الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الفاء
5808 -
" فاتحة الكتاب شفاء من السم". (ص هب) عن أبي سعيد، أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة وأبي سعيد معا".
(فاتحة الكتاب) فاتحة الشيء أوله قيل أنها في الأصل مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب ثم أطلقت على أول الشيء تسمية للمفعول بالمصدر ورد بأن فاعله في المصدر قليل والأحسن أنها صفة جعلت اسمًا لأول الشيء إذ به يتعلق الفتح بمجموعه فهو كالباعث على الفتح فيتعلق بنفسه ضرورة فالباء إما لما ثبت الموصوف في الأصل وهو القطعة أو للنقل من الوصفية إلى الاسمية دون المبالغة ليذر بها في غير صنفها والكتاب كالقرآن يطلق على الكل، والكلى والمراد هنا الأول فمعنى فاتحة الكتاب أوله ثم صار بالغلبة علمًا لسورة الحمد وقد تطلق عليها الفاتحة وحدها ولها أسماء [3/ 138] عدّها المصنف في الإتقان (1) منها الشافية. (شفاء من السم) قال الطيبي ولعمري أنها كذلك لمن يدبر ويفكر وجوب، قال ابن القيم (2): إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين ثم بالفاتحة التي لم تنزل في القرآن ولا في غيره مثلها لتضمنها جميع ما في الكتب فقد اشتملت على ذكر أصول أسمائه تعالى ومجامعها وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإغاثة منه وذكر أفضل الدعاء وهو الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كلام معرفته وتوحيده وعبادته تفعل ما أمر به وتجنب ما نهي عنه والاستقامة عليه وتضمنها ذكر أصناف الخلائق وتسميتهم إلى منعم عليه بمعرفته بالحق والعمل به وإلى
(1) انظر: الإتقان (1/ 151 وما بعدها).
(2)
انظر: ابن القيم زاد المعاد (4/ 162).
مغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته وضال لجهله به بعد ما تضمنته من إثبات القدر والشرع والأسماء والمعاد وتذكية النفس وإصلاح القلب والرد على جميع أهل البدع وحقيق بسورة هذا شأنها أن تشفي من السم ومن غيره. (ص هب (1) عن أبي سعيد، أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً) ورواه عنه الديلمي وأبو نعيم.
5809 -
"فاتحة الكتاب شفاء من كل داء". (هب) عن عبد الملك بن عمير مرسلا".
(فاتحة الكتاب) قال عصام الدين سميت به؛ لأن الله يفتح بها الكتاب على القارئ إذ فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم الذي لأجله نزل القرآن الكريم ولأمر ما صارت أول الكتاب. (شفاء من كل داء) من أدواء الأبدان والأديان لما اشتملت عليه من الأسرار. (هب (2) عن عبد الملك بن عمير مرسلاً) عبد الملك رأى عليًّا عليه السلام قال أبو حاتم: صالح الحديث ليس بالحافظ، والمصنف سكت عليه وفيه محمد بن منده (3) الأصبهاني، قال الذهبي: قال أبو حاتم: لم يكن يصدق.
5810 -
"فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن" عبد بن حميد عن ابن عباس".
(فاتحة الكتاب تعدل) في فضلها في التلاوة. (بثلثي القرآن) والأجور مقدرة بالحكمة التي يعلمها الله لا لأجل مشقة ولا غيرها فلا يقال ثلثا القرآن أكثر
(1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (178)، والبيهقي في الشعب (2368)، عن أبي سعيد، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3950)، والضعيفة (3997): موضوع.
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (2370)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3951).
(3)
انظر المغني (2/ 635).
مشقة في التلاوة. (عبد بن حميد (1) عن ابن عباس).
5811 -
"فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش". ابن راهويه عن علي (ض) ".
(فاتحة الكتاب أنزلت) على المصطفي صلى الله عليه وسلم أو على الملك الذي نزل بها. (من كنز تحت العرش) لأن الله جمع نبأه العظيم فيها وكنزها تحت العرش بمثابة بنائها وتعظيمه لها فهي أنزلت من مكان خاص لم ينزل منه القرآن كله. (ابن راهويه (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه.
5812 -
"فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس ولا حسن". (فر) عن عمران بن حصين (ض) ".
(فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤها) أي المذكورة أو الآيات أو الكلمات. (عبد) ظاهره ولو كافراً. (في دار فيصيبهم) أهل الدار الدال عليهم ذكرها. (عين إنس أو جن) أو للتقسيم، وفيه دلالة أن الجن يصيبون الإنس بأعينهم وهذه رقية تدفع شر أعينهم وتحول بينها وبين الإصابة. (فر (3) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لضعفه.
5813 -
"فاتحة الكتاب تجزئ ما لا يجزئ شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لَفُضِّلَت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات". (فر) عن أبي الدرداء".
(فاتحة الكتاب تجزئ) تنوب. (ما لا يجزئ شيء من القرآن) قال القاضي: منه
(1) أخرجه عبد بن حميد في مسند (678)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3949).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (6816)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3947). وفي المطبوع: عبد بن حميد عن ابن العباس.
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4372)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3952).
وجوب القراءة بها في الصلاة كأنه يريد أنه قد علم أنه لا بد من قراءة في الصلاة لأدلة ذلك وهذا صريح أنه لا يقوم مقام الفاتحة غيرها فهي واجبة حيث تجب القراءة، قال: وهذا الحديث يرد على أبي حنيفة حيث قال: تجزيء أي آية في الصلاة من القرآن. (ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان) في الآخرة. (وجعل القرآن في الكفة الأخرى) عديلاً لها. (لَفُضِّلَت فاتحة الكتاب) أي زاد. (على القرآن)(سبع مرات) أي توازن القرآن كله سبعها، فقد ثبت أنها سبع آيات فكل آية كالقرآن وذلك لما فيه من الأسرار التي لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى. (فر (1) عن أبي الدرداء) ورواه عنه أبو نعيم وعنه تلقاه الديلمي.
5814 -
"فارس نطحة أو نطحتان: ثم لا فارس بعد هذا أبداً، والروم ذات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن، أهل صبر، وأهله لآخر الدهر هم أصحابكم ما دام في العيش خير". الحارث عن ابن محيريز".
(فارس) أي أهل فارس إذا كان اسما للبلاد؛ لأنه قال في القاموس: فارس الفرس أو بلادهم وإذا أريد به الأخرى فلا تقدير. (نطحة أو نطحتان) بالحاء المهملة من نطحه كمنعه ألقاه على وجهه كما في القاموس (2) أي لهم نطحة أي قتال واحد يقاتلون المسلمين أو قتالان ذبًّا عن أرضهم ودينهم قال في النهاية: معناه أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ثم يبطل ملكها ويزول فحذف الفعل لبيان معناه ولم يذكر وجه استعمال النطحة في ذلك والظاهر أنه مجاز. (ثم لا فارس بعد هذا أبداً) بل يصيرون مسلمين والحكم لدين الإِسلام. (والروم) بالضم جيل من ولد الروم بن عيصور. (فكأنه) أنث في قوله. (ذات
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4386)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3948)، والضعيفة (3996): ضعيف جداً.
(2)
انظر القاموس (1/ 253).
القرون) نظرا إلى القبيلة. (كلما هلك قرن خلفه قرن) في النهاية (1) في تفسير القرون جمع قرن لم يرد على هذا هنا وتقدم عنه تفسير القرن أنه أهل كل زمان فالمراد كلما هلك طائفة منه خلفتها طائفة هم (أهل صبر) الجهاد وغيره. [3/ 139](وأهله) أي الروم. (أهل لآخر الدهر) أي وهم أهل يبقون لآخر الدهر. (هم أصحابكم) أتباعكم ومناصروكم. (ما دام في العيش خير) فالحديث سيق لبيان قوة الروم وشرفهم وبقائهم في الإِسلام بخلاف فارس فإنها تنقرض ولا يبقى لها ذكر. (الحارث (2) عن عبد الله بن محيريز) جهملة وراء آخره زاي مصغر.
5815 -
"فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني"(خ) عن المسور (صح) "
(فاطمة) ابنته صلى الله عليه وسلم. (بضعة) بفتح الباء الموحدة وجاء الضم فيها والكسر والأشهر الفتح وسكون المعجمة. (مني) قطعة لحم من جملة أعضائي وأجزائي، فمن تبعيضية. (فمن أغضبها) بأي شيء. (أغضبني) استدل به السهيلي على أن من سبها كفر؛ لأنها بضعته لأنها أفضل حتى من الشيخين قال ابن حجر (3) وفيه نظر قال السمهودي: معلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بالواسطة بضعة منه، ومن ثمة لما رأت أم الفضل في النوم أن بضعة منه صلى الله عليه وسلم وضعت في حجرها أولها صلى الله عليه وسلم أنها تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها فولدت الحسن عليه السلام فوضع في حجرها فكل من يشاهد الآن من ذريتها فهو بضعة من تلك البضعة وإن تعددت الوسائط قال ابن حجر فيه تحريم من يتأذى المصطفي بتأذيه فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فالنبي صلى الله عليه وسلم يتأذى
(1) النهاية في غريب الحديث (4/ 81).
(2)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (702)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3954)، والضعيفة (3999).
(3)
فتح الباري (9/ 2329).
به بشهادة هذا الخبر ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قتل أولادها وقد عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة انتهى. (خ (1) عن المسور).
5816 -
"فاطمة بضعة مني، يقبِضُني ما يقبضها، ويبسُطني ما يبسطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري". (حم ك) عنه (صح) ".
(فاطمة بضعة) وفي رواية "مضغة" بالميم المضمومة وغين معجمة ذكره ابن حجر. (مني) أي جزء كائن مني. (يقبِضُني) من القبض خلاف البسط. (ما يقبضها) أي أكره ما تكرهه. (ويبسُطني) ينشرح صدري، (ما يبسطها) ما ينشرح به صدرها، فإدخال السرور عليها كإدخال السرور عليه صلى الله عليه وسلم وأخذ منه تحريم التزوج عليها فإنه مما يقبضها، قال في الفتح (2) أنه لا يبعد أن يُعَدّ من خصائصه صلى الله عليه وسلم تحريم التزوج علي بناته ويحتمل أن يختص ذلك بفاطمة رضي الله عنها دون أخواتها، (وإن الأنساب) جمع نسب محركة والنسبة بالكسر والضم: القرابة أو في الآباء خاصة كما في القاموس (3). (تنقطع يوم القيامة) كما قاله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] قال البيضاوي: ولا أنساب بينهم تنفعهم لزوال التعاطف والتراحم من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه. (غير نسبي) بالولادة. (وسببي) بالزواج. (وصهري) وهو كالتفسير للنسب إلا أن يقال الصهر من يزوجه الرجل والسبب من يتزوج منهم والأحاديث إخبار بانقطاع نفع الأنساب
(1) أخرجه البخاري (3711)، ومسلم (2449).
(2)
فتح الباري (9/ 329).
(3)
القاموس المحيط (ص: 176).
يوم القيامة والصهارة إلا نسبه صلى الله عليه وسلم وصهره فإنه يبقى نفعه في الآخرة. (حم ك (1) عنه أي عن المسور)، رمز المصنف لصحته.
5817 -
"فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم ابنة عمران". (ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم بنت عمران) قال السبكي: الذي ندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة ولم يخف علينا الخلاف في ذلك ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل قال الحافظ ابن حجر (2): ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون وذكر العلم العراقي أن فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة بالاتفاق، قال السهيلي: لقد تكلم الناس في المعنى الذي سادت به غيرها دون أخواتها وأمها لأنهن متن في حياته صلى الله عليه وسلم فكن في صحيفته ومات سيد العالمين صلى الله عليه وسلم ورَزؤه في صحيفتها وميزانها وقد روى البزار عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال لها: "هي خير بناتي لأنها أصيبت بي"(3). (ك (4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: وأقره الذهبي.
5818 -
"فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز إلي منها، قاله لعلي". (طس) عن أبي هريرة (صح) ".
(فاطمة أحب إلي منك) يا علي لأن الخطاب له (وأنت أعز إلي منها) أي هي أحب إلى قلبي لأنها ابنتي وبضعة مني وأنت أجل قدراً عندي وأعز شأنا ومكاناً.
(1) أخرجه أحمد (4/ 326)، والحاكم (3/ 172)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4189)، والصحيحة (1995).
(2)
فتح الباري (7/ 129).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 431)(1051)، وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 231) وعزاه للبزار والطبراني في الكبير.
(4)
أخرجه الحاكم (3/ 168)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4190).
(قاله لعلي) مدرج من كلام الصحابي أو المصنف للبيان. (طس (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
5819 -
"فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد بيده تسعين". (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(فتح) مبني للمجهول وفي رواية للبخاري: "فتح الله اليوم". (من ردم يأجوج ومأجوج) الذي قص الله تعالى خبره في كتابه. (مثل هذه) أي كالحلقة الصغيرة التي عبر عنها الراوي بقوله. (وعقد بيده تسعين) بأن جعل طرف سبابته اليمنى في أصل الإبهام وضمها ضمًّا محكماً واختلف في العاقد والأرجح أنه مدرج وليس من الحديث وإنما الرواة عبروا عن الإشارة بقوله: مثل هذه بذلك، والمراد به التقريب لا التحديد قال ابن [3/ 140] العربى: والإشارة المذكورة تدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم علم الحساب ولا يعارض: "إنا أمة أمية لا نحسب"(2) فإن هذا إنما جاء لبيان صورة معينة، قال ابن حجر (3): الأولى أن يقال المراد بنفي الحساب ما يتعاطاه أهل صناعته من الجمع والضرب وغير ذلك وأما عقد الحساب فاصطلاح تواضعه العرب بينهم.
قلت: لا يخفى أنه إذا كان صلى الله عليه وسلم الذي عقد فإنه لا دليل أنه يعرف، أن ذلك عبارة عن تسعين أصلا إذ غاية ما فيه أنه عقد وصور صورة يسميها أهل الحساب تسعين وليس فيه أنه صلى الله عليه وسلم قال هذه تسعون أو عدد تسعين بل الراوي سمى صورة ما فعله بذلك، قيل: إن يأجوج ومأجوج يحفرون في كل يوم حتى
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7675)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3955)، والضعيفة (4000).
(2)
رواه البخاري (3347)، ومسلم (1080) عن ابن عمر.
(3)
انظر فتح الباري (13/ 108).
لا يبقى بينهم وبين أن يخرقوه إلا قليلاً فيقولون: غدا نأتي، فيأتون إليه وقد عاد كما كان فإذا جاء الوقت قالوا عند المساء: غداً إن شاء الله، فإذا أتوا نقبوه وخرجوا، وهذا الحديث دل على أنه قد فتح منه قدر لطيف وهو علامة قرب فتحه. (حم ق (1) عن أبي هريرة).
5820 -
"فتح الله بابا للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاما، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه". (تخ) عن صفوان بن عسال".
(فتح الله باباً للتوبة) يحتمل الحقيقة وأنه باب من أبواب السماء يصعد منه توبة التائبين. (من المغرب) أي من جهته وفيه ما يدل على شرف الغرب على الشرق. (عرضه مسيرة سبعين عاماً) والعرض أقل من الطول في الأغلب. (لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه) أي من جهته وقد مرَّ هذا. (تخ (2) عن صفوان بن عسال) المرادي صحابي تقدم.
5821 -
"فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"(ق ن هـ) عن حذيفة (صح) ".
(فتنة الرجل في ماله) أي ضلاله ومعصيته وما يعرض له من الشر ويدخل عليه من المكروه، والمراد هنا بالفتنة المعصية. (وأهله) بما ينالهم من أذاه وما يناله من الهم بهم والاشتغال عن فعل الخيرات بسببهم (ونفسه) بما يعرض له من إيثار شهواتها (وولده) بفرط محبته والاشتغال به عن المطلوبات الشرعية (وجاره) بنحو حسد وفخر ومزاحمة في حق وإهمال بعهده، ونبه بهذه الأربع عما سواها. (يكفرهما) أي الفتنة التي هي المعصية بسبب من ذكر (الصيام والصلاة)
(1) أخرجه أحمد (2/ 341)، والبخاري (3169)، ومسلم (2881).
(2)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2921)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4191).
المفروضان. (والصدقة) الزكاة. (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وذلك لأن الحسنات يذهبن السيئات، ونبه بالصلاة والصوم على العبادات الفعلية، وبالصدقة على العبادات المالية، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العبادات القولية. (ق ن هـ (1) عن حذيفة) وسببه أن عمر قال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة؟ قال حذيفة: أنا أحفظه، قال: إنك عليه لجريء فكيف، قال، قال؛ "فإن فتنة الرجل
…
" إلخ. وذكر قصة.
5822 -
"فتنة القبر فيِّ، فإن سئلتم عني فلا تشكوا". (ك) عن عائشة (صح) ".
(فتنة القبر فيِّ) بتشديد الياء أي بسببي وفي شأن رسالتي، والمراد أن الملكين يسألان الميت عنه صلى الله عليه وسلم فيقولون: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن ثبته الله قال: إنه عبد الله ورسوله، وإلا قال: سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته. (فإذا سئلتم عني فلا تشكوا) لا تأتوا بالجواب على الشك والتردد بل أجزموا بذلك. (ك (2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
5823 -
"فجِّرت أربعة أنهار من الجنة: الفرات، والنيل، وسيحان، وجيحان. (حم) عن أبي هريرة (صح) ".
(فجِّرت) بالبناء للمجهول من التفجير أي فجر الله. (أربعة أنهار من الجنة) أي جرت منها وجعلته مادتها من أنهارها. (الفرات) نهر العراق. (والنيل) نهر مصر. (وسيحان) نهر بالقواصم قريب من المصيصية وطرسوس قاله في
(1) أخرجه البخاري (1895)، ومسلم (144)، والترمذي (2258)، وابن ماجة (3955) والنسائي في الكبرى (327).
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 414)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3956)، والضعيفة (4001): ضعيف جداً.
النهاية (1). (وجيحان) ذكر ابن الأثير فيه كما ذكره في سيحان وأن موضعهما واحد، واعلم أن ذكر كونها من الجنة إبانة لشرفها وفضلها على سائر المياه، وهذه الفضيلة راجعة إلى لذة الاغتذاء بها وبركتها وهو ما ينبت عليها ونحوه. (حم (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
5824 -
"فجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر، وبر المرأة كعمل سبعين صديقاً. أبو الشيخ عن ابن عمر (ض) ".
(فجور المرأة الفاجرة) المنبعثة في المعاصي (كفجور ألف فاجر) في الإثم لأنها تفسد من ليس له همة الفساد وتضر بفسادها البلاد. (وبر المرأة) أي عملها الصالح (كعمل سبعين صديقاً) يضاعف لها الأجر لأنها تمنع نفسها مع كثرة الدواعي منها إلى الفساد. أبو الشيخ (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه الديلمي وأبو نعيم.
5825 -
"فخذ المرء المسلم من عورته. (طب) عن جرهد (صح) ".
(فخذ المرء المسلم) والتقييد بالمسلم؛ لأنه الذي يوجه إليه الخطاب ويمتثل ما يؤمر به وإلا فالكافر مثله فيه عورة وقد حققنا ذلك في حواشي ضوء النهار. (من عورته) فيجب سترها ويحرم النظر إليها كما تقدَّم. (طب (4) عن جرهد) بالجيم آخره مهملة بزنة مرقد، ورمز المصنف لصحته.
5826 -
"فراش للرجل وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان
(1) النهاية في غريب الحديث (1/ 858).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 260)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4196)، والصحيحة (111).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 101)، والديلمي في الفردوس (2092)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3957).
(4)
أخرجه الطبراني (2/ 273)(2149)، وأحمد (3/ 478)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4197).
(حم م ن) عن جابر (صح) ".
(فراش للرجل) يباح له اتخاذه. (وفراش لامرأته) لأنه يلزمه القيام بما يحتاجه، وفيه أنه لا يلزم الرجل النوم مع زوجته، ورد بأنه وإن لم يجب لكن علم من أدلة أخرى أنه أولى حيث لا عذر لمواظبته صلى الله عليه وسلم على ذلك. (والثالث للضيف) يباح أو يندب اتخاذه. (والرابع للشيطان) لأنه زائد على الحاجة وسرف، واتخاذه مماثل للمباهاة لغرض الدنيا وزخارفها فهو مذموم وكل مذموم يضاف إلى الشيطان لأنه يحبه ويحث [3/ 141] عليه فكأنه له أو هو له حقيقة يثيب عليه ويقبل، وفي الحديث جواز اتخاذ الإنسان من الفرش والآلات ما يحتاجه ويترفه به، قال القرطبي: هذا الحديث جاء مبيناً لحديث عائشة رضي الله عنها ما يجوز للإنسان أن يتوسع فيه ويترفه منه من العرش لا أنَّ الأفضل أن يكون للإنسان فراش يختص به ولامرأته فراش، فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس له إلا فراش واحد في بيت عائشة، وأما فراش الضيف فيتعين للمضيف إعداده لأنه من إكرامه والقيام بحقه؛ ولأنه لا يتأتى له شرعاً الاضطجاع ولا النوم معه وأهله على فراش واحد.
إن قيل: هل يحرم اتخاذ الفراش الرابع الذي أخبر صلى الله عليه وسلم أنه للشيطان؟
قلت: قيل لا يحرم وإنما هو من قبيل أن الشيطان ليستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه ولا يدل ذلك على التحريم. (حم م د ن (1) عن جابر) ولم يخرجه البخاري.
5827 -
"فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري، ثم
(1) أخرجه أحمد (3/ 293)، ومسلم (2084)، وأبو داود (4142)، والنسائي (6/ 135).
أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا: افتح قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد، قال: فأُرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح فلما علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أَسْوِدَةٌ وعن يساره أَسْوِدَةٌ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأَسْوِدَةُ عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسْوِدَةُ عن التي شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال له خازن السماء الدنيا، ففتح، فلما مررت بإدريس، قال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس، ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى فقال: مرحباً بالنبي الصَّالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: عيسى ابن مريم، ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم، ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال موسى: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قلت: فرض عليهم خمسين صلاة، قال لي موسى: فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت ربي، فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت ربي، فقال: هن خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك فقلت: قد استحيت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى
فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك". (ق) عن أبي ذر، إلا قوله: "ثم عُرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام". فإنه عن ابن عباس، وأبي حبة البدري (صح) ".
