الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في المحلي بـ "أل" من هذا الحر
5307 -
" الطابع معلق بقائمة العرش، فإذا انتهكت الحرمة وعمل بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئاً. البزار (هب) عن ابن عمر (ض) ".
(الطابع) ضبط عن خط المصنف بالفتح وضبطه الشارح بالكسر، (معلق بقائمة العرش) أي الذي يختم الله به على قلوب الكفار المشار إليه بقوله {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [النحل: 108]. (فإذا انتهكت الحرمة الانتهاك وعمل بالمعاصي واجترئ على الله) الأفعال الثلاثة مبنية للمجهول (بعث الله الطابع فيطبع على قلبه) أي المنتهك والعامل والمجترئ أي يختم على إدراكه للهدى (فلا يعقل بعد ذلك شيئاً) هذا على سبيل المجاز والاستعارة ولا ختم ولا خاتم في الحقيقة والمراد أنه يحدث في نفوسهم هيئة تحثهم على استحسان المعاصي واستقباح الطاعات حتى لا يفعل غير ذلك، ذكره الزمخشري (1).
قلت:
…
(2) عن الحقيقة قال البغوي في شرح السنة: الأقوى إجراؤه على الحقيقة لفقد المانع، والتأويل لا يصار إليه إلا للمانع. (البزار هب (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري وقال العراقي: حديث منكر وذلك لأن فيه سليمان بن مسلم الخشاب، قال في الميزان: لا تحل الرواية عنه ولا الاعتبار وساق من مناكيره هذا الخبر وأعاده في محل آخر، وقال: هو
(1) الكشاف (ص 1000).
(2)
طمس بمقدار كلمتين.
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (7213)، وانظر: المجمع (7/ 269)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3654).
موضوع في نقدي ووافقه الحافظ ابن حجر في اللسان (1).
5308 -
"الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر. (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(الطاعم) الطاعم الآكل يقال: طعم يطعم فهو طاعم إذا ذاقه وأكله ذكره ابن الأثير (الشاكر) للنعمة في آخره. (بمنزلة الصائم الصابر) فالشكر وحده قابل أجره أجر الصوم والصبر؛ لأن الطعم من حيث هو لا أجر فيه، وفيه دليل على علو رتبة الشكر، قال الطيبي: قد تقرر في علم المعاني بأن التشبيه يستدعي جهة جامعة والشكر نتيجة النعماء كما أن الصبر نتيجة البلاء فكيف يشبه الشاكر بالصابر وجوابه أنه ورد أن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر فقد يتوهم أن ثواب شكر الطاعم يقصر عن ثواب أجر الصائم الصابر فأزيل توهمه بأنهما سيان في الثواب.
قلت: وهو الذي يتبادر من الحديث من غير إشكال. (حم ت هـ ك (2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وعلقه البخاري.
5309 -
"الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر. (حم هـ) عن سنان بن سنة".
(الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر) قال الحكيم: هذا شكر الصادقين عدل شكره على طعامه صبر الصائم على صيامه، أما شكر الصادقين أولياء الرحمن فقد فاق على صبر الصائمين؛ لأن الصبر ثبات العبد في تركه على
(1) انظر: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 24)، والمغني (1/ 283)، وميزان الاعتدال (3/ 314)، ولسان الميزان (3/ 106).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 283)، والترمذي (2486)، وابن ماجة (1764)، والحاكم (4/ 151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3942).
الشهوات برد ما يحتاج منها، والشاكر من الصديقين يطعم فيفتتح طعامه بـ بسم الله التي تملأ ما بين السماء والأرض ويطفئ حرارة الشهوة ويرى لطف الله في ذلك الطعام وبهذا وما قبله احتج ابن القيم لمن فضل الصبر (1) على الشكر، لأنه ذكر في معرض تفضيل الصبر وإلحاق درجة الشكر به والمشبه أعلى من المشبه به. (حم هـ (2) عن سنان بن سنة) (3) ضبط على خط المصنف بفتح المهملة وتشديد النون ومثله في التقريب (4) وهذا الحديث قال العراقي (5): في إسناده اختلاف.
5310 -
"الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها. (ق ت) عن أسامة (صح) ".
