الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإيمان بأسماء الله وصفاته كلِّها
من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
11 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ (1)، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ (2)» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
12 -
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لَاصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟» ، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» (3). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
13 -
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ
(1) أي: من أحصاها علمًا بها وإيمانًا. وقيل: حفظها على قلبه. وقيل: أراد من استخرجها من كتاب الله تعالى وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم. وقيل: أراد من أطاق العمل بمقتضاها، مثل من يعلم أنه سميع بصير فيكف لسانه وسمعه عما لا يجوز له، وكذلك باقي الأسماء.
(2)
الوتر: الفرد، فالله واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في أفعاله. ومعنى «يحب الوتر»: تفضيل الوتر في الأعمال وكثير من الطاعات، فجعل الصلاة خمسًا، والطهارة ثلاثًا، والطواف سبعًا، والسعي سبعًا، ورمي الجمار سبعًا، وغير ذلك. وقيل: إن معناه منصرف إلى صفة مَن يعبد الله بالوحدانية والتفرد مخلصًا له. والله أعلم.
(3)
قال الإمام ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» (1/ 77): «دل هذا الحديث على أن مَن أحب صفات الله أحبه الله وأدخله الجنة، والجهمية أشد الناس نفرة وتنفيرًا عن صفاته ونعوت كماله، يعاقبون ويذمون مَن يذكرها ويقرؤها ويجمعها ويعتني بها، ولهذا لهم المقت والذم عند الأمة، وعلى لسان كل عالم من علماء الإسلام، والله تعالى أشد بغضًا ومقتًا لهم؛ جزاء وفاقًا» اهـ.
- صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ. فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ (1)، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ (2)، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ مَا كَهَرَنِي (3) وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ:«إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» . أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ؟ قَالَ:«فَلَا تَأْتِهِمْ» (4). قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ؟ (5) قَالَ: «ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ، فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ» (6). قَالَ: قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ؟ (7) قَالَ:
(1) أي: أشاروا إليَّ بأعينهم من غير كلام، ونظروا إليَّ نظر زجر حتى لا أتكلم في الصلاة.
(2)
الثكل: فقدان المرأة ولدها، والمعنى: وافقدها لي فإني هلكت.
(3)
كهرني: نهرني.
(4)
وهذا يدل على تحريم الذهاب إلى الكُهَّان والعَرَّافين، ولو لم يصدقهم، أما إذا صدقهم، فقد ورد الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» .
(5)
يتطيرون: يتشاءمون ببعض الأشياء، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر.
(6)
يعني: هذا وَهْمٌ ينشأ من نفوسهم ليس له تأثير في اجتلاب نفع أو ضر، وإنما هو شيء يُسوِّله الشيطان ويزينه حتى يعملوا بقضيته؛ ليجرهم بذلك إلى اعتقاد مؤثر غير الله تعالى، وهو كفر صراح بإجماع العلماء. «فلا يصدنهم»: أي: لا يمنعهم التطير من مقاصدهم؛ لأنه لا يضرهم ولا ينفعهم ما يتوهمونه.
(7)
الخط: أن يخط ثلاثة خطوط، ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى، ويقول: يكون كذا وكذا. وهو ضرب من الكهانة.
«كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ» (1). قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ (2)، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّئْبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، آسَفُ (3) كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا (4) صَكَّةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ (5)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ:«ائْتِنِي بِهَا» . فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ لَهَا:«أَيْنَ اللهُ؟» . قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ (6). قَالَ: «مَنْ أَنَا؟» . قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: «أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
14 -
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ
(1) معناه: من وافق خطه فهو مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة فلا يباح، والمقصود أنه حرام؛ لأنه لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«فمن وافق خطه فذاك» ، ولم يقل: هو حرام، بغير تعليق على الموافقة؛ لئلا يتوهم متوهم أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبي الذي كان يخط، فحافظ النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى: أن ذلك النبي لا منع في حقه، وكذا لو علمتم موافقته، ولكن لا علم لكم بها.
(2)
الجوانية: موضع في شمالي المدينة بقرب أحد.
(3)
آسف: أغضب.
(4)
صككتها: لطمتها.
(5)
أي: جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل عظيمًا، استنكارًا له، وشفقة على الجارية.
(6)
قال الإمام ابن عبد البر في «التمهيد» (22/ 80): «وأما قوله: «أين الله؟ فقالت: في السماء» فعلى هذا أهل الحق؛ لقول الله عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 17]، ولقوله:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، ولقوله:{تَعْرُجُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، ومثل هذا في القرآن كثير، وفيه رد على المعتزلة، وبيان لتأويل قول الله عز وجل:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا دهمهم أمر وكربهم غم يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء؛ رغبة إلى الله عز وجل في الكف عنهم» اهـ.
