المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الباء مع الألف - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٤

[الصنعاني]

الفصل: ‌فصل الباء مع الألف

‌فصل الباء مع الألف

3097 -

" باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا، إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول". (ت) عن ابن عمر.

(باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة) أي الباب الذي تختص الأمة به فلا يدخله غيرهم وأما هم فيشاركون الناس في الدخول من أي أبواب الجنة شاءوا، قال الحكيم الترمذي: وهو الباب المسمى باب الرحمة، قال القرطبي: وقوله باب أمتي يدل على أنه لسائر أمته ممن لم يغلب عليه عمل يدعى به ولذا يدخلون مزدحمين انتهى، يريد أنه ليس كباب الريان الخاص بالصائمين ونحوه. (عرضه مسيرة الراكب المجوّد ثلاثاً) بكسر ميمه وتشديد الواو مكسورة أي صاحب الجواد وهو الفرس الجيد والمجود الذي يكون دوابه جياداً، وقال الديلمي: المجود المسرع والتجويد السير بسرعة وقال الطيبي: المجود يحتمل أن تكون صفة الراكب أي الذي يجود ركض الفرس وأن تكون صفة المضاف إليه والإضافة لفظية أي الفرس الذي يجود في عدوه انتهى، وقد فهم أن طوله أكثر من ذلك لما علم من أغلبية زيادته على العرض إلا أن الباب معتبر بعرضه فلذا خصه:(إنهم ليضغطون) بضم المثناة التحتية وسكون الضاد المعجمة فغين معجمة، في النهاية (1): أي يزدحمون يقال ضغطه إذا عصره وضيق عليه وقهره.

(حتى تكاد مناكبهم تزول) تقدم تفسير المنكب، واعلم أنه قد ورد أن ما بين المصراعين من مصارع الجنة كما بين مكة وهجر، وعند أحمد:"ما بين المصراعين مسيرة أربعين عامًا"(2)، فقال الشارح: لا تعارض بين الأول

(1) انظر النهاية (3/ 90).

(2)

أخرجه أحمد (3/ 29).

ص: 522

وحديث الكتاب "بين الراكب المجود غاية الإجادة تجري ليلاً ونهارًا يقطع سهمًا" انتهى ولا يخفى ضعفه ولم يذكر الجمع بينه وبين حديث أحمد ولعله يقال: أن أبواب الجنة الثمانية هي التي لها السعة وهي مختلفة منها ما هو في غاية السعة كما في حديث أحمد ومنها ما هو دونه كما في الحديث الأول، وأما الأبواب الخاصة كباب الريان وهذا الباب الذي قال الحكيم أنه باب الرحمة فليست لها تلك الصفة من السعة بل باب الرحمة مسافة ثلاث وغيره إن ورد فيه تحديد وإلا بقي حده مجهولاً لنا كباب الريان. (ت) (1) عن ابن عمر بن الخطاب) واستغربه مخرجه الترمذي قال: وسكت محمَّد يعني البخاري عنه ولم يعرفه وقال: خالد بن أبي بكر يعني أحد رجاله له مناكير عن سالم.

3098 -

"بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغيُ، العقوق". (ك) عن أنس.

(بابان يعجلان عقوبتهما) عقوبتهما مبتدأ ويعجلان خبر مقدم فلا جمع بين فاعلين وأفرد العقوبة لتثنية الضمير لأنهم يكرهون الجمع بين تثنيتين فيفردون الأول أو يجمعونه كما علم وشبه كلا من. (العقوق، البغي) بالباب لأن منهما تنفتح على العبد عقوبة ما يأتيه، وفيه تنبيه على أن له أن يختار فتح ذلك الباب أو إغلاقه وأن الأمر إليه وتقدم الكلام على بقية ما فيه مراراً. (ك) (2) عن أنس قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.

3099 -

"بادروا الصبح بالوتر". (م) عن ابن عمر (صح).

