الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ص: باب: الوضُوء مرة مرة وثلاثا ثلاثا
ش: أي هذا باب في بيان الوضوء الذي ورد عن النبي عليه السلام مرة مرة، وثلاث مرات، والمناسبة بين البابين ظاهرة.
ص: حدثنا حسين بن نصر، قال: ثنا الفِريابيُّ، قال: ثنا زائدة بن قدامة، قال: ثنا علقمة بن خالد -أو خالد بن علقمة- عن عبد خير، عن علي رضي الله عنه:"أنه توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال: هذا طهورُ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ش: الفِريابيُّ محمَّد بن يوسف شيخ البخاري، وزائدة بن قدامة روى له الجماعة، وعلقمة بن خالد الهمداني أبو حيَّة -بالياء آخر الحروف- وثقه يحيى، وروى له الأربعة، ويقال له: خالد بن علقمة؛ فلذلك قال: أو خالد، ولا يفهم من التشكيك أنهما شخصان شك الراوي في تعيين أحدهما؛ وإنما هما شخص واحد، وعبد خير بن يزيد الهمداني الكوفي أدرك الجاهلية، ووثقه يحيى، العجلي، وروي له الأربعة.
ورواه أبو داود (1): بأتم منه، وقال: ثنا مُسدّد، قال: ثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير قال:"أتانا علي رضي الله عنه وقد صلي، فدعا بطهور، فقلنا ما يصنع بالطهُور وقد صلي؟! ما يريد إلَّا أن يُعلمنا، فَأُتي بإناء فيه ماء وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل [يده] (2) ثلاثا، ثم (مضمض) (3) واستنثر ثلاثا، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا، وغسل يده الشمال ثلاثا، ثم جعل يده بالإناء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا، ورجله الشمال ثلاثا، ثم قال: من سره أن يعلم وضوء رسول الله عليه السلام فهو هذا".
(1)"سنن أبي داود"(1/ 27 رقم 111).
(2)
ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "سنن أبي داود".
(3)
كذا في "الأصل، ك"، وفي "سنن أبي داود": تمضمض.
وأخرجه النسائي (1): عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة
…
إلى آخره نحوه، إلَّا أنّ في لفظه: "أتينا عليّ بن أبي طالب
…
ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا" والباقي لا خلاف فيه.
قوله: "هذا طُهور رسول الله عليه السلام" بضم الطاء، وقيل: بالفتح. والضم أرجح.
قوله: "فدعا بطهور" بفتح الطاء لا غير.
قوله: "وطستٍ" بالجرّ، عطف على قوله:"بإناءً" وأصله طسّ، بدليل جمعه على طسوس (2)، والعامة تقوله: بالشين المعجمة.
قوله: "واستثر" أي استنشق، وانتصاب "ثلاثا" الأول على أنه صفة لمصدر محذوف، أي توضأ توضئا ثلاثيا، أي ثلاث مرات، أي محدودا بهذا العدد [1/ق 46 - أ]،، والثاني تأكيد للأول.
ويستفاد منه: أن الثلاث سُنَّة، ولكن وردت أحاديث صحيحة بالثلاث، وبالمرة، وفي بعض الأعضاء بالثلاث وبعضها مرتين مرتين، وبعضها مرّة، فالاختلاف على هذه الصفة دليل الجواز في الكل، وأن الثلاث هي الكمال، والواحدة تجزئ، وعن هذا قال أصحابنا: الأولى فرض، والثانية مستحبة، والثالثة سُنة، وقيل: الأولى فرض، والثانية سُنة، والثالثة إكمال السُّنة، وقيل: الثانية والثالثة سُنّة، وقيل: الثانية سُنَّة والثالثة بدل، وقيل: على عكسه، وعن أبي بكر الإسكاف: أن الثلاث تقع فرضا كما إذا الحال في الركوع والسجود، وقال بعض أصحابنا: إنَّ الزائد على الثلاث لا يقع طهارة ولا يصير الماء به مستعملا إلَّا إذا قصد به تجديد الوضوء، وما ذكر في "الجامع" أن ماء الرابعة في غسل الثوب النجس طهور، وفي العضو النجس مستعمل محمول على ما نوى بها القربة.
(1)"المجتبى"(1/ 68 رقم 92).
(2)
انظر "لسان العرب"(مادة: طسس).
وفي "العتابي": وماء الرابعة مستعمل في العضو النجس؛ لأن الظاهر هو قصد القربة حتى يقوم الدليل على خلافه.
وفي "شرح النسفي": فيه لأنه وجد فيه معنى القربة؛ لأن الوضوء على الوضوء نور، ولهذا صار الماء مستعملا به، وفي "المحيط": أن ماء الرابعة لا يصير مستعملا إلَّا بالنيَّة.
وعند الشافعية خمسة أوجه:
أصحها: إنْ صلى بالوضوء الأول فرضا أو نفلا استحب وإلَّا فلا، وبه قطع البغوي.
