الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الأهداف الفرعية]
الأهداف الفرعية: وتظل هناك أهداف فرعية قد تُشتق من مجمل هذه الاهداف المذكورة، ويسعى بعض المنصرين إلى التركيز عليها دون غيرها، بحسب ما تقتضيه البيئة التي يعملون بها، كما يمكن القول من هذا المفهوم أيضا أن هذه الأهداف جميعها وتفريعاتها ليست بالضرورة مجتمعة هي مجال اهتمام جميع المنصرين، ولا يُظن أن كل مُنَصّر يمكن أن يعمل على تحقيقها كلها أو معظمها، بل قد يبدو عن بعض المنصرين عدم حماسهم لبعض الأهداف المذكورة هنا. وربما يرفض البعض منهم أن يُزجّ في سبيل تحقيقها، وذلك لأنه غير مؤهل لتحقيق كل ما يريد التنصير من ناحية، بسبب عدم تخصصه في جميع فروع التنصير الذي أضحى ـ كما يقال ـ علما من العلوم التي تتلقى على مقاعد الدراسة وقاعات المحاضرات، واكتسب المصطلح الذي ينتهي بالإيحاء بأنه علم (LGY) ملصقة بكلمة البعثة (MISSION) وأصبحت فكرة التخصص أيضا مسيطرة في مجال التنصير، كما أصبحت معاهد التنصير ومدارسه تنشئ أقساما فيها وشعبا، تجد في كل قسم، أو شعبة تركيزًا على هدف من الأهداف، أو على بيئة جغرافية أو ثقافية تسعى إلى تحقيق هداف واحد أو أكثر مما يمكن تحقيقه في هذه البيئة أو تلك (1) .
وإذا لاحظنا أن بعض المنصرين مدفوعون بالحماس والعاطفة الدينية والرغبة الصادقة في إنقاذ العالم ندرك أن الرغبة في تحقيق أهداف احتلالية [استعمارية] أو أهداف سياسية قد لا تكون واردة عند هذه الفئة، لأنهم في الغالب غير متفقين مع السياسات الغربية الداخلية والخارجية، فالحماس والعاطفة الدينية تملي عليهم أن هذه الدول الغربية علمانية لا تأخذ من الدين إلا ما يخدم أهدافها وسياساتها في الداخل
(1) إبراهيم عكاشة علي: " علم التبشير: مناهجه وتطبيقاته " مرجع سابق.
والخارج.
ولعله من الموضوعية بمكان أن نذكر أن هناك منصرين مخلصين في أعمالهم التنصيرية من منطلق ديني بحت. وقد رأوا في دينهم أنه هو الخلاص للبشرية من المشكلات العاصفة بها، إذا ما وجد البديل الحق ووجدوا فيه الخلاص الحق تركوا التنصير والنصرانية واعتنقوا هذا البديل الحق وصاروا دعاة له (1) .
(1) طرق عليّ الباب شاب أمريكي قصدًا إلى تذكيري ووعظي، وفي سياق الحديث سألته السؤال التقليدي عن سبب دخوله الإسلام، فذكر لي أنه كان في مهمة تنصيرية في الهند، وقد رأى في إحدى القرى مجموعة من الصفوف المتراصة بشكل رتيب يثير الانتباه، يقول: فانتظرت حتى تفرق الناس ثم سألت عمن يجيد الإنجليزية فانبرى أحد الشباب ممن يجيدونها فسألته عن هذا الأداء الذي كانوا بصدده فأخبرني أنهم كانوا جميعا يصلون لله ـ ولعل ذلك اليوم كان عيدا ـ فسألته عن ذلك الرجل الذي يتقدم هذه الجموع فأفاد أنه الإمام، إذا ركع ركعوا وإذا سجد سجدوا، فانصرفت وأنا أفكر في هذا النظام البديع، وقرأت كثيرا عن الإسلام حتى أذن الله لي بالهداية، وأنا الآن أحاول التكفير عما فعلته في الماضي فأدعو إلى الله تعالى وإلى اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وكانت المقابلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ألمانيا (الغربية) قابلت أحد المجندين الأمريكيين، في أحد المؤتمرات الإسلامية في ميونخ، وكانت إجابته على السؤال التقليدي أنه كان يُعَدُّ ليكون قسيسا منصرا، وكان ممارسا للطقوس النصرانية، إلا أنه كان يخلط بين الثلاثة عندما لا يصلي لهم جميعا، فيحتار لمن صلى، حتى أعطته مدرسة مسلمة نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم، فقرأ فيها فوجد التوحيد فأسلم.
وفي القصيم في المملكة العربية السعودية قابلت رجلا من سيريلانكا قدم بتأشيرة عامل، ولكنه كان قسيسا منصرا جاء (ليثبث) إخوانه النصارى العاملين في البلاد، واهتدى إلى الإسلام وأصبح داعية بين أبناء قومه وغيرهم، وله تأثير على المسجونين كبير. . . وهكذا ما يرى كثير من الناس الحق أبلج إلا اتبعوه.