المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[الطواف بالبيت] فإذا دخل فأول ما يبدأ به الطواف، طواف العمرة، - منسك الحج

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌ ‌[الطواف بالبيت] فإذا دخل فأول ما يبدأ به الطواف، طواف العمرة،

[الطواف بالبيت]

فإذا دخل فأول ما يبدأ به الطواف، طواف العمرة، ويستحب الاضطباع في هذا الطواف الأول، وهو أن يجعل وسط الرداء تحت عاتقه الأيمن، وطرفيه على 1 عاتقه الأيسر 2

ويبتدئ من الحجر الأسود، فيستلمه ويقبله، وإن شاء استلمه فقبل يده، وإلا أشار إليه؛ لقول عمر:"إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك"3

وقال ابن عباس:"استلمه النبي صلى الله عليه وسلم وقبل يده"4

وقال: "طاف النبي صلى الله عليه وسلم على بعيره كلما أتى الحجر أشار

1 في المخطوطة: "تحت"، والصواب ما أُثبِتَ حسب المصادر.

2 "النهاية لابن الأثير 3/73،"المصباح المنير" للفيومي ص 135.

3 أخرجه البخاري 1597، 1605، 1610، ومسلم 1270،وأبو داود 1873، والترمذي 860، والنسائي 5/227، وابن ماجه 2943، والدارمي 1/482، ح 1806، وأحمد 1/21، 26.

4 لم أقف عليه من حديث ابن عباس، لكن ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال نافع:"رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده ثم قبل يده" وقال: "ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".

أخرجه مسلم 2/924، ح 246، وأحمد 2/108، وابن خزيمة 2715، وابن جارود 453، وابن حبان 9/132، ح 3824، والبيهقي 5/75.

ص: 33

إليه بشيء في يده"1

ثم يطوف سبعا، يرمل في الثلاثة الأول – والرمل إسراع المشي 2 ويمشي أربعة أشواط كلما حاذى الحجر الأسود استلمه ويشير إليه، وكلما حاذى الركن اليماني استلمه 3

1 أخرجه البخاري 1612، 1613، وأحمد 1/264، والدارمي 1/472ح 1789، وابن خزيمة 2722، والبيهقي 5/99.

وعندهم سوى البخاري زيادة "وكبر". وفي لفظ البخاري: "أشار إليه بشيء كان عنده وكبر".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في"شرح العمدة" كتاب المناسك 2/427،: "ومعنى هذه الرواية أنه كان يشير إليه إشارة يمس بها الحجر كما جاء مفسرا أنه استلم الركن اليماني بمحجن، ولو لم يمس المحجن الحجر لكانت الإشارة باليد أولى.

قلت: يشير إلى حديث أبي الطفيل رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمحجن معه، ويقبل المحجن ".

أخرجه مسلم 1275، وأبو داود 1879، وابن ماجه 2949.

2 "النهاية" 2/265.

3 لقول ابن عمر: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوفة، قال نافع: وكان ابن عمر يفعله".

أخرجه أبو داود 1876، والنسائي 5/231، وأحمد 2/115، وابن خزيمة 2723، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/183، والحاكم 1/456، والبيهقي5/76، 80، من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر.

ولفظ النسائي وابن خزيمة والطحاوي والحاكم: في كل طواف"

وإسناده صحيح. =

ص: 34

ولا يطوف إلا وهو طاهر 1، ولا بأس بالكلام في الطواف لكن لا يتكلم إلا بخير، ويكثر من الذكر والدعاء بما تيسر، وليس فيه شيء واجب 2، مثل قوله:"اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا، وسعيا مشكورا"3

"رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم"4

= وعنه رضي الله عنه قال: " ما تركت استلام هذين الركنين في شدة ولا رخاء منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمها"

أخرجه البخاري 1606، ومسلم 1268.

1 "المغني"5/222، وانظر: اختيار شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" 26/199،

2 "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" 26/122،

3 روي أن هذا الدعاء يقال بعد رمي جمرة العقبة، وسيأتي الكلام عليه لاحقا.

4 روي أن هذا الدعاء يقال في السعي بين الصفا والمروة.

أخرجه الطبراني في"الأوسط"3/147، ح 2757، وفي "الدعاء"2/1203، ح 869، من طريق عبد الوارث، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سعى في بطن المسيل قال 0000 فذكره بدون قوله:"وتجاوز عما تعلم".

وإسناده ضعيف؛ لضعف ليث بن أبي سليم. وقد تقدم.

*وأخرجه ابن أبي شيبة 3/420 رقم 15566، من طريق الأعمش والطبراني في "الدعاء" 870، والبيهقي 5/95 من طريق منصور بن المعتمر،

كلاهما عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن مسروق أن ابن مسعود 000فذكره موقوفا. =

ص: 35

قال البيهقي:"هذا أصح الروايات في ذلك عن ابن مسعود".

*وأخرجه ابن أبي شيبة 15570، 15571،من طريق سفيان وحجاج، والبيهقي 5/95 من طريق زهير.

كلاهما عن أبي إسحاق قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول بين الصفا والمروة:. ..فذكره موقوفا، وليس فيه:"وتجاوز عما تعلم".