وثائيها: إنْ صلى فرضا استحب وإلَّا فلا وبه قطع الفوراني.
وثالثها: مستحب إنْ فعل بالوضوء الأول ما يقصد له الوضوء وإلَّا فلا، ذكره الشاشيّ.
ورابعها: إنْ صلي بالأول أو سجد لتلاوة أو شكر، أو قراءة القرآن في مصحف استحبّ وإلَّا فلا، وبه قطع أبو محمَّد الجوينيّ.
وخامسها: مستحب وإنْ لم يفعل بالوضوء الأول شيئًا أصلًا، حكاه إمام الحرمين قال: وهذا إنما يصح إذا تخلل بين الوضوء والتجديد زمن يقع مثله تفريق، فأما إذا وصله بالوضوء فهو في حكم غَسْلة رابعة.
ص: حدثنا حُسَين، قال: ثنا الفريايى، قال: ثنا إسرائيل، قال: ثنا أبو إسحاق، عن أبي حية الوادعي، عن علي رضي الله عنه عن النبي عليه السلام نحوه.
ش: هذا طريق آخر، والفريابي محمَّد بن يوسف، وإسرائيل هو ابن يونس السَبيعي الهَمذاني الكوفي، روى له الجماعة، وأبو إسحاق اسمه عمرو بن عبد الله الكوفي جَدُّ إسرائيل، روى له الجماعة، وأبو حيّة -بالياء آخر الحروف- بن قيس الوادعي الخارفي الهمداني الكوفي، قال الحاكم أبو أحمد: لا يعرف اسمه، وقال أبو زرعة: لا يسمّى، وقال ابن ماكولا: مختلف في اسمه فيقال: عمرو بن نصر، ويقال: عامر بن الحارث. وعن أحمد: شيخ، روى له الأربعة.
وأخرجه الترمذي (1) قال: ثنا محمَّد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي حيّة، عن علي رضي الله عنه:"أن النبي عليه السلام توضأ ثلاثا ثلاثا".
ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا علي بن الجعد، قال: أنا ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق قال: "رأيت عليّا وعثمان رضي الله عنه توضئا ثلاثا ثلاثا، وقالا: هكذا كان يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ش: علي بن الجعد بن عبيد الجوهري شيخ البخاري، وأبي داود ثقة متقن من أصحاب الإِمام أبي يوسف، وابن ثوبان هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ضعيف، وعبدة بن أبي لبابة الأسدي الكوفي نزيل دمشق روى له الجماعة، وأبو وائل شقيق بن سلمة.
وأخرجه ابن ماجه (2): ثنا محمود بن خالد الدمشقي، نا الوليد بن مسلم الدمشقي، نا ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق بن سلمة قال: "رأيت عثمان وعليّا يتوضئان ثلاثا، ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ص: حدثنا أحمد بن يحيى الصُوري، قال: حدثنا الهيثم بن جميل، قال: ثنا ابن ثوبان، فذكر بإسناده مثله.
ش: هذا طريق آخر عن أحمد بن يحيى الصوريّ، عن الهيثم بن جميل البغدادي، نزيل انطاكية، قال الدارقطني: ثقة حافظ، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
ص: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، قال: ثنا إسحاق بن يحيى، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه:"أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا".
(1)"جامع الترمذي"(1/ 63 رقم 44).
(2)
"سنن ابن ماجه"(1/ 144 رقم 413).
ش: عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي البصري، أخو أبي بكر الحنفي، روى له الجماعة، وإسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي المدني، عن يحيي: لا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: يحتج به فيما وافق الثقات، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني، وثقه العجلي وابن حبان. وعبد الله بن جعفر والد معاوية المذكور الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وأخرجه الدراقطني (1): وقال: ثنا الحسن بن إسماعيل، ثنا محمَّد بن إسماعيل ابن يوسف السُلمي، نا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر، عن سليمان ابن بلال، عن إسحاق بن يحيى، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن أبيه عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن عفان:"أنه توضأ فغسل يديه ثلاثا كل واحدة منهما، واستنشق ثلاثا، ومضمض ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه كل واحد منهما ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا كل واحد منهما، ثم قال: رأيت رسول الله عليه السلام يتوضأ هكذا".
واعلم أن حديث عثمان رضي الله عنه روي من وجوه كثيرة وطرق مختلفة.
فأخرجه البخاري (2): عن حمران مولى عثمان: "أنه رأى عثمان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا (ويديه ثلاثا إلى المرفقين) (3) ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه؛ غفر له ما تقدم من ذنبه".
ومسلم (4): عن حمران: "أن عثمان بن عفان دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه (ثلاثا)(5)، ثم غسل يده
(1)"سنن الدارقطني"(1/ 91 رقم 1).
(2)
"صحيح البخاري"(1/ 71 رقم 158).