(الطاعون) فاعول من الطعن في القاموس (6) أنه الوباء. (بقية رجز) بكسر الراء، قال ابن حجر (7): وقع الرجس بالسين مهملة والذي بالزاي هو المعروف والرجز العذاب وأصله الاضطراب، (أو عذاب) شك من الراوي. (أرسل على طائفة من بني إسرائيل) هم الذين أمرهم الله أن يدخلوا الباب سجدا فخالفوا فأرسل [3/ 53] عليهم الطاعون فمات منهم في ساعة سبعون ألفاً، (فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه) ظاهره إلا لحاجة وهذا نهي يقتضي تحريم الخروج ويأتي أن الفار منه كالفار من الزحف، قيل: والحكمة في ذلك أنه لو خرج الأصحاء ضاعت المرضى عمن يقوم بها ويغسل جنائزها ويصلي
(1) انظر: عدة الصابرين (ص 92).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 343)، وابن ماجة (1765)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3943).
(3)
انظر: الإصابة (3/ 186).
(4)
تقريب التهذيب (1/ 256).
(5)
القاموس (1/ 69).
(6)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 32).
(7)
انظر: فتح البارى (10/ 183).
عليها، (وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) وذلك للتوقي من المرض والبعد عن المضر وقد قدمنا في الجزء الأول كلاما أبسط من هذا. (ق ت (1) عن أسامة) إذا أطلق فهو ابن زيد.
5311 -
"الطاعون شهادة لكل مسلم. (حم ق) عن أنس (صح) ".
(الطاعون شهادة) يكون الميت به في درجة الشهداء يوم القيامة. (لكل مسلم) فيشمل الفاسق. (حم ق (2) عن أنس).
5312 -
"الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، وإن الله جعله رحمة للمؤمنين، فليس من أحد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد. (حم خ) عن عائشة"(صح).
(الطاعون كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء) ممن يستحقه بذنبه. (وإن الله جعله رحمة للمؤمنين) من هذه الأمة فهو من خصوصيات هذه الأمة ويحتمل أنه لكل مؤمن ولو من الأمم السابقة قبل، وهل هو رحمة لكل مؤمن أو لمن كمل إيمانه؟ فيه احتمالان، (فليس من أحد يقع في الطاعون فيمكث في بلده) أي بلد الطاعون وإن لم يكن وطنه (صابراً) غير منزعج ولا قلق بل مسلمًا مفوضيًا راضيًا. (محتسباً) طالباً للثواب على صبره، (يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له) هذه القيود تقتضي بأنه لو أقام قلقًا متندمًا على عدم خروجه ظانًّا بأنه لو خرج لسلم ما كان له أجر الشهادة، (إلا كان له مثل أجر الشهيد) بصبره واحتسابه ومقامه في بلده ورضاه وإن لم يمت بالطاعون، فإن مات به كان له مثل أجر شهيدين ولا مانع من تعدد الثواب بتعدد الأسباب كمن يموت غريقا أو نفساً أو بالطاعون أفاده الحافظ ابن
(1) أخرجه البخاري (3473، 5728، 6974)، ومسلم (2218)، والترمذي (1065).
(2)
أخرجه أحمد 2/ 132، والبخاري (2830، 5732)، ومسلم (1916).
حجر (1) قال: والتحقيق أنه يكون شهيداً بوقوع الطاعون به ويضاف له مثل أجر شهيد لصبره، فإنَّ درجة الشهادة شيء وأجرها شيء، والحاصل أنَّ من اتصف بما ذكر ثم مات بالطاعون فهو شهيد لموته وله مثل أجر شهيد لاتصافه، باتصاف الخير ومن مات به ولم يتصف بتلك الصفات فهو شهيد فقط ومن اتصف بها ولم يمت بل سلم فله مثل أجر شهيد جزاء على صفات الخير التي تحلى بها. (حم خ (2) عن عائشة) قاله صلى الله عليه وسلم لها حين سألته عن الطاعون ما هو؟
5313 -
"الطاعون غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف. (حم) عن عائشة (صح) ".
(الطاعون غدة) بضم المعجمة في النهاية (3) هي طاعون الإبل، (كغدة البعير المقيم بها) أي ببلد الطاعون المعلوم من السياق. (كالشهيد) المراد صابراً محتسباً إلى آخر ما سلف. (والفار منه كالفار من الزحف) والفرار منه كبيرة. (حم (4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
5314 -
"الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة. (ك) عن أبي موسى (صح) ".
