الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آخر:
…
فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ الرِّبَا فَلَدِرْهَمٌ
…
أَشَدُّ عِقَابًا مِنْ زِنَاكَ بِنُهَّدِ
وَتُمْحَقُ أَمْوَال الرِّبَا وَإِنْ نِمْتْ
…
وَيَرْبُو قَلِيل المَالِ فِي صِدْقِ مَوْعِدِ
آخر:
…
وَقَائِلَةٍ مَا لِي أَرَِاكَ مُجَانِبًا
…
أُمُورًا وَفِيهَا لِلتِّجَارَةِ مُرْبَحُ
فَقُلْتُ لَهَا كُفِي مَلامَكَ وَاسْمِعِي
…
فَنَحْنُ أُنَاسٌ بِالسَّلامَةِ نَفْرَحُ
اللَّهُمَّ ثَبِّت مَحَبَّتَكَ فِي قُلُوبِنَا وَقَوِّهَا وَوَفِّقْنَا لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَارْزُقْنَا التَّأَهُبَّ وَالاسْتِعْدَادَ لِلقَائِكَ وَاجْعَلْ خِتَامَ صَحَائِفِنَا كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(فَصْلٌ)
وَأَمَّا
التَّأْمِينُ عَلَى السَّيَارَاتِ وَحَوَادِثِهَا
فَهُوَ أَعْظَمُ خَطَرًا، وَأَكْثَرُ جَهَالَةً مِنْ مَا مَثَّلْنَا فِيهِ (أَوَّلاً) : لأَنَّ السَّيَّارَةَ كَمَا يَأْتِي يَفُوتُ فِيهَا نُفُوسٌ وَأَمْوَالٌ لا تَقَعُ فِي الحُسْبَانِ، وَصِفَةُ التَّأْمِينِ لَهَا: هُوَ أَنْ يَتَّفِق الشَّخْصُ الذي يُرِيدُ التَّأْمِينَ لَهَا مَعَ شَرِكَةِ التَّأْمِينِ، سَوَاء كَانَ كَامِلاً أَوْ ضِدَّ الغِيرِ أو الغَيَارِ، فَيْدَفَعُ قَدْرًا مَعْلُومًا مِنَ الْمَالِ عَلَى تَأْمِينِهَا مُدَّةً مَعْلُومَةً بِشُرُوطٍ وَالتِزَامَاتٍ مَعْلُومَةٍ عِنْدَ الْجَمِيعِ، وَمَهْمَا حَصَلَ عَلَى هَذِهِ السَّيَّارَةِ المُؤَمَّنَةِ مِنْ إِصَابَاتٍ أَوْ أَصَابَتْ غَيْرَهَا، وَغَرِمَ صَاحِبُهَا أَمْوَالاً بِسَبِبِ مَا أَتْلَفَتْ مِنْ نُفُوسٍ وَأَمْوَالٍ، أَوْ تَلِفَ بِهَا فِي خِلالِ هَذِهِ المُدَّةِ المُتَعَاقَدِ عَلَيْهَا، فَإِنَّ شَرِكَةِ التَّأْمِينِ مُلْزَمَةٌ بِضَمَانِهِ، بَالِغًا فِيهَا مَا بَلَغَ فَمَثَلاً لَوْ أَمَّنَ سَيَّارَتَهُ الكَبِيرَةَ بِخَمْسَةِ آلافٍ، وَتَلِفَ فِيهَا مائَةُ نَفْسٍ، وَاحْتَرَقَتْ هِيَ، وَبِهَا نُقُودٌ كَثِيرَةٌ احْتَرَقَتْ مَعَهَا، فَالشَّرِكَةُ مَلْزَمَةٌ بِضَمَانِ ذَلِكَ كُلِّهِ، فَالزَّائِدُ عَلَى خَمْسَةِ آلافِ مِنَ دِيَّاتٍ وَأَمْوَالٍ مَا المُسَوَّغُ لِصَاحِبِهَا أَنْ يَأْخُذَهُ مِنَ الشَّرِكَةِ؟ أليس بِدُونِ مُقَابِلٍ؟ وَقَدْ مَرَّتْ الآيَةُ الكَرِيمَةُ، وَالأَحَادِيثُ