(3)
كذا في"الأصل، ك"، وفي "صحيح البخاري":"ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار".
(4)
"صحيح مسلم"(1/ 204 رقم 226).
(5)
كذا في "الأصل، ك"، وفي "صحيح مسلم":"ثلاث مرات".
اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك
…
" الحديث.
وأبو داود (1): عن حمران قال: "رأيت عثمان توضأ فأفرغ على يديه ثلاثا فغسلهما، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه
…
" إلى آخره نحوه.
والنسائي (2): عن حمران
…
إلى آخره نحو رواية أبي داود، إلَّا أن موضع "واستنثر":"واستنشق".
وأحمد (3): عن حمران قال: "دعا عثمان بماء وهو على المقاعد، فسكب على يمينه فغسلها، ثم أدخل يمينه في الإناء فغسل كفيه ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاث مرار ومضمض واستنثر، وغسل ذراعيه إلي المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرار
…
" الحديث.
والبرار (4): عن حمران، عن عثمان:"أنه دعا بوضوء، فمضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وظهر قدميه، ثم ضحِكَ، قال: ألا تَسْألوني ما أضحكني؟ قلنا: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: ضحكت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بوضوء قريبا من هذا المكان، فتوضأ رسول الله عليه السلام كما توضأت، ثم ضحك كما ضحكتُ، ثم قال: ألا تسألوني ما أضحكني؟ قلنا: ما أضحكك يا نبي الله؟ قال: أضحكني أن العبد إذا توضأ فغسل وجهه؛ حطّ الله عنه كل خطيئة [أصاب] (5) بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، فإذا مسح رأسه كان كذلك، فإذا طهّر قدميه كان كذلك".
(1)"سنن أبي داود"(1/ 26 رقم 106).
(2)
"المجتبى"(1/ 64 رقم 84).
(3)
"مسند أحمد"(1/ 59 رقم 418).
(4)
"مسند البزار"(2/ 74 رقم 420).
(5)
في "الأصل، ك": أصابت، والمثبت من "مسند البزار".
قلت: رجال البزار رجال الصحيح.
والدارقطني (1): عن ابن البَيلماني، عن أبيه، عن عثمان بن عفان:"أنه توضأ بالمقاعد -والمقاعد بالمدينة حيث يصلي على الجنائز عند المسجد- فغسل كفيه ثلاثا ثلاثا، واستنثر ثلاثا، ومضمض ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه ثلاثا، وسلم عليه رجل وهو يتوضأ فلم يردّ عليه حتى فرغ، فلما فرغ كلمه يعتذر إليه، وقال: لم يمنعني أن أردّ عليك إلَّا أني سمعت رسول الله عليه السلام يقول: من توضأ هكذا ولم يتكلم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله؛ غفر له ما بين الوضوئين".
وأبو يعلى (2): عن غسان، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر:"أن عثمان رضي الله عنه دعا بالوضوء، وعنده الزبير وطلحة وعلي وسعد رضي الله عنه فتوضأ وهم ينظرون، فغسل وجهه ثلاث مرات، ثم أفرغ على يمينه ثلاث مرات، وعلي شماله ثلاث مرات، ومسح برأسه، ورش على رجله اليمنى ثلاث مرات، ثم غسلها، ثم رش على رجله اليسرى، ثم غسلها ثلاث مرات، ثم قال للذين حضروا: أنا أنشدكم الله عز وجل أتعلمون أن رسول الله عليه السلام كان يتوضأ كما توضأت الآن؟ قالوا: نعم، وذلك لشيء بلغه".
قلت: أبو النضر لم يسمع من أحد من العشرة، وغسان بن الربيع ضعفه الدارقطني مرة، وقال مرة: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات.
ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سُمَيعْ، عن أبي أمامة "أن النبي- عليه السلام توضأ ثلاثا ثلاثا".
ش: أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وسُمَيعْ -بضم السين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره عين مهملة- ذكره الطبراني،
(1)"سنن الدارقطني"(1/ 92 رقم 5).
(2)
"مسند أبي يعلى"(2/ 8 رقم 633) بتصرف.
وقال: سُميع الزيات، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: سُميع شيخ يروي عن أبي أممامة، روي عنه عمر وبن دينار المكي، لا أدري مَنْ هو، ولا ابن مَنْ هو.
ومن قال هذا سُبيع بالباء الموحدة موضع الميم فقد صحف، وسبيع هذا هو ابن خالد اليشكري، ويقال له: خالد بن سبيع، ويقال له: خالد بن خالد هكذا سمّاه النسائي وروى له، وأبو أمامة اسمُه صُدَي بن عجلان رضي الله عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(1): ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سُمَيع، عن أبي أمامة:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل يديه ثلاثا، وتمضمض واستنشق (ثلاثا ثلاثا) (2)، وتوضأ ثلاثا ثلاثا".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3) نحوه.
ص: ففي هذه الآثار أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، وقد روي عنه أنه توضأ مرة مرة.
