الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الضاد المعجمة
5186 -
" ضاف ضيف رجلاً من بني إسرائيل وفي داره كلبة مجح فقالت الكلبة: والله لا أنبح ضيف أهلي، فعوى جراؤها في بطنها، قيل: ما هذا؟ فأوحى الله إلى رجل منهم: هذا مثل أمة تكون من بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها. (حم) عن ابن عمرو"(صح).
(ضاف ضيف) ضفته أضيفه نزلت عليه ضيفا فالمعنى نزل ضيف. (رجلاً) نصب بنزع الخافض أو ضمن ضاف: قصد. (من بني إسرائيل وفي داره كلبة مجح) بضم الميم وكسر الجيم وتشديد الحاء المهملة أي حامل مقرب دنت ولادتها. (فقالت الكلبة: والله لا أنبح ضيف أهلي) قولاً حقيقياً إكراماً منها له. (فعوى جراؤها في بطنها) عوى يعوي لوى خطمه ثم صوت أو مد صوته ولم يفصح، والجرو بالكسر: صغير كل شيء حتى الحنظل والبطيخ ونحوه وولد الكلب وجمعه جراو على زنة كتاب فالمذكور هنا جمعه.
(قيل: ما هذا؟) لم يذكر القائل وكأنه ملك من الملائكة. (فأوحى الله إلى رجل منهم) أي من بني إسرائيل نبي أو غيره: (هذا مثل أمة تكون من بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها) أي يغلبهم، والله أعلم من المراد بالأمة هل أمة من أمم بني إسرائيل فإن أمة محمد خير الأمم. (حم (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته؛ وقال الهيثمي: فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
5187 -
"ضالة المسلم حرق النار. (حم ت ن حب) عن الجارود بن المعلى (حم هـ حب) عن عبد الله بن الشخير (طب) عن عصمة بن مالك (صح) ".
(1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 170)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (7/ 549)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3583)، وفي الضعيفة (3812).
(ضالة المسلم) في النهاية (1) الضالة هي الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره والمراد بها [3/ 28] في هذا الحديث الضالة من الإبل والبقر مما تحمي نفسه ويقدر على الإبعاد في طلب المرعى والماء بخلاف الغنم. (حرق النار) بفتح المهملة والراء أي لهبها أي يدل بمن يأخذها ليتملكها إلى حرق لهب النار، قال القاضي: أراد بها حرق النار لمن أواها ولم يعرفها أو قصد الخيانة فيها كما بينه حديث مسلم: "من أوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها". (حم ت ن حب) عن الجارود بالجيم فراء وآخره مهملة واسمه بشر فلقب به لأنه أغار على بكر بن وائل وجردهم بن المعلى، قال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد رجال بعضها رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن حجر: حديث النسائي إسناده صحيح. (حم هـ حب عن عبد الله بن الشخير) رمز المصنف لصحته.
(طب (2) عن عصمة بن مالك) قال الهيثمي: فيه أحمد بن راشد وهو ضعيف.
5188 -
"ضالة المؤمن العلم كلما قيد حديثا طلب إليه آخر. (فر) عن علي (ض) ".
(ضالة المؤمن العلم) أي هو لشدة رغبته فيه كأنه أضاعه وقد كان لديه. (كلما قيد حديثاً) بالحفظ له. (طلب إليه آخر) هو طالب أبدًا كناشد الضالة لا يبرح في طلبها. (فر (3) عن علي) رمز المصنف لضعفه، فيه الحسن بن سفيان،
(1) النهاية (3/ 98).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 80)، والترمذي (1881)، والنسائي (3/ 414)، وابن حبان (11/ 248)(4487) عن الجارود، وأخرجه أحمد (4/ 25)، وابن ماجه (2502) عن عبد الله بن الشخير، والطبراني في الكبير (17/ 184)(489) عن عصمة بن مالك، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3883)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 167).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (3878)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3584): موضوع.
قال الذهبي: قال البخاري: لم يصح حديثه.
5189 -
"ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. (حم هـ) عن أبي رزين (صح) ".
