الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أى: والملائكة ينزهون ربهم- تعالى- عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله، خوفا منه- سبحانه-، ورهبة لذاته.
وقوله: وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ معطوف على يُسَبِّحُونَ. والمراد بمن في الأرض: المؤمنون بصفة خاصة، لأنهم هم الذين يستحقون ذلك، كما قال- تعالى- في آية أخرى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا.
أى: أن الملائكة ينزهون الله- تعالى- عما لا يليق به. ويطلبون للمؤمنين من أهل الأرض عفو الله- تعالى- ورحمته وغفرانه.
وقوله: أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ تذييل قصد به الثناء على الله- تعالى- بما هو أهله.
أى: ألا إن الله- تعالى- وحده، هو الواسع المغفرة والرحمة لمن يشاء من عباده، لا يمنعه من ذلك مانع، ولا يحاسبه على ما يفعل محاسب.
ثم بين- سبحانه- سوء عاقبة المشركين فقال: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ.
أى: والذين اتخذوا من دون الله- تعالى- شفعاء وشركاء ليقربوهم إليه زلفى، الله- تعالى- وحده رقيب عليهم، وسيجازيهم بما يستحقون من عقاب يوم القيامة، وما أنت- أيها الرسول الكريم- عليهم بحفيظ أو رقيب على أعمالهم، وإنما أنت عليك البلاغ ونحن علينا الحساب.
ثم بين- سبحانه- الحكمة من إنزال هذا القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم كما بين أنواعا من الأدلة عن كمال قدرته، ووجوب إفراده بالعبادة والخضوع، ووجوب التحاكم إلى شريعته عند الاختلاف والتنازع. فقال- تعالى-:
[سورة الشورى (42) : الآيات 7 الى 12]
وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (8) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)
والكاف في قوله- تعالى-: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا.. في محل نصب على المصدرية، واسم الإشارة يعود إلى مصدر أَوْحَيْنا.
أى: ومثل ذلك الإيحاء البديع الواضح، أوحينا إليك- أيها الرسول الكريم- قرآنا عربيا، لا لبس فيه ولا غموض.
وقوله- سبحانه- لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها تعليل لهذا الإيحاء. والمراد بأم القرى: أهلها.
وسميت مكة بأم القرى، لأنها مكان أول بيت وضع للناس، ولأنها قبلة أهل القرى كلها ومحجهم، ولأنها أعظم القرى شأنا وغيرها كالتبع لها، كما يتبع الفرع الأصل، أى: أوحينا إليك هذا القرآن لتنذر به أهل أم القرى، ولتنذر به- أيضا- من حولها من أهل القرى الأخرى.
وخص أهل أم القرى ومن حولها بالذكر في الإنذار، لأنهم أقرب الناس إليه صلى الله عليه وسلم كما قال- تعالى- في آية أخرى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ.
وليس معنى هذا التخصيص أن رسالته صلى الله عليه وسلم كانت إليهم وحدهم، لأن هناك آيات أخرى كثيرة قد صرحت بأن رسالته صلى الله عليه وسلم كانت إلى الناس كافة، ومن هذه الآيات:
وقوله- تعالى-: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً وقوله- سبحانه-:
وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ وقوله- عز وجل: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ
لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ.
فهذه الآيات وغيرها تنطق وتشهد بأن رسالته صلى الله عليه وسلم كانت للناس جميعا، بل للإنس وللجن، كما يشير إلى ذلك قوله- تعالى-: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا، فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.
وجملة وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ معطوفة على ما قبلها. والمراد بيوم الجمع: يوم القيامة، لأنه اليوم الذي يجتمع فيه الأولون والآخرون بين يدي الله- تعالى- للحساب والجزاء، والثواب والعقاب.
أى: أوحينا إليك هذا القرآن لتنذر به أهل مكة ومن حولها، وتنذر الناس جميعا وتخوفهم من أهوال يوم القيامة، الذي يجتمع فيه الخلائق للحساب.
