الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آخر: هذه
قصيدة وعظية
ألق لها سمعك:
أَنِسْتُ بِلأوَاءٍ الزَّمَانِ وَذِلِّهِ
…
فَيَا عِزَّةَ الدُّنْيَا عَلَيْكَ سَلامُ
إِلَى كَمْ أُعَانِي تِيهَهَا ودَلالَهَا
…
ألَمْ يَأْنِ عَنْهَا سَلْوَةُ وَسَآمُ
وَقَدْ أَخْلَقَ الأَيَّامُ جِلْبِاب حُسْنِهَا
…
وَأَضْحَتْ وَدِيبَاجُ الْبَهَاءِ مَسَامُ
عَلَى حِينَ شَيْبٌ قَدْ أَلَمَّ بَمَفْرَقِي
…
وَعَادَ رُهَامُ الشَّعْرِ وَهُوَ ثَغَامُ
طَلائِعُ ضَعْفٍ قَدْ أَغَارَتْ عَلَى الْقُوَى
…
وَثَارَ بِمِيدَانِ الْمِزَاجِ قَتَامُ
فَلا هِيَ فِي بُرْجِ الْجَمَالِ مُقِيمَةٌ
…
وَلا أَنَا فِي عَهْدِ الْمُجُونَ مُدَامُ
تَقَطَّعَت الأَسْبَابُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
…
وَلَمْ يَبْقَ فِينَا نِسْبَةٌ وَلِئَامُ
وَعَادَتْ قُلُوصُ الْعَزْمِ عَنِّي كَلِيلَةً
…
وَقَدْ جُبَّ مِنْهَا غَارِبٌ وَسَنَّامُ
كَأَنِّي بِهَا والْقَلْبُ زُمَّتْ رِكَابهُ
…
وَقُوِّضَ أَبْيَاتٌ لَهُ وَخِيَامُ
وَسِيقَتْ إِلَى دَارِ الْخُمُولِ حُمُولُهُ
…
يَحُنُّ إليها وَالدُّمُوعُ رُهَامُ
حَنِينَ عَجُولٍ غَرَّهَا الْبَوُّ فَانْثَنَتْ
…
إليه وَفِيهَا أَنَّهُ وَضُغَامُ
تَوَلَّتْ لَيَالِ لِلْمَسَرَّاتِ وَانْقَضَتْ
…
لِكُلِّ زَمَانٍ غَايَةٌ وَتَمَامُ
فَسَرْعَانَ مَا مَرَّتْ وَوَلَّتْ وَلَيْتَهَا
…
تَدُومُ وَلَكِنْ مَا لَهُنَّ دَوَامُ
دُهُورٌ تَقَضَّتْ بِالْمَسَرَّاتِ سَاعَةً
…
وَيَوْمَ تَوَلَّى بِالْمَسَاءَةِ عَامُ
فَلِلَّهِ دَرُّ الْغَمِّ حَيْثُ أَمَدَّنِي
…
بِطُولِ حَيَاةٍ وَالْهُمُومُ سِهَامُ
أَسِيرُ بِتَيْمَاءٍ التَّحَيُّرِ مُفْرَدًا
…
وَلِي مَعَ صَحْبِي عِشْرَةٌ وَنَدَامُ
وَكَمْ عَشِيرَةٍ مَا أَوْرَثَتْ غَيْرَ عُسْرَةٍ
…
وَرُبَّ كَلامِ فِي الْقُلُوبِ كَلامُ
فَمَا عِشْتُ لا أَنْسَى حُقُوقَ صَنِيعِهِ
…
وَهَيْهَاتَ أَنْ يُنْسَى لَدَيَّ ذِمَامُ
كَمَا اعْتَادَ أَبْنَاءُ الزَّمَانِ وَأَجْمَعَتْ
…
عَلَيْهِ فِئَامٌ إِثْرَ ذَاكَ فِيَامُ
خَبَتْ نَارُ أَعْلامِ الْمَعَارِفِ وَالْهُدَى
…
وَشُبَّ لِنِيرَانِ الضَّلالِ ضُرَامُ
وَكَانَ سَرِيرَ الْعِلْمِ صَرْحًا مُمَرَّدًا
…
يُنَاغِي الْقِبَابَ السَّبْعَ وَهِيَ عِظَامُ