حدثنا الربيع بين سليمان المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا ابن لهيعة، قال: ثنا الضحاك بن شرحبيل، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:"رأيت رسول الله عليه السلام توضأ مرة مرة".
ش: أراد بهذه الآثار حديث علي، وعثمان، وأبي أمامة رضي الله عنهم.
قوله: "وقد روي عنه" أي عن النبي عليه السلام: "أنه توضأ مرة مرة" كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره، والربيع صاحب الشافعي، وأسد هو: ابن موسى المصري، وثقه النسائي.
وابن لهيعة عبد الله بن لَهيعة -بفتح اللام، وكسر الهاء- قاضي مصر، تكلموا فيه، ولكنه من المرضيين عند الأحمدين، أعني ابن حنبل، والطحاوي.
(1)"مصنف ابن أبي شيبة"(1/ 17 رقم 61).
(2)
هكذا في "الأصل، ك" مكررة مرتين، وفي المصنف لم تتكرر.
(3)
"معجم الطبراني الكبير"(8/ 254 رقم 7990).
والضحاك بن شرحبيل وثقه ابن حبان، وزيد بن أسلم المدني الفقيه روى له الجماعة.
وأبوه أسلم أبو زيد مولى عمر، روى له الجماعة.
وأخرجه ابن ماجه (1): ثنا أبو كريب، نا رشدين بن سعد، أنا الضحاك بن شرحبيل، عن زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال:"رأيت رسول الله عليه السلام في غزوة [تبوك] (2) توضأ واحدة واحدة".
ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يَسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"ألا أنبئكم بوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة، أو قال: توضأ مرة مرة".
ش: أبو عاصم: النبيل الضحاك بن مخلد، وسفيان هو الثوري.
إسناد صحيح.
وأخرجه البخاري (3): عن محمَّد بن يوسف، عن سفيان
…
إلى آخره نحوه.
وأبو داود (4): عن مسدّد، عن يحيى، عن سفيان
…
إلى آخره، ولفظه:"ألا أخبركم بوضوء رسول الله عليه السلام، فتوضأ مرة مرة".
والترمذي (5): عن محمَّد بن بشار، عن يحيى. وعن قتيبة وهناد وأبي كريب، ثلاثتهم عن وكيع، عن سفيان
…
والنسائي (6): عن محمَّد بن المثني، عن يحيى، عن سفيان
…
إلى آخره نحو: رواية أبي داود.
(1)"سنن ابن ماجه"(1/ 143 رقم 412).
(2)
ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "سنن ابن ماجه".
(3)
"صحيح البخاري"(1/ 70 رقم 156).
(4)
"سنن أبي داود"(1/ 34 رقم 138).
(5)
"جامع الترمذي"(1/ 60 رقم 42).
(6)
"المجتبى"(1/ 62 رقم 80).
وابن ماجه (1): عن أبي بكر بن خلاد، عن يحيي بن سعيد، عن سفيان إلى آخره، ولفظه:"رأيت رسول الله عليه السلام توضأ غرفة غرفة".
قوله: "ألا" كلمة تنبيه.
و"أنبئكم" أي أخبركم، من النبأ وهو الخبر، ومنه النبيّ؛ لأنه يخبر عن الله تعالى.
ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظِي، قال: ثنا عبيد الله ابن عمرو، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال:"توضأ رسول الله عليه السلام مرة مرة".
ش: يحيي بن صالح الدمشقي، وثقه ابن حبان، وكان مُرْجئا، والوُحاظي -بضم الواو وتخفيف الحاء المهملة، وبعد الألف ظاء معجمة- نسبة إلى وُحَاظَة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك.
وعُبيد الله بن عمرو أبي الوليد الرقي، روى له الجماعة.
وابن أبي نجيح اسمه عبد الله، واسم أبي نجيح يَسَار -بالياء آخر الحروف- روى له الجماعة.
(وأخرجه)(2) الطبراني في "الأوسط"(3): ثنا محمَّد بن أبان، ثنا محمَّد بن الليث أبو الصباح الهدادي، ثنا بكر بن يحيي بن زبان، ثنا مندل بن علي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال:"رأيت رسول الله عليه السلام توضأ مرة مرة، ثم قام فصلّى". لم يروه عن ابن أبي نجيح إلَّا مندل، تفرد به بكر.
قلت: هذا عبيد الله بن عمرو أيضًا روى عنه، فكيف يقول لم يروه عنه إلَّا مندل؟! ومندل ضعيف، ضعفه أحمد، وابن المديني، وابن معين في رواية، ووثقه في أخرى.
(1)"سنن ابن ماجه"(1/ 143 رقم 411).
(2)
تكررت في "الأصل".
(3)
"المعجم الأوسط"(7/ 228 رقم 7346).
وأخرجه البزار (1): نحو رواية الطحاوي.