الشَّرِيفَةُ فِي الفَصْلٌ الذِي قَبْلَ هَذَا فَنَكْتَفِي بِذَلِكَ عَنِ التِّكْرَارِ وَالإِطَالَةِ وبالتالي فَلَوْ لَمْ يَحْصُلْ مِنْ أَضْرَارِ التَّأْمِينِ إِلا أَنَّ أَكْثَرَ المُؤْمِنِينَ لِسَيَّارَاتِهِمْ أَدَّى بِهِمْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ تَهَوَّرُوا فِي السُّرْعَةِ فِي السِّيَاقَةِ لِلسَّيَّارَةِ لِعِلْمِهِمْ أَنَّ الشَّرِكَةَ سَتَقُومُ بِدَفْعِ مَا نَتَجَ عَنْ ذَلِكَ وَقَدْ اقْتَدَى بهم غيرهم في السُّرْعَةِ فَحَصَلَ بِذَلِكَ أَضْرَارٌ عَظِيمَةٌ لا يَعْلَمُ مَدَاهَا إِلا اللهُ جَلَّ وَعَلا فَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ العَلَيِّ العَظِيمِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
مَوْعِظَة
أَيُّهَا الإِخْوَانُ لَقَدْ ذَهَبَ أَكْثَرُ عَامِكُمْ وَفَاتَ، وَتَقَضَّتْ أَيَّامُهُ وَلَيَاليه وَأَنْتُمْ مُنْهَمِكُونَ فِي اللَّذَاتِ، فَمَا أَسْرَعَ مَا تَضَرَّمَتْ مِنْهُ الأَوْقَاتُ، وَمَا أَكْثَرَ مَا خَطَبَكُمْ لِسَانُ حَاله بِزَوِاجِرِ العِظَاتِ، وَمَا أَطْوَلَ مَا نَادَى بِكُمْ مُنَادِي الشِّتَاتِ.
أَبَنِي أَبِينَا نَحْنُ أَهْلُ مَنَازِلٍ
…
????
…
أَبَدًا غُرَابُ البَيْنِ فِيهَا يَنْعِقُ
…
>?
…
????
آخر:
…
يُسَاقُ بَنِي الدُّنْيَا إِلَى الحَتْفِ عَنْوَةً
…
وَلا يَشْعُرُ الْبَاقِي بِحَالَةِ مَنِْ يَمْضِِي
كَأَنَّهُمُ الأَنْعَامُ في جَهْلِ بَعْضِهَا
…
بِمَا تَمَّ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ عَلَى بَعْضِ
فَطُوبَى لِمَنْ تَدَارَكَ الهَفَوَاتِ، وَبُشْرَى لِمَنْ لازَمَ تَقْوَى اللهِ، وَعَمِلَ بِالبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، وَهَنِيئًَا لِمَنْ أَذْهَبَ السَّيِّئَاتِ بِالحَسَنَاتِ، وَيَا خَيْبِةَ مَنْ شَغَلَتْهُ المَلاهِي وَالمُنْكَرَاتِ عَنْ طَاعَةِ رَفِيعِ الدَّرَجَاتِ، وَمَا أَعْظَمَ خَسَارَةَ مَنْ بَاعَ نَفِيسَ آخِرَتِهِ بِخَسِيسِ دُنْيَاهُ، وَحَسْرَةً لَهُ يَوْمَ {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} وَتَعْسًا وَجَدْعًا لَهُ {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} .