(الطاعون وخز) بالخاء المعجمة الساكنة فزاي في القاموس (5) الطعن بالرمح ونحوه لا يكون نافذاً، (أعدائكم من الجن) وقع في النهاية (6) بلفظ: "وخز
(1) فتح الباري (10/ 194).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 64)، والبخاري (2432).
(3)
النهاية (3/ 343).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 145)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3948).
(5)
القاموس (1/ 679).
(6)
النهاية (5/ 355).
إخوانكم" قال الحافظ ابن حجر (1): ولم أره بلفظ "إخوانكم" بعد التتبع الطويل البالغ في شيء من طرق الأحاديث المسندة، ولا في الكتب المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة قال ابن القيم (2): حكمه تسليط الجن على الإنس بالطاعون أن أعدائنا منهم شياطينهم وأتقياؤهم إخواننا وأمرنا الله بمعاداة أعدائنا فأبي أكثر الناس إلا موالاتهم فسلطوا عليهم عقوبة لهم ومن أمثالهم: إذا كثر الطاغوت أرسل الله الطاعون. (وهو لكم شهادة) أيها المسلمون. (ك (3) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته.
5315 -
"الطاعون شهادة لأمتي، ووخز أعدائكم من الجن، غدة كغدة الإبل تخرج في الآباط والمراق من مات فيه مات شهيداً، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان كالفار من الزحف. (طس) وأبو نعيم في فوائد أبي بكر بن خلاد عن عائشة (صح) ".
(الطاعون شهادة لأمتي) في حكمه (ووخز أعدائكم من الجن) في سببه عقوبة من الله لتسليطهم على الأمة ليكفر بفعلهم الذنوب (غدة كغدة الإبل) في حقيقته ولا ينافي الوخز لأنه الطعن غير النافذ يرميه الجن فتتولد عنه الغدة (تخرج) في الآباط والمراق جمع مرق تكون أسفل البطن يحتمل أنه محل الوخز أو يقع في غيرها وتظهر إبره فيها. (من مات فيه مات شهيداً) إن مات به. (ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله) إذا قام صابراً محتسباً. (ومن فر منه كان كالفار من الزحف). (طس (4) وأبو نعيم) في فوائد أبي بكر بن خلاد عن عائشة رمز
(1) انظر: فتح الباري (10/ 181).
(2)
زاد المعاد (4/ 34).
(3)
أخرجه الحاكم (1/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3951).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5531)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 315)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3946)، وصححه في الصحيحة (1928).
المصنف [3/ 54] لصحته، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
5316 -
"الطاعون والغرق والبطن والحرق والنفساء شهادة لأمتي. (حم طب) والضياء عن صفوان بن أمية (صح) ".
(الطاعون) أي الموت به أو لما ذكر بعده. (والغرق) بفتح الغين والراء، وقال الشارح بكسر الراء الذي يموت غريقاً. (والبطن) ألمه من جروان أو غيره إذا هلك به (والحرق) بزنة الغرق الميت بحرق النار (والنفساء) التي تموت بالطلق. (شهادة لأمتي) خبر عن الأول وحذفت إخبار ما بعده. (حم طب (1) والضياء عن صفوان بن أمية) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه مندل بن علي وفيه كلام كثير.
5317 -
"الطاهر النائم كالصائم القائم. (فر) عن عمرو بن حريث".
(الطاهر النائم) طهارة الصلاة كما سلف. (كالصائم القائم) في ليل صومه جعله أفضل من مجرد القائم وهذا ترغيب بالغ في الطهارة عند النوم. (فر (2) عن عمرو بن حريث) مصغر حارث، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف.
5318 -
"الطبيب الله ولعلك ترفق بأشياء تَخْرِق بها غيرك. الشيرازي عن مجاهد مرسلاً".
