الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف العين المهملة
5340 -
" عائد المريض يمشي في مخرفة الجنة حتى يرجع. (م) عن ثوبان (صح) ".
(عائد المريض) اسم فاعل من عاد المريض زاره وهو عام لكل مريض من مسلم وكافر وقد عاد صلى الله عليه وسلم يهودياً كان يخدمه وأما العائد فلا يشمل إلا المسلم وإن كان عاما في لفظه ذلك لأنه الذي يستحق الوعد بالأجر، (يمشي في مخرفة الجنة) هي بالفتح الحائط من النخل والجمع مخارف أي أنه فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها من حيث أن فعله يوجب ذلك قاله الزمخشري (1)، وقال ابن العربي: ممشاه إلى المريض لما كان له من الثواب على كل خطوة درجة وكانت الخطى سبباً لنيل الدرجات في النعيم عبر بها عنها لأنه سببها مجازاً، (حتى يرجع) من عيادته وظاهره ثبوت الأجر وإن لم يعلم به المريض، قال في الفتح (2): إنها تندب عيادته ولو كان مغمى عليه لأنه يحصل جبر خاطر أهله وما يرجى من بركة دعاء العائد ووضع يده على وجهه والنفث عليه عند التعويذ وغير ذلك. (م (3) عن ثوبان) ورواه عنه أيضا الطيالسي.
5341 -
"عائد المريض يخوض في الرحمة، فإذا جلس عنده غمرته الرحمة، ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو يده فيسأله: كيف هو؟ وتمام تحيتكم بينكم المصافحة. (حم طب) عن أبي أمامة (صح) ".
(عائد المريض) عام لكل مريض من أي مرض وقد استثني الرمد ووجع
(1) الفائق في غريب الحديث (1/ 359).
(2)
انظر: فتح الباري (10/ 114).
(3)
أخرجه مسلم (2568).
الأسنان ووقت العيادة أن يكون عناء، وفي الإحياء: أنه لا يعاد المريض إلا بعد ثلاثة أيام من ابتداء المرض تمسكا بخبر سيأتي وهو ضعيف، (يخوض في الرحمة) الخوض في الأصل المشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه كما في النهاية (1) فقد جعل ما يناله من الرحمة ويفوز به من الأجر كالشيء الذي يخاض ويباشر بكل البدن، والمراد في رحمة الله له وزاد الاستعارة ترشيحا بقوله:(فإذا جلس عنده غمرته الرحمة) علته وسترته وفيه ندبية الجلوس عنده من غير إطالة له لحديث آخر. (ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم) إن كنتم جماعة عائدين أو العائد إن كان وحده، (يده على وجهه) على جبينه لأنه المتعارف ولعل العرف لم يختلف، (أو على يده) وهذا الوضع إذا كان الألم عاماً لجسمه كالحمى ونحوها وأما لو كان في شيء في بدنه كجراحة في أي بدنه فلا وضع ويحتمل أنه عام لكل ألم، (فيسأله: كيف هو؟) إن كان غير مغمى عليه ويسن لكل عائد السؤال ولو قد سأله عنده غيره والظاهر أنه لا يسن إذا كان غيره قد سأله بحضرته وسمع جوابه، (وتمام تحيتكم بينكم المصافحة) أي وضع أحدكم صفحة كله بصفحة كف صاحبه إذا لقيه في نحو طريق، وأما زيادة تقبيل كل واحد لصاحبه فبدعة. (حم طب (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، إلا أنه قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد وكلاهما ضعيف.
5342 -
"عائشة زوجتي في الجنة. ابن سعد عن مسلم البطين مرسلاً".
(عائشة زوجتي في الجنة) متعلق بزوجتي فيكون ردا على الرافضة الزاعمين خلاف ذلك ويحتمل أنه الخبر عن قوله: "عائشة" وزوجتي صفة لها، فتكون إخباراً بأنها من أهل الجنة كما أخبر عن العشرة أنهم من أهلها زيادة في تشريفها
(1) النهاية (2/ 178).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 268)، والطبراني في الكبير (8/ 211)(7854)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 297)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3668).
وإلا فكل زوجاته في الجنة. (ابن سعد (1) عن مسلم) بن عمران، ويقال أبي عمران، ويقال ابن عبد الله (البطين) بفتح الموحدة وكسر الطاء مرسلا وهو من ثقات التابعين (2).
5343 -
"عاتبوا الخيل، فإنها تعتب. (طب) والضياء عن أبي أمامة".
(عاتبوا الخيل) في النهاية (3) أدبوها وروضوها للحرب والركوب. (فإنها) تتأدب وتقبل العتاب وفي الفردوس: يقال عتب عليه إذ وجد عليه فإذا فاوضه في ما عتب عليه [3/ 59] منه قبل عتابه فإذا رجع المعتوب عليه إلى ما يرضي العاتب فقد أعتب، والاسم العتبى فلذا قال:(فإنها تعتب) أي تقبل وفيه أن لها إدراكاً وإلا لما تأدبت والأمر للإيجاب. (طب (4) والضياء عن أبي أمامة) قال الهيثمي في رواية الطبراني بقية
…
5344 -
"عادى الله من عادى علياً. ابن منده عن رافع مولى عائشة".
(عادى الله) برفع الجلالة على أنها الفاعل و (من عادى علياً) مفعول إخبار بأن من عادى عليًّا فقد عاداه الله أو دعا بذلك، ويحتمل أنه منصوب على مفعولية عادى، ومن عادى فاعل يحتمل الأمرين أيضاً وكونه دعاء، والجلالة فاعلا يؤيده حديث:"اللهم عادِ من عاداه"(5) أخرجه البزار وغيره، وفيه فضيلة لأمير المؤمنين كرم الله وجهه. (ابن منده (6) عن رافع مولى عائشة) قال في
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 66)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3965).
(2)
انظر: تهذيب الكمال (27/ 526)، وقال الحافظ في التقريب (6638): ثقة.
(3)
النهاية (3/ 382).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 12)(7529)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3667)، والضعيفة (3845): موضوع.
(5)
أخرجه البزار (492).
(6)
أخرجه ابن منده كما في الكنز (32899)، وانظر الإصابة (2/ 448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3966).
الإصابة نقلاً عن ابن منده: هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
5345 -
"عاديُّ الأرض لله ولرسوله، ثم لكم من بعدي، فمن أحيا شيئاً من موات الأرض فله رقبتها. (هق) عن طاووس مرسلاً، وعن ابن عباس موقوفاً".
(عاديُّ الأرض) بتشديد التحتية أي القديم الذي من عهد عاد وهلم جرا، وقال القاضي: عاديها الأبنية والضياع القديمة التي ليس لها مالك نسبة إلى عاد قوم هود لتقادم عهدهم للمبالغة، قال الرافعي: يقال للشيء القديم عادي نسبة إلى عاد الأولى والمراد هنا الأرض غير المملوكة الآن فليس ذلك مختصا بقوم عاد فالنسبة إليهم للتمثيل لما لم يعلم مالكه. (لله ورسوله) أي تختص بهما فهي فيما يتصرف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ثم لكم) أيها المسلمون. (من بعد) بالضم على القطع أي من بعدي فلا يحل لأحد في حياته إحياء الأرض إلا بإذنه صلى الله عليه وسلم. (فمن أحيا شيئا من موتان الأرض) أي بعدي أو بعد حكمي هذا وإن كنت حيا وظاهره وإن لم يأذن الإمام وموتان الأرض مواتها الذي ليس ملكا لأحد، وفيه لغتان سكون الواو وفتحها مع فتح الميم وغلط من قال بضمها كما قاله ابن بري. (فله رقبتها) ملكاً قال الرافعي: وقوله لكم إشارة إلى أن الذمي لا يمكن من الإحياء بدارنا. (هق (1) عن طاووس مرسلاً، وعن ابن عباس موقوفاً) ورواه الشافعي.
5346 -
"عارية مؤداة. (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(عارية) بتشديد المثناة وقد تخفف مأخوذة من العار لأنهم رأوا طلبها عاراً وعيباً، وقيل: من التعاور التداول، قال الطيبي: ولا يتعد مؤداه إلى صاحبها عيناً إن كانت باقية أو قيمة إن تلفت، وفي رواية:"مضمونة" هذا قاله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين، واستعار من صفوان بن أمية أدرعاً فقال: غصباً يا محمد، فذكره، واختلف في الصفة هل هي كاشفة أو مقيدة فمن قال بالأول قال بالضمان على
(1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 143)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3669).
كل حال، ومن قال بالثاني قال لا يضمن إلا بالتضمين وفيها خلاف في الفروع هذا مستثناه. وأخذ منه جواز العارية ولو من كافر لأن صفوان لم يكن حينئذ مسلماً وأنه لا كراهة فيها ولا عار. (ك (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال ابن حجر: وأعلّ ابن حزم وابن القطان طرق هذا الحديث.
5347 -
"عاشوراء كان عيد نبيٍ قبلكم فصوموه أنتم. البزار عن أبي هريرة (صح) ".
(عاشوراء) بالمد اسم إسلامي لا يعرف قبله، قيل: ليس في قولهم فاعولاء بالمد غيره وألحق به تاسوعاء. (عيد نبيٍ كان قبلكم) قيل: إنه يوم الزينة الذي واعد فيه موسى فرعون وأنه كان عيداً لهم فيحتمل أنه كان نبي قبلهم ثم استمروا عليه. (فصوموه أنتم) قال ابن رجب: هذا يدل على النهي عن اتخاذه عيداً وعلى ندب صوم أعياد الكفار. (البزار (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته لكن قال الهيثمي: فيه إبراهيم الهجري ضعفه الأئمة إلا ابن عدي.
5348 -
"عاشوراء يوم العاشر. (قط) عن أبي هريرة (ح) ".
(عاشوراء يوم العاشر) من شهر محرم. (قط (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ورواه البزار عن عائشة قال الهيثمي: رجاله يعني البزار رجال الصحيح.
5349 -
"عاشوراء يوم التاسع. (حل) عن ابن عباس (ض) ".
(عاشوراء يوم التاسع) قيل: لا مخالفة بين هذا وما قبله؛ لأن المقصود
(1) أخرجه الحاكم (2/ 585)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 52)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3967).
(2)
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1046)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3670).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4251)، وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (1051) عن عائشة وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 189)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3668).
مخالفة أهل الكتاب في هذه العبادة مع الإتيان بها وذلك يحصل بأحد أمرين إما بنقل العاشر إلى التاسع أو بصيامهما معاً فأطلق ابن عباس التاسع بهذا المعنى وكذا قوله أعني ابن عباس اعدد تسعًا وأصبح يوم التاسع صائماً فإنه لم يجعل عاشوراء هو يوم التاسع بل قال للصائم: صم اليوم التاسع واكتفى بمعرفة السائل [3/ 60] أن يوم عاشوراء هو العاشر قال ابن عبد الحق واليقين المتحقق الدافع لكل خلاف إنما يحصل بصوم الثلاثة أيام. (حل (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث أبي أمية بن يعلى عن المقبري قال ابن الجوزي: حديث لا يصح وأبو أمية قال يحيى والدارقطني: متروك (2).
5350 -
"عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم. (قط) في الإفراد، وابن عساكر عن عائشة"(ض).
(عاقبوا) بالقاف كما فيما قوبل على خط المصنف وفي نسخة بالمثناة الفوقية وهو الأنسب. (أرقاءكم على قدر عقولهم) لأنه لا يخاطب أحد إلا بقدر إدراكه وهي سنة الله تعالى في عباده وحكمة منهم من كملت نعمة الإدراك عليه كمل تكليفه وتوجه إليه الخطاب وإنما يتذكر أولوا الألباب. (قط في الإفراد، وابن عساكر (3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
5351 -
"عالم ينتفع بعلمه خير من ألف عابد. (فر) عن علي".
(عالم ينتفع بعلمه) مبني للمجهول فيشمل ما لو اختص النفع به نفسه. (خير)
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 322)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 552)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3671)، وقال في الضعيفة (3849): موضوع.
(2)
انظر: لسان الميزان (2/ 12)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (656).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (37/ 175)، والدارقطني في الأفراد كما في الكنز (25038)، والديلمى في الفردوس (4017)، وابن عدى في الكامل (5/ 241)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3672): موضوع، وقال في الضعيفة (742): باطل.
عند الله في الأجر (من ألف عابد) وذلك لأن نفعه يتعدى إلى غيره إن عم نفعه الأنام وإن اختص النفع به عند الله تعالى بعبادة عارف به وبكيفية عبادته بخلاف عبادة الجاهل فإن المراد بالعابد الجاهل هنا. (فر (1) عن علي) سكت عليه المصنف وفيه عمرو بن جميع (2) قال الذهبي: في الضعفاء: قال ابن عدي: متهم.
5352 -
"عامة أهل النار النساء. (طب) عن عمران بن حصين".
(عامة أهل النار) أي أكثرهم. (النساء) لأنهن لا يشكرن العطاء ولا يصبرن على البلاء ولا يقبلن على الطاعة ولا يحترمن عرضاً، عامة أوقاتهن الخوض في العباد وكسب شر زاد ليوم المعاد. (طب (3) عن عمران بن حصين) سكت عليه المصنف ومتنه صحيح.
5353 -
"عامة عذاب القبر من البول. (ك) عن ابن عباس (صح) ".
(عامة عذاب القبر) للمؤمن والكافر. (من البول) أي أكثره بسبب التهاون في التحفظ منه وبقية الحديث "فاستنزهوا من البول" وفيه وجوب إزالته والتحفظ منه والأحاديث فيه كثيرة. (ك (4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الدارقطني: إسناده لا بأس به وفيه يحيى القتات مختلف فيه.
5354 -
"عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم. (ق د ت) عن النعمان بن بشير (صح) ".
عباد الله) بحذف حرف النداء. (لتسون صفوفكم) في الصلاة بإيصال
(1) أخرجه الديلمى في الفردوس (4100)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3673)، والضعيفة (3850): موضوع.
(2)
انظر المغني (2/ 482).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 115)(224)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3970).
(4)
أخرجه الحاكم (1/ 293)، والدارقطني (1/ 128)، وانظر: التلخيص الحبير (1/ 106)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3917).
بعضكم ببعض من غير تقدم ولا تأخر وسدوا الفرج. (أو ليخالفن الله بين وجوهكم) قال القاضي: اللام في لتسون التي يتلقى بها القسم، ولكونه في معرض قسم مقدر أكده بالنون المشددة، واو للعطف، ردد الأمرين بتسويتهم الصفوف وإيقاع المخالفة بين وجوههم كناية عن المهاجرة والقطيعة وأن كلاًّ يعرض بوجهه عن الآخر.
قلت: وهذه العقوبة تدل على وجوب التسوية لأنه لا عقوبة على ترك مندوب أو مسنون، وفيه أن التهاجر من العقوبات لما فيه من تأليم القلوب وسلب بركة الاتحاد والاتصال، وتقدم فيه أحاديث. (ق د ت (1) عن النعمان بن بشير) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلاً ناوئا صدره في الصف فذكره.
5355 -
"عباد الله وضع الله الحرج إلا امرءاً اقترض امرءاً ظلماً فذاك يحرج ويهلك عباد الله تداووا، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا داء واحد الهرم. الطيالسي عن أسامة بن شريك (صح) ".
(عباد الله وضع الله الحرج) الإثم والمشقة عن هذه الأمة (إلا امرءاً اقترض) بالقاف اقتطع. (امرءاً ظلماً) أي نال منه وعابه وقطعه بالعيبة وأصل القرض: القطع. (فذاك يحرج) يقع في الإثم ومشقة العذاب عليه. (ويهلك) في الآخرة فإن دينه من الذنوب التي لا تترك. (عباد الله تداووا) للأسقام. (فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء) وقدر تعالى لكل مرض ما يدفعه ويرفعه بقدرته تعالى. (إلا داء واحد الهرم) جعل الهرم داء شبيها بالداء؛ لأن الموت يعقبه وفي ذكر
(1) أخرجه البخاري (717)، ومسلم (436)، وأبو داود (662)، والترمذي (227)، والنسائي (1/ 287)، وابن ماجه (994).
التداوي بعد غيبة الرجل أخاه إشارة إلى مداواة داء الأبدان والأديان ذلك بالتوبة والأخرى بالأدوية. (الطيالسي (1) عن أسامة بن شريك) قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، فجاءته الأعراب من جوانب تسأله عن أشياء تقول: هل علينا من حرج في كذا؟ فقال: "عباد الله
…
" إلى آخره. رمز المصنف لصحته.
5356 -
"عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة. (حم طب ك) عن معاذ (صح) ".
(عبد الله بن سلام)(2) بتخفيف اللام الإسرائيلي من علماء أهل الذمة وأكابرهم ثم صار من علماء الصحابة وأشرافهم. (عاشر عشرة في الجنة) الله أعلم من أراد صلى الله عليه وسلم بالتسعة الذي هو عاشرهم وتقدم حديث العشرة المبشرين بالجنة وهو ما ينفي كون غيرهم محكوم له بها في دار الدنيا، وفي هذا بشرى لعبد الله رضي الله عنه وفضله. (حم طب ك (3) عن معاذ) رمز المصنف لصحته [3/ 61] وقد أخرجه البخاري في تاريخه من حديث يزيد بن أبي عميرة الزبيدي قال: لما حضرت معاذ الوفاة قيل له: أوصنا؟ قال: التمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
5357 -
"عبد الله بن عمر من وفد الرحمن وعمار من السابقين والمقداد من المجتهدين"(فر) عن ابن عباس (ض) ".
(عبد الله بن عمر) ابن الخطاب. (من وفد الرحمن) أي في الآخرة لأنه من
(1) أخرجه الطيالسي (1232)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3973).
(2)
الإصابة (4/ 118).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 242)، والطبراني في الكبير (20/ 119)(238)، والحاكم (3/ 304)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3975).
المتقين، وقد قال تعالى:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] كانوا كالوفود على الملوك ينتظرون كرامتهم. (وعمار) بن ياسر (من السابقين) إلى الإِسلام فإنه أسلم قديماً بمكة في أوائل النبوة ولإسلامه قصة مذكورة في الأمهات فهو داخل في الثناء على السابقين. (والمقداد) وهو ابن الأسود صحابي جليل (من المجتهدين) في العبادة أو في نصرة الدين ويخصص هؤلاء الثلاثة بالذكر بهذه الخصائص تشريفاً له وتنصيصاً وإلا فهم مشاركون في ذلك وقدمنا كلاما في مثل هذا. (فر (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
5358 -
"عبد أطاع الله وأطاع مواليه أدخله الله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفاً، فيقول السيد: رب هذا كان عبدي في الدنيا، قال: جازيته بعمله وجازيتك بعملك. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(عبد أطاع الله وأطاع مواليه) جمعهم إشارة إلى أنها يجب طاعته لكل مالك وإن كان مشتركاً أو لكل ملك إن انتقل إلى ملاك. (أدخله الله الجنة قبل مواليه) يحتمل أنه إخبار عن معين وأنه قد أدخل، ويحتمل أنه يسري لكل من اتصف بذلك والتعبير بالماضي كما في:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [يس: 51]، (بسبعين خريفاً) يحتمل الحقيقة ومطلق الكثرة كنظائره، (فيقول السيد: رب هذا كان عبدي في الدنيا) فيه جواز إطلاق السيد والعبد على نحو هذا وقد ورد: "لا يقل أحدكم عبدي وليقل فتاي"(2) وورد: "السيد هو الله" فهذا قرينة أن ذلك نهي تنزيه، (قال جازيته بعمله وجازيتك بعملك) فلم أظلم أحداً وفيه فضيلة العبد المطيع وأن جزاء الآخرة بالأعمال لا المقادير وأنه تعالى يسأل عن وجه
(1) أخرجه الديلمي كما في الكنز (33134)، وانظر فيض القدير (4/ 301)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3676): موضوع.
(2)
أخرجه معمر بن راشد في جامعه (11/ 45)، والبخاري في الأدب المفرد (209).
الحكمة في ما يفعله في الدار الآخرة وأنه تعالى لإنصافه يبين وجهها. (طب (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الطبراني: لم يروه عن يونس إلا عبد الوهاب، وعبد الوهاب هو ابن عطاء ضعفه أحمد وذكر الطبراني غيره من رجال إسناده ضعفاء أيضاً.
5359 -
"عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في عتقها. الطيالسي عن البراء".
(عتق النسمة) هي النفس. (أن تنفرد بعتقها) لا يشاركك أحد فيها. (وفك الرقبة أن تعين في عتقها) هذا قطعة من حديث يفتقر إلى تفسير وذلك أن أعرابيًّا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني عملا يدخلني الجنة؟ فقال: "لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت في المسألة اعتق النسمة وفك الرقبة" قال: أو ليس واحد؟ قال: "لا عتق النسمة
…
" إلى آخره. ووجه الفرق أن العتق إزالة الرق وذلك لا يكون إلا من المالك الذي يعتق، وأما الفك فهو السعي في التخليص فيكون من غيره كمن أدى النجم عن المكاتب وأعانه فيه ذكره القاضي. (الطيالسي (2) عن البراء) وأخرجه أحمد باللفظ، قال الهيثمي: رواته ثقات، وأخرجه الدارقطني بلفظه عن البراء وفيه: "وأطعم الجائع واسق الظمآن وآمر بالمعروف وانه عن المنكر" قال الفريابي: فيه محمد بن أحمد بن سوادة لم أجده.
5360 -
"عثمان بن عفان وليي في الدنيا ووليي في الآخرة. (ع) عن جابر (ض) ".
(عثمان بن عفان وليي في الدنيا وولي في الآخرة) الولي الناصر والموالي وهو
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 176)(12804)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3674).
(2)
أخرجه الطيالسي (739)، وأحمد (4/ 299)، والدارقطني (2/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3976).
عليهما صحيح، والحديث فضيلة لعثمان وفضائله جمة. (ع (1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه وذلك؛ لأنه من رواية طلحة بن زيد عن عبيدة بن حسان، قال ابن الجوزي: موضوع طلحة لا يحتج به وعبيدة يروي الموضوعات عن الثقات وتعقبه المصنف بأنه أخرجه الحاكم وقال: صحيح، وتعقبه الذهبي في تلخيصه، وقال: ضعيف فيه طلحة بن زيد وهو واهٍ.
5361 -
"عثمان في الجنة. ابن عساكر عن جابر".
(عثمان في الجنة) هو أحد العشرة المشهود لهم بكونهم في الجنة فهذا تخصيص فيه زيادة تنويه وتيسير وفضيلة. (ابن عساكر (2) عن جابر) سكت عنه المصنف.
5362 -
"عثمان حيي تستحي منه الملائكة. ابن عساكر عن أبي هريرة".
(عثمان حيي) بزنة كريم اسم فاعل من الحياء أو صفة مشبهة، والحياء تقدم تفسيره في أول حرف من الكتاب وهو من صفات الخير، وقد وصف الله به رسوله في كتابه الكريم:{إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} [الأحزاب: 53]، (تستحي منه الملائكة) المراد تعظمه وتجله تعظيم الرجل لمن يستحيي منه جزاء من جنس الفعل. (ابن عساكر (3) عن أبي هريرة)، قال في اللسان: قال الدارقطني: هذا حديث منكر وذكر وجه نكارته.
5363 -
"عثمان أحيى أمتي وأكرمها. (حل) عن ابن عمر (ض) ".
(1) أخرجه أبو يعلى (2051)، والحاكم (3/ 104)، وانظر الموضوعات (1/ 334)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3678): موضوع.
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 107)، والطبراني في الأوسط (3502)، وانظر العلل المتناهية (1/ 204)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3979)، والصحيحة (1435).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 92)، والطبراني في الأوسط (8601)، وأبو يعلى (4437)، وانظر اللسان 3/ 204، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3978).
(عثمان أحيى أمتي) أي أشدها وأكثرها حياء اسم تفضيل من غير الثلاثي [3/ 62] وهو هكذا كثير في السنة وكلام العرب فالحق أنه لا يشترط التوصل إليه والمراد بالأمة من في عصره صلى الله عليه وسلم أو ومن يأتي إلى يوم القيامة، (وأكرمها) قد اشتهر إنفاقه في سبيل الله حتى أنه أحصى من أعتقه ألفين وأربع مائة تقريبا وتجهيزه جيش العسرة شهير وغير ذلك من صفات كرمه وحيائه من الله ورسوله حتى أنه لم يمس فرجه بيمينه منذ بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(حل (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وذلك؛ لأن فيه زكريا بن يحيى المقرئي (2) ضعيف.
5364 -
"عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له. (حم م) عن صهيب"(صح).
(عجباً) نصب بفعل محذوف وجوبًا مثل سقيا له عجيب أو أعجب. (لأمر المؤمن) لشأنه وحاله وما قدره الله له. (إن أمره كله خير) أكده بكله لأنه ذو أجزاء باعتبار تفرق صفاته (وليس ذلك) أي خيرته أمره كله (لأحد إلا للمؤمن) بينه بقوله: (إن أصابته سراء) يسر به ونعمة حادثة. (شكر فكان) الشكر، (خيراً له) لما فيه من الأجر. (وإن أصابته ضراء صبر فكان) الصبر، (خيراً له) لأنه يحوز أجر الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب فكان أمره كله خير، هذا إن عمل بحق الإيمان فشكر وصبر وإلا كان أمره كله شرًّا له إن لم يشكر ولم يصبر. (حم م (3) عن صهيب) ولم يخرجه البخاري.
(1) أخرجه أبو نعيم (1/ 56)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3977).
(2)
انظر المغني (1/ 240).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 332)، ومسلم (2999).
5365 -
"عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل. (حم خ د) عن أبي هريرة (صح) ".
(عجب ربنا) أي عظم عنده وكبر، وقيل: رضي به وأثاب عليه، والتعجب تغير يعتري الإنسان من رؤية ما خفي عليه سببه، فلابد من تأويله في حقه تعالى عند من يرى ذلك (1)، واعلم أن عجب الرب تعالى من أي شيء يدل على محبته له غالبا، وقد يدل على بغضه نحو:{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12]، {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5]، (من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل) بمعنى الأسارى الذين أسروا عنوة وقرنوا في السلاسل ينتقلون إلى الإسلام ثم يصيرون من أهل الجنة، وهذا من أعلام النبوة؛ لأنه إخبار عمن قرن في السلاسل فأسلم ولم يكن في عصره صلى الله عليه وسلم سلاسل يقرن بها الأسارى إذا لم ينقل ذلك، ويحتمل أنه أريد بالسلاسل آلة الإيثاق. (حم خ د (2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه مسلم.
5366 -
"عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه، فعلم ما عليه فرجع حتى أُهريق دمه، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي حتى أُهريق دمه". (د) عن ابن مسعود (ح) ".
(عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه، فعلم ما عليه) من إثم الفرار عن الزحف وما له من الأجر كما دل عليه آخر الحديث. (فرجع حتى
(1) العجب صفة من صفات الله عز وجل الثابتة بالكتاب والسنة، ولا يمنع إطلاق ذلك عليه وحمله على ظاهره، إذ ليس في ذلك ما يخيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأنا لا نثبت عجباً هو تعظيم لأمر دَهَمه واستعظمه لم يكن عالماً به، لأنه مما لا يليق بصفاته، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من الصفات من دون تشبيه أو تعطيل، انظر: إبطال التأويلات للفراء (ص: 245)، ومجموع الفتاوى (4/ 181).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 406)، والبخاري (3010)، وأبو داود (2677).
أُهريق دمه) الهاء زائدة أي أريق وهو ظاهر في أنه رجع ولا شوكة له يرجوا بها الغلبة على عدوه، (فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي) أضافه تشريفا له ولم يقل إلى هذا الرجل (رجع رغبة فيما عندي) من الأجر للشهداء. (وشفقة مما عندي) خوفاً من عذابي لمن فر عن عدوه. (حتى أُهريق دمه) أي أريق، فيه دليل على أن فعل الخير رغبة ورهبة صحيح مأجور فاعله، وأما حديث:"إنما المجاهد من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا"(1) فهو صادق على هذا لأنه قد أراد ذلك وإن لم يتم ولا ينافيه رغبته ورهبته أو أن ذلك مخصوص بخلص المجاهدين. (د (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وقد رواه الحاكم بلفظه وقال: صحيح وأقره الذهبي.
5367 -
"عجب ربنا من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم. (هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(عجب ربنا من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم) أي رضي به لأنه أمركم به ورضيه وشرعه لكم وفيه فضيلة التضحية بالضأن. (هب (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه ابن أبي فديك، قال ابن سعد: ليس بحجة وشبل بن العلاء (4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال ابن عدي: له مناكير، والعلاء بن عبد الرحمن (5) أورده أيضا في الضعفاء.
5368 -
"عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة. (خ) عن أم حرام (صح) ".
(1) أخرجه البخاري (2810)، ومسلم (1904).
(2)
أخرجه أبو داود (2536)، والحاكم 2/ 123، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3981).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (7335)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3679): موضوع.
(4)
انظر المغني (1/ 293).
(5)
انظر المغني (2/ 440).
(عجبت من قوم من أمتي) كأن وجه التعجب عظمة قدرة الله في تمليكه الأمة الصفات من العز والسعة التي لم تكن متصفة بها. (يركبون البحر) يعني للغزو، (كالملوك على الأسرة) جمع سرير وهو معروف، يريد أنهم كالملوك في سعة حالهم واستقامة أمرهم وفيه دليل على الرفاهة ومشابهة أهلها وهذا الإخبار منه صلى الله عليه وسلم عن رؤيا رآها كما يأتي، قال ابن حجر (1): فيه بيان فضيلة المجاهد وجواز ركوب البحر عند غلبة السلامة، ومعجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم وهي إعلامه ببقاء أمته بعده وفيهم أهل شوكة وقوة ونكاية للعدو.
قلت: وكأن فضيلة الجهاد أخذها من عجبه صلى الله عليه وسلم فإنه لا يعجب إلا من أمر يحبه ويرضاه. (خ (2) عن أم حرام) (3) مؤنثة بصيغة ضد الحرام وهي الغميصاء زوج عبادة [3/ 63] بن الصامت قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ فضحك، فقلت: ما يضحكك فذكره.
5369 -
"عجبت للمؤمن إن الله تعالى لم يقض له قضاء إلا كان خيراً له. (حم حل) عن أنس (صح) ".
(عجبت للمؤمن إن الله لم يقض له قضاء إلا كان خيراً له) تقدم تفسيره في الحديث الخامس قبله كذا قيل، ويحتمل أنه إخبار عن الأقضية الإلهية وأنه تعالى ما يقضي لعبده المؤمن إلا خيراً إن أعطاه ففضل منه لا استدراج وإن منعه فلأنه يدخر له خيرا مما منعه لدار الآخرة لا عقوبة له بخلاف الكافر فالعطاء له استدراج والمنع عنه تعجيل عقاب. (حم حب (4)(5) عن أنس) رمز المصنف
(1) انظر: فتح الباري (11/ 77)، وشرح صحيح مسلم للنووي (13/ 59).
(2)
أخرجه البخاري (2894).
(3)
الإصابة (8/ 189).
(4)
هكذا جاء في المخطوط.
(5)
أخرجه أحمد (3/ 117)، وأبو نعيم (7/ 71)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 210)، =
لصحته، قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات.
5370 -
"عجبت للمؤمن وجَزَعِهِ من السقم، ولم يعلم ما له في السقم أحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله عز وجل. الطيالسي (طس) عن ابن مسعود (ح) ".
(عجبت للمؤمن وجَزَعِهِ) عدم صبره. (من السقم) وجه العجب عدم علم المؤمن بحسن العاقبة في ألمه والسقم بضم المهملة مع سكون القاف وفتحها مع فتحة المرض (ولو يعلم ما له في السقم) من رفع الدرجات وتكفير الخطيئات. (أحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله عز وجل لأنه لا يزداد سقما إلا زاده الله بها في دار القرار نعيماً، وفيه دليل على أنه يؤجر وإن جزع وأجره على نفس الألم وإن فاته أجر الصبر، رأيت القرطبي ذكر مثل هذا فالحمد لله على الوفاق. (الطيالسي طس (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد ضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف جداً (2).
5371 -
"عجبت لملكين من الملائكة نزلا إلى الأرض يلتمسان عبداً في مصلاة فلم يجداه، ثم عرجاً إلى ربهما فقالا: يا ربِّ كنا نكتب لعبدك في يومه وليلته من العمل كذا وكذا فوجدناه قد حبسته في حبالك فلم نكتب شيئاً، فقال الله عز وجل: اكتبا لعبدي عمله في يومه وليلته، ولا تنقصا من عمله شيئاً على أجره ما حبسته، وله أجر ما كان يعمل. (طس) عن ابن مسعود".
(عجبت لملكين من الملائكة) زاده للإعلام بأنهما غير معينين واللام لام العلة أي لأجل ملكين والعجب من مجموع ما ذكر ووجهه سعة فضل الله على
= وصححه الألباني في صحيح الجامع (3985)، وابن حبان (728).
(1)
أخرجه الطيالسي (347)، والطبراني في الأوسط (6123)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 147)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 210) راجع التلخيص الحبير (3/ 198)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3681).
(2)
انظر: الكاشف (4812)، والتقريب (5836)، ولسان الميزان (5/ 149).
عباده وكتبه أجر العمل الصالح لمن لم يعمله (نزلاً إلى الأرض يلتمسان) يطلبان. (عبداً في مصلاة فلم يجداه، ثم عرجاً إلى ربهما فقالا: يا ربِّ كنا نكتب لعبدك) المؤمن. (في يومه وليلته من العمل كذا وكذا) فيه دليل أنهما غير الحفظة وأنه يكتب عملا أيضا غيرهما كما أنهما يكتباه. (فوجدناه قد حبسته في حبالك) يريه كتابة المصيدة أي ما يوجد بها الصيد جعل المرض الذي عاقه كحبل الصيد الذي يشد به. (فلم نكتب شيئاً، فقال تعالى: اكتبوا لعبدي عمله) الذي يعتاده في صحته. (في يومه وليلته، ولا تنقصان من عمله شيئاً) فيه حث للأصحاء على الإكثار من الأعمال الصالحات ليجري لهم أجرها إذا مرضوا فإنه ما من عبد إلا وهو معرض للأسقام وهي نازلة به وقد ثبت في الحديث أنه إذا سافر العبد أيضًا كتب له ما كان يعمله مقيمًا. (علي) بتشديد الياء. (ما حبسته) أي أجر عبادة مدة ما يحبسه تعالى (وله أجر ما كان يعمل) أيام صحته وفي جعله في الأول عليه تعالى وفي الثاني أن له نكتة حسنة هي أنه تعالى الذي حبسه فأجره عليه وأما أعماله التي كتب له أجرها فهي بسببه لأنه تسبب باكتسابها في صحته إلى إتيانها له في مرضه وإلا فالكل عليه تعالى. (الطيالسي طس (1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه.
5372 -
"عجبت للمسلم: إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، وإذا أصابه خير حمد الله وشكر، إن المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه. الطيالسي (هب) عن سعد (صح) ".
(عجبت للمسلم: إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر) فيثبت له أجر الصابرين المحتسبين. (وإذا أصابه خير حمد الله وشكر) فكان له أجر الشاكرين الحامدين،
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2317)، والطيالسي (348)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3682).
قال الغزالي (1): لو كشف الحجاب لرأى العبد المصائب من أجل النعم فقد تكون العين التي هي أعز شيء في الإنسان سببًا لهلاكه في بعض الأحيان بل العقل الذي هو أعز الأمور قد يكون سبباً لهلاكه، فالملحدة غداً يتمنون لو كانوا مجانين ولم يتصرفوا بعقولهم في دين الله. (إن المسلم يؤجر في كل شيء) من سراء أو ضراء (حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه) إن قصد بها التقوى على الطاعة وإقامة الصلب ليأتي بما فرض عليه وندب له. الطيالسي (هب (2) عن سعد) رمز المصنف لصحته وهو عجب، فإنه من رواته عمرو بن سعد قاتل الحسين السبط رضي الله عنه ولم يرو عنه من أهل السنن أحد إلا النسائي وقد أنكر عليه (3).
5373 -
"عجبت لقوم يساقون إلى الجنة في السلاسل وهم كارهون. (طب) عن أبي أمامة (حل) عن أبي هريرة".
(عجبت لأقوام يساقون إلى الجنة) إلى الإسلام فأطلقت عليه الجنة من إطلاق المسبب على السبب. (في السلاسل وهم كارهون) قيل: المراد وضع السلاسل في الأعناق، وقيل هو مجاز عن دخولهم في الإسلام مكرهين، وقيل: هو من أسره الكفار من المسلمين مات أو قتل في أيديهم فيحشر مسلسلا ويدخل الجنة كذلك. (طب عن أبي أمامة، حل (4) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف.
5374 -
"عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه، والله يغفر له حيث أرسل إليه
(1) الإحياء (4/ 130).
(2)
أخرجه الطيالسي (211)، والبيهقي في الشعب (9950)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3986).
(3)
انظر: الإصابة (5/ 286)، وقال في التقريب (4903): صدوق ولكن مقته الناس لكونه كان أميراً على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي، قتله [أي عمر سعد] المختار وسنة 65 أو بعدها، ووهم من ذكره في الصحابة فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب.
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 283) عن أبي أمامة، وأخرجه أبو نعيم (8/ 307) عن أبي هريرة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3983).
ليستفتي في الرؤيا، ولو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج، وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له أُتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب، ولولا الكلمة لما لبث في السجن حيث يبتغي الفرج من عند غير الله عز وجل. (طب) وابن مردويه عن ابن عباس".
(عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه) يحتمل أنه بمعنى أعجبني هاتان الخلتان من خلاله لأن الله يحبهما، وهذا الظاهر [3/ 64] ويحتمل فيه ما سلف من نظيره. (والله يغفر له) جملة اعتراضية دعائية لما ذكر ما أعجبه من صفاته عقب ذلك بالدعاء له فإن من أتي بما تحبه النفس تاقت النفس إلى الإحسان إليه، وأكمل الإحسان إلى الموتى الدعاء بالمغفرة، وقوله:(حيث أرسل إليه ليستفتي في الرؤيا) بيان وجه صبره وكرمه والمراد فأفتاهم، حذف لدلالة قوله:(ولو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج) أي لم أفتهم حتى يخرجوني ويوسف فعل ذلك صبراً منه على بلية السجن وكرما من طباعه ببذل الفتيا وفيه دليل على جواز أخذ شيء على الفتيا ويحتمل أنه لا يحل وإنما لو جاز ليوسف الخروج لجاز ولو شرطه لأنه تخلص من ظلم فإنه حبس ظلماً وفيه دليل حسن الصبر على الظلم إن نزل بالعبد من الظالم وأنه يجوز للعبد أن يتظلم إن ظلم. (وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له) كرر التعجب لأن كل قصته قاضية ببلوغه ذروة الأمرين من الصبر والكرم. (أُتى) مغير صيغة هو بالمثناة الفوقية ومثناة تحتية وفي رواية: "أبى" بفتح الهمزة والموحدة والألف المقصورة (ليخرج) فقد قال الملك ائتوني به في المرة الأولى. (فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره) حيث قال: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ
…
} الآية. [يوسف: 50]، فإنه أخذ في بيان سبب عذره عن المسارعة في الخروج وأنه لا يخرج حتى يعلم براءته من الذنب الذي حبس لأجله، فهذا من أدلة صبره وهو واضح، وأما أنه دليل كرمه فلأن من يأت صابراً على الضراء حتى
يبرئ صاحبه من التهمة فهو من أكرم الخلق طبعاً. (ولو كنت أنا لبادرت الباب) هذا من أدلة تواضعه صلى الله عليه وسلم وإنصافه وبيان شرف غيره ولعله قال هذا هضماً لنفسه وإظهاراً لفضيلة أخيه وإلا فإنه صلى الله عليه وسلم من أكرم البرية وأصبرهم. (ولولا الكلمة لما لبث في السجن) بضع سنين، والكلمة هي قوله للذي ظن أنه ناج منهما {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42]، (حيث يبتغي الفرج من عند غير الله عز وجل بيان الكلمة وأنه طال بقاؤه في السجن لأجلها لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين. (طب وابن مردويه (1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن يزيد القرشي المالكي وهو متروك.