(فرج) مبني للمجهول أي فتح. (سقف بيتي) إضافة إليه لسكونه فيه وكان ملكاً لأم هانئ، ولا يُعارضه رواية أنَّه كان بالحطيم؛ لأنَّه فرج من البيت إلى الحطيم. (وأنا بمكة) جملة حالية من نائب فرج، وفيه دليل أنه أخبر بهذا في غير مكة. (فنزل جبريل) أي من الفرجة التي في السقف، قيل: إنما دخل منها لا من الباب لكونه أوقع صدقًا في القلب وأبلغ في المناجاة وتنبيهًا على وقوع الطلب بغير موقع قلب وعلى أنه طلب من الجهة العلوية والأمر بيانه عال وإنه لعلو شأنه تعالى. (ففرج) مبني للمعلوم أي جبريل. (صدري) أي شق ما بين النحر إلى اللبة كما بينه رواته، وهذا شق آخر غير شق صدره وهو صغير، وحكمته ليتأهب للمناجاة ويحمل ما يلقى إليه. (ثم غسله) ليصفو ويزداد قابلية لما يلقى إليه. (بماء زمزم) لأنه من مياه الجنة، ولأنه من خواصه أنه يقوي القلب ويسكن الروع. (ثم جاء بطست) بفتح أو كسر. (من ذهب) لأنه أغلى أواني أهل الجنة، قيل: وهذا قبل تحريم الذهب، وقيل: بأنه فعل الملائكة ولا يلزم أنهم في التكليف مثلنا، وقيل: بل لأنه من آنية الجنة فلا يحرم استعمالها لأنها خلقت للإباحة مطلقاً.
قلت: والحق أنه لا يرد شيء من هذا لأن التحريم إنما هو عن الأكل والشرب فيها لا غير ذلك من أنواع الاستعمالات كما صرحت به النصوص وإلحاق غيرهما بهما لا ينهض عليه القياس. (ممتلئ حكمة وإيماناً) ذكره نظرا إلى أنه إناء وإلا فلفظ: الطست مؤنثة، وفيه تجسم الأعراض. (فأفرغها) بالغين المعجمة أي منها:(في صدري ثم أطبقه) غطّاه. (ثم أخذ بيدي) أقامني. (فعرج
بي) فنفذ بي. (إلى السماء الدنيا) القربى. (فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا) وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في الإيضاح ولإنشراح صدره صلى الله عليه وسلم عند الإعلام بهذه الفضيلة. (افتح) دل على أن للسماء أبوابًا حقيقة وعليها حجاب. (قال) الخازن. (من هذا) الذي قال: افتح (قال: هذا جبريل) فيه أنه يحسن الجواب باسم الإشارة لا بلفظ أنا، قيل: فيه أنه إنما طلب جبريل الفتح لأن معه غيره ولو كان وحده لما طلب الفتح، ولذا قال الملك:(قال هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد، قال: فأُرسل إليه) أي أرسل الله إليه للعروج رسولاً، وقيل معناه: أهل صار رسولاً؟، ورد بأن كونه رسولاً لله أمر ظاهر لا تسأل عنه الملائكة. (قال: نعم، فافتح) وفيه حسن التثبت وإلا فإنه يعلم أن جبريل لا يصعد أحد إلى السماء إلا بإذن الله تعالى ولا يمكن لبشر أن يصعدها إلا بإرادته. (فلما علونا السماء الدنيا) ارتفعنا عليها. (فإذا) هي الفجائية هنا وفيما يأتي. (رجل عن يمينه أَسْوِدَةٌ) قال الزمخشري: جمع سواد وهو الشخص والمراد هنا جماعة من بني آدم. (وعن يساره أَسْوِدَةٌ) شخوص أيضاً. (فإذا نظر قبل يمينه ضحك) سروراً وفرحاً. (وإذا نظر قبل شماله بكى) حزناً وغمًّا. (فقال مرحباً) أي فسلمت عليه فقاله أي لقيت رحباً وسعة كلمة تقال لتأنيس القادم. (بالنبي الصالح) قدمه على قوله. (والابن الصالح) وإن كان صفة النبوة أقدم لأن صفة النبوة أشرف واقتصر على صفة الصلاح هنا، وفيما يأتي لأنها صفة مفرد يأتي بجمع إذ في ضمنها كل صفة خير وكمال. (قلت: يا جبريل من هذا) فيه أن السؤال عن مثل هذا ليس من التعرض لما لا يعني وأنه يحسن. (قال: هذا آدم) ثم زاده جبريل إفادة في إخباره عما لم يسأل عنه بقوله: (وهذه الأَسْوِدَةُ عن يمينه وعن شماله نسم) بفتح النون ثم مهملة جمع نسمة أي أزواج: (بنيه) وفيه تجسم الأرواح ثم يحتمل أنها أرواح جميع من وجد ومن سيوجد ويحتمل
أنها أرواح الموتى لا غير وروي شيم بمعجمة فمثناة تحتية والأول أصح. (فأهل اليمين أهل الجنة) فهم أصحاب اليمين والسابقون. (والأَسْوِدَةُ التي عن شماله أهل النار) وهم أهل الشمال. (فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى) وهذا صريح أن حياة آدم حياة حقيقية. (ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال: له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح، فلما مررت بإدريس فيها) تقدم في حرف الهمزة أن إدريس في السماء الرابعة ويوسف في الثانية. وفي كتب التفسير في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] إنه في السماء الرابعة أو السادسة (قال: مرحباً) نصبه وما قبله بعامل مضمر أي أتيت رحباً (بالنبي الصالح والأخ الصالح) وصفه بالأخ تلطفاً وتواضعاً لأن الأنبياء إخوة ولم يقل بالابن لأنه ليس من ذريته. (قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس) قال الشارح: وقضيته أن إدريس في الثانية وليس مرادًا إذ ثم لترتيب الأخبار لا الواقع.
قلت: لا يخفى بعده، ثم قال: على أن هذه الرواية شاذة مخالفة للروايات الصحيحة، قلت: وعلى هذا الوجه التعويل في دفع الإشكال.
(ثم مررت بموسى) أي ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فمررت بموسى، إلا أنه تقدم أن موسى في السماء السادسة فهذه الرواية شاذة. (فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى) ظاهره في السماء الرابعة والذي تقدم أن عيسى ويحيى في السماء الثالثة. (فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم) واعلم أن: الروايات متفقة على أن المرور بعيسى قبل موسى إلا هذه الرواية وظاهره أن عيسى في السماء الرابعة. (ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح) ظاهره أن إبراهيم في السابعة وتقدم كلام في هذا اللقاء
هنالك أي في حديث آدم في السماء الدنيا إلى آخره في حرف الهمزة وظاهره هنا أنه في الخامسة. (قلت من هذا؟ قال: هذا إبراهيم) واعلم أن سياق هذه الرواية يخالف سياق صحيح الروايات غيرها كما أشرنا إليه فلعله وقع من الراوي سرد نفس القصة من غير ملاحظة إلى ترتيب وقوعها. (ثم عرج بي حتى ظهرت) ارتفعت. (مستوى) بفتح الواو موضع مشرف يستوى عليه. (أسمع فيه صريف الأقلام) بفتح المهملة صوتها على اللوح حال كتابتها. (ففرض الله عز وجل على أمتي) أي وعلي. (خمسين صلاة) وفي رواية في كل يوم وليلة قيل وكانت كل صلاة ركعتين. (فرجعت بذلك حتى مررت على موسى) وفي رواية ونعم الصاحب كان لكم. (فقال موسى: ماذا فرض ربك على أمتك؟) كأنه علم أنه لا يعرج به إلا لأخذ فرائض على الأمة. (قلت: فرض عليهم خمسين صلاة قال لي موسى: فراجع ربك) وفي رواية: "فارجع إلي ربك" إلى المحل الذي ناجيته فيه. (فإن أمتك لا تطيق ذلك) قيل: إنما اعتنى موسى بذلك دون غيره لأنه قال: ياربِّ اجعلنى من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما رأى من كرامتهم عند ربهم فاعتنى بشأنهم لأنه منهم. (فراجعت ربي، فوضع عني شطرها) أي نصفها. (فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك) عرف عدم طاقتها مما قاساه من بني إسرائيل والمراد بعدم الطاقة زيادة المشقة لا أنه تكليف ما لا يطاق. (فراجعت ربي، فقال: هن خمس) عدداً. (وهي خمسون) أجراً. (لا يبدل القول لدي) واعلم أن غير هذه الرواية من الروايات الصحيحة حقق فيها أن التخفيف كان خمسًا خمسًا فهي تفصيل لإجمال هذه. (فرجعت إلى موسى) أي فأخبرته. (فقال: راجع ربك فقلت: قد استحييت من ربي) من طول المراجعة
واعلم: أن لأهل الأصول إشكالا في نسخ التكليف بالخمسين قبل بلوغ
المكلفين، وأجوبة عدة على ذلك. (ثم انطلق بي) غير الصيغة كأن المنطلق به غير جبريل (حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى) حيث ينتهي إليه أعمال العباد أو نفوس السائحين [3/ 143] من الملائكة إذ إليه ينتهي علم الخلائق من الملائكة وغيرهم، وغيره غيب لا يعلمه إلا الله، وقيل المراد سدرة المنتهى شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش من عجائب المخلوقات وبدائع المصنوعات، ينتهي إليها علم الخليقة لا يتعداها نبي مرسل ولا ملك مقرب. (فغشيها ألوان لا أدري ما هي) وفي رواية:"لا يستطيع أحد أن ينعتها من حسنها". (ثم أدخلت الجنة) أي والنار، كما في روايات صحيحة، قال ابن العربي: هي خارجة عن أقطار السماوات والأرض، وقال ابن عبد السلام: فيه أن سدرة المنتهى ليست في الجنة.
(فإذا فيها جنابذ) بفتح الجيم فنون وكسر الموحدة آخرها معجمة جمع جنبذ بضم الجيم والباء وهو ما ارتفع واستدار كالقبة فارسي معرب. (اللؤلؤ وإذا ترابها المسك) وفوائد الحديث جمة لا تحصى قد أفردت بالتأليف. (ق (1) عن أبي ذر، إلا قوله: ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. فإنه عن ابن عباس، وأبي حبة) بحاء مهملة مفتوحة فباء موحدة مشددة، وغلط من قال بمثناة تحتية، وقال الواقدي: إنه بالنون. (البدري) ليس من الذين شهدوا بدراً.
5828 -
"فرخ الزنا لا يدخل الجنة. (عد) عن أبي هريرة".
(فرخ) بالخاء المعجمة وفي نسخة بالجيم وهو تصحيف. (الزنا) والفرخ ولد الطائر وكل صغير من الحيوان والنبات. (لا يدخل الجنة) قال ابن
(1) أخرجه البخاري (3342)، ومسلم (163).
الجوزي (1): هذا الحديث ونحوه أحاديث مخالفة للأصول وأعظمها قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] انتهى. قال الرافعي في تأريخ قزوين (2): أنه رأى بخط الإِمام الطالقاني أن معناه: لا يدخل الجنة بعمل أصلية بخلاف ولد الرشدة فإنه إذا مات طفلا وأبواه مؤمنان ألحق بهما وبلغ درجتهما لصلاحهما كما قال تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيتَهُمْ} [الطور: 21]، وولد الزنا لا يدخل الجنة بعمل أصلية، أما الزاني فنسبه منقطع، وأما الزانية فبشؤم زناها وإن صلحت يمنع من وصول صلاحها إليه انتهى.
قلت: ولا يخفى أن لفظ الحديث لا يدخل وهو بعيد عن المعنى المذكور لأنه جعل يدخل يرفع إلى درجة أبويه وفيه أن هذا شؤم لحق الولد بلا ذنب لأنه حط عن رتبة أمه ولا ريب أن شؤم الآباء يلحق الأبناء لا بذنب منهم. (عد (3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وابن عدي أخرجه عن حمزة بن داود الثقفي عن محمد بن زنبور عن عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبي صالح عن أبي السمان، قال يحيى: حديث ليس بحجة وقال أبو حاتم: يكتب ولا يحتج به.
5829 -
"فرغ الله عز وجل إلى كل عبد من خمس: من أجله، ورزقه، وأثره، مضجعه، وشقي أو سعيد". (حم طب عن أبي الدرداء" (صح).
(فرغ الله عز وجل) أي نَفَذَ قَدَرُه وقضاؤه منتهيا إلى الملك الموكل بالأرحام وما يتعلق بالمخلوق. (إلى كل عبد من خمس) متعلق بفرغ نظرا إلى لفظه. (من
(1) العلل المتناهية (2/ 769).
(2)
التدوين في أخبار قزوين (2/ 146).
(3)
أخرجه ابن عدي (3/ 449)، والرافعي في التدوين (2/ 146)، وانظر علل الدارقطني (9/ 101)، والميزان (3/ 340)، والمصنوع (1/ 204)، والعلل المتناهية (2/ 769)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3958)، والضعيفة (1462).
أجله) بدل من خمس بإعادة العامل فلا زيادة فيه ولا نقص منه. (ورزقه) كذلك. (وأثره) بفتح الهمزة ومثليه أي أثر مشيه في الأرض كما قال تعالى: ميه {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]. (ومضجعه) يعني سكونه وحركته ومحل موته ومدفنه. (وشقي أو سعيد) قال أبو البقاء: لا يجوز فيه إلا الرفع على تقدير وهو لو جر عطفا على ما قبله لم يجز لأنه يكون المراد فرغ من شقي أو سعيد ولا معنى له، قال الغزالي (1): معنى الفراغ من ذلك أنه سبحانه لما قسم ما ذكر وقدر أحدهما على التعيين أن يكون من أهل الجنة والآخر من أهل النار تعيينا لا يقبل التبديل والتغيير فقد فرغ من أمرهم {فَرِيق في الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ في السَّعِيرِ} [الشورى: 7].
قلت: وهو إخبار عن سابقية علمه تعالى بذلك ولا تقتضي السابقية السابقية كما أوضحناه في إيقاظ الفكرة، والمراد أنه تعالى قد علم ما يختاره العبد لنفسه من الشقاوة والسعادة. (حم طب (2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: أحد رجال إسنادي أحمد ثقات.
5830 -
"فرغ إلى ابن آدم من أربع: الخَلق، والخُلق، والرزق والأجل". (طس) عن ابن مسعود (صح) ".
(فرغ) مبني للمجهول. (إلى ابن آدم من أربع) لا ينافيه قوله آنفاً من خمس؛ لأن مفهوم العدد غير معتبر أو لأنه أعلم بالخامسة بعد إعلامه بالأربع كذا قيل، قلت: هذه غير تلك ليس هنا إلا أمران من الخمس الأول. (الخَلق) من كامل وناقص وحسن وقبيح. (والخُلق) بضم المعجمة تقدم تفسيره. (والرزق
(1) إحياء علوم الدين (4/ 31).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 197)، والقضاعي في الشهاب (602)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 195)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4201).
والأجل) والفراغ منها تمثيل بفراغ العامل من عمده كما في حديث "جفت الأقلام وطويت الصحف"(1). (طس)(2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي فيه عيسى بن المسيب البجلي وهو ضعيف عند الجمهور واختلف كلام الدارقطني فيه فوثقه في سننه وضعفه في غيرها.
5831 -
"فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس". (د ت) عن ركانة".
(فرق ما بيننا) في الهيئة (وبين المشركين العمائم على القلانس) يحتمل اعتمامنا على القلانس أو اعتمامهم عليها والأول أظهر لما تقدم في معناه، وأن العمامة على القلنسوة أتم في الجمال والأحق به أهل الإيمان ولأنه كان صلى الله عليه وسلم يعتم على القلنسوة، والحديث يحتمل أنه إخبار عن الواقع وأن المشركين يخالفون المسلمين في ذلك، ويحتمل أنه في معنى الأمر للمسلمين بأن يلزموا من كان تحت وطأتهم من المشركين بذلك الشعار والحديث دليل على أن الفرق بين المشركين والمسلمين مراد لله في اللباس كما خالفوا في الاعتقاد. (د ت (3) عن ركانة) بضم الراء وتخفيف الكاف سكت المصنف عليه وقد قال الترمذي: غريب وليس إسناده بالقائم وذلك لأنه من حديث أبي الحسن العسقلاني عن محمد بن ركانة قال الترمذي: لا نعرف العسقلاني ولا ابن ركانة، وفي الميزان: محمد بن ركانة عن أبيه لم يصح حديثه انفرد به أبو الحسن شيخ لا ندري من هو، متنه "فرق ما بيننا" انتهى.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 238)(12988).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7325)، والدارقطني في سننه (4/ 200)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 195)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4200).
(3)
أخرجه أبو داود (4078)، والترمذي (1784)، وانظر الميزان (6/ 145)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3959).
5832 -
"فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها: الغوطة، فيها مدينة يقال لها: دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ". (حم) عن أبي الدرداء".
(فسطاط) بضم الفاء وكسرها وبالطاء والتاء مكان الطاء المدينة التي يجتمع فيها الناس وأبنية السفر دون السرادق والمراد هنا الأول. (المسلمين يوم الملحمة الكبرى) هي أحد الملاحم التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم أمته. (بأرض يقال لها: الغوطة) اسم للبساتين والمياه التي حول دمشق وهي غوطتها. (فيها مدينة يقال لها: دمشق) هي. (خير منازل المسلمين يومئذ) لأنهم يسلمون فيها من عدوهم وينجون من شرهم. (حم (1) عن أبي الدرداء) وقد أخرجه أبو داود بلفظه.
5833 -
"فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدف، والصوت في النكاح". (حم ت ن هـ ك) عن محمد بن حاطب (صح) ".
(فصل) بالمهملة الساكنة أي فرق. (ما بين الحلال والحرام) من النكاح بمعنى الوطئ. (ضرب الدف) بالضم وبفتح. (والصوت) أي رفع الأصوات فيه أو الذكر في الناس كما يقال فلان ذكر صوته في الناس كذا قيل: (في النكاح) أي في الأعراس، والمراد أن الحلال من النكاح من شأنه الإعلان به وإظهاره والتدفيف من سعادة للنساء خاصة إذا لم ينضم إليه محظور. (حم ت ن هـ ك (2) عن محمد بن حاطب) رمز المصنف لصحته؛ لأنه صححه الحاكم وأقره الذهبي.
5834 -
"فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر". (حم م 4)
(1) أخرجه أحمد (5/ 197)، وأبو داود (4298)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4205).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 259)، والترمذي (1088)، والنسائي (6/ 127)، وابن ماجه (1896)، والحاكم (2/ 201)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4206).
عن عمرو بن العاص (صح) ".
(فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب) من اليهود والنصارى أو من اليهود فقط. (أكلة السحر) قال النووي (1): المشهور وضبط الجمهور أنه بفتح الهمزة مصدر للمرة من الأكل وضبطه المغاربة بالضم وقال عياض (2): روي بالفتح والضم، فبالضم بمعنى اللقمة، وبالفتح الأكل مرة واحدة قال: وهو الأشبه هنا لأن الثواب في الفعل لا في الإطعام، قال العراقي: لو قيل الأشبه هنا الضم لم يبعد لأن الفضل يحصل بلقمة واحدة لا تتوقف على زيادة، والحديث حث على السحور، قال ابن تيمية: فيه دليل على أن الفضل بين العبادتين مأمور به. (حم م 4 (3) عن عمرو بن العاص) ولم يخرجه البخاري.
5835 -
"فصل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل كأثر المخيط في الطين إلا أن الله يسترهن بالحياء". (طس) عن ابن عمرو (ض) ".
(فصل ما بين لذة المرأة) المراد لذة الجماع. (ولذة الرجل كأثر المخيط) الإبرة. (في الطين) مما يكاد لا يظهر له أثر، والمراد أن شهوة الرجل بالنسبة إلى شهوة المرأة شيء قليل جداً يكاد أن يكون لا أثر له في جنب شهوة المرأة. (إلا أن الله سترهن بالحياء) ولولا ذلك لافتضحن وظهر ذلك عليهن، والحديث إعلام بعظم شهوة المرأة وإذا كان كذلك فيحسن السعي في إعفافهن وقضاء وطرهن. (طس (4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أحمد
(1) شرح النووي على مسلم (7/ 207).
(2)
مشارق الأنوار على الصحاح (1/ 59).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 197)، ومسلم (1096)، وأبو داود (2343)، والترمذي (708)، والنسائي (4/ 146).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7378)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 293)، وفيض القدير (4/ 430)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3960)، والضعيفة (4004): ضعيف جداً.
بن علي بن شوذب لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات، قال ابن القيم: هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده مظلم لا يحتج بمثله.
5836 -
"فضل الجمعة في رمضان كفضل رمضان على سائر الشهور". (فر) عن جابر".
(فضل) بالضاد المعجمة. (الجمعة) أي صلاتها أو نفس اليوم. (في رمضان كفضل رمضان على سائر المشهور) أي كفضل صومه على سائر المشهور إذ خصه نفسه، وهو حث على العمل الصالح في يومها كما في رمضان، أو على الاهتمام بصلاة الجمعة في يومها فيه زيادة على غيره. (فر (1) عن جابر) سكت المصنف عليه وفيه هارون بن زياد (2) قال الذهبي: قال أبو حاتم: له حديث باطل، وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث، وعمر بن موسى الوجيهي (3)، قال الذهبي: قال ابن عدي: كان يضع الحديث.
5837 -
"فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد". (حم) عن حذيفة (ح) ".
(فضل الدار القريبة من المسجد) قيل: أضاف الفضل إلى الدار وهو لأهلها على حد {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82].
قلت: والأولى بقاؤه على الحقيقة، وهذه فضيلة للبقعة نفسها كما في غيرها [3/ 145] من البقاع، ووجهه إعانة ساكنها على المحافظة على الجماعة إلا أنه قد عارضه ما تقدم من حديث "أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4351)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3962)، والضعيفة (4003): موضوع.
(2)
انظر المغني (2/ 704)، والمجروحين (3/ 94).
(3)
انظر المغني (2/ 474).
