المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

*‌ ‌أخبار الصِّفَاتِ* 166 - أَخْبَرَنَا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: ذَكَرْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ - المنتخب من علل الخلال - جـ ١

[ابن قدامة]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء العاشر من المنتخب*

- ‌الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا وذمها*

- ‌ في الشبع*

- ‌في البنات والأخوت*

- ‌الأطفال*

- ‌بدأ الإسلام غريباً*

- ‌ أمّتي مثل المطر *

- ‌في السباحة والمغزل *

- ‌في عدن الزنج والبربر*

- ‌في مَرْو*

- ‌مسجد فُوشَنْج*

- ‌في الهدية*

- ‌في السّدر*

- ‌أحاديث شتّى*

- ‌أحاديث أُخر*

- ‌بيع العقار*

- ‌اتّخاذ شيء فيه روح غرضاً*

- ‌الاتّكاء*

- ‌الشطرنج*

- ‌الغناء*

- ‌التغني بالقرآن*

- ‌فضائل القرآن*

- ‌في تعليم القرآن*

- ‌تعلم المرأة والصبي*

- ‌قولهم: سورة كذا*

- ‌في التفسير*

- ‌كتاب العلم*

- ‌الوصية بطلبة العلم*

- ‌علم المدينة*

- ‌ذكر المدينة*

- ‌قول الصحابة*

- ‌الحديث المعروف*

- ‌اختبار الثقات*

- ‌في الأخذ على العلم*

- ‌أصحاب الرأي*

- ‌ذكر قريش*

- ‌إذا بويع لخليفتين*

- ‌من خرج على السلطان*

- ‌في أخبار النبوة*

- ‌فَضَائِلُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم *

- ‌مَا رُوِيَ فِي عَلِيٍّ رضي الله عنه*

- ‌في سائر الصحابة*

- ‌الخلافة*

- ‌صفِّين والجمل*

- ‌في بني أُمية*

- ‌فضائل معاوية*

- ‌ذم بني أُمية*

- ‌يزيد بن معاوية وغيره*

- ‌في الإرجاء*

- ‌الجزء الحادي عشر من المنتخب*

- ‌فِي الْخَوَارِجِ*

- ‌الجهميَّة*

- ‌أخبار الصِّفَاتِ*

- ‌أَحَادِيثُ شَتَّى*

- ‌الْمَلاحِمُ*

- ‌بَغْدَادُ*

- ‌التَّوْقِيتُ*

- ‌السُّفْيَانِيُّ وَالْمَهْدِيُّ*

- ‌في برِّ الوالدين*

- ‌الأكل من مالِ الولد*

- ‌الدَّجَّال*

- ‌في أخبار رجال*

- ‌فِي الْقِيَامَةِ*

- ‌وَمِنْ غيرِ هَذَا الكتابِ*

- ‌[في أصحاب الثوري سفيان بن سعيد بن مسروق] *

- ‌أَصْحَابُ الأَعْمَشِ*

- ‌أصحابُ إِبْرَاهِيمَ النَّخعِّي*

الفصل: *‌ ‌أخبار الصِّفَاتِ* 166 - أَخْبَرَنَا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: ذَكَرْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ

*‌

‌أخبار الصِّفَاتِ*

166 -

أَخْبَرَنَا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: ذَكَرْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ: ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"يقول اللَّهُ تَعَالَى {فِي ظللٍ مِنَ الغمامِ} مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْكُرْسِيِّ".

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَمْ يَقَعْ إِلَيْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَاسْتَحْسَنَهُ.

وَقَالَ: قَدْ رَوَاهُ الأَعْمَشُ مَوْقُوفًا، وَرَوَاهُ أَبُو يَزِيدَ الدَّالانِيُّ مَرْفُوعًا.

وأخبرني زكرنا بْنُ يَحْيَى: ثنا أَبُو طَالِبٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أبا عبد الله عن عن هذا الحديث، فجعلتُ أقرأهُ عَلَيْهِ.

فَقَالَ: مَا أَحْسَنَهُ، إِنَّمَا سَمِعْنَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ مُرْسَلا.

ص: 263

167 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ قَوْمًا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا.

فَإِنَّ الأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ قَالا: جَمِيعًا: عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.