(بادروا الصبح بالوتر) المبادرة المسارعة مفاعلة كأن كل واحد من الصبح والوتر يسابق الآخر وفيه ندبية تأخير الوتر حتى لا يبقى بعده متسع إلى الفجر

(1) أخرجه الترمذي (2548) وقال: غريب، وانظر العلل المتناهية (2/ 930)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2313).

(2)

أخرجه الحاكم (4/ 177)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2810)، والصحيحة (1120).

ص: 523

قال الطيبي: كأن الصبح مسافر تقدم عليك طالباً منك الوتر وأنت تستقبله مسرعاً بمطلوبه وإيصاله إلى بغيته.

فائدة: فرق ابن القيم (1) بين المبادرة والعجلة:

بأن المبادرة انتهاز الفرصة في وقتها فلا يتركها حتى إذا فاتته طلبها فهو لا يطلب الأمور في إقبالها ولا قبل وقتها بل إذا حضر وقتها بادر وقتها ووثب عليها. والعجلة طلب الشيء قبل وقته (م ت)(2) عن ابن عمر وأخرجه أبو داود.

3100 -

"بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم". (حم قط) عن أبي أيوب.

(بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم) اللام للجنس أي نجم كان والقول بأن ثم نجوماً نهارية قول لا دليل عليه وفي معناه ما عند مسلم: كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب" (3) وفي قوله بادروا ما في الأول من الحث على المسارعة وقد عورض هذا لما عند مسلم وفيه أنه: "لا صلاة بعد العصر حتى يطلع الشاهد" (4) والشاهد النجم.

وأجيب: بأنه إخبار عن أحد علامات غروب الشمس لا توقيت للمغرب وبأنه يحتمل أن حديث الشاهد في يوم الغيم فان ظهور الشاهد يعرف به غروب الشمس فلذا قال: الشاهد على أن الأحاديث المعارضة له قولاً وفعلاً أكثر وأقوى. (حم قط)(5) عن أبي أيوب) فيه ابن لهعية قال الذهبي: وشاهده: "لا

(1) الروح (ص: 13).

(2)

أخرجه مسلم (750)، وأبو داود (1436)، والترمذي (467).

(3)

أخرجه مسلم (636)، والبخاري (561).

(4)

أخرجه مسلم (830).

(5)

أخرجه أحمد (5/ 415)، والدارقطني (1/ 260)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2815)، وقال في الصحيحة (1915): صحيح.

ص: 524

تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم" (1).

3101 -

"بادروا أولادكم بالكنى، قبل أن تغلب عليهم الألقاب". (قط) في الأفراد عن (عد) عن ابن عمر.

(بادروا أولادكم بالكنى) جمع كنية في قولك كنيت عن الآخر، وكنوت عنه إذا وريت عنه بغيره قاله في النهاية (2) فالكنية ما صدرت بأم أو أب وذلك أنك عبّرت عن الشخص بغير اسمه الذي وضع له، والكنية واللقب يجمعهما العمل بالتحريك ويتغايران بأن اللقب ما أشعر بمدح أو ذم والكنية ما صدرت بأب أو أم وما عدا ذلك فهو الاسم. (قبل أن تغلب عليهم الألقاب) جمع لقب محرك القاف وهي النبز كما في النهاية (3) وكان يكثر في الذم وهو المراد في الحديث وفيه جواز أن يدعى الرجل الذي لا ولد له بأبي فلان تفاؤلاً. (عد) (4) عن ابن عمر قال مخرجه ابن عدي: بشر بن عبيدة أحد رجاله منكر الحديث عن الثقات وقد كذبه الأزدي وأورده في الميزان في ترجمته قال: أنه غير صحيح، وقال ابن حجر في الألقاب (5): سنده ضعيف والصحيح عن ابن عمر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.

3102 -

"بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم: يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل". (حم م ت) عن أبي هريرة (صح).

(بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم) جمع قطعة وهي الجانب منه

(1) أخرجه أبو داود (418)، وابن ماجة (689).

(2)

انظر النهاية (4/ 207).

(3)

النهاية (5/ 17).

(4)

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 15)، وانظر: الميزان (2/ 32)، واللسان (2/ 26)، والموضوعات (3/ 80)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2314)، والضعيفة (1728): موضوع.

(5)

انظر: نزهة الألباب في الألقاب (1/ 41) ط. الأولى عام 1409هـ من الرياض مكتبة الرشد.

ص: 525

والطائفة أي أنها في التباس بعضها ببعض كجوانب الليل المظلم لا يتميز بعضه عن بعض أو في إطباقها وعمومها للأوقات كعمومه أو إيقاعها للناس في الحيرة وعدم الاهتداء أو في كل ذلك، والمعنى: سابقوا بالأعمال الصالحات هذه الفتن فإنها إذا وقعت كان فيها شغل شاغل عن الأعمال الصالحة. (يصبح الرجل) أي جنس الرجل (مؤمناً ويمسي كافراً) أي لأنه يأتيه في الفتن ما يزل به قدمه عن صفة الإيمان، والضمير في قوله:(ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) عائد إلى الرجل باعتبار معناه الجنسي لا أنه رجل بعينه يتفق له ذلك بل هو إعلام بأنها تتقلب الأحوال بالناس ولا يثبتون على صفة واحدة، ويحتمل أنه يتفق ذلك لأفراد معينين من الرجال (يبيع) أحدهم. (دينه بعرض من الدنيا) بفتح الراء أي متاع ونكره ووصفه بأنه:(قليل) للإعلام بأنه يتساهل الناس بأمر الدين ولا يقدرون شيئاً، قال الحسن (1): فوالله لقد رأيناهم صوراً ولا عقول، وأجساماً ولا أحلام فراش نار وذباب طمع يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن عنز، وقال في المطامح: هذا وما أشبهه من أحاديث الفتن من جملة معجزاته الاستقبالية التي أخبر بها ستكون بعده وكانت وستكون وقد أفردها جمع بالتأليف. (حم م ت)(2) عن أبي هريرة) قال الشارح: لكن "قليل" لم أره في النسخة التي وقفت عليها في مسلم.

3103 -

"بادروا بالأعمال الصالحة هرماً ناغصاً، وموتاً خالساً، ومرضاً حابساً، وتسويفاً مؤيساً". (هب) عن أبي أمامة.

(بادروا بالأعمال الصالحة هرماً) أي كبراً وعجزاً. (ناغضاً) بالنون وغين وضاد

(1) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 272)، ونعيم بن حماد في "الفتن"(1/ 47) رقم (66)، وانظر: مجمع الزوائد (7/ 601)، وهو جزء من حديث النعمان بن بشير، السابق.

(2)

أخرجه أحمد (2/ 303)، ومسلم (118)، والترمذي (2195).

ص: 526

معجمات أي مقلقاً محركاً من نغضت أسنانه تحركت وقلقت أي مقلقاً بالآلام والأوجاع والضعف في الأعضاء والحواس، ويحتمل أنه بالصاد المهملة أي مكدراً بذلك. (وموتا خالساً) بالخاء المعجمة والسين المهملة أي يختلسكم على غفلة ويختطفكم بسرعة. (ومرضاً حابساً) اسم فاعل من حبس بالمهملتين أوله وآخره بينهما موحدة أي مانعا عن الأعمال مقيدا عن الحركات. (وتسويفاً مؤيساً) قال في الفردوس: هو قول الرجل سوف أفعل سوف أعمل فلا يعمل إلى أن يأتيه أجله فييأس من ذلك، قال الحكماء: الإمهال رائد الإهمال. (هب)(1) عن أبي أمامة.

3104 -

"بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، ودابة الأرض والدجال وخويصة أحدكم وأمر العامة"(حم م) عن أبي هريرة (صح).