5375 -
"عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه، وعجبت لغافل وليس بمغفول عنه، وعجبت لضاحك ملئ فيه ولا يدري أَرُضيَ عنه أم سُخِط؟ (عد هب) عن ابن مسعود (ض) ".
(عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه) فإنها لا تطلب الدنيا إلا للانتفاع بها، ومن كان الموت في طلبه كيف يتم له انتفاع بها، ووجه العجب أن هذا ينافي حال العاقل فهو مما يعجب من صدوره عنه. (وعجبت لغافل) عن الآخرة وأعمالها الصالحة. (وليس بمغفول عنه) فإنه محسوب الساعات محصور الكلمات لديه رقيب عتيد، (وعجبت لضاحك ملئ فيه) بالنصب لملء على الظرفية مثل حديث:"ملء السماوات وملء الأرض"، والمراد بالضحك ملء فيه استغراقه فيه، (ولا يدري أَرُضيَ عنه أم سُخِط؟) بالبناء للمفعول فيهما وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى، وحق لمن جهل رضي مولاه عنه أن يذري دمعه فكيف إذا جوز غضبه عليه أو جهلهما معاً فإنه على خطر عظيم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لو
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 249)(11640)، والديلمي في الفردوس (4093)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 39)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3984)، والصحيحة (1945).
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً
…
" الحديث (1). (عد هب (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه.
5376 -
"عجبت لمن يشتري المماليك بماله ثم يعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه؟ فهو أعظم ثواباً. أبو الغنائم النرسي في قضاء الحوائج عن ابن عمر (ض) ".
(عجبت لمن يشتري المماليك بماله ثم يعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه؟ فهو أعظم ثواباً) فيه أن أجر المعروف والصِّلات والصدقات أعظم من أجر العتق، وتقدم حث كثير على صنائع المعروف. (أبو الغنائم النرسي) (3) بالنون مفتوحة فراء ساكنة فسين مهملة فمثناة تحتية: كأنه نسبه إلى نرس بلد بالعراق منها الثياب النرسية كما في القاموس (4)، فمن قال أنه بالواو عوض الراء نسبة إلى نوس: قرية بمرو فهو شيء لم نره في القاموس (5) في نوس أنها بلد؛ (عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.
5377 -
"عجبت وليس بالعجب، وعجبت وهو العجب العجيب العجيب، عجبت وليس بالعجب أني بعثت إليكم رجلا منكم فآمن بي من آمن بي منكم، وصدقني من صدقني منكم؛ فإنه العجب وما هو بالعجب ولكني عجبت وهو العجب العجيب العجيب لمن لم يرني وصدق بي. ابن زنجويه في ترغيبه عن عطاء مرسلاً (متنه صحيح) ".
(1) أخرجه البخاري (997)، ومسلم (2359).
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 273)، والبيهقي في الشعب (1058)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3680)، وقال في الضعيفة (743): ضعيف جداً.
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (10923)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3683).
(4)
القاموس المحيط (ص 744) وانظر الأنساب للسمعاني (5/ 79).
(5)
انظر القاموس (2/ 254).
(عجبت وليس بالعجب) أي الشديد بل غيره أعجب منه كما بينه قوله: (وعجبت وهو العجب العجيب) الثابت له صفة التعجب، ثم فسر الطرفين. (عجبت وليس بالعجب أني) بفتح الهمزة على أنه حذف لام التعليل أي لأني:(بعثت إليكم رجلاً) أرسلت حال كوني رجلاً. (منكم فآمن بي من آمن بي منكم، وصدقني من صدقني منكم) عطف تفسير فإن الإيمان التصديق. (فإنه العجب) من حيث أنه غالب على الطباع البشرية [3/ 65] عدم تصديقهم لرجل منهم كما أخبر الله عن الأمم الماضية. (وما هو بالعجب) لأنكم قد شاهدتم أنوار النبوة وظهرت لكم شمس حقية ما جئت به. (ولكني عجبت وهو العجب العجيب العجيب) كرره صلى الله عليه وسلم تأكيداً وبيانا لاستعظام ما عجب منه. (لمن لم يرني) من الذين يأتون بعدكم أو من الذين غابوا عني وسمعوا بي في عصري وبعده. (وصدق بي) فإنه آمن بالغيب وأذعن وانقاد ولم يشاهد أنوار النبوة وفيه عظم إيمان من لم يره صلى الله عليه وسلم لأن التعجب هنا ناشئ عن عظمة ما يعجب منه. (ابن زنجويه (1) في ترغيبه عن عطاء مرسلاً) في نسخة قوبلت على خط المصنف: متنه صحيح.
5378 -
"عج حجر إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة ثم جعلتني في أس كنيف، فقال: أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجلس القضاة. تمام، وابن عساكر عن أبي هريرة (ض) ".
(عج حجر) العج: رفع الصوت، أي رفع صوته شاكياً. (إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة) هو كلام حقيقي وعبادة حقيقية وأما ماهية العبادة وكيفية النداء فالله أعلم بهما، وقيل: إنه ضرب مثل. (ثم جعلتني في أس
(1) أخرجه ابن زنجوية في ترغيبه كما في الكنز (34494)، وانظر فيض القدير (4/ 306)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3684).
كنيف) أي أسفل بيت الخلاء، وفيه أنه يتأذى الحجر مما يتأذى منه البشر، أو لا يتأذى ولكنه محل إهانة. (فقال أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجلس القضاة) فإنها محل الزور والبهتان ومعترك الفجور وكذب الإيمان فمن بعده الله عنها فقد نزهه عن محل العصيان فالكنيف خير منها، نعوذ بالله من شر الفساد والطغيان والمراد بهم قضاة السوء الذين هم غالب قضاة الأزمان. (تمام، وابن عساكر (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال تمام بعد تخريجه: فيه أبو معاوية عبيد الله بن محمَّد المقرئ المؤدب وهو ضعيف، والحديث منكر.
5379 -
"عجلوا الإفطار، وأخَّروا السحور. (طب) عن أم حكيم".
(عجلوا الإفطار) عند غروب الشمس كما تقدم مراراً. (وأخروا السحور) إلى قرب طلوع الفجر بقدر خمسين أو ستين آية كما سلف والحكمة في ندبية تعجيل الإفطار وتأخير السحور مخالفة أهل الكتاب، قال ابن تيمية (2): إذا كانت مخالفتهم سببا لظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله فتكون نفس مخالفتهم من أعظم مقاصد البعثة. (طس (3) عن أم حكيم)، قال الهيثمي: رواه من طريق حبابة بنت عجلان عن أمها عن صفية بنت جرير وهؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجة ولم يوثقهن انتهى. قلت: لكن متنه صحيح.
5380 -
"عجلوا الخروج إلى مكة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من
(1) أخرجه تمام في فوائده برقم (548)، وابن عساكر في تاريخه (38/ 2100)، (54/ 173)، وانظر لسان الميزان (5/ 275)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3685)، والضعيفة (658): موضوع.
(2)
في اقتضاء الصراط (1/ 60).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 163)(395)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3989).
مرض أو حاجة. (حل هق) عن ابن عباس (ض) ".
(عجلوا الخروج إلى مكة) خطاب للمستطيع فيكون أمر إيجاب وحد التعجيل أن يستطيع ولو في أول تكليفه وهذا يرد على القول بأنه على التراخي. (فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) بكسر الراء بخط المصنف. (من مرض أو حاجة) بيان لما فيفوت به الحج والعمرة بعد الإمكان فيكون قد أضاع فريضة في الدين لا ينال مثلها إلا بتوفيق الله، والمراد بالحاجة: الفاقة. (حل هق (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
5381 -
"عجلوا الركعتين بعد المغرب ليرفعا مع العمل. (هب) عن حذيفة (ض) ".
(عجلوا الركعتين بعد المغرب) أي اللتين هما سنتا بعده. (ليرفعا مع العمل) قيل: عمل النهار ويأتي مع المكتوبة والأظهر أنها في المغرب. (هب (2) عن حذيفة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه سويد بن سعيد (3) قال أحمد: متروك، وفيه زيد العمي (4) أورده الذهبي في المتروكين قال: قال البخاري: تركوه.
5382 -
"عجلوا الركعتين بعد المغرب فإنهما ترفعان مع المكتوبة. ابن نصر عنه".
(عجلوا الركعتين) اللام للعهد الخارجي فإنه قد علم سنيتهما وأنهما الأحق بالتعجيل (بعد المغرب فإنهما ترفعان) بضم المثناة الفوقية بخط المصنف. (مع
(1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 340)، وأبو نعيم (7/ 114)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3990).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (3068)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3687).
(3)
انظر المغني (1/ 290).
(4)
انظر المغني (1/ 246).
المكتوبة) والمسارعة لرفع المكتوبة محبوب لله بدليل هذا أو لأنه أعظم أجرًا وإن تأخرها تقليل لأجرها. (ابن نصر (1) عنه) عن حذيفة.
5383 -
"عجلوا صلاة النهار في يوم غير وأخروا المغرب. (د) في مراسيله عن عبد العزيز بن رفيع".
(عجلوا صلاة النهار في يوم غيم) قال في الفتح: قيل: المراد بذلك تعجيل العصر وجمعها مع الظهر وروي ذلك عن عمر، قال: إذا كان يوم غيم فأخروا الظهر وعجلوا العصر انتهى قلت: في رواية العصر بدل النهار أخرجها عبد الرازق، قال الحافظ ابن حجر: إسناده قوي، فالمراد الإتيان بالعصر في أول وقته تقديرًا لئلا يؤخر مع الغيم حتى يفوت. (د (2) في مراسيله عن عبد العزيز بن رفيع) مصغر رفع قال الذهبي: ثقة (3).
5384 -
"عد من لا يعودك، وأهد لمن لا يهدي لك. (تخ هب) عن أيوب بن ميسرة مرسلاً) ".
(عد) من العيادة للمريض. (من لا يعودك)[3/ 66] وأولى منك من عادك. (وأهد لمن لا يهدي إليك) هو مثل حديث: "صل من قطعك وأعط من حرمك" وهذه مكارم الأخلاق التي شرح الحديث {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} [فصلت: 35]. (تخ هب (4) عن أيوب بن ميسرة مرسلاً) قال الهيثمي: هذا
(1) أخرجه محمَّد بن نصر (2/ 558)، وابن عدى في الكامل (3/ 200)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3686): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه أبو داود في مراسيله (1/ 78)، وانظر فتح الباري (2/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3688).
(3)
انظر: الكاشف (3386)، والتقريب (4095).
(4)
أخرجه البخاري في التاريخ (1307)، والبيهقي في الشعب (8078)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3693)، والضعيفة (2759).
مرسل جيد.
5385 -
"عد الآي في الفريضة والتطوع. (خط) عن واثلة (ض) ".
(عد) بضم المهملة وتشديد الدال مفتوحة من العدد. (الآي) جمع آية أي آيات قراءتك (في) الصلاة (الفريضة والنافلة) أو في التلاوة الواجبة والنافلة وذلك لأنه لا يصدر شيئاً من الآيات في قراءته أو لأنه أقرب إلى التدبر. (خط (1) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه.
5386 -
"عدة المؤمن دين، وعدة المؤمن كالآخذ باليد (فر) عن علي".
(عدة المؤمن) مصدر وعد مضاف إلى فاعله أي عدته لغيره. (دين) على الواعد يلزمه الوفاء به وقضاؤه لأن خلف الوعد من أقبح الأخلاق. (وعدة المؤمن كالآخذ باليد) كالعطاء الذي يؤخذ وكما أنه لا يحل له أخذ ما قد أعطاه كذلك لا يحل خلفه الوعد. (فر (2) عن علي) فيه دارم بن قبيصة قال الذهبي (3): لا يعرف.
5387 -
"عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة. (هب) عن عائشة (ض) ".
(عدد درج الجنة عدد آي القرآن) وعدد آيات القرآن ستة آلاف ومائتان وثلاثون آية عند الكوفيين، وتقدم حديث أبي سعيد في أنه بلفظ:"إن في الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم"(4) ولا ينافي هذا فإنه كما قال ابن القيم في حادي (5) الأرواح: إن ذكر المائة لا ينافي أن ثمة غيرها أو
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 356)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3690)، والضعيفة (3857): موضوع.
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3689).
(3)
انظر: المغني (1/ 216) رقم (1974).
(4)
أخرجه الترمذي (2532).
(5)
حادي الأرواح (ص 55).
أن المراد أن في كل مائة دراج لا يعلمها إلا الله ثم المراد بالدرج المنزلة كما تقدم. (فمن دخل الجنة من أهل القرآن) أي الذين هم أهله حفظاً وعملاً وفيه أنه قد يكون من أهل القرآن ولا يدخل الجنة. (فليس فوقه درجة) وذلك لأنه يؤمر بأن يقرأ ويرقى وأن آخر مقامه عند آخر آية يقرأها وآخر آية محلها أعلى درج في الجنة، قال القاضي: وتقدر التلاوة على قدر العمل فلا يستطيع أحد أن يتلوا آية إلا وقد قام بما يجب فيها واستكمال ذلك إنما يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أو لأعاظم أمته على قدر مراتبهم في الدين، قال المصنف: وهذا من خصائص القرآن لم يرد في سائر الكتب مثله. (هب (1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه.
5388 -
"عدد آنية الحوض كعدد نجوم السماء. أبو بكر بن أبي داوود في البعث عن أنس".
(عدد آنية الحوض) الذي يؤتيه الله رسوله صلى الله عليه وسلم في الآخرة وهو الكوثر. (كعدد نجوم السماء) يحتمل الحقيقة وهو الأظهر أو المبالغة في الكثرة. (أبو بكر بن أبي داود في البعث (2) عن أنس) سكت المصنف عليه وقد تقدَّم.
5389 -
"عدل صوم يوم عرفة بسنتين؛ سنة مقبلة وسنة متأخرة. (قط) في فوائد ابن مردك عن ابن عمر".
(عدل) بلفظ الماضي. (صوم يوم عرفة بسنتين) أي قام مقام صومهما (سنة مقبلة) يجوز جرها على الإبدال من سنتين ورفعها على الابتداء وصفتها تابعة لها ويجوز ذلك في قوله. (وسنة متأخرة) أي ماضية وتقدم توجيهه. (قط (3) في فوائد
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (1998)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1880)، وقال في الضعيفة (3858): منكر.
(2)
أخرجه ابن أبي داود في البعث (39) والضياء في المختارة (1876)، وأبو يعلى (3951)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3991).
(3)
أخرجه الصيداوى في معجم الشيوخ (1/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3692).
أبي مدرك عن ابن عمر). سكت عنه المصنف وهو ثابت المتن.
5390 -
"عذاب القبر حق. (خط) عن عائشة".
(عذاب القبر حق) أي أمر ثابت لا مرية فيه، زاد في رواية الديلمي:"لا يسمعه الجن والإنس ويسمعه غيرهم" قال ابن القيم (1): عذاب القبر قسمان: دائم وهو عذاب الكفار وبعض العصاة، ومنقطع وهو عذاب من خفت جرائمه، إلا أنه نقل في كتابه البدائع (2) عن القاضي أبي يعلى أنه لابد من انقطاع عذاب القبر لأنه من عذاب الدنيا والدنيا وما فيها منقطع فلابد أن يلحقهم الفناء والبلى ولا يعرف قدر مدة ذلك انتهى وأقره ابن القيم ويؤيده ما أخرجه هناد (3) عن مجاهد: "للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52]. (خط (4) عن عائشة عزاه الديلمي) وغيره إلى الشيخين، قال الشارح: فقد رأيته في صحيح البخاري بهذا اللفظ.
5390 -
"عذاب القبر من أثر البول، فمن أصابه بول فليغسله، فإن لم يجد ماء فليمسحه بتراب طيب. (طب) عن ميمونة بنت سعد (ض) ".
(عذاب القبر من أثر البول) أي بقيته في طرف المخرج فيصيب البدن. (فمن أصابه بول فليغسله، فإن لم يجد ماء) فيه أنه إذا أطلق الأمر بالغسل فهو بالماء لا غير. (فليمسحه بتراب طيب) طاهر ويؤخذ منه أن التراب يرفع النجس من أي محل في البدن، ويقاس على البول غيره بالأولى وأنه لا يضره الترطيب بعد ذلك
(1) الروح (1/ 89).
(2)
انظر: بدائع الفوائد (3/ 618).
(3)
أخرجه هناد في الزهد (317).
(4)
أخرجه البخاري (1372)، والخطيب في تاريخه (5/ 64)، والديلمى في الفردوس (4155).
بالمحل وإليه ذهب بعض العلماء. (طب (1) عن ميمونة) رمز المصنف لضعفه في نسخة قوبلت على خطه.
5391 -
"عذاب هذه الأمة جعل بأيديها في دنياها. (ك) عن عبد الله بن يزيد (صح) ".
(عذاب هذه الأمة) أمة إجابته صلى الله عليه وسلم على ذنوبها (جعل بأيديها في دنياها) بإذاقة بعضهم [3/ 67] بأس بعض فكل من أصابه من أي الأمة أذي فهو مكفرة لذنوبه، والمراد أن كثيراً من الأمة كذلك، وبعضهم عذابهم في الآخرة وفي الدنيا. (ك (2) عن عبد الله بن يزيد) قال الحاكم: على شرطهما ولا علة له وقد رمز المصنف لصحته.
5392 -
"عذاب أمتي في دنياها. (طب ك) عنه (صح) ".
(عذاب أمتي في دنياها) إضافة المصدر تفيد العموم أي كل عذابها إلا أنه قد ثبت تعذيبهم في القبر وفي النار فالمراد غالب عذابها أو على معاصي مخصوصة يعلمها الله تعالى وتقدم تفسير العذاب أنه بأيديها وهذا من ألطاف الله بالأمة أن جعل عامة عذابها في دنياها، وقد تكلم الإمام مؤلف القواصم على هذه الأحاديث في الجزء الثالث فأجاد. (طب ك (3) عنه عبد الله بن يزيد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله -يعني الطبراني- ثقات.
5394 -
"عذاب القبر حق، فمن لم يؤمن به عذب. ابن منيع عن زيد بن أرقم (صح) ".
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 37)(68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3695).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2109).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7164)، والحاكم (1/ 114)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 224)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3993).
(عذاب القبر حق، فمن لم يؤمن به عذب) عذاباً مخصوصاً على عدم إيمانه به.
فائدة: في رياض الرياحين: بلغنا أن الموتى لا يعذبون ليلة الجمعة تشريفا للوقت، قال: ويحتمل اختصاص ذلك بعصاة المسلمين دون الكفار، وعمم النسائي فقال: الكافر يرفع عنه العذاب يوم الجمعة وليلتها وجميع رمضان، وأما المسلم فيعذب في قبره لكن تنقطع عنه يوم الجمعة وليلتها ثم لا يعود إليه إلى يوم القيامة وإن مات يوم الجمعة أو ليلتها يكون له عذاب ساعة واحدة وضغطة القبر كذلك ثم ينقطع عنه العذاب ثم لا يعود إليه إلى يوم القيامة، قال السيوطي: وهذا يدل على أن عصاة المسلمين لا يعذبون سواء جمعة واحدة أو دونها إذا وصلوا الجمعة انقطع ثم لا يعود وهذا يحتاج إلى دليل انتهى، وتمام الحديث عند مخرجه:"وشفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها" وما كان للمصنف حذفه، قال الحافظ ابن حجر: كنت أتعهد قبر والدي للقراءة عليه فخرجت يومًا بغلس في رمضان فجلست أقرأ على قبره ولم يكن في المقبرة غيري فسمعت تأوهًا عظيمًا وأنينًا بصوت فأزعجني من قبر مجصص مبيض فقطعت القراءة واستمعت فسمعت صوت العذاب من داخله وذلك الرجل المعذب يتأوه بحيث يقلق سماعه القلب فلما وقع الإسفار خفي حسه فسألت عن القبر فقالوا: قبر فلان لرجل أدركته وكان على غاية من لزوم المسجد والصلاة والصمت ولكنه كان يعامل بالربا، قال: وحكينا ذلك لبعض أهل بلدة قال: أعجب منه عبد الباسط رسول القاضي فلان لما حفرنا قبره لننزل عليه ميتا آخر رأينا في رقبته سلسلة وفيها كلب أسود مربوط معه فخفنا ورددنا التراب عليه (1).
قلت: وقد أطال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح من المنامات
(1) انظر: فيض القدير (4/ 309).
والحكايات المشاهدة في هذا الشأن. (ابن منيع (1) عن زيد بن أرقم) رمز عليه في نسخة قوبلت على خط المصنف صحيح.
5395 -
"عُرَامَة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره. الحكيم عن عمرو بن معدي كرب، أبو موسى المديني في أماليه عن أنس".
(عُرَامَة الصبي في صغره) بالراء بعد المهملة بزنة غراب هي الحدة والشراسة، وفي القاموس (2) عرم كبصر وضرب وكرم ويحمد من الصبي لأنه دليل على وفرة ذكائه وحرارة رأسه والناس يتفاضلون في أصل البنية في الفطنة والكياسة والحظ من العقل. (زيادة في عقله في كبره) قيل: العقل ضربان: ضرب يبصر به الإنسان أمر دنياه، وضرب يبصر به أمر آخرته والأول من نور الروح والآخر من نور الهداية فالأول يوجد في عامة الناس إلا لعارض، والثاني في الموحدين فقط وهم يتفاوتون في النوعين غاية التفاوت وهذا مجرب في الصبيان، أعني ما ذكر في الحديث. (الحكيم (3) عن عمرو بن معدي كرب، أبو موسى المديني في أماليه عن أنس) ورواه الديلمي وبيض ولده بسنده.
5396 -
"عُرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام، من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، الصلاة المكتوبة، وصوم رمضان". (ع) عن ابن عباس (ض) ".
(عُرى الإسلام) جمع عروة وهي ما يوثق به الشيء ويناط إلى غيره به. (وقواعد الدين) أساسه وما ركب عليه الإسلام هو الدين، ولذا قال:(عليهن أسس الإسلام) بوضعه موضعه. (من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم:
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3694).
(2)
القاموس (1/ 1467).
(3)
أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 346)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3697).
شهادة أن لا إله إلا الله) فمن تركها فالاتفاق أنه كافر حلال الدم والمراد مع قرينتها وهي أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. (الصلاة المكتوبة) الفرائض الخمس. (وصوم رمضان) قيل: هذا فيهما محمول على الزجر والتهويل أو على من ترك مستحلاً، قال الذهبي في الكبائر: هذا حديث صحيح، وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا غرض ولا مرض أنه شر من المكاس والزاني ومدمن الخمر بل [3/ 68] يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال انتهى. ولم يذكر صلى الله عليه وسلم الزكاة والحج مع أنهما من قواعد الدين إما لأن الحديث قبل فرضهما ويبعد ذلك أن فرض الزكاة قبل صوم رمضان أو لعموم التكليف بالثلاثة لكل أحد بخلاف الزكاة والحج فالمكلف بهما الغني والمستطيع أو لأنه يعلم حكمهما من غير هذا، وإنما الوعيد على الكل واحد. (ع (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقد سمعت كلام الذهبي.
5397 -
"عُرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. (خ طب) عن ابن عباس وأبي حبَّة البدري".
(عُرج بي) مغير الصيغة أي عرج بي جبريل أي رفعني (حتى ظهرت) ارتفعت قال تعالى: {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف: 33](بمستوى) قال القاضي: وهو اسم مكان على صيغة اسم المفعول من الاستواء واللام إما للعلة بمعنى علوته لأستوي عليه ولاستعلائه أو بمعنى إلى كما في قوله تعالى: {أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 5]، (أسمع فيه صريف الأقلام) صريرها وأصله صوت البكرة عند الاستقاء، ومنه: -لها صريف صريف الفعو بالمشّد- والحديث إخبار بأنه صلى الله عليه وسلم بلغ في الارتقاء رتبة علية اتصلت بمبادئ الكائنات واطلعت على تصاريف
(1) أخرجه أبو يعلى (2349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3696).
الأحوال وجري قلم المقادير وأقلام كتبه أعمال العباد. (خ طب (1) عن ابن عباس وأبي حبة) (2) قال الذهبي (3): بموحدة يعني بعد المهملة هو الصحيح ويقال بالمثناة التحتية ويقال: بنون اسمه مالك أو ثابت الأنصاري البدري.
5398 -
"عرش كعرش موسى. (هق) عن سالم بن سعيد بن عطية مرسلا".
(عرش) كذا بخط المصنف وفي رواية: عريش بزيادة مثناة تحتية بعد الراء. (كعرش موسى) العرش ما يستظل به من خيمة أو نحوها والجمع عرش كقليب وقلب، وسبب الحديث أنه سئل صلى الله عليه وسلم أن يعتني بسقف مسجده، فقال:"عرش كعرش موسى" قال السهيلي: إنه كان يكره الطاق حولي المسجد. (هق (4) عن سالم بن سعيد بن عطية مرسلاً) قال الذهبي في المهذب (5): إنه واه.
5399 -
"عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا ربِّ، ولكني أشبع يوما وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك. (حم ت) عن أبي أمامة (ح) ".
(عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً) تنازع عرض ويجعل في بطحاء مكة كلاهما يطلبه مفعولا، وقد أعمل الثاني وحذف المفعول من الأول على ما يختاره نحاة البصرة، ولو أعمل الأول لقال: ليجعلها ذهباً مفعولا يجعل الثاني. (فقلت: لا يا رب) إيثارًا للزهد في الدنيا لنقتدي به، وإلا فإنه لا ينقص ذلك من أجره شيئا كما صرح به في غير هذا، ولما علله به من قوله:(ولكني أشبع يوما وأجوع يوماً) وذلك وأن يأتي له مع وجود المال إلا أن وجوده مظنة
(1) أخرجه البخاري (349، 1636، 3432)، والطبراني في الكبير (22/ 326)(821).
(2)
الإصابة (7/ 83).
(3)
انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 157) رقم (1832).
(4)
أخرجه البيهقي في السنن (2/ 439)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3998).
(5)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 3813).
التوسع وأن يتصل الشبع؛ ولأنه يفوته التفرغ لطلب ما عند الله؛ ولأنه يعظم موقع نعمة العطاء بعد ضدها. (فإذا جعت) بضم الجيم. (تضرعت إليك) في طلب ما عندك بذلة وخضوع فإن عروض الأسباب يسوق العبد إلى مولاه والانكسار بين يديه كما يرضاه. (وذكرتك) ذكر سؤال وطلب وإلا فإن الشاكر ذاكر. (وإذا شبعت حمدتك وشكرتك) فأحرزت أجر الصابرين وأجر الشاكرين، وفي الحديث لف ونشر لا يخفى، وهذا الحديث من أدلة تفضيل الفقر على الغنى والصبر على الشكر وقد بينا تحقيقه في مختصرنا في ذلك. (حم ت (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: إنه تبع في ذلك الترمذي، قال في المنار: وينبعي أن يقال فيه إنه ضعيف فإنه من رواية يحيى بن أيوب بن عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد قال العراقي: فيه علي بن زيد ضعيف.
5400 -
"عرض عليَّ أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة: فالشهيد، ومملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف، وأما أول ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور. (حم ك هق) عن أبي هريرة (صح) ".
(عرض عليَّ) في دار الدنيا. (أول ثلاثة يدخلون الجنة) والثلاثة هم أول الداخلين إليها وليس المراد واحد من ثلاثة هو أولهم بل الإضافة بيانية أي أول هم ثلاثة، وقال الطيبي: إضافة أفعل إلى النكرة للاستغراق وأن أول كل ثلاثة ثلاثة من الداخلين إلى الجنة هؤلاء الثلاثة وإن تقدم أحد الثلاثة على الآخرين فليس في اللفظ إلا التسبق عند علماء البيان.
(1) أخرجه أحمد (5/ 254)، والترمذي (2347)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف جداً (3704).
قلت: وفيه خفاء ويحتمل أن المراد ذكر الأول من الثلاثة وهو الشهيد، والمسلط ثم ذكر الآخرين استطرادا فالإضافة بمعنى اللام تحقق (1). (وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة: فالشهيد، ومملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده) أراد له الخير وقام بخدمته حق القيام. (وعفيف) عن تعاطي ما لا يحل له. (متعفف) عن سؤال الناس، قال الطيبي: إطلاق الشهادة وفيه العفة والعبادة يشعر بأن مطلق الشهادة أفضل منهما فكيف إذا قرنت بإخلاص ونصح، والوجه استغناء الشهادة عن التقييد إذ شرطها الإخلاص والنصح ولا ينافيها أحاديث:"أن الفقراء يدخلون الجنة [3/ 69] قبل الأغنياء بخمس مائة عام" فإنه يقضي أنهم أول الناس دخولا لأن أولئك بالنظر إلى الأغنياء وهذا بالنظر إلى كل داخل. (وأما أول ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلط) التسليط التغليب وإطلاق القهر والغلبة. (وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله) من زكاة وصلة رحم وإطعام جائع ونحو ذلك. (وفقير فخور) مفتخر متكبر لأنه يقبح منه ذلك زيادة قبح لأنه في محل الانكسار وعدم الافتخار والاستكبار فخور وأقبح من فخور الغني وإن كان الكل حراماً. (حم ك هق (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه عامر العقيلي ذكره الذهبي في الضعفاء (3) وقال: شيخ مجهول ليحيى بن أبي كثير لكن الذهبي في الكبائر أطلق على هذا الحديث الصحة.
5401 -
"عرضت علي الجنة والنار آنفاً في عُرض هذا الحائط فلم أرى
(1) بياض بالأصل بمقدار كلمتين.
(2)
أخرجه أحمد (2/ 425)، والحاكم (1/ 544)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع ضعيف جداً (3703).
(3)
انظر: المغني (1/ 324) رقم (3016).
كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً. (م) عن أنس (صح) ".
(عرضت علي الجنة والنار آنفاً) بالمد أي الآن. (في عُرض هذا الحائط) بضم المهملة جانبه أو وسطه. (فلم أرى كاليوم) صفة لمحذوف أي لم أر يوما كاليوم أو مر بنا، وفيه تنويه شأنه وتهويل لأمره. (في الخير والشر) لف ونشر. (ولو تعلمون ما أعلم) من شدة عقاب الله للعصاة. (لضحكتم قليلاً) يحتمل أنه أريد بالقلة العدم وهو استعمال شائع، أو المراد التعليل حقيقة فإنه إذا علموا ما عند الله من سعة الرحمة والعفو ضحكوا وإن علموا ما عنده من شدة العذاب والبطش وعلموا تقصيرهم فيما يأتونه لكان البكاء أكثر كما قال. (ولبكيتم كثيراً) لغلبة سلطان الوجل على القلوب.
واعلم: أن هذا الإخبار منه صلى الله عليه وسلم برؤيته الجنة والنار في عرض الحائط جعله الغزالي من أمثلة الحسي حيث قسم الموجودات إلى خمس مراتب في كتابه المنقذ من الضلال قال: وأما الوجود الحسي فهو ما يتمثل في القوة الباصرة من العين مما لا وجود له خارج العين فيكون موجودا في الحس ويختص به الحاس ولا يشاركه غيره وذلك كما يشاهد النائم بل كما يشاهده المريض المستيقظ إذ قد تتمثل له صورة لا وجود لها خارج حسه بل قد يتمثل للأنبياء والأولياء في اليقظة والصحة صورة جميلة محاكية لجواهر الملائكة وينتهي إليهم الوحي والإلهام بواسطتهما فيتلقون من أمر الغيب في اليقظة ما يتلقاه غيرهم في النوم، ثم قال: ومن أمثلة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "عرضت علي الجنة في عرض هذا الحائط
…
" الخبر. فمن قام عنده البرهان على أن الأجسام لا تتداخل وأن الصغير لا يتسع للكبير حمل ذلك على أن نفس الجنة لا ينقل إلى الحائط لكن يمثل له الجنة وصورتها في الحائط حتى كأنه شاهدها كما شاهد
مثال شيء كثير في جرم صغير كما يشاهد السماء في مرآة صغيرة، والحديث من أدلة خلق الجنة والنار وأدلته لا تحصى، وما أحسن ما أخذه بعضهم من الحديث فقال: إن الحكمة في رؤيته صلى الله عليه وسلم الجنة والنار في دار الدنيا أن يأنس بأهوال القيامة فيتفرغ للشفاعة لأمته في يوم الفزع الأكبر ويقول: "أمتي أمتي". (م (1) عن أنس) ورواه غيره.
5402 -
"عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت من محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق، ورأيت في سيئ أعمالها النخاعة في المسجد لم تدفن. (حم م هـ) عن أبي ذر"(صح).
(عرضت علي أمتي بأعمالها) قال أبو البقاء: في محل النصب على الحال أي ومعها أعمالها أو متلبسة بأعمالها كقوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] أي ومعهم إمامهم. (حسنها وسيئها) بدلاً من أعمالها كأن الله تعالى أراه كل أمته من وجد ومن سيوجد كما في عالم المثال. (فرأيت من محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق) كل ما يؤذي من شوك أو عذرة أو حجر والإماطة الإزالة. (ورأيت في سيئ أعمالها النخامة في المسجد لم تدفن) قال النووي (2): ظاهره أن الدفن لا يختص بصاحب النخامة بل يدخل فيه كل من رآها ولم يدفنها وقد ثبت أن كفارتها دفنها من فاعلها. (حم م هـ (3) عن أبي ذر).
5403 -
"عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها". (د ت) عن أنس (ض) ".
(1) أخرجه مسلم (2359).
(2)
شرح مسلم (5/ 38).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 178)، ومسلم (553)، وابن ماجة (3683).
(عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة) قال البيضاوي: وتبعه العراقي إنه بالرفع عطف على أجور أمتي، ويحتمل الجر وحتى بمعنى إلى وتقديره إلى آخر القذاة. (يخرجها الرجل من المسجد) وفيه حث على نظافة المساجد والعناية في ذلك. (وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها) لم يقل حفظها لينبه على أنها كانت نعمة عظيمة أولاها الله تعالى إياها ليقوم بحقها ويشكر مولاها على ما أنعم به عليه، وإنما جعل النسيان أعظم الذنوب لأنه لا يكون إلا [3/ 70] عن غفلة ولهو عن ذكر الله وإعراضه عن كلامه ورجع إلى الجهل بعد العلم، والظاهر أن المراد نسيان ألفاظه لا ترك العمل به وإن احتمل فالأول ظاهر اللفظ ولا ينافيه حديث:"رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" لأنَّ العقاب هنا على تفريطه وغفلته وعدم تعاهد تلاوته وقد عد نسيانه من الكبائر لهذا الحديث أو نسيان آية منه.
واعلم: أن المراد النسيان مع عدم التذكر والتتبع لحفظه والتعاهد له وإلا فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله فلانا فقد أذكرني البارحة آية كنت أنسيتها"(1) لفظه أو معناه. (د ت (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الترمذي: أنه غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه لأنه من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب قال البخاري: لا أعرف للمطلب سماعا من أحد من الصحابة، وقال ابن حجر: في إسناده ضعف لكن له شواهد، وقال الزين العراقي: استغربه البخاري لكن سكت عليه أبو داود.
5404 -
"عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة، حتى لأنا أعرف بالرجل منهم من أحدكم بصاحبه صوروا لي في الطين. (طب) والضياء عن
(1) أخرجه البخاري (755) ومسلم (788).
(2)
أخرجه الترمذي (2916)، وأبو داود (461)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3700).
حذيفة بن أسيد (صح) ".
(عرضت علي أمتي) بذواتها. (البارحة) هي أقرب ليلة مضت: (في هذه الحجرة، حتى لأنا أعرف بالرجل منهم من أحدكم بصاحبه صوروا لي في الطين) قالوا: من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه عرض عليه أمته بأسرهم حتى رآهم وعرض عليه ما هو كائن منهم إلى يوم القيامة، والحكمة في هذا العرض تبشيره صلى الله عليه وسلم بكثرة أتباعه. (طب (1) والضياء عن حذيفة بن أسيد) رمز المصنف لصحته.
5405 -
"عَرَفَ الحق لأهله. (حم ك) عن الأسود بن سريع (صح) ".
(عَرَفَ) مبني للمعلوم فاعله ما دل عليه السياق (الحق لأهله) سببه أنه أتي إليه صلى الله عليه وسلم بأسير فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمَّد فقاله صلى الله عليه وسلم وهذا من حسن نطقه ولطافته صلى الله عليه وسلم وتمام الحديث: خلوا سبيله. (حم ك (2) عن الأسود بن سريع) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح ولكنه رد الذهبي، وقال: فيه محمَّد بن مصعب ضعفوه، وقال الهيثمي: فيه عند أحمد والطبراني محمَّد بن مصعب وثقه أحمد وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح.
5406 -
"عرفت جعفر في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيشة بالمطر. (عد) عن علي".
(عرفت جعفرا) بن عمه أبي طالب شهيد مؤتة رضي الله عنه. (في رفقة) مثلثة جماعة وكثمار تحقق بمرافقتهم. (من الملائكة يبشرون أهل بيشَة) بكسر الموحدة وسكون المثناة تحتية وفتح المعجمة واد بطريق اليمامة. (بالمطر) فيه فضيلة
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 181)(3054)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3701)، وفي الضعيفة (3861).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 435)، والحاكم (4/ 284)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3705)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 199).
لجعفر وأنه حي وأنه مع الملائكة يغدو ويروح وكأن المراد البشارة بالمطر بشر السحائب وسوق الرعود والبروق إلى أهل المحل فيستبشرون بالإغاثة. (عد (1) عن علي) سكت المصنف عليه.
5407 -
"عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرفة، ومزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحَسَّرٍ، ومنى كلها منحر". (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(عرفة) الموضع المعروف لكل عارف على اثني عشر ميلاً من مكة سميت
بذلك لأن آدم وحواء تعارفا بها، أو لقول جبريل لإبراهيم عليه السلام لما علمه
المناسك أعرفت، قال: عرفت، أو لأنها مقدسة معظمة كأنها عُرِفَتْ أي طُيِّبَتْ
قاله في القاموس (2). (كلها موقف) الواقف بأي جزء منها آت بمنسك الوقوف
الذي شرعه الله تعالى قاله صلى الله عليه وسلم دفعا لما يتوهم من أن محل الوقوف حيث وقف
ولذا قال قبله: "وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف". (وارتفعوا عن بطن عرفة) بزنة همزة هي ما بين العلمين الكبيرين من جهة عرفة. (ومزدلفة) موضع بين عرفات ومنى سميت بذلك لأنه يتقرب إلى الله تعالى فيها أو لاقتراب الناس إلى مني بعد الإفاضة أو لمجيء الناس إليها في زلف من الليل أو لأنها أرض مستوية منكوسة وهذا أقرب قاله القاموس (3). (كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحَسَّرٍ) اسم فاعل من حسر كقطع منفلا سمي به لأنه حسر فيه الفيل، محل فاصل بين مزدلفة ومنى. (ومنى كلها منحر) لدماء الحج فلا يختص به مكان دون مكان. (طب (4) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3706).