(ضحك ربنا) قيل: أي عجيب ملائكته فنسب الضحك إليه لكونه الآمر والمريد، والأحسن ما أسلفناه من السكوت عن التأويل لذلك. (من قنوط عباده) يأسهم عن الخير سيما عن الغيث إذا تأخر عن حينه. (وقرب غيره) بكسر المعجمة وفتح التحتية المثناة فراء في النهاية (1): ما يفيد أنه تغير الحال وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد ومنه قولهم: كفاك الله غير الأيام والمراد هنا تغير الحال الذي هم عليه من القنوط إلى خلافه من الإغاثة فإنه الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وتمام الحديث عن ابن رزين: قلت: يا رسول الله، أو يضحك الرب؟ قال:"نعم"، قلت: لن نعدم من رب يضحك خيراً. (حم هـ (2) عن أبي رزين) رمز المصنف لصحته.
5190 -
"ضحكت من ناس يأتونكم من قبل المشرق، يساقون إلى الجنة وهم كارهون. (حم طب) عن سهل بن سعد (صح) ".
(ضحكت) الضحك خاص بالإنسان من بين الحيوان ومعناه: استفادة سرور يلحقه فتبسط له عروق قلبه فيجري الدم فيها فيفيض إلى سائر عروق قلبه فيجري الدم فيها فتفيض إلى سائر عروق بدنه فيتولد منه حرارة فينبسط لها وجهه وتمتلئ الحرارة فيه فيضيق عنها فتفتح شفتاه وتبدو أسنانه فإن تزايد ذلك السرور لم يمكن ضبط النفس استخفه الفرح فضحك حتى قهقه. (من ناس
(1) النهاية في غريب الحديث (3/ 754).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 11، 12)، وابن ماجة (181)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3585): ضعيف جداً، وصححه في الصحيحة (2810).
يأتونكم من قبل المشرق) هذا هو المتعجب منه ومنشأ الضحك. (يساقون إلى الجنة) أي يساقون إلى الإسلام الذي هو سبب دخول الجنة. (وهم كارهون) له بل دخلوا فيه خوفاً من السيف ثم وقر الإيمان في قلوبهم، وسبب الضحك معرفته صلى الله عليه وسلم تماماً ولون إليه مع كراهتهم لسببه. (حم طب (1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته.
5191 -
"ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل". (حم) عن أبي أمامة (صح) ".
(ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل) أراد بهم الأسارى الذين يؤخذون عنوة في السلاسل فيدخلون في الإِسلام فيصيرون من أهل الجنة. (حم (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته.
5192 -
"ضحوا بالجذع من الضأن، فإنه جائز". (حم طب) عن أم بلال".
(ضحوا بالجذع) بالجيم والذال المعجمة مفتوحات وهو الشاب الفتي وهو من الإبل ما دخل في الخامسة ومن البقر والمعز ما دخل في الثانية. (من الضأن) ما تم له عام. (فإنه جائز) أي مجزئ في الضحية والحديث سيق لبيان ما يجزئ من الأضحية في السن. (حم طب (3) عن أم بلال) قال الهيثمي: رجاله ثقات.
5193 -
"ضرب الله تعالى مثلا صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط،
(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 338)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 283)(8087)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3886).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3886).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 368)، والطبراني في المعجم الكبير (25/ 164)(397)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3884)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 19).
فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه، فالصراط: الإسلام والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله في قلب كل مسلم. (حم ك) عن النواس".