ص: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا علي بن مَعبد، ثنا عبيد الله، عن الحسن بن عمارة، عن ابن أبي نجيح، ثم ذكر بإسناده مثله.
ش: هذا طريق آخر، وعبيد الله هو ابن عمرو المذكور.
والحسن بن عُمارة: الفقيه، فيه مقال كثير.
وهذا ابن عمارة روى عن ابن أبي نجيح هذا الحديث، وقد قال الطبراني: لم يروه عن ابن أبي نجيح إلَّا مندل!
ص: حدثنا محمَّد بن خزيمة، وابن أبي داود، قال: ثنا سعيد بن سليمان الواسطى، قال: ثنا عبد العزيز بن محمَّد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال:"رأيت رسول الله عليه السلام توضأ ثلاثا ثلاثا، ورأيته غسل مرة مرة".
ش: سعيد بن سليمان المشهور بسعدويه، روى له الجماعة.
وعبد العزيز بن محمَّد الدراوردي روى له الجماعة، البخاري مقرونا بغيره.
وعمرو بن أبي عمرو -واسمه ميسرة- مولى المطلب بن عبد الله بن حَنْطب أبو عثمان المدني، روى له الجماعة.
وعبد الله بن عبيد الله -بتكبير الإبن، وتصغير الأب- ابن أبي رافع مولى النبي عليه السلام روى له مسلم حديثا واحدا، وأبوه عبيد الله بن أبي رافع المدني روى له الجماعة، وأبوه أبو رافع مولى النبي عليه السلام اسمه أسلم، وقيل: إبراهيم، وقيل: ثابت، وقيل: هرمز.
وأخرجه الدارقطني في "سننه"(2): ثنا عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز، نا
(1)"مسند البزار"(6/ 368 رقم 2385) من طريق بكر بن يحيي بن زبان، عن مندل به.
(2)
"سنن الدارقطني"(1/ 81 رقم 7).
عبد الله بن عمر الخطابي، ثنا الدراورديّ، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (توضأ) (1) ثلاثا ثلاثا، ورأيته (توضأ) (2) مرة مرة".
ص: فثبت بما ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة فثبت بذلك أن ما كان منه من وضوئه ثلاثا؛ إنما لإصابة الفضل لا للفرض.
ش: كلامه يُشْعر بأن الثانية والثالثة فضيلة، وإنما الفرض هو المرة، فإن قلت: أخرج أبو داود (2): من حديث عمرو بن شعيب في حديث الوضوء ثلاثا ثلاثا، وفي آخره:"هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم -أو ظلم وأساء".
فهذا يقتضي أن يكون بترك الثانية والثالثة مسيئًا ظالما، وتارك الفضيلة غير مسيء ولا ظالم.
قلت: معنى قوله: "فقد أساء" أي في الأدب بتركه السُّنة والتأدب بآداب الشرع، ومعنى "ظلم" نفسه بما نقصها من الثواب وفي تركه الفضيلة والكمال، ويقال: إنما يكون ظالما إذا اعتقد خلاف السنة في الثلاث.
وقد قيل: إن حديث عمرو بن شعيب هذا لا يُعادل الأحاديث الصحيحة التي فيها الوضوء مرة مرة، ومرتين مرتين، ولكن فيه ما فيه؛ لأن حديثه صحيح عند من يصحح رواية شعيب عن جده عبد الله، لصحة الإسناد إليه، وقيل: الإساءة ترجع إلى الزيادة، والظلم إلى النقصان؛ لأن الظلم وضع الشيء في غير محله، قلت: الزيادة على الثلاث أيضًا وضع الشيء في غير محله، وأيضًا إنما يتمشى هذا في رواية تقديم الإساءة على النقصان.
(1) في "سنن الدارقطني": "يتوضأ".
(2)
"سنن أبي داود"(1/ 33 رقم 135).
وفي "البدائع"(1): واختلف في تأويله، فقيل: زاد على مواضع الوضوء ونقص عن مواضعه.
وقيل: زاد على ثلاث مرات ولم ينو ابتداء الوضوء ونقص عن الواحدة.
والصحيح أنه محمول على الاعتقاد دون نفس العمل، معناه فمن زاد على الثلاث أو نقص عن الثلاث ولم ير الثلاث سنة؛ لأن من لم ير سُنة النبي عليه السلام سُنة فقد ابتدع فيلحقه الوعيد، حتى لو زاد على الثلاث أو نقص ورأى الثلاث سُنة؛ لا يلحقه هذا الوعيد؛ لأن الزيادة على الثلاث من باب الوضوء على الوضوء إذا نوى به، وإنه نور على نور على لسان النبي عليه السلام.
وقال البخاري: كره أهل العلم الإسراف فيه، وأن يُجَاوَزَ فعل النبي عليه السلام.
هذا من البخاري إشارة إلي نقل الإجماع على منع الزيادة على الثلاث، وقد قال الشافعي في "الأم": لا أحب الزيادة عليها، فإن زاد لم أكرهه -إن شاء الله.