(2)
القاموس المحيط (ص 1080).
(3)
القاموس (1055).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 199)(11231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4006)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 251).
5408 -
"عرفة اليوم الذي يعرف فيه الناس. ابن منده وابن عساكر عن عبد الله بن خالد بن أسيد".
(عرفة) يطلق على الموضع ويطلق على يوم التاسع من ذي الحجة وهو المراد هنا (اليوم الذي يعرف فيه الناس) بضم حرف المضارعة وتشديد الراء أي يقفون فيه بعرفه، قال السبكي: والمراد واتفقوا فيه على ذلك لأن المسلمين لا يتفقون على ضلال وإجماعهم حجة حتى لو غم الهلال وأكمل الناس لفقده وقفوا في تاسع الحجة بظنهم وعيدوا في غد ثم بان أنهم وقفوا في العاشر فوقوفهم صحيح وكذا إذا أكملوا رمضان بثلاثين فأفطروا من الغد ثم بان أنه يأتي شوال كان فطرهم يوم أفطروا فهذا معنى الحديث انتهى.
قلت: [3/ 71] وقدمنا غير هذا المعنى في الحديث في حرف الصاد المهملة. (ابن منده وابن عساكر (1) عن عبد الله بن خالد بن أسيد) سكت عليه المصنف.
5409 -
"عريشاً كعريش موسى، ثمام وخشيبات، والأمر أعجل من ذلك. المخلصي في فوائده وابن النجار عن أبي الدرداء".
(عريشاً) نصب بفعل محذوف تقديره اجعلوه أي المسجد ضمها به قال ذلك عند عمارة مسجده (كعرش موسى)، أي اجعلوه وتقدم أنه ما يستظل به ويدفع الحر والبرد بأنه قال ذلك عند عمارة مسجده و (ثمام) بمثلثة كغراب نبت ضعيف قصير يستر به خصاص البيوت. (وخشيبات) جمع خشيبة مصغر. (والأمر) كناية عن حضور الموت. (أعجل من ذلك) أي إشادة البنيان. (المخلصي في فوائده وابن النجار (2) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف.
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 176)، والدارقطني (33)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3707).
(2)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5135)، والديلمي في الفردوس (4136)، وحسنه الألباني في =
5410 -
"عزمة على أمتي لا يتكلمون في القدر. (خط) عن ابن عمر".
(عزمة) نصب على أنه مفعول مطلق حذف فعله جواز أي عزمت عزمة وهو للتأكيد (على أمتي) عزم عليه أراد فعله وقطع عليه (لا يتكلمون في القدر) تقدم تحقيق المراد بالقدر في الجزء الأول باستيفائه. (خط (1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن خالد البصري، قال الذهبي: قال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه أيضاً محمَّد بن الحسين الدوري قال الذهبي: اتهم بالوضع وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح.
5411 -
"عزمة على أمتي لا يتكلمون في القدر، ولا يتكلمون في القدر إلا شرار أمتي في آخر الزمان. (عد) عن أبي هريرة".
(عزمة) مثل ما قبله (على أمتي أن لا يتكلموا في القدر) فإنه لا يأتي خوضهم فيه إلا بالشر (ولا يتكلم في القدر إلا شرار أمتي) لأنهم مخالفون هذه العزمة ويفتحون على أنفسهم كل شر (في آخر الزمان) لأنه زمان شرار الأمة. (عد (2) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه أبو المهزم ليس بشيء.
5412 -
"عزيز على الله تعالى أن يأخذ كريمتي عبد مسلم ثم يدخله النار. (حم طب) عن عائشة بنت قدامة (ح) ".
(عزيز على الله) عز علي أن يفعل كذا حق في القاموس وفي النهاية (3): عزيز علي أن أراك بحال سيئة أي اشتد وشق أي حق على الله. (أن يأخذ كريمتي عبد مسلم) الكريمة كل جارحة شريفة والمراد هنا العينان أي يذهب بصره، (ثم
= صحيح الجامع (4007).
(1)
أخرجه الخطيب في تاريخه (2/ 189)، والعلل المتناهية (1/ 154)، وانظر الجرح والتعديل (2/ 242).
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 312)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (226).
(3)
القاموس (1/ 1744)، والنهاية (3/ 456).
يدخله النار) فإنه تعالى حق عليه ألا يفعل ذلك إن صبر عبده وفيه فضيلة للضرير واضحة. (حم طب (1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عثمان الخطابي ضعفه أبو حاتم وغيره.
5413 -
"عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله، أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها فلا تفعلوا؛ فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون. (طب) عن أسماء بنت يزيد (ح) ".
(عسى) فعل للترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه وهو المراد هنا. (رجل) لم يقل أحدكم بإضافته إلى المسلمين لأنه في هذا الحال ينبغي ألا يكون منهم. (يحدث الناس بما يكون بينه وبين أهله) من أمر الجماع وتفاصيله لا ذكره جملة فإنه قد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "هل منكم من قارف الليلة" أو نحو هذا اللفظ. (أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها) من ذلك وأما ذكر القبلة فجائز فقد قالت عائشة رضي الله عنها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبّل بعض نسائه وهو صائم ومرادها نفسها، ويحتمل أنه ما جاز هذا إلا أنه تشريع وإبانة حكم. (فلا تفعلوا) أيها الرجال والنساء، (فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها) أي جامعها، (والناس ينظرون) إليهما فجعله مثل شيطان بغى بشيطانة لأن قوله لقي بدل على أنه وجدها ولا سبب بينهما، وجعل الجماع في أعلى الطريق؛ لأنه لا يخفى على أحد، وقال ينظرون ولم يقل جلوس أو نحوه زيادة في تهجين ما أتياه من الإخبار بما بينهما. (طب (2) عن أسماء بنت يزيد بن السكن) صحابية رمز المصنف لحسنه.
(1) أخرجه أحمد (6/ 365)، والطبراني في الكبير (24/ 343)(856)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3710)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 308).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 162)(414)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4008)، وانظر المجمع (4/ 294).
5414 -
"عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. (حم م 4) عن عائشة (صح) ".
(عشر من الفطرة) أي من سنة الأنبياء والمذكور هنا تسع فقال بعض: من للتبعيض، وفيه وهم ظاهر فإنه يلزم أن المراد عشر بعض الفطرة، ومع كونه وهما فهو غير رافع الإشكال فهي لابتداء الغاية أو للبيان وأما كون المذكور تسعا فلعله سهو من الراوي، أو أنه صلى الله عليه وسلم أعلمهم أن عشراً من الفطرة وعد لهم بعضها وأحال البعض على ما يعرفونه من غير هذا، أو المراد عشر خصال أو صفات أو سنن من سنن الأنبياء، (قص الشارب) هو وما بعده بدل من عشر أو خبر مبتدأ محذوف، وتقدم تحقيق المراد وأنه إحفاؤه والتعبير بالقص لأنَّه الغالب إلا فإنه لو أزيل بالحلق ونحوه لأصاب السنة، (وإعفاء اللحية) أي إبقاؤها بلا قص من باب حتى عفو، إلا لحية الأنثى فتزال. (والسواك) [3/ 72] أي الاستياك. (واستنشاق الماء) أي استصعاده إلى الأنف عند الوضوء والاستنثار: دفعه منها وقد يعبر بالأول عنهما فكأنه المراد هنا. (وقص الأظفار) كما سبق وقد ألف المصنف السيوطي كتابين لطاف في قص الأظفار. (وغسل البراجم) بفتح الموحدة وكسر الجيم: جمع برجمة بضمهما وهي العقدة التي تكون في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ ونبه بها على ما عداها مما اجتمع فيه الوسخ من أنف وأذن، والمراد عند الوضوء وغيره، (ونتف الإبط) أي شعره. (وحلق العانة) الشعر حول ذكر الرجل وفرج المرأة، (وانتقاص الماء) بقاف وصاد مهملة على الأكثر كناية عن الاستنجاء بالماء، لأن انتقاص الماء المطهر لازم له، لا يخفى بعد إرادته صلى الله عليه وسلم لهذا المعنى بهذا اللفظ وما هو إلا كالتعمية والألغاز، فالأقرب أنه بالفاء والمعجمة: يراد به الاستنجاء أو يراد المعنى الثاني من معنييه بالقاف والله أعلم، وقيل: المراد انتقاص البول بالماء لأنه إذا غسل
الذكر بعد بوله انقطع البول؛ لأن في الماء خاصية قطع البول وهذا أقرب من الأول، فالمصدر على الأول مضاف إلى الفاعل وعلى الثاني إلى المفعول، وعليه فالمراد بالماء البول وروي بالفاء: وهو نضح الماء على ما دخله الإزار بعد الطهر دفعا للوسواس، قال النووي: والصواب الأول، والعاشرة التي لم تذكر هي "الختان".
فائدة: قيل: يتعلق بهذه الخصال أمور دينية ودنيوية تدرك بالتتبع منها تحسين الهيئة وتنظيف البدن جملة وتفصيلا والاحتياط للطهارة والإحسان إلى المخالط بكف ما يتأذى بريحه، ومخالفة شأن الكفار من المجوس واليهود والنصارى، وامتثال الشرع والمحافظة على ما أشار إليه قوله تعالى {فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: 64] فكأنه قال: حسنت صوركم فلا تشوهوها مما يقبحها، والمحافظة عليها محافظة على المروءة لأن الإنسان إذا كان حسن الهيئة انبسطت إليه النفوس فقبل قوله وحمد رأيه. (حم م 4 (1) عن عائشة) رواه مسلم من حديث زكريا بن أبي زائدة عن مصعب ثم قال: قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة وقد تكون المضمضة انتهى، قال عياض: لعلها الختان المذكور مع الخمس، قال النووي (2): هو أولى، قال: قال النسائي وفي الحديث علة عندهم الجميع وهو مصعب بن شيبة، قال أحمد: له مناكير، وأبو حاتم والدارقطني: ليس بالقوي لكن لروايته شاهد صحيح.
5415 -
"عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم بعضا، ورميهم بالجلاهق والخذف، ولعبهم بالحمام،
(1) أخرجه أحمد (6/ 137)، ومسلم (88)، وأبو داود (53)، والترمذي (2757)، والنسائي (8/ 126)، وابن ماجة (293).
(2)
شرح مسلم (3/ 150).
وضرب الدفوف، وشرب الخمور، وقص اللحية، وطول الشارب والصفير، والتصفيق، ولباس الحرير، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهن بعضاً. ابن عساكر عن الحسن مرسلاً" (ض).
(عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا) لا بغيرها والمراد أنها سبب بعثة لوط لهم يدعوهم إلى تركها فكذبوا وقالوا: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} [الشعراء: 167] فأهلكوا بتكذيبه وعدم الإيمان به، وتلك الخصال هي سبب السبب لأن تكذيب الرسول أعظم من ارتكاب تلك الأمور فالعقوبة عليه أقدم عنده تعالى، (وتزيدها أمتي نحلة (1)) بالنون والحاء المهملة: أي عطية أي خلة يعطيها هذه العشر كما ينحل الرجل الرجل مالاً، هكذا ضبط في النسخ الصحيحة، والشارح فسرها بخصلة بناءا على أنها بالمعجمة والباء الموحدة عطف على محذوف: أي تفعلها أمتي وتزيدها بخصلة من خصال السوء يأتي بيانها، (إتيان الرجال بعضهم بعضاً) فإنها معصية ما سبقهم بها أحد، قال تعالى حاكيا عن قوم لوط:{مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 28]، فعليهم وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. (ورميهم) أي تراميهم، (بالجلاهق) بضم الجيم كعلابط البندق الذي يرمى به وأصله بالفارسية جلة كما في القاموس (2)، (والخذف) بالمعجمتين والفاء رمتك بحصاة أو نواة أو نحوها تأخذها بين سبابتيك يخذف بها، وتقدم النهي عنها: "إياكم والخذف فإنها تكسر السن وتفقأ العين
…
" الحديث. في الهمزة، (ولعبهم بالحمام) كسحاب، طائر قوي لا يألف البيوت معروف أو كل ذي طوق واللعب بها هو السباق بها الذي رواه فيه ابن أبي مريم الحديث الكذب بين يدي المنصور، (وضرب الدفوف)
(1) أثبتناها طبقا لضبط الشارح.
(2)
انظر القاموس المحيط (3/ 218)، والجلة: كبة غزل والكثير جلها وبها سمي الحائك.
كأن المراد في غير أعراس وإلا فقد رخص فيها له وكذلك للقادم كما مر صلى الله عليه وسلم من نذرت أن تضرب بين يديه إذا قدم أن تفي بنذرها. (وشرب الخمور، وقص اللحية) أي استئصالها كما يفعله عبيد الأتراك وغيرهم. (وطول الشارب) بعدم الأخذ منه، (والصفير) بالصاد مهملة ويقال بالسين: التصويت [3/ 73] بالفم والشفتين، (والتصفيق) ضرب صفحة الكف على صفحة الأخرى وذلك عند الغناء ونحوه لا مطلق التصفيق فقد أمرت به النساء للفتح على الإمام وكذلك لتنبيه الإنسان على آخر، (ولباس الحرير) واعلم أنه يحتمل أن الإهلاك وقع بالمجموع من حيث هو وإن كان في إفراده ما ليس بمحرم مثل الدف والصفير ويحتمل أن الكل محرم وأنه وقع الترخيص في التدفيف فيما سلف لهذه الأمة، (وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهن بعضاً) وذلك كالربا في حقهن وقد استشكل هذا بخبر البيهقي (1) وغيره: "إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال"، وقد توفق بينهما بأن المراد أنه يكثر في هذه الأمة. (ابن عساكر (2) عن الحسن البصري مرسلاً) رمز المصنف لضعفه.
5416 -
"عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة. (حم د هـ) والضياء عن سعيد بن زيد (صح) ".
(عشرة في الجنة) أي محكوم بها لهم في دار الدنيا (النبي في الجنة) اللام للعهد الخارجي والمراد محمَّد صلى الله عليه وسلم (وأبو بكر في الجنة) تقدم سرد العشرة ما
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (5460).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 322)، والديلمى في الفردوس (4081)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3711)، والضعيفة (1233): موضوع.
عداه صلى الله عليه وسلم في حرف الهمزة بلفظ: "أبو بكر في الجنة
…
" إلى آخر ما هنا إلا أنه لم يذكر هنالك نفسه وذكر العاشر أبا عبيدة بن الجراح وهنا ذكر نفسه ولم يذكر أبا عبيدة ولم يذكر سعد بن أبي وقاص وذكر سعد بن مالك، (وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة) هكذا في نسخ الجامع والذي في حديث العشرة المتقدم وغيره سعد بن أبي وقاص وكذلك عده من ألف في فضائل العشرة كابن الأمير في الجامع فإنه أفردهم بالذكر وأما سعد بن مالك فهو صحابي جليل، قال ابن الأثير (1): كان من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء وأثنى عليه كثيرا ولم يعده من العشرة ولا منافاة فهذه شهادة له خاصة وإنما ذكرت هذا لئلا يظن الناظر أن هؤلاء هم العشرة المشهورون ويحتمل أنه أراد سعد بن مالك سعد بن أبي وقاص لأن اسم أبي وقاص مالك فيكون قد ذكره باسمه دون كنيته إلا أنه يبعده اشتهاره بالكنية دون الاسم وإن كان يقربه كونه أحد العشرة الذين تكررت الشهادة لهم والشارح لم يتكلم هنا بثبت شغله، (وسعيد بن زيد) ابن عمرو بن نفيل القرشي العدوي في الجنة كرر الإخبار عن كل فرد بأنه في الجنة ولم يكتف بالإخبار عن الجميع بلفظ واحد تنصيصاً على أن كل فرد محكوم له بالجنة وزيادة في بيان شرفهم رضي الله عنهم قال بعضهم والتفسير بالجنة لا يلزم منه الأمن من البعد عن كمال القرب إنما اللازم الأمن من النار على أن الوعد لا يمنع الحيرة والدهشة والخوف ولهذا كانوا باكين خاشعين خائفين من سوء العاقبة ومن عذاب الآخرة، إن قيل: قد ثبت عند مسلم من حديث سعد: "ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحي إنه من أهل الجنة
(1) أسد الغابة (1/ 438).
إلا لعبد الله بن سلام" (1) قيل: لا منافاة؛ لأنه يحتمل أنه لم يسمع تبشير العشرة وسمعه غيره أو أنه أخبر بذلك قبل علمه بهذا ثم اعلم أن مفهوم العدد غير مراد فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم شهد لجماعة بالجنة كالحسنين وأمهما وجدتهما وعبد الله بن سلام وغيرهم. (حم د هـ والضياء (2) عن سعيد بن زيد) رمز المصنف لصحته.
5417 -
"عشرة أبيات بالحجاز أبقى من عشرين بيتاً بالشام. (طب) عن معاوية (ض) ".
(عشرة أبيات في الحجاز أبقى) بالموحدة والقاف من البقاء أي أكثرها بقاءً. (من عشرين بيتاً بالشام) كأنَّ المراد أن أهل الشام يسرع إليهم الفناء بالطاعون ونحوه بخلاف أهل الحجاز والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم. (طب (3) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه.
5418 -
"عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم. (حم ن) والضياء عن ثوبان (صح) ".
(عصابتان) بتثنية عصابة وهي الجماعة من عشرة إلى أربعين. (من أمتي أحرزهما الله) بالمهملة فراء فزاي من الإحراز وهو الحفظ من النار. (عصابة تغزو الهند) جهاداً لمن به من الكفرة سواء ظفرت أم لا. (وعصابة تكون مع عيسى بن مريم) ولعله أريد بالعصابة مطلق الكثرة إن كانت لا تطلق على أكثر من أربعين فإنه معلوم أن غزو الهند لا يقوم به أربعون ومن يجاهد مع عيسى
(1) أخرجه البخاري (3601).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 188)، والترمذي (3748)، وابن ماجة (133)، والضياء في المختارة (1089)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4010).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 395)(930)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3712)، والضعيفة (3865).
- عليه السلام كذلك. (حم ن والضياء (1) عن ثوبان) رمز المصنف لصحته ولكن [3/ 74] فيه الجراح بن مليح قال الذهبي في الضعفاء (2): ليس بشيء. وقد قال الطبراني: لا يروى عن ثوبان إلا من طريقه.
5419 -
"عظم الأجر عند عظم المصيبة، وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم. المحاملي في أماليه عن أبي أيوب".
(عظم الأجر) بكسر المهملة أي كثرته على الصبر. (عند عظم المصيبة) لأنه كلما عظم موقعها في القلب كان الصبر عليها أشد فالأجر أكثر ويحتمل أن المراد الأجر على نفس المصيبة وإن لم يقابل بالصبر، والتفرقة بين سبب الأجر والعوض اصطلاح كلامي. (وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم) أي بالشر وإن كان إعطاء الخير قد يكون ابتلاء أيضاً إلا أنه غير مراد هنا وتمام الحديث:"فمن رضي فله الرضا ومن جزع فله الجزع" أي من رضي فله أجر الرضا ومن جزع فعليه وزر جزعه، وفيه دليل لما ذكرناه من أن الأجر على الصبر. (المحاملي)(3) بفتح الأولى من الميمين وكسر الثانية نسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس في السفر وهو القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي كان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف (4)، (في أماليه عن أبي أيوب) سكت عليه المصنف.
5420 -
"عفو الله أكبر من ذنوبك. (فر) عن عائشة".
(عفو الله أكبر) بالموحدة بضبط المصنف. (من ذنوبك) بكسر الكاف بضبطه
(1) أخرجه أحمد (5/ 278)، والنسائي (6/ 42)، والطبراني في الأوسط (6741)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4012)، والصحيحة (1934).
(2)
انظر المغني (1/ 128).
(3)
أخرجه المحاملي كما في الكنز (6638)، وانظر فيض القدير (4/ 317)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4013).
(4)
انظر: ترجمته في سير أعلام النبلاء (15/ 259) رقم (110).
أيضاً خطاباً لعائشة رضي الله عنها والكبير يتلاشى عنده الصغير فهو الذي يغفر الذنوب جميعاً. (فر (1) عن عائشة) ورواه الطبراني في الأوسط وعنه تلقاه الديلمي فلو نسبه إلى أصله كان أولى قال الهيثمي: فيه نوح بن ذكوان ضعيف.
5421 -
"عفو الملوك أبقى للملك. الرافعي عن علي".
(عفو الملوك) عن رعاياهم ومن عاداهم وأساء إليهم. (أبقى للملك) وأدوم لثباته لأن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها ومن أعظم الإحسان العفو عن الإساءة. (الرافعي (2) عن علي) اسم الرافعي عبد الكريم (3).
5422 -
"عفوت لكم عن صدقة الجبهة، والكسعة والنخة. (هق) عن أبي هريرة (ض) ".
(عفوت لكم عن صدقة الجبهة) هي الخيل سميت به لأنها خيار البهائم كما يقال وجه القوم وجبهتهم لسيدهم. (والكسعة) بضم الكاف وسكون المهملة الحمير والبقر العوامل والرقيق لأنها تكسع بالعصا إذا سيقت قاله القاموس (4). (والنخة) بضم النون وفتحها والخاء المعجمة مفتوحة مشددة البقر العوامل أو كل دابة استعملت وفي القاموس (5): الرقيق والبقر العوامل، فهذه الثلاثة لا زكاة فيها عفا الله عنها لطفاً بعباده. (هق (6) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال ابن حجر: سنده ضعيف، وقد اضطرب فيه راويه سليمان بن الأرقم أبو معاذ.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4854)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3716)، والضعيفة (3867).
(2)
أخرجه القزويني في التدوين (2/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3717).
(3)
انظر ترجمته في: الطبقات للسبكي (6/ 131)، وطبقات الإسنوي (1/ 570).
(4)
القاموس (1/ 980).
(5)
القاموس (1/ 334).
(6)
أخرجه البيهقي في السنن (4/ 118)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3718).
5423 -
"عفوا تعف نساؤكم. أبو القاسم بن بشران في أماليه (عد) عن ابن عباس".
(عفوا) بضم فائه عن الفاحشة ومقدماتها. (تعف نساؤكم) عنها كأنه يجعل الله عقوبة الرجل على عدم العفة عدم عفة أهله ويكون شؤما لحق أهله بسيئته أو لأنه إذا عف يوفر على قضاء حاجة أهله فأعفهم وإن لم يعف لم يقض حاجتها فاحتاجت إلى الفاحشة، فهذا من أعلام النبوة والحكايات فيه كثيرة. (أبو القاسم بن بشران في أماليه. عد (1) عن ابن عباس) سكت المصنف عنه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
5424 -
"عفو تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناءكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد علي على الحوض. (طس) عن عائشة".
(عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم) وأمهاتكم. (تبركم أبناءكم) جزاءاً وفاقاً فإن الجزاء من جنس الفعل. (ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه) فيه ندب الاعتذار إذا بلغ عن الإنسان إلى أخيه ما يوحشه عنه (فلم يقبل عذره) سواء صدق فيه أم كذب لما ورد في روايته الآتيه محقاً كان أو مبطلاً، لأنه ليس المراد من الاعتذار إلا إزالة الوحشة وقد وقع بالتنصل عما قيل (لم يرد على الحوض) الذي لم يقبل لأنه ينافي مكارم الأخلاق التي بعث صلى الله عليه وسلم ليتممها ولأنه ليس على من أذنب إلى الله تعالى إلا الاعتذار بالتوبة وأي حق آكد من حق الله تعالى. (طس (2) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه خالد بن
(1) أخرجه ابن بشران في أماليه برقم (420)، وابن عدى في الكامل (1/ 330)، وانظر الموضوعات (3/ 85).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 155، 275)، وورد =
يزيد العمري (1) وهو كذاب.
5425 -
"عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آبائكم تبركم أبنائكم، ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(عفوا عن نساء الناس) ذوات الأزواج وغيرهن وشمل العفة عن النظر وما فوقه بل عن الخطرات التي يتبعها التمني ونحوه لا الخاطر المار الذي لا يمكن دفعه وفي إضافتهن إلى الناس زيادة تنفير لأنهن قد صرن حقاً للغير لا يحسن لعاقلٍ أن يحاذيهم ما هو حق لهم. (تعف نساؤكم) ويلزمه بطريق المفهوم أنه لو لم تعفوا لم تعف نساؤكم. (وبروا آبائكم تبركم أبنائكم) أي يكن سبباً لجزائكم ببر أولادكم لكم ويلزمه أن من عق أباه عقه أولاده والأم أولى (ومن أتاه أخوه) في الإسلام. (متنصلا) بالصاد المهملة: انتفى من ذنبه واعتذر إليه. (فليقبل ذلك منه محقاً) كان في تنصله (أو مبطلاً) فيه وجوب قبول المعاذير [3/ 75] من أي ذنب:
اقبل معاذير من يأتيك مُعتذراً
…
إن بَرَّ عندك فيما قال أو فجرا (2)
(فإن لم يفعل) يقبل عذر أخيه. (لم يرد على الحوض) مع شدة حاجته إلى وروده وذلك لأنه وافاه أخوه ملتهباً من حرارة ذنبه طامعاً في تبريد مائه بفرات القبول فلم يرده الراد لعذره إلا تلهباً وظمأً فناسب أن يعاقب في يوم حاجته وظمأه إلى عدم ورود الماء الذي من شرب منه لم يظمأ أبداً: جزاءا وفاقاً.
= في الأصل: يزيد بن خالد العمي والتصحيح من المجمع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3714): موضوع.
(1)
جاء في المخطوط: فيه يزيد بن خالد القمي والصواب ما أثبتناه.
(2)
الأبيات منسوبة إلى البحتري (ت 284 هـ).
(ك (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وردَّه الذهبي فقال: فيه سويد بن قتادة: ضعيف، وقال المنذري: هو سويد بن عبد العزيز واه.
5426 -
"عقر دار الإسلام بالشام. (طب) عن سلمة بن نفيل (ح) ".
(عقر) بضم المهملة وبفتح وسكون القاف. (دار الإسلام) في النهاية (2)، أصله وموضعه (بالشام) كأنه أشار به إلى وقت الفتن أي تكون الشام يومئذ أمناً منها، وأهل الإسلام به أسلم وفيه حث على لزوم الشام عند الفتن ومعناه كثير في الأحاديث. (طب (3) عن سلمة) بفتحات ابن نفيل بنون وفاء مصغراً رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
5427 -
"عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل العمد، ولايقتل صاحبه. (د) عن ابن عمرو (صح) ".
(عقل شبه العمد) العقل: الدية من الإبل لعقلها بفناء أولياء المقتول أي شدها وكأن الأصل في الدية الإبل وشبه العمد أن يرمى إنسان بشيء ليس من عادته أن يقتل مثله وليس من غرضك قتله فيصادف قضاءً وقدراً فيقع في مقتل فيقتل كما في النهاية (4)(مغلظ) بأن يكون أثلاثاً، ثلاثون حقة، ثلاثون جزعة، وأربعون خلفة أي حاملاً كذا في شرحه وفي النهاية (5) مثله إلا أنه قال: وأربعون ما بين ثنية إلى نازل عامها كلها خلفة إلى حامل لكنها مخففة بكونها مؤجلة.
(1) أخرجه الحاكم (4/ 170)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3715): ضعيف جداً.
(2)
النهاية (3/ 529).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 53)(6359)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 40)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4014).
(4)
النهاية (2/ 1085).
(5)
النهاية (3/ 713).
(مثل عقل العمد) في التثليث، (ولا يقتل صاحبه) أي لا قصاص فيه والحديث دليل لمن أثبت شبه العمد وفيه خلاف في الفروع. (د (1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه خلاف كثير.
5428 -
"عقل المرأة مثل عقل الرجل حتى تبلغ الثلث من ديتها. (ن) عن ابن عمرو (ض) ".
(عقل المرأة) ديتها. (مثل عقل الرجل) أي ديتها مثل ديته وذلك فيما كان من أطرافها. (حتى تبلغ الثلث من ديتها) المقدرة بدية الرجل فإذا انقضت عليها جناية في طرف من أطرافها لا يجاوز ثلث الدية قدر بدية الرجل أي كان العضو التالف منها كأنه عضو رجل فإذا جاوره رجع بها إلى نصف دية الرجل وكان مالكاً يذهب إلى هذا وحده. (ن (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال الذهبي: وفيه إسماعيل بن عياش عن ابن جريج.
5429 -
"عقل أهل الذمة نصف عقل المسلمين. (ن) عن ابن عمرو (ض) ".
(عقل أهل الذمة) أي ديتهم اللازمة لمن جنى عليهم. (نصف عقل المسلمين) إلى هذا ذهب مالك وابن عمر، وفي المسألة خلاف في الفروع. (ن (3) عن ابن عمرو) هو من حديث عمرو بن شعيب أيضاً، وقد رمز المصنف لضعفه.
5430 -
"عقوبة هذه الأمة بالسيف. (طب) عن رجل، (خط) عن عقبة بن مالك".
(عقوبة هذه الأمة) أي عذابها على ذنوبها في دنياها (بالسيف) أي القتل بأي
(1) أخرجه أبو داود (4565)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4016).
(2)
أخرجه النسائي (8/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3719).
(3)
أخرجه النسائي (8/ 45)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4015).
آلة إلا أنه خرج على الأغلب فهذا من رحمة الله بهم أن جعل لهم العقوبة في الدنيا وجعلها بالسيف لا بالخسف والمسخ وتمام الحديث: "والساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر" وفيه بيان أن هذه عقوبة بعض المعاصى أو بعض العصاة وهو المقتول والساعة موعد القاتل. (طب (1) عن رجل) من الصحابة قال الديلمي: أظنه عبد الله بن يزيد الخطمي، (خط عن عقبة بن مالك) هما اثنان ليثي، وجهني فكان يحسن تمييزه وإن كان الكل صحابة. قال الهيثمي: رجال الطبراني رجال الصحيح انتهى، والمصنف سكت عليه.
5431 -
"علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبداً. ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن بكر بن خنيس مرسلاً".
(علامة أبدال أمتي) تقدم وجه التسمية وتحقيقهم في آخر حرف الهمزة في المحلى باللام منه (أنهم لا يلعنون شيئا أبداً) لأن المؤمن لا يكون لعاناً ولأن اللعن الطرد من رحمة الله وهم يقربون إلى رحمة الله لا يبعدون عنها وفيه أنه لا يحمد لعن شيء من الأشياء ولو كافرًا فإنه لو كان يحمد لما تركه عباد الله الصالحون. (ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء (2) عن بكر بن خنيس) بالمعجمة فنون فمهملة مصغراً تابعي زاهد عابد (مرسلاً، قال في التقريب (3): صدوق له أغاليط كثيرة.
5432 -
"علامة حب الله تعالى حب ذكر الله، وعلامة بغض الله بغض ذكر الله عز وجل. (هب) عن أنس".
(علامة حب الله) أي حب العبد لربه وهو مضاف إلى مفعوله أو حب الله عبده فإلي فاعله فإن الله إذا أحب عبده ملأ قلبه ولسانه من ذكره. (حب ذكر الله)
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 317)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4017)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 225).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء (59)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3720): موضوع.
(3)
التقريب (1/ 26).
حب العبد ذكر مولاه فإن من أحب شيئا ولع بذكره ولهج قلبه ولسانه به. (وعلامة بغض الله) فيه احتمالان. (بغض ذكر الله عز وجل لأن من أبغض شيئا أبغض لفظه وكل [3/ 76] ما يتعلق به ولذا قيل:
وإذ كرهت بنا كرهت حديثه
…
وإذا سمعت غناه لم أطرب
والحديث إعلام لنا بعلامة من يحب الله فيلزمنا محبته وموالاته وعلامة من يبغضه فيلزمنا بغضه ومعاداته اللهم إنا نسألك حبك والولوع بذكرك ونعوذ بك من بغضك ونسألك رضاك. (هب (1) عن أنس) سكت عليه المصنف ورواه عنه الحاكم والديلمى.
5433 -
"على الخمسين جعة. (قط) عن أبي أمامة (ض) ".
(على الخمسين) من الرجال المكلفين (جعة) أي صلاة جمعة ومفهوم عدده أنه لا جمعة على غيرهم من عدد أقل ولا أكثر إلا أن الحديث سيق لبيان أقل من يجب عليهم الجمعة فليس مفهوم الأكثر ملاحظا والعمل بهذا الحديث رواه مذهبا لعمر بن عبد العزيز وقولا لابن حنبل ابن حزم في المحلى وفي عدد من يجب عليه الجمعة أربعة عشر قولا سردها السرخسي في شرح هداية الحنفية ولا يخفى أن مفهوم العدد مطرح عند عامة الأصوليين إلا أن تمام الحديث عند مخرجه: "ليس فيما دون ذلك جمعة" وما كان للمصنف حذفه وفيه نفي مفهوم الأكثر وبيان أنه سيق لمعرفة مقدار أقل من يجب عليه الجمعة. (خط (2)(3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه لأنه تعقبه مخرجه بأن جعفر بن الزبير أحد
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (409)، والديلمي في الفردوس (4141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3721).
(2)
هكذا جاء في المخطوط.
(3)
أخرجه الدارقطني (2/ 4)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 176)، وانظر: البدر المنير (4/ 597)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3732): موضوع.
رجاله متروك، قال ابن القطان (1): تضعيف الحديث بجعفر ظلم إذ من فوقه ومن تحته أضعف. 5434 - "على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السماوات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} فإنه يقول: أميم آمين". (خط) عن ابن عباس (هب) عنه موقوفاً (ض) ".
(على الركن اليماني) المعروف في بيت الله العتيق. (ملك موكل) بالتأمين على دعاء العباد عنده. (به منذ خلق الله السماوات والأرض، فإذا مررتم به) عند الطواف أو مطلقاً، (فقولوا:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} ) صحة وكفافاً وتوفيقاً إلى الخير، ({وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً}) ما يطلبه من الثواب، وعن علي رضي الله عنه الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء. ({وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}) وعنه رضي الله عنه عذاب النار مرآة السوء. (فإنه يقول "آمين") أي استجب يا ربنا وفيه الحث على الدعاء المذكور في ذلك المحل اغتناما لتأمين الملك، وهل يؤمن الملك على غير هذا الدعاء؟ الظاهر ذلك وإنما خص صلى الله عليه وسلم هذا لأنه جامع لخير الدنيا والآخرة يطلب الخير فيهما والاستعاذة من أعظم الشر. (خط (2) عن ابن عباس. هب عنه موقوفاً) رمز المصنف لضعفه.
5435 -
"على النساء ما على الرجال، إلا الجمعة، والجنائز، والجهاد. (عب) عن الحسن مرسلا".
(على النساء) من الفرائض. (ما على الرجال، إلا الجمعة) صلاتها. (والجنائز) تشيعها ودفنها وصلاتها فإن لم يوجد رجل لزم المرأة. (والجهاد)
(1) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ 46).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 226)، والبيهقي في الشعب (4046)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3733): ضعيف جداً.
بالسيف لا باللسان والجنان ولها الدفاع عن النفس، وهل يجب عليها فيه بحث. (عب (1) عن الحسن مرسلاً) سكت عليه المصنف.
5436 -
"على الوالي خمس خصال: جمع الفيء من حقه، ووضعه في حقه، وأن يستعين على أمورهم بخير من يعلم، ولا يجمرهم فيهلكهم، ولا يؤخر أمر يوم لغد". (عق) عن واثلة (ض) ".
(على الوالي) اسم فاعل من ولي الأمر تقلده والمراد به الإمام الأعظم. (خمس خصال: جمع الفيء) في النهاية (2): هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (من حقه) من موضعه الذي هو فيه حق. (ووضعه في حقه) أي مستحقه الذي بينته الآية {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ
…
} إلى آخرها [الحشر: 6]، وقد اختلف فيه فقيل: سدس لظاهر الآية ويصرف سهم الله في عمارة الكعبة وسائر المساجد وقيل بخمس لأن ذكر الله لمجرد التبرك والتعظيم ويصرف سهم الرسول الآن في الإمام والثغور وسائر المصالح وقيل غير ذلك والكلام مستوفى في محله، (وأن يستعين في أمورهم) أي أمور الرعية المدلول عليها بالسياق. (بخير من يعلم) فلا يحل له أن يولي من يعلم أن غيره خير منه، (ولا يجمرهم) بضم حرف المضارعة والجيم المخففه والميم المكسورة والراء جمع الجيش في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم (فيهلكهم) بالنصب لحصول شرطي نصب الفاء، (لا يؤخر أمر يوم لغد) أي لا يؤخر الأمور الفورية خشية الفوات والفساد وهذه الخصال هي أمهات ما يجب عليه لرعيته ووراء ذلك واجبات عديدة لازمة له. (عق (3) عن واثلة) رمز
(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9675)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3735): موضوع.
(2)
النهاية (3/ 953).
(3)
أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 190)، وانظر ميزان الاعتدال (2/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3736).
المصنف لضعفه؛ لأن فيه جعفر بن مرزوق المدائني قال في الميزان: عن العقيلي أحاديثه مناكير لا يتابع على شيء منها ثم ساق هذا الخبر. وكان على المصنف أن يذكر أن مخرجه أعلّه وإن كان هذا ليس من قاعدته في هذا الجامع وكأنه يكتفي بالرمز.
5437 -
"على اليد ما أخذت حتى تؤديه. (حم 4 ك) عن سمرة (صح) ".
(على اليد) التعريف للجنس (ما أخذت) من مال الغير بغصب أو غيره. (حتى تؤديه) ترده من غير نقص عين ولا صفة، قال الطيبي: ما موصولة مبتدأ، وعلى اليد خبره والرابط محذوف أي ما أخذته اليد ضمان على صاحبها [3/ 77] والإسناد إلى اليد على المبالغة لأنها هي المتصرفة وأخذ به المالكية فضمنوا الإجزاء مطلقاً. (حم 4 ك (1) عن سمرة) كلهم من حديث الحسن عنه، وفي سماع الحسن منه خلاف وزاد فيه أكثرهم: ثم نسي الحسن فقال هو أمين ولا ضمان عليه، قال الترمذي: حديث حسن، والمصنف رمز لصحته.
5438 -
"على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال. ملك (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ".
(على أنقاب المدينة) بالنون جمع نقب بالسكون مداخلها وفوهات طرقها (ملائكة) موكلون، (لا يدخلها الطاعون) تقدم بيانه، قال الطيبي: جملة لا يدخلها مستأنفة بيان لموجب استقرار الملائكة على الأنقاب وعن عدم دخول الطاعون، من خصائص المدينة وهو لازم لدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم فلم ينقل أنها دخلها الطاعون، وذكر النووي (2) في الأذكار: أن الطاعون لم يدخل المدينة ولا
(1) أخرجه أحمد (5/ 8)، وأبو داود (3561)، والنسائي في الكبرى (5783)، والترمذي (1266)، وابن ماجة (2400)، والحاكم (2/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3737).
(2)
الأذكار (ص 354).
مكة أصلاً، لكن ذكر جمع أن الطاعون العام دخل مكة أما المدينة فلم يذكر أنه دخلها وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم فإن الأطباء عجزوا عن دفع الطاعون عن بلد بل عن قرية وقد امتنع عن المدينة هذه الأعصار المتطاولة فإن قيل: كيف لا يدخل الطاعون المدينة مع أنه شهادة وأجيب بأن المراد بكونه شهادة أن ذلك يترتب عليه وينشأ عنه وكونه وخزًا من الجن يحسن مدح المدينة بعدم دخوله إليها. (ولا الدجال) فإنه لا يدخلها بل يمنع عنها فإنه ينزل بالسبخة محل قريب من المدينة فترجف المدينة بأهلها أي يحركهم ويزلزلهم فيخرج منها من كان في قلبه مرض. (مالك حم ق (1) عن أبي هريرة) ورواه عنه النسائي أيضاً.