.. مَتِينًا رَفِيعًا لا يُطَارُ غُرَابُهُ
…
عَزِيرًا مَنِيعًا لا يَكَادُ يُرَامُ
يَلُوحُ سَنَا بَرْقِ الْهُدَى مِنْ بُرُوجِهِ
…
كَبَرْقٍ بَدَا بَيْنَ السَّحَابِ يُشَامُ
فَجَرَّتَ عَلَيْهِ الرَّاسِيَاتُ ذُيُولَهَا
…
فَخَرَّتْ عُرُوشٌ مِنْهُ ثُمَّ دَعَامُ
وَسِيقَ إِلَى دَارِ الْمَهَانَةِ أَهْلُهُ
…
مَسَاقَ أَسِيرٍ لا يَزَالُ يُضَامُ
كَذَا تَجْرِي الأَيَّامُ بَيْنَ الْوَرَى عَلَى
…
طَرَائِقَ مِنْهَا جَائِرٌ وَقَوَّامُ
فَمَا كُلُّ مَا قَدْ قِيلَ عِلْمٌ وَحِكْمَةٌ
…
وَمَا كُلُّ أَفْرَادِ الْحَدِيدِ حُسَامُ
وَلِلدَّهْرِ تَارَاتٌ تَمُرُّ عَلَى الْفَتَى
…
نَعِيمٌ وَبُؤْسٌ صِحَّةٌ وَسَقَامُ
وَمَنْ يَكُ فِي الدُّنْيَا فَلا يَعْتِبَنَّهَا
…
فَلَيْسَ عَلَيْهَا مَعْتَبٌ وَمَلامُ
أَجِدَّكَ مَا الدُّنْيَا وَمَاذَا مَتَاعُهَا
…
وَمَا الَّذِي تَبْغِيهِ فَهُوَ حُطَامُ
تَشَكَّلَ فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ بِشَكْلِ مَا
…
يُعَانِدُهُ وَالنَّاسُ عَنْهُ نِيَامُ
تَرَى النَّقْصَ فِي زِيِّ الْكَمَالِ كَأَنَّمَا
…
عَلَى رَأْسِ رَبَّاتِ الْحِجَالِ عِمَامُ
فَدَعْهَا وَنَعْمَاهَا هَنِيئًا لأَهْلِهَا
…
وَلاتَكُ فِيهَا رَاعِيًا وَسَوَامُ
تَعَافُ الْعَرَانِينُ السِّمَاطَ عَلَى الْخِوَى
…
إِذَا مَا تَصَدَّى لِلطَّعَامِ طَغَامُ
عَلَى أَنَّهَا لا يُسْتَطَاعُ مَنَالُهَا
…
لِمَا لَيْسَ فِيهِ عُرْوَةٌ وَعِصَامُ
وَلَوْ أَنْتَ تَسْعَى إِثْرَهَا أَلْفَ حَجَّةٍ
…
وَقَدْ جَاوَزَ الطِّبْيَيْنِ مِنْكَ حِزَامُ
رَجَعْتَ وَقَدْ ضَلَّتْ مَسَاعِيكَ كُلُّهَا
…
بِخُفَى حُنَيْنٍ لا تَزَالُ تُلامُ
هَبِ إِنَّ مَقَاليدَ الأُمُورِ مَلَكْتَهَا
…
وَدَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَأَنْتَ هُمَامُ
وَمُتِّعْتَ بِاللَّذَاتِ دَهْرًا بِغِبْطَةٍ
…
إليسَ بِحَتْمٍ بَعْدَ ذَاكَ حِمَامُ
فَبَيْنَ الْبَرَايَا وَالْخُلُودِ تَبَايُنٌ
…
وَبَيْنَ الْمَنَايَا وَالنُّفُوسِ لِزَامُ
قَضِيَّةِ انْقَادَ الأَنَامُ لِحُكْمِهَا
…
وَمَا حَادَ عَنْهَا سَيِّدٌ وَغُلامُ
ضرُورِيَّة تقضي الْعُقُولُ بِصِدْقِهَا
…
سَلْ إِنْ كَانَ فِيهَا مِرْيَةٌ وَخِصَامُ
سَلْ الأَرْضَ عَنْ حَالِ الْمُلُوكِ الَّتِي خَلَتْ
…