(الطبيب الله) خاطب به صلى الله عليه وسلم من نظر خاتم النبوة فظنه سلعة، فقال: أنا طبيب أداويها فقال صلى الله عليه وسلم أي إنما الشافي الله والواو لا تعد لفظ طبيب في أسماء الله تعالى فلا يقال: أنا طبيب؛ لأن هذا الحديث ضعيف، قال الطيبي: ولأنه وقع جواباً لمن قال: أنا طبيب مطابقة لكلامه كما وقع قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي
(1) أخرجه أحمد (3/ 401)، والطبراني في الكبير (8/ 48)(6329)، والضياء في المختارة (16)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 273)، وصححه في الصحيحة (3950).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3981)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3655)، والضعيفة (3841).
نَفْسِكَ} [المائدة: 116]، ولم يقل السبب كم ظننته بل عدل إلى وصف الرب؛ بأنه النافع لكل العالم بكل نفع ولم يرد نفي هذا الاسم ممن يتعاطى ذلك، وإنما حول المعنى من الشريعة إلى الطبيعة وبين أن الذي يرجونه من الطبيب فالله فاعله، كذا قيل. (ولعلك ترفق بأشياء) من الرفق وهو نقيض الخرق، أي لعلك تعالج المريض بلطافة العقل فيطعمه ما يرى أنه أوفق ويحميه عما يخاف منه على علته. (تَخْرِق بها غيرك) وفيه تقريره على التطبيب. (الشيرازي (1) عن مجاهد مرسلاً).
5319 -
"الطرق يطهر بعضها بعضاً. (عد هق) عن أبي هريرة (ض) ".
(الطرق) جمع طريق (يطهر بعضها بعضاً) فمن مر في طريق متنجسة ثم مر بطاهرة بعدها فإنه يطهر ما يلبس به من الأولى بمضيه في الأخرى إذا لم يبقى عين. (عد هب (2)(3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
5320 -
"الطعام بالطعام مثلا بمثل. (حم م) عن معمر بن عبد الله (صح) ".
(الطعام بالطعام مثلا بمثل) أي يدا بيد كما سلف قال القاضي: الطعام الحنطة سمي به لأنه أشرف ما يطعم به وتقدمت الأحاديث في الأمور الستة كما سلف. (حم م (4) عن معمر بن عبد الله) (5) بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه ابن عبد الله صحابي من مهاجرة الحبشة.
5321 -
"الطعن الطاعون والهدم وأكل السبع والغرق والحرق والبطن وذات الجنب شهادة. ابن قانع عن ربيع الأنصاري (صح) ".
(1) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (2807)، أورده المناوي في فيض القدير (4/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3656).
(2)
هكذا جاء في المخطوط.
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 235)، والبيهقي في السنن (2/ 406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3657)، والضعيفة (4107).
(4)
أخرجه أحمد (6/ 400)، ومسلم (1592).
(5)
الإصابة (6/ 188).
(الطعن) بالرماح والسيف والمراد القتل في سبيل الله بأي آلة على أي صفة. (الطاعون والهدم) الذي هلك تحته أحد (وأكل السبع والغرق والحرق) كما تقدم في بطنه، (والبطن وذات الجنب) هو ألم معروف. (شهادة) تنال من يهلك بأحدها أجر الشهيد. (ابن قانع (1) عن ربيع الأنصاري) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
5322 -
"الطفل لا يصلى عليه، ولا يورث، ولا يرث، حتى يستهل. (ت) عن جابر"(ح).
(الطفل) إذا ولد ومات. (لا يصلى عليه) صلاة الجنازة، (ولا يورث، ولا يرث، حتى يستهل) صارخاً فإذا كان كذلك لزمت الأحكام المذكورة، قال ابن العربي (2): هذا الحديث اضطربت رواته فقيل: مسند، وقيل: غير ذلك وباختلافها نرجع إلى الأصل وهو أنه لا صلاة إلا على حي والأصل الموت حتى تثبت الحياة. (ت (3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وليس كذلك فإنه من رواية إسماعيل بن مسلم، قال الذهبي (4): واهٍ، وقال ابن القطان: ضعيف جداً.
5323 -
"الطمع يذهب الحكمة من قلوب العلماء. في نسخة سمعان عن أنس".
(الطمع) هو تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له. (يذهب الحكمة من قلوب العلماء) قيل لكعب بحضرة عمر: ما يذهب العلم من قلوب العلماء بعد
(1) أخرجه أبو يوسف في كتاب الآثار (907)، وأخرج ابن قانع في معجم الصحابة عن صفوان بن أمية نحوه (2/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3953).