(ضرب الله تعالى مثلاً) لضرب الأمثال شأن عظيم في إبراز المعقول في هيئة المحسوس وإرادة المتخيل متحققاً. (صراطاً مستقيماً) قال الطيبي إنه بدل من مثلاً لا على إهدار المبدل كقولك زيدا رأيت غلامه رجلاً صالحاً إذ لو أسقط غلامه لم يتبين. (وعلى جنبتي) بفتح الجيم والباء بلفظ التثنية (الصراط) أي جانبيه والجنبة الناحية. (سوران) تثنية سور، قال الطيبي: هو مبتدأ وعلى خبره والجملة حال من صراطاً. (فيهما أبواب) صفة لسوران. (مفتحة، وعلى الأبواب ستور) جمع ستر. (مرخاة) بالخاء المعجمة مسبلة. (وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتعوجوا) بالجيم أي تميل يقال عاج يعوج إذا حاد عن الطريق. (وداع يدعو من فوق الصراط) لم يذكر ما يقوله ولعله "ويحك
…
" إلى آخره، (فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب) بأن يكشف سترًا من ستورها وإلا فإنها مفتحة (قال) أي الداعي الذي من فوق الصراط، أو قال الباب نفسه (ويحك) زجرًا له من تلك الإرادة [3/ 29] وهي كلمة ترحم وتوجع تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها (لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه) تدخله وتقع في محارم الله، وفيه إشعار بتسارع النفوس إلى المعاصي وإنها بمجرد رؤيتها تلج فيها، ثم أنه فسر صلى الله عليه وسلم ذلك المثل:(فالصراط: الإسلام والسوران: حدود الله تعالى) أي ما حد العباد عنه ومنعهم من إتيانه. (والأبواب المفتحة: محارم الله) أي ما حرمه على عباده وحذره عليهم وفي جعلها أبواب مفتحة ما يفهم رغبة النفوس إليها وتيسرها وسهولة الدخول فيها ولم
يذكر الستور المرخاة ما هي وكأنها ما شرعه الله من الزواجر والوعيد على الداخل فيها. (وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله) فإنه رأس الإسلام وأصله، فكأنه واقف على رأس الإسلام فإنه يدعو الناس إلى الدخول في الإسلام وينهاهم عن اتباع طرق الضلال منتزع من قوله تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، (والداعي من فوق) أي من فوق الصراط. (واعظ الله في قلب كل مسلم) جعله فوق الصراط وهو الإِسلام لأنه أقرب إلى العبيد وأقدم وهو الداعي إلى اتباع الإسلام وبه يجد العاصي خوار في القلب (حم ك (1) عن النواس بن سمعان) قال الحاكم: على شرط مسلم ولا علة له وأقره الذهبي.
5194 -
"ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث". (م ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(ضرس الكافر) في جهنم (مثل أحد) في مقداره. (وغلظ جلده مسيرة ثلاث) ليال ويأتي مقدار جثته جعل كذلك تضعيفاً لعذابه، قال القرطبي (2): وهذا إنما هو في حق البعض بدليل حديث "إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال فيساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس"، قال: ولا شك أن الكفار يتفاوتون في العقاب كما علم من الكتاب والسنة انتهى.
قلت: الأظهر أن حديث الحشر أمثال الذر في أول الأمر ثم يكونون في جهنم على تلك الهيئة العظيمة، ثم رأيت الحافظ ابن حجر (3) ذكر مثل ما ذكرناه تعقباً
(1) أخرجه أحمد (4/ 183)، الحاكم (1/ 144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3887).
(2)
المفهم (6/ 73).
(3)
انظر: فتح الباري (11/ 423).
للقرطبي. (م ت (1) عن أبي هريرة).
5195 -
"ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده في النار مسيرة ثلاث مثل الربذة". (ت) عن أبي هريرة (ح) ".
(ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد) هذا وهو أصغر ما في الإنسان فما الظن بأعضائه من اليدين والرجلين وغيرهما كما يقيده ما يأتي. (وفخذه مثل البيضاء) قيل: اسم جبل، وقيل: موضع في بلاد العرب. (ومقعده في النار مسيرة ثلاث مثل الربذة). (ت (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
5196 -
"ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعا، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان، ومقعده في النار ما بيني وبين الربذة"(حم ك) عن أبي هريرة".
(ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون (3) ذراعاً) العضد هو الغلظ الذي عبر عنه في الأول بمسيرة ثلاث فهذا الاختلاف لاختلاف أحوال الكفار في العذاب. (وفخذه مثل ورقان) بالراء والقاف بزنة بطران جبل أسود بين العَرْج والرُّوَيْثَة على يمين المار من المدينة إلى مكة قاله في النهاية (4)(ومقعده في النار ما بيني وبين الربذة) أي محل قعوده هذا المقدار والربذة: قرية بقرب المدينة قيل: على ثلاث مراحل منها وفيها قبر أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ولا ينافي أن غلظ جلده ثلاث؛ لأنه إخبار عن غير هؤلاء المذكورين ويحتمل أنه تكلم صلى الله عليه وسلم في محل بعيد عن المدينة. (حم ك (5) عن أبي هريرة) قال الحاكم
(1) أخرجه مسلم في صحيحه (2851)، والترمذي (2579).
