالإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات بشكل مخالف للحقيقة؛ ليوقع الضرر بالناس ظلمًا وزورًا. ومن الغش: الغش لأخيك المسلم أنْ لا تأمره بالمعروف، ولا تنهاه عن المنكر، ولا تحثه على فعل الخير.

(4)

المراد بالقوة هنا: قوة العزيمة في أمور الآخرة، كالصلاة والصوم والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى وغير ذلك من أمور الدين، فيكون محافظًا عليها نشيطًا في طلبها.

(5)

أي: في كل من القوي والضعيف خير؛ لاشتراكهما في الإيمان، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات.

ص: 80

وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجِزْ (1)، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ (2)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

95 -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ:«أُمُّكَ» . قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» . قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» . قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» (3). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

96 -

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ (4)، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ (5)، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ (6)، ............................................

(1) أي: احرص على طاعة الله تعالى والرغبة فيما عنده، واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك، ولا تعجز ولا تكسل عن طلب الطاعة، ولا عن طلب الإعانة.

(2)

يعني: بعد أن تحرص وتبذل الجهد، وتستعين بالله، ثم يخرج الأمر على خلاف ما تريد، فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا. لأن هذا أمر فوق إرادتك، أنت فعلت الذي تؤمر به، ولكن الله عز وجل غالب على أمره، فعليك أن ترضى بما قدره الله تعالى. «فإن لو تفتح عمل الشيطان» أي: تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم والهموم، ولا يفيدك هذا شيئًا، والأمر انتهى، ولا يمكن أن يتغير عما وقع، وهذا أمر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تُخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وسيكون على هذا الوضع مهما عملت.

(3)

هذا الحديث يدل على عظيم حق الوالدين، وأنهما أحق الناس بحسن المعاملة، كما أنه يدل على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغى أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب، وإذا تُؤمِّل هذا المعنى شهد له الواقع، وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد بها الأم، وتشقى بها دون الأب، فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب.

(4)

الكير: جلد غليظ ينفخ فيه الحداد.

(5)

يحذيك: يعطيك مجانًا.

(6)

تبتاع: تشتري.

ص: 81

وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً (1)، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً» (2). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

97 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ» . فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ:«فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا» . قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ (3)، وَكَفُّ الْأَذَى (4)، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

98 -

عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ (5)، وَمَنْعًا وَهَاتِ (6)، وَوَأْدَ البَنَاتِ (7)، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ (8)، وَكَثْرَةَ

(1) أي: أنك إن لم تظفر منه بحاجتك كلها لم تعدم واحدة منها: إما الإعطاء، أو الشراء، أو اقتباس الرائحة.

(2)

فيه النهي عن مجالسة من يُتأذى بمجالسته، كالمغتاب والخائض في الباطل والفاسق والمبتدع، والندب إلي من يُنال بمجالسته الخير من ذكر الله وتعلُّم العلم وأفعال البر كلها.

(3)

أي: كفه عن النظر إلى المُحرَّم.

(4)

يدخل في كف الأذى: اجتناب الغيبة، وظن السوء، واحتقار بعض المارِّين، وتضييق الطريق، وكذا إذا كان القاعدون ممن يهابهم المارون أو يخافون منهم ويمتنعون من المرور في أشغالهم بسبب ذلك لكونهم لا يجدون طريقًا إلا ذلك الموضع.

(5)

عقوق الأمهات من الكبائر بإجماع العلماء، وكذلك عقوق الآباء من الكبائر، وإنما اقتصر هنا على الأمهات؛ لأن حرمتهن آكد من حرمة الآباء، ولأن أكثر العقوق يقع للأمهات ويطمع الأولاد فيهن.

(6)

هو أن يمنع الرجل ما توجَّه عليه من الحقوق، أو يطلب ما لا يستحقه.

(7)

دفنهن في حياتهن فيمُتن تحت التراب، وهو من الكبائر الموبقات، وإنما اقتصر على البنات؛ لأنه المعتاد الذي كانت الجاهلية تفعله.

(8)

هو الخوض في أخبار الناس، وحكاية ما لا يُعلم صحته.

ص: 82

السُّؤَالِ (1)، وَإِضَاعَةَ المَالِ (2)». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

99 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» (3). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

(1) هو الإكثار من السؤال عما لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك، وكان السلف يكرهون ذلك ويرونه من التكلُّف المنهي عنه. وقيل: المراد به سؤال الناس أموالهم وما في أيديهم، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك أيضًا.

(2)

هو صرفه في غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف.

(3)

قال الإمام النووي «شرح مسلم» (2/ 24): «اعلم أن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضُيِّع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدًّا وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه، واذا كثُر الخبث عم العقابُ الصالحَ والطالحَ، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يَعُمَّهم الله تعالى بعقابه، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.

فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب؛ فإن نفعه عظيم، لا سيما وقد ذهب معظمه، ويُخلص نيته، ولا يهابن مَن ينكر عليه لارتفاع مرتبته؛ فإن الله تعالى قال:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُه} [الحج: 40] وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} [آل عمران: 101] وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] وقال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِي} [العنكبوت: 69] واعلم أن الأجر على قدر النصَب.

ولا يتاركه أيضًا لصداقته ومودته ومداهنته وطلب الوجاهة عنده ودوام المنزلة لديه؛ فإن صداقته ومودته توجب له حرمة وحقًّا، ومن حقه أن ينصحه ويهديه إلى مصالح آخرته وينقذه من مضارها، وصديق الإنسان ومحبه هو من سعى في عمارة آخرته وإن أدى ذلك إلى نقص في دنياه، وعدوه من يسعى في ذهاب أو نقص آخرته وإن حصَّل بسبب ذلك صورة نفع في دنياه، وإنما كان إبليس عدوًّا لنا لهذا وكانت الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- أولياء للمؤمنين؛ لسعيهم في مصالح آخرتهم وهدايتهم إليها. ونسأل الله الكريم توفيقنا وأحبابنا وسائر المسلمين لمرضاته وأن يَعُمَّنا بجوده ورحمته. والله أعلم» اهـ.

ص: 83