(2)
انظر: عارضة الأحوذي (4/ 245).
(3)
أخرجه الترمذي (1032)، وانظر: بيان الهم والإيهام (1024)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3658).
(4)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 87).
أن حفظوه وعقلوه؟ قال: الطمع وشره النفس وذلك أن القلب إناء فإذا دخل فيه غير ما قد صار فيه خرج عنه ما قد دخل وشغل بما أتى (1). (في نسخة سمعان (2) عن أنس) قال الشارح: كذا بخط المصنف.
5324 -
"الطهارات أربع: قص الشارب، وحلق العانة، وتقليم الأظفار، والسواك. البزار (ع طب) عن أبي الدرداء (ض) ".
(الطهارات) التي تلزم البدن. (أربع: قص الشارب، وحلق العانة) وقد وقَّت صلى الله عليه وسلم لذلك ألا يتجاوز به أربعين يوماً (وتقليم الأظفار) قيل: قد قدر صلى الله عليه وسلم وقته بخمسة عشر يوماً فلا ينفي أكثر من ذلك (والسواك) وأوقاته مع الصلوات وتلاوة القرآن وغيره. (البزار) أخرج البيهقي في الشعب (3) وصححه أن إبراهيم عليه السلام كان أول من اختتن وأول من روعه الشيب، وأول [3/ 55] من جز شاربه وأول من قص أظفاره، وأول من استحد وقد أخرجت أحاديث أنه يقص الأظافر يوم الجمعة، أخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبي حميد الحميري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله عنه الداء وأدخل فيه الدواء"(4) وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن علي مرفوعاً: "قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس والغسل والطيب يوم الجمعة"(5). (ع طب (6) عن أبي الدرداء) رمز المصنف
(1) أورده ابن حجر في الإصابة (5/ 451)، وانظر القناعة والعفاف (1/ 75).
(2)
أخرجه سمعان كما في الكنز (7576)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 290)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3659): موضوع.
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (8639)، والبخاري في الأدب المفرد (1250).
(4)
رواه عبد الرزاق في مصنفه (2310).
(5)
أورده الديلمي في الفردوس (8350).
(6)
أخرجه البزار (5/ 1013)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 17233)، وابن عدي في الكامل (6/ 400)، والديلمي في الفردوس (3977)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 168)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3661)، والضعيفة (1271).
لضعفه؛ لأن فيه معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف ذكره الهيثمي.
5325 -
"الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها. (حم م ت) عن أبي مالك الأشعري (صح) ".
(الطهور) بضم الطاء لأن المراد الفعل. (شطر الإيمان) وذلك لأن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا والوضوء كذلك لأن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان فصار لتوقفه عليه في معنى الشرط، وقيل: المراد بالإيمان هنا الصلاة والطهارة شرط في صحتها، وقيل: الإيمان تصديق القلب، وانقياد بالظاهر وهما شطر الإيمان والطهارة شطر متضمنة للصلاة فهي انقياد بالظاهر كذا قيل، (والحمد لله تملأ الميزان) أي ثوابها أو الرقعة التي يرقمها الملك فيها أو هي نفسها بناء على تجسم الأعراض في الآخرة ومثله قوله:(وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض) يحتمل أنه في دار الدنيا وأنه في الآخرة وذلك لاشتمال هاتين الصفتين على تنزيه الرب عن كل قبيح وإثبات الحمد له فاشتملتا على التخلية بالمعجمة والتحلية بالمهملة، (والصلاة نور) تسعى بين يدي فاعلها في الآخرة وتنور وجهه في الدنيا ويشرق بها قلبه ويشرح بها صدره وينهى عن الفحشاء والمنكر، (والصدقة برهان) حجة لصاحبها تدفع عنه سبعين نوعاً من البلاء وحجة على عدوه إبليس يصك بها وجهه وحجة على إيمانه وصدق توكله وجزمه بالأجر، والخلف من الله والإعاضة، (والصبر ضياء) فرطة الإنارة فهو أبلغ من النور ولذا قال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس: 5]، ولما كانت الأعمال كلها لابدَّ لها من الصبر ولا يتم إلا به كان ضياء للمتصف به يقوده إلى كل طاعة وتذوده عن كل معصية، ومن أراد حقيقة الصبر
ومعرفة أسراره فعليه بكتابنا "السيف الباتر" ففيه ما يشفى ناظره ويقر خاطره، (والقرآن حجة) برهان ودليل. (لك) إن عملت به فإنه يدلك على كل خير وينهاك عن كل شر وضير. (أو عليك) إن خالفته فقد تثبت حجيته على كل حال (كل الناس) من كافر ومؤمن، (يغدو) من الغدو وهو من بين الصبح وطلوع الشمس أي كل منهما يجتهد اجتهاد من همه الغدو في حاجته أو المراد يرحل عن الدنيا إلى الآخرة.