قال ابن حجر في "التلخيص"2/251:"وعلى هذا فقول إمام الحرمين في "النهاية": صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سعيه: اللهم اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم

فيه نظر كثير".اهـ.

قلت: هذا الدعاء وإن لم يصح مرفوعا، فقد صح عن بعض الصحابة، كما تقدم، واستحبه بعض السلف، وقد نص الشافعي على استحبابه في الطواف.

انظر: "السنن الكبرى" 5/84.

1 روي أن هذا الدعاء يقال بين الركنين الركن اليماني والحجر الأسود.

أخرجه أبو داود 1892، والنسائي في" الكبرى" 3934، وعبد الرزاق 8963،وأحمد 3/411، وابن خزيمة 4/215ح 2721،وابن حبان 1001،والحاكم 1/455،والبيهقي5/84،من طريق ابن جريج، حدثني يحيى بن عبيد مولى السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين ركن بني جمح والركن الأسود: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ".

وفي إسناده: عبيد مولى السائب، وهو مجهول، لم يرو عنه سوى ابنه يحيى.

انظر:"تحرير التقريب"2/424.

قال الشافعي رحمه الله في "الأم"2/173-بعد ذكره هذا الحديث-:"وهذا من أحب ما يقال في الطواف إلي، وأحب أن يقال في كله =

ص: 36

ولابد من الطواف بالبيت سبع طوافات، فإن شك في العدد بنى على الأقل.

ثم إذا فرغ من الطواف صلى خلف المقام ركعتين، يقرأ في الأولى: فاتحة الكتاب، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1] ، وفي الثانية: الفاتحة و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 1 [الإخلاص:1] .

فإن لم يقدر على الركعتين خلف المقام صلاهما حيثما شاء من المسجد 2 ولا بأس أن يصليهما إلى غير سترة ولو مر الرجال والنساء بين يديه 3 فإذا صلى ركعتين عاد إلى الحجر فاستلمه.

=*وأخرجه البيهقي 5/84 من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم عن حبيب بن صهبان أنه رأى عمر رضي الله يطوف بالبيت وهو يقول:"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار ".

قال النووي رحمه الله في"شرح مسلم" 17/13:"وأظهر الأقوال في تفسير الحسنة في الدنيا: أنها العبادة والعافية، وفي الآخرة: الجنة والمغفرة ".

1 لحديث جابر الطويل في "صحيح مسلم"1218.

2 "المقنع مع الإنصاف والشرح"9/121.

3 لما روى المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله وسلم طاف بالبيت سبعا ثم صلى ركعتين بحذائه وفي حاشية المقام، وليس بينه وبين الطواف أحد".

أخرجه أحمد 6/399،والنسائي 2/67ح758، 5/235ح2959،وابن ماجه 2958،وابن خزيمة

2/15ح815، والطحاوي 1/461، وابن حبان 2363،والحاكم 1/254، والبيهقي 2/273 من طريق ابن جريج، وعبد الرزاق 2/35 ح 2387 عن =

ص: 37

...............................................................................................

= عمرو بن قيس، وعبد الرزاق أيضا 2388، والحميدي 1/262ح578،وأحمد 6/399، وأبو داود 2/211ح 2016، والطحاوي 1/461،والبيهقي2/273،من طريق سفيان بن عيينة، وابن حبان أيضا 2364 من طريق زهير بن محمد العنبري، والطحاوي 1/461 من طريق هشام،

خمستهم عن كثير بن كثير واختلف عنه:

فقال ابن جريج، وعمرو بن قيس، ومحمد بن زهير: عنه، عن أبيه عن جده.

وفي بعض الطرق: عن أبيه عن المطلب.

وقال سفيان بن عيينة: عنه، عن بعض أهله، عن جده ورواه عبد الرزاق عن سفيان مثل ابن جريج.

وفي رواية عند أحمد: قال سفيان: عنه عمن سمع جده يقول.

وقال هشام: أراه عن ابن عم المطلب بن أبي وداعة، عن كثير بن كثير، عن أبيه عن جده.

والروايتان الأوليان هما المشهورتان، إلا أن البعض وهم ابن جريج في روايته، فقد أخرج البيهقي2/273 من طريق علي بن المديني قال: "قال سفيان: سمعت ابن جريج يقول: أخبرني كثير بن كثير، عن أبيه عن جده

الحديث، قال سفيان: فذهبت إلى كثير فسألته

قال: لم أسمعه من أبي، حدثني بعض أهلي، عن جدي.

قال علي: "قوله: لم أسمعه من أبي" شديد على ابن جريج.

قال أبو سعيد عثمان: يعني ابن جريج لم يضبطه.

وقال البيهقي: رواية ابن عيينة أحفظ"

قلت: رواية ابن جريج فيها كثير بن المطلب، وهو مقبول، كما في "التقريب" ص 810،ولم يتابعه أحد على هذه الرواية.

ورواية ابن عيينة التي رجحها بعض الأئمة فيها راو مبهم، وهو من حدث كثيرا بالحديث.=

ص: 38