5439 -
"على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب وفي كل أضحى شاة. (طب) عن مخنف بن سليم".
(على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب) قال البيهقي: الأمر فيه للندب؛ لأنه جمع بين الضحية، والعتيرة غير واجبة إجماعاً وهي ما يذبح في رجب.
قلت: دلالة الاقتران غير ناهضة كما علم في محله. (وفي كل أضحى شاة) قال البغوي: هذا ضعيف أو منسوخ وبفرض صحته فلا حجية لمن قال بوجوب الضحية كأبي حنيفة؛ لأن الصيغة غير صريحة في الوجوب المطلق كأنه يريد إن غلى يرد في غير الوجوب. (طب (2) عن مخنف) بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح النون (ابن سليم) قال ابن عبد البر (3): لا أحفظ له غير هذا الحديث، وقال الترمذي: غريب ضعيف، وقال الخطابي: فيه أبو رملة مجهول،
(1) أخرجه أحمد (2/ 237)، والبخاري (1867) ومسلم (1379)، والنسائي في الكبرى (7526).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 311)(740)، والبيهقي في السنن (9/ 312)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4029).
(3)
انظر: الاستيعاب (1/ 461).
وقد رواه أحمد والأربعة إلا النسائي عن مخنف أيضاً، "على أهل كل بيت في كل عام أضحية وعتيرة" (1) قال ابن حجر (2): سنده قوي.
5440 -
"على ذروة كل بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب، فإنما يحمل الله تعالى"(ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(على ذروة) ذروة الشيء بالضم والكسر أعلاه. (كل بعير) الجمل النازل، والجذع، وقد يكون للأنثى والظاهر هنا أنه لهما (شيطان) ظاهره حقيقة ويحتمل أن المراد فيها صفة شيطانية من الشمس والشرود. (فامتهنوهن) امتهنه استعمله للمهنة وهي الخدمة والمراد ذللوهن (بالركوب) المقرون بذكر الله لينفروا عنها الشياطين، (فإنما يحمل الله تعالى) تعليل بمطوي كأنه قيل: واذكروا اسم الله عند ركوبها فإنه الذي يحمل وإلا فلا يمكنكم مزاحمة الشياطين كما يدل له ما يأتي. (ك (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
5441 -
"على ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسموا الله، ثم لا تقصروا عن حاجاتكم. (حم ن حب ك) عن حمزة بن عمرو الأسلمي (صح) ".
(على ظهر كل بعير شيطان) لأنها مخلوقة من الشياطين كما سلف فهي آية جيء بها للمناسبة بينهما في أصل الخلقة، (فإذا ركبتموها فسموا الله) كما علمكم رسوله أي لا تتركوا بعضها تقصيراً منكم لأجل أن على ظهر البعير شيطاناً خشية من شره. (ثم لا تقصروا عن حاجاتكم). (حم ن حب ك (4) عن
(1) أخرجه أحمد (5/ 76)، وأبو داود (2788)، والترمذي (1518)، وابن ماجة (3125).
(2)
انظر: فتح الباري (10/ 4) و (9/ 597).
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 602)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4030).
(4)
أخرجه أحمد (3/ 494)، والنسائي (6/ 130) وفي الكبرى (1338)، وابن حبان (4/ 602)، والحاكم (1/ 602)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4031).
حمزة بن عمرو الأسلمي) رمز المصنف لصحته.
5442 -
"على كل بطن عقولة. (حم م) عن جابر"(صح).
(على كل بطن عقولة) بضم العين والقاف في النهاية (1): البطن ما دون القبيلة وفوق الفخذ أي كتب عليهم ما تغرمه العاقلة فهي ما على كل قوم، وقال غيره معناه أن على الفخذ من القبيلة حصته من الدية لدخوله في كونه عاقلة أي شرطه، قال في الفردوس: قيل أراد به الجنين إذا قتله البطن. (حم م (2) عن جابر) وفي الباب غيره في معناه.
5443 -
"على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة، ويجزئ عن ذلك كله ركعتا الضحى. (طس) عن ابن عباس".
(على كل سلامي) بضم السين وتخفيف اللام وهو العضو وقيل: هي عظام الأصابع وقيل المفاصل وقيل الأنامل. قال البيضاوي: والمراد هنا العظام كلها (من ابن آدم في كل يوم صدقة) شكراً لما أصبح عليه من السلامة والعافية. (ويجزي من ذلك) قال النووي (3): بفتح أوله وضمه، (ركعتا الضحى) لأن الصلاة عمل لكل عضو من أعضاء البدن وهذه حكمة مجهولة في اختصاص ركعتي الضحى بذلك، وقيل: هي من بعد الطلوع إلى الزوال وهذا حث على [3/ 77] الضحى بليغ؛ لأنه أجزى عن الواجب عن جميع أعضاء البدن. (طس (4) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه من لم أجد ترجمته.
(1) النهاية (1/ 650).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 321)، ومسلم (1507)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4033).
(3)
الأذكار (ص 758).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4449)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 237)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4035).
5444 -
"على كل محتلم رواح الجمعة، وعلى كل من راح الجمعة الغسل. (د) عن حفصة".
(على كل محتلم) أي مكلف لا محتلم بالفعل والمراد من غير المعذورين كالعبد والمسافر، (رواح الجمعة) الرواح إليها والقصد لها وهو دليل وجوبها عيناً وهو مذهب أكثر الأئمة، (وعلى كل من راح الجمعة الغسل) لها فيه وجوبه وأنه يختص بمن يروح إليها ويحضرها لا بغيره، فالغسل للصلاة لا للنوم وتقدم الكلام في معناه مراراً. (د (1) عن حفصة) سكت عليه المصنف وقد قيل أن إسناده صالح.
5445 -
"على كل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم، وهو يوم الجمعة. (حم ن حب) عن جابر (صح) ".
(على كل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم وهو يوم الجمعة) سلف معناه والكلام في صرفه عن الوجوب وأنه صرفه عنه حديث "فبها ونعمت" ويأتي أنه لا يقاومه أن الوجوب هو الظاهر (حم ن حب (2) عن جابر) رمز المصنف لصحته.
5446 -
"على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد فيعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع فيعين ذا الحاجة الملهوف، فإن لم يفعل فيأمر بالخير، فإن لم يفعل فيمسك عن الشر، فإنه له صدقة. (حم ق ن) عن أبي موسى (صح) ".
(على كل مسلم صدقة) من ماله وفيه إيجاب صدقة النفل. (فإن لم يجد مالاً فيعمل بيديه) يكتسب بهما وفيه حث على الكسب. (فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع فيعين ذا الحاجة الملهوف) المستغيث في أي حاجة. (فإن لم يفعل)
(1) أخرجه أبو داود (342)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4036).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 403)، والنسائي (3/ 93)، وابن حبان (4/ 21)(1219)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4034).
لعجز وتقصير منه، (فيأمر بالخير) في لفظ بالمعروف وزاد الطيالسي: وينهى عن المنكر.
(فإن لم يفعل فيمسك عن الشر) فلا يأتي منه (فإنه) قيل كذا بخط المصنف والذي في البخاري (فإنها) قال شارحه: تأنيث الضمير باعتبار الخصلة التي هي الإمساك (صدقة).
قلت: إذ ملاحظة للخير وهو صدقة على نفسه وغيرها إذا نوى بالإمساك القربة بخلاف محض الترك كما ذكره ابن منير. وحاصله أن الشفقة على العباد والسعي في نفعهم متعين إما بمال حاصل أو ممكن التحصيل أو بغير مال إما فعل وهو الإعانة أو ترك وهو الإمساك عن الشر مع النية وفيه أن الترك فعل إذا قصد وهذا من أعظم تيسير الله لعبده أسباب الخير.
(حم ق ن (1) عن أبي موسى) من حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده وسعيد متفق على عدالته.
5447 -
"على مثل جعفر فلتبك الباكية. ابن عساكر عن أسماء بنت عميس".
(على مثل جعفر) بن أبي طالب شهيد مؤته. (فلتبك الباكية) التي من شأنها البكاء فإنه كان جامعا لخصال الخير كلها كما أسلفناه من جوده وغيره وفيه إباحة البكاء سيما على ذي الصفات الخيرية. (ابن عساكر (2) عن أسماء بنت عميس) سكت عليه المصنف.
(1) أخرجه أحمد (4/ 395)، والبخاري (1445)، ومسلم (1008) والنسائي (5/ 64)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4037).
(2)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6666)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3738)، والضعيفة (3883).
5448 -
"علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأي أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدعوا له بالبركة (ن هـ) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف (صح) ".
(علام) استفهام إنكار. (يقتل أحدكم أخاه) قاله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما نظر إلى سهل بن حنيف وهو يغتسل فرأى جسده ناعماً فأغمي عليه فتغيظ المصطفى عليه ثم ذكره. (إذا رأى أحدكم من أخيه مما يعجبه) من ماله أو بدنه أو غير ذلك. (فليدع له بالبركة) قال ابن العربي: هذا إعلام وتنبيه على أن البركة تدفع العين المضرة وقال غيره: قد أشار صلى الله عليه وسلم بقوله فليدع إلى آخره إلى الاغتسال الآتي بيانه في: "العين حق" الحديث. (ن هـ (1) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف) رمز المصنف لصحته واسم أبي أمامة أسعد وقيل سعد معدود في الصحابة، قال في التقريب (2) له رواية ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فالحديث مرسل.
5449 -
"علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية من سبعة أدواء منها ذات الجنب ويسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب (حم ق د هـ) عن أم قيس بنت محصن (صح).
(علام تدغرن) بالدال المهملة والغين معجمة والراء بزنة سأل يسأل وهو غمز الحلق والخطاب لنسوة. (أولادكن) قاله لأم قيس وقد دخلت عليه بولد لها وقد أعلقت عنه، عالجت رفع لهاته بأصبعها والدغرة معالجة حلق الولد بالأصابع فهو استفهام إنكار، (بهذا العلاق) بالعين المهملة مكسورة وهذه رواية الشيخين ولمسلم "الإعلاق"، قال القرطبي (3): وهو الصواب، وقال
(1) أخرجه النسائي في الكبرى (10036)، وابن ماجة (3509)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4020).
(2)
التقريب (1/ 619).
(3)
انظر: المفهم للقرطبي (5/ 603).
النووي (1): هو الأشهر عند أهل اللغة بل زعموا أنه الصواب وأن العلاق لا يجوز فإنه مصدر أعلقت عنه ومعناه أزالت عنه العلاق وهو الداهية والآفة في الكلام، (عليكن بهذا العود الهندي) قيل: هو القسط البحري وذلك بأنه يدق ناعماً يذاب ويُسعط به فإنه يصل إلى العذرة فينفعها لكونه حاراً يابسًا قال القرطبي (2): ظاهره أنه يستعمل مفردا لا يضاف إليه غيره. (فإن فيه سبعة أشفية) جمع شفاء كداء وأدوية، (من سبعة أدواء منها ذات الجنب) قال الترمذي: يعني السِّلّ واعترض، وقال القرطبي: وجع فيه يسمى الشُّوصه، قال الطيبي: خصه بالذكر لأنه أصعب الأدواء. (ويسعط به من العذرة) 3/ 78] بضم المهملة وسكون المعجمة وهي وجع في الحلق يهيج من الدم، وقيل: قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق يعرض للصبيان عند طلوع العذرة: وهي خمسة كواكب تحت الشعرى الغبور وتسمي العذاري فإذا وقع ذلك في الصبي عمدت المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلاً شديداً فتدخلها في أنفه فيطعن ذلك الموضع فيتفجر منه دم أسود وربما أقرحه وذلك الطعن يسمي الدغر وكانوا بعد ذلك يعلقون عليه علاقاً كالعوذة وأما السعوط بالقسط من العذرة، وقال ابن العربي: صفته هنا أن يؤخذ سبعة حبات منه تدق ثم تخلي بزيت ثم تفرغ في منخره، (ويلد به من ذات الجنب) بأن يصب الدواء في أحد شقي الفم واقتصر من السبعة على ما ذكر لأنه الموجود حينئذ أو أن الراوي هو الذي اقتصر وأرشد صلى الله عليه وسلم إلى معالجة العذرة بالفسط لكونه حاراً وهي إنما تعرض زمن الحر بالصبيان وأمزجتهم حارة وقطر الحجاز حار؛ لأن الدواء الحار ينفع في المرض الحار بالعرض كثيراً وبالذات أيضاً.
(1) شرح مسلم (14/ 201).
(2)
المفهم (5/ 603).
فائدة: قال النووى (1): اعترض من في قلبه مرض فقال: أجمع الأطباء على أن مداواة ذات الجنب بالقسط خطير جداً لفرط حرارته، قال الماوردى: وقد كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه، وقد ذكر جالينوس أن الفسط ينفع من وجع الصدر وذكر بعض حذاق الأطباء: يستعمل لجذب الخلط من باطن الندب إلى ظاهره وهذا يعطل ما زعمه المعترض الملحد، قال القرطبي (2): وليسأل من أهل الخبرة المسلمين هل يستعمل مفرداً أو مع غيره فتعقل. (حم ق د هـ (3) عن أم قيس بنت محصن) أخت عكاشة.
5450 -
"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت. (حل) عن ابن عمر".
(علقوا السوط) الذي يؤدب به المسيء. (حيث يراه أهل البيت) فيرعوون عن ملابسة الرذائل خوفاً أن ينالهم منه نائل، قال ابن الأنباري: لم يرد الضرب به لأنه لا يأمر بذلك أحداً وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم. (حل (4) عن ابن عمر) وقال: غريب من حديث عبد الله بن دينار والحسن بن صالح تفرد عنه سويد بن عمرو الكلبي.
5451 -
"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم. (عب طب) عن ابن عباس".
(علقوا السوط حيث يراه أهل البيت) فيه الإرهاب بآلة التأديب للأهل وأنه سنة، (فإنه أدب) بالتنوين اسم من أدبه (لهم) أي باعث لهم على الأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة والمزايا الكاملة وفيه أن تأدب أهل الإنسان مطلوب. (عب
(1) شرح مسلم (14/ 191).
(2)
المفهم للقرطبي (5/ 603).
(3)
أخرجه أحمد (6/ 356)، والبخاري (5713)، ومسلم (2214)، وأبو داود (3877)، وابن ماجة (3462).
(4)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4021).
طب (1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف.
5452 -
"علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه. ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ".
(علم لا يقال به) أي لا يعمل به ولا يعلم من يستحقه، (ككنز لا ينفق منه) فإثمه إثم كانز المال فإنه تعالى إنما أمر بالتعلم لنفعه المتعلم غيره فقال تعالى:{فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة: 122]، فإن إنذارهم لهم بإخبارهم بقبح الجهل وإنه سبب كل هلكة. (ابن عساكر (2) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه.
5453 -
"علم لا ينفع كنز لا ينفق منه. القضاعي عن ابن مسعود (ض) ".
(علم لا ينفع) صاحبه بالعمل به وغيره بإفاضته. (ككنز لا ينفق منه) وباله على جامعه وقد كان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم: "وأسألك علماً نافعاً"، وفيه:"أعوذ من علم لا ينفع". (القضاعي (3) عن ابن مسعود) قال شارحه العامري: غريب، رمز المصنف لضعفه.
5454 -
"علم الإسلام الصلاة فمن فرغ لها قلبه وحافظ عليها بحدها ووقتها وسننها فهو مؤمن. (خط) وابن النجار عن أبي سعيد رضي الله عنه ".
(علم) بالتحريك لعينه محققاً قال الزمخشري (4): العلم والعلامة واحد وهو ما دل على الشيء ومنه {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]، أي دلالة على مجيئها أي منار (الإسلام) وفي رواية الإيمان، (الصلاة) المفروضة يعني أن فعل الصلاة
(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9/ 447)، والطبراني في الكبير (10/ 284)(10669)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4022).
(2)
أخرجه الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 341)، وابن عبد البر في جامع العلم وفضله برقم (778)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4023).
(3)
أخرجه القضاعي (263)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4024).
(4)
الكشاف (ص 1022).
يدل على إيمان فاعلها، (فمن فرغ لها قلبه) عن الأفكار الدنيوية والأشغال الصادة عن تأمل أسرارها وإقبال القلب على الله تعالى.
(وحافظ عليها بحدها) أي ما حده الله تعالى من عددها وصفاتها، (ووقتها) الذي بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته أكمل بيان. (وسننها) ما سنه فيها من أحكامها فروضًا فيها أو مسنوناً فإن السنة الطريقة لا المعنى العرفي. (فهو مؤمن) كامل الإيمان ومن خالف ذلك فليس بمؤمن أي كامل الإيمان. (خط (1) وابن النجار عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وقد قال الخطيب عقيبه: هذا الحديث غريب جداً انتهى، وذلك؛ لأن فيه أبو عيسى القتات (2) ومحمد بن جعفر (3) ضعيفان.
5455 -
"علم الباطن سر من أسرار الله وحكم من حكم الله يقذفه في قلوب من يشاء من عباده. (فر) عن علي (ض) ".
(علم الباطن) قال الغزالي (4): "علم الآخرة قسمان: علم مكاشفة وعلم معاملة، فعلم المكاشفة هو علم الباطن وذلك غاية العلوم وهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره من الصفات [3/ 79] المذمومة. (سر من أسرار الله عز وجل السر الجبار وخوف كل شيء وأفضله وكأن المراد أنه من أفضل ما يهبه الله لعباده من الهبات. (وحكم من حكم الله) أمر نافع من أمره. (يقذفه) يلقيه بشرطه، (في قلوب من يشاء من عباده) فهو موهبة من الله تعالى تلي كسب غير تطهير القلب عن الأغبار ومنه الفراسة الذي يحدثها الله في قلوب
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3723)، والضعيفة (3723).
(2)
انظر المعني (1/ 224).
(3)
انظر المغني (2/ 563).
(4)
الإحياء (3/ 24).
الصالحين من عباده (1). (فر (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه.
5456 -
"علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر. ابن عبد البر عن أبي هريرة (ض) ".
(علم النسب علم لا ينفع) صاحبه في الآخرة. (وجهل لا يضر) قيل: لا ينافي ما سبق من الأمر بتعلمه في حديث: "تعلموا من أنسابكم
…
" تقدم؛ لأن المراد هنا التوغل فيه.
قلت: أو لأن المراد هنالك تعلم الأنساب نسب نفسه وقرابته كما يدل له قوله في الحديث: "ما تصلون به أرحامكم" فهذا هو المأمور به وهذا الحديث في تعلم الإنسان نسب غيره. (ابن عبد البر (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وسببه أنه قيل: يا رسول الله فلان أعلم الناس بأنساب العرب وبالشعر وبما اختلف فيه العرب
…
فذكره، قال الحافظ ابن رجب: إسناده لا يصح، وقال ابن حجر: قد روي هذا الكلام مرفوعاً ولا يثبت وروي موقوفاً على عمر ولا يثبت أيضاً (4).
5457 -
"علمني جبريل الوضوء وأمرني أن أنضح تحت ثوبي مما يخرج من البول بعد الوضوء. (هـ) عن زيد بن حارثه (ح) ".
(علمني جبريل الوضوء) المعروف الشرعي (وأمرني أن أنضح تحت ثوبي) كناية عن مخرج البول لقوله: (لا يخرج من البول بعد الوضوء) وفيه العفو عما
(1) انظر: فيض القدير (4/ 326).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4104)، وانظر العلل المتناهية (1/ 83)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3724): موضوع، وفي الضعيفة (1227).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (6968)، وانظر: الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر (ص: 1) وجمهرة الأنساب لابن حزم (ص: 2)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3725).
(4)
انظر فتح الباري (6/ 527).
يخرج بعد الوضوء وكأنه أمر نادر معفو عنه إذ لو كان حقيقة لما كفى فيه إلا الغسل ولكان ناقضاً للوضوء فالمراد مما يتوهم أنه يخرج ولسنا متعبدين في الطهارات بالظنون بل باليقين لكن شرع هذا النضح لتسكن النفس عن الوسواس إن أدركت بللا.
(هـ (1) عن زيد بن حارثه) رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة: حديث إسناده ضعيف، وسئل عنه أبو حاتم فقال: هذا حديث كذب باطل (2) وبه يعلم أن تحسين المصنف وهم.
5458 -
"علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر. (حم ت طب ك) عن سبرة (صح) ".
(علموا) خطاب للأولياء (الصبي) والصبية. (الصلاة ابن سبع سنين) متى بلغ من السن سبع سنين، وفيه رد على من زعم أنه لا يطلق الصبي إلا على الرضيع ثم يقال فيه غلام إلى سبع سنين، وابن منصوب، قال أبو البقاء: على أحد وجهين: الحالية من الصبي والبدلية منه، وابن عشر كذلك حالا أو بدلا منه. (واضربوه عليها ابن عشر) سنين أخذ بعض العلماء من الأمر بضربه أنها واجبة عليه لأنه لا عقوبة إلا على واجب وبه قال أحمد، قيل: وأشار إليه الشافعي، والجمهور: أنها لا تجب إلا بالبلوغ، وقالوا الأمر بضربه ندباً وجزم البيهقي بأنه حديث منسوخ بحديث: رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم. (حم ت طب ك (3) عن سبرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقرَّه الذهبي
(1) أخرجه ابن ماجة (462)، وأحمد (5/ 203)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3722).
(2)
انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 84) و (8/ 317).
(3)
أخرجه أحمد (3/ 404)، والترمذي (407)، والطبراني (7/ 15)(6546)، والحاكم (1/ 389)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4025).
وهو من حديث عبد الملك بن الربيع (1) قال في الرياض: إن ابن معين ضعفه (2).
5459 -
"علموا أبنائكم السباحة والرمي والمرأة المغزل. (هب) عن ابن عمر (ض) ".
(علموا) خطاب للأولياء. (أبنائكم السباحة) بكسر المهملة: العوم، بفتحها لأنه منجي من الهلاك لمن وقع بين الماء وينقذ غيره، قال عبد الملك للشعبي: علم ولدى العوم فإنهم يجدون من يكتب لهم ولا يجدون من يسبح لهم (3). (والرمي) بالسهام ونحوها؛ لأنهم يحتاجون ذلك عند لقاء الأعداء، (والمرأة) عطف على أبناءكم أي وعلموا، (المغزل) بكسر الميم أي الغزل بها وفيه الحث على تأديب الأولاد كل بما يليق به وهل تعلم المرأة السباحة؟ فإن خوف الهلكة حاصل لها فيدخل في أبناءكم وبعطف المغزل على الرمي فيه احتمال ويحتمل أنها لا تعلمه لأنه ينافي التستر كما لا تعلم الرمي لأنه لا جهاد عليها ويحتمل أنها تعلم الرمي أيضا لتدفع عن نفسها (هب (4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن مخرجه البيهقي قال عليه: سياقه من حديث أحمد بن عبيد العطار عن أبيه عبيد العطار: منكر الحديث.
5460 -
"علموا أبنائكم السباحة والرماية ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل وإذا دعاك أبواك فأجب أمك، ابن منده في المعرفة وأبو موسى في الذيل (فر) عن أبي بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري (ض) ".
(علموا أبنائكم السباحة) زعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعم لأنه لم يثبت أنه
(1) انظر المغني (2/ 405).
(2)
انظر: البدر المنير (3/ 240).
(3)
أورده الزمخشري في "ربيع الأبرار ونصوص الأخبار"(ص: 206).
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (8664)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3727): ضعيف جداً، وفي الضعيفة (3877).
سافر في بحر ولا في الحرمين بحر ونوزع بما أخرجه البغوي عن ابن أبي مليكة أن المصطفى صلى الله عليه وسلم دخل هو وأصحابه غديراً فقال: ليسبح كل رجل إلى صاحبه فسبح كل رجل إلى صاحبه حتى أبو بكر والمصطفى صلى الله عليه وسلم فسبح إلى أبي بكر حتى اعتنقه (1)(والرماية) مصدر رمي وفي لفظ والرمي، (ونعم لهو المؤمنة [3/ 80] في بيتها الغزل) أي خير ما تلهو به ذلك، (وإذا دعاك أبواك فأجب أمك) أي إذا دعا كل واحد منهما قدم الأم لأنها أحق بأكثر من الأب، (ابن مندة في المعرفة وأبو موسى في الذيل، فر (2) عن أبي بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سليم بن عمرو الأنصاري قال في الميزان: روى عنه علي بن عياش خبراً باطلاً وساق هذا الحديث.
5461 -
"علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية العدو. (فر) عن جابر (ض) ".
(علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية للعدو) وقد أفتي ابن الصلاح بأن الرمي بالنشاب أفضل من الضرب بالسيف؛ لأنه أبلغ في نكاية العدو. (فر (3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الله بن عبيدة (4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعيف، ومنذر بن زياد (5) وقال الدارقطني: متروك.
5462 -
"علموا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وإذا غضب أحدكم
(1) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 177) رقم (181)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 152)، وانظر: الصواعق المحرقة (1/ 211)، وشرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين رقم (111)، والموضوعات (3/ 9).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (1105)، وأورده العجلوني في كشف الخفاء (2/ 88)، وقال: سنده ضعيف لكن له شواهد، انظر ميزان الاعتدال (3/ 324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3726)، وفي الضعيفة (3876).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4008)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3728). موضوع.
(4)
انظر المغني (1/ 346).
(5)
انظر المغني (2/ 676).
فليسكت". (حم خد) عن ابن عباس (صح) ".
(علموا ويسروا) عطفه عليه لأنه قد يلازم التعليم التعنيف والتعسير. (ولا تعسروا) لأن الله بعث نبيه بالحنيفية السمحة السهلة. (وبشروا) عباد الله بسعة رحمته وبأنها غلبت غضبه وبأنه فتاح أبواب العلم والعمل. (ولا تنفروا) بالتشديدات على العباد وتهويل أمور الدين وهذا عام لكل من علم أي علم أو أفتى أن يسلك الرفق مع العباد أجمعين فإنه لا يأتي بالخير سواه، (وإذا غضب أحدكم) من أمر يتعلق به (فليسكت) لا إذا كان غضبه لمنكر ارتكب أو حرمة انتهكت فلا سكوت بل يجب عليه التكلم بما هو فرضه ويحتمل أن يراد فليسكت عن قبيح الكلام وندبه الذي يستخرجه بسورة الغضب لا عن الكلام مطلقا وهذا من أدوية دفع الغضب وهو صفة الكاظمين الغيظ. (حم خد (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وليس بسديد فقد قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم مدلس ولم يخرج له مسلم إلا مقرونا بغيره.
5463 -
"علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف. الحارث (عد هب) عن أبي هريرة (ض) "
(علموا ولا تعنفوا) بل علموا برفق وسهولة خلق والعنف ضد الرفق. (فإن المعلم) يعني برفق (خير من المعنف) أي المعلم بعنف وعبر عنه بالمعنف إشارة إلى أنه لا يستحق اسم التعليم لأنه أفسده بالتعنيف، قال الماوردي: على العلماء أن لا يعنفوا متعلماً ولا يحتقروا ولا يستصغروا مبتدئا فإن ذلك أدعى إليهم وأعطف عليهم وأحث على الرغبة فيما لديهم.
قلت: والحكايات في صدق هذا كثيرة فكم ترك التعليم من عالم من أجل
(1) أخرجه أحمد (1/ 283)، والبخاري في الأدب المفرد (2556)، وصححه الألباني في ضعيف الجامع (4027).
عنف معلمهم، (الحارث عد هب (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن حميد بن سواد عن عطاء قال ابن عدي بعد أن رواه حميد: هذا منكر الحديث، ومثله قال مخرجه البيهقي، إلا أنَّه قال الزركشي: من شواهده ما أخرجه مسلم عن أبي موسى أنَّه صلى الله عليه وسلم قال له ولمعاذ حين بعثهما إلى اليمن: "يسِّرا ولا تعسِّرا وبشِّرا ولا تنفِّرا"(2).
5464 -
"علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نسائكم سورة النور. (ص هب) عن مجاهد مرسلا (ض) ".
(علموا) الخطاب لمن قد قرأ السورتين. (رجالكم سورة المائدة) لأنها اشتملت على أحكام واسعة أولها الوفاء بالعقود والأمر بالتعاون على البر والتقوى والنهي من التعاون على الإثم والعدوان وما لا يأتي عليه العد من الأحكام، (وعلموا نسائكم سورة النور) لما فيها من الزجر عن الأفك والتصون عن النظر وتحريم إظهار الزينة والآداب الواسعة التي يتبوأ أكثرها بالنساء. (ص هب (3) عن مجاهد مرسلاً) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عتاباً بن بشير (4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مختلف في توثيقه، وخصيفًا (5) ضعفه أحمد وغيره.
واعلم أن هذه الرموز قد صار يكتفي بها المصنف عن ذكر علة الحديث؛ لأن بيان الإعلال نافع لذكر الإسناد وقد بني كتابه على حذفه والشارح صار
(1) أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (1/ 188 رقم 43)، وابن عدي في الكامل (2/ 274)، والبيهقي في الشعب (1749)، وانظر: الفقيه والمتفقه (2/ 8 رقم 980)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3731)، وقال في الضعيفة (2635): منكر.
(2)
أخرجه البخاري (2873) ومسلم (1733).
(3)
أخرجه والبيهقي في الشعب (2428)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3729).
(4)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 422).
(5)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 209).
يعترضه في كل حديث ذي علة بأنه ما علله وبعد اكتفى به بالرمز لا يرد عليه ذلك وقد أشرنا إلى هذا فيما سبق إلا أنه كثر من الشارح ذكره فنبهنا عليه.
5465 -
"علمي حفصة رقية النملة. أبو عبيد في الغرائب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة".
(علمي) الخطاب للشفاء بنت عبد الله. (حفصة) بنت عمر أم المؤمنين (رقية) بضم الواو وسكون القاف. (النملة) في النهاية (1) قيل: إن هذا من لغز الكلام ومزاحه كقوله للعجوز: "لا يدخل الجنة عجوز" وذلك أن رقية النمل شيء كانت تستعمله النساء تعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع ورقية النملة التي كانت بينهن أن يقال: العروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء يفتعل غير أن لا تعص الرجل ويروى عوض يحتفل كذا نحو الذم وتفتعل وعوض تختضب تفتأل فأراد عليكم بهذا المقال تأديب [3/ 81] حفصة؛ لأنه ألقى إليها سرًّا فأفشته انتهى، وقيل: النملة قروح تخرج في الجنب فترقى فتذهب. (أبو عبيد في الغريب (2) عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة) كان عليه أن يقول مرسلًا؛ لأن أبا بكر المذكور غير صحابي.
5466 -
"عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك". (حم م ن) عن أبي هريرة".
(عليك) أي الزم. (السمع والطاعة) منصوبان ومرفوعان النصب باسم الفعل الذي هو عليك والرفع على أنه جار ومجرور متعلق بمحذوف وهو خبر مقدم ما بعده مبتدأ السمع والطاعة وأحب أي عليك والكلام خبر ومعناه الأمر
(1) النهاية (5/ 255).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 372)، وأبو داود (3887)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلّام (1/ 83)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4028).
أي أطع واستمع أي استمع ما يقال وأطع ما تؤمر به وهو مقيد بما كان طاعة بحديث: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"(1)(في عسرك ويسرك) في حال فقرك وغناك وقدم العسر لأنه مظنة الخروج عن السمع والطاعة فتقديمه أهم. (ومنشطك ومكرهك) بزنة مفعل اسم زمان أو مكان أي فيما يوافقك وما لا يوافقك (وأثرة عليك) بفتحات ومثلثة وهو لا يخص يعني إذا فضل ولي الأمر عليك غيرك بالاستحقاق ومنعك حقك فاصبر ولا تخالفه والحديث أمر بطاعة الأمراء. (حم م ن (2) عن أبي هريرة).
5467 -
"عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه. (ك) عن سعد"(صح).
(عليك بالإياس) أي الزمه متمسكًا به ملتبسًا به فزيد بالباء لتضمينه ما ذكر مبالغة في الاتصاف به وقال الرضي: إن أسماء الأفعال وإن كان حكمها في التعدي واللزوم حكم الأفعال التي بمعناها لكن كثيراً ما تزاد الباء في معمولها لضعفها عن العمل انتهى، واليأس ضد الرجاء. (مما في أيدي الناس) فإنه راحة للقلب غناً للنفس وعزة للجانب. (وإياك والطمع) احذر الاتصاف به. (فإنه الفقر الحاضر) وصفه بالحضور؛ لأنه ملازم للقلب حاضر عند النفس واقف بإزاء الفكر وفيه تحذير عنه ووصفه بما تكرهه النفوس من الفقر فإن الطامع إنما يطمع لينال الغنى فإذا كان الطمع غير ما يفر منه ويطلب خلافه فكيف يليق الاتصاف به وإلهاب القلب بحضوره. (وصل صلاتك وأنت مودع) أي للصلاة كأنها آخر صلاة لا يأتي بعدها إلا الموت وذلك أن العبد مقرون بأجله لا يدري
(1) أخرجه الترمذي (1707)، والطبراني في الكبير (18/ 170) رقم (381).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 381)، ومسلم (1836)، والنسائي (4/ 422)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4039).
متى يفاجئه فقد تكون تلك الصلاة آخر صلاة حقيقة وتقدم الكلام فيه. (وإياك وما يعتذر منه) أي احذر إتيان ما يلام عليه فيعتذر منه وتقدم أيضًا. (ك (1) عن سعد" هو إذا أطلق فالمراد ابن أبي وقاص إلا أنه ذكر أبو نعيم أن المراد هنا سعد أبو محمد الأنصاري وذكر ابن منده أنه سعد بن عبادة ورمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، ولكنه تعقَّبه الذَّهبي بأنَّ فيه محمَّد بن سعد المذكور وهو ضعيف.
5468 -
"عليك بالبز فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس بخير وفي خصب. (خط) عن أبي هريرة".
(عليك بالبز) بالموحدة والزاي وهو أمر للمخاطب بأن يتجر فيه. (فإن صاحب البز يعجبه) أي يحب ويرجو (أن يكون الناس بخير وفي خصب) فإنهم إذا كانوا كذلك تيسر ما يشترون به البز كسوة لأولادهم وعيالهم وأهليهم بخلاف الذي يتجر في الأقوات فإنه يحب أن يكون الناس في جدب فيبتغ ما عنده من الطعام وفيه حث على التجارة في البز. (خط (2) عن أبي هريرة) قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتجر فذكره.
5469 -
"عليك بالخيل فإنَّ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. (طب) والضياء عن سوادة بن الربيع".
(عليك بالخيل) أي باقتنائها وارتباطها. (فإن الخيل معقود في نواصيها الخير) قد فسره أحاديث آخر بأنه الأجر والمغنم. (إلى يوم القيامة) أي لا يخرج عنها
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 362)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3739)، وفي الضعيفة (3739).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3740).
ذلك أبدًا وتقدمت أحاديث جمة في ذلك في آخر حرف الهمزة. (طب (1) والضياء عن سوادة بن الربيع) قال الشارح: لم يره في الصحابة المشاهير (2).
5470 -
"عليك بالصعيد فإنه يكفيك. (ق ن) عن عمران بن حصين (صح) ".
(عليك بالصعيد) اللام للعهد أي المذكور في الآية والمراد به التراب أو ما صعد على وجه الأرض (فإنه يكفيك) لكل صلاة عن الماء وظاهره أنه كالماء في حكمه فلا ينقضه إلا ناقضه ويصلي به ما شاء وعليه جماعة من المحققين وهو الحق كما حققناه في حاشية ضوء النهار. (ق ن (3) عن عمران بن حصين) قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا لم يصلِّ فسأله فقال: أصابتني جنابة ولا ماء فذكره.
5471 -
"عليك بالصوم فإنه لا مثل له (حم ن حب ك) عن أبي أمامة (صح) ".
(عليك بالصوم) هو خطاب لأبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله مرني بأمر ينفعني فذكره (فإنه لا مثل) لا عدل له لأنه يقوي القلب والفطنة ويزيد في الذكاء ومكارم الأخلاق ومنافعه جمة وفضائله كثيرة كما سلف. (حم ن حب ك (4) عن أبي أمامة) رمز المصنف [3/ 83] لصحته قال ابن القطان (5): هو حديث يرويه ابن مهدي وفيه عبد الله بن أبي يعقوب لا يعرف حاله انتهى. وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 97)(6480)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4040)، وفي الضعيفة (1936).
(2)
انظر: تهذيب الكمال (11/ 229)، والإصابة (3/ 221)، وقال المزي: له صحبة.
(3)
أخرجه البخاري (348)، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم (1535)، والنسائي (1/ 171).
(4)
أخرجه أحمد (5/ 264)، والنسائي (4/ 165)، وابن حبان (3/ 213)(3426)، والحاكم في المستدرك (1/ 582)، وانظر المجمع (3/ 181)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4044).
(5)
انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 430).
5472 -
"عليك بالصوم فإنه مخصي. (هب) عن قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان (ح) ".
(عليك) يابن مظعون هكذا جاء مصرحًا به في رواية الطبراني. (بالصوم فإنه مخصي) بفتح الميم وسكون المعجمة بعدها مهملة أي أنه في كسر شهوة النكاح كرض الخصيتين والحديث حث على كسر شهوة النكاح بالصوم مثل حديث فإنه له وجاء. (هب (1) عن قدامة) بضم القاف وتخفيف المهملة بعده ابن مظعون عن أخيه عثمان رمز المصنف لحسنه كما قيل.
5473 -
"عليك بالعلم فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنوده. الحكيم عن ابن عباس (ض) ".
(عليك بالعلم) أي بتعلمه وطلبه. (فإن العلم خليل المؤمن) أي مخالِله ومصاحبه وملازمه والمراد علم السنة والكتاب فإنهما أنس المؤمن ومغنيانه عن الأحباب والأصحاب. (والحلم وزيره) مؤازره وحامل أثقال تكاليف الدنيا ومساوئ الخلطاء استطرده مع الأمر بالعلم لأنه لا علم لمن لا حلم له فذكره معه للإشارة إلى أن المأمور بالعلم هو من له صفة الحلم. (والعقل دليله) تقدم تفسير العقل وجعله الدليل؛ لأنه الذي يقوده إلى كل فلاح وصلاح ونجاح وهو حجة الله على عبده وهو أيضًا استطراد فيه ما أسلفناه في الحلم. (والعمل قيمه) بتشديد المثناة التحتية من أبنية المبالغة معناه القائم بنجاته وسلامته وفيه أنه لا علم إلا مع عمل. (والرفق أبوه) أصله الذي ينشأ منه ويتفرع عليه كمال اتصافه بالإيمان وكل من كان سبباً لإيجاد شيء وإصلاحه سمي أباً. (واللين أخوه) اللين سهولة الطباع والأخلاق وسلامتها عن الاعوجاج وهو قريب من الرفق،
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (3595)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3741).