وذكر أصحابه ثلاثة أوجه؛ أصحها: أن الزيادة عليها مكروهة كراهة تنزيه، وثانيها: أنها حرام، وثالثها: أنها خلاف الأولى.
وأبعد قوم فقالوا: إذا زاد على الثلاث بطل وضوءه. حكاه الدارمي في استذكاره، وهو خطأ.
وبقيت هنا فائدتان:
الأولى: بيان ما روي عنه عليه السلام أنه توضأ مرتين مرتين، وما روي عنه أنه توضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثًا، وما روي أنه توضأ بعض وضوءه مرة وبعضه ثلاثًا، فهذه ثلاثة أقسام لم يذكرها الطحاويّ، فنقول:
قال البخاريّ (2): ثنا الحسين بن عيسي، ثنا يونس بن محمَّد، أنا فليح بن
(1)"بدائع الصنائع"(1/ 22).
(2)
"صحيح البخاري"(1/ 70 رقم 70).
سليمان، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد:"أن النبي عليه السلام توضأ مرتين مرتين".
وقال أبو داود (1): حدثنا محمَّد بن العلاء، ثنا زيد -يعني ابن حباب- عن عبد الرحمن بن ثوبان، ثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الأعرج، عن أبي هريرة:"أن النبي عليه السلام توضأ مرتين مرتين".
وأخرجه الترمذي (2) أيضًا، وقال: هذا حديث حسن غريب.
وقال الترمذي (3): حدثنا ابن أبي عمر قال: ثنا سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن يحيي، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد "أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، وغسل رجليه [مرتين] (4) "، وقال: أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد ذُكر في غير حديث أن النبي عليه السلام توضأ بعض وضوئه مرة، وبعضه ثلاثا، وقد رخّص بعض أهل العلم في ذلك، ولم يَرَوْا بأسا أن يتوضأ الرجل بعض وضوئه [ثلاثا وبعضه](4) مرتين أو مرة.
وروى الدارقطني في سننه (5): وقال: ثنا إبراهيم بن حماد، ثنا العباس بن يزيد، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذي أُري النِداء:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلاثا، ويديه مرتين، ورجليه مرتين"، كذا قال ابن عُيينة، وإنما هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، وليس هو الذي أُري النداء.
حدثنا (6) محمَّد بن عبد الله بن زكريا، ثنا أحمد بن شعيب، أنا محمَّد بن منصور،
(1)"سنن أبي داود"(1/ 34 رقم 136).
(2)
"جامع الترمذي"(1/ 62 رقم 43).
(3)
"جامع الترمذي"(1/ 66 رقم 47).
(4)
ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "جامع الترمذي".
(5)
"سنن الدارقطني"(1/ 81 رقم 9).
(6)
"سنن الدارقطني"(1/ 82 رقم 10).
ثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد الذي أُري النداء، قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم -توضأ فغسل وجهه ثلاثا، ويديه مرتين، وغسل رجليه مرتين، ومسح برأسه مرتين".
حدثنا (1) جعفر بن محمَّد الواسطي، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا أبو بكر، ثنا ابن عيينة بهذا الإسناد، وقال:"ومسح برأسه ورجليه مرتين".
ثنا (2) دعلج بن أحمد، ثنا محمَّد بن عليّ بن زيد، ثنا سعيد بن منصور، نا سفيان بهذا:"أن النبي عليه السلام غسل وجهه ثلاثا، ويديه مرتين مرتين".
الفائدة الثانية: أن الطحاوي قد أخرج في هذا الباب في الوضوء أحاديث عن ثمانية من الصحابة وهم: عليّ، وعثمان، وأبو أمامة، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن زيد، وأبو رافع رضي الله عنهم.
قال الترمذي (3): بعد أن أخرج حديث عليّ رضي الله عنه: وفي الباب عن عثمان، وعن عائشة، والربيع، وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي رافع، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، وأبي هريرة، وجابر، وعبد الله بن زيد، وأبي بن كعب رضي الله عنهم.
قلت: وفي الباب أيضًا عن عبد الله بن أبي أوفى، وأبي مالك الأشعري، والبراء ابن عازب، وأنس بن مالك، ووائل بن حجر، وأبي بكرة، وعبد الله بن أنيس، ومعاذ بن جبل، وأبي كاهل، والمقدام بن معدي كرب، وكعب بن عمرو، وبريدة، وابن الفاكه فهؤلاء (تسعهٌ وعشرون)(4) صحابيّا.
فحديث عائشة رضي الله عنها عند ابن ماجه (5): "أن النبي عليه السلام توضأ ثلاثا ثلاثا".
(1)"سنن الدارقطني"(1/ 82 رقم 11).
(2)
"سنن الدارقطني"(1/ 82 رقم 12).
(3)
"جامع الترمذي"(1/ 44).
(4)
كذا في "الأصل، ك"، والمذكورون عددهم ثمانية وعشرون.