لَهُمْ فَوْقَ فَوْقَ الفرقدين مَقَامُ
.. بِأَبْوَابِهِمْ لِلْوَافِدِينَ تَرَاكُم
…
بِأَعْتَابِهِمْ لِلْعَاكِفِينَ زِحَامُ
تُجِبْكَ عَنْ أَسْرَارِ السُّيُوفِ الَّتِي جَرَتْ
…
عَلَيْهِمْ جَوَابًا لَيْسَ فِيهِ كَلامُ
بِأَنَّ الْمَنَايَا أَقْصَدَتْهُمْ نِبَالُهَا
…
وَمَا طَاشَ عَنْ مَرْمَى لَهُنَّ سِهَامُ
وَسِيقُوا مَسَاقَ الْغَابِرِينَ إِلَى الرَّدَى
…
وَأَقْفَرْ مِنْهُمْ مَزَلٌ وَمَقَامُ
وَحَلُّوا مَحْلاً غَيْرَ مَا يَعْهَدُونَهُ
…
فلَيْسَ لَهُمْ حَتَّى الْقِيَامِ قِيَامُ
أَلَمَ بِهِمْ رَيْبُ الْمَنُونِ فَغَالَهُمْ
…
فَهُمْ بَيْنَ أَطْبَاقِ الرُّغَامِ رُغَامُ
انتهى.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا مَا قَطَعَ قُلُوبَنَا عن ذِكرك واعفُ عن تَقْصِيرنَا فِي طَاعَتكَ وشُكْرِكْ وأدمْ لَنَا لزُومَ الطَرِيق إليكَ وهَبْ لَنَا نورًا نَهْتَدِي بِهِ إليكَ واسْلُكْ بنا سَبِيلَ أَهْلِ مَرْضَاتِكَ واقْطِعْ عَنَّا كُلّ ما يُبعدُنا عَنْ سَبِيلِكَ ويَسِّرْ لَنَا ما يَسَّرْتَهُ لأَهْلِ مَحَبَّتِكَ وأَيْقِظْنَا مِنْ غَفَلاتِنَا وأَلْهِمْنَا رُشْدَنَا وَحَقَّقْ بِكَرَمِكَ قَصْدَنَا واسْتُرْنَا في دُنْيانَا وآخرتِنَا واحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْمُتَّقِينَ وأَلْحِقْنَا بِعِبَادِكَ الصَّالِحِين، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ.
شِعْرًا:
أَرَى النَّاسَ فِي الدُّنْيَا مُعَافًا وَمُبْتَلىً
…
وَمَا زَالَ حُكْمُ اللهِ فِي الأَرْضِ مُرْسَلا
مَضَى فِي جَمِيعِ النَّاسِ سَابِقُ عِلْمِهِ
…
وَفَصَّلَهُ مِنْ حَيْثُ شَاءَ وَوَصَّلا
وَلَسْنَا عَلَى حُلْوِ الْقَضَاءِ وَمُرِّهِ
…
نَرَى حكَمًا فِينَا مِنَ اللهِ أَعْدَلا
بِلا خَلْقَهُ بِالْخَيْرِ وَالشَرِّ فِتْنَةً
…
لِيَرْغَبَ مِمَّا فِي يَدَيْهِ وَيَسْأَلا
وَلَمْ يَبْغِ إِلا أَنْ نَبُوءَ بِفَضْلِهِ
…
عَلَيْنَا وَإِلا أَنْ نَتُوبَ فَيَقْبَلا
هُو الأحَدُ القَيّومُ مِنْ بَعِد خَلقِه
…
وَما زالَ في دَيمومَةِ المُلْكِ أولاً
وَمَا خَلَقَ الإِنْسَانُ إِلا لِغَايَةٍ
…
وَلَمْ يَتْرُكِ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ مُهْمَلا
كَفَى عِبْرَةً أَنِّي وَأَنَّكَ يَا أَخِي
…
نُصَرَّفُ تَصْرِيفًا لَطِيفًا وَنُبْتَلَى