ممشى" (1) وجمع بينهما يحمل ما هنا على الإِمام الذي يتعطل القريب بغيبته، وذاك على من عدا ذلك لكثرة الخطى فيه المتضمنة كثرة الثواب. (على الدار الشاسعة) بمعجمة ثم مهملتان أي البعيدة عنها. (كفضل الغازي على القاعد) {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95].
قلت: يحتمل أن فضلها لشرف جوار بيت الله تعالى، وما يكسبها ذلك من أنوار العبادات، فلا يرد المعارضة بحديث:"أعظم الناس أجراً" وفيه حث على قرب البيوت من المساجد كما كان بيته صلى الله عليه وسلم. (حم (2) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه وفيه ابن لهيعة.
5838 -
"فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعد ما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس". أبو محمد التكريتي في معرفة النفس. (فر) عن أنس".
(فضل الشاب العابد الذي تعبد) بمثناة فوقية بضبط المصنف أي. (في) حال. (صباه على الشيخ الذي تعبد) مثله في ضبطه. (بعد ما كبرت سنه) السن هنا مقدار العمر مؤنثة في الناس وغيرهم أي بعد علو مقدار عمره. (كفضل المرسلين على سائر الناس) لأنه قهر نفسه في حال الشباب فاستحق الفضل على من ذهبت دواعي شهوته وصار مالك لإربه. (أبو محمد التكريتي) نسبة إلى تكريت بمثناة فوقية ثم راء فمثناة تحتية فمثناة فوقية (في معرفة النفس). (فر (3)
(1) أخرجه البخاري (623)، ومسلم (662).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 399)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 16)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3963)، والضعيفة (4005): ضعيف جداً.
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4355)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3964)، والضعيفة (4006): ضعيف جداً.
عن أنس) سكت المصنف عليه وفيه عمر بن شبيب (1) قال الذهبي: ضعفه الدارقطني وقال أبو زرعة واه.
5839 -
"فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفاً". (حم ك) عن عائشة (صح) ".
(فضل الصلاة) فريضة أو نافلة. (بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفاً) قال أبو البقاء: كذا وقع بهذه الرواية "سبعين" والصواب "سبعون" فالتقدير توجيه لجره بحذف المضاف وبقى المضاف إليه على إعرابه، "فضل سبعين" لأنه خبر فضل الأول، وقال الطيبي: سبعين مفعول مطلق أو ظرف أي تفضل مقدار سبعين، ويجوز أن يكون الأصل بسبعين فحذفت الباء وبقي عملها. (حم ك (2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي، إلا أن مداره على ابن إسحاق ومعاوية بن يحيى الصدفي (3) قال الدارقطني: ضعيف، ورواه أبو نعيم وابن حبان في الضعفاء من طرق أخرى، قال ابن معين: حديث باطل لا يصح له إسناد، وقال ابن حجر: أسانيده كلها معلولة.
5840 -
"فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي". الحارث عن أبي سعيد".
(فضل العالم على العابد) أراد العلماء بالله، قال علي أمير المؤمنين رضي الله عنه: لقد سيق إلى الجنة أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولكنهم
(1) انظر المغني (2/ 469).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 272)، والحاكم (1/ 244)، وابن حبان في المجروحين (3/ 5)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 67)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3965).
(3)
انظر المغني (2/ 667).
عقلوا عن الله مواعظه فوجلت منه قلوبهم واطمأنت إليه نفوسهم. (كفضلي على أمتي) وهو قدر لا يعلمه إلا الله تعالى. (الحارث (1) عن أبي سعيد) سكت المصنف عليه، وأورده ابن الجوزي: في الواهيات وقال: لا يصح، فيه سلام الطويل، قال الدارقطني وغيره: متروك.
5841 -
"فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله عز وجل وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير". (ت) عن أبي أمامة (صح) ".
(فضل العالم) الذي أفاض علمه على الناس كما يشعر به آخره. (على العابد كفضلي على أدناكم) قال الطيبي (2): في هذا التشبيه تنبيه على أنه لا بد للعالم من العبادة وللعابد من العلم كيف لا؟ والعلم مقدمة العمل وصحة العمل متوقفة على العلم وللناس كلام هنا طويل والذي يفهم من الحديث أنه أراد بفضل العالم النافع بعلمه عباد الله بتعليم وفتيا وإرشاد وتزهيد وغير ذلك من دلائل الخير على مجرد من يقتصر على العبادة سواء كان عالما بحيث يساوي هذا النافع للعباد بعلمه أم دونه في العلم لا الجاهل فإن عبادته لا اعتداد بها كما دلت لهذه الجملة الاستئنافية التي هي إبانة لعلة الفضل. (إن الله عز وجل وملائكته وأهل السماوات) أي سكانها من الملائكة الذين لا ينزلون إلى الأرض وهذا تخصيص بعد التعميم وأهل. (الأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت) ذكر النملة والحوت بعد ذكر الثقلين والملائكة تتميم بجميع أنواع الحيوان وخص النملة من حيوانات البر لأنها مثل في الحقارة فتعرف صلاة غيرها بطريق
(1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (39)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 21)، وانظر العلل المتناهية (1/ 278) وعلل الدارقطني (9/ 267)، والمجروحين (1/ 240) وقال الألباني في ضعيف الجامع (3968): موضوع.
(2)
فيض القدير (4/ 432).
الأولى والحوت من حيوان البحر وهو عام لكل حيوان يجري. (ليصلون) هذا من جمع معاني المشترك فإن صلاته تعالى غير صلاة خلقه والمراد يدعون الله بالاستغفار لهم كما سلف فيستغفرون وفيه أيضا تغليب العقلاء على غيرهم. (على معلم الناس الخير) دل على أن هذا الفضل والتفضيل لمن أفاض نفائس علوم الدين على العباد وشملت بركة علمه الحاضر والباد. (ت (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته لأنه قال الترمذي: حسن صحيح إلا أنه تعقب بأن فيه الوليد بن جميل (2)[3/ 146] لينه أبو زرعة.
5842 -
"فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب". (حل) عن معاذ (ض) ".
(فضل العالم على العابد كفضل القمر) ليلة البدر ليلة رابع عشر عند كمال نورها. (على سائر الكواكب) قال البيضاوي: كمال العابد ونوره لازم لذاته لا يتعداه فشابه نور الكواكب، والعلم كمال يوجب للعالم في نفسه فضلا وشرفا ويتعدى منه إلى غيره فيستفيد من نوره وكماله ويكمل بواسطته لكنه ليس كمال للعالم في نفسه بل بواسطة تلقيه من المصطفى صلى الله عليه وسلم فلذلك شبه بالقمر.
قلت: كل كمال ليس ثابتًا لأحد باعتبار ذاته إلا الرب تعالى وإلا فالرسل كمالاتهم مفاضة من الرب تعالى وتبارك. (حل (3) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة.
5843 -
"فضل العالم على العابد سبعين درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". (ع) عن عبد الرحمن بن عوف".
(1) أخرجه الترمذي (2685)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4213).
(2)
انظر المغني (2/ 721).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 45)، وأبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجة (223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4212).
(فضل العالم على العابد سبعين درجة) هكذا فيما قوبل على خط المصنف وفيه من الأوجه مثل ما مر في مثله. (ما بين كل درجتين) من المقدار. (كما بين السماء والأرض) خمسمائة عام كما في الأحاديث. (ع (1) عن عبد الرحمن بن عوف) سكت المصنف عليه، وقد قال الهيثمي: فيه الخليل بن مرة، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه وليس بمتروك.
5844 -
"فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة". ابن عبد البر عن ابن عباس".
(فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد) هو مثل ما سلف وإنما ذكر الإيمان تشريفا لاتصافهما به وإلا فلا فضل لمن لا إيمان له. (سبعون درجة) زاد في رواية: "ما بين كل درجتين حضر الفرس السريع المضمر مائة عام". (ابن عبد البر (2) في العلم عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف.
5845 -
"فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته". (خط) عن أنس".
(فضل العالم على غيره) ممن ليس بعالم كعلمه. (كفضل النبي على أمته) في التشبيه بالنبي في مثل هذا دليل على أن المراد من أفاض علمه على العباد (خط (3) عن أنس).
(1) أخرجه أبو يعلى (856)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3967).
(2)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم 77)، وابن حبان في المجروحين 2/ 23، والدارمي (352)، والديلمى في الفردوس (4345)، وابن عدي (3/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3972).
(3)
أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 106)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3969)، والضعيفة (1596): موضوع.
5846 -
"فضل العلم أحب إلى من فضل العبادة، وخير دينكم الورع". البزار (طس ك) عن حذيفة (ك) عن سعد (صح) ".
(فضل العلم) زيادته أي زيادة الساعات في تعلمه وإنفاقه وادخار أجره. (أحب إلى من فضل العبادة) أي من إنفاق الساعات في فعلها وتحصيلها وذلك لأن أجر العلم أكمل من أجرها. (وخير دينكم الورع) فيه أنه أفضل الثلاثة. (البزار (طس ك) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته، قال المنذري: إسناده لا بأس به، وقال في موضع آخر أنه حسن، (ك (1) عن سعد) أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: إنه لا يصح والمتهم بوضعه عبد الله بن عبد القدوس.
5847 -
"فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على سائر خلقه". (ع) في معجمه (هب) عن أبي هريرة".
(فضل القرآن على سائر الكلام) من كتب الله وغيرها. (كفضل الرحمن على سائر خلقه) لأنه كلام أشرف الأشياء وأعظمها من قصرت العبارات عن وصف علاه ورجع كل طرف مخفق خاسئاً عن الإحاطة بألفاظ كلامه ومعناه، فكلامه أشرف الكلام ومعانيه أعظم المعاني التي دارت على الأفهام وحامله له من الفضل ما ليس لغيره من حافظ كل كلام. (ع في معجمه، هب (2) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وفيه أشعث الحُمْراني، قال الذهبي (3): ثقة، وشهر
(1) أخرجه البزار (2969)، والطبراني في الأوسط (3960)، والحاكم (1/ 171) عن حذيفة، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 352)، وأخرجه الحاكم (1/ 170)، وانظر العلل المتناهية (1/ 76، 77)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4214).
(2)
أخرجه أبو يعلى في مسنده (294)، والبيهقي في الشعب (2208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3970)، والضعيفة (1334).
(3)
انظر: المغني (1/ 91).
بن حوشب (1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن عدي: لا يحتج به وقد أخرجه الترمذي بلفظ: "فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقطا (2) إلا أنه وقع في ذيل حديث: "يقول الرب: من شغله القرآن عن ذكري وعن مسألتي أعطيته أفضل ما يعطى السائلين، وفضل كلام الله
…
" إلى آخره، فلم ينتبه له المصنف، قال الحافظ في الفتح في حديث الترمذي هذا: رجاله ثقات إلا أن عطية الكوفي فقيه ضعيف.
5848 -
"فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل المكتوبة على التطوع". أبو الشيخ عن علي (ض) ".
(فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل المكتوبة) من الفرائض. (على التطوع) النافلة، وقد ورد أن الفريضة تفضل النافلة بسبعين ضعفا. وبهذا الحديث استدل أن المشي للمشيع خلف الجنازة أفضل من المشي أمامها، وقالت الشافعية: الأفضل المشي أمامها وذلك لأن المشيع شفيع والشفيع يتقدم المشفوع له وهذا عدول عن النص إلى الرأي وما مثله من دأب الشافعية إلا أن لهم أدلة أخر. (أبو الشيخ (3) عن علي) ورواه عنه الديلمي أيضًا رمز المصنف لضعفه.
5849 -
"فضل الوقت الأول على الآخر كفضل الآخرة على الدنيا". أبو الشيخ عن ابن عمر (ض) ".
(فضل الوقت الأول) من كل الأوقات التي فيها شرعت الصلوات وغيرها من
(1) انظر المغني (1/ 301).
(2)
أخرجه الترمذي (2926)، وانظر الفتح (9/ 66).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4332)، وانظر العلل المتناهية (2/ 900)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3971)، والضعيفة (4008): ضعيف جداً.
العبادات. (على الآخر) الأولية والأجوبة اعتبارية، ويحتمل أنه أريد بالآخر ما بعد النصف والله أعلم. (كفضل الآخرة على الدنيا) ولا يخفى أن الآخرة دار القرار والدار التي لا رحيل عنها، وكأن المراد بها الجنة نفسها فإن الآخرة تشمل النار والدنيا خير لأهل النار من النار وأفضل، ويحتمل أنه أراد خيرية الدار من حيث هي من غير نظر إلى جنة ولا نار، ولا شك أنها الحيوان، والحديث حث على فعل الطاعات المؤقتة [3/ 147] في أول أوقاتها. (أبو الشيخ (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف.
5850 -
"فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة". (هب) عن أبي الدرداء (صح) ".
(فضل الصلاة) تقدم تحقيق المراد بها من الفريضة أو النافلة أو هما كما تقدم في تحقيق. (في المسجد الحرام على غيره) من مساجد الدنيا. (مائة ألف صلاة، وفي مسجدي) أي وفضل الصلاة في مسجدي. (ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) تقدم كل ذلك في حرف الصاد المهملة. (هب (2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وفيه سعد بن سالم يعني القداح وليس بذاك عن سعيد بن بشير (3) قال الذهبي: شبه المجهول.
5851 -
"فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة، وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4353)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3973): موضوع، وضعفه في الضعيفة (4009).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (4140)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4211).
(3)
انظر المغني (1/ 256).
الجماعة على المنفرد". ابن السكن عن ضمرة بن حبيب عن أبيه (ض) ".
(فضل صلاة الجماعة) يشمل ولو لم يكن إلا باثنين كما يفيده. (على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة) فإن كثر العدد في الجماعة كانت الدرجات أعظم وأفضل، وأما عددها فخمس وعشرون على ما هنا. (وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة الجماعة على المنفرد) أي خمس وعشرون درجة، والحديث حث على الجماعة سواء كانت في مسجد أو في غيره وعلى النافلة في البيوت، وهل المراد النافلة الفرادى لا غير، أو يشمل النافلة الجماعة، وأن البيت أفضل لهما مطلقا ينظر محل بحث. (ابن السكن (1) عن ضمرة بن حبيب عن أبيه)، رمز المصنف لضعفه ..
5852 -
"فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر"(ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد) أي فضل صلاة الواحد في جماعة على صلاته منفرداً؛ لأن الجمع من حيث هو. (خمس وعشرون درجة) حكمة هذا العدد لا يعلمها إلا الله. (وتجتمع ملائكة الليل) الموكلون بالعبادات الليلة، قيل: هم الحفظة، وضعف بأن الحفظة لا يفارقون الإنسان، ولم ينقل أن حفظة الليل غير حفظة النهار فهم ملائكة غير الحفظة. (وملائكة النهار) الذين ينزلون من السماء عوضا عن ملائكة الليل الذين يصعدون إليها. (في صلاة الفجر) متعلق بتجتمع فيحتمل أنهم يصلون مع المسلمين وأنه تتوفر جمع جماعة الفجر بفريقي الملائكة، ويحتمل أن المراد أنهم يشهدون الصلاة وإن لم يصلوا، وفي
(1) أخرجه أحمد (2/ 473) الشطر الأول من الحديث، وابن ماجة (787) عن أبي هريرة بمعناه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4215).
هذا الإخبار حث على جماعة الفجر. (ق (1) عن أبي هريرة).
5853 -
"فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة". (طب) عن صهيب بن النعمان (ح) ".
(فضل صلاة الرجل في بيته) أي النافلة. (على صلاته حيث يراه الناس) يحتمل أنه لو كان في المسجد بحيث لا يراه أحد أن يكون فضل النافلة كفضلها في البيت لوجود عدم الرؤية الذي هو كالعلة. (كفضل المكتوبة على النافلة) وتقدم لنا أنه قد ورد أن الفريضة تفضل النافلة بسبعين ضعفا، وفيه حث على جعل النوافل في البيوت، وكذلك كان فعله صلى الله عليه وسلم. (طب (2) عن صهيب بن النعمان) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه محمد بن مصعب القرقسائي ضعفه ابن معين وغيره ووثقه أحمد.
5854 -
"فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية". ابن المبارك (طب حل) عن ابن مسعود (ض) ".
(فضل صلاة الليل) أي نافلة ويحتمل النافلة والفريضة إلا أنه لم يأتِ نص بتفضيل صلاة فريضة الليل على فريضة النهار فالأظهر أن المراد هنا النافلة. (على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية) وذلك لأن صلاة الليل يقبل القلب عليها أكثر من إقباله عليها نهارا لتجرده عن الأشغال وسكون العالم وهدوء الأعين، ولذا حث تعالى على قيام الليل، وحث عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على أن صدقة السر أفضل من صدقة العلانية لسلامتها عن الرياء ونحوه، وقيل من عرف أنه يقتدي به غيره حسن منه الصدقة جهراً وكانت
(1) أخرجه البخاري (4440)، ومسلم (649).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 46)(7322)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 247)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4217).
أفضل، قيل فيؤخذ منه أن من عرف أنه يقتدى به في نافلة النهار من الليل كانت نافلة النهار أفضل. (ابن المبارك طب حل (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي: رجاله ثقات، كأنه يريد رجال الطبراني.
5855 -
"فضل غازي البحر على غازي البر كفضل غاز البر على القاعد في أهله وماله". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ".
(فضل غازي البحر) الغازي من طريق البحر سواء كان العدو في البحر أو خارجه. (على غازي البر كفضل غاز البر على القاعد في أهله وماله) من غير أولي الضرر وقد فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً. (طب (2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه.
5856 -
"فضل غازي البحر على غازي البر كعشر غزوات في البر". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ".
(فضل غازي البحر على غازي البر كعشر غزوات في البر) وذلك لما في ركوب البحر من الأخطار، ويتخرج من هذا فضل حاج البحر على حاج البر. (طب (3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه.
5857 -
"فضل حملة القرآن على الذي لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق". (فر) عن ابن عباس".
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (25)، والطبراني في الكبير (10/ 179)(10382)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 167)، والبيهقي في الشعب (3098)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 251)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3976)، والضعيفة (4010).
(2)
لم أقف عليه في المعجم الكبير ولعله في المفقود منه، وانظر فيض القدير (4/ 436) قال: وإسناده حسن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3979).
(3)
لم أقف عليه في المعجم الكبير ولعله في المفقود منه وانظر فيض القدير (4/ 436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3978).
(فضل حملة القرآن) أي حافظوه سواء كان عن ظهر قلب أم لا، والمراد من حامله من أقامه على ما أنزل من ربه وعمل بأمره ونهيه ووعده ووعيده، وإذا مر في تلاوته بذكر الجنة حن إليها وعمل عملا يقربه إليها، وإذا مر بذكر النار أشفق منها وهجر كل عمل يوصل إليها، وإذا مر بذكر القرون الأولى اعتبر بها وفرح بنصر الله لأوليائه على أعدائه وعلم أن هذه مع سنة الله أبدا وترقب وقوعها، وإذا مر بضرب الأمثال تأمل ما اشتملت عليه وازداد إيماناً مع إيمانه وإذا مر بحجج الله الدافعة للباطل قوي بها إيمانه وثلج بها صدره، وخلاصته أن يعطي كل آية حقها من التأمل والإقبال بقلبه وسمعه وبصره عليها، فهذا هو حامل القرآن الذي فضله. (على الذي لم يحمله كفضل الخالق) تعالى. (على المخلوق) وهي رتبة لا تدخل تحت مطالعة العقول تحث العبد على الإقبال على كتاب الله والإعراض عن كل ما سواه. (فر (1) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وفيه محمد بن تميم الغرياني (2) قال الذهبي: قال ابن حبان: كان يضع الحديث، والحكم بن أبان (3) قال ابن المبارك: ارم به، ورواه ابن لال من هذه الطريق التي تلقاها الديلمي عنه.
5858 -
"فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على النساء". (هـ) عن أنس".
(فضل الثريد على الطعام) باعتبار محبة النفس له ورغبتها إليه وانتفاعها به وهو مركب من خبز ولحم ومرق جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4342)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3974): موضوع، وقال في الضعيفة (396): كذب.
(2)
انظر المغني (2/ 560).
(3)
انظر المغني (1/ 182).
التناول وقلة المؤنة في المضغ وغير ذلك. (كفضل عائشة على النساء) فإنها جامعة لصفات الكمال من الخلق والخلق وحسن النطق وجودة القريحة وصحة الرأي ورصانة العقل والتحبب للبعل، والحديث ترغيب في الثريد وفيه دليل أنه لا بأس في التأنق في المطعم واختيار الأفضل منه (هـ (1) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً.
5859 -
"فضل قراءة القرآن نظراً على من يقرأه ظاهراً كفضل الفريضة على النافلة". أبو عبيد في فضائله عن بعض الصحابة".
(فضل قراءة القرآن نظراً) في مصحف ونحوه. (على من يقرأه ظاهراً) أي عن ظهر قلب. (كفضل الفريضة على النافلة) وذلك؛ لأنها تجمع التلاوة والنظر على المصحف فتحصل عبادتان، قيل والمدار على الخشوع فإذا كان مع النظر أتم فهو أفضل وإلا فلا. (أبو عبيد (2) في فضائله) أي القرآن (عن بعض الصحابة) ورواه أبو نعيم والديلمي، وفيه بقية.
5860 -
"فضَّل الله قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدٌ قبلهم ولا يعطاه أحدٌ بعدهم: فضَّل الله قريشاً أني منهم، وأن النبوة فيهم، وأن الحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم، ونصرهم على الفيل، وعبدوا الله عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأنزل الله فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم: (لإيلاف قريش) ". (تخ طب ك (صح)) والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ".
(فضَّل) بتشديد المعجمة. (الله قريشا) أي جعلها تفضل الناس. (بسبع
(1) أخرجه ابن ماجة (3281)، والدارمي (2069)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4210).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4342)، وابن شاهين في الترغيب (195)، والقاسم بن سلام في فضائل القرآن (77)، وانظر فتح الباري (9/ 78)، وقال: إسناده ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3980).