والأخ عضد الإنسان وناصره فاللين للمؤمن هو الذي يعينه على أموره. (والصبر أمير جنوده) جنود المؤمن هي ما يدافع به هواه ويقهر به أعداءه من النفس الأمارة والشيطان الرجيم والشهوات والأخلاق المرذولات من الغضب والحمق وغير ذلك فالصبر أمير الجنود الذي يدفع الأعداء والجنود هي قهر النفس وطرد الشيطان والعزوب عن الشهوات وما لا يعد من عدد الخير الدافعة لجيوش الشر ولا تتم كلها إلا بالصبر فلذا كان أمير الجنود. (الحكيم (1) عن ابن عباس) قال: كنت يوماً رفيقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن" قلت: بلى، فذكره رمز المصنف لضعفه.
5474 -
"عليك بالهجرة فإنها لا مثل لها عليك بالجهاد فإنه لا مثل له وعليك بالصوم فإنه لا مثل له عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط بها عنك خطيئة. (طب) عن أبي فاطمة (ح) ".
(عليك بالهجرة) التحول من دار الكفر إلى دار الإيمان. (فإنها لا مثل لها) وقال الديلمي: المراد الهجرة مما حرم الله. (عليك بالجهاد) للأعداء وأعظمهم نفسك فإنها أعدى أعدائك وكل جهاد لا يتم إلا بعد هزمها. (إنه لا مثل له) لا يعدله عمل من الأعمال. (وعليك بالصوم فإنه لا مثل له).
إن قيل: كيف وصف كلاً من التي ذكرها بأنه لا مثل له وهل هو إلا تدافع.
قلت: المراد لا مثل للهجرة لمن يريد الخلوص عن مقاربة الكفار والسكون في خير الديار ولا مثل للجهاد لمن يريد مكانة أعداء الله ولا مثل للصوم لمن يريد الطاعة التي هي خالصة وهي تجزي بها فكل نعي يتوجه إلى أمر خاص فلا تدافع (عليك بالسجود) يحتمل أن المراد به الحقيقة والمراد به الصلاة تعبير بالجزء
(1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3743).
الأشرف عن الكل وعلى الأول بمجرد السجود لا لسبب من تلاوة أو شكر يكون عبادة مقصودة. (فإنك إن تسجد لله سجدة) مخلصاً لها له تعالى (سجدة إلا رفعك) الله تعالى (بها درجة) تكرر ذلك الدرجة المنزلة في الأحاديث وقد فرق بينهما، قال القسطلاني: إن قلت: ما الفرق بين الدرجة والمنزلة؟
قلت: ما نيل بجزاء عمل تفضلاً من الله منزلة كقوله: {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [البينة: 8]، وما حصل نجاة شافع أو ابتداء من الله فهو يسمى درجة ونضرب لك مثلاً فنقول: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم معه في الجنة ومنزلته أشرف منهنَّ فلم ينالها بعمل موصل بل بفضل، وبناته صلى الله عليه وسلم مع أزواجهن في الجنة وهو أفضل على ما اختاره المخلصون من العلماء كما قال صلى الله عليه وسلم:"فاطمة بضعة مني" وبضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل انتهى، وفيه تأمل. (وحط) عنك. (بها خطيئة) أي محاها عنك عبَّر بالحط كأنَّها [3/ 84] كانت على ظهر محمولة. (طب (1) عن أبي فاطمة) الليثي أو القرشي أو الأسدي اسمه أنيس أو عبد الله بن أنس صحابي رمز المصنف لحسنه.
5475 -
"عليك بأول السوم فإن الربح مع السماح. (ش د) في مراسيله (هق) عن الزهري مرسلًا".
(عليك بأول السوم) في القاموس (2): السوم في المبايعة كالسوام بالضم سمت السلعة وساومت واستمت بها وعليها غالب المراد هنا أوَّل الدفع إن كان بائعًا أو المسمى إن كان مشتريًا والمراد الحث على المساهلة ولذا علله بقوله. (فإن الربح) هو الزيادة. (مع السماح) مخفف الميم لأن الله يحب المساهلة
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 321)(809)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4045).
(2)
القاموس المحيط (ص 1452).
فيسوق إليه الربح في سلعته. (ش د (1) في مراسيله، هق عن الزهري مرسلًا) سكت عليه المصنف وقد رواه الديلمي عن ابن عباس لكنه بيض لسنده.
5476 -
"عليك بتقوى الله تعالى والتكبير على كل شرف. (ت) عن أبي هريرة (ح) ".
(عليك بتقوى الله تعالى) قيل: التقوى هي إطراح استغناء العبد بشيء من شأنه. (والتكبير على كل شرف) بالتحريك أي علو من الأرض وهو أمر للمسافر وذلك أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أسافر فأوصني، قال:"عليك بتقوى الله تعالى والتكبير على كل شرف" فلما أن ولى الرجل قال: "اللهم اطو له البعيد وهوّن عليه السفر". (ت (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
5477 -
"عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين وعليك بذكر وتلاوة كتاب الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء واخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان. ابن الضريس (ع) عن أبي سعيد (ض) ".
(عليك بتقوى الله فإنها جماع) بكسر الجيم جامعة (كل خير وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين وعليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله) هو من عطف الخاص على العام تشريفًا له فإنه أي ذكر الله أو التلاوة خاصة. (فإنه نور لك في الأرض) يجعله الله سيماك وعلامتك عند عباده وملائكته. (وذكر لك في السماء) عند ملائكته (واخزن لسانك) احفظها (إلا من خير فإنك بذلك) أي بخزن لسانك أو بجميع ما سلف. (تغلب الشيطان) فإنه لا يأتي من أعد هذه
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (35882)، والمراسيل لأبي داود (167)، وانظر كشف الخفا (2/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3745).
(2)
أخرجه الترمذي (3445)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2545).
العدة لدفاعه أو أنه لا يأتي الناس غالبًا إلا من عند حصائد ألسنتهم فإن خزنت لسانك لم تلق من كيده ما تخافه. (ابن الضريس ع (1) عن أبي سعيد) قال: جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني فذكره رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد وثق وبقية رجاله ثقات.
5478 -
"عليك بتقوى الله عز وجل ما استطعت واذكر الله عند كل حجر وشجر وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة السر بالسر والعلانيةُ بالعلانية. (حم في الزهد) (طب) عن معاذ (صح) ".
(عليك بتقوى الله عز وجل ما استطعت) الحديث سيق من الآية {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. (واذكر الله عند كل حجر وشجر) ظاهره غير مراد؛ لأنه لا تقييد للذكر بذلك فإنه مراد لله في كل حال، قيل: المراد بالشجر: الحضر، وبالحجر: السفر أي حاضر أو مسافر، وقيل: الخصب والجدب والأظهر أن المراد به أعم من ذلك وأن المراد جميع الأمكان والأحوال (وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة) تكفرها لأنه قد ثبت أن كاتب الأعمال ينتظر بالمسيء حيناً بعد إتيانه بالسيئة فإن تاب لم يكتبها عليه. (السر بالسر) قيل: السر فعل القلب، (والعلانيةُ بالعلانية) وهي فعل الجوارح ويحتمل أن السر أن تأتي بسيئة لا يطلع عليها أحد فتكون توبته منها سرًا، والعلانية ما اطلع عليه الناس فيعلن بتوبته ليحمل على السلامة ويزول ما اعتقده فيه المطلع على قبيح فعله. (حم في الزهد، طب (2) عن معاذ) رمز المصنف لصحته لكن قال المنذري:
(1) أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (66)، وأبو يعلى (1000)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 392)، و (10/ 542)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3746).
(2)
أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 26)، والطبراني في الكبير (20/ 159)(331)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 48)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3747)، وصححه في الصحيحة (3320).
إسناده حسن لكن عطاء لم يلق معاذاً يريد به والحديث من روايته عنه.
5479 -
"عليك بحسن الخلق فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً. (طب) عن معاذ".
(عليك بحسن الخلق فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً) فإنه لا يتم حسن خلقه إلا بتأدبه بآداب الله ورسوله وتقدم الكلام في حسن الخلق مراراً. (طب (1) عن معاذ) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه عبد الغفار بن القاسم: وهو وضاع (2)، فكان ينبغي للمصنف حذفه.
5480 -
"عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما (ع) عن أنس".
(عليك بحسن الخلق وطول الصمت) من مباح الكلام وفي قوله طول الصمت إشارة إلى أنه لا يترك الكلام. (فوالذي نفسي بيده) بقدرته. (ما تجمل الخلائق) بالجيم من الجمال. (بمثلهما) فهما جمال المرء في دنياه وآخرته ففي دنياه يحمد الناس حاله وفي أخراه يجمله الله بإثابته عليهما. (ع (3) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
5481 -
"عليك بحسن الكلام وبذل الطعام. (خد ك) عن هانئ بن يزيد"(صح).
(عليك بحسن الكلام) مأخوذ من قول الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 144)(295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 25)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3748)، والضعيفة (3886): موضوع.
(2)
انظر: لسان الميزان (4/ 42)، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لابن العجمي (برقم 415).
(3)
أخرجه أبو يعلي (3298)، وانظر المجمع (10/ 301)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4048).
[البقرة: 83] قالوا: وحسن الكلام أن يزين ما يتكلم به قبل النطق بميزان العقل ولا يتكلم إلا بما تمس الحاجة إليه. (وبذل الطعام) لكل من كان من [3/ 85] خاص أو عام وتقدم في مثله الكلام. (خد ك (1) عن هانئ بن يزيد) (2) الحارثي صحابي له وفادة قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب الجنة فذكره، قال الحاكم: صحيح ولا علة له وأقرَّه الذهبيُّ، وقال العراقي: إسناده حسن والمصنف رمز لصحته.
5482 -
"عليك بركعتي الفجر فإن فيهما فضيلة. (طب) عن ابن عمر".
(عليك بركعتي الفجر) أي نافلته. (فإن فيهما فضيلة) ولا ينبغي للمؤمن أن تفوته فضيلة من الأعمال وفي خبر: أنهما خير من الدنيا وما فيها. (طب (3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن البيلماني ضعيف.
5483 -
"عليك بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها (هـ) عن أبي الدرداء (ح) ".
(عليك بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) الزم قول هذه الكلمات فهي أفضل الكلمات كما تقدم في سرد فضائلها والحث عليها كلام كثير. (فإنهن يحططن الخطايا) عن قائلهن. (كما تحط الشجرة ورقها) عند يبسها وهبوب الرياح عليها. (هـ (4) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه.
5484 -
"عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (811)، والحاكم في المستدرك (1/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4049)، والصحيحة (1939).
(2)
انظر معجم الصحابة (3/ 210).
(3)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 217)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3749).
(4)
أخرجه ابن ماجة (3813)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3750).
درجة وحط عنك بها خطيئة. (حم م ت ن هـ) عن ثوبان وأبي الدرداء (صح) ".
(عليك) أي المخاطب السائل عن عمل يدخلك الجنة. (بكثرة السجود) أي في الصلاة بأن يطيله أكثر من غيره من الأركان أو بكثره الصلاة فأطلقه عليها أو السجود نفسه مجردًا عن الصلاة إلا أنه صحح الرافعي أنَّ التقرب بسجدة فرده بلا سبب حرام، وتعقبه المحب الطبري: بأن جواز ذلك أولى بل لا يبعد ندبه فإنه عبادة مشروعة استقلالًا مطلقًا، قال: والحديث يقتضي كل سجود وحمله على السجود في الصلاة خلاف الظاهر (فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة) هذا الحديث من أدلة فضل السجود على غيره من الأركان وقدمنا البحث في ذلك والحق أن هيئة السجود أفضل من هيئة القيام، وذكر القيام أفضل من ذكر السجود. (حم م ت ن هـ (1) عن ثوبان وأبي الدرداء) قالوا كلهم: قال معدان: لقيت ثوبان فقلت أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، وزاد مسلم والترمذي: ثم لقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك.
5485 -
"عليك بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه (م) عن عائشة (صح) ".
(عليك) بكسر الكاف خطاب لعائشة، قال لها ذلك وقد ركبت بعيرًا وجعلت تردده وتضربه. (بالرفق) لين الجانب والاقتصاد في جميع الأمور والأخذ بأيسر الأمور وأقربها وأحسنها. (فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه) قال الطيبي: يكون تامة وفي كل شيء متعلق به يحتمل أن يكون ناقصه وهو خبرها والاستثناء مفرع من أعم عام أي لا يكون الرفق مستقرًا في شيء يتصف
(1) أخرجه أحمد (5/ 276)، ومسلم (488)، والترمذي (388)، والنسائي (2/ 228)، وابن ماجة (1422).
بشيء من الأوصاف إلا يصفه الزينة والشيء العام في الأعراض والذوات. (ولا ينزع من شيء إلا شانه) والله يحب ما يزان ويكره ما يشان. (م (1) عن عائشة) وتقدم سببه.
5486 -
"عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش. (خد) عن عائشة (صح) ".
(عليك) بكسر الكاف خطاب لها أيضًا قاله صلى الله عليه وسلم لها حين قالت لليهود: عليكم السام واللعنة بعد قولهم له صلى الله عليه وسلم: السام عليك. (بالرفق وإياك والعنف) بتثليث العين والضم أفصح الشدة والمشقة أي احذري العنف فإن كل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله. (والفحش) بالنصب عطف على العنف محذرًا منه أيضًا وهو التعدي في القول والحديث حث على الرفق في الأمور وتحذير خلافه. (خد (2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته.
5487 -
"عليك بالصلاة فإنها أفضل الجهاد واهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة. المحاملي في أماليه عن أم أنس (ض) ".
(عليك) بكسر الكاف خطاب لأم أنس قالت: يا رسول الله جعلك الله في الرفيق الأعلى وأنا معك علمني عملا فذكره. (بالصلاة فإنها أفضل الجهاد) إذ هي جهاد لأعظم الأعداء. (واهجري) اتركي. (المعاصي) كلها. (فإنها) أي هجر المعاصي. (أفضل الهجرة) فإن الهجرة ما شرعت إلا لتكون سبباً لهجر المعاصي. (المحاملي في أماليه (3) عن أم أنس) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه الطبراني في ترجمة أم أنس هذا من معجمه وقال: ليست هي أم أنس بن
(1) أخرجه مسلم (2594).
(2)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4042).
(3)
أخرجه المحاملي كما في الكنز (18919)، والديلمي في الفردوس (4076)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3742).
مالك فتنبه له قال البغوي: لا أعلم لها غيره (1).
5488 -
"عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمَّد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما تعوذ به محمَّد وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً. (خد) عن عائشة (ح) ".
(عليك) يا عائشة (بجمل الدعاء وجوامعه) هي ما قل لفظه وكثر معناه التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو التي تجمع الثناء على الله تعالى، وآداب المسألة كأنها قالت: ما أقول؟ فقال: (قولي اللهم إني أسألك من الخير) من ابتدائية ولا يصح أن تكون تبعيضية لقوله: (كله) تأكيد للخبر. (عاجله وآجله) بدل منه والعاجل خير الدنيا والآجل خير الآخرة. (ما علمت منه وما لم أعلم) تعميم بعد تعميم. (وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما [3/ 86] لم أعلم) هو كل ما سلف. (وأسألك الجنة) تخصيص بعد التعميم، إذ هي من الخير الآجل أو أنها قد انفصلت الجملة الأخرى عن الأولى فهو ابتداء سؤال (وما قرب إليها من قول أو عمل) فإنه لا توفيق إلا بالله وفي عطفه إعلام بأن الجنة لا تدخل إلا بالعمل وفي سؤال دخولها أولاً إعلام بأن العمل وحده لا يكفي في دخولها بل لا بد من فضل الله والعمل الصالح، وقد قدمنا بحثاً في هذا. (وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) فإنه لا عصمة عن القبائح من الأعمال وصيانة إلا بلطف الله. (وأسألك ما سألك به نبيك محمَّد) ما موصولة أطلبك من الذي طلبك به أي بسببه وهو
(1) انظر هذا الكلام في الإصابة (1/ 255).
حسن الظن بالله فإنه سبب سؤاله صلى الله عليه وسلم لربه، فكأنه قال: سبب حسن الظن بك الذي سأله محمَّد صلى الله عليه وسلم، والمراد مما يجوز لنا سؤاله ونشارك في رسول الله صلى الله عليه وسلم من النجاة والفوز بحلول الجنة ونحو ذلك فلا يرد أنه سأله المقام المحمود والدرجات العلى فيكون سؤاله لنا ولا يصح. (وأعوذ بك مما تعوذ منه محمَّد وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً) وفي رواية خيراً فهذا الدعاء قد اشتمل على جمل الدعاء وجوامعه وخير الدنيا والآخرة والعياذ من شرهما وغير ذلك. (خد (1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
5489 -
"عليك بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير. (هـ هق) عن عويم بن ساعدة (ض) ".
(عليكم) يا معشر الناكحين. (بالأبكار) بتزوجهن وإيثارهن على غيرهن. (فإنهن أعذب أفواهاً) أطيب وأحلى ريقًا هو كناية عن قلة البذاءة والشكاية لبقاء حيائهن بعدم مخالطة الرجال. (وأنتق) بالنون والمثناة الفوقية والقاف والنتق: الرمي (أرحاماً) أي أكثر ولادة ورميا بالأولاد.
إن قلت: حديث: "عليكم بالولود" يعارضه لأنَّ البكر لا يعلم كونها ولودا؟ قلت: البكر مظنة الولادة فالمراد بالولود المظنة لذلك. (وأرضى باليسير) من الجماع أو أعم، فلا تحمل زوجها كلفة ولا مشقة. (هـ هق (2) عن عويم بن ساعدة) رمز المصنف لضعفه، وعويم بن ساعدة قال البغوي في شرح السنة: ليس له صحبة فالحديث مرسل والمصنف تابع الحافظ ابن حجر، والحافظ
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (639)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4047).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1861)، وأخرجه أبو نعيم في الطب برقم (449)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 81)، قال البوصيري في الزوائد (2/ 98): فيه محمَّد بن طلحة قال فيه أبو حاتم لا يحتج به وانظر السلسلة الصحيحة (623).
ابن حجر (1) تابع التهذيب في كونه صحابيا.
5490 -
"عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحاما وأعذب أفواه وأقل خبا وأرضي باليسير. (طس) عن جابر"(ض).
(عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحماماً) وذلك لكثرة حرارتها وفيه أن المراد بالنكاح طلب النسل. (وأعذب أفواه) فيه أن المستحسن مدعوا إليه شرعاً كما أنه مدعوا إليه طبعاً. (وأقل خبا) بالخاء المعجمة مكسورة أي خداعاً (وأرضى باليسير) كما سلف. (طس (2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يحيى بن كثير السقاء متروك.
5491 -
"عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاما وأسخن أقبالًا وأرضى باليسير من العمل. ابن السني وأبو نعيم في الطب عن ابن عمر (ض) ".
(عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأسخن) بالمهملة والمعجمة والنون من السخونة. (أقبالاً) بفتح الهمزة والقاف وموحدة أي فروجًا واحدها قبل بضم القاف وسكون الموحدة سمي به لأن صاحبه يقابل به غيره. (وأرضى باليسير من العمل) قال الطيبي: وباجتماع هذه الصفات يكمل المقصود من الزواج. (ابن السني وأبو نعيم في الطب (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر (4): فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف.
(1) الاستيعاب (1/ 386)، والإصابة (4/ 745)، والتهذيب (8/ 155)، وتقريب التهذيب (1/ 434).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7677)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4053).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (448)، وقال محققه: وأخرجه ابن السني في الطب (ق 39/ ب) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4053).
(4)
انظر: التلخيص الحبير (3/ 145).
5492 -
"عليكم بالأترج فإنه يشد الفوائد. (فر) عن عبد الرحمن بن دلهم معضلا".
(عليكم بالأترج) بضم الهمزة والأترجة والتريج والتريجة معروف (فإنه يشد الفؤاد) يقويه بخاصيته ويطيب النكهة إذا مضغ ويذهب البخر ويفتح سدد الدماغ ويعين على الهضم ويحشى ويجلب النوم. (فر (1) عن عبد الرحمن بن دلهم بالمهملة معضلًا) تقدم تحقيق المعضل.
5493 -
"عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. (حل) عن ابن عباس".
(عليكم بالإثمد) هو الكحل الأسود (فإنه يجلو البصر) أي يزيد نور العين لدفعه المواد الرديئة النازلة من الرأس (وينبت الشعر) بفتح العين أفصح للازدواج ويصح سكونها، والمراد بالشعر هدب العين لأنه يقوي طبعاً بها، قال ابن العربي: الكحل مشروع مستثنى من التداوي قبل نزول الداء الذي هو مكروه شرعاً وطبعاً وذلك لحاجة الانتفاع بالبصر وكثر تصرفه وعظم نفعه، قيل: أنه يطرأ على البصر من الغبار بما يكون عنه القذى فشرع الاكتحال ليزول ذلك الداء فهو من التداوي بعد نزول الداء لا قبله ومنافع الاكتحال واسعة. (حل (2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وفيه عثمان بن خثعم المكي (3) قال في الميزان: قال ابن معين: أحاديثه غير قوية له هذا الخبر ورواه ابن خزيمة وصححه ابن عبد البر والخطابي.
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4062)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3753).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 343)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (5/ 277)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4056).
(3)
انظر الميزان (7/ 450).
5494 -
"عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. (هـ) عن
جابر (هـ ك) عن ابن عمر".
(عليكم [3/ 87] بالإثمد عند النوم) هذا بيان وقت استعماله ويأتي أنه صلى الله عليه وسلم كان يكتحل كل ليلة. (فإنه يجلو البصر وينبت الشعر) تعلق بظاهره قوم فأنكروا على الرجال الاكتحال نهاراً، قال ابن جرير: وهو خطأ؛ لأنه إنما خط عليه عند النوم؛ لأنه أنفع لا لكراهة استعماله في غيره من الأوقات. (هـ (1) عن جابر) فيه سعيد بن سالم العطار (2) قال في الميزان عن ابن المديني: يضع الحديث، (هـ ك (3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقد قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذَّهبي، لكن قال: فيه عثمان بن عبد الملك صويلح (4).
5495 -
"عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر. (طب حل) عن علي".
(عليكم بالإثمد فإنه منبتة) بفتح الميم وسكون النون وفتح الموحدة. اللشعر) ومثله (مذهبة للقذى) جمع قذاة ما يقع في العين من نحو تراب (مصفاة للبصر) من النوازل التي تنحدر إليه من الرأس. (طب حل (5) عن علي) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه عون بن محمَّد ابن الحنفية روى عنه جمع، ولم يوثقه أحد، وبقية رجاله ثقات، وقال العراقي في شرح الترمذي: إسناده
(1) أخرجه ابن ماجه (34996)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4054).
(2)
وانظر ميزان الاعتدال (3/ 206).
(3)
أخرجه ابن ماجة (3495)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3776): ضعيف جداً.
(4)
انظر ميزان الاعتدال (6/ 61).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 109)(183)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 178)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 96)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4055).
جيد، وفي الفتح (1): إسناده حسن.
5496 -
"عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. (طس) والضياء عن أنس (صح) ".
(عليكم بالباءة) كالحاءة كما في القاموس (2): النكاح. (فمن لم يستطع) لقلة ذات يده أو نحوه (فعليه بالصوم) يديمه ويلزمه. (فإنه له) أي لمن لم يستطع (وجاء) بزنة كساء وهو يرض الخصيتين حتى يتفضخا فشبه الصوم به وجعله نفس الوجاء لأنه يقلل شهوة النكاح ولا يقطعها، وهذا من الأدوية النافعة والطاعات التابع بعضها لبعض لأن تقليل شهوة النكاح لغير المستطيع طاعة بطاعة هي الصوم. (طس والضياء عن أنس)(3) رمز المصنف لصحته.
5497 -
"عليكم بالبياض من الثياب فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم فإنها من خير ثيابكم. (حم ن ك) عن سمرة (صح) ".
(عليكم بالبياض من الثياب) لفظ الحاكم: "عليكم بهذه الثياب البيض". (فليلبسها أحياؤكم) فإنَّها أجمل وانظر في العيون والأمر يقتضي الوجوب إلا أنه حمل على الندب إجماعاً. (وكفنوا فيها موتاكم) فيه اتخاذ الكفن وأما كونه أبيض فندب لما سلف آنفًا. (فإنها من خير ثيابكم) في لونها ورونقها وفي قوله: من خير ما يشعر بأن غيرها فيه خير أيضاً. (حم ن ك (4) عن سمرة) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي.
(1) انظر: فتح الباري (10/ 157).
(2)
القاموس (1/ 43).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (8203)، والضياء في المختارة (1853)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4058).
(4)
أخرجه أحمد (5/ 12)، والنسائي (5/ 477)، والحاكم (4/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4062).
5498 -
"عليكم بالبغيض النافع التلبينة فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء. (هـ ك) عن عائشة (صح) ".
(عليكم بالبغيض) إلى الطباع (النافع) للأدواء (التلبينة) بفتح فسكون ويقال: تلبين أيضاً حساء من نخالة ولبن وعسل كما في القاموس (1) يصير كاللبن بياضا ورقة (فوالذي نفسي بيده إنه) أي الحساء المذكور أو المذكور وفي رواية أنها وهو ظاهر (ليغسل بطن أحدكم) بإزالة ما فيه من الأدواء والأوساخ والمراد بطنه من العروق وغيرها لا نفس البطن وحده (كما يغسل) مغير صيغة (الوسخ عن وجهه بالماء) قال الموفق البغدادي: إذا شئت منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير سيما إذا كان بحاله فإنه يجلو وينفذ بسرعة ويغذي غذاء لطيفاً وقد أطال ابن القيم في الهدي (2) في قسم الطب النبوي في ذكر منافعة. (هـ ك (3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي.
5499 -
"عليكم بالتواضع فإن التواضع في القلب ولا يؤذين مسلم مسلماً فلرب متضاعف في أطمار لو أقسم على الله لأبره. (طب) عن أمامة".
(عليكم بالتواضع) وهو عدم التطاول والترفع والتكبر. (فإن التواضع في القلب) لا في الزي واللباس فإذا حل القلب فاض أثره إلى الجوارح (ولا يؤذين مسلم مسلماً) بتكبره وتطاوله عليه بغير ذلك من أنواع الأذية (فلرب متضاعف) اسم فاعل مظهر من نفسه للضعف (في أطمار) جمع طمر وهو الثوب الخلق (لو أقسم على الله لأبره) فالقدر عند الله لمن طهر قلبه وصلحت سريرته وإن كان متضاعفاً في إخلاق ثياب فلا يحتقر من كان كذلك لعله من أولياء الله ومن أهان
(1) القاموس (1/ 1586).
(2)
زاد المعاد (4/ 109).
(3)
أخرجه ابن ماجة (3446)، والحاكم (4/ 228)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3755).
لله ولياً فقد آذن الله بالحرب وخص من ذكر؛ لأنَّه غالب ما يقع الترفع على من كان كذلك. (طب (1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف لكن قال الهيثمي: فيه محمَّد بن سعيد المصلوب (2) وهو يضع الحديث.
5500 -
"عليكم بالثفاء فإن الله جعل فيه شفاء من كل داء. ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة".
(عليكم بالثفاء) بمثلثة مضمومة وفاء مفتوحة هو الخردل، وقيل: حب الرشاد. (فإن فيه شفاء من كل داء) وهو حار يابس يلين البطن ويحرك الباءة ومنافعه كثيرة. (ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة (3)) سكت عليه المصنف.
5501 -
"عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم". (طس) عن أبي أمامة (ض) ".
(عليكم بالجهاد في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله فمن كان كذلك فهو المجاهد في [3/ 88] سبيل الله وهو شامل لأنواع الجهاد. (فإنه باب من أبواب الجنة) سبب لدخول باب من أبوابها أطلق عليه من إطلاق اسم السبب على المسبب. (يذهب الله به الهم والغم) فإن الشقي من أعداء الله، والإعلاء لكلمة الله تغسل عن القلب أدران همومه وغمومه وأحزانه، فالجهاد من أدوية الغم والهم. (طس (4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عمرو بن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 186)(7768)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3755).
(2)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 585).
(3)
عزاه في كنز العمال لابن السني وأبي نعيم في الطب (رقم 28281)، ولم أجده في "الطب النبوي" لأبي نعيم المطبوع. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3757).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (8334)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 272)، والحاكم (2/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4063)، وفي الصحيحة (1941).
حصين وهو متروك انتهى، إلا أنه أخرجه الحاكم في المستدرك بلفظه وقال: صحيح وأقرَّه الذَّهبي فلو عزاه المصنف إليه لكان أولى.
5502 -
"عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحَدُوَة فإنها دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس. (طب) وابن السني وأبو نعيم (ض) ".
(عليكم بالحجامة في جوزة) بالجيم مفتوحة والزاي. (القمحدوة) بفتح القاف والميم وسكون المهملة وضم المهملة وفتح الواو والمراد نقرة القفا الناشرة فوقه التي تقع على الأرض إذا استلقى الإنسان والحجامة فيها تنفع من جحظ العين ونتوءها وغير ذلك من المنافع كما أشار إليه قوله: (فإنها دواء من اثنين وسبعين داء) غير معينة هنا. (وخمسة أدواء) عين منها أربعة وهو الوجه في أنه لم يقل من سبعة وسبعين داء ليفرق بما لم يعينه بقوله: (من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس) ولم يذكر الخامس فلعله سهو من الراوي، ومنافع الحجامة كثيرة، وقد حث عليها صلى الله عليه وسلم كثيراً. (طب (1) وابن السني وأبو نعيم عن صهيب) رمز المصنف لضعفه على الطبراني إلا أنه قال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات.
5503 -
"عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب أجيعوا أنفسكم وأظمئوها. (طب) عن ابن عباس".
(عليكم بالحزن) بضم المهملة والزاي الساكنة وقد يفتحان، معروف والمراد على ما فات من الأعمال الصالحة، وعلى ما أسلفه من الأعمال القبيحة وعلى ما يستقبله من أهوال الحشر والنشر ولو لم يكن إلا وجود الموت لكفى
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 36)(7306)، ولم أجده في الطب النبوي لأبي نعيم المطبوع، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3758)، وفي الضعيفة (3894).
وحده باعثاً على الحزن (فإنه مفتاح القلب) آلة فتحه لذكر الله ومعرفته والتفكر في آلائه، وكأنهم قالوا: يا رسول الله كيف يحصل الحزن؟ فقال: (أجيعوا أنفسكم وأظمئوها) فإن ذلك يذل النفس ويكسر سَوْرة شهواتها ويردها عن جماحها ويولد الحزن والأفكار الصالحة المثيرة للأحزان ومن حزن في هذه الدار عاد حزنه فرحا في دار القرار. (هب (1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
5504 -
"عليكم بالحناء فإنه ينور رؤوسكم ويطهر قلوبكم ويزيد في الجماع وهو شاهد في القبر. ابن عساكر عن واثلة".
(عليكم بالحناء) أي بالاختضاب به. (فإنه ينور رؤوسكم) يقويها ويثبت شعرها ويحسنها ويزيل ما بها من نحو قروح وبثور. (ويطهر قلوبكم) يؤثر فيها نورانية ويزيل عنها الظلمة أو يطهرها عن الأخلاق المرذولة لخاصية جعلها الله فيه. (ويزيد في الجماع) وزيادته محبوبة إلى الله تعالى لما فيه من التناسل وإعفاف موطوءة الرجل. (وهو شاهد في القبر) يشهد للمؤمن عند الملائكة. واعلم: أن للحناء فوائد عديدة سردها ابن القيم (2) في الهدي ويأتي بعضها قريباً. (ابن عساكر (3) عن واثلة) سكت عليه المصنف، وقال: ابن الجوزي في الواهيات لا يصح؛ ولأنه رواه من طريق معروف الخياط، وقال ابن عدي: إن المعروف بن عبد الله الخياط له أحاديث منكرة جداً.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 267)(11964)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3759).
(2)
زاد المعاد (4/ 82).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (43/ 566)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 690)، وابن عدي في الكامل (2/ 326)، وانظر كشف الخفا (2/ 448)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3760)، وفي الضعيفة (1469): موضوع.
5505 -
"عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل. (د ك هق) عن أنس (صح) ".
(عليكم) أيها المسافرون (بالدلجة) بالضم والفتح للمهملة سير أول الليل فإن ساروا من آخره فأدّلجوا بالتشديد كما في القاموس (1) والحديث يحتمل الأمرين والتعليل بقوله: (فإن الأرض تطوى بالليل) صحيح على الاحتمالين أي يطويها الله بقدرته للمسافر ما لا يطويها نهارا وهو حث للمسافر على ما فيه الرفق له. (د ك هق (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: على شرطهما، وأقرَّه الذَّهبي وقال: قال المنذري بعد عزوه لأبي داوود: إسناده حسن.
5506 -
"عليكم بالرمي، فإنه من خير لهوكم. البزار عن سعد".
(عليكم بالرمي، فإنه من خير لهوكم) قال الطرطوشي: أصل اللهو ترويح النفس بما لا تقتضيه الحكمة.
قلت: وفي الحديث أن بعض اللهو مأمور به لا لكونه لهواً في الحقيقة بل لما فيه من المنافع الآجلة. (البزار عن سعد)(3) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا حاتم بن الليث وهو ثقة.
5507 -
"عليكم بالرمي، فإنه من خير لعبكم. (طس) عن سعد (صح) ".
(عليكم بالرمي، فإنه خير لعبكم) هو كما سلف. (طس (4) عن سعد) بن أبي
(1) القاموس (1/ 242).
(2)
أخرجه أبو داود (2571)، والحاكم (1/ 613)، والبيهقي (5/ 256)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 40)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4064).
(3)
أخرجه البزار في مسنده (1146)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4066).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2049)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 268)، ووصححه الألباني في صحيح الجامع (4065).
وقاص رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا حاتم المذكور.
5508 -
"عليكم بالزبيب، فإنه يكشف المرة، ويذهب بالبلغم، ويشد العصب، ويذهب بالعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالهم. أبو نعيم عن علي (ض) ".
(عليكم بالزبيب، فإنه يكشف المرة) بكسر الميم وتشديد الراء فإنه مزاج من أمزجة البدن يظهرها ويبرزها. (ويذهب بالبلغم) أي يذهب به [3/ 89](ويشد العصب) بحركة الصاد المهملة أطناب المفاصل أي يقويها. (ويذهب بالعياء) بفتح المهملة وتخفيف للمثناة التحتية: التعب. (ويحسن الخلق، ويطيب النفس) لما يحدث فيها من الانبساط والانشراح. (ويذهب بالهم) هو كالعنب الحلو منه حار والحامض بارد قابض. (أبو نعيم (1) عن علي) رمز المصنف لضعفه.
5509 -
"عليكم بالسراري فإنهن مباركات الأرحام. (طس ك) عن أبي المرداء (د) في مراسيله، والعدني عن رجل من بني هاشم مرسلاً (صح) ".
(عليكم بالسراري) جمع سرية بضم وبكسر ثم تشديد وقد تكسر السين أيضاً سميت به لأنها من التسري وأصله من السر وهو من أسماء الجماع، وأطلق عليها ذلك لأنها تكتم أمرها عن الزوجة غالباً قال الراغب (2): قال عمر: ليس قوم أكيس من أولاد السراري لأنهم يجمعون عز العرب ودهاء العجم. (فإنهن مباركات الأرحام) كثيرة النتاج، إن قيل: تقدم من حديث أنس: "تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد فإنه لون مشوه" وهنا حث على السراري.
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2840)، وانظر كشف الخفا (2/ 431) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3761).
(2)
مفردات القرآن (ص 1276).
قلت: ليس كل سرية سوداء فإن ألوان الترك والعجم ألوان صافية فيحمل هذا على اللون الحسن وفي الجيوش من هو صافي اللون أيضاً. (طس (1) مالك عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته ولكن من رواته: عثمان بن عطاء الخرساني وعنه: محمَّد بن عبد الله بن قلابة، وعنه عمرو بن الحصين، قال ابن الجوزي: موضوع لأنَّ عثمان بن عطاء لا يحتج به، وابن قلابة يروي الموضوعات عن الثقات وعمرو بن الحصين ليس بشيء، انتهى وقال ابن حجر في الفتح والمطالب العالية: إسناده واهٍ، وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: فيه عمرو بن الحصين العقيلي متروك. (د (2) في مراسيل، والعدني عن رجل من بني هاشم مرسلاً) وأخرج أحمد من حديث ابن عمرو مرفوعاً:"انكحوا أمهات الأولاد فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة"(3) قال ابن حجر: إسناده أصلح من الأول، لكنَّه غير صريح في التسري.
5510 -
"عليكم بالسكينة عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم. (طب هق) عن أبي موسى (ح) ".
(عليكم بالسكينة): الوقار والتأني (عليكم بالقصد) التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط (في المشي بجنائزكم) وذلك بأن يكون بين المشي المعتاد والخبب لصحة الأمر بالإسراع بها. (طب هق (4) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8353)، وراجع: فتح الباري (9/ 127)، والمطالب العالية (5/ 287)، والموضوعات (2/ 259)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3762)، وفي الضعيفة (3895).
(2)
أبو داود في مراسيله (1/ 181). راجع: المطالب العالية (5/ 287).
(3)
ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1349).
(4)
أخرجه الطيالسي (522)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3763).
5511 -
"عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت". (هـ ك) عن عبد الله بن أم حرام (صح) ".
(عليكم بالسنا) بالمد والقصر منافعه كثيرة. (والسنوت) بزنة تنور ويروى بضم المهملة، والفتح أفصح، قيل: العسل، وقيل: الرب، وقيل: الكمون الكرماني، وقد عد ابن القيم (1) فيه ثمانية أقوال، وحكى عن بعض الأطباء أن الأجدر بالمعنى والأقرب إلى الصواب أنه العسل الذي يكون في زقاق السمن. (فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت) بالمهملة وهو الموت، فيه أن الموت من الأدواء وطريق استعماله أن يخلط السنا مدقوقاً بالعسل المخالط السمن ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردا لما في العسل والسمن من إصلاح السنا وإعانته على الإسهال. (هـ ك (2) عن عبد الله بن أم حرام) ضد الحلال، رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وتعقَّبه الذَّهبي بأنَّ فيه عمرو بن بكر عن إبراهيم بن أبي عبيدة وعمرو اتهمه ابن حبان وقال ابن عدي: له مناكير (3).
5512 -
"عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم، مرضاة للرب. (حم) عن ابن عمر (صح) ".
(عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم) وطيبه محبوب لله؛ لأنه طريق القرآن والذكر ولأن الله يحب الرائحة الطيبة. (مرضاة للرب) يرضاه وكل ما يحبه الرب يتعين الإتيان به وهو على جهة الندب إذا لم يجب كما هنا فإنه قام الدليل على ندبه وذهب إسحاق بن راهويه كما حكاه عنه الماوردي إلى وجوبه لكل صلاة وإن من
(1) زاد المعاد (4/ 67).
(2)
أخرجه ابن ماجة (3457)، والحاكم (4/ 224)، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 21)، وحسنه الألباني في الصحيح الجامع (4067)، وصححه في الصحيحة (1798).
(3)
الكامل في الضعفاء (5/ 146).
تركه عمدا لم تصح صلاته، وبه قدح على من زعم الإجماع على ندبه وإن كان قول إسحاق غير صحيح فإن الحق ندبه ندبا مؤكداً. (حم (1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي والمنذري: فيه ابن لهيعة، ورواه البخاري تعليقا مجزوما من حديث عائشة، وابن خزيمة موصولا كما بينه العراقي.