كَانَا وَقَدْ صِرْنَا حَدِيثًا لِغَيْرِنَا
…
نُخَاضُ كَمَا خُضْنَا الْحَدِيثَ لِمَنْ خَلا
.. تَوَهَّمْتُ قَوْمًا قَدْ خَلَوْا فَكَأَنَّهُمْ
…
بِأَجْمَعِهِمْ كَانُوا خَيَالاً تَخَيَّلا
وَلَسْتُ بِأَبْقَى مِنْهُمْ فِي دِيَارِهِمْ
…
وَلَكِنَّ لِي فِيهَا كِتَابًا مُؤَجَّلا
وَمَا النَّاسُ إِلا مَيِّتٌ وَابْنُ مَيِّتٍ
…
تَأَجَّلَ حَيٌّ مِنْهُمْ أَوْ تَعَجَّلا
وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ يُخْلِفُ وَعْدَهُ
…
بِمَا كَانَ أَوْصَى الْمُرْسَلِينَ وَأَرْسَلا
هُوَ الْمَوْتُ يَا ابْنَ الْمَوْتِ وَالْبَعْثُ بَعْدَهُ
…
فَمِنْ بَيْنِ مَبْعُوثٍ مُخِفًّا وَمُثْقَلا
وَمِنْ بَيْنِ مَسْحُوبٍ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ
…
وَمِنْ بَيْنِ مَنْ يَأْتِي أَغَرَّ مُحَجَّلا
عَشِقْنَا مِنَ اللَّذَاتِ كُلَّ مُحَرَّمٍ
…
فَأُفٍّ عَلَيْنَا مَا أَغَرَّ وَأَجْهَلا
رَكَنَّا إِلَى الدُّنْيَا فَطَالَ رُكُونُنَا
…
وَلَسْنَا نَرَ الدُّنْيَا عَلَى ذَاكَ مَنْزِلا
لَقَدْ كَانَ أَقْوَامٌ مِنَ النَّاسِ قَبْلَنَا
…
يَعافُونَ مِنْهُنَّ الْحَلالَ الْمُحَلَّلا
فَلِلَّهِ دَارٌ مَا أَحَثَّ رَحِيلُهَا
…
وَمَا أَعْرَضَ الآمَالَ فِيهَا وَأَطوَلا
أَبَى الْمَرْءُ إِلا أَنْ يَطُولَ اغْتِرَارُهُ
…
وَتَأْبَى بِهِ الْحَالاتُ إِلا تَنَقُّلا
إِذَا أَمَّلَ الإِنْسَانُ أَمْرًا فَنَالَهُ
…
فَمَا يَبْتَغِي فَوْقَ الَّذِي كَانَ أَمَّلا
وَكَمْ مِنْ ذَليلٍ عَزَّ مِنْ بَعْدِ ذِلَّةٍ
…
وَكَمْ مِنْ رَفِيعٍ كَانَ قَدْ صَارَ أَسْفَلا
وَلَمْ أَرَ إِلا مُسْلِمًا فِي وَفَاتِهِ
…
وَإِنْ أَكْثَرَ الْبَاكِي عَلَيْهِ وَأَعْوَلا
وَكَمْ مِنْ عَظِيمِ الشَّأْنِ فِي قَعْرِ حُفْرَةٍ
…
تَلَحَّفَ فِيهَا بِالثَّرَى وَتَسَرْبَلا
أَيَا صَاحِبَ الدُّنْيَا وَثِقْتَ بِمَنْزِلٍ
…
تَرَى الْمَوتَ فِيهِ بِالْعِبَادِ مُوَكَّلا
تُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا لِتَبْلُغَ عِزَّهَا
…
وَلَسْتَ تَنَالُ العِزَّ حَتَّى تَذَلَّلا
إِذَا اصْطَحَبَ الأَقْوَامُ كَانَ أَذَلُّهُمْ
…
لأَصْحَابِهِ نَفْسًا أَبَرَّ وَأَفْضَلا
وَمَا الْفَضْلُ فِي أَنْ يُؤْثِرَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ
…
وَلَكِنَّ فَضْلَ الْمَرْءِ أَنْ يَتَفَضَّلا
آخر:
…
يَا أَيُّهَا الْمُغْتَرُّ بِاللهِ
…
فِرَّ مِنَ اللهِ إِلَى اللهِ
وَلُذْ بِهِ وَاسْأَلْهُ مِنْ فَضْلِهِ
…
فَقَدْ نَجَا مَنْ لاذَ اللهِ
وَقُمْ لَهُ وَاللَّيْلُ فِي جنْحِهِ
…
فَحَبَّذَا مَنْ قَامَ للهِ
.. وَاِتْلُ مِنَ الْوَحْيِ وَلَوْ آيَةً
…
تُكْسَى بِهَا نُورًا مِنَ اللهِ
وَغَفِّرِ الْوَجْهَ لَهُ سَاجِدًا
…
فَعَزَّ وَجْهٌ ذَلَّ للهِ
فَمَا نَعِيمٌ كَمُنَاجَاتِهِ
…
لِقَانِتْ يُخْلِصُ للهِ
وَاِبْعُدْ عَنِ الذَّنْبِ وَلا تَاتِهِ
…
فَبُعْدُهُ قُرْبٌ مِنَ اللهِ
يَا طَالِبًا جَاهًا بِغَيْرِ التُّقَى
…
جَهِلْتَ مَا يُدْنِي مِنَ اللهِ
لا جَاهَ إِلا جَاهُ يَوْمِ الْقَضَا
…
إِذْ لَيْسَ حُكْمٌ لِسِوَى اللهِ
وَصَارَ مَنْ يُسْعَدُ فِي جَنَّةٍ
…
عالية فِي رَحْمَةِ اللهِ
يَسْكُنُ فِي الْفِرْدَوْسِ فِي قُبَّةٍ
…
مِنْ لُؤْلُؤٍ فِي جِيرَةِ اللهِ
وَمَنْ يَكُنْ يُقْضَى عَلَيْهِ الشَّقَا
…
فِي جَاحِمٍ فِي سَخَطِ اللهِ
يُسْحَبُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ
…
بِسَابِقِ الْحُكْمِ مِنَ اللهِ
يَا عَجَبًا مِنْ مُوقِنٍ بِالْجَزَا
…
وَهُوَ قَلِيلُ الْخَوْفِ للهِ
كَأَنَّهُ قَدْ جَاءَهُ مُخْبِرٌ
…
بِأَمْنِهِ مِنْ قِبَلِ اللهِ
يَا رُبَّ جَبَّارٍ شَدِيدِ الْقُوَى
…
أَصَابَهُ سَهْمٌ مِنَ اللهِ
فَأَنْفَذَ الْمَقْتَلَ مِنْهُ وَكَمْ
…
أَصْمَتْ وَتُصْمِي أَسْهُمُ اللهِ
وَاِسْتَلَّ قَسْرًا مِنْ قُصُورٍ إِلَى الْـ
…
أَجْدَاثِ وَاِسْتَسْلَمَ للهِ
مُرْتَهَنًا فِيهَا بِمَا قَدْ جَنَى
…
يُخْشَى عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ
لَيْسَ لَهُ حَوْلٌ وَلا قُوَّةٌ
…
الْحَوْلُ وَالْقُوَّةُ للهِ
يَا صَاحِ سِرْ فِي الأَرْضِ كَيْمَا تَرَى
…
مَا فَوْقَهَا مِنْ عِبَرِ اللهِ
وَكَمْ لَنَا مِنْ عِبْرَةٍ تَحْتَهَا
…
فِي أُمَمٍ صَارَتْ إِلَى اللهِ
مِنْ مَلِكٍ مِنْهُمْ وَمِنْ سُوقَةٍ
…
حَشْرُهُمُ هَيِّنٌ عَلَى اللهِ
وَالحَظْ بِعَيْنَيْكَ أَدِيمَ السَّمَا
…
وَمَا بِهَا مِنْ حِكْمَةِ اللهِ
تَرَى بِهَا الأَفْلاكَ دَوَّارَةً
…
شَاهِدَةً بِالْمُلْكِ للهِ
.. مَا وَقَفَتْ مُذْ أُجْرِيَتْ سَاعَةً
…
أَوْ دُونَهاَ خَوْفًا مِنَ اللهِ
