المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(خطبة عظيمة كلها أمثال وحكم للنبي صلى الله عليه وسلم - موارد الظمآن لدروس الزمان - جـ ٥

[عبد العزيز السلمان]

الفصل: ‌(خطبة عظيمة كلها أمثال وحكم للنبي صلى الله عليه وسلم

وَسَلَّمَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوالدينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

إِنْ أَبْطَأَتْ صِلَةُ الأَرْحَامِ واَبْتَعِدَتْ

عَنَّا فَأَقْرَبُ شَيْءٍ رَحْمَةُ اللهِ

لا يُرْتَجَى كَشْفُ ضَرَّاء وَنَازِلَةٍ

فِي كُلِّ حَادِثَةٍ إِلا مِنَ اللهِ

فَثِقْ بِرَبِّكَ فِي كُلِّ الأُمُورِ وَلا

تَجْعَل يَقِينَكَ يَوْمًا إِلا بِاللهِ

لَهُ عَلَيْنَا جَزِيلَ الشُّكْرِ مُنْتَشِرًا

فِي كُلِّ حَادِثَةٍ فَضْلُ مِنَ اللهِ

كَمْ مِنْ لَطَائِفَ أَوْلاهَا العِبَادَ وَكَمْ

أَشْيَا لا تَنْحَصِي فَضْلاً مِنَ اللهِ

فَاضْرَعْ بِقَلْبٍ كَئِيبٍ مُخْبِتٍ وَجِلٍ

مُسْتَعْطِفٍ خَائِفٍ مَنْ خَشْيَةِ اللهِ

وَقُلْ إِذَا ضَاقَتْ الحَالاتُ مُبْتَهَلاً

يَا رَبّ يَا رَبَّ وَاسْأَلْ رَحْمَةَ اللهِ

مَا لِي مَلاذٌ وَلا ذُخْرٌ أَلُوذُ بِهِ

وَلا عِمَادٌ وَلا رُكْنٌ سِوَى اللهِ

رَبٌ تَفَرَّدَ فِي مُلْكٍ لَهُ وَعَلا

وَفَضْلُهُ وَاسِعٌ وَالحَمْدُ للهِ

أَرْجُوهُ سُبْحَانَهُ أَنْ لا يُخَيِّبَ لِي

ظَنًا فَحَسْبِي مَا أَرْجُوهُ مِنَ اللهِ

فَقُمْ وَحُثَّ التَّمَادِي كَمْ عَسَى وَمَتَى

كَمْ أَيَّهُا النَّفْسُ إِعْرَاضٌ عَنِ اللهِ

آه عَلَى زَمَنٍ مِنِّي مَضَى فُرُطًا

سَبَهْلَلاً لَمْ يَكُنْ فِي طَاعَةِ اللهِ

أَفْرَحُ لِنَفْسِي وَقَلْبِي كُلَّمَا رَجَعَا

عَنِ المَعَاصِي بِتَوْفِيقٍ مِنَ اللهِ

وَرُبَّمَا بَكَيَا خَوْفَ الذُّنُوبِ وَمَا

قَدْ أَسْلَفَا مِنْ خَطِيئَاتٍ إِلَى اللهِ

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المُخْتَار سَيِّدنا

مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى المُرْسَلْ مِنَ اللهِ

‌(خطبة عظيمة كُلُّهَا أَمْثَالٌ وَحِكَمٌ لِلنَّبي صلى الله عليه وسلم

فَبَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَأَوْثَقَ العُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَخَيْرَ المِلَلِ مِلّةُ إِبْرَاهِيمَ، وَخَيْرُ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ، وَأَشْرَفُ الحَدِيثِ ذِكْر اللهِ، وَأَحْسَنَ القَصَصَ هَذَا القُرْآنُ، وَخَيْرَ الأُمُورِ عَوَازِمُهَا وَشَرَّ الأُموُرِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنَ الهَدْي هُدْىُ الأَنْبِيَاءِ، وَأَشْرَفُ المَوْتِ قَتْلُ الشَّهِيدِ، وَأَعْمَى

ص: 335

العَمَى الضَّلالَةُ بَعْدَ الهُدَى، وَخَيْرُ العِلْمِ مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الهَدى ما اتُّبِعَ، وَشَرَّ العَمَى عَمَى القَلْبِ، وَإليدِ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ إليدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مَمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَشَرَّ المَعْذِرَةِ حِينَ يَحْضُر المَوْتُ، وَشَرَّ النَّدَامَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمِنْ النَّاسَ مَنْ لا يَأتِي الصَّلاةَ إلا دُبُرًا، ومِنْهُمْ مَنْ لا يذكُرُ اللهَ إِلا هَجْرًا، وَأَعْظَمُ الخَطَايَا اللِّسَانُ الكَذُوبُ، وَخَيْرُ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الزَّادِ التَّقْوَى، وَرَأْسُ الحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللهِ، وَخَيْرُ مَا وَقَرَ فِي القَلْبِ اليقين، وَالارْتِيَابُ مِنَ الكُفْرِ، وَالنِّيَاحَةُ مِنْ عَمَلِ الجَاهِلِيَّةِ، وَالغُلُولُ مِنْ جُثَا جَهَنَّم، وَالكَنْزُ كَيٌّ مِنَ النَّارِ، وَالشِّعْرُ مِنْ مَزَامِيرِ إِبْلِيسَ، وَالخَمْرُ جِمَاعُ الإِثْمِ، وَالنِّسَاءُ حِبَالَةُ الشَّيْطَانِ، وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الجُنُونِ، وَشَرُّ المَكَاسِبِ كَسْبُ الرِّبَا، وَشَرُّ المَآكِلِ مَالُ إلِيتمِ، وَالسَّعِيدُ مِنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّمَا يَصِيرُ أَحَدُكم إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعَةِ أَذْرُع، وَالأمْرُ بِآخِرِهِ، وَمَلاكُ العَمَل خَوَاتِمُه، وَسِبَابُ المُؤْمِنُ فُسوقٌ، وَقِتُالُ المُؤْمِنُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ مَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَحُرْمَةُ مَاله كَحُرْمَةِ دَمِهِ، وَمَنْ يَتَأَلَّ عَلَى اللهِ يُكْذِبْهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرْ اللهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ يَكْظِمْ الغَيْظَ يَأْجُرْهُ اللهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ عَلَى الرَّزِيَّةِ يُعَوِّضْهُ اللهُ، وَمَنْ يَتْبَعْ السُّمْعَةَ يُسَمِّعُ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُضْعِفُ اللهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْصِ اللهُ يُعَذِّبْهُ اللهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلأُمَّتِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلأُمَّتِي، أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ» . انْتَهَى.

شِعْرًا:

سَبَقَ القَضَاءُ بِكُلِّ مَا هُوَ كَائِنٌ

وَاللهُ يَا هَذَا لِرِزْقِكَ ضَامِنُ

تَعَنَّى بِمَا تُكْفَى وَتَتْرُكُ مَا بِه

تُعْنَى كَأَنَّكَ لِلْحَوَادِثِ آمِنُ

>?

ص: 336