(2)
أخرجه الترمذي (2578)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3891).
(3)
ورد في الأصل "أربعون" بدل "سبعون" والصواب ما أثبتناه.
(4)
النهاية (5/ 175).
(5)
أخرجه أحمد (2/ 328)، والحاكم (4/ 638)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3890)، =
صحيح وأقره الذهبي، قال الهيثمي: قال التميمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم وهو ثقة.
5197 -
"ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار" البزار عن ثوبان".
(ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار) قال الذهبي: ليس ذا من الصفات في شيء وهو مثل قولك: ذراع الخياط وذراع النجار، قيل: والمراد بالجبار هنا ملك من اليمن أو العجم كان طويل الذراع، وقيل أريد به الطويل. (البزار عن ثوبان) قال الهيثمي (1): فيه عباد بن منصور وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات.
5198 -
ضع القلم على أذنك، فإنه أذكر للمُمْلي" (ت) عن زيد بن ثابت".
(ضع القلم على أذنك، فإنه أذكر للمملي) أي أسرع تذكيراً فيما يريد إنشائه من العبارات والمقاصد، قال القاضي (2) عياض: في هذا الخبر وشبهه دلالته على معرفته حروف الخط وحسن تصويرها.
قلت: في مأخذه من هذا الحديث خفاء فإنه ليس فيه إلا الإعلام بأن وضع القلم على الأذن سبب للذكر فأين الدلالة على تصوير الحروف، نعم قد ذكر الباجي أنه صلى الله عليه وسلم كتب بعد أن لم يكن يحسن الكتابة (3) وشن العلماء الغارة عليه بسبب هذه النسبة التي نسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعله يأتي بسط ذلك. (ت (4) عن
= وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 391).
(1)
انظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 392).
(2)
انظر فتح الباري (7/ 504).
(3)
وطبع الكتاب باسم: تحقيق المذهب بتحقيق أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري من دار عالم الكتب، الرياض. الطبعة الأولى في عام 1403 هـ.
(4)
أخرجه الترمذي (2714)، والكامل لابن عدي (5/ 262)، وابن حبان في المجروحين =
زيد بن ثابت) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه [3/ 30] كاتب فسمعته يقول: "ضع
…
" إلخ. ثم قال: وإسناده ضعيف وذلك لأنه ساقه من رواية عنبسة عن محمد بن زاذان وهما ضعيفان، وزعم ابن الجوزي وضعه، ورده ابن حجر بأنه ورد من طريق أخرى لابن عساكر وقرر وروده بسندين مختلفين يخرجه عن الوضع.
5199 -
"ضع أنفك ليسجد معك". (هق) عن ابن عباس (ح) ".
(ضع أنفك) أي على الأرض عند السجود. (ليسجد معك) إسناده إليه مجازاً فإن الساجد هو ذو الأنف والحديث دليل لوجوب السجود على الأنف وهو مذهب بعض العلماء مستدلا بحديث ابن عباس: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه" ولأنه قد ورد في بعض ألفاظ حديث ابن عباس الجبهة والأنف ودفع بأنه لو قيل بوجوبه لزم أن تجب بثمانية أعظم وهو خلاف صدر الحديث، وأجيب بأنه صلى الله عليه وسلم جعلهما كعضو واحد ويكون الأنف كالتبع للجبهة، قال ابن دقيق العيد: إنها قد اختلفت العبارة مع الإشارة إلى الأنف فإذا جعلا كعضو واحد، أمكن أن يكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر فتتطابق الإشارة والعبارة انتهى، قال ابن جرير (1): والخلاف في الأنف إنما هو في الجواز لا في الصحة فلو ترك السجود على أنفه قادرا فلا خلاف بين سلف الأئمة وخلفهم أنه لا إعادة عليه وان أساء وأخطأ بتركه (2). (هق (3) عن ابن عباس) قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يسجد على
= (2/ 180)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 76)، والموضوعات (1/ 189)، وابن حجر في اللسان (6/ 333)، وضعفه الألباني في المجمع (3588).