وَمَا عَلَيْهَا مِنْ حِسَابٍ وَلا
…
تَخْشَى الَّذي يُخْشَى مِنَ اللهِ
وَهِيَ وَمَا غَابَ وَمَا قَدْ بَدَا
…
مِنْ آيَةٍ فِي قَبْضَةِ اللهِ
تُوَحِّدُ اللهَ عَلَى عَرْشِهِ
…
فِي غَيْبِهِ فَالأَمْرُ للهِ
وَمَا تَسَمَّى أَحَدٌ فِي السَّمَا
…
وَالأَرْضِ غَيْرُ اللهِ بِاللهِ
إِنَّ حِمَى اللهِ مَنِيعٌ فَمَا
…
يَقْرُبُ شَيْءٌ مِنْ حِمَى اللهِ
لا شَيْءَ فِي الأَفْوَاهِ أَحْلَى مِنَ التَّـ
…
ـوْحِيدِ وَالتَّمْجِيدِ للهِ
وَلا اطْمَأَنَّ الْقَلْبُ إِلا لِمَنْ
…
يَعْمُرْهُ بِالذِّكْرِ للهِ
وَإِنْ رَأَى فِي دِينِهِ شُبْهَةً
…
أَمْسَكَ عَنْهَا خَشْيَةَ اللهِ
أَوْ عَرَضَتهُ فَاقَةٌ أَوْ غِنَىً
…
لاقَاهُمَا بِالشُّكْرِ للهِ
وَمَنْ يَكُنْ فِي هَدْيِهِ هَكَذَا
…
كَانَ خَلِيقًا بِرِضَى اللهِ
وَكانَ فِي الدُّنْيَا وَفِي قَبْرِهِ
…
وَبَعْدَهُ فِي ذِمَّةِ اللهِ
وَفِي غَدٍ تُبْصِرُهُ آمِنًا
…
لِخَوْفِهِ اليوم مِنَ اللهِ
ما أَقْبَحَ الشَّيْخَ إِذَا مَا صَبَا
…
وَعَاقَهُ الْجَهْلُ عَنِ اللهِ
وَهُوَ مِنَ الْعُمْرِ عَلَى بَازِلٍ
…
يَحْمِلُهُ حَثًّا إِلَى اللهِ
هَلا إِذَا أَشْفَى رَأَى شَيْبَهُ
…
يَنْعَاهُ فَاسْتَحْيَى مِنَ اللهِ
كَأَنَّمَا رِينَ عَلَى قَلْبِهِ
…
فَصَارَ مَحْجُوبًا عَنِ اللهِ
مَا يُعْذَرُ الْجَاهِلُ فِي جَهْلِهِ
…
فَضْلاً عَنِ الْعَالِمَ بِاللهِ
دَارَانِ لا بُدَّ لَنَا مِنْهُمَا
…
بِالْفَضْلِ وَالْعَدْلِ مِنَ اللهِ
وَلَسْتُ أَدْرِي مَنْزِلِي مِنْهُمَا
…
لَكِنْ تَوَكَّلْتُ عَلى اللهِ
فَاعْجَبْ لِعَبْدٍ هَذِهِ حَالُهُ
…
كَيْفَ نَبَا عَنْ طَاعَةِ اللهِ
وَاسَوْأَتَا إِنْ خَابَ ظَنِّي غَدًا
…
وَلَمْ تَسَعْنِي رَحْمَةُ اللهِ
.. وَكُنْتُ فِي النَّارِ أَخَا شِقْوَةٍ
…
نَعُوذُ مِنْ ذَلِكَ بِاللهِ
كَمْ سَوْءَةٍ مَسْتُورَةٍ عِنْدَنَا
…
يَكْشِفُهَا الْعَرْضُ عَلَى اللهِ
فِي مَشْهَدٍ فِيهِ جَمِيعُ الْوَرَى
…
قَدْ نَكَّسُوا الأَذْقَانَ للهِ
وَكَمْ تَرَى مِنْ فَائِزٍ فِيهِمُ
…
جَلَّلَهُ سِتْرٌ مِنَ اللهِ
فَالْحَمْدُ للهِ عَلَى نِعْمَةِ الْـ
…
إِسْلامِ ثُمَّ الْحَمْدُ للهِ
(فَصْلٌ)
عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ سَمِعَ النَّبِىُّ ? رَجُلاً يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ.