خصال لم يعطها) بالبناء للفاعل وهو ضميره تعالى. (أحدٌ قبلهم ولا يعطاها) بالبناء للمجهول نائب الفاعل. (أحدٌ بعدهم) فقد فضلوا الأوليين والآخرين. (فضَّل الله قريشاً) أعاده تأكيدا وتنوهيا لما تميزوا به (أني) بفتح الهمزة على تقدير اللام الجارة أي لأني، أو الباء أي بأني والكسر على الاستئناف وهو تفضيل للنوع فلا يلزم منه أنه لا فضل لبعض الأفراد من غيرهم فإنه قد يكون من أفراد غيرهم أفضل (منهم) وكفى لهم شرفا بذلك، وقد قيل في تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] أن القرآن شرف له ولقومه وذكر في العالمين حسن، إن قيل هو صلى الله عليه وسلم من أعم من قريش فإنه من ذرية إسماعيل فيشارك قريشا في هذا الشرف من تقدمهم بل من تقدمهم من لدن آدم، قيل: قد جرى العرف بأن قريشا من قبيلة خاصة وكان منها شرفت تلك القبيلة به لاتصاله بها أشد من اتصاله بغيرها والقبيلة الأخص كبني هاشم من قريش شرفها به أعظم وكل أخص به فإنه أشرف من غيره وهذه أولى السبع والثانية. (وأن النبوة فيهم) أي النبوة التي ختم بها ديوان كل نبوة ورسالة، فكونه منهم شرف مستقل وإن لم يكن نبيا لما أعطاه الله من صفات الكمال، فلا يقال هما فضيلة واحدة. (وأن الحجابة فيهم) أي سدانة الكعبة وتولي حفظها وقبض مفتاحها، وكانت أولا في بني عبد الدار ثم صارت الآن في بني شيبة خالدة تالدة. (وأن السقاية فيهم) أي سقي الناس من زمزم، قال في المجمل (1): السقاية المحل الذي يتخذ فيه الشراب في الموسم كان من هو نبذه يشتري الزبيب فينبذ في ماء زمزم فيسقي الناس، وكان على ذلك العباس في الجاهلية وأقرها صلى الله عليه وسلم في يده في الإِسلام. (ونصرهم على الفيل) أبرهة وأصحابه كما حكاه الله تعالى في كتابه
(1) انظر: مجمل اللغة (2/ 466).
إجمالا وفي كتب التفسير تفصيلاً (وعبدوا الله عشر سنين) على الإِسلام أي عبده كذلك من آمن منهم به صلى الله عليه وسلم. (لا يعبده غيرهم) وذلك قبل هجرته وقبل إسلام الأنصار. (وأنزل الله فيهم سورة من القرآن) خصهم بها. (لم يذكر فيها أحد غيرهم) بينها بقوله: (لإيلاف قريش) أي إلى آخرها، أو لأن هذا اللفظ وحده علم لها، واعلم أنه قد استشكل الحديث من جهتين: الأولى: الإخبار بعبادة قريش قبل الناس بعشر سنين على الإِسلام والمعلوم أن قريشا لم يسلموا إلا في الثامنة عشرة سنة من البعثة والثامنة من الهجرة وذلك عند فتح مكة فإنهم أسلموا كلهم، وجوابه أن المراد أنه صلى الله عليه وسلم أول من عبد الله وهو من قريش ولم يعبد الله بعد بعثته صلى الله عليه وسلم أحد غيره ولا سبقه بعبادته على الإِسلام أحد فجعل سبقه صلى الله عليه وسلم إلى عبادة ربه فضيلة لقريش لكونه منهم، والقبيلة تشرف بشرف فرد منها كما تذم برذيلة فرد منها بل وينسب إليها فعله نحو قوله تعالى في ثمود:{فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} [الأعراف: 77] والعاقر بعض منهم، وكقوله:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64] والقائل بعض منهم، ثم في هذا الحديث نفسه تفضيل قريش فإن الحجابة فيهم والسدانة فيهم والنبوة فيهم وكل هذه في أفراد منهم كما قررناه وهذا نظير امتنان الله علي بني إسرائيل بقوله:{اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً} [المائدة: 20] ونظير قوله: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} [النساء: 54] مع أن النبوة لتعظيمهم والملك العظيم لسليمان عليه السلام الجهة الثابتة والإشكال في قوله: "عبدوا عشر سنين" ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم شاركه في العبادة جماعة في العشر انتهى وجوابه أنه من وجهين الأول عدم اتصاف مفهوم أن يراد بالناس أكثرهم وجمهورهم، فإن لم
يدخل الناس في الدين دخولا بظهور الأبعد المعسر في اليقين أو يراد ناس مخصوصون، والله أعلم. (تخ طب ك)(1)، رمز المصنف على الحاكم بالصحة؛ لأنه قال الحاكم صحيح إلا أنه رده الذهبي بأن فيه يعقوب بن محمد الزهري عن إبراهيم بن محمد بن ثابت ويعقوب ضعيف وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها فالصحة من أين، (والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ) بنت أبي طالب.
5861 -
"فضَّل الله قريشا بسبع خصال: فضّلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قريش، وفضّلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون، وفضّلهم بأنه نزلت فيهم سورة القرآن لم يدخل فيها أحدٌ من العاملين وهي: (لإيلاف قريش)، وفضّلهم بأن فيهم النبوة، والخلافة، والحجابة، والسقاية". (طس) عن الزبير بن العوام".
(فضَّل الله قريشا بسبع خصال) كل واحدة خاصة بهم. (فضّلهم بأنهم عبدوا الله) نسب العبادة إلى الكل من باب (فعقروها). (عشر سنين لا يعبد الله إلا قرشي) والسبق إلى عبادة الله مسارعة إلى الخيرات ولذا قال الخليل عليه السلام: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 163] والكليم مثله. (وفضّلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون) رعاية منه تعالى لحرمة بيته وسكانه. (وفضّلهم بأنه) أي الشأن. (نزلت فيهم سورة) من (القرآن لم يدخل فيها أحدٌ من العاملين) إيهام وتفخيم بينه قوله. (وهي: (لإيلاف قريش)، (وفضّلهم بأن فيهم النبوة) أي ختامها. (والخلافة) فإنها لقريش كما سلف مراد النص بذلك. (والحجابة، والسقاية) وفيه أن شرف القبيلة بشرف بعض أفرادها داخباره بتفضيلها إعلام لا ما يجب
(1) أخرجه البخاري في التاريخ (1004)، والطبراني في الكبير (24/ 409)(994)، والحاكم (2/ 584)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4209)، والصحيحة (1944).
من معرفة شرفهم وفضلهم. (طس (1) عن الزبير بن العوام) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي فيه مضعفون.
5862 -
"فُضِّلْتُ على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعبس وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة وخُتم بي النبيون". (م ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(فُضِّلْتُ) مبني للمجهول مشدد المعجمة أي فضلني الله ويحتمل التخفيف من فضل يفضل ككرم يكرم وفاعله الضمير المتصل به أي زدت فضلاً ويجزى الاحتمالات فيما يأتي من نظيره. (على الأنبياء) الذين هم أشرف خلق الله تعالى. (بست) لا ينافي ما يأتي من قوله بخمس لما مر في نظائره غير مرة. (أعطيت جوامع الكلم) تقدم تفسيرها مراراً أي جمع المعاني الكثيرة في ألفاظ يسيرة فهو أبلغ الأنبياء في أقواله. (ونصرت بالرعب) يقذفه الله في قلوب أعدائه فيخذلهم وكفي بقصة الأحزاب والنضير وغيرها وتقدم تقدير ذلك بمسافة شهر ويأتي. (وأحلت لي الغنائم) وكانت لا تحل لنبي قبله بل يجمع ويصير صبره وتأتي نار من السماء تأكلها. (وجعلت لي الأرض) كلها مسجدا تصح فيه الصلاة إلا ما ورد فيه الاستثناء من المقبرة ونحوها وتقدم البحث في ذلك في حرف الهمزة في أعطيت. (وطهوراً) بفتح الطاء وذلك بالتيمم من صعيدها الطيب وفيه أنه لم يكن لغيره ذلك فإنه كان لا يصح صلاة من قبله إلا في مساجدهم بالماء إلا أنه قد قيل أن عيسى عليه السلام كان سياحاً في الأرض يصلي حيث أدركته الصلاة قيل فالاختصاص بالمجموع من حيث لا بالأفراد كما أن قوله. (وأرسلت إلى الخلق كافة) قد أورد عليه أن نوحا هو آدم الأصغر وقد
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9173)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 24)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4208).
أرسل إلي الخلق كافة ولم يبق في الأرض بعد الغرق إلا من كان معه، وأجيب عنه بأن نوحًا كان بعد خروجه مبعوثاً إلي الكل لانحصار الخلق فيمن كان معه والمصطفى صلى الله عليه وسلم رسالته عامة في أصل البعثة، نعم، قال ابن دقيق العيد: إن بعثة الأنبياء بالتوحيد عامة. (وخُتم بي النبيون) أي أغلق برسالتي بأن الوحي فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم وأما عيسى فإنما ينزل على دينه صلى الله عليه وسلم وشريعته وتقدم في أعطيت بعض هذه الخصال وخصال غيرها لا منافاة. (م ت (1) عن أبي هريرة) ورواه أبو يعلى وغيره.
5863 -
"فضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة، وذخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي". (طب) عن السائب بن يزيد (صح) ".
(فضلت على الأنبياء بخمس) خصال. (بعثت إلى الناس كافة) كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28]. (وذخرت) بالبناء للفاعل فاعله ياء المتكلم. (شفاعتي لأمتي) قال في المطامح: قد استفاضت أخبار الشفاعة في الشريعة حتى صارت في خبر التواتر. (ونصرت بالرعب شهرا أمامي) أمام الجهة التي أنا بها. (وشهرا خلفي) فيما أخلفه من الجهات خلفي. (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا) تمسك بظاهره مالك وأبو حنيفة فقالا: يصح التيمم بجميع أجزاء الأرض من صحراء ورمل ونحوه كما يجوز الصلاة عليها، ورُدّ بأنه مقيد بخبر مسلم "وجعلت تربتها لنا طهوراً"(2) والمسألة مبسوطة في محلها. (وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) بل كانت تحرم
(1) أخرجه مسلم (523)، والترمدي (1553)، وأبو يعلى (6491).
(2)
أخرجه مسلم (522).
عليهم وتحرقها نار تأتي من السماء. (طب (1) عن السائب بن يزيد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
5864 -
"فضلت بأربع: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد ما يصلي عليه وجد الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الناس كافة، ونصرت بالرعب من مسيرة شهرين يسير بين يديّ، وأحلت لي الغنائم". (هق) عن أبي أمامة (صح) ".
(فضلت) فيه أنه لا بأس بذكر ما فضل به الإنسان على غيره وأنه ليس من الافتخار بل من المتحدث بنعمة الله، بل مثل ما هنا واجب الذكر لما فيه من الأحكام من قوله:(جعلت لي الأرض [3/ 150] مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي) هذا عام لكل فرد من رجال الأمة ونسائها فإنهن كالرجال في الأحكام. (أتى الصلاة فلم يجد ما يصلي عليه) من المساجد التي سبلت للصلاة والماء الذي يزال به الحدث. (وجد الأرض مسجداً وطهوراً) وظاهر الحديث أنه لا يلزمه طلب الماء ولا المساجد بل إذا فقد الأمرين عدل عنهما وإن كان عدم الوجدان إنما هو خاص في التيمم. (وأرسلت إلى الناس كافة، ونصرت بالرعب من مسيرة شهرين) شهراً خلفه وشهراً أمامه كما سلف وإن كان قوله. (يسير بين يديّ) يقضي بأنه أمامه ولا مانع من أنه أعطي ذلك بعد إعطائه مسافة شهر أمامه فضلا من الله. (وأحلت لي الغنائم). (هق (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 154)(6674)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4221).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (1/ 212)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4220).
5865 -
"فضلت بأربع: جعلت أنا وأمتي في الصلاة كما تصف الملائكة، وجعل الصعيد لي وضوءا، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم". (طب) عن أبي الدرداء" (صح).
"فضلت بأربع: جعلت أنا وأمتي في الصلاة) أي في صفوفها. (كما تصف الملائكة) قال الحافظ العراقي: المراد به التراص وإتمام الصف الأول فالأول في الصلاة فهو من خصائص هذه الأمة وكانت الأمم السابقة يصلون منفردين كل على حدة. (وجعل الصعيد) أي الطيب. (لي) ولأمتي. (وضوءاً) بفتح الواو وفيه دليل على تسمية التيمم وضوءاً، وإن كان لا يحصل به الوضاءة لكنه سمي باسم ما أبدل عنه. (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) استدل به على كرامة فضل الإنسان فإنه خلق من الماء والتراب والكل طهور يتقرب به إلى الله تعالى. (وأحلت لي الغنائم) بل جعل رزقه صلى الله عليه وآله وسلم منها تحت ظلال رمحه، قيل: فهي أفضل الكسب. (طب (1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته.
5866 -
"فضلت على الناس بأربع: بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش". (طب) والإسماعيلي في معجمه عن أنس (ض) ".
(فضلت) هذا تفضيل خاص به صلى الله عليه وسلم لم تشاركه الأمة فيه ولذا قال: (على الناس) ولم يخص الأنبياء. (بأربع: السخاء) قد ثبت أنه أسخى خلق الله كما عرف في شمائله، كما عرف أنه فضل بالسخاء. (وبالشجاعة) كذلك فإنه كان عند اشتداد العباس يلوذ أصحابه به صلى الله عليه وسلم. (وكثرة الجماع) لكمال قوته وصحة ذكورته وتقدم وجه كثرة جماعه في الهمزة في "أتاني جبريل"(وشدة البطش) وهو
(1) لم أقف عليه من المعجم ولعله من الجزء المفقود منه، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 90)، وقد عزاه للطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4219).
من فروع قوة القلب. (طس) والإسماعيلي في معجمه (1) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه على الطبراني، وقال الهيثمي: إسناد الطبراني رجاله موثقون، انتهى وغره قول شيخه: رجاله ثقات، وفي الميزان: أنه خبر منكر رواه الطبراني عن محمد بن هارون عن العباس بن وليد عن مروان بن محمد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس ومروان بن محمد هو الطاطري كان مرجئاً وفيه خلاف، قال في اللسان: لا ذنب لهذا الرجل والظاهر أنَّ الضعفَ من قبل سعيد بن بشير.
5867 -
"فضلت على آدمٍ بخصلتين: كان شيطاني كافراً فأعانني الله عليه حتى أسلم، وكن أزواجي عوناً لي، وكان شيطان آدم كافراً، وكانت زوجته عوناً له على خطيئته"(البيهقي في الدلائل عن ابن عمر).
(فضلت على آدم بخصلتين: كان شيطاني كافراً فأعانني الله عليه حتى أسلم) أي آمن وهو مبين أن المراد من حديث: "إلا أن الله أعانني عليه فأسلم" أي آمن؛ لا أن المراد أسلم من شره مع بقائه كافراً كما قيل وشيطان آدم هو أخرجه من الجنة والظاهر أن غير آدم من الأنبياء لم يسلم شياطينهم لكنه خص آدم لظهور إغواء الشيطان له، وفيه دليل على أنه قد يسلم من نزغ الشياطين من يسلم. (وكن أزواجي عوناً لي) على الطاعة، وكانت حواء ممن أدخل المعصية على آدم كما أفاده قوله:(وكان شيطان آدم كافراً) فاتفق منه معه ما اتفق. (وكانت زوجته) فيه أنه يصح الإتيان لالتاء في لفظه وإن كان الأفصح زوجه.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6816)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه (251)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 269)، والميزان (2/ 300، 6/ 401)، واللسان (2/ 303)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3985) موضوع، وفي الضعيفة (1597): باطل.
(عوناً على خطيئته) إذ من طريقها كان إغواؤه. (البيهقي في الدلائل (1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه محمد بن الوليد القلانسي قال في الميزان عن ابن عدي: يضع الحديث، وعن ابن عروبة: كذاب، وقال: من أباطيله هذا الخبر، وقال العراقي: ضعيف لضعف محمد بن الوليد.
5868 -
"فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين". (د) في مراسيله (هق) عن خالد بن سعدان مرسلاً".
(فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين) أي بآيتين يشرع عندهما سجود التلاوة وهو نص على أنه سجد عند الآيتين منها وأن هذا فضل للسورة لكونه زيادة عبادة فيها. (د في مراسيله، هق (2) عن خالد بن معدان مرسلاً) قال أبو داود: قد أسند هذا ولا يصح، وقال ابن حجر: كأنه يشير إلى حديث عقبة وهو الآتي.
5869 -
"فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما". (حم ت ك طب) عن عقبة بن عامر (صح) ".
(فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما) قيل: وجد في نسخ المصابيح "فلا يقرأها" بإعادة الضمير إلى السورة، والصواب: يقرأهما بإعادته إلى آيتي السجدتين كما في أبي داود [3/ 151] والترمذي ووجه النهي عن قراءتهما أن التلاوة إذا كانت سبباً لتضييع ما شرع من السجود فالأولى به ترك القراءة. (حم ت ك طب (3) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته،
(1) أخرجه البيهقي في الدلائل (5/ 488)، والخطيب في تاريخه (3/ 331)، وانظر الميزان (6/ 361)، والعلل المتناهية (1/ 181)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3984)، والضعيفة (1100): موضوع.
(2)
أخرجه أبو داود في مراسيله (78)، والبيهقي في السنن (2/ 317)، وانظر الدراية (1/ 210)، والتلخيص الحبير (2/ 9)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3983).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 155)، والترمذي (578)، والحاكم (1/ 343)، والطبراني في الكبير =
وقال الترمذي: إسناده ليس بالقوي قيل: ووجهه أن فيه ابن لهيعة ومشرح بن هاعان ولا يحتج بحديثهما كما قاله المنذري.
5870 -
"فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين جزءاً من اللذة، ولكن ألقى الله عليهن الحياء". (هب) عن أبي هريرة".
(فضلت المرأة على الرجل) المراد تفضيل النوع على النوع لا الأفراد على الأفراد فإنه قد يكون بعض الرجال أكثر من بعض النساء لذة. (بتسعة وتسعين جزءا من اللذة) لذة الجماع. (ولكن ألقى الله عليهن الحياء) فهو الذي يمنعهن من إظهار تلك اللذة. (هب (1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وفيه أبو داود مولى أبي مكمل، قال في الميزان: قال البخاري: منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر، قال الشارح: وفيه أيضًا ابن لهيعة وأسامة بن زيد الليثي أورده الذهبي في الضعفاء (2) وقال: فيه لين.
5871 -
"فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء، وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي". (حم م ن) عن حذيفة (صح) ".
(فضلنا) المتكلم والمخاطبون. (على الناس) الذين كانوا قبلنا. (بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة) تقدم بيان وجه الشبه. (وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً) والتأكيد بكل لا ينافي استثناء المقبرة والحمام ونحوها. (وجعلت
= (17/ 307)(847)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3982).
(1)
أخرجه البيهقي في الشعب (7737)، وانظر الميزان (7/ 363)، واللسان (7/ 43)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3981): ضعيف جداً.
(2)
انظر المغني (1/ 66).
تربتها لنا طهوراً) هذا قيد إطلاق الأرض في غيره وقد ذكر في شرح عمدة الأحكام (1) أن البعض فرق بين تربة وتراب. (إذا لم نجد الماء) كما قيده تعالى بذلك في آيتين من كتابه. (وأعطيت هذه الآيات) هذا الإعطاء وإن كان خاصا به صلى الله عليه وسلم إلا أن بركة الآيات وتلاوتها عام للأمة فكأنهم أعطوها أيضاً، فلا يقال الثلاث كلها لا تختص بالأمة. (من آخر سورة البقرة) وهي قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ
…
} إلى آخر السورة. (من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي) بخلاف كثير من معاني القرآن فقد كانت في صحف الأنبياء قبله، قال الطيبي: هذه الخصال من بعض خصائص هذه الأمة المرحومة ثنتان منها لرفع الحرج ووضع الإصر كما قال الله تعالى: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] وواحدة منها إشارة إلى رفع الدرجات. (حم م ن (2) عن حذيفة).
5872 -
"فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة"(طب) عن الفضل (ض) ".
(فضوح الدنيا) بزنة فلوس جمع فضح بزنة فلس وهو العار والمشقة الحاصلان للنفس من كشف العيوب في الدنيا ونشرها بقصد الاستحلال والتنصل منها.
(أهون من فضوح الآخرة) أي أهون من كتمانها وبقائها على الإنسان حتى ينشر ويشتهر في الموقف الأعظم على رؤوس الأشهاد يوم التناد وهذا قاله صلى الله عليه وسلم للملتعنة. (طب (3) عن الفضل) رمز المصنف لضعفه فيه القاسم بن يزيد قال في
(1) انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 82).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 383)، ومسلم (522)، والنسائي في الكبرى (8022).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 280)(718)، والقضاعي في مسند الشهاب (246)، وانظر الميزان 5/ 464، وضعفاء العقيلي (3/ 483)، والمجمع (9/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3986).
الميزان: قال العقيلي: حديثه منكر، ثم ساق من مناكيره هذا الخبر، وقال العراقي: هذا حديث منكر، وقال تلميذه الهيثمي: فيه مجهولون، ورواه أبو يعلى بإسناد أصلح من هذا إذ غايته أن فيه عطاء بن سليم مختلف فيه وبقية رجاله ثقات كما قاله الهيثمي.
5873 -
"فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وعرفة يوم تعرفون". الشافعي (هق) عن عطاء مرسلاً".
(فطركم يوم تفطرون) تقدم ويأتي. (وأضحاكم يوم تضحون، وعرفة يوم تعرفون) وهو إخبار بأن ما اجتمعوا عليه فهو اليوم المراد عند الله لا ما اختلفوا فيه. (الشافعي هق (1) عن عطاء مرسلاً) قال ابن حجر: ورواه الترمذي واستغربه وصححه، والدارقطني عن عائشة يرفعه، وصوب وقفه.
5874 -
"فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وكل عرفة موقف، وكل مني منحر، وكل فجاج مكة منحر، وكل جمع موقف". (د هق) عن أبي هريرة (صح) ".
(فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون) قال الخطابي (2): معناه أن الخطأ موضوع عن الناس فيما يبذل فيه الاجتهاد، فلو اجتهد قوم فلم ينظروا الهلال إلا بعد الثلاثين فأتموا ثم ثبت أن الشهر تسع وعشرون فصومهم وفطرهم ماض، وكذا إذا أخطئوا يوم عرفة أجزأهم ولا قضاء تخفيفا من الله ولطفاً. (وكل عرفة موقف، وكل مني منحر، وكل فجاج مكة منحر) فلا يتوهم
(1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 73)، وأخرجه الترمذي (802) بلفظ: "الفطر يوم يفطر الناس
…
" وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، والبيهقي في السنن (5/ 176) عن عطاء مرسلاً، وأخرجه الدارقطني (2/ 225) عن عائشة، وانظر البدر المنير (6/ 247 - 248)، والتلخيص الحبير (2/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4224).