هُوَ المَوتُ ما مِنْهُ ملاذٌ وَمَهْرَبُ
…
مَتَى حُطَّ عَنْ نَعْشِهِ ذَاكَ يَرْكَبُ
ج
نُشاهدُ ذا عَينَ اليقينَ حَقيقَةً
عَلَيهِ مضى طِفلٌ وَكهلٌ وَأَشيَبُ
وَلكن عَلا الرَّانُ القُلُوبَ كَأَنَّنَا
بِمَا قَدْ عَلِمْنَاهُ يَقِينًا نُكَذِّبُ
نُؤَمِّلُ آمَالاً وَنَرْجُو نِتَاجَهَا
وَعَلَّ الرَّدَى مِمّا نُرَجّيهِ أَقْرَبُ
وَنَبْنِي القُصُورَ المُشْمَخِرَّاتِ في الهَوَى
وَفِي عِلْمِنَا أَنَّا نَمُوتُ وَتَخْرَبُ
وَنَسْعَى لِجَمْعِ المَالِ حِلاً وَمَأْثَمًا
وَبِالرَّغْمِ يَحْوِيهِ البَعِيدُ وَأَقْرَبُ
نُحَاسَبُ عَنْهُ دَاخِلاً ثُمَّ خَارِجًا
وَفِيمَا صَرَفْنَاهُ وَمِنْ أَيْنَ يُكْسَبُ
وَيُسْعَدُ فِيهِ وَارِثٌ مُتَعَفِّفٌ
تَقِيٌّ وَيَشْقَى فِيهِ آخِرُ يَلْعَبُ
وَأَوَّلُ مَا تَبْدُو نَدَامَةُ مُجْرِمٍ
إِذَا اشْتَدَّ فِيهِ الكَرْبُ وَالرُّوحُ تُجْذَبُ
وَيُشْفِقُ مِنْ وَضْعِ الكِتَابِ وَيَمْتَنِي
لَوْ أَنْ رُدَّ لِلدُّنْيَا وَهَيْهَاتَ مَطْلَبُ
وَيَشْهَدُ مِنَّا كُلُّ عُضْوٍ بِفِعْلِهِ
وَليْسَ عَلَى الجَبَّارِ يَخْفَى المُغَيَّبُ
إِذَا قِيلَ أَنْتُمْ قَدْ عَلِمتُمْ فَمَا الذي
عَمِلْتُمْ وَكُلٌّ فِي الكِتَابِ مُرَتَّبُ
…
>?
.. وَمَاذَا كَسَبْتُمْ فِي شَبَابٍ وَصِحَّةٍ
وَفِي عُمُرٍ أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تُحْسَبُ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَا نَقُولُ وَمَا الذِي
نُجُيبُ بِهِ وَالأَمْرُ إِذْ ذَاكَ أَصْعَبُ
إِلَى اللهِ نَشْكُو قَسْوَةً فِي قُلُوبِنَا
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ واعِظُ الْمَوْتِ يَنْدُبُ
وَلِلَّهِ كَمْ غَادٍ حَبِيبٍ وَرَائِحٍ
نُشَيِّعُهُ لِلقَبْرِ وَالدَّمْعُ يَسْكُبُ
أَخٌ أَوْ حَمِيمٍ أَوْ تَقِيٌّ مُهَذَّبٌ
يُواصِلُ في نُصْحِ العِبَادِ وَيَدْأَبُ
نَُهِيلُ عَلَيْهِ التُّربَ حَتَّى كَأنَّهُ
عَدُوٌّ وَفِي الأَحْشَاءِ نَارٌ تَلَهَّبُ
وَمَا الحَالُ إِلا مِثْلُ مَا قَالَ مَنْ مَضَى
وَبِالجُمْلَةِ الأَمْثَالُ لِلنَّاسِ تُضْرَبُ
لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِيلَيْنِ فِرْقَةٌ
وَلَو بَينَهُمْ قَدْ طَابَ عَيْشٌ وَمَشْرَبُ
وَمِنْ بَعْدِ ذَا حَشْرٌ وَنَشْرٌ وَمَوْقِفٌ
وَيَوْمٌ بِهِ يُكْسَى المَذَلَّةَ مُذْنِبُ
إِذَا فرَّ كُلٌّ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ
كَذَا الأُمُّ لَمْ تَنْظُرْ إليه وَلا الأَبُ
وَكَمْ ظَالِمٍ يَدْمِي مِنَ العَضِّ كَفُّهُ
مَقَالتَهُ يا وَيلَتِي أَيْنَ أَذْهَبُ
…
>?