المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في التاء مع الباء الموحدة - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٤

[الصنعاني]

الفصل: ‌فصل في التاء مع الباء الموحدة

‌فصل في التاء مع الباء الموحدة

3215 -

" تباً للذهب والفضة". (حم) في الزهد عن رجل (هب) عن عمر.

(تباً للذهب والفضة) التب الهلاك والخسران أي هلاكاً لهم وهو منصوب بفعل محذوف وجوبًا من باب سقنا له وهو دعاء على من اتخذهما معبودية وصب همه وفكره فيهما وشغل بجمعهما أو دعاء عليها إبعاد لهما وإبانة لترفعه صلى الله عليه وسلم عنهما وتحقيرًا لهمام أعين الناس، وتمام الحديث قالوا يا رسول الله فأي المال نتخذ؟ قال:"قلبا شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة" كما في مسند أحمد.

(حم) عن رجل (هب)(1) عن عمر) ورواه الطبراني وغيره عن ثوبان.

3216 -

"تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة". (خد ت حب) عن أبي ذر.

(تبسمك) خطاب لغير معين. (في وجه أخيك) أي الذي واخا بينك وبينه الإِسلام.

(لك صدقة) أي لك فيه أجر صدقة وهو يلاقي: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(2) قال ابن عيينة البشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين.

(1) أخرجه أحمد (5/ 282) عن ثوبان، والبيهقي في الشعب (590) عن عمر، والطبراني في الصغير (890) عن ثوبان، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2907).

(2)

أخرجه مسلم (2626).

ص: 599

(وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة) أي أمرك للغير بما عرفه الشارع وحسنه ونهيك عما ذمه وقبحه صدقة ويحتمل أن خبر الأول حذف بدلالة الثاني عليه وأن الأمر بالمعروف وحده صدقة.

(وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة) أي تعريفك إياه سبيله التي تهديه به من ضلالها صدقة ويحتمل إرشادك إياه بتعليم أمر الدين في أرض لا معلم فيها بالخير فهي أرض ضلال صدقة.

(وإماطتك) أي إزالتك. (الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة) يحتمل أن الواو بمعنى أو وأن إماطة كل واحد على انفراده صدقة كما تدل له أحاديث آخر.

(وإفراغك) بالفاء وغين معجمة أي صبك. (من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) أي عند حاجته للماء قال ابن العربي: ذكر خصالاً سبعاً:

الأولى: تبسمه في وجه أخيه ليهش إليه ويعلم صفاء قلبه له فإن سرور الوجه دليل ميل القلب.

الثانية والثالثة: أمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة على المأمور والمنهي من الآمر والناهي.

الرابعة: إرشاد الضال بأرض الضلال وهي عظماً وفيها خلاص نفسه من الهلاك كما أن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلاص من تلف الدين.

الخامسة: بصرك الرجل الردئ البصر صدقة وذلك نحو قود الأعمى إلى حيث يريد.

السادسة: إماطة الأذى عن الطريق وهو أقل درجات الأعمال ومع ذلك فأعظم بها من صدقة فقد غفر الله لمن جز غصن شوك عن الطريق. السابعة:

ص: 600

إفراغك من دلوك في دلو أخيك سيما إذا لم يكن له رشاء.

واعلم أن الخامسة أسقطها المصنف من نسخ الجامع كلها وما هو إلا سقط قلم منه فهي ثابتة في الترمذي كما قال شارحه، وقال معنى بصرك تبصيرك فأوقع الاسم موقع المصدر فإذا عرفت هذا عرفت أنه تعالى قد وسع أنواع الصدقة حتى لا يختص بأجرها الأغنياء بل قد وسع لأجرها بخصال سهلة وكلها عائدة إلى نفع الناس.

(خد ت حب)(1) عن أبي ذر) فيه عكرمة بن عمار العجلي، قال أبو حاتم ثقة ربما يهم، وقال أحمد: ضعيف، وقال البخاري: لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه كذا ذكره الذهبي في الميزان في ترجمته عند إيراد هذا الحديث له.

3217 -

"تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء". (م) عن أبي هريرة (صح).

(تبلغ الحلية من المؤمن) بكسر المهملة التحلي بأساور الذهب والفضة، قال الحسن: العلي في الجنة على الرجال أحسن منه على النساء، وقال أبو عبيدة: الحلية هنا التحجيل لأنه العلامة الفارقة بين هذه الأمة وغيرها وبه جزم الزمخشري (2).

(حيث يبلغ الوضوء) بفتح الواو أي فائه وقد استدل به على ندب التحجيل، وقال ابن القيم (3): لا يدل لأن الحلية إنما تكون في الساعد والمعصم لا في العضد والكتف قيل وهذا خلاف ما فهمه راويه كما قال أبو حازم، قال: كنت

(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (891)، والترمذي (1956)، وابن حبان (474)، وانظر الميزان (5/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2908)، والصحيحة (572).

(2)

الفائق (1/ 310)

(3)

حادي الأرواح (ص 137).

ص: 601

خلف أبي هريرة وهو يتوضأ وكان يمد يديه حتى بلغ إبطيه فقلت له ما هذا قال لو علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تبلغ

" الحديث. (م)(1) عن أبي هريرة في الطهارة).

ص: 602