(2)
انظر: عون المعبود (6/ 316).
أن الموقف ما وقف فيه صلى الله عليه وسلم فقط فأبان لهم بإخبارهم بذلك وكذلك من قوله في المنحر. (وكل جمع) وهو بسكون الميم: المزدلفة. (موقف) للبيات به. (د هق (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته إلا أنه من رواته محمد بن المنكدر ولم يسمع من أبي هريرة كما قاله البزار.
5875 -
"فعل المعروف يقي مصارع السوء". ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد (متنه صحيح) ".
(فعل المعروف يقي مصارع السوء) قال العامري: المعروف هنا يعود إلى مكارم الأخلاق مع الخلق كالبر والمواساة بالمال والتعهد في مهمات الإخوان كسد خلة وإغاثة ملهوف وتفريج مكروب وإنقاذ محرم من محذور فيجازيه الله من حسن فعله بأن يقيه مصارع السوء [3/ 152]. (ابن أبي الدنيا (2) في قضاء الحوائج عن أبي سعيد) فيما قوبل على نسخة المصنف مكتوب: متنه صحيح.
5876 -
"فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت". (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(فقدت) بالبناء للمجهول. (أمة من بني إسرائيل) كأن المراد بعد مسخها. (لا يدرى) بالبناء للمفعول أيضا. (ما فعلت) لم يأته فيها من الله الحقيقة مع علمه صلى الله عليه وسلم بأنها فقدت ممسوخة. (وإني لا أراها) بضم الهمزة: لأظنها ظناً مؤكداً يقرب من الرؤية البصرية. (إلا الفأر) بإسكان الهمزة والفاء والراء الحيوان المعروف، ثم ذكر أمارة ظنه صلى الله عليه وسلم. (ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب)
(1) أخرجه أبو داود (2324)، والبيهقي في السنن (3/ 317)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4225).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (3)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4226).
وذلك لأن لحوم الإبل وألبانها حرمت علي بني إسرائيل. (وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت) لأنه حلال لهم كلحمها وذلك دليل على أنهما من تلك الأمة ودليل على أن الممسوخ وإن تغيرت صورته لا يتغير طبعه وفيه دليل على الإخبار عن مقتضى الإمارات وعلى الاجتهاد مع إمكان الوحي، إن قيل: قد ثبت أنه تعالى لا يجعل لمنسوخ نسلاً قلنا: قال القرطبي (1): هذا قاله ظنًّا وحدساً قبل أن يوحى إليه أن الله لم يجعل لممسوخ نسلاً فلما أوحي إليه علم أن الفأر ليس من نسل ما نسخ. (حم ق (2) عن أبي هريرة).
5877 -
"فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام". (ت) عن أبي سعيد (ح) ".
(فقراء المهاجرين) في رواية الترمذي أيضاً "فقراء المسلمين يدخلون قبل الأغنياء بأربعين خريفاً". (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام) وفي مسلم عن ابن عمر مرفوعاً "فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً"(3) قال القرطبي (4): اختلاف هذه الأخبار يدل على أن الفقراء مختلفون الحال وكذا الأغنياء ويرتفع الخلاف بأن يرد المطلق في روايتي الترمذي إلى المقيد ويكون المعنى: فقراء المسلمين المهاجرين، والجمع بينها وبين خبر مسلم أن سباق الفقراء من المهاجرين يسبقون سباق الأغنياء منهم بأربعين خريفاً وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام. (ت (5) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه لأنه حسنه الترمذي.
(1) انظر: المفهم (3/ 345).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 234)، والبخاري (3129)، ومسلم (2997).
(3)
أخرجه مسلم (2979).
(4)
المفهم (6/ 30).
(5)
أخرجه الترمذي (2351)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4228).
5878 -
"فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد". (ت هـ) عن ابن عباس".
(فقيه واحد) عالم بالكتاب والسنة عامل. (أشد على الشيطان من ألف عابد) وذلك؛ لأن الشيطان كلما فتح بابا على الناس من الهوى وزين لهم الشهوات في قلوبهم بين الفقيه العارف مكائده وما كان من غوائله فيسد ذلك الباب ويرده خاسئاً خاسراً، والعابد ربما اشتغل بالعبادة وهو في حبائل الشيطان ولا يدري. قال الغزالي (1): المراد بالفقه هنا علم طريق الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفوس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستيلاء الخوف على القلب لا تفريعات الطلاق واللعان والسلم والإجارة فإن التجرد له على الدوام يقسي القلب وينزع الخشية منه كما يشاهد في المتجردين فيه والحديث حث على التفقه في الدين وإيثاره على العبادة. (ت هـ (2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقد قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأورده ابن الجوزي في العلل، وقال: لا يصح والمتهم به روح بن جناح قال أبو حاتم: يروي عن الثقات ما لم يسمعه من ليس متبحراً في علم الحديث يشهد له بالوضع، وقال الحافظ العراقي: ضعيف جداً.
5879 -
"فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة". أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة".
(فكرة ساعة) أي صرف الذهن لحظة من العبد في تدبر تقصيره وتفريطه في
(1) انظر: الإحياء (1/ 32).
(2)
أخرجه الترمذي (2681)، وابن ماجة (222)، والبخاري في التاريح الكبير (1046)، وانظر العلل المتناهية (1/ 134)، والمجروحين (1/ 300)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3987): موضوع.
حقوق الحق ووعده ووعيده وحضوره بين يديه ومحاسبته له ووزن أعماله وخوف خسرانه وجوازه على الصراط وشدته وجدبه أو فكره في مصنوعات مولاه وتدبره لإتقانها وإحكامها ودلالتها عليه وعلى صفات كماله وازدياده إيماناً به تعالى. (خير) في الأجر والثواب. (من عبادة ستين سنة) لأن من قل تفكره قسى قلبه وتفرق شمله وتتابعت عليه الغفلة فهو وإن تعبد فقلبه هائج بأشغال الدنيا متكل على عمله غافل عن حق مولاه وفاطره والفكر عبادة الباطن وهي أفضل من عبادة الجوارح وهي عبادة الظاهر.
فائدة: قال العراقي (1) عن وهب: كان فيمن قبلكم رجل عبد الله سبعين سنة صائما قائما فسأل الله حاجة فلم تقض فأقبل على نفسه وقال: من قبلك أتيت لو كان عندك خير قضيت حاجتك، فأنزل الله ملكا فقال: ساعتك التي ازدريت فيها على نفسك خير من عبادتك التي مضت. (أبو الشيخ في العظمة (2) عن أبي هريرة) [3/ 153] سكت المصنف عليه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: فيه عثمان بن عبد الله القرشي وإسحاق الملطي كذابان فأحدهما وضعه وتعقبه المصنف بأن الحافظ العراقي اقتصر في تخريج الإحياء (3) على ضعفه وله شاهد.
5880 -
"فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض". (حم خ) عن أبي موسى (صح) ".
(1) فيض القدير (4/ 443).
(2)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (43)، وانظر الموضوعات (3/ 144)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3988)، والضعيفة (173): موضوع.
(3)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 186).
(فكوا العاني) الأسير أي خلصوه من يد العدو، قال ابن بطال (1): فكاك الأسير فرض كفاية وبه قال الجمهور وقال ابن راهويه: من بيت المال، قال أحمد يفادى بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة. (وأجيبوا الداعي) إلى نحو وليمة أو معونة. (وأطعموا الجائع) ندبا إن لم يضطر فإن اضطر فوجوبا قال ابن حجر (2): أخذ من الأمر بإطعام الجائع جواز الشبع لأنه ما دام قبل الشبع فصفة الجوع قائمة به والأمر بإطعامه مستمر. (وعودوا المريض) ندباً مؤكداً. (حم خ (3) عن أبي موسى) ورواه عنه الحارث وغيره.
5881 -
"فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء". (ع) وابن مردويه عن أنس".
(فلق) مبني للمجهول. (البحر لبني إسرائيل) الذي حكاه الله في ذكر نجاتهم من فرعون. (يوم عاشوراء) العاشر من المحرم فمن ثمة صاموه شكراً لله على نجاتهم وهلاك عدوهم. (ع وابن مردويه (4) عن أنس) سكت المصنف عنه وفيه ضعيفان قال ابن القطان: وقال الهيثمي: فيه يزيد الرقاشي وفيه كلام كثير.
5882 -
"فمن أعدى الأَوَّلَ". (ق د) عن أبي هريرة (صح) ".
(فمن أعدى الأَوَّلَ) سببه أنه لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة" فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها. فذكره، وهذا من الأجوبة المسكتة البرهانية التي
(1) ينظر: شرح ابن بطال، باب فكاك الأسير (9/ 272).
(2)
انظر: فتح الباري (9/ 519).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 406)، والبخاري (2881).
(4)
أخرجه أبو يعلى (4094)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 188)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3989)، والضعيفة (1499): موضوع.
لا يمكن دفعها، إن قيل حديث:"لا يورد ممرض على مصح"(1) يعارضه. قلت: أجيب بأنه دفع لإدخال التوهم والمحظور على العامة باعتقاد العدوى عليهم فهو صيانة لعقائدهم عن الأوهام لا أنه لأجل دفع العدوى وكذلك أحاديث الفرار من المجذوم والنهي عن دخول بلاد فيها الطاعون. (ق د (2) عن أبي هريرة).
5883 -
"فناء أمتي بالطعن، والطاعون وخُز أعدائكم الجن، وفي كل شهادة". (حم طب) عن أبي موسى (طس) عن ابن عمر (صح) ".
(فناء أمتي) أي طائفة منهم فلا يرد أن الأكثر يموتون بغير ذلك وقيل معنى الحديث الدعاء لا الإخبار وقد استجيب في طائفة. (بالطعن) القتل. (والطاعون) تقدم أنه: (وخز أعدائكم الجن) وهو بدل من الطاعون ولك رفعه على خبرية مبتدأ محذوف. (وفي كل شهادة) فهو تبشير للأمة بكثرة الشهداء فيهم. (حم طب عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، (طس (3) عن ابن عمر)، قال العراقي: سنده جيد، وقال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد، ورجال أحدها ثقات إلا المبهم.
5884 -
"فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك". (حم ق د ن هـ) عن جابر (صح) ".
(1) أخرجه مسلم (2221).
(2)
أخرجه البخاري (5717)، ومسلم (2220)، وأبو داود (3911).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 395)، والطبراني في الكبير (22/ 314)(792) عن أبي موسى، وأخرجه الطبراني في الأوسط (2273) انظر: الترغيب والترهيب (2/ 221)، وتخريج أحاديث الإحياء (2/ 215)، وقال: رواه أحمد وابن عبد البر في التمهيد بإسناد جيد وقول الهيثمي في المجمع (3/ 47)، وراجع: فتح الباري (10/ 181) عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4231).
(فهلا بكراً) نصب على المفعولية لفعل محذوف، أي فهلا تزوجت كما دل عليه السياق وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قاله لجابر بن عبد الله وقد سأله هل تزوج ثيباً أو بكراً، قال ثيبا، قال صلى الله عليه وسلم:"فهلا بكراً .... ". (تلاعبها) من اللعب المعروف وفيه دليل على أنه يقصد ملاعبة الزوجة وقيل أنه من اللعاب وهو الريق وهو بعيد. (وتلاعبك) يلاعب كل منهما صاحبه ويؤيد الأول. (وتضاحكها وتضاحكك) وذلك؛ لأن البكر أشد شرها من الثيب ولأنه لم يكن قد تعلق قلبها برجل، فيتمكن حبه في قلبها كما قيل:
عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى
…
فصادف قلباً فارغاً فتمكنا (1)
(حم ق د ن هـ (2) عن جابر) قاله له في ليلة شرائه جمله وهي قصة معروفة.
5885 -
"فهلا بكراً تعضها وتعضك". (طب) عن كعب بن عجرة (صح) ".
(فهلا بكراً) تزوجت. (تعضها) تقبلها. (وتعضك) فيدوم بذلك الائتلاف والموافقة ويبعد وقوع الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله، نعم الثيب أولى من البكر للعاجز عن الافتضاض ولمن عنده أولاد وأرحام يجب أن تقوم بهن كما اعتذر بذلك جابر رضي الله عنه، والأطباء يقولون أن جماع الثيب أنفع وأحفظ للصحة وأن نكاح البكر لا ينفع بل يضر، قال الطيبي: مراد الأطباء بكراهة نكاح البكر كراهة وطئها في فم الفرج مع بقاء بكارتها بخلاف الثيب. (طب (3) عن كعب بن عجرة) رمز المصنف لصحته. قال الهيثمي: هو من رواية الربيع بن كعب بن عجرة والربيع لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف وقد
(1) الأبيات منسوبة إلى قيس بن الملوح - مجنون ليلى - (ت 68 هـ).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 308)، والبخاري (5079)، ومسلم (715)، وأبو داود (2048)، والنسائي (3/ 265)، وابن ماجة (1860).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 149)(328)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3990)، والضعيفة (1629).
وثقهم ابن حبان.
5886 -
"فوا لهم ونستعين الله عليهم". (حم) عن حذيفة (صح) ".
(فوا) بضم الفاء وألف التثنية كما قاله الشارح وهو وهم فاحش، وذلك أن وفا من اللفيف المفروق فاءه واو ولامه يا مثل وعى فمضارعه يفي لأنها تحذف واوه [3/ 154] كوعد يعد ثم أخذ منه الأمر للمثنى هنا فيقال فيا بكسر العين التي هي الفاء وإبقاء اللام التي هي لام الفعل كما يقال عد فلا شك أن قوله وألف التثنية وهم بل هو أمر للجماعة والواو ضميرهم والألف هي التي ترسم بعد واو الجمع كما عرف في قواعد علم الخط وضمت الفاء لأجل الواو مثل عوا من وعى وغاية ما هنا أنه خاطب الاثنين خطاب الجماعة وهو شائع وهو خطاب لحذيفة بن اليمان وأبيه بالوفاء. (لهم) للمشركين بما عاهدوهما عليه حين أخذوهما وأخذوا عليهما ألا يقاتلوهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعذرهما عن القتال معه وأمرهم بالوفاء أي للمشركين وفيه حسن الوفاء بالعهد وإن كان لا يجب لأن طاعة الله ورسوله أقدم بالوفاء إلا أنه صلى الله عليه وسلم أذن لهما بالوفاء حفظاً للعهد واتصافاً بالأحسن من الجائزين. (ونستعين الله عليهم) أي نستغني عنكما بإعانة الله على قتالهم وقد أعانه الله فكان له الفتح العظيم يوم بدر. (حم (1) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته.
5887 -
"في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البقر صدقتها، وفي البر صدقته، ومن رفع دنانير أو دراهم أو تبراً أو فضة لا يعدها لغريم ولا ينفقها في سبيل الله فهو كنز يكوى بها يوم القيامة". (ش حم ك (صح) هق) عن أبي ذر".
(في الإبل) الجر والمجرور في هذه الأحاديث متعلق بمقدر يدل عليه سياقها
(1) أخرجه أحمد (5/ 397)، والطبراني في الكبير (3/ 165 رقم 3012)، وأخرجه أيضاً البزار (رقم 2930)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4232)، والصحيحة (2191).
فهنا يجب وفي كثير مما يأتي وأما في مثل في الجنة فيقدر جعل الله ونحوه، وفي كل حديث بحسبه. (صدقتها) ويأتي بيانها كمية وكيفية في هذا الحرف كما يأتي أيضاً فما أفاده قوله. (وفي الغنم صدقتها، وفي البقر صدقتها، وفي البر صدقته) قال ابن دقيق العيد (1): الذي رأيته في نسخة من المستدرك في هذا الحديث البر بضم الموحدة وبراء مهملة وقال ابن حجر (2): أن الدارقطني رواه بزاي معجمة لكن طريقه ضعيفة، قلت: وفيما قوبل على خط المصنف من نسخ الجامع بالزاي. (ومن رفع) أجر ما يذكر ومنع ما يجب فيها. (دنانير أو دراهم أو تبرا أو فضة) الأولان في المضروب والآخران في غيره. (لا يعدها لغريم) يقتضيه بها وظاهره أن ما أعده للقضاء لا يجب فيه عليه زكاة وقد بينه غير هذا. (ولا ينفقها في سبيل الله) بإخراج ما يجب فيها من الصدقة. (فهو كنز يكوى بها يوم القيامة) إذا لم يخرج واجبه كما تبين في غير هذا. (ش حم ك هق (3) عن أبي ذر) رمز المصنف على الحاكم بالصحة لأنه قال على شرطهما، وقال ابن حجر في التلخيص: إسناده لا بأس به، وقال في تخريج المختصر: حديث غريب رواته ثقات لكنه معلول، قال الترمذي: سألت محمدا يعني البخاري عنه فقال: لم يسمع ابن جرير من عمران بن أبي أنس.
5888 -
"في الإبل فرع، وفي الغنم فرع، ويعق عن الغلام، ولا يمس رأسه بدم". (طب) عن يزيد بن عبد الله المزني عن أبيه (صح) ".
(في الإبل فرع) بفاء مفتوحة فراء مفتوحة فمهملة. (وفي الغنم فرع) في
(1) فيض القدير (4/ 445).
(2)
فتح الباري (4/ 379).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (10700)، وأحمد (5/ 179)، والحاكم (1/ 545)، والبيهقي في السنن (4/ 147)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 179)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 260)، وعلل الترمذي (1/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3992)، والضعيفة (1178).
النهاية (1): كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكراً ونحره لصنمه وهو الفرع وكان المسلمون يفعلون في صدر الإسلام ثم نسخ. (ويعق عن الغلام) تقدم كميته وزمانه. (ولا يمس رأسه بدم) كان في الجاهلية يلطخون رأسه بدم العقيقة. (طب (2) عن يزيد بن عبد الله المزني عن أبيه) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي رجاله ثقات.
5889 -
"في الأسنان خمس خمس من الإبل". (د ن) عن ابن عمرو (صح) ".
(في الأسنان) أي ديتها الواجبة فيها. (خمس خمس من الإبل) أي في كل سن سواء بلا فرق بينها، وقد عارضه حديث عمرو بن شعيب عند أبي داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان بلفظ "الأصابع والأسنان سواء عشراً عشراً من الإبل"(3) وأجيب بأن المقدار محمول على الأصابع لا على الأسنان وإنما ضمت مع الأصابع في التسوية لا في المقدار. (د ن (4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته.
5890 -
"في الأصابع عشر عشر". (حم د ن) عن ابن عمرو (صح) ".
(في الأصابع عشر عشر) أي الواجب فيمن قطع من ذلك أن يؤدي في كل أصبع عشر من الإبل من غير تفرقة بين صغيرة وكبيرة وأصبع اليدين والرجلين، قال ابن جرير: وحكمه بذلك دليل على أن المدار هنا على الاسم دون المنفعة، وقد أوضحه بقوله في حديث آخر:"الإبهام والخنصر سواء" وكان عمر يرى التفاضل بين الأصابع حتى روي له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أصابع اليد والرجل
(1) النهاية (3/ 435).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (334)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 28)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4236)، والصحيحة (1996).
(3)
أخرجه أبو داود (4562)، وأحمد (2/ 182)، والنسائي (8/ 56).
(4)
أخرجه أبو داود (4563)، والنسائي (8/ 55)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4237).
سواء" (1) الحديث أخرجه أبو داود والبزار بتمامه وهذا في الأصبع إذا قطعت من أصلها وإلا ففي كل مفصل ثلث العشر إلا الإبهام فليس فيها إلا مفصلان ففي كل مفصل خمس من الإبل. (حم د ن (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال الحافظ ابن حجر في تخريج المختصر: إنه حديث حسن.
5891 -
"في الأنف الدية إذا استوعى جدعه مائة من الإبل، وفي اليد خمسون، وفي الرجل خمسون، وفي العين خمسون، وفي الآمة ثلث النفس، وفي الجائفة ثلث النفس، وفي المُنَقَّلَةِ خمس عشرة من الإبل، وفي الموضِحة خمس، وفي السن خمس، وفي كل أصبع مما هنالك عشر". (هق) عن ابن عمر (صح) ".
(في الأنف [3/ 155] الدية إذا استوعى) بالمهملتين قيل والظاهر أنه سبق قلم من المصنف لأنه بخطه كذلك وأن المراد استوفى بالفاء. (جدعه) بالجيم فمهملتان أي قطعه وقوله: (مائة من الإبل) بدل من الدية، قيل وهذا الحكم إجماع أنه يلزم الدية إذا استوصلت وأما إذا لم تستوصل ففيه خلاف في الفروع. (وفي اليد) إذا بطل نفعها نصف الدية وهي:(خمسون، وفي الرجل خمسون) وأقاس الفقهاء على هذا النص كل زوج من أعضاء البدن وتحقيق القياس يفتقر إلى تأمل بشرائطه. (وفي العين خمسون) إذا بطلت بالكلية. (وفي الآمة) ممدود مشدد الميم وهي ما يبلغ خريطة الدماغ المسماة أم الرأس. (ثلث النفس) أي ثلث دية النفس. (وفي الجائفة) البالغة للجوف من أي عضو مجوف كالحلقوم والذكر والظهر. (ثلث النفس، وفي المُنَقَّلَةِ) بتشديد القاف وهو ما ينقل العظم عن موضعه. (خمس عشرة من الإبل، وفي الموضِحة) للعظم بلا هشم. (خمس) من الإبل وهذا صفات لموصوف محذوف أي الجناية الجائفة أو الطعنة. (وفي
(1) أخرجه أبو داود (4559).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 189)، وأبو داود (4562)، والنسائي (8/ 57)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4238).
السن) أي سن كانت فالتعريف للجنس. (خمس، وفي كل أصبع) استؤصلت (مما هنالك) في يد أو رجل. (عشر). (هق (1) عن عمر) رمز المصنف لصحته ورواه عنه بلفظه البزار قال الهيثمي: فيه محمد بن أبي ليلى سيء الحفظ وبقية رجاله ثقات.
