الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المشركين، من: يهود، ونصارى، ومجوس، وغيرهم من المشركين، حيث قال صلى الله عليه وسلم قُبيل موته:((أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)) (1).
فطهَّر رضي الله عنه جزيرة العرب من المشركين، ولم يترك أحداً منهم فيها، طبقاً لأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
المبحث الثالث: مواقف عثمان بن عفان رضي الله عنه
-
لعثمان رضي الله عنه مواقف حكيمة كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
المطلب الأول: إنفاقه الأموال العظيمة الكثيرة في سبيل اللَّه تعالى
كان عثمان رضي الله عنه من الأغنياء الذين أغناهم اللَّه عز وجل، وكان صاحب تجارة وأموال طائلة؛ ولكنه استخدم هذه الأموال في طاعة اللَّه عز وجل ابتغاء مرضاته وما عنده، وصار سبَّاقاً لكل خير، ينفق ولا يخشى الفقر.
ومما أنفقه رضي الله عنه من نفقاته الكثيرة على سبيل المثال ما يأتي:
(أ) عندما قدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وجد أن الماء العذب قليل، وليس بالمدينة ما يستعذب غير بئر رومة، فقال رسول اللَّه
(1) البخاري مع الفتح، كتاب الجزية والموادعة، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب، 6/ 271، (رقم 3168)، ومسلم، كتاب الوصية، باب الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه (رقم 1637).
- صلى الله عليه وسلم: ((من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة)) (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من حفر بئر رومة فله الجنة)) (2).
وقد كانت رومة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لا يشرب منها أحد إلا بثمن، فلما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:((تبيعنيها بعين في الجنة؟)) فقال: يا رسول اللَّه! ليس لي ولا لعيالي غيرها، فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فاشتراها بخمس وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتجعل لي فيها ما جعلت له؟ قال: ((نعم))، قال: قد جعلتها للمسلمين (3).
وقيل: كانت رومة ركية ليهودي يبيع للمسلمين ماءها، فاشتراها عثمان بن عفان من اليهودي بعشرين ألف درهم، فجعلها للغني والفقير وابن السبيل (4).
(1) النسائي في كتاب الوصايا، باب وقف المساجد، 6/ 235، (رقم 3605)، وانظر: صحيح النسائي 2/ 766، وأخرجه الترمذي في المناقب، باب مناقب عثمان رضي الله عنه، 5/ 627، (رقم 3699)، وانظر: صحيح الترمذي، 3/ 209، وتحفة الأحوذي، 10/ 196، وفتح الباري، 7/ 54.
(2)
البخاري مع الفتح، كتاب الوصايا، باب إذا وقف أرضاً أو بئراً، 5/ 407، (رقم 2778)، 7/ 52، 8/ 111، وانظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص151.
(3)
ذكره ابن حجر في فتح الباري، 5/ 407، وعزاه بسنده إلى البغوي في الصحابة، وانظر: تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، 10/ 196.
(4)
انظر: تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، 10/ 190، وأعلام المسلمين لخالد البيطار، 3/ 39، وفتح الباري، 5/ 408.