(5)
"سنن ابن ماجه"(1/ 144 رقم 415).
وحديث الربيع عنده (1) أيضًا: عن الربيع بنت معوذ بن عفراء: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا".
وحديث ابن عمر عنده (2) أيضًا: "أنه توضأ ثلاثا ثلاثا" ورفع ذلك إلى النبي عليه السلام.
وحديث معاوية عند أبي داود (3): "أنه توضأ للناس كما رأى رسول الله عليه السلام يتوضأ، فلما بلغ رأسه اغترف غرفة من ماء، فتلقاها بشماله حتى وضعها على وسط رأسه حتى قطر الماء أو كاد يقطر، ثم مسح من مقدمه إلى مؤخره، ومن مؤخره إلي مقدمه".
وحديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط"(4): "أن رسول الله عليه السلام توضأ فمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه ثلاثا ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه ثلاثا".
وحديث جابر عند ابن ماجه (5): عن ثابت بن أبي صفية قال: "سألت أبا جعفر قلت له: حُدِّثت عن جابر بن عبد الله أن النبي عليه السلام توضأ مرة مرة"؟ قال: نعم، قلت: ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا؟ قال: نعم".
وحديث عبد اللهَ بن زيد عند البخاري (6): وقد ذكرناه.
وحديث أبي بن كعب عند ابن ماجه (7): "أن رسول الله عليه السلام دعا بماء، فتوضأ
(1)"سنن ابن ماجه"(1/ 145 رقم 418).
(2)
"سنن ابن ماجه"(1/ 44 رقم 414).
(3)
"سنن أبي داود"(1/ 31 رقم 124).
(4)
"المعجم الأوسط"(6/ 97 رقم 5912).
(5)
"سنن ابن ماجه"(1/ 43 رقم 310).
(6)
سبق تخريجه.
(7)
"سنن ابن ماجه"(1/ 145 رقم 420).
مرة مرة، فقال: هذا وظيفة الوضوء، أو قال: وضوءٌ من لم يتوضأه لم يقبل الله له صلاة، ثم توضأ مرتين مرتين، ثم قال: هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر، ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال: هذا وضوئي، ووضوء المرسلين قبلي".
وحديث عبد الله بن أبي أوفى عنده (1) أيضًا قال: "رأيت رسول الله عليه السلام توضأ (ثلاثا) (2) ومسح رأسه مرة".
وحديث أبي مالك عنده (3) أيضًا قال: "كان رسول الله عليه السلام يتوضأ ثلاثا ثلاثا".
وحديث البراء بن عازب عند أحمد (4)، و (كان أميرَّا بعُمان) (5) فقال:"اجتمعوا (لأريكم) (6) كيف كان رسول الله عليه السلام يتوضأ، وكيف كان يصلي، فإني لا أدري ما قدر صحبتي إياكم، قال: فجمع بنيه وأهله، ودعا بوَضوء فتمضمض واستنثر، فغسل وجهه ثلاثا، وغسل يده اليمني ثلاثا وغسل هذه ثلاثا -يعني اليسرى- ثم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل هذه الرجل يعني اليمنى ثلاثا، وغسل هذه الرجل (يعني اليسرى ثلاثا) (7)، ثم قال: هكذا ما ألوتُ أن أريكم كيف كان رسول الله عليه السلام يتوضأ".
(1)"سنن ابن ماجه"(1/ 144 رقم 416).
(2)
كذا في "الأصل، ك" دون تكرار، وفي "سنن ابن ماجه":"ثلاثا ثلاثا".
(3)
"سنن ابن ماجه"(1/ 144 رقم 417).
(4)
"مسند أحمد"(4/ 288 رقم 18560).
(5)
الذي كان أميرًا بعمان هو يزيد بن البراء الراوي عن أبيه البراء.
قال أحمد في إسناده: عن يزيد بن البراء بن عازب -وكان أميرًا بعمان، وكان كخير الأمراء- قال: قال أبي: "اجتمعوا
…
الحديث".
(6)
كذا في "الأصل، ك"، وفي "مسند أحمد":(فلأريكم).
(7)
كذا في "الأصل، ك" وفي "مسند أحمد": (ثلاثًا يعني اليسرى).
وحديث أنس عند الطبراني في "الأوسط"(1): "رأيت رسول الله عليه السلام يتوضأ ثلاثا ثلاثا، (وقال: بهذا أمرني ربي عز وجل "(2).