ثُمَّ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عْنَ جَامِعٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ، عَنْ أَبِيهِ.

قَالَ: إِنَّمَا الصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ، وسماع يزيد من المسعودي بآخرة.

قال أبي: يحيى بن معين لم يسمعه من أبي معاوية، وإنما حدثناه أبو معاوية ببغداد، وكان يحيى ربما فاته [الشيء].

ص: 264

168 -

أخبرني حرب، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ آدَمَ خُلِقَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ".

وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عن عطاء، عن ابن أبي عُمَرَ، عَنْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا تُقبِحوا الْوَجْهَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ".

قَالَ إِسْحَاقُ: وَإِنَّمَا عَلَيْهِ أَنْ يَنْطِقَ بِمَا صحَّ عَنْ رسول الله أَنَّهُ نَطَقَ بِهِ.

وَأَخْبَرَنَا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ تَقُولُ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "خُلِقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ"؟

قَالَ: الأَعْمَشُ يَقُولُ: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:"أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرحمن". فأما الثوري فأوفقه -يَعْنِي: حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ.

وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "على صورته".

ص: 265

فنقول كَمَا فِي الْحَدِيثِ.

ص: 266

169 -

وَقَالَ مُهَنَّأٌ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبان الغنوي؟.

ص: 271

قَالَ: متروكٌ؛ أَخْرَجَ إِلَيْنَا كِتَابَ فطرِ بْنِ خَلِيفَةَ وَإِذَا فِيهِ: فِطْرٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ فِي:"لُبْسِ الْخَضِرَةِ" وَشَيْءٍ لَيْسَ مِنَ الْكِتَابِ.

170 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قِيلَ لإِسْمَاعِيلَ

ص: 272

-يَعْنِي: ابْنَ عليَّة- فِي هَذَا الْحَدِيثِ. فَقَالَ: كان خالد يرويه، فلم يلتفت [إليه] ضعَّفَ إِسْمَاعِيلُ أَمْرَهُ.

يَعْنِي: حَدِيثَ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي:"الرَّيات".

ص: 273

171 -

وَقَالَ مُهَنَّأٌ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ، عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عْنَ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ، عَنْ

ص: 274

أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَعٍ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يرفعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النَّارُ، لَوْ كَشَفَهَا لأَحْرَقَتْ سُبُحات وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ"؟.

قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِصَحِيحٍ؛ هَذَا غَلَطٌ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، لَمْ يَكُنْ صَاحِبَ حَدِيثٍ. هَذَا حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: كَانَتِ الْيَهُودُ تتعاطس عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قُلْتُ: مَنْ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ؟.

قَالَ: غَيْرُ واحدٍ.

وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ نَحْوًا من هذا، إلا أنه [قال:] قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثُ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى.

ص: 275

وَقَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: حَكِيمُ بْنُ الدَّيْلَمِ ثِقَةٌ، وَكَانَ مكفوفاٌ.

172 -

أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن، عن حزين بْنِ جَابِرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:"لَمَّا كَلَّمَ الله موسى".

فقلت: إن معمراً يقول: حزين بْنُ جَابِرٍ، وَيَقُولُ يُونُسُ: جَزْءُ بْنُ جَابِرٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ: حَزْنُ بْنُ جَابِرٍ، فأيها عندك أعرف؟.

قَالَ: قَوْلُ مَعْمَرٍ.

ص: 276

173 -

أَخْبَرَنَا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَتَعْرِفُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ أَبِي الْعَطُوفِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ:"إِنِ استقرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي وإنْ لَمْ يَسْتَقِرَّ فَلا تَرَانِي فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ"؟.

فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ غَضَبًا شَدِيدًا، حَتَّى تَبَيَّنَ فِي وَجْهِهِ، وَكَانَ قَاعِدًا وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَأَخَذَ نَعْلَهُ وَانْتَعَلَ.

وَقَالَ: أَخْزَى اللَّهُ هَذَا! لا يَنْبَغِي أَنْ يَكْتُبَ هَذَا، وَدَفَعَ أَنْ يَكُونَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ رَوَاهُ، أَوْ حَدَّثَ بِهِ.

