الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الباء مع الحاء المهملة
3109 -
" بحسب المرء إذا رأى منكراً لا يستطيع له تغيراً أن يعلم الله تعالى أنه له منكر". (تخ طب) عن ابن مسعود.
(بحسب المرء إذا رأى منكراً) بحسب بمهملتين في القاموس (1) هذا بحسب ذا أي بعدده وقدره وقد تسكن، وفي النهاية (2) بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام أي يكفيك فالمراد يكفي الرجل عن تكليفه بالإنكار للمنكر. (لا يستطيع له تغييرًا) بيده ولا بلسانه. (أن يعلم الله تعالى أنه له منكر) بقلبه أي أنه يكفيه عند تعذر القيام بما أمره به من تغيير المنكر، والمنكر: ضد المعروف وكل ما كرهه الشرع وقبحه فهو منكر وتغييره واجب بالفعل ثم بالقول مع الاستطاعة وفسروا الاستطاعة بالقدرة على إزالة المنكر في ظنه فإن تعذرا فبالقلب وهو أضعف الإيمان كما يأتي. (تخ طب)(3) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: فيه الربيع بن سهل وهو ضعيف.
3110 -
"بحسب امرئ من الإيمان أن يقول: "رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإِسلام ديناً". (طس) عن ابن عباس.
(بحسب امرئ من الإيمان أن يقول: "رضيت بالله رباً) أي يكفيه هذا القول معتقداً له لما علم من أن من لم يعتقده فهو منافق والرضا بربوبية الله يستلزم القبول لكل ما كان من عنده من الأوامر الشرعية والأمور القدرة. (وبمحمد
(1) انظر القاموس (1/ 54).
(2)
النهاية (1/ 955).
(3)
أخرجه البخاري في التاريخ (951)، والطبراني في الكبير (10/ 223) رقم (10541)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2319).
رسولاً) والرضا برسالته صلى الله عليه وسلم مستلزم الإيمان لجميع ما جاء به واتباعه في كل شرعة. (وبالإِسلام ديناً) يستلزم التدين بأحكامه دون غيره من الأديان، والحديث ظاهر في أنه لهذا القول حصان الدم ويحكم لقائله بالإِسلام. (طس)(1) عن ابن عباس) تفرد به محمَّد بن عمير عن هشام انتهى.
3111 -
"بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا، إلا من عصمه الله تعالى". (هب) عن أنس وعن أبي هريرة.
(بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع) الإشارة بالأصابع كناية عن الاشتهار بخصلة من الخصال (في دين أو دنيا) أي الإشارة حقيقة لأن من اشتهر بخصلة تاق إليه العيون ويراها الناظرون وأشارت إليه الأصابع ورمقته عيون أهل المجامع كما قيل:
وأفتى فيك الناظرون فأصبع
…
تومئ إليك بها وعين تنظر
وإنما كان ذلك كافياً في الشر لأنه يكتسب صاحبه الفخر بنفسه والفخر بما أوتيه كما قال قارون: {إِنَّمَا أُوتيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78] والفخر يفسد الأعمال وكفى بفساد الأعمال شرًا.
إن قلت: الأنبياء وغالب أئمة الدين قد أشير إليهم بالأصابع واشتهروا غاية الشهرة بالخير؟
قلت: قد قيده سيد الرسل صلى الله عليه وسلم بقوله: (إلا من عصمه الله تعالى) وهم الأنبياء ومن سلك سبلهم.
إن قلت: إن هذه الشهرة لا اختيار فيها للإنسان.
قلت: بل هي نوعان: نوع لا اختيار له فيه فيجب دفع ما ينشأ عنه، ونوع
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2320)، وقال في الضعيفة (3334): منكر.
يتكلفه هو بإظهار محاسنه وإبراز ما يشتهر به بين الناس ونشر فضائله ليعرف فهو منهي عنه وعن ما ينشأ عنه، ويحتمل أنه تحذير من اللازم للإشارة بالأصابع وهو الإعجاب بالنفس والاستعظام لها حيث صارت لها شهرة بكمالاتها في دين أو دنيا فإنه إذا اشتهر بتلك وجب عليه دفع ما ينشأ عنه وتعريف نفسه أنها إنما فضلت بتفضيل الله وشهرت بإكرامه لها، كما قال سليمان عليه السلام:{هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل: 40]. (هب)(1) عن أنس) فيه يوسف بن يعقوب فإن كان النيسابوري (2) فقال أبو علي الحافظ: ما رأيت في نيسابور من يكذب عليه فإن كان القاضي باليمن فمجهول وابن لهيعة (وعن أبي هريرة) ورواه أبو داود عنه من طريقين وضعفه، وذلك لأن في أحدهما كلثوم بن محمَّد بن أبي سدرة (3) قال أبو حاتم: تكلموا فيه، وعطاء بن مسلم الخرساني ذكره الذهبي في الضعفاء (4) عند البعض وفي الأخرى عبد العزيز بن حصين (5) ضعفه يحيى ومن ثم جزم الحافظ العراقي بضعف الحديث.
