الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[السعي بين الصفا والمروة]
ثم يخرج إلى الصفا من باب الصفا فيرقى الصفا، حتى يرى البيت فيستقبله ويكبر ثلاثا، ويقول: الحمد لله الذي هدانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب
وحده 1
= على أن الذي يظهر لي أن ابن جريج لم يهم فيه، فقد تابعه على روايته عمرو بن قيس، وابن عم المطلب، وزهير بن محمد كما تقدم.
والأقرب في ذلك توهيم كثير فيه، لا توهيم ابن جريج.
والخلاصة: أن الحديث ضعيف لاضطرابه، ولجهالة بعض رواته.
وقد أعلن ابن حجر فقال في "الفتح"1/576: "أراد البخاري التنبيه على ضعف الحديث- يعني: هذا بترجمته للباب بلفظ السترة بمكة وغيرها".
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" 3/342:"وعلى تقدير صحته فهو محمول على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في المطاف، والمطاف أحق الناس به الطائفون؛ لأنه لا مكان لهم إلا هذا، أما المصلي فيستطيع أن يصلي في أي مكان آخر، لكن الطائف ليس له مكان إلا ما حول الكعبة، فهو أحق به هذا إن صح الحديث، ولهذا بوب البخاري رحمه الله في "صحيحه" باب السترة في مكة وغيرها، يعني أن مكة وغيرها سواء ".اهـ.
وحينئذ فيشرع للطائف إذا أراد أن يصلي ركعتي الطواف أن يصلي إلى سترة، وأن يرد من مر بين يديه، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.
1 أخرجه مسلم 1218 في حديث جابر الطويل، بلفظ:" فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله =
لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ".
ثم يقول:"اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك، اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب من يحبك، ويحب ملائكتك وأنبياءك ورسلك وعبادك الصالحين، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى عبادك الصالحين اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، واجعلني من أئمة المتقين، واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لي خطيئتي يوم الدين، اللهم إنك قلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] ،وإنك لا تخلف الميعاد، اللهم إذ هديتني للإسلام، فلا تنزعني منه، ولا تنزعه مني حتى توفاني على الإسلام، اللهم لا تقدمني إلى العذاب، ولا تؤخرني إلى الفتن".
قال نافع:" كان ابن عمر يدعو بدعاء كثير حتى يملنا ونحن شباب 1
=وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات
…
".
1 أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/308 من طريق حفص بن عمر الحوضي حدثنا همام بن يحيى. =
ثم يعود فيهلل ويكبر كما تقدم، ثم يعود يفعل ذلك ثلاث مرات.
فإذا فعل ذلك نزل من الصفا، فيمشي حتى يأتي العلم فيسعى سعيا شديدا إلى العلم الآخر،
ثم يمشي حتى يأتي المروة فيفعل عليها مثل ما فعل على الصفا،
ثم ينزل فيمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع سعيه يفعل ذلك سبعا. ويستحب أن يسعى طاهرا1.
فإذا فرغ من السعي حلق أو قصر ثم حل.
=وأحمد في "مسائله رواية أبي داود" ص 146 رقم 697،والبيهقي 5/94 من طريق أيوب السختياني.
كلاهما عن نافع، أن ابن عمر كان يدعو على الصفا: اللهم اعصمني بدينك
…
".
ولفظ البيهقي بالجمع: اللهم اعصمنا
…
".
قال ابن حجر في "التلخيص " 2/251:"قال الضياء: إسناده جيد".
*وأخرجه مالك في "الموطأ"1/372، من طريقه البيهقي 5/94 عن نافع أنه سمع عبد الله بن عمر، وهو على الصفا يدعو يقول: اللهم إنك قلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وإنك لا تخلف الميعاد
…
إلخ. مختصرا.
وإسناده صحيح.
قال الإمام أحمد كما في"مسائل ابنه عبد الله"ص214:"ويقف الرجل على الصفا حيث يرى البيت فيدعوا بدعاء ابن عمر، وكل ما دعا به أجزأه، ويأتي المروة فيقف عليها حيث يرى البيت ويكثر من الدعاء"
1 "المغني" 5/246.