(فبائع نفسه) أي فهو بائع حذف المبتدأ لأن حذفه بعد فاء الجزاء يكثر أي باذل لنفسه فيما يفعله من كسبه الصالح أو الطالح (فمعتقها) فهو معتقها بإنقاذها من سخط الله وعذابه، (أو موبقها) مهلكها، قيل: أراد بالبيع الشراء بقرينة قوله: "فمعتقها" إذ الإعتاق إنما يصح من المشتري والمراد من ترك الدنيا وآثر الآخرة اشترى نفسه من ربه بالدنيا فيكون معتقها ومن ترك الآخرة وآثر الدنيا اشترى نفسه بالآخرة فيكون موبقها والفاء في "فبائع" تفصيلية في كونها تفيد الجزاء وفي "فمعتقها" سببية. (حم م ت (1) عن أبي مالك الأشعري) قال ابن القطان (2): اكتفوا بكونه في مسلم فلم يتعرضوا له، وقد بين الدارقطني وغيره أنه منقطع فيما بين أبي سلام وأبي مالك.
5326 -
"الطهور ثلاثاً ثلاثاً واجب، ومسح الرأس واحدة. (فر) عن علي".
(الطهور ثلاثاً ثلاثاً) لكل عضو. (واجب) أي سنة مؤكدة فإنه قد أطلق الواجب على ذلك للقرينة هنا وهي وضوءه صلى الله عليه وسلم واحدة واحدة، وقال: هذا وضوء لا تقبل الصلاة إلا به فدل أنه واجب ولم يذهب أحد إلى إيجاب الثلاث، (ومسح الرأس واحدة) لا تكرار فيه وإن كررت الأعضاء وقد أطلنا البحث في
(1) أخرجه أحمد (3/ 343)، ومسلم (223)، والترمذي (3517).
(2)
بيان الوهم والإيهام (1/ 278).
هذا في حواشي ضوء النهار. (فر (1) عن علي) وسنده ضعيف.
5327 -
"الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير. (ت ك هق) عن ابن عباس (صح) ".
(الطواف حول البيت مثل الصلاة) في أجره وفي اشتراط الطهارة له وأطلق الصلاة فيحتمل أنه كركعتين أو أكثر ويحتمل الأقل وهي ركعة فهي أقل الفعل.
(إلا أنكم تتكلمون فيه)[3/ 56] أي يباح لكم فيه خطاب الغير، وأما الكلام من الأذكار فهي مندوبة فيه، قال الطيبي: يجوز أن يكون الاستثناء متصلا أي الطواف كالصلاة في الشرائط التي هي الطهارة وغيره إلا في التكلم ويجوز أن يكون منقطعاً أي الطواف مثل الصلاة لكن رخص لكم في التكلم فيه، (فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير) من مباح الكلام أو مندوبه ويترك اللغو والبذيء من القول. (ت ك هق (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وقال ابن عبد الهادي (3): هذا حديث لا يثبت مرفوعاً والصحيح وقفه.
5328 -
"الطواف بالبيت صلاة، ولكن الله أحل فيه النطق، فمن نطق لا ينطق إلا بخير. (طب حل ك هق) عن ابن عباس (صح) ".
(الطواف بالبيت صلاة) ولذا أغنى عن تحية المسجد للداخل إليه فإنه يبدأ بالطواف، وقد اختلف هل المراد بالصلاة المعنى اللغوي هنا، أو الشرعي، فمن حمله على الأول وهو الدعاء قال: لا يعتبر فيه الطهارة ولا غيرها، ومن حمله على الثاني قال يعتبر ذلك فيه وهو الأصح لقوله:(ولكن الله أحل فيه النطق) فإنه
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3975)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3662): موضوع.
