الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الباء مع اللام
3144 -
" بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". (حم خ ت) عن ابن عمرو (صح).
(بلغوا عني) أي انقلوا عني إلى من يأتيكم ومن لا يحضرني الشريعة. (ولو آية) من القرآن قيل: لم يقل ولو حديثًا لشدة اهتمامه بتبليغ القرآن ولأن تبليغه أهم لأنه لا غنية عن تواتره وقد يقال: إن قوله: "ولو آية" تمثيل والمراد: بلغوا عني كل ما جئت به أيها الناس ولو بلغ أحدكم آية مثلاً أو حديثاً أو نحوه (وحدثوا عن بني إسرائيل) أي ارووا عنهم ما وقع لهم من الأعاجيب وإن استحال مثلها في هذه الأمة كنزول النار من السماء لأكل القربان ولو كان بغير سند لبعد الزمان بخلاف الأحاديث المحمدية وقوله: (ولا حرج) أي لا ضيق عليكم بالتحديث عنهم إلا أن تعلموا كذبه وقيل أتبعه بقوله: "ولا حرج" لأن الأمر في قوله: "بلغوا عني" للوجوب فدفع بهذا توهم أن الأمر في "حدثوا عن بني إسرائيل" كذلك أي لا حرج عليكم في أن لا تحدثوا قال الطيبي: لا منافاة بين هذا هنا ونهيه في خبر آخر عن التحديث بقصصهم من نحو قتلهم أنفسهم لتوبتهم إذ النهي في صدر الإِسلام قبل تقرر الأحكام وقواعد الإِسلام فلما استقرت أذن لا من المحذور وتقدم الكلام على قوله: (ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). (حم خ ت)(1) عن ابن عمرو).
3145 -
"بلوا أرحامكم ولو بالسلام". البزار عن ابن عباس (طب) عن أبي الطفيل (هب) عن أنس، وسويد بن عمرو.
(1) أخرجه أحمد (2/ 202)، والبخاري (346)، والترمذي (2669).
(بلوا أرحامكم ولو بالسلام) قال الزمخشري (1): استعار البلل للوصل كاستعارة اليبس للقطيعة لأن الأشياء تختلط بالنداوة وتتفرق باليبس وقال الطيبي: شبه الرحم بالأرض الذي وقع عليها الماء فسقاها حق سقيها حتى اهتزت وربت فيها النظارة فأثمرت المحبة والصفا، فإذا تركته بغير سقي يبست وبطل نفعها فلا يثمر إلا البغض والجفاء ومنه قولهم: سنة جماد أي لا مطر فيها، وناقةٌ جماد لا لبن فيها وقال القرافي: بيّن به أن الصلة والقطيعة درجات فأدنى الصلة ترك الهجر وصلتها بالكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة ومنها واجب ومنها مندوب. (البزار عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي وهو ضعيف، (طب) عن أبي الطفيل) بضم الطاء عامر بن واثلة ولد عام أحد قال الليثي فيه راو لم يسم (هب)(2) عن أنس، وسويد بن عمرو) قال السخاوي (3): طرقه كلها ضعيفة.
(1) الفائق (1/ 127).
(2)
أخرجه البزار (1877 - كشف)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (8/ 152)، وأخرجه البيهقي في الشعب (7973) عن أنس، و (7972) عن سويد بن عامر، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2838)، والصحيحة (1777).
(3)
انظر: المقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 81).