فَقَالَ رَسُولِ اللهُ ?: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» . أخرجه أبو داود، والترمذى.
وًعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دعا رجل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ الحنان الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ يا حي يا قيوم.
فَقَالَ النَّبِىُّ ?: «أتَدْرُونَ بِمَ دَعَا؟ قَالُوا: الله ورسوله أعلم قَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ دعا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» ، أخرجه أصحاب السُّنَن.
عن سَعْدٍ عَنْ أَبِيِ وقاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: «دَعْوَةُ ذِى النُّونِ إِذْ دَعَى وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» .
فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْء قَطُّ إِلَاّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ» .
رواه الترمذي والنسائي والحاكم وَقَالَ صحيح الإسناد.
اللَّهُمَّ أَنَا نعوذ بك مِن شَر أسماعنا ومِن شَر أبصارنا ومِن شَر ألسِنَتنَا وشر قبوبنا وشر منينا.
اللَّهُمَّ عافنا في أبداننا وفي أسماعنا وفي أبصارنا اللَّهُمَّ أَنَا نعوذ بك من الفقر والكفر، اللَّهُمَّ أَنَا نعوذ بك من عذاب القبر لا إله إِلا أَنْتَ.
اللَّهُمَّ أَنَا نعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يرفع ودعاء لا يسمَعَ.
اللَّهُمَّ أَنَا نعوذ بك من زَوَال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك،
الهم أنفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا عِلْمًا الحمد لله على كُلّ حال وأعوذ بِاللهِ من حال أَهْل النار.
اللَّهُمَّ أغننا بالعلم وزينا بالحلم وأكرمنا بالتقوى وحملنا بالعافية.
اللَّهُمَّ أَنَا نسألك صحة في إيمان وإيمانَا في حسن خلق ونجاحًا يتبعه فلاح، ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوانَا.
اللَّهُمَّ أَنَا نعوذ بوجهك الكريم واسمك العَظِيم من الكفر والفقر.
اللَّهُمَّ أَنَا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمَعَ بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وترد بها الفتنا، وتصلح بها ديننا، وتحفظ بها غائبنا، وترفع بها شاهدنا، وتزكى بها علمنا، وتبيض بها وجوهنا وتلهمنا بها رشدنا وتعصمنا بها من كُلّ سوء.
اللَّهُمَّ أعطنا إيمانَا صادقًا ويقينًا لَيْسَ بعده كفر ورحمة تنال بها شرف كرامتك في الدُّنْيَا والآخِرَة.
اللَّهُمَّ أَنَا نسألك الفوز عَنْدَ الِقَضَاءِ ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء ومرافقة الأنبياء.
اللَّهُمَّ ما قصر عَنْهُ رأينا وضعف عَنْهُ عملنا ولم تبلغه نيتنا وأمنيتنا من خَيْر وعدته أحدًا من عبادك وخَيْر أَنْتَ معطيه أحدًا من خلقك فانَا نرغب إليك فيه ونسألكه يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ ارزقنا أعينا هطالة تشفيان الْقَلْب يذروف الدموع من خشيتك قبل أن تَكُون الدموع دمًا والأضراس جمرًا.
اللَّهُمَّ اجعلنا هداة مهتدين غير ضإلين ولا مضلين حربًا لأعدائك وسلمًا لأوليائك نحب بحبك النَّاس ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك.
اللَّهُمَّ إن نسألك الأمن يوم الوعيد من الْعَذَاب الشديد ونسألك الْجَنَّة دار الخلود مَعَ المقربين الشهود والركع السجود والموقين بالعهود والوعود إنك غفور رؤف ودود.