(بادروا بالأعمال ستاً) أي شمروا وأجدوا أراد خصالاً وتقدم الكلام في: (طلوع الشمس من مغربها، والدخان، ودابة الأرض، والدجال) وقوله: (وخويصة أحدكم) بالخاء المعجمة والصاد المهملة تصغير خاصة والمراد بها حادثة الموت التي تختص الإنسان قيل: وصغرت لاستصغارها في جنب سائر العظائم من بعث وحساب وغيرهما.

قلت: يدل له ما يأتي قريباً من حديث: "الخمس العقاب وإن أهونها الموت" أو للتعظيم من باب دويهة تصغّره فيها الأنامل.

وقيل: المراد بها ما يخص الإنسان من الشواغل المقلقة في نفسه أو الفتنة التي تعمي وتصم وقوله: (وأمر العامة) أراد به القيامة لأنها تعم كل الناس الأحياء والأموات بل وكل الحيوانات والمراد بالأمر بالمبادرة بهذه الست لأن

(1) أخرجه البيهقي في الشعب (10574)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2316)، والضعيفة (1667).

ص: 527

العمل بعدها لا يمكن في الأخيرتين وفي الأُوَل لا يقبل لما قدمناه مراراً لحق أن المراد ببعض الآيات التي لا ينفع نفساً إيمانها من بعدها أو كسبها خيراً هي طلوع الشمس من مغربها. (حم م)(1) عن أبي هريرة).

3105 -

"بادروا بالأعمال ستاً: إمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافاً بالدم، وقطيعة الرحم، ونشأ يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقهاً". (طب) عن عابس الغفاري.

(بادروا بالأعمال ستاً: إمارة السفهاء) بكسر الهمزة أي ولا يتهم لما يحدث فيها من التعسف والطيش والخفة، والسفهاء جمعه سفيه وهو ناقص العقل. (وكثرة الشَّرَط) بفتح المعجمة وفتح الراء وسكونها أعوان الولاة سُموا به لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يُعْرَفون بها والشرط: العلامة (وبيع الحُكْم) أراد أخذ الرشوة عليها سمي بيعاً بالمعنى اللغوي وهي معاملة شيء بشيء. (واستخفافًا بالدم) أي عدم مبالاة بسفكه وعدم الاقتصاص من القاتل. (وقطيعة الرحم، ونَشْواً) بفتح النون وسكون المعجمة وقد تفتح ثم همز جمع ناش فاعل من نشأ وهو الغلام أو الحادثة جاوز حد الصغر خصهم لأن غالب حسن الصوت وطراوته وتطريبه لهم. (يتخذون القرآن مزامير) جمع مزمار آلة الزمر أي يتغنون به ويتشدقون ويأتون بنغمات مطربة. (يقدمون أحدهم ليغنيهم) أي في الصلاة التذاذا بصوته لا إقبالاً على ما يجب ولذا قال (وإن كان أقلهم فقهاً) مع أنه منهي عن تقدم غير الأفقه، وفيه: أن حسن الصوت لا اعتبار به في الإمامة، واعلم أن الأمر بالمبادرة بالأعمال لهذه الأمور لأنها إذا حدثت عسرت معها أعمال الخير أو كان وقوعها سبباً لعدم قبول الأعمال ولأنه يحال بين المرء وبين ما

(1) أخرجه أحمد (2/ 324)، ومسلم (2947).

ص: 528

يريده من الخير بسبب هذه الأعمال عقوبة للعباد. (طب)(1) عن عابس) بمهملة بعد الألف موحدة ثم مهملة (الغفاري) بكسر الغين المعجمة ففاء نسبة إلى غِفار قبيلة، قال الهيثمي؛ فيه عثمان بن عمير ضعيف.

3106 -

"بادروا بالأعمال سبعاً: ما ينظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فإنه شر منتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر". (ت ك) عن أبي هريرة.

