الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الفصل الثالث وسائل التنصير والمنصرين]
[تمهيد]
الفصل الثالث
وسائل التنصير والمنصرين
تمهيد قبل الخوض في عدّ الوسائل لا بد من توزيعها بحسب أنواعها وأنماطها، فهناك وسائل صريحة وأخرى خفية أو مختفية، كما أن هناك وسائل تقليدية وأخرى حديثة، فرضتها الحالة التي وصل إليها العالم اليوم في تقنية الاتصال والمعلومات والمواصلات، وتنوع الوسائل وتعددها وتجددها، ولم تغفل الكتابات الأجنبية هذه الوسائل، بل أولتها اهتماما متوقعا من أي جهد يراد له الخروج بنتائج تبين جدوى هذه الجهود (1) .
وقد تنبه منظرو التنصير إلى الوسائل، وأجروا عليها تقويمات وتعديلات تتناسب مع الزمان والمكان، وقد أوصلها بعضهم إلى سبع مائة طريقة أو خطة للتنصير (2) وآخر يقترح تخطيطا لجملة من الاستراتيجيات لتنصير العالم، يضمنها الوسائل والطرق التي يراها (3) وكما لم يغفل المخططون للتنصير الزمان، ولا سيما المستقبل، (4)
(1) Brian R. Hoare. Ed، Methods of mission. - Lake Junaluska، N. K. the world Methodist council 1989. - 97 p.
(2)
David B. Barrett and James W. Reapsome. Seven hundred plans to Evangelize the world: the rise of a global evangelization movement. - Birmingham: foreign Mission Board of the Southern Baptist convention، 1988 - 123 p.
(3)
Edward R. Daton and David A. Fraser. Planning strategies for World Evangelization. - Grand Rapids: William B. Eerdmans، 1990 - 350 p.
(4)
Gerlad H. Anderson، James M. Phillips، and Ropert T. Coote. Eds.، Mission in the nineteen 90s. - Grand Rapids: William B. Eerdmans، 1991 - 82 p.
لم يغفلوا كذلك المكان، فظهرت إسهامات تتعلق بالعرب خاصة، وإذا قيل العرب ـ هنا ـ قصد بهذا الإطلاق المسلمون (1) .
ومع الاهتمام بالمستقبل والتخطيط له، بما في ذلك تحديث الوسائل وتجديدها، بعد مراجعتها وتقوميها (2) لم يغفل المنصرون جهودهم السابقة التي اتكأ عليها التنصير وإن لجأوا إلى التجديد في الأساليب والطرق والوسائل (3) .
وأبرز الوسائل وأظهرها وأوضحها التنصير الصريح، وهو على نوعين: ـ التنصير العلمي القائم على النقاش أو على السفسطة والتشكيك على طريقة
(1) Tim Matheny. Reaching the Arabs: a felt need approach - Pasadena: William Carey library، 1981. - 247 p.
(2)
William J. Dan;er، and Wi Jo Kang. Ed the future of the Christian World Mission: Studies in Honor of R. Pierce Beaver. - Grand Rapids: B. Eerdmans، 1971 - 181 p.
(3)
Dorothy F. van Ess. Pioneers in the Arab World. - Grand rapids: Wm. B. Eerdmans، 1974 -188 p.
الاقتضاب (1) المعروفة في مثل قول الشاعر:
ما قال ربك ويل للألي سكروا
…
بل قال ربك ويل للمصلينا (2)
والنوع الثاني من أنواع التنصير الصريح هو التنصير القسري، (3) ويتمثل في الحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش واختطاف الأطفال (4) والقرصنة البحرية وإحراق
(1) الاقتضاب في البلاغة العربية هو الانتقال مما هو ملائم إلى غير ما هو ملائم.
(2)
هذا البيت من البحر البسيط، وقائله هو " أبو نواس " من مجموعة أبيات ليس هذا المكان ذكرها، إذ هي لا تليق، ولا توجد هذه المجموعة من الأبيات في الديوان المطبوع لأبي نواس، وكم كلمة قالت لصاحبها دعني.
(3)
انظر: عبد الله محمد جمال الدين: المسلمون المنصرون أو المورسكيون الأندلسيون: صفحة مهملة من تاريخ المسلمين في الأندلس ـ القاهرة: دار الصحوة: 1991م ـ 540ص.
(4)
مسألة خطف الأطفال شاعت أثناء محنة المسلمين في الأندلس، وهي شائعة الآن مع المحن التي يمر بها العالم بعامة، والمسلمون بخاصة، وبدت واضحة مع الأحداث التي حلت باللبنانيين والأفغان والبوسنويين والهرسك والصومال وغيرها من المواقع التي لا تبدو عليها بالضرورة المحن والكوارث.
ومن أنجح ما تقوم به الإرساليات التنصيرية الآن، هو تبني الأطفال، وتسفيرهم من بلادهم، وتلعيمهم مبادئ النصرانية وتنشئتهم عليها، أو الإبقاء عليهم في بلادهم الفقيرة، والدخول إلى قلوبهم من خلال ما يصلح لهم، ويتناسب مع عقلياتهم كالحلوى والغذاء والكساء، كما كان تعمل ذات الرداء الرمادي في مصر العربية، حيث عرف عنها أنها تأتي من شمال القاهرة إلى مصر الجديدة في جنوبها حيث يترقبها " جامعو الزبالة " من الأطفال فتوزع عليهم الكساء والأغذية " انظر: عبد الجليل شلبي: معركة التبشير والإسلام، حركات التبشير والإسلام في آسيا وإفريقيا وأوربا ـ القاهرة: مؤسسة الخليج العربي، 1409هـ ـ 1989م ـ ص 305، ويذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين في افتتاح مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في الرياض أن المنصرين يقدمون الحلوى الطيبة النظيفة المغلفة للأطفال ويقولون هذه حلوى عيسى عليه السلام ويقدمون الحلوى المنتنة المكشوفة القذرة، ويقولون هذه حلوى محمد صلى الله عليه وسلم فيقر في ذهن الطفل ما يقر من مؤدى هذه الوسيلة المخادعة.