5892 -
"في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة، النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق: فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزي عنك". (حم د حب) عن بريدة (صح) ".
(في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل) وفي رواية "ستمائة وستون" قالوا: وهي غلط. (فعليه أن يتصدق) أي في كل يوم كما بينه لفظ آخر. (عن كل مفصل صدقة) قالوا ومن يطيق ذلك؟ قال: (النخاعة) بتخفيف المعجمة هي البزقة التي تخرج من أصل الفم مما يلي النخاع والنخامة البزقة التي تخرج من أصل الحلق من مخرج الخاء. (في المسجد) تجدها. (تدفنها) بتراب أو نحتها والمراد ذهاب أثرها. (والشيء) مما يؤدي المارين بقاؤه. (تنحيه عن الطريق) تزيله عنها. (فإن لم تجد). (تقدر فركعتا الضحى تجزئ عنك) ما عليك من الصدقة، وفيه فضيلة الضحى وتقدم "على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة ويجزئ من ذلك كله ركعتا الضحى" وتقدم "على كل مسلم صدقة
…
" الحديث. وهذه الأحاديث تدل على وجوب ما ذكر، وأما الصدقتان فركعتي الضحى من الواجب المخير. (حم د حب (2) عن بريدة) رمز المصنف لصحته لكن قال المناوي: فيه علي بن الحسين بن واقد ضعفه أبو حاتم وقواه غيره.
(1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 86)، والبزار (261)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 296)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4240)، وصححه في الصحيحة (1997).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 354)، وأبو داود (5242)، ابن حبان (4/ 520)(1642)، وانظر فيض القدير (4/ 446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4239).
5893 -
"في الإنسان ثلاثة: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة ألا يرجع، ومخرجه من الظن ألا يحقق، ومخرجه من الحسد ألا يبغي". (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(في الإنسان ثلاثة: الطيرة، والظن) السيء. (والحسد) أي هذه صفات كامنة فيه لا يكاد يخلو عنها إلا من عصمه الله ولا عتب عليه في كونها فيه إذا لم يعمل بمقتضاها كما أشار إليه قوله: (فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع) عما يريده من أشغاله بل يتوكل على الله. (ومخرجه من الظن) بغيره سواء. (أن لا يحقق) لا يعمل بما يظنه. (ومخرجه من الحسد) لغيره. (ألا يبغي) على من يحسده ليزيل عنه نعماه فهذا إعلام بأن نفس هذه الصفات لا يذم من اتصف بها ما لم يرتب عليها ما يذم شرعا مما ذكر. (هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
5894 -
"في البطيخ عشر خصال: هو طعام، وشراب، وريحان، وفاكهة، وأشنان، ويغسل البطن، ويكثر ماء الظهر، ويزيد في الجماع، ويقطع الأبردة، وينقي البشرة". الرافعي (فر) عن ابن عباس، أبو عمرو النوقاني في كتاب البطيخ عنه موقوفا".
(في البطيخ عشر خصال) محمودة. (هو طعام) لا غناء به أغناه (وشراب) لما فيه من المائية. (وريحان) أي فيه روح الخاطر. (وفاكهة) يتفكه به. (وأشنان) يغسل به الأيدي كما يغسل بالأشنان. (ويغسل البطن) يجلوه عن الأوساخ. (ويكثر ماء الظهر) يزيد في الباءة. (ويزيد في الجماع) لتقويته الصلب. (ويقطع الأبردة) التي في البدن. (وينقي البشرة) إذا دلك به ظاهر الجلد في الحمام، وفيه جواز استعماله في غير الأكل، ومن خصاله أنه يدر البول وإذا
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (1173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3993).
ضمد بلحمه أوجاع العين سكن وجعها، وغير ذلك. (الرافعي فر (1) عن ابن عباس، أبو عمرو النوقاني) بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وبعد الألف نون نسبة إلى نقوان، إحدى مدينتي طوس (2)(في كتاب البطيخ عنه موقوفاً)، قال بعضهم: كل حديث في البطيخ فهو غير صحيح.
5895 -
"في التلبينة شفاء لكل داء". الحارث عن أنس".
(في التلبينة) تقدم الكلام عليها في حديث: "عليكم بالبغيض النافع". في حرف العين المهملة. (شفاء لكل داء) عام مخصوص بالمقام إذ المراد كل داء ينفع فيه من الأدواء. (الحارث (3) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً.
5896 -
"في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله إلا غفر له". ابن السني عن أبي هريرة".
(في الجمعة ساعة) لحظة لطيفة. (لا يوافقها) يصادفها [3/ 156]. (عبد) مسلم. (يستغفر الله) يطلب غفرانه وخصه؛ لأنه أعظم مطلوب وإلا ففي مسلم: "لا يُسأل الله شيئاً إلا أعطاه"(4). (إلا غفر له) بفضل تلك الساعة وفي تعيين وقتها أكثر من أربعين قولاً وقدمنا الكلام فيها والذي رجحه المحققون أنها آخر ساعة من النهار من بعد العصر. (ابن السني (5) عن أبي هريرة) ورواه مسلم بلفظ: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه".
(1) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 315)، والديلمي في الفردوس (4371)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3994): موضوع، وقال في الضعيفة (4012): باطل.
(2)
انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 537).
(3)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في زوائد الهيثمي (559)، والديلمي (4353)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3995).
(4)
أخرجه مسلم (852).
(5)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (375)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3996)، وقال في الضعيفة (4013) شاذ.
قال: وهي ساعة خفيفة.
5897 -
"في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مائة عام". (ت) عن أبي هريرة (ح) ".
(في الجنة مائة درجة) قد سبق أنه لا يعارضه حديث: "إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن"(1) لأن تلك المائة درج كبار في كل منها عدة من الدرج لا يعلمها إلا الله (ما بين كل درجتين مائة عام). (ت (2) عن أبي هريرة) وحسنه.
5898 -
"في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون". (خ) عن سهل بن سعد) (صح).
(في الجنة ثمانية أبواب) قيل: الظاهر إن هذه الأبواب المتسعة وما زاد عليها فهي كالخوخ المعهودة. (فيها باب يسمى بالريان) فعلان من الري وفي اسمه أكمل مناسبة لكونه: (لا يدخله إلا الصائمون) لأنهم الذين يبست شفاههم وضمنت أكبادهم في حب الله تعالى، قال الحكيم الترمذي: وسائر الأبواب مقسومة على أعمال البر باب الزكاة، باب الجهاد، باب الصدقة، باب الحج، باب العمرة، باب الكاظمين الغيظ، باب الراضين، باب من لا حساب عليه، باب الضحى، باب الذاكرين، باب الصابرين.
قلت: إن ثبت به توقيف، وإلا كان باطلا، وفي هذا الحديث حث على الصوم والمراد به الفرض. (خ (3) عن سهل بن سعد).
5899 -
"في الجنة باب يدعى الريان، يدعى له الصائمون، فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لا يظمأ أبداً". (ت هـ) عنه" (صح).
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (1998).
(2)
أخرجه الترمذي (2529)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4245).
(3)
أخرجه البخاري (3257).
(في الجنة باب يدعى الريان) وصف باسم من يدخله وإلا فنفس الباب لا يتصف بالري. (يدعى له الصائمون) يدعون للدخول منه. (فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لا يظمأ أبداً) أورد عليه سؤال وهو: أن كل داخل الجنة لا يظمأ أبدًا، فما الوجه في التخصيص؟ وأجيب: أنه لما كان الصائمون هم الذين يلقون مشقة الظمأ في دار الدنيا ويبس الشفاة وإصراف الأكباد ناسب بشراهم بذلك لأن بضدها تتبين الأشياء فهم أعرف الخلق بمقدار نعمة الري وغيرهم وإن شاركهم في عدم الظمأ فما له موقع عنده كما عند أولئك، وهذا كثير في أحاديث البشرى والنعم من أنه يخص قوم بذكر شيء وهم مشاركون فيه لكن له عندهم أكمل موقع، وأما ما قاله السهيلي إنه لو قال: باب الري لدل على أن الري يختص بالباب فما بعده ولم يدل على ري قبله، وأما الريان ففيه إشعار بأنه لا يدخله إلا الريان بحيث لم يصبه من حر الموقف ما أصاب الناس من الظمأ ففيه مكانة يريد أنه أفاد أنه باب الشخص الريان أي الثابت له الري ولا يجزئ ذلك في باب الري. (ت هـ (1) عنه) أي سهل بن سعد رمز المصنف لصحته.
5900 -
"في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن". (حم م ت) عن أبي موسى" (صح).
(في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة) وصف كاشف؛ لأن الخيمة مجوفة. (عرضها ستون ميلاً) والطول أكثر لما عرف من أنه أكثر من العرض. (في كل زاوية منها أهل) سكان. (ما يرون الآخرين) لبعد ما بينهم. (يطوف عليهم المؤمن) أي يجامعهم فالطواف هنا كناية عن الجماع قاله ابن القيم، وهذه
(1) أخرجه الترمذي (765)، وابن ماجة (1640)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4241).
الخيام غير الغرف والقصور بل هي خيام في البساتين على شط الأنهار. (حم م ت (1) عن أبي موسى).
5901 -
"في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش؛ فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس"(ش حم ت ك) عن عبادة بن الصامت" (صح).
(في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) وهي خمسمائة عام كما ثبت في رواية "خمسمائة" قيل: إنه يجوز أن يكون هذا التفاوت معنويًّا ويكون المراد بالدرجة المرتبة فالأقرب إليه تعالى يكون أرفع درجة ممن دونه.
قلت: ويبعده أحاديث أنه يرى أهل الدرجة العليا كالكوكب الغابر في الأفق ونحوه كما يبعده قوله: (والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة) التي ذكرها الله في سورة محمد صلى الله عليه وسلم. (ومن فوقها يكون العرش) قال ابن القيم (2): لما كان العرش أقرب إلى الفردوس مما دونه من الجنان بحيث لا جنة فوقه دون العرش كان سقفاً لها دون ما تحته من الجنان ولعظم سعة الجنة وغاية ارتفاعها كان الصعود من أدناها إلى أعلاها بالتدريج درجة فوق درجة كما يقال للقارئ اقرأ وارق. (فإذا سألتم الله) أي الجنة. (فاسألوه الفردوس) لأنه خيارها. (ش حم ت ك (3) عن عبادة بن الصامت) رمز
(1) أخرجه أحمد (4/ 411)، والبخاري (4598)، ومسلم (2838)، والترمذي (2528).
(2)
حادي الأرواح (1/ 47).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (34076)، وأحمد (5/ 321)، والترمذي (2531)، والحاكم (1/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4244).
[3/ 157] المصنف لصحته.
5902 -
"في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". البزار (طس) عن أبي سعيد (صح) ".
(في الجنة) من النعم. (ما لا عين رأت) من المحاسن (ولا أذن سمعت) من الأصوات المطربة ومن الأوصاف المعجبة، قال الطيبي: ما هنا موصولة أو موصوفة وعين وقعت في سياق النفي فأفاد الاستغراق والمعنى: ما رأت العيون كلهن ولا عين واحدة منهن فيحتمل نفي الرؤية والعين أو نفي الرؤية فحسب، والمراد عيون البشر وآذانهم. (ولا خطر على قلب بشر) لأن البشر لا يخطر على باله إلا ما يعرفه ويقرب إلى خياله من الأشياء التي عرفها، ونعيم الجنة فوق ذلك، وقال الطيبي: المعنى لا قلب ولا خطور فجعل انتفاء الصفة دليلاً على انتفاء الذات أي إذا لم تحصل ثمرة القلب وهو الإخطار فلا قلب.
قلت: لا وجه لحمله على ما ذكره بل المتبادر أنه لا خطور له على قلب البشر نفيا للخطور كما ذكرناه، قال: وخص البشر دون الفريقين قبله لأنهم هم الذين ينتفعون بما أعد لهم ويهيمون به بخلاف الجن.
قلت: بل الظاهر أن الجن كالإنس في ذلك وإنما خص البشر لأنهم أشرف الفريقين ويعلم أن الجن لا يخطرونه بالأولى؛ والحديث إخبار بأن نعيم الجنة لا يحاط به. (البزار طس (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح، وقال المنذري: رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح.
5903 -
"في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام". (حم ق هـ) أبي
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5510)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 90)، والترغيب والترهيب (4/ 293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4246).
هريرة (صح) ".
(في الحبة السوداء) أي في استعمالها وكيفيته معروفة في كتب الطب وهي الشونيز كما في حديث مسلم. (شفاء من كل داء إلا السام) الموت تقدم معناه غير مرة. (حم ق هـ (1) عن أبي هريرة)، قال شيخ الإِسلام الولي العراقي ما نصه: قال ابن ناصر: لم يصح عن المصطفى شيء فيما يروى في ذكر الحبوب إلا حديث الحبة السوداء وحده.
5904 -
"في الحجم شفاء" سمويه (حل) والضياء عبد الله بن سرجس".
(في الحجم شفاء) لاستفراغه أعظم الأخلاط الدم وهو في البلاد الحارة أنفع من الفصد. (سمويه حل والضياء (2) عن عبد الله بن سرجس) بزنة نرجس تقدم ذكره مراراً.
5905 -
"في الخيل السائمة في كل فرس دينار". (قط هق) عن جابر (ض) ".
(في الخيل السائمة في كل فرس دينار) زكاتها والظاهر أن المراد في السنة ولم يذكر لها نصاب، وظاهر الحديث أن في كل فرس دينار ولو لم يملك سواها. والحديث معاوض بحديث "عفوت عن الخيل والرقيق"(3)، وخبر "ليس في الخيل والرقيق زكاة"(4)، وحديث:"ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة"(5). (قط هق (6) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الدارقطني
(1) أخرجه أحمد (2/ 241)، والبخاري (5688)، ومسلم (2215)، والترمذي (2041)، وابن ماجة (3447).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 121)، والضياء في المختارة (381)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4248).
(3)
أخرجه أبو داود (1574).
(4)
أخرجه أبو داود (1594).
(5)
أخرجه مسلم (982).
(6)
أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 126)، والطبراني في الأوسط (7665)، والبيهقي في السنن =
عقيبه: تفرد به فورك بن الحضرم عن جعفر بن محمد وهو ضعيف جداً ومن دونه أضعف، وقال الذهبي في التنقيح (1): إسناده مظلم، وقال ابن حجر: سنده ضعيف جداً، وقال الهيثمي: فيه ليث بن حماد وفورك وكلاهما ضعيف.
5906 -
"في الخيل وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة". ابن أبي عاصم في الجهاد عن عريب المليكي".
(في الخيل وأبوالها وأرواثها) يحتمل أنه من باب أعجبني زيد وكرمه وأن قوله: (كف من مسك) إنما هو في الأبوال والأرواث، قال الشارح: الأولى في مثل هذا أن يفوض فهمه إلى الشارع صلى الله عليه وسلم ونترك التعسفات في ذلك. (ابن أبي عاصم (2) في الجهاد عن عريب) بفتح المهملة وكسر الراء (المليكي) بضم ففتح بضبط المصنف شامي، قال البخاري: ثقة ويقال: أن له صحبة، قال الذهبي (3): له حديث من وجه ضعيف وأشار إلى هذا.
5907 -
"في الذباب أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء؛ فإذا وقع في الإناء فارسبوه فيذهب شفاؤه بدائه". ابن النجار عن علي".
(في الذباب) المعروف. (أحد جناحية داء) وهو السم كما جاء في لفظ، والجناح غير معين إلا أنه قد روى أحمد من حديث أبي سعيد أنه يقدم السم
= (1/ 119)، وفي معرفة السنن والآثار (2452)، والخطيب في تاريخه (6/ 298)، وانظر: ابن القطان (2/ 68)، والتلخيص الحبير (2/ 431)، والدراية في تخريج الهداية (رقم: 325)، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 496)، وقول الهيثمي في المجمع (3/ 69)، وراجع للتفصيل: البدر المنير (5/ 404).
(1)
انظر: تنقيح التحقيق (5/ رقم 1120).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (1083)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3998).
(3)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ رقم 4085).
ويؤخر الشفاء، وحينئذ فيعرف عيبه بما يقدمه. (وفي الآخر شفاء) كأن المراد شفاء الداء الذي بأحد جناحيه أو مطلقاً وللأول أقرب، ويدل له آخر الحديث. (فإذا وقع) الذباب. (في الإناء) الذي فيه مائع. (فأرسبوه) اغمسوه، يقال رسب الشيء رسوباً ثقل وصار إلى أسفل، وفيه أن المائع لا ينجس بموت ما لا نفس له سائلة؛ لأنَّ الشارع لا يأمر بغمس ما ينجس الماء إذا مات فيه لأنه إفساد، والاعتراض بأنه لا يلزم من غمسه موته لأنه قد يغمسه برفق خلاف الظاهر بل الواقع، وهذا الأمر ظاهره الإيجاب ويعضده أنه لو لم يفعل ذلك لكان إضاعة مال وهي لا تجوز وذلك كما يفعله كثير من الناس في إراقة المشروب إذا وقع فيه الذباب. (فيذهب شفاؤه بدائه) وهذا من بديع حكمة الله أن جعل شفاء دائه فيه ومن لطفه بعموم البلوى به فيسهل إخراج دائه وتجنب إذائه. (ابن النجار (1) عن علي) [1/ 158].
5908 -
"في الركاز الخمس". (هـ) عن ابن عباس (طب) عن أبي ثعلبة (طس) عن جابر وعن ابن مسعود (صح) ".
(في الركاز) بكسر الراء وتخفيف الكاف: الذي هو دفين الجاهلية في الأرض. (الخمس) أي يجب فيه خمسه لمن ذكره الله من مصارفه في كتابه؛ لأنه غنيمة وتقدم غير مرة. (هـ عن ابن عباس، طب عن أبي ثعلبة، طس (2) عن جابر وعن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته على الطبراني في الكبير، وقال الهيثمي: فيه يزيد بن سنان وفيه كلام.
(1) أخرجه أحمد (3/ 67) والطيالسي (2188) عن أبي سعيد بنحوه وعزاه في الكنز (28304) لابن النجار، وانظر فيض القدير (4/ 450)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4249).
(2)
أخرجه ابن ماجة (2510) عن ابن عباس، وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 227)(598) عن أبي ثعلبة الخشنى، وأخرجه الطبراني في الأوسط (4128) عن جابر، و (1206) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 78)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4250).
5909 -
"في الركاز العشر". أبو بكر بن أبي داوود في جزء من حديثه عن ابن عمر".
(في الركاز العشر) هذا معارض لما قبله ولغيره من الأحاديث المصرحة بالخمس ولا أعلم قائلاً به. (أبو بكر بن أبي داوود في جزء من حديثه عن ابن عمر)(1).
5910 -
"في السماء ملكان أحدهما يأمر بالشد، والآخر يأمر باللين، وكلاهما مصيب: أحدهما جبريل، والآخر ميكائيل، ونبيان أحدهما يأمر بالين، والآخر بالشدة وكل مصيب: إبراهيم ونوح، ولي صاحبان أحدهما يأمر بالين، والآخر بالشدة: أبو بكر وعمر". (طب)(ض) وابن عساكر عن أم سلمة".
(في السماء) متعلق بمقدر أي استقر أو مستقر وهو خبر عن قوله: (ملكان أحدهما يأمر بالشدة) ويحتمل أنه يأمر من يحبه من الملائكة بالشدة فيما يبعثهم له ويحتمل أن المراد جعله الله يلقي في قلوب العباد الشدة حتى كأنه يأمرهم بها ويحتمل يرسله الله بالأمور الشديدة على العباد من الخسف والانتقام ونحوه ويحتمل أن المراد يريد ذلك ويحبه ويدعوا الله أن يعامل به عباده. (والآخر باللين) فيه الاحتمالات. (وكلاهما مصيب) لأنهم لا يفعلون إلا ما أمرهم الله به والظاهر أن الملائكة لم تعتد الاجتهاد لمثل {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)} [الأنبياء: 27] فلا يقال فيه دليل على أن كل مجتهد مصيب. (أحدهما جبريل، والآخر ميكائيل) يحتمل أنه على الترتيب وأن الأمر بالشدة الأول والأمر باللين الآخر ويحتمل العكس وما يأتي دلّل الاحتمال الأول. (ونبيئان)
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 164)، وفكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 68)، وانظر الميزان (4/ 213)، والمجروحين لابن حبان البستي (2/ 20)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 261)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3999).
لا يصح عطفه على ملكان حتى يصير المعنى: وفي السماء نبيان لأن أمرهما في الأرض وهما فيها ويحتمل عطفه عليه بتقدير وفي الأرض ملاحظة للمعنى (أحدهما يأمر باللين) قدمه على الأمر بالشدة على خلاف السابق مع أنه متأخر زمانا عن الأمر بالشدة إشارة إلى أن من شأن الرسل اللين وهو الأقدم في صفاتهم. (والآخر بالشدة وكل مصيب) يحتمل أن الله تعالى يأمر كل واحد بما يقتضيه حال من أرسل إليهم ويحتمل أنه عن اجتهاد منهما فأحدهما ينظر إلى عظمة الله وقبح عصيانه فيشتد والآخر ينظر إلى رحمة الله وعموم عفوه فيلين وفسر هذا الإيهام بقوله: (إبراهيم) فإنه الآمر باللين القائل: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُور رَّحِيمٌ} [إبراهيم: 36] ونحوها. (ونوح) الآمر بالشدة والقائل: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26](ولي صاحبان أحدهما يأمر) أي يشير عليّ به ويأمر به إذلالاً لا أمراً. (بالين) عن اجتهاده ونظره. (والآخر بالشدة) كذلك في الأمرين. (أبو بكر) فإنه كان يشير على المصطفى صلى الله عليه وسلم بما فيه لين وعفوه كرأيه في فداء أسرى بدر وغير ذلك. (وعمر) فإنه كان يشير عليه صلى الله عليه وسلم بالشدة كرأيه في أسرى بدر فإنه كان رأيه القتل وفي محلات أخر كان يميل إلى الشدة ولم يقل صلى الله عليه وسلم هنا وكلاهما مصيب لأن ذلك قاله في حق المعصومين من الملائكة والمرسلين وهذا في حق هذين الصاحبين الجليلين وقد مثل كل واحد بملك ونبي لما قدمه من صفات أولئك فيحتمل أن المراد أنهما أيضا مصيبان وهو الأظهر ويحتمل خلافه وعلى كل حال فالكلام سيق لمدحهما والشارح لم يتكلم بشيء على هذا الحديث جميعه بل شرح ألفاظه ساكتا عنها. (طب وابن عساكر (1) عن أم سلمة) رمز المصنف على الطبراني بالضعف وقال الهيثمي:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 315)(715)، وأحمد في فضائل الصحابة (300)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 61)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف =
رجال الطبراني ثقات.
