الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فرض النصرانية بالقوة]
فرض النصرانية بالقوة إن العقول النصرانية - التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة - تريد أن تفرض النصرانية بالقوة: بقوة الحديد والنار والانقلابات العسكرية مع الشعوب التي لا تستجيب إلا لذلك، ولكن بأيد خفية، لا تفقد النصرانية بريقها المتدثر بلباس الشفقة والرحمة على الإنسانية، وقد تفرضها بقوة تفوق الغني على الفقير، وحاجة الفقير إلى الغني- على الشعوب التي لا تملك لقمة عيشها أو ستر عورتها، فتساومها على حياتها، وتخيرها بين الموت جوعا على دينها، وبين الحياة على دين النصرانية.
وقد تفرضها بقوة المدارس والمعاهد على الشعوب الأمية، فتعلمها القراءة والكتابة، لتتنصر ولتقرأ الإنجيل. .، فإن رفضت هذه الشعوب النصرانية فلتبق على أميتها، فليست الغاية عند ورثة الصليبيين تعليم الشعوب وتثقيفها وتطويرها إنما الغاية تنصيرها فحسب.
وهي تبذل جهدها لتحول بين الشعوب الوثنية والإسلام، وقد أنكر الله على أهل الكتاب هذا المسلك فقال جل ثناؤه:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 99](1) وقال عز من قائل:
(1) سورة آل عمران، الآية:99.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34](1) .
أما شاهد فرضها بقوة الحديد والنار فكثير فمن ذلك ما جاء في خطاب المنصر جاير دنر من قوله: (وفي جزر الهند الشرقية ذكرنا وشيكا النشاط الجديد الناجم عن التسهيلات المتزايدة للسفر والاتصال المتبادل. إن إخواننا الهولنديين والألمان يقومون بعمل رائع هنا في كسب المسلمين ومنع إسلام غير المسلمين على حد سواء، وكل ما يستطيع هذا المؤتمر العظيم أن يفعله أن نشجعهم على بذل جهود أكبر باسم الرب، حتى نتمكن نحن وهم من تقوية قبضتنا على بورينو، هذه الجزيرة الكبيرة، التي لم يبذل فيها سوى القليل، وقد أخبرت من المحترم ج. ألن مبشر جمعية نشر الإنجيل هناك بأنها مليئة بالماليزيين المسلمين المتعصبين ذوي النفوذ الكبير)(2) .
وقال أيضا: (أن تحتل- أي بريطانيا- بقوة كل قاعدة أو مركز استراتيجيي من الجزء الإسلامي من شرق أفريقيا؛ لكي تخضعه للمراقبة) .
(1) سورة التوبة، الآية:34.
(2)
الوثيقة الإسلام الخطر، نص الخطاب الذي ألقاه و هـ. ت- جاير دنر في مؤتمر القاهرة التنصيري المنعقد في 1910 م ترجمة محمود الشاذلي، نشر المختار مصر، ص: 28 وتأمل قوله: منع إسلام غير المسلمين، وقوله: تقوية قبضتنا على بورينو، تجد أنه فرض للنصرانية بقوة القبضة لا بقوة الحجة.
أما شاهد فرضها من خلال الانقلابات العسكرية فقول جاير دنر أيضا: (إن زعماء بختياري الذين أنجزوا الانقلاب الحالي وأصبحوا حكام الأمر الواقع، كانوا قبل أن يصلوا إلى هذه الشهرة المروعة الأصدقاء الأوفياء لإرساليات جمعية التبشير الكنسية)(1) .
أما شاهد فرضها بقوة المدارس والمعاهد. فقد قال المبشر جسب: (إن التعليم في مدارس الإرساليات المسيحية إنما هو واسطة إلى غاية فقط، هذه الغاية هي قيادة الناس إلى المسيح وتعليمهم حتى يصبحوا أفرادا مسيحيين وشعوبا مسيحية)(2) .
أما شاهد فرضها بقوة تفوق الغني على الفقير فقد كان المنصرون يعرضون على أسر المعتقلين في إندونيسيا استعدادهم لإعالة ذويهم وإعاشة أسرهم شريطة أن يوقعوا على صك الاعتراف بانضمامهم إلى الكنيسة (3) .
أما شاهد منع إسلام غير المسلمين من الإسلام فقد تقدم في أول هذا المبحث حينما قال المنصر جاير دنر: (إن إخواننا الهولنديين والألمان يقومون بعمل رائع هنا في كسب المسلمين ومنع إسلام غير المسلمين) .
(1) المصدر السابق ص: 26. وانظر الغارة على العالم الإسلامي، ص: 93.
(2)
حقيقة التبشير، ص:166.
(3)
انظر المصدر السابق، ص:186.