(1)
تفسير الطبري (5/ 438).
(2)
انظر: فتح الباري لابن رجب (6/ 49).
(3)
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3892)، وفي الصحيحة (1644).
جبهته فذكره رمز المصنف لحسنه قال في العلل (1): واضح منه خبر عكرمة لا تجزئ صلاة لا يمس الأنف من الأرض ما يمس الجبين.
5200 -
"ضع إصبعك السبابة على ضرسك ثم اقرأ آخر يس". (فر) عن ابن عباس".
(ضع إصبعك السبابة) بصيغة المبالغة هي التي تلي الإبهام. (على ضرسك) الذي به الألم. (ثم اقرأ آخر يس) من قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} [يس: 77] إلى آخر ما قاله صلى الله عليه وسلم لرجل اشتكى ضرسه قيل: ويظهر أن غيره من الإنسان كذلك. (فر (2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف.
5201 -
"ضع بصرك موضع سجودك". (فر) عن أنس (ض) ".
(ضع بصرك) حال الصلاة. (موضع سجودك) فيه دليل على وجوب ذلك وتمام الحديث قلت: يا رسول الله هذا شديد لا أطيقه. قال: "ففي المكتوبة إذن يا أنس" ووجه أنه أقرب إلى الخشوع وإقبال القلب على الصلاة. (فر (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وذلك لأنه من رواية الربيع بن بدر ضعفوه وفيه غيره من الضعفاء.
5202 -
"ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقيل: "بسم الله - ثلاثا" وقل سبع مرات: "أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". (حم م) عن عثمان بن
(1) علل الترمذي (ص 70).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (2/ 274)، وكما في الكنز (28373)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: موضوع (3587)، وفي الضعيفة (3814).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3874)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف جداً (3589)، وفي الضعيفة (3815).
أبي العاص الثقفي (صح) ".
(ضع يدك) المخاطب عثمان بن أبي العاص لأنه الشاكي للألم في جسده والمراد بها عند الإطلاق اليمين ويأتي التصريح بها. (على الذي تألم من جسدك وقيل: بسم الله) قيل: والأكمل إكمال البسملة. (ثلاثاً) أي كرر التسمية ثلاثاً يحتمل منع تكرير الوضع ويحلل الرفع، ويحتمل أنه يكفي استمراره وخاصية الثلاث والسبع مما تفرد الله بعلمها. (وقيل سبع مرات) بعد إكمال تكرير ما ذكر قبل. (أعوذ بالله وقدرته) ذكر صفة القدرة في غاية المناسبة لاستدفاع الألم. (من شر ما أحد) الآن (وأحاذر) في المستقبل، هذه من الأدوية الإلهية التي هي من أسرع الأدوية لمن خلصت نيته، وظاهره أنها لكل ألم من الآلام التي بالأعضاء. (حم م (1) عن عثمان بن أبي العاص الثقفي). قال: شكوت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجعا أجده في جسدي منذ أسلمت فذكره.
5203 -
"ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات وقيل: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أحد" في كل مسحة. (طب ك) عنه (صح) ".
(ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات) هذا ظاهر في تكرير رفعها ووضعها (وقل: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد) المراد أنه يقارن القول المسح كما تأدى به قوله: (في كل مسحة) وهذه رقية أخرى عامة لكل ألم كالأولى فإنهما أراد ما له. (طب ك (2) عنه أي عن عثمان بن أبي العاص) رمز المصنف لصحته.
5204 -
"ضعوا السوط حيث يراه الخادم". البزار عن ابن عباس (ح) ".
(1) أخرجه أحمد (4/ 21)، ومسلم (2202)، وابن ماحة (3522).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 46)(8343)، والحاكم (1/ 494)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3894).
(ضعوا السوط) الذي يراد به تأديب الخدم. (حيث يراه الخادم) فإنه يبعثه على حسن الأدب والمحاذرة من الإساءة، وفيه إباحة تأديب الخادم بنحو الضرب وندبية إظهار الملوك لآلة الحرب ونحوها. (البزار (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
5205 -
"ضعي في يد المسكين ولو ظلفا محرقاً"(حم طب) عن أم بجيد".
