المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في التاء مع الألف - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٤

[الصنعاني]

الفصل: ‌فصل في التاء مع الألف

‌حرف التاء

أي هذا باب الأحاديث المبتدأة بالتاء المثناة.

‌فصل في التاء مع الألف

3212 -

" تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكبير خبث الحديد، والذهب والفضة؛ وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة". (حم ت ن) عن ابن عباس.

(تابعوا بين الحج والعمرة) قال المحب الطبري: يجوز أن يراد التتابع المشار إليه بقوله تعالى: (فصيام شهرين متتابعين) فيأتي بكل منهما عقب الآخر بلا فصل وهذا ظاهر لفظ المتابعة وأن يراد اتباع أحدهما الآخر ولو حصل تخلل زمان بينهما لكن بحيث يظهر عرفا أنه أتبعها به. (فإنهما ينفيان الفقر والذنوب) قال الطيبي: إزالتهما للفقر كزيادة الصدقة للمال وقيل أنه إشارة إلا أن الإغناء الأعظم الغنى بطاعة الله تعالى من كونه يباهي بالحاج ملائكته. (كما ينفي الكبير خبث الحديد، والذهب والفضة) تقدم جوازًا أوجه هذا التركيب. (وليس للحج المبرور) المقبول الذي لا يشوبه إثم ولا رياء. (ثواب إلا الجنة) فإنه لا يقتصر بثوابه على تكفير بعض الذنوب بل لا بد أن يدخله الجنة. (حم ت ن)(1) عن ابن عباس) قال الترمذي: حسن غريب صحيح.

3213 -

"تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق، وتنفي الذنوب من بني آدم كما ينفي الكبير خبث الحديد". (قط) في

(1) أخرجه أحمد (1/ 387)، والترمذي (810)، والنسائي (5/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2901)، والصحيحة (1200).

ص: 597

الأفراد (طب) عن ابن عمر.

(تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن متابعة ما بينهما) كلمة ما زائدة. (تزيد في العمر والرزق) كما جاء ذلك في صلة الأرحام، وفيه الجزاء من جنس الفعل لأن العبد أنفق بالخروج من وطنه بعض عمره وماله في قصد بيت الله فزيد له فيهما. (وتنفي الذنوب من بني آدم) الظاهر أن الجن مكلفون بالحج وأجرهم فيه أجر بني آدم فتخصيصهم لأنهم المخصوصون بهذا الخطاب ويحتمل أن أجرهم في الحج أكبر من أجر الجن لمشقة عليهم لكونهم أبدانهم كثيفة محتاجة إلى الأغذية ومزاولة الحركة بخلاف أولئك فإنهم أخف أبدانا وأسرع حركة. (كما ينفي الكبير خبث الحديد). (قط) في الأفراد (طب)(1) عن ابن عمر).

3214 -

"تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، وحرم الله عز وجل على النار أن تأكل أثر السجود". (هـ) عن أبي هريرة.

(تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود) أي تهلك أعضائه كما يهلك الآكل ما يأكله غير ما أثر فيه السجود من أعضائه السبعة. (فإنه حرم الله عز وجل على النار أن تأكل أثر السجود) إكرامًا لأعضاء آثرت فيه خدمته تعالى عن إهلاكها، وفيه دليل أن المصلين يدخلون النار وتؤثر فيهم وهذا في جماعة من عصاة المؤمنين لا خلاف فيه. (هـ)(2) عن أبي هريرة).

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 456) رقم (13651)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2385).

(2)

أخرجه ابن ماجة (4326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2905).

ص: 598