(2)
أخرجه الترمذي (960)، والحاكم (1/ 360)، والبيهقي في السنن (5/ 87)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3955).
(3)
انظر: تنقيح التحقيق (2/ 316).
يشعر بأنه لم يبح فيه إلا الأمر الذي لا يباح في الصلاة الشرعية، (فمن نطق لا ينطق إلا بخير) قال أبو زرعة: إنه صلاة حقيقية والأصل في الإطلاق الحقيقة وهي حقيقة شرعية، ويكون لفظ الصلاة مشتركاً اشتراكاً لفظياً بين المعهودة والطواف، ولا يرد إباحة الكلام فيه لأن كل ما يشترط في الصلاة يشترط فيه إلا ما يستثنى والمشي مستثنى إذ لا يصدق الطواف شرعا إلا به، وبهذا يتم الاستدلال على شرطية الطهارة كما قاله الخطابي ويندفع قول ابن سيد الناس أن المشبه لا يعطي قوة المشبه به. قلت: وفي كلام أبي زرعة تأمل (1). (طب حل ك هق (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته.
5329 -
"الطواف صلاة فأقلوا فيه الكلام. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(الطواف صلاة) قيل نكرها ليفيد أنها ليست صلاة حقيقية وهو مأخذ بعيد. (فأقلوا فيه الكلام) ليس أمرا بأن تتكلم فيه بالقليل، بل بيان لإباحة القليل من الكلام حيث دعت إليه حاجة. (طب (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقد جزم الحافظ ابن حجر وابن الملقن بصحته.
5330 -
"الطوفان الموت. ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن عائشة"(ح).
(الطوفان) في الآية أعني قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} [الأعراف: 133]. (الموت) الذريع وقد كانوا قبل ذلك تأتي عليهم الحقب من الدهر لا
(1) وقال أبو زرعة: بأن الطواف صلاة حقيقة إذ الأصل في الإطلاق الحقيقة وهي حقيقة شريعته، وانظر: فيض القدير (4/ 293).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 34)(10955)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 128)، والحاكم (2/ 293)، والبيهقي في السنن (5/ 87)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3954).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 40)(10976)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 130)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3956).
يموت منهم أحد، وفي القاموس (1) الطوفان: الموت الذريع. (ابن جرير، وابن مردويه (2)(3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
5331 -
"الطلاق بيد من أخذ بالساق. (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(الطلاق بيد من أخذ بالساق) وهو الزوج، وسببه أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن سيدي زوجني أمته ويريد أن يفرق بيننا، فصعد المنبر فقال:"ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما" فذكره، فليس للسيد أن يطلق زوجة عبده، وقد خالف فيه الحنفية ومالك قالوا: لأن له إجباره على النكاح فله أيضاً إجباره على الخروج منه. (طب (4) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه الفضل بن المختار (5) وهو ضعيف.
5332 -
"الطير تجري بقدر. (ك) عن عائشة".
(الطير تجري) في الهواء. (بقدر) وكل شيء عنده بمقدار. (ك (6) عن عائشة) من حديث يوسف بن أبي بريدة عن أبيه، قال الحاكم: لم يخرجا ليوسف وهو عزيز الحديث وقد رواه البزار بهذا اللفظ عن عائشة وقال: لا يروى إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير يوسف ووثقه ابن حبان.
(1) القاموس (1/ 1077).
(2)
هكذا جاء في المخطوط.
(3)
أخرجه ابن جرير في تفسيره (9/ 31)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1544)، والديلمي في الفردوس (3986)، وانظر فتح الباري (8/ 300)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3660): موضوع، وضعفه في الضعيفة (3843).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 300)(11800)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 334)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3958).
(5)
انظر: اللسان (4/ 449).
(6)
أخرجه الحاكم (1/ 86)، وأخرجه أحمد (6/ 129) عن عائشة، وانظر المجمع (7/ 209)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3959)، والصحيحة (860).
5333 -
"الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها، وتضرب بأذنابها، وتطرح ما في بطونها، وليس عندها طَلِبَةٌ؛ فاتَّقه. (طب عد) عن ابن عمر".