وَقَالَ: هَذَا جَهْمِيٌّ، هَذَا كَافِرٌ، أَخْزَى اللَّهُ هَذَا الْخَبِيثَ، مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يُرى فِي الآخِرَةِ، فَهُوَ كَافِرٌ.

وَقَالَ مُهَنَّأٌ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي الْعَطُوفِ؟.

فَقَالَ: جَزَرِيٌّ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ: اسْمُهُ: جراحُ بْنُ مِنْهَالٍ.

174 -

أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قِيلَ لَهُ: شيخٌ يحدثُ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ

ص: 277

، عَنْ جَابِرٍ:"إِنَّ اللَّهَ عز وجل خَلَقَ الْقُرْآنَ خَلْقًا، فَجَعَلَهُ عَلَى الألسنِ حِفْظًا، وَفِي الْمَصَاحِفِ خطَّاً"؟.

فَقَالَ: كَذَبَ كَذَبَ، وَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ النُّكرة.

175 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: "وَكِيعُ بْنُ حُدُس". وَأَبُو عَوَانَةَ وَسُفْيَانُ قَالا: "وَكِيعُ بْنُ حُدُس".

وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ: ثنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ.

قَالَ أَبِي: أَرَى الصَّوَابَ ما قال حَمَّادٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَسُفْيَانُ، وَكَأَنَّ الْخَطَأَ عِنْدَهُ: ما قال هشيم وشعبة.

وَأَخَذْتُهُ مِنْ كِتَابِ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: وكيع بن

ص: 278

حُدُس، وَهُوَ الصَّوَابُ.

وحدثنا يحيى بن حماد: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ.

وَأَخْبَرَنَا الْمَيْمُونِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: هُشَيْمٌ يَقُولُ: "عُدُسٌ"، يَتْبَعُ شُعْبَةَ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتْبَعُهُ أو قال: يوافقه.

176 -

قُرِىء عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: ثنا أبو موسى الهروي: ثنا ابن فُضيل، عن الأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي الذَّيَّالِ.

قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ الذيالُ بنُ حَرْمَلَةَ، مَنْ أَبُو الذَّيَّالِ؟!.

أخبرنا الدوري: ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: ثنا الأحلج، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حرْملة، عْنَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ، والملأُ مِنْ قُرَيْشٍ: لَقَدِ انْتَشَرَ عَلَيْنَا أمرُ مُحَمَّدٍ، فلو التمستم

ص: 279

رَجُلا عَالِمًا بِالسِّحْرِ وَالْكِهَانَةِ وَالشِّعْرِ وَذَكَرَ حَدِيثَ عتبة ولقاءه النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {حم} السَّجْدَةَ.

177 -

أَخْبَرَنَا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: "مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ". فبأيِّ شَيْءٍ يُدْفَعُ حَدِيثُ عَائِشَةَ؟.

قَالَ: بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ رَبِّي"؛ وَقَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ مِنْ قَوْلِهَا.

178 -

قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُونَهُ سِتْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ":

وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ بِطُولِهِ، فَصَحَّحَهُ.

179 -

وَقَالَ الأَثْرَمُ: قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ "نورٌ أنَّى أَرَاهُ"؟.

قَالَ: مَا أَدْرِي مَا وجهه.

ص: 280

180 -

وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: عَنْ حَسَنٍ الأَشْيَبِ قَالَ: لَمْ يَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ربه. قال: فأنكره إنسانٌ عليه.

وقال: لِمَ لا نقول: رآه، ولا تقول: بعينيه ولا بقلبه، كما جاء الْحَدِيثِ: أَنَّهُ رَآهُ؟.

قَالَ الرَّجُلُ: فَاسْتَحْسَنَ ذَاكَ الأَشْيَبُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حسنٌ.

181 -

أَخْبَرَنِي محمد بن موسى أن حُبيش بن سندي حدثهم أن

ص: 282

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟.

قَالَ: بَعْضُهُمْ يَقُولُ: بِقَلْبِهِ.

قُلْتُ: أيُها أَثْبَتُ عِنْدَكَ؟.

قَالَ: فِي رُؤْيَةِ الدُّنْيَا قَدِ اخْتَلَفُوا، أَمَّا رُؤْيَةِ الآخِرَةِ فَلَمْ يَخْتَلِفْ فِيهِ إِلا هَؤُلاءِ الْجَهْمِيَّةُ.