3112 -
"بحسب امرئ يدعو أن يقول: "اللهم اغفر لي، وارحمني وأدخلني الجنة". (طب) عن السائب بن يزيد.
(بحسب امرئ يدعو أن يقول: اللهم اغفر لي، وارحمني وأدخلني الجنة) إن قلت: المغفرة متسببة عن الرحمة فإنه إذا رحمه غفر له فلم قدم طلب المغفرة؟
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (6978) عن أبي هريرة، و (6977) عن أنس، والترمذي (2453) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2321)، والضعيفة (1670).
(2)
انظر ضعفاء ابن الجوزي (3/ 222)، والمغني في الضعفاء (2/ 764).
(3)
ضعفاء ابن الجوزي (3/ 25)، والمغني في الضعفاء (2/ 532).
(4)
انظر المغني (2/ 435).5
(5)
انظر ضعفاء النسائي (1/ 72)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 109).
قلت: أُطْرِدَ هذا التقدم في كتاب الله سبحانه: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} [البقرة: 286]، {وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا} [لأعراف: 23]، {واغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ} [الأعراف: 151] {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} [المؤمنون: 118]{فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155].
فالجواب: أن الرحمة قسمان رحمة عامة شاملة لكل كائن وهي المرادة في قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156]، وبقوله عن ملائكته:{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رحْمَةً وَعِلْمًا} {غافر: 7] فهذه الرحمة العامة قد أعطاها تعالى عباده ووسعتهم وبسببها فتح لهم الباب إلى سؤاله ودلهم على ما يقربهم إليه كما أشار إليه: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ} [الأعراف: 43]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] ودعاهم إلى دعائه {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] فما أحد إلا وله من الرحمة العامة جزء موفور، فإذا عرفت هذا علمت أنه سبحانه قد أعطى عباده الرحمة فهم بين قابل لها وراد لها كالكافر لم يقبلها فالمسئول هنا هو الرحمة الخاصة الكائنة بعد المغفرة وهي التي ينزل الله بها عباده غرف الجنان وهي التي أشار إليها في قوله:"لا أحد يدخل الجنة بعمله"، قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته" فهذه رحمة وراء المغفرة فالمغفرة سترت الذنوب وتجنب العبد من العذاب وبالرحمة الخاصة يدخل الجنة، وبه يعرف أن عطف قوله:"وأدخلني الجنة" كالتفسير لهما والله أعلم. (طب)(1) عن السائب بن يزيد) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وفيه ضعف.
3113 -
"بحسب أصحابي القتل". (حم طب) عن سعيد بن زيد.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 154) رقم (6670)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2322).
(بحسب أصحابي القتل) صدره عن راويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تكون فتن يكون فيها ويكون" قلنا: إن أدركنا ذلك هلكنا فقال: "بحسب
…
" إلخ. قال ابن جرير: يعني يكفي القتل المخطئ منهم في قتاله في الفتنة إن قتل فيها عن العقاب في الآخرة على قتاله من قاتل أهل الحق إن كان قاتل مخطئاً عن اجتهاد وتأويل، أما من قاتل مع علمه بالخطأ وقَتل مُصِرّا فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ولا يناقضه خبر من فعل معصية فأقيم عليه الحد فهو كفارته لأن قتل أهل الحق له كفارة عنه قتاله لهم وأما إصراره على معصية ربه في مدافعته أهل الحق عن حقهم وإقامته على العزم للعود لمثله فأمره إلى الله فقتله على قتاله الذي أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه عقوبة ذنبه، إلى هنا كلامه. (حم طب) (1) عن سعيد بن زيد) قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها ثقات.
(1) أخرجه أحمد (3/ 472)، والطبراني في الكبير (1/ 150) رقم (346)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2816)، والصحيحة (1346).