5911 -
"في السمع مائة من الإبل، وفي العقل مائة من الإبل". (هق) عن معاذ".
(في السمع) أي دية إذا جنى عليه حتى ذهب بالكلية. (مائة من الإبل) وأقاسوا عليه سائر الحواس من البصر والشم والطعم واللمس، ويجب:(في العقل) إذا ذهب بالجناية. (مائة من الإبل) وإذا ثبت ذلك في السمع ففي العقل بالأولى. (هق (1) عن معاذ) سكت المصنف عليه والحكم عليه وله شواهد.
5912 -
"في السواك عشر صفات: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويجلو البصر، ويذهب بالبلغم، ويذهب الحفر، ويوافق السنة، ويفرح الملائكة ويرضي الرب، ويزيد في الحسنات، ويصحح المعدة". أبو الشيخ في الثواب، وأبو نعيم في كتاب السواك عن ابن عباس (ض) ".
(في السواك ثبتت عشر خصال) محبوبة إلى العبد وإلى الرب تعالى. (يطيب الفم) لإذهابه كراهة ريحه. (ويمثل اللثة) لأنها تسترخي من الأبخرة المتصعدة إليها من المعدة والسواك يجلوها. (ويجلو البصر)[1/ 159] لدفعه ما يصعد من الأبخرة. (ويذهب بالبلغم، ويذهب الحفر) بالمهملة مفتوحة وفتح الفاء وسكونها تلاف في أصول الأسنان أو صفرة تعلوها. (ويوافق السنة) الطريقة المحمدية. (ويفرح الملائكة) لأنه طاعة وهم يفرحون بها ويحبون الرائحة الطيبة. (ويرضي الرب) لما فيه من الثواب. (ويزيد في الحسنات) لأنه منها أو لأنها تنمو في نفسها بسببه فقراءة من استاك أكثر أجراً من قراءة من لم يستك. (ويصحح المعدة) لإذهابه البلغم. (أبو الشيخ في الثواب، وأبو نعيم في كتاب
= الجامع (4000)، والضعيفة (4015).
(1)
أخرجه البيهقي في السنن (8/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4001).
السواك (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأن من رواته الخليل بن مرة وهو كما قال العراقي: ضعيف، عن ابن أبي رباح وقد أخرجه الدارقطني في سننه عن ابن عباس أيضًا بلفظ آخر عد فيه عشر خصال ثم قال الطبراني: في أحد رجاله يعلي بن ميمون ضعيف متروك، وكذلك قد روى أبو نعيم من طريق خالد بن معدان عن أبي الدرداء حديثا في السواك وعد فيه أربعة وعشرين خصلة، لكن قال العراقي: خالد بن معدان لم يسمع من أبي الدرداء، والحديث في متنه نكارة.
5913 -
"في الضبع كبش". (هـ) عن جابر (صح) ".
(في الضبع) إذا أصابه المحرم. (كبش) وهو ذكر الضأن والأنثى نعجة وإلأكثر على إيجابها في الضبع دون الكبش والحديث يرد عليهم. (هـ (2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال البيهقي: حديث جيد تقوم به الحجة.
5914 -
"في الضبع كبش، وفي الظبي شاة، وفي الأرنب عناق، وفي اليربوع جفرة". (هق) عن جابر (عد هق) عن عمر (صح) ".
(في الضبع كبش، وفي الظبي شاة، وفي الأرنب) اسم جنس يقع على الذكر والأنثى. (عناق) هو أنثى المعز إذا قويت ما لم يبلغ سنة وفي الروضة أنثى المعز من حين يولد إلا أن يرعى (وفي اليربوع) حيوان معروف كلون الغزال. (جفرة) بالجيم مفتوحة وسكون الفاء وراء: هي أنثى المعز إذا بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها والذكر جفر سمي به لأنه جفر خنتاه أي عظماً. (هق عن
(1) أخرجه الدارقطني (1/ 58)، وانظر العلل المتناهية (1/ 335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4002)، والضعيفة (4016).
(2)
أخرجه ابن ماجة (3085)، والدارقطني (2/ 245)، وأخرجه أيضاً: ابن خزيمة (2647)، والبيهقي في السنن (5/ 183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4251).
جابر، عد هق (1) عن عمر) رمز المصنف لصحته، قال عبد الحق: رواته الثقات الأثبات.
5915 -
"في العسل في كل عشرة أَزُقٍّ زِق". (ت هـ) عن ابن عمر (ض) ".
(في العسل) بالمهملتين أي يجب فيه. (في كل عشرة أَزُقٍّ) بفتح الهمزة وضم الزاي جمع قلة، الزق وهو السقاء. (زِق) وهذا الحديث أخذ به جماعة ورده آخرون بعدم ثبوت الخبر فيه والأصل براءة الذمة عن الإيجاب. (ت هـ (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: لا يصح، وفيه صدقة السمين ضعيف وقد خولف، وقال النسائي: حديث منكر، وقال البخاري ليس في زكاة العسل شيء يصح.
5916 -
"في الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى". (ن) عن سلمان بن عامر الضبي".
(في الغلام) الذكر، يسن. (عقيقة، وأهريقوا عنه دماً) اذبحوا عنه كبشين كما سلف ويجزئ واحد. (وأميطوا عنه الأذى) أزيلوا عنه النجاسة بغسله. (ن (3) عن سلمان بن عامر الضبي) صحابي معروف.
5917 -
"في الكبد الحارة أجر". (هب) عن سراقة بن مالك".
(في الكبد الحارة) أي في سقي ذي الكبد الحارة. (أجر) من أي حيوان كان والمراد بالكبد الحارة حياة صاحبها فهي كناية وهو حث على سقي كل حيوان.
(1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 183) عن جابر، وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 428)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4003).
(2)
أخرجه الترمذي (629)، وابن ماجة (1824)، وانظر العلل المتناهية (2/ 497)، وعلل الترمذي (1/ 102)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4252).
(3)
أخرجه النسائي (7/ 164)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4253).
(هب (1) عن سراقة) بضم المهملة بن مالك هو الذي له قصة في هجرته صلى الله عليه وسلم.
5918 -
"في اللبن صدقة". الروياني عن أبي ذر (ض) ".
(في اللبن صدقة) أي زكاة لأنها المتبادرة عند الإطلاق، قيل: ولا يعلم أحد أخذ بهذا قيل فيمكن تنزيله على زكاة التجارة ويكون المراد في الماشية ذات اللبن. (الروياني (2) عن أبي ذر) رمز المصنف لضعفه.
5919 -
"في اللسان الدية إذا منع الكلام، وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة، وفي الشفتين الدية". (عد هق) عن ابن عمر (ض) ".
(في اللسان) تجب (الدية إذا منع الكلام) بسبب الجناية ولو كان العضو باقيا فإن بطل بعض حروف اللسان فبحصتها. (وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة) موضع الجنابة. (وفي الشفتين الدية) وفي واحدة نصف الدية. (عد هق (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لكن العمل عليه وله شواهد من حديث عمرو بن حزم في نسخة كتابه الذي رجع الناس إليه وأخذوا بما فيه.
5920 -
"في المؤمن ثلاث خصال: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع، ومخرجه من الظن أن لا يحقق، مخرجه من الحسد أن لا يبغي". ابن الصصري في أماليه (فر) عن أبي هريرة".
(في المؤمن) مستقرة. (ثلاث خصال) لم يخرجه اتصافه بها عن الإيمان. (الطيرة، والظن، والحسد) تقدمت قريبا وكأنه قيل: فماذا مخرجه منها؟ فقال: (فمخرجه من الطيرة) إن وقعت في نفسه. (أن لا يرجع) عما يريده كما تقتضيه
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 128)(6587)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4254).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4373)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4004): ضعيف جداً، وضعفه في الضعيفة (4017).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 101)، والبيهقي في السنن (8/ 81)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4005)، والضعيفة (4018): ضعيف جداً.
له الطيرة بل يؤثر التوكل على الله عليها. (ومخرجه من الظن) بالغير. (أن لا يحقق) فترتب عليه حكماً. (ومخرجه من الحسد أن لا يبغي) على من يحسده. (ابن صصري) بالمهملات (في أماليه (فر)(1) عن أبي هريرة).
5921 -
"في المنافق ثلاث خصال: إذا حدث كذب، وإذا وعد خلف، وإذا ائتمن خان". البزار عن جابر (صح) ".
(في المنافق ثلاث خصال: إذا حدث كذب) ولا يخبر بالواقع وشأن [3/ 160] المؤمن أن يخالفه فإذا حدث صدق. (وإذا وعد أخلف) وعده وإذا وعد المؤمن وفي {وإِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} [مريم: 54](وإذا ائتمن خان) أمانته وقد أسلفنا الكلام عليه في أول الكتاب في قوله آية المنافق ثلاث. (البزار (2) عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه يوسف بن الخطاب مجهول.
5922 -
"في المواضع خمس خمس من الإبل (حم 4) عن ابن عمرو (صح) ".
(في المواضع) جمع موضحة وهي التي ترفع اللحم عن العظم وتوضحه أي تظهر بياضه تجب. (خمس خمس) كرره لأن المراد في كل موضحة ذلك. (من الإبل) إن كانت في رأس أو وجه وإلا ففيها حكومة وتمام الحديث: "والأصابع كلها سواء عشر عشر من الإبل" قال القاضي: وأمثال هذه التقديرات تعبد محض لا طريق إلى معرفته إلا التوقيف. (حم 4 (3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4367)، والبيهقي في الشعب (1173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4006).
(2)
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (87)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 108)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4255).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 189)، وأبو داود (4566)، والترمذي (1390)، والنسائي (8/ 57)، وابن ماجة (2655)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4256).
5923 -
"في الوضوء إسراف، وفي كل شيء إسراف". (ص) عن أبي يحيى السيباني مرسلاً".
(في الوضوء) يحصل. (إسراف) أي مجاوزة للحد في استعمال الماء وطول دلك الأعضاء. (وفي كل شيء) من العبادات وغيرها. (إسراف) بحسبه وهو مذموم فعلى المؤمن تجنبه من كل شيء. (ص (1) عن يحيى بن أبي عمرو السيباني) بفتح السين المهملة وسكون المثناة التحتية بعدها موحده أبو زرعة الحمصي (مرسلاً) قال الذهبي وغيره: ثقة.
5924 -
"في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم". ابن السني أبو نعيم في الطب عن ابن عباس".
(في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة) بذال معجمة وراء وباء موحدة. (بطونهم) قال الزمخشري (2): الذرب: فساد المعدة وقال ابن الأثير (3): الذرب بالتحريك داء يعرض للمعدة فلا يهضم الطعام ويفسد فيها فلا يمسكه وتقدم الكلام عليه في: عليكم بأبوال الإبل البرية. (ابن السني وأبو نعيم في الطب (4) عن ابن عباس) ورواه الحارث والديلمي وفيه ابن لهيعة.
5925 -
"في أحد جناحي الذباب سم، والآخر شفاء؛ فإذا وقع في الطعام فامقلوه فيه؛ فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء". (هـ) عن أبي سعيد الخدري (صح) "
(1) أخرجه ابن ماجة (425) عن عبد الله بن عمرو بمعناه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4007).
(2)
الفائق (1/ 450).
(3)
النهاية (2/ 392).
(4)
أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 752)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في زوائد الهيثمي (557)، والطبراني في الكبير (12/ 238)(12986)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3991)، وقال في الضعيفة (1406): ضعيف جداً.
(في أحد جناحي الذباب سم) بخط المصنف جناح بغير ياء وهو سبق قلم. (والآخر) من جناحيه فيه: (شفاء؛ فإذا وقع في الطعام) مثلاً أو الشراب. (فامقلوه) بالقاف بعد الميم اغمسوه. (فيه؛ فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء) وظاهر الأمر للإيجاب ولأن دفع الضار عن النفس واجب (هـ (1) عن أبي سعيد الخدري) رمز المصنف لصحته.
5926 -
"في أصحابي اثنا عشر منافقا: منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط". (حم م) عن حذيفة" (صح).
(في أصحابي) أي الذين ينسبون إلى صحبتي. (اثنا عشر منافقاً) كأن المراد جماعة مخصوصون، وإلا فالظاهر أن المنافقين أكثر، قيل: هم الذين جاءوا مسلمين وقد قصدوا قتله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة مرجعه من تبوك حين أخذ مع عمار وحذيفة طريق الثنية والقوم ببطن الوادي، والقوم ببطن الوادي واعلمه الله بما أرادوا وبما هموا به حيث، قال:{وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [التوبة: 74]. (منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) ولا يلج أصلاً وكأن أربعة يتوبون فيتوب الله عليهم. (حم م (2) عن حذيفة).
5927 -
"في أمتي خسف ومسخ وقذف". (ك) عن ابن عمرو (صح) ".
(في أمتي) سيكون. (خسف ومسخ وقذف) رمي بالحجارة ويأتي قريبا بيان أسباب هذه الثلاثة، إن قيل قد أخرج ابن مردويه من حديث جابر مرفوعاً: "دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم ثنتين وأبي أن يرفع ثنتين، دعوت الله أن يرفع عنهم الرجم من السماء والخسف من الأرض وألا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع عنهم الخسف والرجم، وأبي أن يرفع
(1) أخرجه ابن ماجة (3504)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4234)، والصحيحة (39).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 390)، ومسلم (2779).
الأخريين". وأجيب عنه بجوابين الأول بأنه يجوز أن تكون الإجابة مقيدة بزمان مخصوص وهو وجود الصحابة والقرون الفاضلة، وأما بعد فيجوز وقوعه، والثاني أن المراد لا يقع بجميعهم بل لأفراد منهم غير مقيد بزمانه وتقدم في: "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة
…
" الحديث. (ك (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم إن كان أبو الزبير سمع من ابن عمر، وقال الحافظ ابن حجر: والمسخ قد ورد في أحاديث كثيرة في أسانيدها مقال غالباً لكن يدل مجموعها أن لذلك أصلاً.
5928 -
"في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي". (حم طب) والضياء عن حذيفة (ض) ".
(في أمتي) يكون: (كذابون) مبالغة من الكذب، وفي رواية:"كلهم يكذب على الله ورسوله". (ودجالون) مكارون ملبسون من الدجل وهو التلبيس. (سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة) وكأن المراد بهم الذين يدعون النبوة لا مطلق الكذاب والدجال بدليل قوله: (وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي) فمن زعم ذلك فهو كاذب. (حم طب) والضياء (2) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي بعد ما عزاه لأحمد والطبراني والبزار: رجال البزار رجال الصحيح ودل على أن رجال أحمد والطبراني ليسوا كذلك فلو عزاه المصنف للبزار لكان أولى.
5929 -
"في بيض النعام يصيبه المحرم ثمنه". (هـ) عن أبي هريرة".
(1) أخرجه الحاكم (4/ 492)، وانظر فتح الباري (8/ 292)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4257).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 396)، والطبراني في الكبير (3/ 169)(3026)، وفي الأوسط (5450)، والبزار كما في كشف الأستار (3374)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4258).
(في بيض النعام يصيبه المحرم) فيتلفه. (ثمنه) ما قومه عدلان. (هـ (1) عن أبي هريرة) ورواه الطبراني والديلمي.
5930 -
"في بيضة النعام صيام يوم، أو طعام مسكين". (هق) عن أبي هريرة".
(في بيضة النعام) إذا أتلفها المحرم. (صيام يوم، أو طعام مسكين) مداً من طعام وفي المسألة خلاف في الفروع. (هق (2) عن أبي هريرة) أخرجه الطبراني من حديث عائشة بلفظ: "في بيض نعام كسره رجل محرم صيام يوم لكل بيضة" قال عبد الحق: هذا لا يسند من وجه صحيح.
5931 -
"في ثقيف كذاب ومبير". (ت) عن ابن عمر (طب) عن سلامة بنت الحر".
(في ثقيف) قبيلة معروفة تسكن بلاد الطائف أي يكون فيهم: (كذاب) وفسر بالمختار بن أبي عبيد زعم أنه نبي يوحى إليه وغير ذلك. (ومبير) بضم الميم فموحدة فمثناة تحتية فراء أي مهلك وهو الحجاج لم يأت مثله في إهلاكه من لا ذنب له، قيل بلغ قتلاه مائة وعشرين ألفا صبرا سواء من قتل في حروبه، والحديث من أعلام النبوة. (ت عن ابن عمر، طب (3) عن سلامة بنت الحر) بضم المهملة فراء في الكبير، قال الترمذي: حسن غريب، وحديث الطبراني قال
(1) أخرجه ابن ماجة (3086)، والطبراني في الأوسط (6277)، والديلمي (4378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4009).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (5/ 207) والطبراني في الأوسط (6800) عن أبي هريرة، وأخرجه الدارقطني (2/ 249) عن عائشة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4010).
(3)
أخرجه الترمذي (2220) عن ابن عمر، وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 310)(782) عن سلامة بنت الحر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4259)، والصحيحة (3538).
الهيثمي: فيه نسوة مستورات.
5932 -
"في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي أربعين من البقر مسنة". (ت هـ) عن ابن مسعود (ح) ".
(في ثلاثين من البقر) يجب. (تبيع أو تبيعة) هو ما بلغ سنة كاملة لأنه يتبع أمه أو لأن قرنه يتبع أذنه. (وفي أربعين من البقر مسنة) وتسمى ثنية وهي ما لها سنتان كاملتان سميت مسنة لكمال أسنانها (ت هـ (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه.
5933 -
"في جهنم واد، وفي الوادي بئر يقال لها: "هبهب" حق على الله أن يسكنها كل جبار". (ك) عن أبي موسى (صح) ".
(في جهنم) سميت جهنم لأنها كريهة المنظر، والجهام السحاب الذي هرق ماءه والغيث رحمة فلما أنزله الله من السحاب سمي جهاما كذلك جهنم لما نزع الله الرحمة منها سميت جهنم. (وادٍ) من جملة أوديتها، قال الغزالي (2): أودية جهنم عدد أودية الدنيا. (وفي الوادي بئر يقال لها) تسمى وتدعى. (هبهب) بزنة زلزل، قال ابن الأثير (3): الهبهب السريع وهبهب السراب إذا ترقرق، قال القاضي: سمي بذلك إما للمعانه من شدة اضطراب النار فيه والتهابه من هبهب السراب إذا لمع، أو لسرعة إيقاد ناره بالعصاة واشتعالها فيهم من الهبهب الذي هو السرعة أو لشدة أجيج النار فيه من الهبهاب الذي هو الصياح. (حق على الله) لازم في وعيده. (أن يسكنها كل جبار) متمرد على الله عات متكبر. (ك (4)
(1) أخرجه الترمذي (622)، وابن ماجة (1804)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4260).
(2)
إحياء علوم الدين (4/ 531).
(3)
النهاية في غريب الحديث (5/ 547).
(4)
أخرجه الحاكم (4/ 639)، وانظر الموضوعات (3/ 264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4011)، والضعيفة (1181)(5196).
عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي لكن تعقبهما الزين العراقي بأن فيه أزهر بن سنان (1) ضعفه ابن معين وابن حبان وأورد له في الضعفاء هذا الحديث، قيل وحكم ابن الجوزي بوضعه فلم يصب كما لم يصب الحاكم في تصحيحه فهو ضعيف بين الأمرين.
5934 -
"في خمس من الإبل شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنة مخاض، إلى خمس وثلاثين، فإن زادت واحدة ففيها ابنة لبون، إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقة، إلى ستين فإذا زادت واحدة ففيها جذعة، إلى خمس وسبعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون، إلى تسعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها حقتان، إلى عشرين ومائة؛ فإن كانت الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين بنت لبون؛ فإذا كانت إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون حتى تبلغ تسعاً وعشرين ومائة؛ فإذا كانت ثلاثين ومائة؛ ففيها ابنتا لبون وحقة، حتى تبلغ تسعاً وثلاثين ومائة؛ فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون، حتى تبلغ تسعاً وأربعين ومائة؛ فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق، حتى تبلغ تسعاً وخمسين ومائة؛ فإذا كانت ستين ومائة ففيها أربع بنات لبون، حتى تبلغ تسعاً وستين ومائة؛ فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون وحقة، حتى تبلغ تسعاً وسبعين ومائة؛ فإذا كانت شاتين ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون، حتى تبلغ تسعاً وثمانين ومائة؛ فإذا كانت تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون، حتى تبلغ تسعاً وتسعين ومائة؛ فإذا كانت مائتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون، أي السنين وجدت أخذت، وفي سائمة الغنم في كل أربعين شاةً شاةٌ إلى
(1) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 94) والمغني (1/ 65).
عشرين ومائة؛ فإذا زادت واحدة فشاتان إلى المائتين؛ فإن زادت على المائتين ففيها ثلاث إلى ثلاث مائة، فإن كانت الغنم أكثر من ذلك ففي كل مائة شاةٍ شاة ليس فيها شيء حتى تبلغ المائة ولا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق مخافة الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بالسوية، ولا يؤخذ في الصدقة هرمة، ولا ذات عوار من الغنم، ولا تيس الغنم إلا أن يشاء المصدق" (حم 4) عن ابن عمر (صح) ".