(بادروا بالأعمال سبعاً: ما ينظرون إلا فقراً منسياً) أي هل يترقب الناس إلا هذه الأمور، في هذه العبارة ما يشعر بغاية الحث أي هل يترقب الأغنياء إلا فقراً منسيًا من الأعمال الصالحة ويشغله عن آخرته أو فقراً عن الأعمال إذا وافاه الحُمام. (أو غنى مطغياً) أو لا ينتظر الفقير الذي لم يشغله الله بغنى يطغيه ولا بفقر ينسيه إلا أن يأتيه غنى يطغيه وعن آخرته وأعمالها يلهيه وفيه أن خيار الناس أوسطهم حالاً الذي لم ينسه فقره ولا أطغاه غناه. (أو مرضاً مفسداً) أي للأبدان شاغلاً عن أعمال الآخرة. (أو هرماً مفنداً) بضم الميم وفتح فائه وتشديد نونه مكسورة أي موقعاً في الفند وهو كلام الخرف والفند في الأصل الكذب ثم قالوا للشيخ إذا كبر قد أفند لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة. (أو موتاً مجهزاً) بالجيم والزاي مخفف الهاء من أجهز على الجريح أسرع قتله. (أو الدجال، فإنه شر منتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمر) أي في إفظاعاته من الفظاعة والمرارة والداهية الأمر الفظيع الذي لا يهتدى إلى الخلاص عنه وإظهار الساعة في موضع الإضمار لير فيه التهويل قال العلائي:

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 36)(60)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 316)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 887): هذا حديث لا يصح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2812).

ص: 529

مقصود هذه الأخبار كلها الحث بالبداءة بالأعمال قبل طول الآجال واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأسنى والحظ الأوفى قام في رضا الله تعالى حتى ورمت قدماه صلى الله عليه وسلم. (ت ك)(1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، قال المنذري: رواه الترمذي من رواية محرز بالزاي وهو واه عن الأعرج.

3107 -

"باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة". (طس) عن علي (هب) عن أنس.

(باكروا بالصدقة) أي بكروا بإخراجها وسارعوا ففاعل هنا بمعنى فَعَّل وعلله بقوله: (فإن البلاء لا يتخطى الصدقة) هو تمثيل جعل كلاًّ من الصدقة والبلاء كفرسي رهان فإنهما سبق لم يلحقه الآخر ولم يتخطه والتخطي تفعل من الخطو. (طس) عن علي (هب)(2) عن أنس قال الهيثمي: فيه عيسى بن عبد الله وهو ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.

3108 -

"باكروا في طلب الرزق والحوائج، فإن الغدو بركة ونجاح". (طس عد) عن عائشة.

(باكروا في طلب الرزق والحوائج، فإن الغدو بركة ونجاح) أي أن الأعمال في الغدو وتقدم تفسيره فيها النمو والزيادة وفيها نجاح الحوائج أي تمامها وقضاؤها وفيه ندبية التبكير في الحوائج قال ابن الكمال: ولهذا ندبوا الابتكار في طلب العلم وقيل: إنما ينال العلم ببكر كبكور الغراب، قيل لبزرجمهر: بم

(1) أخرجه الترمذي (2306)، والحاكم (4/ 321)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2315)، والضعيفة (1666).

(2)

أخرجه الطبراني في الأوسط (5643) عن علي، والبيهقي في الشعب (3353) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 110)، والموضوعات (2/ 153)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2317): ضعيف جدًا.

ص: 530

أدركت العلم قال: ببكور كبكور الغراب، وتملق كتملق الكلب، وتضرع كتضرع السنور وحرص كحرص الخنزير، وصبر كصبر الحمار. (طس عد) (1) عن عائشة) قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن قيس بن سعد وهو ضعيف.

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7250)، وابن عدي (1/ 301)، وانظر المجمع (4/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2318)، والضعيفة (1668).

ص: 531