182 -

أَخْبَرَنَا المروذي، قال: قرىء عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: شَاذَانَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ.

قُلْتُ: إِنَّهْمُ يَقُولُونَ: مَا رَوَاهُ غَيْرُ شَاذَانَ؟.

فَقَالَ: بلى؛ قد كتبته، عن عفان.

وقُرىء عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: عَفَّانَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ كَيْسَانَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ رَبِّي".

قُلْتُ: إِنَّهْمُ يَقُولُونَ: إِنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عِكْرِمَةَ.

قَالَ: هَذَا لا يَدْري الَّذِي قَالَ! وَغَضِبَ، وَأَخْرَجَ إليَّ كِتَابَهُ فِيهِ أَحَادِيثُ مِمَّا سَمِعَ قَتَادَةُ مِنْ عِكْرِمَةَ، فَإِذَا سِتَّةُ أَحَادِيثَ:"سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ".

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَدْ ذَهَبَ مَنْ يُحْسِنُ هَذَا، وَعَجِبَ مِنْ قومٍ يَتَكَلَّمُونَ بِغَيْرِ علمٍ، وَعَجِبَ مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ!.

وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَهُوَ قدِم إِلَى الْبَصْرَةِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الخلقُ.

ص: 283

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ: هَذَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ عِكْرِمَةَ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ من التفسير فأجابه قتادة.

183 -

وقال مُهَنَّأٌ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ عُثْمَانَ، حَدَّثَهُ عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أمِّ الطُّفَيْلِ امرأةِ أُبي بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ في المنام صورة شابٍّ موفر

ص: 284

، رجلاه في حضر، عَلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى وَجْهِهِ فراشٌ مِنْ ذَهَبٍ"؟.

فحوَّل وجههُ عَنِّي، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.

وَقَالَ: مَرْوَانُ بْنُ عُثْمَانَ هَذَا رَجُلٌ مَجْهُولٌ، وَعُمَارَةُ بْنُ عَامِرٍ هَذَا الَّذِي رَوَى عَنْهُ مَرْوَانُ لا يُعْرَفُ.

وَسَأَلْتُهُ: بَلَغَكَ أَنَّ أُمَّ الطُّفَيْلِ سَمِعَتْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟.

قَالَ: لا أَدْرِي.

وَقَالَ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ مدنيٌّ لا بَأْسَ به.

ص: 285

184 -

قال الخلال: ورأيت في كتاب الحسن البزار: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عن إبراهيم بن ميسرة يقولون فيه:"إن آخرَ وطأةٍ وَطِئَهَا اللهُ بِوُجٍّ".

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نَعَمْ؛ قَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عْنَ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، مِثْلَهُ.

ص: 286

185 -

أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى أَبُو بَكْرٍ الْمُطَّوِّعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا قَالَ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ، مِثْلَ: حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:"احْتَجَّتِ الجنةُ وَالنَّارُ"؟.

قَالَ أَحْمَدُ: هَذِهِ أَحَادِيثُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَهْلِ الْخَيْرِ.

قَالَ: فَإِنَّ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: لَوْ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ تَرَكَ أَحَادِيثَ مِنْ بَعْضِ أَحَادِيثِهِ.

فَقَالَ: شُعَيْبٌ يَقُولُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ؟! حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ، ثُمَّ أَخَذَ نعلهُ، وَقَامَ مُغْضَبًا.

أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، أَنَّ حَنْبَلا حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: مَا أَحَدٌ أَشَدُّ جَانِبًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ، وَالْخِلافِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلا أَرْوَى لأَحَادِيثِ الرُّؤْيَةِ وَالرَّدِّ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ منه.

186 -

أخبرنا زكرنا بن يحيى: ثنا أبوطالب، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سُفْيَانُ بْنُ عيينة في قلة ما روى نحو من خمسة عشر حديثاً، أخطأ فيها فِي أَحَادِيثِ الزُّهْرِيِّ، فَذَكَرَ مِنْهَا: حَدِيثَ "اشتكتِ النار

ص: 287

ُ إِلَى رَبِّهَا"؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ.

ص: 288