(الطير يوم القيامة لرفع بمناقيرها) كما يرفع الرجل المتوقع لأمر يهول رأسه. (وتضرب بأجنحتها) كما يحك الرجل راحتيه عند التندم والفزع. (وتطرح ما في بطونها) كما يطلق الرجل بطنه عند المخافة. (وليس عندها طَلِبَةٌ) ضبط المصنف بكسر الطاء وفتح اللام وهي ما تطلب به من المظالم. (فاتَّقه) أي احذر أيها السامع من ذلك اليوم. (طس عد (1) عن ابن عمر) فيه محمد بن الفرات (2) ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: محمد بن الفرات كذاب.
5334 -
"الطِّيَرَةُ شرك. (حم خد 4 ك) عن ابن مسعود".
(الطِّيَرَةُ) بكسر الطاء بفتح ما بعدها، قال الحكيم: هي سوء الظن بالله والهرب من قضائه. (شرك) أي من الشرك لأنها كانت تعتقد العرب أن ما يتشاءمون به شيئاً مؤثرًا في حصول المكروه، قال البيهقي في شعب الإيمان (3): التطير زجر الطائر وإزعاجها عن أوكارها عند إرادة الخروج للحاجة [3/ 57] فإذا مرت على اليمين تفاءل به ومضى على وجهه، وإن مرت على الشمال تفاءل به وقعد، قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: الفرق بين التطير والطيرة أن التطير: هو الظن السيئ في القلب، والطيرة: الفعل المترتب على الظن السيئ، وفي سنن أبي داود زيادة على اللفظ الذي في الكتاب بلفظ: "وما منا إلا ولكن الله
(1) أخرجه أبو يعلى (5672)، والبيهقي في السنن (10/ 122)، وابن عدي في الكامل (6/ 138)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10336)، والموضوعات لابن الجوزي (3/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3663)، وقال في الضعيفة (2581): موضوع.
(2)
انظر: التقريب (1/ 501).
(3)
شعب الإيمان (2/ 61 رقم 1166).
يذهبه بالتوكل" (1)، وفيه اكتفاء أي: وما منا أحد إلا من قد تعتريه الطيرة وتسبق إلى قلبه الكراهة فحذف اختصارا في الكلام، إلا أنه قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2): إن هذه الزيادة مدرجة في الحديث ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعض الحفاظ: هذا هو الصواب. (حم خد 4 ك (3) عن ابن مسعود) قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الذهبي: صحيح، وقال في أمالي العراقي: صحيح.
5335 -
"الطِّيَرَةُ في الدار، والمرأة، والفرس. (حم) عن أبي هريرة (صح) ".
(الطِّيَرَةُ في الدار، والمرأة، والفرس) دخل رجلان على عائشة رضي الله عنها فقال لها: إن أبا هريرة قال لنا: إن رسول الله قال: "الطيرة
…
" إلخ. فغضبت غضباً شديداً وقالت: ما قاله وإنما قال: إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك انتهى. قال ابن حجر (4): لا معنى لإنكار ذلك على أبي هريرة مع موافقة جمع من الصحابة له وقد تأوله غيرها بأنه سيق لبيان اعتقاد الناس فيها لا أنه إخبار منه صلى الله عليه وسلم بثبوت ذلك، ورد هذا بأنه لم يبعث صلى الله عليه وسلم ليخبر الناس بمعتقد الأمم الماضية أو الحاصلة وإنما بعث ليعرفهم ما يلزمهم اعتقاده، وقال الخطابي: قيل شؤم الدار ضيقها، وشؤم الفرس أن لا يغزى عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد، وما أخرجه أبو داود والحاكم عن أنس أنه قال رجل: يا رسول الله إنا كنا في دار كبير فيها عددنا ومالنا فتحولنا إلى أخرى فقل فيها ذلك، فقال: "ذروها
(1) أخرجه أبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وابن ماجه (3538).
(2)
مفتاح دار السعادة (2/ 234).
(3)
أخرجه أحمد (1/ 389)، والبخاري في الأدب المفرد (909)، وأبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وابن ماجة (3538)، والحاكم (1/ 64)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3960)، والصحيحة (429).
(4)
فتح الباري (6/ 61).
ذميمة" فقال في النهاية (1): أي مذمومة وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالا لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب سكنى الدار فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة انتهى. (حم (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
(1) النهاية (2/ 421).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 289)، وانظر فتح الباري (6/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3664).