5513 -
"عليكم بالسواك، فنعم الشيء السواك: يذهب بالحفر وينزع البلغم، ويجلو البصر، ويشد اللثة، ويذهب بالبخر، ويصلح المعدة، ويزيد في درجات الجنة، ويُحْمِدُ الملائكة ويرضي الرب، ويسخط الشيطان. عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا عن أنس (ض) ".
(عليكم بالسواك، فنعم الشيء السواك: يذهب بالحفر) بالمهملة والفاء مفتوحتين وتسكن الفاء آخره راء داء يكون في أصول الأسنان أو صفرة تعلو الأسنان (وينزع البلغم) عن المعدة. (ويجلو البصر) لأنه يستخرج المائة النازلة من الدماغ (ويشد اللثة) وهي اللهاة وتقويتها قوة للأسنان (ويذهب بالبخر) بالمعجمة محركة هو تغيير رائحة الفم. (ويصلح المعدة) وهذه فوائد بدنية والفوائد الدينية ما أفاده (ويزيد في درجات الجنة، وتحمِده الملائكة) يبنى على فاعله. (ويرضي الرب ويسخط الشيطان) وفوائده جمة، قد ألف فيها بعضهم كتاباً مستقلًا. (عبد الجبار الخولاني) (2) بفتح المعجمة وسكون الواو وآخره نون: نسبة إلى خولان قبيلة نزلت بالشام (في تاريخ داريا) بالمهملة مفتوحة فراء بعد الألف فمثناة تحتية قرية بالشام (عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه أحمد (2/ 108)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 220)، والترغيب والترهيب (1/ 101)، راجع: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 79)، والتلخيص الحبير (1/ 60)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4068).
(2)
أخرجه الخولاني في تاريخ داريا (ص: 105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3764).
5514 -
"عليكم بالشام. (طب) عن معاوية بن حيدة (ض) ".
(عليكم بالشام) أي سكونه قيل مطلقا لكونه أرض الحشر والنشر، وقيل: في آخر الزمان؛ لأنَّ جيوش الإِسلام ينزوي إليها عند فساد أمر الدين وغلبة الشر على الخير. (طب (1) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: أسانيده كلها ضعيفة لكن رواه أبو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح في حديث طويل.
5515 -
"عليكم بالشام؛ فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه، فمن أبي فليلحق بيمنه، وليسق من غُدُرِه، فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله. (طب) عن واثلة".
(عليكم بالشام؛ فإنها صفوة بلاد الله) أي المختارة منها. (يسكنها خيرته من خلقه) فخير البقاع يسكنها خير الناس. (فمن أبى) امتنع عن سكون الشام. (فليلحق بيمنه) أي ينزل باليمن ويسكنها إن لم يسكن الشام وأضاف اليمن إلى المأمور مع جعل الشام صفوة مضافة إليه تعالى ما يدل على علو شأن الشام (وليستق) أمر من الاستقاء. (من غُدُرِه) بضم المعجمة والمهملة بوزن ورد جمع غدير، قيل: إن الضمير فيها للشام وإنه عطف على قوله: "عليكم بالشام" وقوله. (فإنَّ الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله) اعتراض ولا يخفى أنَّ الأقرب اليمن وإن كان قوله: "فإنَّ الله تكفل لي بالشام وأهله" يؤيد الأول أي ضمن لي حفظها وحفظ أهلها. (طب (2) عن واثلة) سكت المصنف عليه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 420)(1015)، وأبو يعلى برقم (5551)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 42)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4069).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 58)(157)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 59)، والعلل المتناهية (1/ 311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4070).
5516 -
"عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن (هـ ك) عن ابن مسعود".
(عليكم بالشفاءين) قال المظهر: شفاء البئر والنهر طرفه والشفاء من المرض معافاة طرق السلامة وصار اسماً للبئر. (العسل) وهو لعاب النحل وله مائة اسم كذا قيل (والقرآن) أجره ترقيا إلى الأعظم الأشرف الأنفع جمع بين الطب البشري والإلهي وبين الفاعل الطبيعي والروحاني وطب الأجساد وطب الأرواح والسبب الأرضي والسماوي وقد أطال وأطاب ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم في الطب في بيان شأن القرآن والعسل (1)، وقدمنا في الجزء الأول ما فيه كفاية. (هـ ك (2) عن ابن مسعود) قال الحاكم: صحيح على شرطهما، وقال البيهقي في الشعب: الصحيح موقوف على ابن مسعود.
5517 -
"عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا؛ ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله. (حم خد هـ) عن أبي بكر (صح) ".
(عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر) أي مصاحب له وملازم دائر معه حيث دار، والبر الإحسان وهو عام للإحسان مع الخالق والمخلوق والنفس. (وهما في الجنة) أي الصدق والإحسان من صفات أهل الجنة وأخلاقهم أو هما وصاحبهما المتصف بهما فيها، (وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور) يلازمه ويصاحبه والفجور الخروج عن الطاعة، (وهما في النار) أي من صفات أهلها وأخلاقهم أو يتجسدان في الآخرة ويزج بهما في النار فيكونا مع أصحابها
(1) انظر: زاد المعاد (4/ 30).
(2)
أخرجه ابن ماجة (3452)، والحاكم (4/ 223)، وانظر الشعب (2581)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3765).
المتصفين بهما، (وسلوا الله اليقين) فإنه من أعطاه الله اليقين كان صادقاً في أفعاله وأقواله باراً في جميع أحواله، (والمعافاة) عن الصفات القبيحة والأسقام البذيئة، (فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيراً من العافية) لأن باليقين حصلت عافية دينه وبالعافية كفى دينه بدنه فتتم له الطاعة بالقلب والجوارح. (ولا تحاسدوا) لا يحسد أحدكم غيره. (ولا تباغضوا) فإن الله يحب المتحابين فيه ويبغض المتباغضين. (ولا تقاطعوا) التقاطع التهاجر وهو منهي عنه لما يجر إليه من تشاحن القلوب، (ولا تدابروا) كناية عن التباعد والتهاجر كأن كل واحد يوجه إلى الآخر دبره ولا يقبل عليه بوجهه. (وكونوا عباد الله) في هذه العبارة التنويه جمع للقلوب وتنبيه على أن الكل عبيد لمالك واحد وأنهم قد شرفوا بالإضافة إليه وبكونهم عبيداً له، فلا يفخر أحد على أحد لاستوائهم في تلك الرتبة ولا يتخلقون بالأخلاق التي نهاهم عنها فيفسدوا شرف الاتصاف بالعبودية له تعالى. (إخواناً كما أمركم الله) حيث قال:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، وهو وإن كان خيراً فهو في قوة كونوا [3/ 91] إخوة يشفق بعضكم على بعض؛ ولأن أمرهم أيضاً بهذه الصيغة أي قوله كونوا إخواناً على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. (حم خد هـ (1) عن أبي بكر الصديق) رمز المصنف لصحته ورواه النسائي في اليوم والليلة.
5518 -
"عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. (حم خد م ن) عن ابن مسعود (صح) ".
(1) أخرجه أحمد (1/ 3)، والنسائي في الكبرى (10719)، والبخاري في الأدب (724)، وابن ماجة (3849)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4072).
(عليكم بالصدق) عام للأقوال والأفعال وإن كان في الأول أشهر، فإنه يقال صدق في فعله ومكيال صادق إذا كان وافيًا ونحوه. (فإن الصدق يهدي إلى البر) يدل عليه ويعود إليه، والواسم جامع لأنواع الخير كلها. (وإن البر يهدي إلى الجنة) يدل عليها ويوصل إلى حلولها وهي غاية كل مطلوب وقد وقع نيلها بسبب الصدق فهو السبب الأولى وسبب السبب (وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً) فيكون من رفقاء النبيين كما قال الله تعالى:{وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] ولو لم يكن للصدق إلا هذا الشرف لكفاه، (وإياكم) احذر. (والكذب فإن الكذب يهدي) من باب اهدوهم إلى صراط الجحيم أو قصد مشاكلة قريبه. (إلى الفجور) الميل عن الاستقامة والانبعاث في المعاصي، (وإن الفجور يهدي إلى النار) والسبب الأولى الكذب فالكذب يهدي إلى النار، (وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) والمراد إظهار ذلك لخلقه بكتابته في اللوح أو الصحف أو بالإلقاء في القلوب وعلى الألسنة والعقاب في الآخرة عقاب الكذابين. (حم خد م ن (1) عن ابن مسعود).
5519 -
"عليكم بالصدق، فإنه باب من أبواب الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار. (خط) عن أبي بكر (ض) ".
(عليكم بالصدق، فإنه باب من أبواب الجنة) أي سبب لدخولها فكأنه بابها الذي يدخل منه. (وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار) سبب لدخول باب من أبوابها أو أن في أبوابها باباً يقال الكذب وهذا عام لكل كذب في جد أو هزل وقد رخص فيه على الزوجة والصلح وفي الحرب وقيل لا ترخيص فيه أصلاً
(1) أخرجه أحمد (1/ 432)، والبخاري في الأدب المفرد (386)، ومسلم (2607)، والنسائي في الكبرى (10719).
انما يأتي بالمعاريض من الكلام. (خط (1) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه، وذلك لأن فيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال الذهبي في الضعفاء (2): كذبوه.
5520 -
"عليكم بالصف الأول، وعليكم بالميمنة، وإياكم والصف بين السواري". (طب) عن ابن عباس (ض).
(عليكم بالصف الأول) أي في صلاة الجماعة وهو الذي يلي الإمام. (وعليكم بالميمنة) أي من الصف الأول وظاهره أنه أفضل من السمت. (وإياكم والصف بين السواري) جمع سارية وهي العمود وكان وجه الحكمة بقطع الصفوف بتخلل السواري والله يحب أن يكون صفاً متصلاً. (طب (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن يوسف المكي وهو ضعيف.
5521 -
"عليكم بالصلاة فيما بين العشائين) فإنها تذهب بملاغاة النهار. (فر) عن سلمان (ض).
(عليكم بالصلاة فيما بين العشائين) أي المغرب والعشاء ففيه تغليب والمراد النفل بينهما، (فإنها تذهب بملاغاة) جمع لغو (النهار) أي بإثم لغوه، وتصدق ولو بركعتين ولفظه في مسند الفردوس: فإنها تذهب بملاغاة أول النهار. (فر (4) عن سلمان) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه إسماعيل بن أبي زياد بالمثناة التحتية
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3766)، والضعيفة (3905): موضوع.
(2)
انظر المغني (2/ 384).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 357)(12004)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3767)، والضعيفة (2895).
(4)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3029)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3768)، وقال في الضعيفة (681): موضوع.
لا النون وهو متروك يضع الحديث قاله الدارقطني، فكان على المصنف حذفه من كتابه.
5522 -
"عليكم بالصوم، فإنه محسمة للعروق، ومذهبة للأشر. أبو نعيم في الطب عن شداد بن عبد الله".
(عليكم بالصوم، فإنه محسمة) بالمهملتين اسم آلة من الحسم وهو القطع. اللعروق) قيل: أي مانع للمني عن السيلان لأنه يقلله جداً. (ومذهب) يزله محسمة أي آلة للذهاب. (للأشر) البطر بزنته، ومعناه أن الصوم يكسر النفس ويذهب بطرها. (أبو نعيم (1) في الطب عن شداد بن عبد الله).
5523 -
"عليكم بالعمائم؛ فإنها سيما الملائكة، وأرخوا لها خلف ظهوركم. (طب) عن ابن عمر (هب) عن عبادة (ض) ".
(عليكم بالعمائم) أي بلبسها. (فإنها سيما الملائكة) أي علامتهم يوم بدر أو دائماً وفيه ندب التحلي بحلية الملائكة والأبرار (وأرخوا لها خلف ظهوركم) فيه ندب العذبة التحتية والفوقية فإنهما خلف الظهور وقدر الإرخاء غير مذكور فتصدق على القليل وتقبح إن جاوز الحد. (طب عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عيسى بن يونس، (هب (2) عن عبادة) فيه الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان، قال العراقي: في شرح الترمذي والأحوص ضعيف.
5524 -
"عليكم بالغنم؛ فإنها من دواب الجنة: فصلوا في مراحها، وامسحوا رَغَامَهَا. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3769)، والضعيفة (4111).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 383)(13418) عن ابن عمر وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 120)، وأخرجه البيهقي في الشعب (6262) عن عبادة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3770)، والضعيفة (669).
(عليكم بالغنم) باتخاذها واقتنائها، والغنم جنس يطلق على الضأن والمعزى ولا واحد للغنم من لفظه (فإنها من دواب الجنة) أي أخرجت منها أو هي الآن جنسها فيها أو هي داخلة في الآخرة إليها. (فصلوا في مراحها) بفتح الميم فراء فحاء المهملة مأواها، (وامسحوا رَغَامَهَا)[3/ 92] بالمعجمة والمشهور فيه والمروي بالمهملة قاله في النهاية (1) وفسره عليهما ما يسيل من أنوفها، وتمام الحديث عند مخرجه: قلت: يا رسول الله ما الرغام، قال صلى الله عليه وسلم:"المخاط" والأمر قيل للإباحة والأظهر الندب. (طب (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه صبيح لم أجد من ترجمه.
5525 -
"عليكم بالقرآن: فاتخذوه إماما وقائدًا، فإنه كلام رب العالمين الذي هو منه وإليه يعود، فآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله. ابن شاهين في السنة وابن مردويه عن علي".
(عليكم بالقرآن) الزموا تدبره وتلاوته (فاتخذوه إمامًا وقائداً) تقتدون به وتنقادون لأمره ونهيه. (فإنه كلام رب العالمين) فأي هدي أعظم من هديه وأي كلام أنفع منه. (الذي هو) أي القرآن. (منه) من عنده تعالى. (وإليه يعود) حين يرفعه أو يعود أجر تلاوته عند أن يصعد إليه الكلم الطيب أو بيان متشابهه. (فآمنوا بمتشابهه) كما وصفه الله تعالى وذلك الراسخون في العلم (واعتبروا) اتعظوا (بأمثاله) التي ضربها لكم وما يعقلها إلا العالمون وتقدم الكلام في الأمثال. (ابن شاهين في السنة وابن مردويه (3) عن علي) سكت المصنف عليه.
(1) النهاية (2/ 587).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5346)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 67)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4073).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4023)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3771)، والضعيفة (3906): موضوع.
5526 -
"عليكم بالقرع، فإنه يزيد في الدماغ، وعليكم بالعدس، فإنه قدس على لسان سبعين نبياً. (طب) عن واثلة (ض) ".
(عليكم بالقرع) بفتح القاف وسكون الراء وقد تفتح بعدها مهملة وهو الدباء. (فإنه يزيد في الدماغ) في قوته وزيادته زيادة للبدن جميعاً وقد كان صلى الله عليه وسلم يحبه وفي مسند أحمد عن أنس: "كان أحب الطعام إليه صلى الله عليه وسلم الدباء"(1). (وعليكم بالعدس، فإنه قدس) عظم شأنه بذكر منافعه والانتفاع به (على لسان سبعين نبياً) زاد البيهقي: "آخرهم عيسى بن مريم عليه السلام وهو يرق القلب ويسرع الدمع". وأخرج ابن السني في الطب عن أبي هريرة مرفوعاً: "أن نبياً من الأنبياء اشتكى إلى الله تعالى قساوة قلب قومه فأوحى الله إليه: أن مر قومك يأكلوا العدس فإنه يرق القلب ويدمع العينين ويذهب الكبر وهو طعام الأبرار"(2). قال ابن القيم (3): قد ورد فيه يعني العدس أحاديث كثيرة كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل شيئاً منها ثم ذكر هذه الأحاديث، قال: وأرفع شيء جاء فيه وأصحّه أنه شهوة اليهود التي قدموها على المن والسلوى وهو قرين الثوم والبصل في الذكر وطبعه طبع الموت بارد يابس وساق كلاماً حسناً. (طب (4) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه، قال: فيه عمرو بن الحصين وهو متروك، قال الزركشي: وجدت بخط ابن الصلاح أنه حديث باطل، وقال النووي: حديث أكل البطيخ والباقلاء والعدس والأرز ليس فيه شيء صحيح، وسُئل عنه ابن المبارك قال: ولا على لسان نبي واحد، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات من عدة طرق
(1) أخرجه أحمد (3/ 204).
(2)
ذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة (2/ 180)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 299).
(3)
المنار المنيف (ص: 51 - 52)، ونقد المنقول (ص: 42).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 63)(152)، وانظر الموضوعات (2/ 294)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3772)، والضعيفة (40): موضوع.
وحكم عليه بالوضع ودندن عليه المصنف بما لا طائل تحته.
5527 -
"عليكم بالقرع، فإنه يزيد في العقل، ويكثر الدماغ. (هب) عن عطاء مرسلًا".
(عليكم بالقرع، فانه يزيد في العقل، ويكثر الدماغ) لما فيه من الرطوبة وهو بارد رطب في الثانية وهو أقل الثمار الصيفية مضرة وله في دفع الحميات اليد البيضاء. (طب (1) عن عطاء مرسلاً) سكت عليه المصنف وفيه مخلد بن قريش قال في اللسان (2): قال ابن حبان في الثقات: يخطئ.
5528 -
"عليكم بالقنا والقسي العربية، فإن بها يعز الله دينكم ويفتح لكم البلاد. (طب) عن عبد الله بن بسر".
(عليكم بالقنا) بفتح القاف بعدها نون، جمع قناة وهي الرمح. (والقسي) بكسر القاف جمع قوس (العربية) أي التي يرمي بها العرب أو تصنعها، قال ابن تيمية (3): احترز بالعربية عن العجمية، فتكره؛ لأنَّها من زي العجم وقد أمرنا بمخالفتهم. (فإن بها) تقديمه للاهتمام لا للحصر. (يعز الله دينكم) أي دين الإِسلام. (ويفتح لكم البلاد) وهو من أعلام نبوته فإنه إخبار عن غيب وقد وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم. (طب (4) عن عبد الله بن بسر) قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا عليه السلام إلى خيبر فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من وراءه، أو قال: على كتفه اليسرى ثمَّ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الجيش فمر برجل يحمل قوسا فارسيا فقال: "ألقها فإنها ملعونه ملعون
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (5947)، وانظر اللسان (6/ 107)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3773)، والضعيفة (510): موضوع.
(2)
انظر: الثقات لابن حبان (9/ 185)، واللسان (6/ 9).
(3)
اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 140).
(4)
أخرجه الضياء في المختارة (97)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3774).
من يحملها" ثم ذكره وفيه بكر بن سهل الدمياطي (1)، قال الذهبي: مقارب الحديث -وقال النسائي: ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح، قال الهيثمي: إلا أني لم أجد لأبي عبيدة بن سليم من عبد الله بن بسر سماعا.
5529 -
"عليكم بالقناعة فإن القناعة مال لا ينفد. (طس) عن جابر"(ض).
(عليكم بالقناعة) أي الرضا بالقليل [3/ 93]، وقيل: هي الاكتفاء بما يندفع به الحاجة أو السكون عند عدم المألوف أو ترك التشوف إلى المقصود والرضا الموجود. (فإن القناعة مال لا ينفد) سماها مالاً لأن المراد أن من اتصف بها كمن اتصف بوجدان المال في راحة الخاطر إلا أنها تزيد عليه لأنها لا تنفد أي لا يخشى نفادها ولا يقع في شيء خير من المال لأنه يخشى نفاده. (طس (2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه خالد بن إسماعيل المخزومي متروك.
5530 -
"عليكم بالكحل، فإنه ينبت الشعر، ويشد العين. البغوي في مسند عثمان عنه".
(عليكم بالكحل) أي الاكتحال بالإثمد كما سلف. (فإنه ينبت الشعر) شعر الأهداب. (ويشد العين) يقوي نورها لما يخففه من المواد الفاسدة. (البغوي (3) في مسند عثمان عنه) أي عن عثمان سكت المصنف عليه.
5531 -
"عليكم بالمرزنجوش فشموه، فإنه جيد للخشام. ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس".
(عليكم بالمرزنجوش) بالراء فزاي فنون فجيم آخره معجمة الريحان
(1) انظر المغني (1/ 113).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2134)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 256)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3775)، والضعيفة (3907): موضوع.
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4048)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3776) ضعيف جداً.
الأسود أو نوع من الطيب أو نبت له ورق يشبه ورق الآس. (فشموه، فإنه جيد للخشام) بمعجمة مضمومة فمعجمة أي الزكام، وفي الفردوس الخشام داء يأخذ الإنسان في خيشومه ومنه يقال رجل مخشوم، والخيشوم الأنف، قال ابن القيم (1): إنه حار يابس في الثالثة ينفع شمه من الصداع البارد الكائن عن البلغم والسوداء والزكام والرياح الغليظة ويفتح السدد الحادثة في الرأس والمنخرين وأطال في منافعه بما هو معروف في الهدي. (ابن السني وأبو نعيم (2) في الطب عن أنس) سكت عليه المصنف، قال ابن القيم: لا أعلم صحته.
5532 -
"عليكم بالهليلج الأسود فاشربوه، فإنه من شجر الجنة طعمه مر، وهو شفاء من كل داء. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(عليكم بالهليلج الأسود) الكابلي أو الهندي. (فاشربوه) بعد نقعه بالماء. (فإنه من شجر الجنة) وأشجار الجنة كلها منافع لا ضار فيها. (طعمه مر) فلا تنفروا عنه. (وهو شفاء من كل داء) والهليلج بارد في الأولى يابس في الثانية أكله يطفئ الصفراء وينفع الخفقان والجذام والتوحش والطحال ويقوي خمل المعدة. (ك (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه سيف بن محمَّد الثوري (4) قال الذهبي: قال أحمد وغيره في سيف: أنه كذاب.
5533 -
"عليكم بالهندباء، فإنه ما من يوم إلا وهو يقطر عليه قطر من قطر
(1) زاد المعاد (4/ 356).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (673) وقال محققه: أخرجه ابن السني في الطب النبوي (ق 55/ 2)، والديلمي في الفردوس (4050)، وقال الأزدي: إنه باطل، وانظر لسان الميزان (3/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3777).
(3)
أخرجه الحاكم (4/ 448)، وأبو نعيم في الطب برقم (654)، وسكت عنه الحاكم وقول الذهبي في تلخيص المستدرك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (3778)، والضعيفة (3909): موضوع.
(4)
انظر المغني (1/ 292).
الجنة". أبو نعيم عن ابن عباس".
(عليكم بالهندباء) في القاموس (1) بالكسر وفتح الدال وقد تكسر: بقلة معروفة الواحدة هندباءة، قيل: يحتمل أن المراد في الحديث بذره أو ورقه أو أصله والأول أقرب، قال ابن القيم (2): هي مستحيلة المزاج منقلبة بانقلاب فصول السنة فهي في الشتاء باردة ورطبة في الصيف حارة يابسة وفي الربيع والخريف معتدلة وفي غالب أحوالها تميل إلى البرودة واليبس وهي قابضة جيدة للمعدة وأطال في عدة منافعها بعد أن ذكر أن فيها ثلاثة أحاديث موضوعة عد منها هذا الحديث المذكور. (فإنه ما من يوم إلا وهو يقطر عليه قطر من قطر) بفتح القاف وسكون الطاء وفتحها. (الجنة) وكل ما كان من الجنة فهو مأمور بالاتصال به والتبرك. (أبو نعيم (3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وسمعت قول ابن القيم: إنه موضوع، وفيه عمرو بن أبي سلمة ضعفه ابن معين وغيره.
5534 -
"عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها". ابن السني وأبو نعيم عن صهيب".
(عليكم بأبوال الإبل البرية) أي شربها والتداوي بها وهي من أدوية الاستشفاء والإرشاد هنا إلى مداوة ذلك الداء بها وهو من أدلة طهارتها ومن حكم بنجاستها قال يجوز التداوي بالنجس، وقال ابن القيم (4): لا يجوز التداوي بالمحرمات ولم يأمروا مع قرب عهدهم بالإِسلام بغسل أفواههم وما
(1) انظر القاموس (1/ 139).
(2)
زاد المعاد (4/ 368).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الطب (برقم 676) راجع لسان الميزان (1/ 337)، والمنار المنيف (ص: 54)، والموضوعات (3/ 120)، وتنزيه الشريعة (2/ 247)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (509): موضوع.
(4)
زاد المعاد (4/ 42).
أصابته ثيابهم من أبوالها للصلاة وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، يريد فدل على الطهارة. (وألبانها) خص البرية لأنها ترعى المراعي الزكية الطيبة، قال ابن العربي: ولا يمتنع أن يكون بول الإبل وألبانها دواء لبعض الأشخاص في بعض الأحوال في بعض البلدان.
قلت: ثبت في الصحيحين (1) من حديث أنس قال: قدم رهط من عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من ألبانها وأبوالها" فلما صحوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم .. الحديث، قال ابن القيم: لبن اللقاح العربية نافع من السدد لما فيه من التفتيح ونقل عن الأطباء كلاما جيدا في منافع الألبان والأبوال المذكورة. (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب)(2).
5535 -
"عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها. (د) عن ابن عباس".
(عليكم بأسقية [3/ 94] الأدم) بفتحتين جمع أديم وهو الجلد المدبوغ والسقاء ظرف الماء واللبن. (التي يلاث) بمثلثة تشد وتربط. (على أفواهها) لحديث إرشاده إلى الإناء الذي يكون فيه الماء وإلى الشد على أفواه الأسقية لئلا يدخل ما يضر. (د (3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وقيل: إنه رمز لحسنه.
5536 -
"عليكم باصطناع المعروف، فإنه يمنع مصارع السوء، وعليكم بصدقة السر، فإنها تطفئ غضب الله عز وجل. ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج
(1) أخرجه البخاري (231)، ومسلم (1671).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (377)، وقال محققه: وأخرجه ابن السني في الطب (ق 33 أ) والبزار في مسنده (2096)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3752)، وقال الألباني في الضعيفة (1407): ضعيف جداً.
(3)
أخرجه أبو داود (3694)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4051).
عن ابن عباس".
(عليكم باصطناع المعروف) إلى كل أحد من بني آدم بل وإلى سائر الحيوانات، فإن امرأة دخلت النار في هرة، وزانية دخلت الجنة في إحسانها إلى كلب. (فإنه يمنع مصارع السوء) تقدم بلفظه والكلام عليه. (وعليكم بصدقة السر) التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى وتقدم بيان فضلها في السبعة الذين يظلهم الله بظله، وأنه هل المراد مطلق الصدقة أو النفل فقط. (فإنها تطفئ غضب الله عز وجل قد ثبت هذا التعليل لمطلق الصدقة فيما تقدم فأما أن يقال يحمل المطلق على المقيد وهو بعيد هنا، أو يقال: المراد أن هذه أكثر إطفاء. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (1) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه ومتنه صحيح.
5537 -
"عليكم بألبان الإبل والبقر، فإنها ترم من الشجر كله وهو دواء من كل داء. ابن عساكر عن طارق بن شهاب".
(عليكم بألبان الإبل والبقر، فإنها) أي المذكورة. (ترم) بالراء مضمومة ومكسورة تجمع (من الشجر) كله من الحار والبارد والرطب فيعتدل لبنها لذلك قال ابن القيم (2): اللبن وإن كان بسيطا في الجنس إلا أنه مركب في أصل الخلقة تركيباً طبيعياً من جواهر ثلاثة: الجبنية والسمنية والمائية، فالجبنية: باردة رطبة مغذية للبدن، والسمنية: معتدلة الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح كثيرة المنافع، والمائية: حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن وأجود ما يكون عند حلبه ثم لا تزال تنقص جودته على ممر الساعات فيكون حين تحلب أقل برودة وأكثر رطوبة والحامض بالعكس وأجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذّ طعمه وكان فيه حلاوة يسيرة ودسومة معتدلة
(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (6)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4052).
(2)
انظر: زاد المعاد (4/ 352).
واعتدل قوامه في الرقة والغلظ وحلب من حيوان فتي صحيح معتدل اللحم محمود المرعى والمشرب وهو محمود يولد دماً جيدا ويرطب البدن اليابس ويغذوا غذاء حسناً وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية وأطال في منافعه (وهو دواء من كل داء) عموم مراد به الخصوص كما عرف في محله. (ابن عساكر عن طارق بن شهاب)(1).
5538 -
"عليكم بألبان البقر: فإنها ترم من الشجر كله وهو دواء من كل داء. ابن عساكر عن طارق بن شهاب".
(عليكم بألبان البقر: فإنها ترم من كل شجر) قال ابن القيم (2): لبن البقر يغذو البدن ويخصبه ويطلق البطن باعتدال وهو من أعدل الألبان، وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والغلظ والدسم. (وهو) شفاء. (من كل داء) قال ابن القيم: إذا شرب لبن البقر بعسل نفع من السم القاتل والحية والعقرب. (ك)(3) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف.
5539 -
"عليكم بألبان البقر، فإنها دواء، وأسمانها، فإنها شفاء، وإياكم ولحومها، فإن لحومها داء. ابن السني وأبو نعيم (ك) عن ابن مسعود".
(عليكم بألبان البقر، فإنها دواء، وأسمانها) جمع سمن. (شفاء) قال ابن القيم رحمه الله (4): السمن حار رطب في الأولى فيه جلاء يسير ولطافة، وذكر جالينوس: أنه أبرأ به الأورام الحادثة في الأذن والأرنبة وإذا دلك به موضع
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 421)، وانظر فيض القدير (4/ 347)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3754).
(2)
انظر: زاد المعاد (4/ 352).
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 446)، وابن الجعد في مسنده (2073)، والبزار في مسنده (1450)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1808).
(4)
زاد المعاد (4/ 293).
الأسنان نبتت سريعاً وإذا خلط مع عسل ولوز مر جلا ما في الصدور والرئة والكيموسات الغليظة اللزجة إلا أنه ضار بالمعدة سيما إذا كان مزاج صاحبها بلغميا. وسمن البقر والمعز: إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب وفي كتاب ابن السني عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: لم يستشف الناس بشيء أفضل من السمن. (وإياكم ولحومها، فإن لحومها داء) قال ابن القيم (1): إن لحمها بارد يابس عسر الانهضام بطيء الانحدار يولد دماً سوداوياً لا يصلح إلا لأهل الله والتعب الشديد ويورث إدمانه الأمراض السوداوية كالبهق والجرب والقوباء والجذام وداء الفيل والسرطان والوسواس وحمى الرِّبع وكثيراً من الأورام وهذا لمن لم يعتده أو لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم الدارصيني والزنجبيل ونحوه وذكره أقل برودة وأنثاه أقل يبساً. ولحم العجل: لا سيما السمين من أعدل الأغذية وأطيبها وألذها [3/ 95] وأحمدها وهو حار رطب إذا انهضم غذى غذاء قوياً. (ابن السني وأبو نعيم (2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، قال الشارح: قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي إلا أنه قال النسائي: قد تساهل الحاكم في تصحيحه، قال الزركشي: قلت: هو منقطع وفي صحته نظر فإن في الصحيح أن المصطفى صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر وهو لا يتقرب بالداء.
5540 -
"عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء وسمنها دواء، ولحمها داء. ابن السني وأبو نعيم عن صهيب"(متنه صحيح).
(عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء وسمنها دواء، ولحمها داء) تقدم شرحه
(1) زاد المعاد (4/ 340).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب رقم (858)، وقال محققه: وأخرجه ابن السني في الطب (ق 69/ أ) والحاكم (4/ 448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4060).
قريباً. (ابن السني وأبو نعيم (1) عن صهيب) قال ابن القيم (2) بعد سياقه بإسناده: لا يثبت هذا الإسناد والمصنف سكت عليه وفي هامش ما قوبل على أصله: أن متنه صحيح.
5541 -
"عليكم بإنقاء الدبر، فإنه يذهب بالباسور"(ع) عن ابن عمر (صحيح المتن) ".
(عليكم بإنقاء الدبر) في غسل الاستنجاء والإنقاء معروف (فإنه يذهب بالباسور) وهو من الآلام التي تدفعها الطبيعة إلى المعدة والاستنجاء بالماء البارد نافع في دفعه كما تقدم في الحديث. (ع (3) عن ابن عمر) فيما قوبل على أصل المصنف كتب عليه صحيح المتن.
5542 -
"عليكم بثياب البيض فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم. (طب) عن ابن عمر".
(عليكم بثياب البيض) من إضافة الصفة إلى موصوفها أي الثياب البيض، إما على التأويل المعروف في النحو أو على أنه جائز في الأقل. (فألبسوها) أحياؤكم (وكفنوا فيها موتاكم) ندباً كما سلف. (طب (4) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف إلا أن متنه صحيح.
5543 -
"عليكم بثياب البيض: فليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم. البزار عن أنس".
(1) أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (325)، وابن السني في الطب (ق 28/ ب) وابن الجعد في مسنده (2/ 964)، وانظر كشف الخفا (2/ 92)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4061)، وحسنه في الصحيحة (1533).
(2)
زاد المعاد (4/ 293).
(3)
انظر الكامل في الضعفاء (2/ 308)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3780) موضوع.
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 276)(13100)، ووصححه الألباني في صحيح الجامع (4075).
(عليكم بثياب البيض: فليلبسها أحياؤكم) فإنها أجمل في العيون وأحب إلى الله، إن قيل: لم يذكر الله تعالى أن ثياب أهل الجنة فيها بيض بل ذكر أنها خضر من سندس واستبرق؟
فالجواب: أن الجنة دار النعيم والدنيا دار العبادة والثياب البيض في دار الدنيا أحب إليه تعالى للعبادة فيها والألوان المنوعة في الآخرة أكمل في تنعم أهلها. (وكفنوا فيها موتاكم). (البزار (1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
5544 -
"عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة. (حم ن حب) عن الفضل بن العباس".
(عليكم بحصى الخذف) بالمعجمتين تقدم تفسيره قريباً. (الذي ترمى به الجمرة) قال السبكي: المراد بهذا مع قول الراوي في آخره والنبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده كما يخذف الإنسان الإيضاح والبيان بحصي الخذف وليس المراد أن الرمي يكون على هيئة الخذف انتهى، فالحديث مسوق لبيان قدر الحصاة التي يرمي بها لا هيئة الرمي فقد تقدم النهي. (حم ن حب (2) عن الفضل بن العباس) قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل بطن مني ذكره، قال ابن حجر: إسناده صحيح.
5545 -
"عليكم بذكر ربكم، وصلوا صلاتكم في أول وقتكم، فإن الله عز وجل يضاعف لكم الأجر. (طب) عن عياض (صح) ".
(عليكم بذكر ربكم) ذكركم إياه (وصلوا صلاتكم) التي فرضت عليكم تثابون بفعلها وتعاقبون بتركها فلذا أضيفت إليهم لأن لهم خيرها وشرها. (في
(1) أخرجه البزار (4/ 1106)، والطبراني في الأوسط (5387)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 128)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4074).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 213)، والنسائي (5/ 258)، وابن حبان (3872)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4076).
أول وقتكم) أضافه إليهم؛ لأنه زمان وجوبها عليهم وسببه (فإن الله عز وجل يضاعف لكم الأجر) في الذكر والصلاة لأول وقتها. (طب (1) عن عياض) عياض في الصحابة نحو عشرين، فكان على المصنف تمييزه، قاله الشارح، قلت: كونه صحابيا كاف عن معرفة عينه وقد رمز المصنف لصحته.
5546 -
"عليكم برخصة الله التي رخص لكم". (م) عن جابر (صح).
(عليكم برخصة الله التي رخص لكم) قاله صلى الله عليه وسلم وقد رأى رجلاً في السفر اجتمع عليه الناس وقد ظلل عليه فقال: "ما له؟ "، قالوا: صائم، وهو ظاهر في وجوب الأخذ بالرخصة. (م (2) عن جابر).
5547 -
"عليكم بركعتي الفجر، فإن فيهما الرغائب" الحارث عن أنس".
(عليكم بركعتي الفجر) سنته. (فإن فيهما الرغائب) جمع رغيبة وهي ما يرغب فيه من الأموال والذخائر أراد أن فيهما الأجر الجزيل والثواب الكثير، وتقدم الحث على ركعتي الفجر وقد كان لا يتركها صلى الله عليه وسلم سفرا ولا حضرا كما لا يترك الوتر. (الحارث عن أنس)(3).
5548 -
"عليكم بركعتي الضحى، فإن فيهما الرغائب. (خط) عن أنس".
(عليكم بركعتي الضحى، فإن فيهما الرغائب) ما يرغب فيه من الأجر العظيم وبه سميت صلاة الرغائب.
نكتة: قال بعض الناس أن المواظبة على صلاة الضحى يورث العمى وهو كلام باطل نقله الشارح. (خط (4) عن أنس) سكت عليه المصنف، وفيه إبراهيم
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 369)(1013)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3781).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (1115).
(3)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3783).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3782).
بن سليمان الزيات: (1) قال ابن عدي: ليس بالقوي.
5549 -
"عليكم بزيت الزيتون: فكلوه، وادهنوا به، فإنه ينفع من الباسور. ابن السني عن عقبة بن عامر".
(عليكم بزيت الزيتون) قدمنا منافع الزيت في الجزء الأول في شرح حديث: "ائتدموا بالزيت" والإضافة للبيان وإلا فإنه لا زيت إلا للزيتون. (فكلوه) اجعلوه إداماً لما تأكلونه. (وادهنوا به فإنه) أكلًا ودهناً. (ينفع من الباسور). [3/ 96](ابن السني (2) عن عقبة بن عامر).
5550 -
"عليكم بسيد الخضاب الحناء: يطيب البشرة، ويزيد في الجماع. ابن السني وأبو نعيم عن أبي رافع (ض) ".
(عليكم بسيد الخضاب الحناء) للبدن كله، قال ابن القيم (3): إنه بارد في الأولى يابس في الثانية، من منافعه: أنه محلل نافع من حرق النار، وفيه قوة موافقة إذا ضمد به وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض ويبرئ القلاع الحادث في أفواه الصبيان والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين، ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي يخضب أسافل رجليه بحناء، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه، ومن منافعه ما أشار إليه بقوله:(يطيب البشرة) ينعمها ويحسن لونها. (ويزيد في الجماع) قال ابن العربي (4): قد أكثر
(1) الكامل في الضعفاء (1/ 265)، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 16).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (463)، وابن السني (ق 40/ أ)، والديلمي في مسند الفردوس رقم (3870) وانظر: ميزان الاعتدال (3/ 39)، وانظر فيض القدير (4/ 349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3784).
(3)
زاد المعاد (4/ 82).
(4)
انظر كلام ابن العربي في شرحه للترمذي (8/ 211).
الناس في الحناء ووضعت فيه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب واتباع الجهال وطلاب المعاش بالباطل عند الناس تقربا إلى قلوبهم ولا يوجد فيها شيء إلا على ضعف كحديث أبي رافع وغيره دونه فلا يعول عليه فلا فائدة فيه وأنذروا كل من يروي شيئاً فيه بعقوبة الله البالغة وبأنه قد تبوء مقعده من النار بالحديث الصادق الصحيح.
قلت: قد أخرج فيه أحاديث في البخاري في تاريخه وأبو داوود في سننه والترمذي (1) وقد نقلها ابن القيم في الهدي (2) ساكتا عنها.
(ابن السني وأبو نعيم (3) عن أبي رافع) قال ابن العربي: حديث لا يصح وقد رمز المصنف لضعفه.
5551 -
"عليكم بشواب النساء فإنهن أطيب أفواها، وأنتق بطونا وأسخن أقبالاً. الشيرازي في الألقاب عن بشير بن عاصم عن أبيه عن جده".
