المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

[الإحرام بالحج يوم التروية] فإذا كان يوم التروية أحرم بالحج من - منسك الحج

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: [الإحرام بالحج يوم التروية] فإذا كان يوم التروية أحرم بالحج من

[الإحرام بالحج يوم التروية]

فإذا كان يوم التروية أحرم بالحج من أي مواضع مكة شاء ثم يتوجه إلى منى، والأفضل أن يصلي بها الظهر والعصر ويقيم بها آخر ذلك اليوم ثم يبيت بها، لكن هذا لا يتيسر اليوم لغالب الناس، بل يقصدون عرفة يومهم ذلك.

ص: 42

[الإحرام بالحج يوم التروية]

فإذا كان يوم التروية أحرم بالحج من أي مواضع مكة شاء ثم يتوجه إلى منى، والأفضل أن يصلي بها الظهر والعصر ويقيم بها آخر ذلك اليوم ثم يبيت بها، لكن هذا لا يتيسر اليوم لغالب الناس، بل يقصدون عرفة يومهم ذلك.

ص: 42

[الوقوف بعرفة]

فإذا طلعت الشمس سار من منى إلى عرفات، فأقام بنمرة حتى تزول الشمس ثم صلى الظهر والعصر

جمعا بالتقديم، حتى يروح إلى الموقف، وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة 1 ويستحب أن يقف عند الصخرات المفترشات وجبل

1 لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ارفعوا عن بطن عرنة

"

أخرجه ابن خزيمة 2816، والطبراني في "الكبير"11/176، ح 11408، والطحاوي في "مشكل الآثار"2/72، والحاكم 1/462،والبيهقي 5/115 من طريق زياد بن سعد عن أبي الزبير، عن أبي معبد عن ابن عباس.

وإسناده صحيح.

ص: 42

الرحمة 1.

والوقوف بعرفة ركن لا يتم الحج إلا به 2.

ويكثر من الدعاء ومن قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو 3

على كل شيء قدير"4.

1 لقول جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل: ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة

"

2 "المغني"5/267.

3 في المخطوط: "والله"

4 أخرجه الترمذي 3585، وأحمد 2/210،من طريق حماد بن أبي حميد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده دون قوله:"يحيي ويميت".

قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد هو: محمد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث"

قلت: فالحديث إسناده ضعيف؛ لضعف محمد بن أبي حميد لكن له شواهد يتقوى بها:

منها: حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أخرجه الطبراني في "الدعاء 874، من طريق قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ".

وفي إسناده: قيس بن الربيع الأسدي، وهو صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، كما في "التقريب"ص 804.=

ص: 43

وكان ابن عمر يقول: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله1 أكبر الله أكبر ولله الحمد، اللهم اهدني بالهدى، وقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى".

= لكن يعتبر به في الشواهد والمتابعات.

ومنها: حديث ابن عمر مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الدعاء" 875، من طريق فرج بن فضالة، عن يحيي بن سعيد عن نافع، عن ابن عمر 000فذكره.

وإسناده ضعيف، لضعف فرج بن فضالة، كما في "التقريب"ص 780،

ومنها: حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز.

أخرجه مالك في "الموطأ "1/422، ومن طريقه: عبد الرزاق 8125، والبغوي في "شرح السنة"1929،عن زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، عن طلحة بن عبيد الله بن كربز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 000 فذكره دون قوله:"له الملك000"وزاد في أوله: "أفضل الدعاء يوم عرفة"وهو مرسل صحيح.

وقد وصله ابن عدي في "الكامل" 4/1600، والبيهقي في "الشعب" 4072، من طريق عبد الرحمن بن يحيي، عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا وزاد:"له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير".

وهو منكر من هذا الطريق.

قال البيهقي: "هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيي، وغلط فيه، إنما رواه مالك في " الموطأ"مرسلا "

فالخلاصة: أن الحديث حسن لغيره بشواهده.

قال الألباني رحمه الله في "الصحيحة "4/8: "وجملة القول: أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم".

1 سقطت من المخطوطة، وأثبتها من مصدر التخريج.

ص: 44

ويرد يديه ويسكت قدر ما كان إنسان قارئا فاتحة الكتاب، ثم يعود فيرفع يديه يقول مثل ما ذكر، ولم يزل يفعل ذلك حتى أفاض 1

ولا يزال كذلك حتى تغرب الشمس.

فإن خرج من عرفة قبل غروب الشمس فعليه دم إلا أن يرجع فيقف حتى تغرب2

1 أخرجه أحمد في "مسائله رواية أبي داود " ص 149 عن إسماعيل بن علية، عن التيمي، عن أبي مجلز قال: كان ابن عمر يقول 0000 فذكره. وفي أوله: "الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ولله الحمد".

وإسناده صحيح موقوف.

*وأخرجه الطبراني في "الدعاء "878 من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث، أن ابن عمر رضي الله عنهما كان عشية عرفة يرفع صوته: لا إله إلا الله وحده لا شريك له 000 فذكره بنحوه مطولا.

وإسناده صحيح أيضا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "شرح العمدة "- كتاب المناسك 2/506: وأما توقيت الدعاء فيه، فليس فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء مؤقت، إلا أن أصحابنا قد استحبوا المأثور عنه في الجملة 000"

ثم ذكر حديث عمرو بن شعيب المتقدم.

2 "المغني" 5/273.

وفي "الإنصاف"9/172 مع المقنع والشرح: "فإن عاد إلى الموقف قبل الغروب أو قبل الفجر، عند من يقول به فلا دم عليه على الصحيح من المذهب".

ص: 45