(في خمس من الإبل) تجب (شاة) صدقة عنها من لطف الله لم يجحف لصاحبها ولا أخلى الفقراء عن نصيب منها. (وفي عشر شاتان) ولا شيء فيما بين العدتين. (وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنة مخاض) زيد في رواية: أنثى وهي من النوق التي لها سنة سميت بذلك؛ لأن أمها تكون حاملاً والمخاض الحوامل من النوق لا واحد لها، ويقال: لواحدتها خلفة ونسبت الابنة إلى الجمع حيث لا واحد له ووصفها بأنثى تأكيداً ولدفع توهم من أن البنت مشتركة كما في "بنت طبق" ويكون هذا فيها. (إلى خمس وثلاثين، فإن زادت) أي عدة الإبل أو الإبل. (واحدة ففيها ابنة لبون) وهو من الإبل من ذكر أو أنثى ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة فصارت أمها لبونا أي لذات لبن لأنها تكون قد وضعت ويكون هذا الواجب. (إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقة) بكسر المهملة فقاف وهو من الإبل ما دخل في السنة الرابعة وحينئذ يتمكن من ركوبه وتحميله ويستمر وجوب الحقة: (إلى ستين فإذا زادت واحدة ففيها جذعة) وهي من الإبل ما دخل في السنة الخامسة ويستمر وجوبها: (إلى خمس وسبعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون) يستمر وجوبهما: (إلى تسعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها حقتان) يستمر وجوبهما: (إلى عشرين ومائة، فإن كانت الإبل أكثر من ذلك) بحيث كانت مائة
وخمسين أو مائتين فصاعداً كما يفيده [3/ 162] ما يأتي. (ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين بنت لبون) وهو دليل على استقرار الحساب بعد بلوغ القدر المذكور وهو رأي الجماهير، وقيل: بل يستأنف الحساب بإيجاب الشاة ثم بنت المخاض إلى آخره. (فإذا كانت إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون حتى تبلغ تسعا وعشرين ومائة؛ فإذا كانت ثلاثين ومائة؛ ففيها بنتا لبون وحقة) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وثلاثين ومائة؛ فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون، حتى تبلغ تسعا وأربعين ومائة؛ فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق) جمع حقة. (حتى تبلغ تسعاً وخمسين ومائة؛ فإذا كانت ستين ومائة ففيها أربع بنات لبون، حتى تبلغ تسعاً وستين ومائة؛ فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون وحقة) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وسبعين ومائة؛ فإذا كانت ثمانين ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وثمانين ومائة؛ فإذا كانت تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وتسعين ومائة؛ فإذا كانت مائتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون) مخير في ذلك كما قاله. (أي السنين وجدت أخذت) والتخيير إلى المصدق والخطاب له وفي هذا بيان أن خمساً من بنات اللبون تجزئ عن أربع حقاق، في هذه العدة فتكون زيادة على ما أفاده قوله سابقاً:"ففي كل خمسين حقة". (وفي سائمة الغنم) في النهاية (1) السائمة من الغنم الماشية الراعية، يقال: سامت تسوم سوما وأسمتها أنا، والمعنى في الغنم السائمة فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف والتقييد بالصفة ليخرج المعلوفة فإنه لا زكاة فيها وخص السوم بالغنم مع أن في الإبل خلاف منهم من يشترط سومها ومنهم
(1) النهاية (3/ 18).
من لم يشترطه والحديث حجة له. (في كل أربعين شاةً) تجب. (شاةٌ) يستمر وجوبها. (إلى عشرين ومائة؛ فإذا زادت واحدة فشاتان) تجب فيها يستمر وجوبها. (إلى المائتين، فإن زادت على المائتين ففيها ثلاث) يستمر وجوبها (إلى ثلاث مائة، فإن كانت الغنم أكثر من ذلك ففي كل مائة شاةٍ شاة ليس فيها) أي فيما بين العدتين شيء، (حتى تبلغ المائة، ولا يفرق) بضم أوله وفتح ثانيه مشدداً. (بين مجتمع) بكسر ميمه الثانية، (ولا يجمع) بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يجمع المالك ولا المصدق. (بين متفرق) بتقديم التاء، (مخافة الصدقة) نصب على المفعول له وهو مصدر مضاف إلى مفعوله والفاعل يحتمل أنه المالك أي يفعل ذلك مخافة المالك كثرة الصدقة أو أنه المصدق يخاف قلبها. قال في النهاية (1): قال الشافعي: الخطاب في هذا للمصدق ولرب المال فالخشية خشيتان: خشية الساعي أن تقل الصدقة، وخشية رب المال أن يقل ماله وهذا في مال الخليطين وفيه دليل أن الخلطة تفسير ما لهما شيئا واحداً في إيجاب الصدقة وفيه خلاف وشرائط معروفة في الفروع؛ وفي النهاية: أما الجمع بين متفرق فهو الخلاط وذلك بأن يكون ثلاثة نفر مثلا ويكون لكل واحد وأربعون شاة قد وجب على كل واحد منهم شاة فإذا طلبهم المصدق جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إلا شاة واحدة وهذه المخافة من المالك لكثرة الصدقة، وأما تفريق المجتمع فبأن يكون اثنان شريكين ولكل واحد منهما مائة شاة وشاة فيكون عليهما في مالهما ثلاث شياة فإذا أظلهما المصدق فرقا غنمهما فلم يكن على كل واحد منهما إلا شاة واحدة. (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بالسوية) في النهاية (2)، المراد بالخليط الشريك الذي يخلط ماله بمال شريكه والتراجع
(1) انظر النهاية (2/ 12).
(2)
المرجع السابق (2/ 25).
هو أن يكون لأحدهما مثلاً أربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط فيأخذ الساعي عن الأربعين مسنة وعن الثلاثين تبيعا فيرجع بأول المسنة بثلاثة أسباعها على شريكه ويأول التبيع بأربعة أسباعه لأن كل واحد من الشيئين واجب على الشيوع كأن المالك واحد، وفي قوله:"بالتسوية" دليل على أن الساعي إذا ظلم أحدهما فأخذ منه زيادة على فرضه فإنه لا يرجع بها على شريكه وإنما يغرم له قيمة ما يخصه من الواجب [3/ 163] دون الزيادة فيه تأمل، بل لو قيل: إنه يدل على خلاف ذلك وأنهما يشتركان في العدل والظلم لكان أقرب وكأنه لاحظ أن السوية بمعنى الإنصاف وفي التراجع دليل على أن الخلطة تصح مع تمييز أعيان الأموال عند من يقوله به. (ولا يؤخذ في الصدقة هرمة) بكسر الراء كبيرة السن. (ولا ذات عوار) بفتح العين وبضم: المعيبة بما يرونه في البيع (من الغنم) ولا من غيرها من سائر المواشي التي تجب فيها الصدقة (ولا تيس الغنم) أي فحلها (إلا أن يشاء المصدق) في النهاية (1): رواه أبو عبيد بفتح الدال يريد صاحب الماشية أي الذي أخذت صدقة ماله وخالفه عامة الرواة وقالوا بكسر الدال وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها، وقال أبو موسى: الرواية بتشديد الصاد والدال معا وكسر الدال: وهو صاحب المال وأصله المتصدق فأدغمت التاء في الصاد، قال والاستثناء من التيس خاصة لأن الهرمة وذات العوار لا يجوز أخذهما في الصدقة إلا أن يكون المال كله كذلك عند بعضهم وهذا إنما يبحه إذا كان الغرض من الحديث النهي عن أخذ التيس لأنه فحل المعز وقد نهى عن أخذ الفحل في الصدقة لأنه يضر برب المال لأنه يعز عليه إلا أن يسمح به فيؤخذ، والذي شرحه الخطابي في المعالم أن المصدق
(1) النهاية (3/ 18).
بتخفيف الصاد: العامل ذاته لأنه وكيل الفقراء في القبض فله أن يتصرف لهم ما يراه مما يؤدى إليه اجتهاده. (حم 4 ك (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته.
5935 -
"في دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض ذكر". (د) عن ابن مسعود" (صح).
(في دية الخطأ) هو بيان لقوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فتحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَة مُسَلَّمَة إِلَى أَهْلِهِ} [النساء: 92] تجب. (عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض) أفرده؛ لأن مميز العشرين مفرد وإن كان عشرون مدلوله غير مدلول المفرد (وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض ذكر) أي كل ابن ذكر وكأن القياس ذكور صفة لبني، ووصف الابن بالذكورة وصف تأكيدي من باب نفخة واحدة أو تقييدي لأن الابن قد يطلق على مطلق الولد من ذكر وأنثى في مثل ابن آدم ونحوه. (د (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته.
5936 -
"في طعام العرس مثقال من ريح الجنة". الحارث عن عمر".
(في طعام العرس) أي طعام وليمته. (مثقال) أي قدر مثقال. (من ريح الجنة) قال الشارح: الله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم به.
قلت: يحتمل الحقيقة ويحتمل أن المراد أنه يحبه الله ويثاب فاعله للسنة أو آكله بطعام في الجنة قدرة ذلك وهو حث على فعل إطعام العرس وعلى حضوره. (الحارث (3) عن عمر) ورواه عنه الديلمي.
(1) أخرجه أحمد (2/ 15)، وأبو داود (1568)، والترمذي (621)، والنسائي (5/ 18)، وابن ماجة (1807)، والحاكم (1/ 549)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4261).
(2)
أخرجه أبو داود (4545)، وابن ماجة (2631)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4012)، والضعيفة (4020).
(3)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (406)، والديلمي (4374)، وضعفه الألباني =
5937 -
"في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم". (حم) عن عائشة (صح) ".
(في عجوة العالية) العجوة تمر معروف والعالية الحوائط والقرى التي في الجهة العليا للمدينة مما يلي نجد أي في أكلها. (أول البكرة) أول النهار. (على ريق النفس) كأنه عبارة عن كونه أول داخل إلى المعدة وقد سبق بيان عدد ذلك وأنه سبع تمرات (شفاء من كل سحر) يخبل الإنسان ويغير عقله أو حواسه. (أو سم) يقتل الإنسان قال الخطابي: كون العجوة تنفع من السحر والسم إنما هو ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بتمر المدينة لا لخاصية في التمر، وقال غيره يحتمل أنه تمر نخل خاص لا يعرف الآن أو هو خاص بزمنه صلى الله عليه وسلم.
قلت: يعتد الاختصاص بل الظاهر الإطلاق زمانا ونخلا ويخلفه عن إخباره صلى الله عليه وسلم إن وقع فلفساد اعتقاد من يستعمله عقابًا ونوليه له ما تولى. (حم (1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
5938 -
"في كتاب الله ثمان آيات للعين: الفاتحة وآية الكرسي". (فر) عن عمران بن حصين (ض) ".
(في كتاب الله تعالى) أصله تركيب إضافي يصدق على كل كتاب له تعالى ثم صار بالغلبة اسمًا للقرآن (ثمان آيات للعين) لدفع شرها ورفع ضرها فسرها بقوله: (الفاتحة) وهي سبع آيات، (وآية الكرسي) والحديث يحتمل أن المراد قراءتها عند العائن أو في المنزل الذي يسكته الإنسان أو عند المعين أو كتابتها وحملها أو محوها والإطلاء أو الشرب لها كل هذا محتمل إلا أنه ذكر الشارح (2)
= في ضعيف الجامع (4014).
(1)
أخرجه أحمد (6/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4262)، والصحيحة (2000).
(2)
فيض القدير (4/ 457).
أن لفظه فيما رآه مصحح بخط الحافظ ابن حجر في نسخة قديمة من مسند الفردوس: "في كتاب الله عز وجل ثمان آيات للعين لا يقرأها عبد في دار فتصيبه في ذلك اليوم عين إنس ولا جن، فاتحة الكتاب وآية الكرسي" انتهى، وهو نص في الاحتمال الثاني ثم المراد أن هذه تنفع من العين ولا يمتنع أن غيرها ينفع فيها كالمعوذتين وغيرها. (فر (1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لضعفه.
5939 -
"في كل إشارة في الصلاة عشر حسنات". المؤمل بن إهاب في جزئه عن عقبة بن عامر".
(في كل إشارة) أي بالمسبحة [3: 164]. (في الصلاة) أي في التشهد عند قول لا إله إلا الله، (عشر حسنات) قلت: يحتمل أنه تعم الإشارة عند رفع الأيدي في أثناء التكبير وحال الركوع وعند القيام من التشهد الأوسط وهو الأنسب بلفظ: "كل". (المؤمل) بالهمزة بزنة محمد، بن إهاب بكسر الهمزة وبموحدة الربعي العجلي، قال في التقريب (2): إنه صدوق له أوهام. (في جزئه عن عقبة بن عامر) ورواه الطبراني (3) بلفظ: يكتب بكل إشارة يشيرها الرجل في صلاته بيده بكل أصبع حسنة أو درجة قال الهيثمي: وسنده حسن.
5940 -
"في كل ذات كبد حرى أجر". (حم هـ) عن سراقة بن مالك (حم) عن أبي عمرو (صح) ".
(في كل ذات كبد حرى) فعلى من الحر تأنيث حران. (أجر) قال القرطبي (4) وغيره: عنى به حرارة الحيوان أو حرارة العطش وفي رواية: "رطبة" أي حية
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4372)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4015).
(2)
تقريب التهذيب (7030).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 297)(819)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4016).
(4)
المفهم (4/ 60).
عني بها رطوبة الحياة، (أجر) أي في سقيها ونحوه، قيل: إنه عام مخصوص بالحيوان المحترم وهو ما لم نؤمر بقتله.
قلت: بل الظاهر بقاءه على عمومه، قال القرطبي: فيه أن الإحسان إلى الحيوان مما يغفر الذنوب، وتعظم به الأجور، ولا يناقضه الأمر بقتل بعضه أو إباحته فإنه إنما أمر به لمصلحة راجحة ومع ذلك فقد أمرنا بإحسان القتلة، قلت: فيه إلمام بإبقاء العقوم على أصله. (حم هـ عن سراقة بن مالك) رمز المصنف لصحته، (حم (1) عن أبي عمرو) سببه أنه قيل: يا رسول الله الغزال يرد علينا هل لنا أجر أن نسقيها قال: "نعم".
5941 -
"في كل ركعتين تسليمة". (هـ) عن أبي سعيد (صح) ".
(في كل ركعتين) من أي نافلة. (تسليمة) كأن المراد لمن شاء بعد التشهد وإلا فقد ثبت سرده صلى الله عليه وسلم للوتر من غير تسليم بين كل ركعتين وكذلك الأربع قبل الظهر ويحتمل أنه عام يخص بما ذكر ويبقى ما عداه على هذا الحكم. (هـ (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته.
5942 -
"في كل ركعتين التحية". (م) عن عائشة (صح) ".
(في كل ركعتين التحية) يحتمل التسليم لأنه تحية ويحتمل التشهد؛ لأنه بلفظ: التحيات والشارح حمله على الثاني، وقال: إنه دليل لأحمد على إيجاب التشهد الأول.
قلت: فيه تأمل لأنه يحتمل أن التقدير يجب في كل ركعتين أو ليس وإيجاب
(1) أخرجه أحمد (4/ 175)، وابن ماجة (3686) عن سراقة بن مالك، وأخرجه أحمد (2/ 222) عن ابن عمرو، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4263).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1324)، والبيهقي في السنن (2/ 380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4017)، والضعيفة (4023).
التشهد الأخير بدليل مستقل. (م (1) عن عائشة).
5943 -
"في كل ركعة تشهد وتسليم على المرسلين، وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين". (طب) عن أم سلمة" (صح).
(في كل ركعة) أي في كل صلاة فإنها تطلق على الصلاة كلها ركعة. (تشهد وتسليم على المرسلين) لأن من ألفاظه التي علمنا صلى الله عليه وسلم لفظ السلام عليك أيها النبي الكريم فيحتمل أن تعريفه جنسي وهو تقييد العموم ويحتمل أنه عهدي مراد به النبي صلى الله عليه وسلم محمد ومن سلم عليه فقد سلم على كل نبي كما أن من آمن به فقد آمن بكل رسول. (وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين) لأن فيما علمناه من ألفاظ: "السلام علينا وعلى عباد الله الصلحين" والمتعلق يحتمل يجب وليس أيضاً. (طب (2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته.
5944 -
"في كل قرن من أمتي سابقون". الحكيم عن أنس (ض) ".
(في كل قرن) تقدم تفسيره غير مرة. (من أمتي سابقون) قال الحكيم: هم الأبدال الصديقون وفي شرح الحكيم أن السابق الداعي إلى الله المبعوث على كل قرن للتجديد، والحديث إخبار بأنه لا يزال السابق من الأمة قرنا بعد قرن. (الحكيم (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
5945 -
"في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض، إلا لمشرك أو مشاحن". (هب) عن كثير بن مرة الحضرمي مرسلا".
(في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض) تفضلاً منه وإعظاما لهذه الليلة المباركة، (إلا لمشرك أو مشاحن) أي مخاصم معاد لا لوجه شرعي،
(1) أخرجه مسلم (498).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 367)(869)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4018).
(3)
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 369)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 8)، والديلمي (4385)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4267)، وصححه في الصحيحة (2001).
وقال الأوزاعي: إنه المبتدع وحملوه عليه لأنه مشاحن لأهل السنة. (هب (1) عن كثير بن مرة الحضرمي مرسلاً)، قال ابن سعد: تابعي لا بأس به ومثله قال النسائي وفي التقريب: وهم من عده من الصحابة.
5946 -
"في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة". الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد مرسلاً".
(في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس) أي يأمره بذلك معيناً له أوقات قبض كل نفس. (يريد قبضها في تلك السنة). (الدينوري)(2) نسبة إلى الدينور كما قاله الشارح وفي القاموس (3) بكسرها وسكون التحتية المثناة وفتح النون والواو وآخره راء: بلدة من بلاد الجبل، (في المجالسة) كتاب له في عدة أسفار (عن راشد بن سعد مرسلاً) هو الحمصي شهد صفين، قال الذهبي: ثقة.
5947 -
"في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً". (طب) عن ابن عمر".
(في مسجد الخيف) يحتمل قرب مسجد الخيف ويحتمل فيه نفسه وأنه كان جائزًا جعل المساجد [3/ 165] على القبور. (قبر سبعين نبياً). (طب (4) عن ابن عمر) ورواه البزار، قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (3831)، وانظر الطبقات الكبرى (7/ 448)، وتقريب التقريب (5631)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4268).
(2)
أخرجه الدينوري في المجالسة رقم (944)، وانظر: الكاشف (1498)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4019).
(3)
القاموس المحيط (ص 503).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 414)(13525)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 297)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4020).
5948 -
"في هذا مرة، وفي هذا مرة، يعني القرآن والشعر". ابن الأنباري في الوقف عن أبي بكرة".
(في هذا) أي القرآن. (مرة، وفي هذا) أي الشعر. (مرة، يعني القرآن والشعر) هو مدرج من كلام الراوي أو المصنف لم أعرف سببه ولا ذكره الشارح، وفيه الإذن بالنظر في الشعر وإنفاق ساعة من ساعات العمر فيه والمراد ما لا غيبة فيه ولا فحش وفيه إباحة لترويح الخاطر. (ابن الأنباري (1) في الوقف عن أبي بكرة) أي في كتابه في الوقف أي في القرآن والابتداء.
5949 -
"في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في أهل القدر". (ت هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف) كما تقدم إلا أنه هنا بين فيمن يكون بقوله. (في أهل القدر) تقدم غير مرة بيان المراد بهم. (ت هـ (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته.
5950 -
"في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف إذا ظهرت القيان، والمعازف، وشربت الخمور". (ت) عن عمران ابن حصين (ح) ".
(في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف) وبين أن أسبابها غير السبب الأول، في الترمذي قال له رجل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: (إذا ظهرت القيان) جمع قينة وهي الجارية التي تغني (والمعازف) بالمهملة والزاي بعد الألف والفاء آلة الغناء. (وشربت الخمور) يحتمل أنه لف ونشر وأنه يقع عند كل واحدة من الثلاث الخصال واحدة من العقوبات وإن لم يجتمع زمانها، ويحتمل أنها تقع
(1) أخرجه ابن الأنباري في الوقف كما في الكنز (2761)، وانظر فيض القدير (4/ 459)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4021).
(2)
أخرجه الترمذي (2152)، وابن ماجة (4061)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4274).
عند اجتماع الثلاث، ويحتمل أنها تقع الثلاث العقوبات عند كل معصية تحدث، ويحتمل غير ذلك. (ت (1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: أخرجه الترمذي من رواية عبد العزيز بن عبد الله وقد وثق، وقال: حديث غريب.
5951 -
"في ما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان عثريا العشر، وفيما سقي بالسواني أو النضح نصف العشر". (حم خ 4) عن ابن عمر" (صح).
(في ما سقت السماء) بمائها. (والأنهار) جمع نهر وهو الماء البخاري المتسع. (والعيون) جمع عين وهي دون النهر. (أو كان عثريا) بفتح المهملة والمثلثة الذي يشرب بعروقه من ماء المطر ويسمى البعلي يجب: (العشر) عدلا من الله ومواساة للفقراء من أموال الأغنياء، (وفيما سقي بالسواني) جمع سانية وهي الناقة التي تستقي عليها، (أو النضح) بفتح فسكون ما يسقى من الآبار بالعرب ونحوها، (نصف العشر) رفقا من الله بعباده لأن في هذه من المشقة ما ليس فيما أوجب فيه العشر، واعلم: أن عموم هذا الحديث مخصوص بما عند الشيخين: "ليس في ما دون خمسة أوسق صدقة"(2). (حم خ 4 (3) عن ابن عمر).
5952 -
"فيهما فجاهد، يعني الوالدين". (حم ق 3) عن ابن عمرو (صح) ".
(فيهما) أي الوالدين كما دل سببه لذلك، وذلك أنه جاءه رجل يستأذنه في الجهاد فقال:"أحي والداك؟ " قال: نعم، قال:"ففيهما فجاهد" أي إن كان الأمر كما قلت ففي خدمة والديك وطاعتهما: (فجاهد يعني الوالدين) مدرج من
(1) أخرجه الترمذي (2212)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 182)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4274).
(2)
رواه البخاري (1447)، ومسلم (979) عن أبي سعيد.
(3)
أخرجه البخاري (1483)، وأبو داود (1596)، والترمدي (640)، والنسائي في المجتبى (5/ 41)، وابن ماجة (1871)، وأحمد (3/ 341) عن جابر.
كلام الراوي لبيان المراد، وفيه دليل أن حق والديه أقدم من الجهاد والجمهور على أنه يحرم عليه الخروج له إن منعاه، فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم علم أنهما لا يسعدانه إلى الخروج أو أنهما يحتاجان إلى قيامه بهما. (حم ق 3 (1) عن ابن عمرو).
(1) أخرجه أحمد (2/ 193)، والبخاري (3004)، ومسلم (2549)، وأبو داود (2529)، والترمذي (1671)، والنسائي (6/ 10).