وَيَرْفَعُهُ (1)، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ (2)، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةٍ: النَّارُ- (3) لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ (4) مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ» (5). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
15 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَنْزِلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟» (6). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(1) القسط: الميزان، وسُمِّي قسطًا؛ لأن القسط: العدل، وبالميزان يقع العدل. والمراد: أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة ويوزن من أرزاقهم النازلة. وأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الميزان شيء حقيقي حسي، له كفتان ولسان، وأنه يوزن به الأعمال والصحائف والأشخاص، وأنه بيد الرحمن يرفع ويخفض، كما صحت بذلك الأخبار.
(2)
أي: يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار الذي بعده، وعمل النهار قبل عمل الليل الذي بعده. ورَفْعُ الأعمال إلى الله عز وجل من أدلة عُلُوِّه على خلقه.
(3)
قال الإمام ابن أبي زمنين في «أصول السنة» (ص: 106): «ومن قول أهل السنة: إن الله عز وجل بائن من خلقه، محتجب عنهم بالحُجُب، فتعالى الله عما يقول الظالمون، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا» .
(4)
سُبُحات وجهه: جلاله ونوره. ويثبت أهل السنة الوجه لله على ما يليق بذاته، وكذلك يثبتون كل ما ثبت لله تعالى من صفات، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
(5)
قال الإمام ابن خزيمة في «التوحيد» (1/ 51): «إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سبحات وجهه كلَّ شيء أدركه بصرُهُ، محجوب عن أبصار أهل الدنيا، لا يراه بشر ما دام في الدنيا الفانية» اهـ.
(6)
قال الإمام أبو عثمان الصابوني في «عقيدة أصحاب الحديث» (ص: 191): «ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف، بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويُمِرُّون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويَكِلون علمه إلى الله. وكذلك يثبتون ما أنزل الله عز وجل في كتابه، من ذِكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَا أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالمَلآئِكَةُ} [البقرة: 210]، وقوله -عز اسمه-: {وَجَاء رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]» اهـ.
16 -
عَنْ جَرِيرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قال: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ:«أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ (1)، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ (2)، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» -يَعْنِي: الْعَصْرَ وَالْفَجْرَ (3) - ثُمَّ قَرَأَ جَرِيرٌ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130](4). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
17 -
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ (5) عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عز وجل، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ (6)،
(1) قال الإمام ابن خزيمة في «التوحيد» (2/ 406): «باب ذِكْر البيان أن الله عز وجل ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيامة برهم وفاجرهم، وإن رغمت أنوف الجهمية المعطِّلة المنكِرة لصفات خالقنا جل ذكره» . ثم روى هذا الحديث.
(2)
الضيم: الظلم. أي: لا ينالكم ظلم في رؤيته، فيراه بعضكم دون بعض.
(3)
أي: لا يغلبكم الشيطان حتى تتركوهما أو تؤخروهما عن الوقت الأول.
(4)
قيل في مناسبة الأمر بالمحافظة على هاتين الصلاتين عقيب ذكر الرؤية: أن أعلى ما في الجنة رؤية الله عز وجل، وأشرف ما في الدنيا من الأعمال هاتان الصلاتان، فالمحافظة عليهما يُرجى بها دخول الجنة ورؤية الله عز وجل فيها.
وقيل: إن أعلى أهل الجنة منزلةً من ينظر في وجه الله عز وجل مرتين بكرة وعشيًا، وعموم أهل الجنة يرونه في كل جمعة في يوم المزيد، والمحافظة على هاتين الصلاتين على ميقاتهما ووضوئهما وخشوعهما وآدابهما يُرجى به أن يوجب النظر إلى الله عز وجل في الجنة في هذين الوقتين.
(5)
المقسطون: العادلون.
(6)
قال الإمام الخطابي كما في «شرح السنة» للبغوي (10/ 64): «ليس فيما يضاف إلى الله عز وجل من صفة اليدين شمال؛ لأن الشمال على النقص والضعف، وقوله: «كلتا يديه يمين» هي صفة جاء بها التوقيف، فنحن نطلقها على ما جاءت، ولا نكيِّفها، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار الصحيحة، وهو مذهب السنة والجماعة» اهـ.
الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا (1)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
18 -
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ (2) -وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ- وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ (3)» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(1)«في حكمهم» : أي: فيما يُقَلَّدون من خلافة، أو قضاء، أو إمارة. «وأهليهم» أي: ما يجب لأهليهم من الحقوق عليهم. «ما ولوا» : أي: كانت لهم عليه ولاية.
(2)
هذا الحديث أصل في إثبات صفة العينين لله تعالى، قال الإمام الدارمي في الرد على المريسي (ص: 50): «ففي تأويل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليس بأعور» بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور» اهـ.
(3)
هي الحبة التي قد خرجت عن حد نبتة أخواتها، فظهرت من بينها وارتفعت. وقيل: أراد به الحبة الطافية على وجه الماء، شبَّه عينه بها.