وحديث وائل بن حجر عنده في "الكبير"(3)، وعند البزار قال:"حضرت رسول الله عليه السلام وقد أُتى بإناء فيه ماء فأكفأ على يمينه ثلاثا، ثم غمس يمينه في الإناء فأفاض بها على اليسرى ثلاثا، ثم غمس اليمنى فحفن حفنة من ماء فمضمض بها، واستنشق واستنثر ثلاثا، ثم أدخل كفيه في الإناء فحمل بهما ماء فغسل وجهه ثلاثا، ثم خلّل لحيته، ثم مسح باطن أذنيه، وأدخل خنصره في داخل أذنه؛ ليبلغ الماء، ثم مسح رقبته وباطن لحيته من فضل ماء الوجه، وغسل ذراعه اليمنى ثلاثا حتى جاوز المرفق، وغسل اليسرى مثل ذلك باليمني حتى جاوز المرفق، ثم مسح على رأسه ثلاثا، ومسح ظاهر أذنيه، ومسح رقبته وباطن لحيته بفضل ماء الرأس، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثا، وخلل أصابعها، وجاوز بالماء الكعب، ورفع في الساق الماء، ثم فعل في اليسري مثل ذلك، ثم أخذ حفنة من ماء بيده اليمنى فوضعه على رأسه حتى تحدر من جوانب رأسه، وقال: هذا تمام الوضوء، فدخل محرابه فصف الناس خلفه، ونظر عن يمينه ويساره".
وحديث أبي بكرة عند البزار (4) قال: "رأيت رسول الله عليه السلام توضأ فغسل يديه ثلاثا، ومضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، و [غسل] (5) ذراعيه إلى المرفقين، ومسح برأسه يقبل بيديه من مقدمه إلى مؤخره، ومن مؤخره إلى مقدمه، ثم غسل رجليه ثلاثا، وخلّل [بين] (4) أصابع رجليه، وخلّل لحيته".
(1)"المعجم الأوسط"(2/ 159 رقم 1571).
(2)
ليست في "المعجم الأوسط".
(3)
"المعجم الكبير"(22/ 49 رقم 118).
(4)
"مسند البزار"(9/ 133 - 134 رقم 3687).
(5)
ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "مسند البزار".
وحديث عبد الله بن أنيس عند الطبراني في "الأوسط"(1) قال: "ألا أريكم كيف كان توضأ رسول الله عليه السلام، وكيف صلى؟ قلنا: بلى، فغسل يديه ثلاثا ثلاثا، [ومضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه وذراعيه إلى المرفقين ثلاثا ثلاثا] (2) ومسح برأسه مقبلا ومدبرا، وأمسَّ أذنيه، [وغسل] (3) رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم أخذ ثوبا فاشتمل به وصلي، قال: هكذا رأيت حِبّي رسول الله عليه السلام يتوضأ ويصلي".
وحديث معاذ بن جبل (عنده)(4) أيضًا في "الكبير"(5) قال: "كان النبي عليه السلام يتوضأ واحدة (واحدة) (6)، وثنتين (ثنتين) (7) وثلاثا ثلاثا كل ذلك كان يفعل".
وفي إسناده محمَّد بن سعيد المصلوب، وهو ضعيف.
وحديث أبي كاهل عنده أيضًا في "الكبير"(7)، قال:"مررت برسول الله عليه السلام وهو يتوضأ [فقلت] (8): يا رسول الله، قد أعطانا الله منك خيرا كثيرا، فغسل كفيه، ثم تمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه ولم يوقت، وظهر قدميه ولم يوقت، وقال: يا أبا كاهل، ضع الطهور مواضعه، وأبق فضل طهورك لأهلك لا تعطش أهلك ولا تشقق على خادمك".
وفي إسناده الهيثم بن جماز، وهو متروك.
(1)"المعجم الأوسط"(4/ 257 رقم 4133).
(2)
سقط من "الأصل، ك"، والمثبت من "المعجم الأوسط".
(3)
في "الأصل، ك": وأخذ، ولعله انتقال نظر من المصنف رحمه الله، والمثبت من "المعجم الأوسط".
(4)
تكررت في "الأصل".
(5)
"المعجم الكبير"(20/ 68 رقم 125).
(6)
ليست في "المعجم الكبير" وهي مثبتة في "الأصل، ك".
(7)
"المعجم الكبير"(18/ 360 رقم 926).
(8)
في "الأصل، ك": قلت، والمثبت من "المعجم الكبير".
وحديث المقدام بن معدي كرب عند أبي داود (1) قال: "أُتي رسول الله عليه السلام بوَضُوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا، ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما، وباطنهما".
وحديث كعب بن عمرو عند الطبراني (2) وأبي داود (3).
وحديث بريدة (4).
(1)"سنن أبي داود"(1/ 30 رقم 121).
(2)
"المعجم الكبير"(19/ 180 رقم 409).
(3)
"سنن أبي داود"(1/ 32 رقم 132) من طريق طلحة بن مصرف بن كعب بن عمر، عن أبيه، عن جده.
(4)
هذا آخر كلام الشارح في "الأصل، ك" وبيض لحديثي بريدة وابن الفاكه.
فأما حديث بريدة: فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4/ 78 رقم 3661).
وأما حديث ابن الفاكه: فأخرجه علي بن الجعد في "مسنده"(1/ 495 رقم 3447).