(ضعي) يا أم بجيد. (في يد المسكين) أي السائل لأنها قالت: يا رسول الله يأتيني السائل فأنا أهد له بعض ما عندي فقال ذلك. (ولو ظلفا محرقاً) قال القاضي: هذا وما أشبهه؟ إنما يقصد به المبالغة في رد السائل بأدنى ما تيسر ولم يقصد به صدور هذا الفعل من المسئول فإن الظلف المحرقة لا تنفع. (حم طب (2) عن أم بجيد) بالموحدة [3/ 31] مضمومة فجيم فمثناة من تحت فمهملة (3).
5206 -
"ضعي يدك عليه ثم قولي ثلاث مرات: "بسم الله، اللهم أذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم الله". الخرائطي في مكارم الأخلاق، وابن عساكر عن أسماء بنت أبي بكر".
(ضعي يدك) الخطاب لأسماء بنت أبي بكر، قال المصنف: كان بها خراج في عنقها فشكته إليه صلى الله عليه وسلم (عليه ثم قولي) لم يرد التراخي بل مجرد الترتيب. (ثلاث مرات) واليد موضوعة عليه. (بسم الله، اللهم أذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك) أي أذهب ذلك بسبب دعوته لعبادك إلى عبادتك وحدك، أو دعوته لي التي تدعوا بها، أو هذه الدعوة التي علمنيها
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (4012)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3590)، وحسنه في الصحيحة (1447)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 106)، وكشف الخفا (2/ 82).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 382)، والطبراني (24/ 221)(560)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1440).
(3)
انظر: الإصابة (7/ 590)، والتقريب (8705).
وتلفظت بها (الخرائطي في مكارم الأخلاق، وابن عساكر (1) عن أسماء بنت أبي بكر) تقدم سببه.
5207 -
"ضعي يدك اليمنى على فؤادك وقولي: "بسم الله داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغنني بفضلك عمن سواك، وأحذر عني أذاك". (طب) عن ميمونة بنت أبي عسيب (ض) ".
(ضعي يدك اليمنى على فؤادك) قال المصنف إنها كانت امرأة غيراء فكان هذا دواء ذلك. (وقولي: "بسم الله داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغنني بفضلك عمن سواك، وأحدر) بالمهملتين وضم الثانية وضبطه بعض بالذال المعجمة وهو غير صواب والمراد أزل: (عني أذاك) أي بلاك النازل بي. (طب (2) عن ميمونة بنت أبي عسيب) تحقق بالمهملتين رمز المصنف لضعفه.
5208 -
"ضمن الله خلقا أربعا: الصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، والغسل من الجنابة، وهن السرائر التي قال الله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} هو. (هب) عن أبي الدرداء (ض) ".
(ضمّن) بتشديد الميم. (الله خلقه) أي جعلهم ضمناؤهم الكفلاء الذين يطالبون بما ضمنوه. (أربعاً) بينها بالإبدال منها. (الصلاة، والزكاة، وقوم رمضان، والغسل من الجنابة) خص هذه من بين سائر التكاليف وإلا فهم ضمناء بها كلها مطالبون بأدائها معاقبون على الإخلال بها لأن الصلاة أهم التكاليف وأعمها، والزكاة من التكاليف المالية وهي أشقها، وصوم رمضان فطم عن الشهوات، والغسل من الجنابة فيه كمال التعبد بعموم الماء لأعضاء
(1) أخرجه ابن عساكر (69/ 13)، والخرائطي في مكارم الأخلاق برقم (1019)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3592): موضوع، وكذا قال في الضعيفة (3816).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 39)(72)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3591).
طاهرة لم يتصل بها نجاسة، فكل واحدة من هذه الأربع إشارة إلى شعبة من شعب التكاليف. (وهن السرائر التي قال الله تعالى:{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} ) ما أسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها وما أخفى من الأعمال وبلاؤه يعرفها ويصفحها والتمييز بين ما طاب منها وما خبث، ولا شك أن هذه الأربع من جملتها فهو بيان لبعض ما شملته الآية. (هب (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (2751)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3594)، والضعيفة (3817): موضوع.