(عليكم بشواب النساء) أي أبكارهن لأن قوله: (فإنهن أطيب أفواها، وأنتق بطونا وأسخن أقبالا) فيما سلف تعليل لاتخاذ الأبكار، ويحتمل أنه أكمل فيهن وفي الشواب أيضاً ذلك وإن كان دونه. (الشيرازي في الألقاب عن بشير) هكذا نسخ الجامع بالموحدة والمعجمة وضبط الشارح بمثناة تحتية مضمومة ومهملة مصغرا ذكر أنه في بعض النسخ وفي بعضها كما ذكرناه، (ابن عاصم عن أبيه عن جده)، قال الكمال ابن أبي شريف في كتاب: من روى عن أبيه عن
(1) أخرج أبو داود (3858) وأحمد (6/ 462) من حديث سلمى امرأة أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما شكى إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له:"احتجم"، ولا شكى إليه وجعاً في رجليه إلا قال له:"اختضب بالحناء"، وأخرج الترمذي (2055) عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء.
(2)
المصدر السابق (4/ 81).
(3)
أخرجه الروياني في مسنده (717)، وابن عدي في الكامل (6/ 451)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3785)، وفي الضعيفة (3926): موضوع.
جده (1) لم أعرف يسيرًا ولا أباه ولا جده ولم أجده أيضاً في ثقات التابعين لابن حبان انتهى (2)، قال الشارح: وهذا بناء على أنه يسير بالمثناة مصغراً وأما على أنه بشر بالموحدة فهو معروف من ثقات الطبقة الثالثة كما في التقريب وأصله (3).
5552 -
"عليكم بصلاة الليل ولو ركعة واحدة. (حم) في الزهد وابن نصر (طب) عن ابن عباس (صح) ".
(عليكم بصلاة الليل) نافلة وهي التهجد ولا تكون إلا بعد نوم ويحتمل أن المراد مطلق النفل فتصدق على النافلة بعد المغرب ونحوه والأول أقرب. (ولو ركعة واحدة) فيه دليل جواز التنفل بركعة فردة وتقدم الخلاف فيها. (حم (4) في الزهد) إن كان الزهد كتاباً مستقلاً لأحمد فلا يحسن إتيانه برمزه؛ لأنه لم يجعله إلا له في مسنده كما سلف في الخطبة وإن كان بابا من أبواب مسنده فصحيح وقدمنا نظير هذا، وابن نصر (طب (5) عن ابن عباس) قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم
…
" إلى آخره، قال الهيثمي: فيه حسين بن عبد الله ضعيف.
5553 -
"عليكم بغسل الدبر، فإنه مذهبة للباسور". ابن السني وأبو نعيم عن ابن عمر".
(1) عزاه في كنز العمال للشيرازي في الألقاب (44551)، وعزاه في الكنز كذلك لابن نصر (21408)، وأخرجه الديلمي (3847)، وانظر فيض القدير (4/ 350)، والمغني في الضعفاء (1/ 106)، وانظر السلسلة الصحيحة (623).
(2)
اذكر كتاب: من روى عن أبيه عن جده لقاسم بن قطلوبغا (ص: 129) وذكره باسم: بشير بن عاصم عن أبيه عن جده، وذكر له هذا الحديث، ونقل هذا الكلام.
(3)
وذكره الحافظ في التقريب (690): باسم: بشر بن عاصم، وقال: ثقة من السادسة.
(4)
أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 16)، والطبراني في الأوسط (6821).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 212)(11530)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3786).
(عليكم بغسل الدبر) بعد الخارج والمراد الإنقاء كما سلف آنفاً. (فإنه مذهبة) بفتح الميم وسكون المعجمة. (للباسور) كما تقدم أن المراد بالماء الباردة لأنه يسد الدبر ويضيق حلقته عن بروز شيء من الباسور. (ابن السني وأبو نعيم (1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وذكره في الميزان (2) في ترجمة: عثمان بن مطر الشيباني من حديث ونقل عن جمع تضعيفه وأنه حديث منكر لا يثبت، وساقه في اللسان (3) في ترجمة: عمر بن عبد العزيز الهاشمي، وقال شيخ مجهول له أحاديث لا يتابع عليها.
5554 -
"عليكم بقلة الكلام، ولا يستهوينكم الشيطان، فإن تشقيق الكلام من شقائق الشيطان". الشيرازي عن جابر (ض) ".
(عليكم بقلة الكلام) إلا في خير (ولا يستهوينكم الشيطان) لا يوقعنكم في مهواه (فإن تشقيق الكلام) بالمعجمة والقاف التعمق فيه ليخرج أحسن مخرج. (من شقائق الشيطان) ومن التشدق تكلف التسجيع والتصنيع فيه كثرة الكلام يتولد عن أمرين: إما محبة الرئاسة يريد أن يري الناس علمه وفصاحته، وإما [3/ 97] قلة العلم بما يجب عليه في الكلام وعلاجه ودواءه ملاحظة ما ورد من أن العبد مؤاخذ بما يتكلم به ومسئول عنه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]. (الشيرازي (4) عن جابر) قال: إن أعرابياً مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتَّى
(1) أخرجه لابن عدي في الكامل (2/ 308) و (5/ 163)، وابن حبان في المجروحين (2/ 100) وأبو نعيم في الطب (رقم 464)، وابن السني (ق 40/ أ) وانظر فيض القدير (4/ 350)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3787) والضعيفة (798): موضوع.
(2)
انظر: ميزان الاعتدال (5/ 168 - 169).
(3)
انظر: لسان الميزن (4/ 315).
(4)
عزاه في الكنز (7863) للشيرازي، وانظر الإصابة (1/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3788).
أزبد شدقه أي ظهر عليه مثل الرغوة فذكره رمز المصنف لضعفه.
5555 -
"عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد". (حم ت ك هق) عن بلال (ت ك هق) عن أبي أمامة، ابن عساكر عن أبي الدرداء (طب) عن سلمان، ابن السني عن جابر (صح) ".
(عليكم بقيام الليل) التهجد فيه (فإنه دأب الصالحين قبلكم) أي عادتهم وسماتهم دأب في عمله دأبا وتحرك دؤبا بالضم جد وتعب ومنه (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) وفيه أنَّ قيام الليل سنة قديمة. (وقربة إلى الله تعالى) تقرب من رضوانه وغفرانه. (ومنهاة) بفتح الميم وسكون النون قال القاضي مفعلة بمعنى اسم الفاعل. (عن الإثم) أي من شأنها أن تنهي من واظب عليها عن الإثم، (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر)، وذلك أن الله ينور قلبه ويكف عن غير الخير جوارحه. (وتكفير للسيئات) تغطية لها وستر عن كشفها بالعقوبة عليها. (ومطردة) مثل منهاة أي طاردة. (للداء عن الجسد) عام لكل داء، قال ابن الحاج (1) في قيام الليل: من الفوائد أنه يحط الذنوب كما تحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة وينور القلب ويحسن الوجه ويذهب الكسل وينشط البدن ويري الملائكة موضعه من السماء كما يري الكوكب الدري للناس من السماء.
(حم ت ك هق (2) عن بلال) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حديث حسن ولا يصح، سمعت محمداً يعني البخاري يقول: محمَّد القرشي: هو ابن
(1) انظر: المدخل (2/ 182).
(2)
أخرجه أحمد والترمذي (3549)، والروياني (رقم 745)، والشاشي في مسنده (905)، والبيهقي (2/ 502).
سعيد الشامي متروك ترك حديثه. (ت ك هق (1) عن أبي أمامة، ابن عساكر (2) عن أبي الدرداء، طب (3) عن سلمان) قال الهيثمي: في سند الطبراني عبد الرحمن بن سليمان أبي الجون ضعفه أبو داود، (وابن السني (4) عن جابر)، قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وأقرَّه الذهبي.
5556 -
"عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم. (ك هب) عن أبي أمامة (صح) ".
(عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم) لأنه يكسر النفس ويذهب الكبر فتقع في القلب حلاوة الإيمان هذا إن لبسه تواضعاً وزهداً ووجدان حلاوة الإيمان في القلب عبارة عن زيادة نوره وإخباته ورضاه عن مولاه ولذته بالإيمان كلذة اللسان بالحلاوة الحقيقية. (ك هب (5) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، قال الزين العراقي: فيه محمَّد بن يونس الكديمي (6) وقد ضعفوه وقال غيره فيه عبد الله بن داود التمار (7) ضعفوه، وإسماعيل بن عياش (8) فيه مقال، وثور بن يزيد (1) قدري.
(1) أخرجه الترمذي (3549)، وابن خزيمة (رقم 1135)، والحاكم (1/ 451)، والبيهقي (2/ 502) والطبراني في الأوسط (3253)، وابن أبي الدنيا في التهجد رقم (2، 3).
(2)
أخرجه ابن عساكر عن أبي الدرداء (63/ 120).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 92)(7466)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4079) وضعيف الجامع (3889)، وانظر: الضعيفة (5348).
(4)
عزاه إليه في الكنز (21409).
(5)
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 81)، والبيهقي في الشعب (6150)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3790)، وفي الضعيفة (90): موضوع.
(6)
انظر المجروحين (2/ 312).
(7)
انظر الكامل في الضعفاء (4/ 243).
(8)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 85).
قلت: وقال ابن تيمية (2): إنه صلى الله عليه وسلم لم يلبس الصوف هو ولا الصحابة.
5557 -
"عليكم بلحم الظهر، فإنه من أطيبه. أبو نعيم عن عبد الله بن جعفر".
(عليكم بلحم الظهر) من كل حيوان مأكول ويحتمل أنه خاص بالضأن كما يدل عليه السبب، قال ابن القيم (3): أجود اللحم عائذه بالعظم والأيمن أخف من الأيسر وأجود والمقدم أفضل من المؤخر وكان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمها وكلما على منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل. (فإنه من أطيب) اللحم ولحم الظهر كثير الغذاء يولد دماً محموداً وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً: "أطيب اللحم لحم الظهر"(4). (أبو نعيم (5) عن عبد الله بن جعفر) قال: "أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة وأرغفه فجعل يأكل ويأكلون فسمعته يقول فذكره" ورواه عنه الطبراني، قال الهيثمي: فيه أصرم بن حوشب متروك.
5558 -
"عليكم بماء الكمأة الرطبة، فإنها من المن، وماؤها شفاء للعين. ابن السني وأبو نعيم عن صهيب".
(عليكم بماء الكمأة الرطبة) بفتح الكاف وسكون الميم وبهمز وبدونه واحدة الكمأ، والكمأ بفتح فسكون نبت لا ورق له ولا ساق يوجد في الأرض بغير زرع سميت كمأة لاستتارها تحت الأرض وهي مما يوجد في الربيع ويأكل نيا ومطبوخا ويسميها العرب نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته. (فإنها من المن) الذي
= (1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 124).
(2)
انظر: منهاج السنة (4/ 42).
(3)
انظر: زاد المعاد (4/ 340).
(4)
أخرجه ابن ماجه (3308).
(5)
أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 873)، والطبراني في الأوسط (7761)، وفي الصغير (1035)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 36)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4080).
أنزل علي بني إسرائيل وهو الطل الذي يوجد على الشجر فيجمع ويؤكل وفي قوله إنها من المن قولان:
أحدهما: أن المن الذي أنزل علي بني إسرائيل لم يكن هذا الحلو فقط بل أشياء كثيرة منّ الله بها عليهم من النبات الذي يوجد عفوا من غير صنعة ولا علاج ولا حرث فهو من منّ الله لأنه لم يشبه كسب العبد.
والثاني: أنه شبه الكمأة بالمن الذي ينزل من السماء لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع يذر ولا يسقي.
(وماؤها [3/ 98] شفاء للعين) قال ابن القيم (1): إنها باردة رطبة في الثالثة رديئة للمعدة بطيئة الهضم وإذا أدمنت أورثت القولنج والسكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول والاكتحال بها نافع من ضعف البصر والرمد الحار وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين قيل وصفته أن يؤخذ فيقشر ثم يسلق حتى ينضج أدنى نضج ثم يشق ويستخرج ماؤها ويكتحل به وقد فعل ذلك المتوكل في رمد أعيا الأطباء فبرأ في الدفعة الثانية فقال زعيم الأطباء يوحنا أشهد أن صاحبكم يعني النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم فإن جعل المسيل في مائها وهو بارد فإنه لا ينفع بل يضر. (ابن السني وأبو نعيم (2) عن صهيب) وفي الهدي أنه أخرج الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين"(3).
5559 -
"عليكم بهذا السحور، فإنه هو الغذاء المبارك. (حم ن) عن المقدام (صح) ".
(عليكم بهذا السحور) بضم المهملة الأولى ما يتسحر به ولو بالماء. (فإنه هو
(1) انظر زاد المعاد (4/ 334).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 258)، وابن السني في الطب (ق 23/ أ)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3791).
(3)
أخرجه البخاري (4208)، ومسلم (2049).
الغذاء المبارك) الذي ينفع صاحبه عامة يومه أو المبارك لما فيه من الأجر. (حم ن (1) عن المقدام) بن معدي كرب رمز المصنف لصحته وليس بصواب فإن فيه بقية بن الوليد (2) وغيره من الضعفاء.
5560 -
"عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية، يستعط به من العذرة، ويلد به من ذات الجنب. (خ) عن أم قيس"(صح).
(عليكم بهذا العود الهندي) أراد به القسط ويقال له القسط البحري (فإن فيه سبعة أشفية، يستعط به من العذرة) بضم المهملة ومكون المعجمة القسط ضربان: الأبيض الذي يقال له البحري والآخر الهندي وهو أشد حراً والأبيض اللين ومنافعهما كثيرة جداً وهما حاران يابسان في الثالثة وتقدم تفسير العذرة، وأما كيفية السعوط: يدق وينخل ويعجن ويجفف ثم يحل عند الحاجة ويسعط به في أنف الإنسان وهو مستلق على ظهره وبين كتفيه ما يرفعهما لينخفض رأسه فيتمكن السعوط من الوصول إلى دماغه ويستخرج ما فيه من الداء بالعطاس (ويلد به من ذات الجنب) ورم يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع من سيء الأمراض وأخوفها واللدود: جعل الدواء في أحد جانبي الفم والاقتصار من السبعة على ذكر هذين النوعين إما اختصار من الراوي أو منه صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما أعظم الآلام، قيل: وإنما خص السبعة؛ لأنها أصول يدخل تحت كل واحد منها منافع جمة لأدواء مختلفة ولا تستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم. (خ (3) عن أم قيس) (4) بنت محصن الأسدية أخت عكاشة يقال: اسمها آمنة من السابقات المهاجرات.
(1) أخرجه أحمد (4/ 132)، والنسائي (4/ 146) عن المقدام، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4081).
(2)
المغني في الضعفاء (1/ 109).
(3)
أخرجه البخاري (5/ 57).
(4)
الإصابة (8/ 280).
5561 -
"عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض، وقبل أن يرفع، العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد"(هـ) عن أبي أمامة (ض) ".
(عليكم بهذا العلم) الإشارة إلى علم السنة والكتاب. (قبل أن يقبض) أي يقبض حملته وأهله. (وقبل أن يرفع) من الأرض بانقراض العلماء أو يرفع حقيقة من الصدور عند فساد الزمان وأخذه حيث لا يعمل بالعلم. (العالم والمتعلم شريكان في الأجر) لأن ذلك يؤجر على الإفاضة وهذا يؤجر على التلقي والحفظ لما يلقى إليه. (ولا خير في سائر الناس) في بقيتهم. (بعد) مقطوعة عن الإضافة أي بعد العالم والمتعلم، قال المنذري: وهذا قريب من معنى قوله: "الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه". (هـ (1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف لا يحتج به قاله المنذري.
5562 -
"عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام، وهو الموت. (هـ) عن ابن عمر (ت حب) عن أبي هريرة (حم) عن عائشة (صح) ".
(عليكم بهذه الحبة) الحبة بكسر حائها بذور البقل وحب الرياحين فأما بالفتح فهي الحنطة والشعير ونحوهما (السوداء) قال ابن القيم (2): هي الشونيز في لغة الفرس وهي الكمون الأسود ويسمى الكمون الهندي، وقيل: الخردل، وقيل: الحبة الخضراء ثمرة البطم وكلاهما وهم والصواب أنها الشونيز. (فإن فيها شفاء من كل داء) قال ابن القيم (3) مثل قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْر
(1) أخرجه ابن ماجه (228)، وانظر الترغيب والترهيب (127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3792).
(2)
انظر زاد المعاد (4/ 301).
(3)
زاد المعاد (4/ 272).
رَبِّهَا} [الأحقاف: 25]. (من كل شيء) أي كل شيء يقبل التدمير، ونظائره وهي نافعه من جميع الأمراض الباردة، ويدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فيوصل قوي الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها، وقد أطال ابن القيم في عد منافعها. (إلا السام) وهو الموت فإنه لا ينفع منه شيء. (هـ (1) عن ابن عمر (ت حب) عن أبي هريرة (حم) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وفي الهدي النبوي (2) ساق الحديث بهذا اللفظ الذي ساقه المصنف، وقال: إنه ثبت في الصحيحين من حديث أم سلمة عن أبي هريرة، فكان نسبته إليهما أولى.
5563 -
"عليكم بهذه الخمس: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله". (طب) عن أبي موسى (صح) ".
(عليكم بهذه الخمس) الجمل والإكثار منها. (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله [3/ 99] أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) تقدم الكلام على كل جملة منها مراراً. (طب (3) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، وقد أعله الهيثمي وغيره: بأن فيه جرير بن أيوب (4) وهو ضعيف جداً.
5564 -
"عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا به، فإنه مصحة من الباسور. (طب) وأبو نعيم عن عقبة بن عامر (ض) ".
(عليكم بهذه الشجرة المباركة) أي بثمرها وما يخرج من دهنها وقد وصفها الله في كتابه العزيز بالبركة. (زيت الزيتون فتداووا به) أكلاً وإدهاناً للبدن والباسور
(1) أخرجه ابن ماجه (3448) عن ابن عمر، والترمذي (2041)، وابن حبان (6071) عن أبي هريرة، وأحمد (6/ 146) عن عائشة، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4083).
(2)
المصدر السابق (4/ 272).
(3)
انظر المجمع (10/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3793) وقال: ضعيف جداً.
(4)
انظر ميزان الاعتدال (2/ 116).
وحده (فإنه مصحة) بفتح الميم المهملة وفتح المهملة المشددة. (من الباسور) قيل: في نسخ بالنون والذي في نسخ الجامع بالباء الموحدة، والناسور بالنونِ العِرْق الغَبِر الذي لا ينقطع عِلّةٌ في المآقي وعلة في حوالي المقعدة وعلة في اللثة قاله في القاموس (1). (طب (2) وأبو نعيم عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، قال في الميزان عقب إيراده: إن فيه عثمان بن صالح (3) قال أبو حاتم: كذاب، وقال الهيثمي عقب عزوه للطبراني: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح.
5565 -
"عليكم حج نسائكم، وفك عانيكم". (ص) عن مكحول مرسلاً (صحيح الإسناد) ".
(عليكم حج نسائكم) أي أزواجكم قيل ويحمل ذلك على أنه من باب المرؤة والندب لا الوجوب جمعا بينه وبين أدلة أخرى نادت بأنه لا يجب على الزوج تحجيج زوجه، قال المحب الطبري: ظاهر الحديث الوجوب بدليل على ولا أعلم أحداً قال بوجوب السفر عليه معها فيحمل على الندب. (وفك عانيكم) أسيركم من أيدي الكفار وهنا في الأسير على بابه بالنسبة لمآسير المسلمين عند تعذر بيت المال. (ص (4) عن مكحول مرسلاً) في نسخة قُوبلت على خط المصنف صحيح الإسناد.
5566 -
"عليكم هديا قاصدا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه. (حم ك هق) عن بريدة (صح) ".
(1) القاموس (1/ 446).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 281)(774)، وأبو نعيم في الطب (رقم 463)، ابن السني (ق 40/ أ)، وانظر العلل المتناهية (2/ 279)، والمجمع (5/ 100)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3794): موضوع، وفي الضعيفة (194): كذب.
(3)
انظر ميزان الاعتدال (5/ 52).
(4)
انظر فيض القدير (4/ 353)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3796).
(عليكم هدياً قاصداً) أي طريقا معتدلا لا يميل إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط، وسبب الحديث عن بريدة قال: خرجت ذات يوم أمشي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي فأخذ بيدي فانطلقنا جميعًا فإذا برجل يصلي يكثر من الركوع والسجود، فقال:"أترى هذا يرائى"، قلت: الله ورسوله أعلم، فأرسل يده وطبق بين يديه ثلاث مرات يرفع يديه ويضربهما ويقول: عليكم
…
إلى آخره (عليكم هدياً قاصدًا عليكم هدياً قاصداً) كرره تأكيداً وحثًّا على ذلك والحديث مسوق للتحذير من الغلو في الدين كما أرشد إليه قوله. (فإنه) أي الشأن (من يشاد) يقاومه ويغاليه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقتها (هذا الدين يغلبه) يؤديه ذلك إلى التقصير عن العمل وترك الواجبات وتقدم كلام كثير في هذا المعني .. (حم ك هق (1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي، وقال الهيثمي: رجاله موثقون.
5567 -
"عليكم من الأعمال بما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا". (طب) عن عمران بن حصين (صح) ".
(عليكم من الأعمال) الصالحة (بما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا) جاء به للمشاكلة فإن الملل حقيقة فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيورث الكلال عن الفعل والإعراض عنه وهذا لا يجوز عليه تعالى وتقدم الكلام في حديث: "أكلفوا من الأعمال" في الهمزة مع الكاف، فأغنى عن إعادته. (طب (2) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: إسناده حسن.
(1) أخرجه أحمد (5/ 361)، والحاكم (1/ 457)، والبيهقي (3/ 18)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 62)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4086).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 228)(568)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4085).
5568 -
"عليكم بـ "لا إله إلا الله" والاستغفار، فأكثروا منهما، فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بـ "لا إله إلا الله" والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكت بالأهواء، وهم يحسبون أنهم مهتدون"(ع) عن أبي بكر (ض) ".
(عليكم ب "لا إله إلا الله" والاستغفار، فأكثروا منهما) الأولى لتثبيت الإيمان والأخرى لغسل درن العصيان. (فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب) لأنها تدخلهم النار ويستحقون بها غضب الجبار وأي هلاك فوق هذا (وأهلكوني بـ "لا إله إلا الله" والاستغفار) لأن بهما يحصل لهما النجاة من العذاب ومن غضب رب الأرباب ونجاتهم مما يهلك إبليس غيضاً وقهراً. (فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء) جمع هوى مقصور هوى النفس أي أهلكتهم بميل نفوسهم إلى الأمور المذمومة ولا يرد بها معاصي وذنوبا بل. (وهم يحسبون أنهم مهتدون) فلا يستغفرون عن ذلك فيتم له هلاكهم فليتنبه الفطن وليحذر اتباع هواه بغير هدى من الله. (ع (1) عن أبي بكر)، رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه عثمان بن مطر وهو ضعيف.
5569 -
"عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات، مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة". (ت ك) عن بسيرة (صح) ".
(عليكن) أيها النسوة. (بالتسبيح) قول سبحان (والتهليل) أي التوحيد. (والتقديس) قيل: قول الملائكة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، والفرق بين التسبيح والتقديس، أن التسبيح للأسماء لا للآلاء وكلاهما يؤدى إلى العظمة (واعقدن بالأنامل) أي اعددن بها مرات التسبيح، وفيه ندب عد الذكر وعقده
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (136)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 207)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3795): موضوع.
بالأنامل لأن الكل طاعات. (فإنهن)[3/ 100] أي الأنامل. (مسئولات) يوم القيامة عما يفعلن من الخير والشر فإن لكل عضو عبادة وكل عضو مسئول. (مستنطقات) أي مطلوب نطقهن، (ولا تغفلن) من الغفلة الإعراض عن الشيء (فتنسين) بضم المثناه الفوقية أي ينساكن الله من (الرحمة) أي يتركن عنها من قوله تعالى:{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] قيل هذا أصل في السُّبْحة المعروفة وكان ذلك معروفًا بين الصحابة فقد أخرج عبد الله بن أحمد أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألف عقدة ولا ينام حتى يسبح به (1)، وفي حديث أخرجه الديلمي:"نعم المذكر السبحة"(2) فإن قلت: فأيهما أفضل التسبيح بالأنامل أو بالسبحة.
قلت: نقل المؤلف السيوطي أن عقد التسبيح بالأنامل أفضل لظاهر الحديث، قيل: إذا أمن الغلط وإلا فالسبحة أولى وقد اتخذ السبحة عدة من أولياء الله ورؤى في يد الجنيد سبحة، فقيل له: بيدك تمسك السبحة؟ فقال: طريق وصلت بها إلى ربي فلا أفارقها، ولم ينقل عن أحد من السلف ولا الخلف كراهتها. (ت ك (3) عن بسيرة) مصغر بسرة بموحدة والمهملة والراء صحابية من الأنصاريات، وقيل: من المهاجرات وهي بنت ياسر (4) أو أم ياسر رمز المصنف لصحته.
5570 -
"عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم". (طب) عن يزيد بن سلمة الجعفي (ض) ".
(عليهم) أي الأمراء لأنه قال الصحابة يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء
(1) أورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 446).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (6765).
(3)
أخرجه الترمذي (3583)، والحاكم في المستدرك (1/ 732)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4087).
(4)
الطبقات الكبرى (8/ 310).
من بعدك يأخذون الحق الذي علينا ويمنعون الحق الذي لنا فذكره أي يجب عليهم. (ما حملوا) من تكاليف الإمارة. (وعليكم ما حملتم) من السمع والطاعة في طاعة الله وعدمها في معصية الله. (طب (1) عن يزيد بن سلمة الجعفي) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبيد بن عبيدة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
5571 -
"علي أخي في الدنيا والآخرة. (طب) عن ابن عمر (ض) ".
(علي) بن أبي طالب رضي الله عنه (أخي) بالمؤاخاة الخاصة فإنه آخى صلى الله عليه وسلم بين أصحابه واتخذ علياً أخاً له كما قررناه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية في شرح قولنا.
وأخى قال له خير الورى
…
وهو أمر ظاهر ليس خفيا (2)
قال الإِمام أحمد: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي رضي الله عنه، وقال النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما ورد في حق علي رضي الله عنه. (في الدنيا والآخرة) فيه الإعلام بثبوت قدمه على الهدى إلى أن يوافي المصطفى في دار البقاء .. (طب (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: كل ما ورد في حق أخوة علي رضي الله عنه فهو ضعيف.
قلت: قد أبان الحافظ ابن حجر أنه صحَّ حديث الأخوة وأخرجه الضياء وغيره واستوفينا الكلام فيه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية بما يشفى.
5572 -
"علي أصلي وجعفر فرعي. (طب) والضياء عن عبد الله بن جعفر".
(علي أصلي) أي أصل ذريتي فإن أولاده أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يأتي: "كل بني
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 40)(6321)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 220)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4088).
(2)
الأبيات للصنعاني.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 949)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/ 218)، ش ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3797).
أنثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أبا عصبتهم وأنا أبوهم" وقد سلف تحقيق ذلك. (وجعفر فرعي) هو مدح له من باب المقابلة. (طب والضياء (1) عن عبد الله) بن جعفر سكت عليه المصنف وقال الهيثمي فيه من لم أعرفهم.
5573 -
"علي إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذلة". (ك) عن جابر (صح) ".
(علي إمام البررة) أي اتباعه البررة. (وقاتل الفجرة) المتبعين في المعاصي يصدق على الكفار والبغاة وهذا غاية المدح له إن أولياءه أولياء الله ومن يقطره بسيفه الفجار أعداء الله. (منصور من نصره) بنصرة الله لنصره إياه يحتمل أن المراد من نصره علي فهو منصور لنصر علي إياه وشده لأزره أو من نصر علياً وأعانه فإن الله ينصره ويعينه وكذلك. (مخذول من خذله) يحتمل أمرين، والحديث إخبار بأن الله تعالى قد أجاب لرسوله صلى الله عليه وسلم دعاءه حيث قال صلى الله عليه وسلم:"اللهم انصر من نصره واخذل من خذله".
وقد أورد عليه سؤال أنَّه لم تتم له النصرة في صفين على معاوية وأهل الشام فكيف وقد دعا المصطفى بالنصرة لمن نصره؟
وجوابه: أنه سؤال من لم يعرف حقيقة حرب صفين وقد حققنا في الروضة الندية أنه كان قد تم النصر له عليه السلام فالتجأ أهل الشام إلى الخديعة والمكر برفع المصاحف حتى آل الكلام إلى المتاركة فكان على نية غزوهم إلى الشام فشغل بحرب أهل حروراء (2) ثم أدركته الشهادة فهو منصور عليهم غالب لهم لم ينالوا
(1) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (186)، والديلمي في الفردوس (4176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3798)، والضعيفة (2873).
(2)
قرية بظاهر الكوفة نزل بها الخوارج الذين خالفوا عليًّا رضي الله عنه فنسبوا إليها انظر: معجم البلدان (2/ 245).
منه أمراً يريدونه وغايته أنه أمهل إلى استئصالهم وأخذهم لما تعرض حديث الحكمين واضطرب أصحابه في صفين عند نشر المصاحف فإنه لم ينشرها أهل الشام إلا بعد نصرته عليهم وقرب أخذهم واستئصالهم فكأنه وادعهم [3/ 101] عند ذلك بعد تمام النصرة له فقد ظهر أنه مخذول من خذله ومنصور من نصره. (ك (1) عن جابر) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح إلا أنه قال الذهبي: بل والله موضوع، وأحمد أي بن عبد الله كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك انتهى (2).
قلت: هنا يعلم بيوض عرفة العصبية، وما ينسب إلى الذهبي من النصب كهذه العبارة وبهذا القسم ولو تكلم بالإنصاف لقدح في روايه من غير حلف بالله، ومن غير تعجب من جهل الحاكم أبي عبد الله فالموضع موضع تهمة كما أبان عنه عبارة الذهبي فلا يقبل هذا القدح مثله على هذه الصفة وبهذه الحقارة؛ لأنه قد صار الذهبي محل تهمة في هذا.
5574 -
"عَلِيٌّ بَابُ حِطَّةِ مَنْ دَخَلَ مِنْهُ كَانَ مُؤْمِناً، مَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِراً". (قط) في الأفراد عن بن عباس".
(علي باب حطة) شبّه به لأن من دخل منه حطت عنه الذنوب، كذلك من دخل قلبه حب علي يحط ذنوبه، (من دخل منه) ترشيح للاستعارة على رأي أو للتشبيه البليغ علي آخر (كان مؤمناً) والمراد من دخوله الامتثال لما أمر به من حبه علي الوجه المشروع من غير غلو ولا تفريط. (ومن خرج منه) بأن أبغضه
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 129)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 219)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3799)، وفي الضعيفة (357): موضوع.
(2)
كما سيأتي حكم عليه الذهبي بالوضع ولا يستفاد منه حكم. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (7/ 312): والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطئ أجر وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس فثبوته للصحابة بالطريق الأولى". وراجع للتفصيل المقدمة.
بعض الخوارج. (كان كافراً) قيل: والمراد من خرج منه خرج عليه وحاربه ونابذه كان كافراً أتيا بخصلة من خصال الكفار وهو بغضهم لأهل الإيمان وقتالهم لهم. (قط (1) في الأفراد عن ابن عباس). سكت عليه المصنف، قال الدارقطني بعد إخراجه: تفرد به حسين الأشقر (2) عن شريك وليس بالقوي، قال البخاري: حسين عنده مناكير، وقال الهذلي: هو كذاب.
5575 -
"علي عيبة علمي". (عد) عن ابن عباس".
(علي عيبة) بالمهملة مفتوحة بعدها مثناة تحتية فموحدة. (علمي) أي حاضني وموضع سري ومعدن نفائسي والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه، قال ابن دريد: وهذا من كلامه الموقن الذي لم يسبق إليه، ضرب المثل به في إرادة إطلاعه على أموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره وذلك غاية في مدح علي. (عد (3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه ضرار بن صرد (4) أبو نعيم الطحان، قال البخاري والنسائي: متروك وكذبه ابن معين.
5576 -
"علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا على الحوض". (طس ك) عن أم سلمة (صح) ".
(علي مع القرآن) تابع له لا يفارق أمره ونهيه ومواعظه وأمثاله ومعرفة معانيه والاشتغال به ولا يأتي أمراً ولا نهياً إلا: (والقرآن مع علي) مصاحبه (لن يفترقا) فعلي لا يأتي خلاف القرآن فهو لا يفارقه والقرآن لا يفارق من اتخذه قدوته فهما مصطحبان (حتى يردا على الحوض) وورود القرآن حقيقة إذا تجسمت
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3800).
(2)
الضعفاء والمتروكين (1/ 33).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3801)، وفي الضعيفة (2165): موضوع.
(4)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 312).
الأعراض في الآخرة، أو جعل ورود علي على الحوض مصاحبا للقرآن، ورودا للقرآن وهذا الحديث من أدلة العصمة (1) لأن من لازم القرآن ولازمه القرآن لا يأتي معصية إذ لو أتاها لفارقه القرآن والحديث يشهد بأنه لا فراق بينهما، فالحديث من أجل أدلة فضائله وأدلة علمه بتأويله فإنه لا يلازم إلا من عرف معانيه وقد ثبت أن ابن عباس أكثر الصحابة علماً بالتأويل وقد قال: ما أخذت في تفسيره أي القرآن فعن علي رضي الله عنه، وقد أخرج الدارقطني أن عمر سأل علياً عن مسألة فأجاب، فقال: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن ونظائر هذا كثيرة جداً، وأخرج البزار عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: "من فارقني فارق الله ومن فارقك فارقني"(2) قال الهيثمي: رجاله ثقات. (طس ك (3) عن أم سلمة) رضي الله عنها رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي وهذه طريق الحاكم، وأما طريق الطبراني فقال الهيثمي: فيه صالح بن أبي الأسود ضعيف.
5577 -
"علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي". (حم ت ن هـ) عن حبشي بن جنادة (صح) ".
(علي مني) هو متصل بي وأنا متصل به في الاختصاص والمحبة وغيرهما ومن هذه تسمى اتصالية كان مختلط به ولك أن تقول: إنها تبعيضية. (وأنا من
(1) لا دليل فيها على عصمة علي ولا غيره من الأئمة بل العصمة ثبتت للأنبياء فقط وكان صلى الله عليه وسلم أشدهم وأقواهم في العصمة، لأن الله تعالى أعانه على قرينه من الجن فلم يأمره إلا بخير. انظر: الصواعق المحرقة للهيتمي (1/ 120).
(2)
انظر المجمع (9/ 135)، وميزان الاعتدال (3/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1366).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4880)، والحاكم (3/ 134)، وقال العلائي في إجمال الإصابة في أقوال الصحابة (ص: 55) وأخرج الحاكم بسند حسن .. ثم ذكره، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3802).
علي) لو اقتصر على الأول لكان غايته الدلالة على اتصال علي به ويجوز أنه صلى الله عليه وسلم متصل به وأن لا يتصل به؛ لأنه إيصال مجازي قلبي مرجعه الحب ونحوه فأتى بالجملة الأخرى لبيان اتصاله صلى الله عليه وسلم أيضاً به. (لا يؤدي عني إلا أنا أو علي) فهو الذي يقوم مقام نفسي وكونه منه صلى الله عليه وسلم (1) قد تكرر في مواضع قد أكثرنا منه في الروضة الندية ولا يخفى ما فيه من الفضيلة. (حم ت ن هـ (2) عن حبشي بن جنادة) (3) الأول بضم المهملة وسكون الموحدة فمعجمة بعدها مثناة ثقيلة والثاني بضم الجيم فنون بعد الألف مهملة ورمز المصنف لصحته.
5578 -
"علي مني بمنزلة رأسي من بدني". (خط) عن البراء (فر) عن ابن عباس".
(علي مني بمنزلة رأسي من بدني) فهو متصل بي اتصال أشرف [3/ 102] أعضائه به وأكملها وأتمها وهو كالإيضاح لقوله علي مني والبيان. (خط (4) عن البراء)، قال ابن الجوزي: في إسناده مجاهيل، (فر (5) عن ابن عباس) قال ابن الجوزي: فيه الحسين الأشقر عنده مناكير، وقيس بن الربيع (6) قال يحيى: ليس بشيء، والمصنف سكت عليه.
5579 -
"علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي". أبو بكر المطيري في جزئه عن أبي سعيد".
(1) شِنشِنة أعرفها من أَخزَمِ، تقدم في المقدمة ما يرد هذا ويبطله.
(2)
أخرجه أحمد (4/ 165)، والترمذي (3719)، والنسائي في الكبرى (8147)، وابن ماجه (119)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4091).
(3)
الطبقات الكبرى (6/ 37).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 11)، وانظر قول الهيثمي في العلل المتناهية (1/ 212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3803).
(5)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4174).
(6)
انظر المغني في الضعفاء (2/ 526).
(علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي) قال القرطبي وغيره: نفى الاتصال به من جهة النبوة فبقي من جهة الخلافة؛ لأنها تلي النبوة في الرتبة ثم إنها محتملة أن تكون في حياته أو بعد مماته فخرج ما بعد مماته؛ لأن هارون مات قبل موسى بنحو أربعين سنة فتعين أن يكون في حياته عند مسيره إلى تبوك كمسير موسى إلى مناجاة ربه انتهى.
قلت: لا يخفى أن لو عاش هارون لكان خليفة موسى كما عاش علي بعده صلى الله عليه وسلم، قال القرطبي: وإنما قال: إلا
…
إلى آخره، تحذيراً مما وقع فيه قوم موسى من الغلو كغلاة الروافض فإنهم زعموا أنه نبي يوحى إليه.
(أبو بكر المطيري) بفتح الميم وكسر الطاء فمثناة تحتية ساكنة نسبة إلى المطيرة قرية بناحية: "سُرّ من رأى" ينسب إليها جمع من المحدثين واسمه محمَّد بن جعفر بن أحمد الصيرفي (في جزئه عن أبي سعيد) وقد أخرجه أحمد والبزار قال الهيثمي (1): رجال أحمد رجال الصحيح. قلت: قد أشبعنا الكلام عليه في الروضة الندية.
5580 -
"علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه". المحاملي في أمالية عن ابن عباس (صحيح المتن) ".
(علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه) قد سبق أن لفظ مولى مشترك بين معان، وأبعد من قال: المراد هنا يتولى من كنت أتولاه بل ظاهره أن المراد أن ما ثبت لي من الولاية فهو لعلي إلا ما خصه لاختصاص النبوة. (المحاملي في أماليه (2) عن ابن عباس) في ما قُوبل على نسخة المصنف أنه صحيح المتن.
(1) أخرجه أحمد (3/ 32)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 109)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4090).
(2)
أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 35)، وابن أبي عاصم الشيباني في الآحاد والمثاني (2359) ، =
5581 -
"علي يزهر في الجنة ككواكب الصبح لأهل الدنيا". البيهقي في فضائل الصحابة (فر) عن أنس".