وقوله: لا رَيْبَ فِيهِ كلام معترض لتقرير ما قبله وتأكيده، أو صلة ليوم الجمع.
وقوله: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ بيان للنتيجة التي ترتبت على هذا الإنذار.
أى: بعد هذا الإنذار الذي أنذرته للناس- أيها الرسول الكريم- هناك فريق آمن بك وصدقك فكان مصيره إلى الجنة، وهناك فريق أعرض عنك وكذبك، فكان مصيره إلى النار.
وقوله- تعالى- وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً، وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ بيان لكمال قدرته- عز وجل.
أى: ولو شاء الله- تعالى- أن يجعل الناس أمة واحدة على الدين الحق لجعلهم كذلك، لأن قدرته لا يعجزها شيء، ولكنه- سبحانه- لم يشأ ذلك ليتميز الخبيث من الطيب، والمهتدى من الضال.
أما المهتدون فهم أهل رحمته ورضوانه، وأما الضالون فهم أهل عذابه وغضبه فقوله- تعالى- وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ بيان لمن عرفوا الدين الحق واتبعوه وقوله- سبحانه-: وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ بيان لمن استحبوا العمى على الهدى.
قال الآلوسى ما ملخصه: وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ أى: أنه- تعالى- يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها، ويدخل في عذابه من يشاء أن يدخله فيه، ولا ريب في أن مشيئته- تعالى- لكل من الإدخالين، تابعة لاستحقاق كل فريق لعمله.
وقال: وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ولم يقل ويدخل من يشاء في عذابه، للإيذان بأن الإدخال في العذاب، بسبب سوء اختيار الداخلين فيه «1» .
(1) تفسير الآلوسى ج 25 ص 14.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها، وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ «1» .
وقوله- سبحانه-: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى «2» .
ثم أنكر- سبحانه- على أولئك الجاهلين اتخاذهم آلهة من دونه فقال: أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ، فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ، وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
فأم بمعنى بل وهمزة الاستفهام الإنكارى، لإنكار وقوع الشرك منهم ونفيه بأبلغ وجه.
أى: أن ما فعله هؤلاء المشركون من اتخاذهم آلهة من دونه- تعالى- شيء منكر بلغ النهاية في قبحه وفساده.
وَهُوَ يُحْيِ الموتى أى: وهو- سبحانه- الذي في قدرته إعادة الحياة إلى الموتى بعد موتهم.
وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أى: وهو- تعالى- وحده الذي لا يعجز قدرته شيء، وما دام الأمر كذلك، فكيف اتخذ أولئك الجاهلون أولياء من دونه.
ثم وجه- سبحانه- أمره إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، بأن يرشد المؤمنين إلى وجوب تحاكمهم إلى شريعته- تعالى- إذا ما دب خلاف بينهم، أو بينهم وبين أعدائهم، فقال: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ.
أى: عليكم أيها المؤمنون- إذا ما اختلفتم في أمر من الأمور، أن تحتكموا فيه الى شريعة الله- عز وجل، وأن تقبلوا عن إذعان وطاعة حكمه- تعالى-.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا.. «4» .
(1) سورة السجدة الآية 13.
(2)
سورة الأنعام الآية 35.
(3)
تفسير الكشاف ج 4 ص 211.
(4)
سورة النساء الآية 59.
واسم الإشارة في قوله- سبحانه-: ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ يعود إلى الله- تعالى- الذي يجب أن يكون التحاكم إليه وحده عند الاختلاف.
أى: ذلك الحاكم العادل الذي لا حاكم بحق سواه رَبِّي وخالقي ورازقي..
عَلَيْهِ وحده تَوَكَّلْتُ واعتمدت في جميع شئونى وَإِلَيْهِ أُنِيبُ أى: وإليه وحده أرجع في كل أمورى.
فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أى هو خالقهما وموجدهما على غير مثال سابق، من فطر الشيء إذا ابتدعه واخترعه دون أن يسبق إلى ذلك.
جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً أى: جعل لكم- سبحانه- بقدرته من جنس أنفسكم أزواجا، أى: نساء تجمع بينكم وبينهن المودة والرحمة، كما قال- تعالى-: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً.
وقوله- سبحانه-: وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً معطوف على ما قبله. أى: كما خلق لكم من أنفسكم أزواجا، خلق- أيضا- للأنعام من جنسها إناثا، ليحصل التوالد والتناسل والتعمير لهذا الكون.
وقوله- تعالى- يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ بيان للحكمة من هذا الجعل والخلق للأزواج.
والذرء: التكاثر والبث. يقال: ذرأ فلان الشيء، إذا بثه وكثره.
والضمير المنصوب في قوله يَذْرَؤُكُمْ يعود إلى المخاطبين وإلى الأنعام، على سبيل التغليب للعقلاء على غيرهم.
والضمير في قوله فِيهِ يعود إلى التزاوج بين الذكور والإناث المفهوم من قوله- تعالى-: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً.
أى: يكثركم وينميكم بسبب هذا التزاوج الذي يحصل بين ذكوركم وإناثكم حيث يتناسل- أحيانا- بين الذكر الواحد والأنثى الواحدة، عدد كبير من الأولاد.
وقال- سبحانه- يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ولم يقل يذرؤكم به أى: بسببه، للأشعار بأن هذا التزاوج قد صار مثل المنبع والأصل للبث والتكثير.
قال- تعالى-: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها، وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً.
قال بعض العلماء: فإن قيل: ما وجه إفراد الضمير المجرور في قوله يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ مع
أنه على ما ذكرتم، يعود إلى الذكور والإناث من الآدميين والأنعام؟.
فالجواب: أن من أساليب اللغة العربية التي نزل بها القرآن، رجوع الضمير بصيغة الإفراد إلى المثنى أو الجمع باعتبار ما ذكر.
ومنه قوله- تعالى-: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ، مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ أى: يأتيكم بما ذكر من سمعكم وأبصاركم وقلوبكم «1» .
ثم نزه- سبحانه- ذاته عن الشبيه أو النظير.. فقال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
أى: ليس مثله شيء- تعالى-: لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فالكاف مزيدة في خبر لَيْسَ وشَيْءٌ اسمها. أى: ليس شيء مثله.
أو أن الكاف أصلية. فيكون المعنى: ليس مثله- تعالى- أحد لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال.
وذلك كقول العرب: مثلك لا يبخل، يعنون: أنت لا تبخل على سبيل الكناية، قصدا إلى المبالغة في نفى البخل عن المخاطب بنفيه عن مثله، فيثبت انتفاؤه عنه بدليله.
والمقصود من الجملة الكريمة على كل تفسير: تنزيهه- تعالى- عن مشابهة خلقه في الذات أو الصفات أو الأفعال.
قال صاحب الكشاف: قالوا: مثلك لا يبخل، فنفوا البخل عن مثله، وهم يريدون نفيه عن ذاته، قصدوا المبالغة في ذلك فسلكوا به طريق الكناية، لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسده، وعمن هو على أخص أوصافه، فقد نفوه عنه.
ونظيره قولك للعربي: العرب لا تخفر الذمم، كان أبلغ من قولك: أنت لا تخفر.. «2» .
وقوله- تعالى-: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ أى: وهو- سبحانه- السميع لكل أقوال خلقه، البصير بما يسرونه وما يعلنونه من أفعال.
لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أى: له وحده مفاتيح خزائنهما، وله وحده- أيضا- ملك هذه الخزائن، لأن ملك مفاتيحها يستلزم ملكها.
والمقاليد: جمع مقلاد أو إقليد وهو المفتاح.
(1) تفسير أضواء البيان ج 7 ص 175.
(2)
تفسير الكشاف ج 4 ص 212. [.....]