(علي يزهر في الجنة) أي يُضيء لأهلها ويرون نوره (ككواكب الصبح لأهل الدنيا) كما يرى الكوكب الذي يظهر عند الفجر، خص كوكب الفجر؛ لأنه يرى غالب الناس وعامتهم بخلاف كوكب الليل فإنه وقت نومهم وفيه إشارة إلى أنه يراه أهل الجنة وغالبهم أو لأن الجنة أنوار كلها وكوكب الصبح يظهر مع ابتداء ظهور الأنوار النهارية، أو المراد بكوكب الصبح الشمس. (البيهقي في فضائل الصحابة، (فر (1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: لا يصح، فيه يحيى الفاطمي متهم، وإبراهيم بن يحيى متروك.
5582 -
"علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين". (عد) عن علي" (ض).
(علي يعسوب المؤمنين) سيدهم قال في المحكم: اليعسوب أمير النحل ثم كبر حتى سموا كل رئيس يعسوباً (والمال يعسوب المنافقين) وجه ذكر المنافقين أنهم يبغضون علياً -لا يبغضك إلا منافق- ولما ذكر أنَّ سيد المؤمنين الذين يحبونه ناسب ذكر المنافقين وسيدهم لأن الضد يذكر بضده. (عد (2) عن علي) رضي الله عنه رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال ابن الجوزي في العلل: حديث غير صحيح.
5583 -
"علي يقضي ديني". البزار عن أنس".
= وأحمد (1/ 331)، وانظر فيض القدير (4/ 358)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6523).
(1)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4178)، وانظر قول ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 521)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3804)، وفي الضعيفة (3915) ضعيف جداً.
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 244)، وانظر العلل المتناهية (1/ 240)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3805).
(علي يقضي ديني) روي بكسر المهملة أي يبلغ عني الأحكام ويوصلها إلى الأنام، وبفتحها وهو الأشهر، أخرج الطبراني عن ذؤيب قال: لما احتضر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له صفية: لكل امرأة من نسائك لها أهل تلجأ إليهم وإنك أجليت أهلي فإن حدث بي حادث فإلى من ألجأ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إلى علي"، قال الهيثمي (1): رجاله رجال الصحيح. وأخرج البزار عن جابر قال: "دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس فقال: "اضمن عني ديني ومواعيدي". قال: لا أطيق ذلك فوقع به ابنه عبد الله، فقال: فعل الله بك من شيخ، فقال: دعني، فدعى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: نعم هي علي فضمنها فلما قدم على أبي بكر مال قال: هذا مال الله وما أفاء الله على المسلمين فخذ فاقض دينه فقضاه"، قال الهيثمي (2): فيه إسماعيل بن يحيى متروك. (البزار (3) عن أنس) سكت المصنف عليه، قال الهيثمي: فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف.
5584 -
"عم الرجل صنو أبيه". (ت) عن علي (صح). (طب) عن ابن عباس".
(عم الرجل صنو أبيه) أي مثله يعني أصلهما واحد فتعظيمه كتعظيمه، وفيه حث على إكرام العم، وهذا قاله صلى الله عليه وسلم حثًّا على إكرام عمه العباس كأنه يقول: لو كان أبي حيًّا لوجب تعظيمه لأجلي فهذا عمي مثله. (ت (4) عن علي رمز
(1) أورده الهيثمي في المجمع (9/ 113) وعزاه للطبراني.
(2)
أورده الهيثمي في المجمع (9/ 113) وعزاه للبزار.
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 47)، والبزار (3/ 197) رقم (2555) كشف الأستار) وقال البزار: هذا الحديث منكر، وانظر المجمع (9/ 113)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4092)، والصحيحة (1980).
(4)
أخرجه الترمذي (3760)، والطبراني في الكبير (10/ 291)(10698)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4100).
المصنف لصحته، طب عن ابن عباس) سكت المصنف عليه.
5585 -
"عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما". (هـ) عن عائشة (ح) ".
(عمار) هو ابن ياسر من سادات الصحابة وفضائلهم (1)(ما عرض عليه أمران) أي ما عرض له أمران (إلا اختار الأرشد منهما) وهو الأحب إلى الله، والأوفر عنده أجراً. (هـ (2) عن عائشة) رمز [3/ 103] المصنف لحسنه.
5586 -
"عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه. (حل) عن علي".
(عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه) بضم الميم ثم معجمات أي ملأ الله جوفه به فهي تعدى من الجوف إلى العظام الظاهرة، والمشاش رؤوس العظام، وقال الجوهري: رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها، والمراد أن الإيمان قد خالط لحمه وعظامه وصار كأنه جزء من أجزاءه البدنية وهذا مدح لعمار لا مزيد عليه، وفي رواية لأبي نعيم (3):"عمار ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه". (حل (4) عن علي) سكت المصنف عليه وفيه أحمد بن المقدام أورده الذهبي في الضعفاء (5) وقال: ثقة صاحب مزاح.
5587 -
"عمار يزول مع الحق حيث يزول" ابن عساكر عن ابن مسعود (ض) ".
(عمار يزول مع الحق حيث يزول) أي يدور معه حيث دار لا يفارقه بحال، وهذه منقبة جليلة ودليل على أن الحق كان في الحروب التي وقعت لأمير
(1) انظر: الاستيعاب (1/ 350)، والإصابة (4/ 575).
(2)
أخرجه ابن ماجه (148)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4102).
(3)
في الحلية (1/ 140).
(4)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 139)، وابن ماجه (147)، وابن حبان (15/ 552)(7076)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4103)، والصحيحة (807).
(5)
انظر المغني (1/ 60).
المؤمنين علي عليه السلام مع علي لأن عمارا لم يفارقه فيها وقتل شهيدا في صفين. (ابن عساكر (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه.
5588 -
"عمار خلط الله الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه، وخلط الإيمان بلحمه ودمه، يزول مع الحق حيث زال، وليس ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً". ابن عساكر عن علي (ض) ".
(عمار خلط الله الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه) إن قلت: الإيمان من قسم الاعتقاد ومحله القلب لا غير؟
قلت: قد نزل كل عضو منه بمنزلة القلب إشارة إلى أنه لو كان كل عضو أهلا للاعتقاد لملئت أعضائه إيماناً وأريد أن جوارحه كلها انقادت للإيمان، ويوجه كل عضو من أعضاؤه إلى ما خلق له كتوجه القلب إلى الإيمان وزاد المعنى تأكيدا بقوله:(وخلط الإيمان بلحمه ودمه يزول مع الحق حيث زال) وهو سر انقياد جميع جوارحه إلى الطاعة والإيمان. (وليس ينبغي للنار) هذه العبارة تقتضي أنها منعت عنه النار وحرم جسده عليها. (أن تأكل منه شيئاً) لأنه لم يأتِ أمرًا يقتضي تسليطها عليها. (ابن عساكر (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه وكتب على هامش ما قوبل على أصله: صحيح المتن.
5589 -
"عمار تقتله الفئة الباغية". (حل) عن أبي قتادة (صحيح المتن) ".
(عمار تقتله الفئة الباغية) الخارجة عن الحق المخالفة للإمام الواجب الطاعة، وزاد الطبراني في روايته:"الناكثة عن الحق" والمراد بهذه الطائفة معاوية
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 406)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3813).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 393)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3812)، والضعيفة (3918).
- رضي الله عنه وحزبه كما هو معلوم وقد استوفاه أهل السير والتواريخ في ذلك وهو الذي قاد أهل السنة إلى القول ببغي معاوية كما نقلناه في الروضة الندية عن علمائهم. (حل (1) عن أبي قتادة) سكت المصنف عليه وفي هامش ما قوبل على أصله صحيح المتن وقد عد من الأحاديث المتواتر لفظها بل قيل: لا يوجد متواتر اللفظ إلا هذا الحديث وحديث: "من كذب علي متعمداً
…
" الحديث (2). كما في أصول الحديث.
5590 -
"عمداً صنعته يا عمر". (حم م 4) عن بريدة (صح) ".
(عمداً) نصب بفعل عمدت ذلك عمداً وهو صلاته صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بوضوء واحد كما دل عليه سببه. (صنعته يا عمر) وسببه أن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال: صنعت شيئاً لم تكن صنعته، فقال صلى الله عليه وسلم:"عمداً" وكأنه صلى الله عليه وسلم فهم أن عمر ظنه فعل ذلك سهواً منه، وفيه جواز الخمس بوضوء واحد وهو اتفاق إلا ما شذ من خلاف. (حم م 4 (3) عن بريدة بن الحصيب).
5591 -
"عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة". البزار عن ابن عمر (حل) عن أبي هريرة، وابن عساكر عن الصعب بن جثامة".
(عمر بن الخطاب سرج أهل الجنة) أي يزهر ويضيء لأهلها كما يزهر ويضيء السراج أهل الدنيا، أو أن أهل الجنة ينتفعون بهديه وأمره ونهيه في الدنيا كما يهتدون بضوء السراج. (البزار عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4101)، والصحيحة (7129).
(2)
رواه البخاري (110)، ومسلم (3) عن أبي هريرة.
(3)
أخرجه أحمد (5/ 350)، ومسلم (277)، وأبو داود (172)، والترمذي (61)، والنسائي (1/ 86)، وابن ماجه (510).
الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري ضعيف. (حل (1) عن أبي هريرة) ثم قال: غريب من حديث مالك تفرَّد به عنه الواقدي، (وابن عساكر عن الصعب) بمهملتين مع فتح الأولى وسكون الثانية (ابن جثامة) بالجيم المفتوحة وتشديد المثلثة.
5592 -
"عمر معي، وأنا مع عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان". (طب عد) عن الفضل".
(عمر معي) في الدين والهدى. (وأنا مع عمر) مؤيداً له لما هو عليه من الحق. (والحق بعدي مع عمر) أي أنه لا يفارقه في أقواله ولا أفعاله. (حيث كان) في أي مكان وأية جهة نزل. (طب عد (2) عن الفضل) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: في إسناده من لم أعرفهم.
5593 -
"عمرو بن العاص من صالحي قريش". (ت) عن طلحة".
(عمرو بن العاص) يأتي في كتب الحديث كثيراً بحذف الياء لغة في المنقوص، والصحيح إتيانها. (من صالحي قريش) كأن المراد في خصلة من الخصال التي تحمد من قريش فقد كانت لهم خصال تحمد. (ت (3) عن طلحة)
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 333)، والديلمي في الفردوس (4146) عن أبي هريرة، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (44/ 167) عن يصعب بن جثاوة، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (12/ 49)، وابن حنبل في فضائل الصحابة (677)، وابن عدي في الكامل (4/ 190)، عن ابن عمر، وانظر المجمع (9/ 74)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3806): موضوع، وقال في الضعيفة (3916): باطل.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 280)(717)، وفي الأوسط (2629)، وابن عدي في الكامل (1/ 188)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 26)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3857)، والضعيفة (3524): موضوع.
(3)
أخرجه الترمذي (3845)، والضياء في المختارة (844)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 354)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4095)، والصحيحة (653).
سكت عليه المصنف قال الهيثمي: رجاله ثقات.
5594 -
"عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال". (حم د) عن معاذ (ض) ".
(عمران بيت المقدس) أي مبنى عمر فهو: (خراب يثرب) وكأن المراد في آخر الزمان كما دل له قوله: (وخراب يثرب خروج الملحمة) هو اسم لموضع القتال والتحام الحرب، وقال في النهاية [3/ 104] (1): هو الحرب وموضعه. (وخروج الملحمة فتح القسطنطينية) أي فتح المسلمين إياها، وقد سلف أنها تفتح بالتكبير وهي الآن مستقر الإِسلام ومحل سلطان أهل الإِسلام فهذا إخبار عن أنها يأخذها الكفار ثم يفتحها بعد ذلك أهل الإِسلام. (وفتح القسطنطينية خروج الدجال) أي أن هذه الأمور تتقارب بعضها من بعض في حدوثه وقد ثبت أن الدجال يخرج والمدينة عامرة ويصان أهلها عن فتنته، فكأن المراد هنا أنها تخرب ثم تعاد. (حم د (2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال المنذري: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان بن صالح تكلم فيه غير واحد.
5595 -
"عمرة في رمضان تعدل حجة". (حم خ هـ) عن جابر (حم ق د هـ) عن ابن عباس (د ت هـ) عن أم معقل (هـ) عن وهب بن خنيس (طب) عن ابن الزبير (صح) ".
(عمرة) معروفة وقال الراغب (3): العمرة الزيارة التي فيها عمارة الوقت وجعله الشرع المقصد المخصوص. (في رمضان) في ليله أو نهاره. (تعدل
(1) النهاية (4/ 239).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 232)، وأبو داود (4294)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4096).
(3)
مفردات القرآن (ص 1010).
حجة) تقابلها وتماثلها في الثواب؛ لأن الأعمال تفضل بفضل الوقت، قال الطيبي: هذا من باب المبالغة وإلحاق الناقص بالكامل ترغيبا ونصا عليه وإلا كيف يعدل ثواب العمرة بثواب الحج انتهى، فيعلم أنها لا تقوم مقامه في إسقاط الفرض، وفيه أن الشيء يشبه الشيء ويجعل عدله إذا أشبهه في بعض المعاني لا كلها. (حم خ هـ) عن جابر (حم ق د هـ) عن ابن عباس (د ت هـ) عن أم معقل) بفتح الميم وكسر القاف (هـ) عن وهب بن خنيس) بالمعجمة ونون موحدة ومهملة بزنة جعفر صحابي (طب)(1) عن ابن الزبير).
5596 -
"عمرة في رمضان كحجة معي". سمويه عن أنس".
(عمرة في رمضان كحجة معي) فيه فضل الحج معه صلى الله عليه وسلم وأن العمرة في رمضان تكون في أجرها كأجر الحج معه صلى الله عليه وسلم فهي أفضل من مطلق الحج فتقيد الأول وفيهما الحث على الإكثار من الاعتمار في رمضان. (سمويه (2) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه داود بن يزيد الأزدي (3) ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وهلال بن يزيد قال في الميزان: قال ابن حبان: له مناكير، وقد أخرجه الطبراني والبزار والحاكم باللفظ المذكور بل في سنن أبي داود، قال ابن العربي: إنه صحيح فما كان للمصنف أن يعدل إلى غير من ذكر.
(1) أخرجه أحمد (3/ 352)، والبخاري (1764)، وابن ماجه (2995) عن جابر، وأخرجه أحمد (1/ 308)، والبخاري (1690)، ومسلم (1256)، وأبو داود (1990)، وابن ماجه (2994) عن ابن عباس، وأخرجه أبو داود (1988)، والترمذي (939)، وابن ماجه (2993) عن أم معقل، وأخرجه ابن ماجه (2992) عن وهب بن خنيس، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 176)(11410) عن ابن الزبير.
(2)
أخرجه سمويه كما في الكنز (12292)، والطبراني في الكبير (1/ 251)(722)، والبزار (636)، وانظر الميزان (7/ 97)، وانظر: البدر المنير (6/ 75)، والترغيب والترهيب (2/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4098).
(3)
انظر التقريب (1/ 200).
5597 -
"عمل الأبرار من الرجال الخياطة، وعمل الأبرار من النساء المغزل". تمام (خط) وابن عساكر عن سهل بن سعد" (ض).
(عمل الأبرار) جمع بار وهو المطيع من الرجال. (الخياطة) خياطة الثياب. (وعمل الأبرار من النساء المغزل) تقدم مراراً. (تمام) سكت المصنف عليه، وقد قال في مختصر الموضوعات له: إن فيه موسى بن إبراهيم المروزي متروك (خط)(1) تعقبه الخطيب بعد إخراجه بأن فيه أبو داود النخعي كذاب، وقال: دجال، وقال يحيى: إنه أكذب الناس، وفي الميزان عن أحمد: كان يضع الحديث، وحكم ابن الجوزي بوضعه، ولم يتعقبه المصنف إلا بإيراد حديث تمام، وقال: إن موسى متروك لم يزد على ذلك، (وابن لال وابن عساكر) رمز المصنف بالضعف على ابن عساكر عن (سهل بن سعد).
5598 -
"عمل البر كله نصف العبادة، والدعاء نصف فإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا انتحى قلبه للدعاء". ابن منيع عن أنس (ض) ".
(عمل البر) بكسر الموحدة. (كله نصف العبادة، والدعاء نصف) فالدعاء وعمل البر العبادة كلها وعمل البر عام لكل عمل من أعمال الخير. (فإذا أراد الله بعبد خيرا انتحى) بحاء مهملة. (قلبه للدعاء) أماله له وجمعه إليه واعتمد عليه يقال: انتحى في سيره، اعتمد على الجانب الأيسر، ثم صار مرادًا به الاعتماد والمثل في كل وجه، والحديث مسوق للحث على الدعاء. (ابن منيع (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه تمام في فوائده (رقم 1250)، والخطيب في تاريخه (9/ 15)، وابن عدى في الكامل (3/ 247)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 199)، وانظر الميزان (3/ 306)، والموضوعات (2/ 251)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3808)، وقال في الضعيفة (109) موضوع.
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4096)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3809).
5599 -
"عمل الجنة الصدق، وإذا صدق العبد بر، وإذا بر آمن، وإذا آمن دخل الجنة، وعمل النار الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار". (حم) عن ابن عمر (ح) ".
(عمل الجنة الصدق) لأنه سبب للإتيان بأعمالها كما قال: (وإذا صدق العبد بر) أتى بأعمال البر (وإذا بر آمن) لأن البر سبب لطمأنينة القلب. (وإذا آمن) ضبط في النسخ أمن من الأمان والأظهر أنه آمن بالمد من الإيمان لمقابلته بالكفر ولأن الإيمان هو سبب لقوله: (دخل الجنة) فالصدق سبب أصلي لدخول الجنة، (وعمل النار الكذب، إذا كذب العبد فجر) انبعث في المعاصي (وإذا فجر كفر) آل به فجوره إلى الكفر (وإذا كفر دخل النار) بالكذب. (حم (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه.
5600 -
"عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة". الرافعي عن أبي هريرة (فر) عن ابن مسعود".
(عمل قليل في سنة) مصاحب لها. (خير من عمل كثير في بدعة) واسم التفضيل على غير بابه؛ لأن عمل البدعة لا خير فيه بل فيه الشر والعقوبة والظرفية مجازية كأنهما لصدورهما معهما مظروفان لهما متمكنان منهما تمكن المظروف بظرفه. (الرافعي عن أبي هريرة، فر (2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وفيه أبان بن يزيد العطار (3) لينه القطان.
5601 -
"عمل هذا قليلًا وأجر كثيراً". (ق) عن البراء (صح) ".
(1) أخرجه أحمد (2/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3810)، وفي الضعيقة (4153).
(2)
أخرجه القزويني في التدوين (1/ 257) عن أبي هريرة، والديلمي في الفردوس (4598) عن ابن مسعود، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3811)، وفي الضعيفة (3917).
(3)
انظر المغني (1/ 8)، والضعفاء لابن الجوزي (1/ 20).
(عمل هذا) الإشارة إلى رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقنعًا في الحديد فقال يا رسول الله: أقاتل أو أسلم؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أسلم ثم قاتل ففعل [3/ 105] فقتل فقاله صلى الله عليه وسلم. (قليلاً) بالنسبة إلى زمان إسلامه وإن كان الجهاد عمل بالغ (وأجر كثيراً) لأنه أجر الأبد. (ق عن البراء)(1) ورواه أحمد والطيالسي وغيرهم.
5602 -
"عُمُّوا بالسلام، عُمُّوا بالتشميت". ابن عساكر عن ابن مسعود (ض) ".
(عُمُّوا) بالضم وتشديد الميم. (بالسلام) قيل: بأن يقال في لفظه: "السلام عليكم" ويحتمل أن معناه معنى أفشوا السلام، والمراد: عموا به كل من لقيتم ممن تعرفون وغيرهم، (عُمُّوا بالتشميت) قيل: بأن تقول يرحمكم الله أو نحوه، ويحتمل الاحتمال الآخر في الأول، قيل: وعلى الاحتمال الأول منهما فلو أفرد وقال: السلام عليك ومثله في التشميت كان إتيانا لسنة والأمر للندب. (ابن عساكر (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه.
5603 -
"عمي وصنو أبي العباس". أبو بكر الغيلانيات عن عمر (متنه صحيح) ".
(عمي وصنو أبي العباس) وإذا كان كذلك لزمهم حفظ حقه وحبه وإكرامه لأجله صلى الله عليه وسلم والإخبار بهذا مع العلم به حثا على معرفة حقه. (أبو بكر (3) في الغيلانيات عن عمر) (متنه صحيح).
5604 -
"عن الغلام عقيقتان، وعن الجارية". (طب) عن ابن عباس".
(1) أخرجه البخاري (2808) ومسلم (1900).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 247)، والديلمى في الفردوس (4014)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3814)، والضعيفة (3924).
(3)
أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (رقم 256)، وأحمد في فضائل الصحابة (1784)، والديلمى في الفردوس (5371)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4104).
(عن الغلام) الذكر يسن: (عقيقتان) شاتان فإنَّ العقيقة الشاة التي تذبح عند حلق شعر المولود كما في القاموس (1)، ويقال للشعر الذي يخرج على رأس المولود من بطن أمه عقيقة؛ لأنه يحلق، وجعل الزمخشري (2) في الشعر أصلاً والشاة مشتقة كما في النهاية (3). (وعن الجارية) عقيقة تجزئ عنها شاة، ذهب الليث إلى وجوبها وبه قالت الظاهرية وقال الجمهور: سنة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم علقها في أحاديث بمحبة فاعلها وذلك من أدلة الندب، قال ابن الأثير: وأما حديث: "لا أحب العقوق" فليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا إسقاط لها وإنما كره الاسم وأحب أن تسمى بأحسن منه كالنسيكة والذبيحة جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح وفي هذا وما بعده ردًّا على مالك حيث سوى بين الذكر والأنثى في إجزاء الشاة الواحدة. (طب (4) عن ابن عباس).
5605 -
"عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة". (حم (ح) د ن هـ حب) عن أم كرز (حم هـ) عن عائشة (طب) عن أسماء بنت يزيد".
(عن الغلام شاتان مكافئتان) متماثلتان في السلامة عن العيوب، وقيل: متعادلتان في السن والجنس، وقيل: مذبوحتين من كافأ الرجل بين بعيرين إذا وجأ في لبة هذا ثم لبة ذاك فنحرهما معا ذكره الزمخشري (5). (وعن الجارية شاة) على قاعدته الشريفة في تفضيل الذكر على الأنثى، قيل: واقتصاره في الإخبار على الشاة يفهم منه أنه لا يجزئ غيرها ولو أعلى كالإبل والبقر وبه صرح جمع، إلا أنه
(1) القاموس (1/ 1175).
(2)
الفائق (2/ 228).
(3)
النهاية (2/ 135).
(4)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 150)(11327)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4107).
(5)
الفائق (3/ 267).
نقل عن مالك أنه كان يعق بجزور. (حم د ن هـ حب عن أم كرز) رمز المصنف على أحمد بالصحة، (حم هـ عن عائشة، طب (1) عن أسماء بنت يزيد).
5606 -
"عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة: لا يضركم أذكرانا كن أم إناثاً". (حم د ت ن ك حب) عن أم كرز (ت) عن سلمان بن عامر، وعن عائشة (صح) ".
(عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة: لا يضركم أذكرانا كن) أي الأنفس التي يعقون عنها. (أم إناثاً) فإن العقيقة سنة عن النوعين: وفيه رد على من زعم أنها لا تسن العقيقة عن الأنثى، قال ابن المنذر: وهو رأي ضعيف لا يلتفت إليه لمخالفته السنة الصحيحة من وجوه. (حم د ت ن ك حب) عن أم كرز (ت)(2) عن سلمان بن عامر، وعن عائشة)، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي ورمز المصنف لصحته.
5607 -
"عن يمين الرحمن تعالى -وكلتا يديه يمين- رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى، هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطابيه". (طب) عن عمرو بن عبسة (ح) ".
(عن يمين الرحمن تعالى) اليمين والشمال من أسماء الجوارح، والله تعالى منزه عن الجارحة وسمات النقص فقوله:(وكلتا يديه يمين) يعني أنهما بصفة
(1) أخرجه أحمد (6/ 381)، وأبو داود (2834)، والترمذي (1516)، والنسائي (3/ 76)، وابن حبان (12/ 128)(5312)، والحاكم (4/ 266) عن أم كرز، وأخرجه الترمذي (1513) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4106).
(2)
أخرجه أحمد (6/ 422)، وأبو داود (2835)، والترمذي (1516)، والنسائي (7/ 165)، والحاكم (4/ 265)، وابن حبان (12/ 129)(5313) عن أم كرز، وأخرجه الترمذي (1513) عن عائشة و (1515) عن سلمان بن عامر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4106).
الكمال لا نقص في واحدة منهما؛ لأن الشمال تنقص عن اليمين وهذا على سبيل المجاز والاستعارة تعالى الله عن صفة الجسم (1). (رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء) ذكر ذلك لأن الذي يتبادر أن من لهم ذلك المقام الشريف هم هؤلاء. (يغشى بياض وجوههم) يغطي نوره. (نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء) يحبون أن ذلك المقعد لهم. (بمقعدهم) تشبيه. (وقربهم من الله تعالى) كأن قيل من هم يا رسول الله؟ قال: (هم جماع) بزنة زمان. (من نوازع القبائل) جماعات من قبائل شتى. (يجتمعون على ذكر الله فينتقون) من الانتقاء: الاختيار. (أطايب الكلام) من ذكر الله تعالى. (كما ينتقي آكل التمر أطايبه) فيه تنويه بالاجتماع على ذكر الله تعالى واختيار أشرف الكلام منه ويصدق في الذين يتناقلون القرآن بينهم فإنه أطيب الكلام وأشرفه. (طب (2) عن عمرو بن عبسة) بموحدة بين مهملتين صحابي ورمز المصنف لحسنه.
(1) اليدان: صفة لله عز وجل، نثبتها كما نثبت باقي صفاته تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وهي ثابتة بالكتاب والسنة، قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 263):"إن لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله"، توصف يد الله عز وجل بأنها يمين، وهذا ثابت بالكتاب والسنة كما في قوله سبحانه:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "
…
ويطوي السماء بيمينه
…
" رواه البخاري (7382)، ومسلم (2787)، وأثبت صفة الشمال أو اليسار كثير من العلماء فقال الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب في آخر باب من كتاب التوحيد في المسألة السادسة: التصريح بتسميتها الشمال" يعني: حديث ابن عمر عند مسلم (2788)، وانظر: إبطال التأويلات (ص: 176)، والرد على بشر المريسي (ص: 155)، وقطف الثمار (ص: 66) وشرح كتاب التوحيد للشيخ الغنيمان (1/ 311)، إن صفات الله توقيفية، وما لم يأت دليل صحيح صريح في وصف إحدى يدي الله بالشمال أو اليسار، فإننا لا نتعدى قول النبي صلى الله عليه وسلم "كلتاهما يمين" فيد الله ليست كيد البشر: شمال ويمين، ولكن كلتا يديه سبحانه يمين. والله أعلم.
انظر القول في المجسمة مجموع الفتاوى (3/ 185، 197) الفتاوى الكبرى (6/ 470).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 168)(358) من حديث معاذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3815)، وانظر المجمع (10/ 77) عن عمرو بن عبسة.
5608 -
"عند الله خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال، فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير". (طب) والضياء عن سهل بن سعد (صح) ".
(عند الله خزائن الخير) كل شيء محبوب سمي خيراً. (والشر) كل أمر مكروه يقال له شرًّا والمراد [3/ 106] عنده تعالى خزائن جزائهما لفاعلهما. (مفاتيحها الرجال) لأنهم بأفعالهم عالم يفتحون تلك الخزائن وينالون منها الجزاء. (فطوبى) أي الجنة والأمر المرغوب فيه: (لمن جعله الله مفتاحاً للخير) فإنه ينال كل كرامة عند الله (مغلاقاً للشر) فإنه ينال الأجرين أجر الفتح والإغلاق. (وويل) عذاب ونكال: (لمن جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقا للخير) وقال الطيبي: معناه أن الذي يحتوي على خزائن المال فينفقها في سبيل الله ولا ينفقها في سبيل الشيطان، فهو مفتاح الخير مغلاق الشر، وعكسه الذي ينفقها في عكسه فإنه مفتاح الشر مغلاق للخير، هذا خلاصة كلامه. (طب والضياء (1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته.
5609 -
"عند الله علم أمية بن أبي الصلت"(طب) عن الشريد بن سويد (ض) ".
(عند الله علم أمية بن أبي الصلت) قدمنا بيان حاله في أول الكتاب في شرح حديث: "آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه" وبسبب هذا الحديث أنه قال: راويه الشريد: "ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هل معك شيء من شعر أمية" (2)، قلت: نعم، فأنشدته مائة قافية كلما أنشدته قافية، قال: "هيه" أي زدني،
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 150)(5812)، والبخاري في التاريخ (618)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4108).
(2)
أخرجه مسلم (2255).
ثم ذكره والحديث الذي سلف دل على أنه مات كافرا، فكأنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل إعلام الله له بحاله. (طب (1) عن الشريد بن سويد) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الشارح: إنه قد أخرجه مسلم باللفظ المذكور عن الشريد، وقال: إنه ذهول من المصنف عجيب عدم نسبته إليه.
5610 -
"عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله تعالى بهلاك القرى". (هـ) عن أبي هريرة" (ض).
(عند اتخاذ الأغنياء الدجاج) بالمهملة وجيمين الطائر المعروف. (يأذن الله تعالى بإهلاك القرى) عند اقتنائهم لها، وسبب الحديث كما قاله راويه: أنه صلى الله عليه وسلم أمر الأغنياء باتخاذ الغنم وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج وذكره وذلك لأنه تضييق على الفقراء لأنهم يتعيشون ببيضها وفروخها ويبيعون ذلك من الأغنياء، فإذا اتخذها الأغنياء استغنوا عنها فضاع كسب الفقراء.
واعلم: أن لفظ الحديث عند مخرجه هكذا "عند اتخاذ الأغنياء الدجاج هلاك الفقراء فيأذن الله بهلاك القرى" فسقط من كلام المصنف هلاك الفقراء. (هـ (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال السخاوي (3): وهو ضعيف، وقال المصنف: قد ورد مرفوعاً: "غنم فقراء أمتي الدجاج والجمعة حج فقرائها"(4).
5611 -
"عند أذان المؤذن يستجاب الدعاء، فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته"(خط) عن أنس".
(عند أذان المؤذن يستجاب الدعاء) فهو من ساعات الإجابة وذلك بعد
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 320)(7259)، ومسلم (2255).
(2)
أخرجه ابن ماجه (2307)، وانظر كشف الخفا (1/ 400)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3816)، والضعيفة (119): موضوع.
(3)
انظر: المقاصد الحسنة (ص: 285).
(4)
ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة (192) وقال: موضوع.
إجابة المؤذن لأنه السنة. (فإذا كان الإقامة) إذا وجد لفظ الإقامة. (لا ترد دعوته) أي الداعي. (خط (1) عن أنس) ورواه الديلمي وبيض له.
5612 -
"عند كل ختمة دعوة مستجابة". (حل) وابن عساكر عن أنس".
(عند كل ختمة) أي تمام قراءة القرآن، مصدر ختم يختم ختما بلغ آخره والباء للوحدة وأما تسمية المصحف ختمة فلم يأت في اللغة فهو لحن (دعوة مستجابة) وتقدم حديث أبي أمامة:"إذا ختم أحدكم فليقل: اللهم آنس وحشتي في قبري". (حل)(2) سكت المصنف عليه وفيه عبدة بن يحيى بن هاشم عن مسعر عن أنس قال: ولا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى، (وابن عساكر عن أنس) وفيه يحيى بن السمسار كذبه ابن معين كما في الميزان.
5613 -
"عندي أخوف عليكم من الذهب أن الدنيا ستصب عليكم صبا فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب". (حم) عن رجل (ح) ".
(عندي أخوف عليكم من الذهب) أي عندي أمر أشد تخوفية مني عليكم من ملككم الذهب. (أن الدنيا) مبتدأ خبره عندي إلى آخره (ستصب عليكم صبأ) ذهبها وفضتها وجميع أنواع خيراتها. (فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب) حين تصب عليها الدنيا فإنه محرم عليهم لبسه، وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم كما أخبر وهو من أدلة تحريم لبس الذهب، وقوله:"يا ليت" حذف المنادى أي يا قوم أتمنى عدم لبس الأمة للذهب لما فيه من الإثم، ويحتمل الكراهة. (حم (3) عن رجل)
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3817)، والضعيفة (3919).
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 260)، والبيهقي في الشعب (2087)، والخطيب في تاريخه (9/ 390)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 271)، وانظر الميزان (7/ 224)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3819)، والضعيفة (3190): موضوع.
(3)
أخرجه أحمد (5/ 368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3820)، والضعيفة (4154).
رمز المصنف لحسنه.
5614 -
"عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس عليه". (فر) عن أبي هريرة (ض) ".
(عنوان) بضم المهملة وبكسر. (كتاب المؤمن) في القاموس (1): عنوان الكتاب وعُنْيانه وُيكسران: سمي به لأنه يَعِنُّ له من ناحيته، وأصلُه: عُنَّان كرُمَّان، وكلّ ما استدللت به على شيء بظاهره على غيره فهو عنوان له. (يوم القيامة) من الدليل على ما في طي كتابه من الخير. (حسن ثناء الناس عليه) في دار الدنيا لما ثبت من أنهم شهداء الله في أرضه ويقاس عليه عنوان صحيفة الفاجر [1/ 107] قبح ثناء الناس عليه في الدنيا، والمراد أن من أثنى الناس عليه خيرا فهو دليل حسن صحيفته في الآخرة ومن أثني عليه شر فهو دليل قبح صحيفته. (فر (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن الحسن الأزدي (3)، قال الذهبي: قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ومحمد بن كثير المصيصي ضعفه أحمد.
5615 -
"عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب". (خط) عن أنس (ض) ".
(عنوان صحيفة المؤمن) أي دليل ما في باطنها من خير. (حب علي بن أبي طالب) رضي الله عنه أي حب عليًّا فمن كان محبًّا له كان دليلاً على حسن صحيفته في الآخرة ويؤخذ منه عكسه والمراد الحب الذي لا إفراط فيه كالغلاه. (خط (4)
(1) القاموس المحيط (ص: 1570).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3822)، والضعيفة (3920).
(3)
انظر المغني (2/ 570).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 410)، وانظر قول ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 245)، =
عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه كما قال مخرجه الخطيب أبو الفرج: أحمد بن محمَّد بن جوري العكبري في حديثه مناكير، قال ابن الجوزي: حديث لا أصل له يريد هذا الحديث.
5616 -
"عهد الله تعالى أحق ما أُدُّي". (طب) عن أبي أمامة" (ح).
(عهد الله تعالى) أي ما عهده إلى عباده على لسان رسله وكتبه من الإيمان به وحده وامتثال أمره ونهيه. (أحق ما أُدُّي) من سائر الحقوق وفيه أن حق الله يقدم على حقوق العباد. (طب)(1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه.
5617 -
"عهدة الرقيق ثلاثة أيام". (حم د ك هق) عن عقبة بن عامر (صح) ".
(عهدة الرقيق) بقافين بينهما مثناه تحتية المملوك والعهدة بضم الفاء (2). (ثلاثة أيام) فإذا اشتراه المشتري ولم يشترط البائع البراءة من العيب فما أصاب المشتري من عيب في الأيام الثلاثة فهو من مال البائع ويرد إن شاء بلا بيّنة فإن وجد به عيبا بعد الثلاثة فلا يرد إلا ببيّنه وهذا مذهب مالك (حم د ك هق عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته. (هـ (3) عن سمرة) قال الحاكم: صحيح لكن الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر فهو منقطع ومن ثمة ضعفه أحمد وغيره.
5618 -
"عودوا المريض، واتبعوا الجنازة تذكركم الآخرة". (حم حب هق) عن أبي سعيد (صح) ".
= وقال الألباني في ضعيف الجامع (3821): موضوع، والضعيفة (789) وقال: باطل.
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 148) رقم (7648)، والنسائي (3/ 410)، والدارقطني (3/ 40)، والروياني (1257) عن أبي أمامة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3831).
(2)
كذا في المخطوطة والصواب بضم العين.
(3)
أخرجه أحمد (4/ 152)، وأبو داود (3506)، والحاكم (2/ 25)، والبيهقي في السنن (5/ 323) عن عقبة بن عامر، وأخرجه ابن ماجه (2244) عن سمرة بن جندب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3832).
(عودوا المريض) الأمر للندب. (واتبعوا الجنازة) أي شيعوها. (تذكركم) العيادة واتباع الجنازة. (الآخرة) وذكرها مراد محبوب لله تعالى؛ لأنها الدار المرادة التي دار الدنيا سبيل إليها وليس المراد مجرد ذكر الآخرة بل الذكر الذي يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة. (حم حب هق (1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته.
5619 -
"عودوا المرضى، ومروهم فليدعوا لكم، فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور". (طس) عن أنس (ض) ".
(عودوا المرضى، ومروهم) أي اطلبوا منهم. (فليدعوا لكم، فإن دعوة المريض مستجابة) لانكسار قلبه وقربه من الله تعالى. (وذنبه مغفور) كأنه العلة في إجابة دعائه. (طس (2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري.
5620 -
"عودوا المريض، واتبعوا الجنائز، والعيادة غِبًّا، أو ربعاً، إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد، والتعزية مَرَّة". البغوي في مسند عثمان عنه".
(عودوا المريض، واتبعوا الجنائز) لما حثهم على العيادة بين لهم وقتها بقوله. (والعيادة غِبًّا) أي يوما فيوماً. (أو ربعاً) بكسر الراء بأن يترك يومين بعد العيادة ثم يعاد في الرابع قال في الإتحاف: إن هذا بحسب الأعم الأغلب وإلا فنحو الصديق والقريب يعاد كل يوم بحسب المصلحة والحاجة والعادة. (إلا أن يكون مغلوباً) على عقله بأن لا يعرف العايد. (فلا يعاد) لعدم فائدة عايدِيْه. (والتعزية مَرَّة) فلا يكررها المعزي لما فيه تجديد الحزن.
(1) أخرجه أحمد (3/ 31)، وابن حبان (7/ 221)(2955)، والبيهقي في السنن (4/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4109).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6027)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 166)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3823)، والضعيفة (1222): موضوع.
رجاله ثقات.
5630 -
"عينان لا تريان النار: عين بكت وجلا من خشية الله، وعين باتت تكلأ في سبيل الله. (طس) عن أنس".
(عينان لا تريان النار) وإذا لم يرياها لم يدخلها. (عين بكت وجلا من خشية الله) اعلم: أن البكاء إمَّا من حزن أو من وجع أو من فزع أو من فرح أو من شكر أو من خشية الله وهو أعلاها درجة وأغلاها ثمناً في الدار الآخرة (وعين باتت تكلأ في سبيل الله) تحرس فيه. (طس (1) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه زفر بن سليمان قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه.
5631 -
"عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". (ت) عن ابن عباس (صح) ".
(عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله) يحتمل أنه مقيد ما سلف من الإطلاق، ويحتمل أن هذا ذكر الأفضل وإلا فالكل له الأجر في ذلك. (وعين باتت تحرس في سبيل الله) تحرس الغزاة وأموالهم والمسلمين. (ت (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وهو من حديث عطاء الخراساني، قال الترمذي في العلل: سألت محمداً يعني البخاري عن عطاء الخراساني فقال: هو ثقة لم أر أحداً تكلم فيه بشيء.
= وصححه الألباني في صحيح الجامع (4113).
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط ح (5779)، والبخاري في التاريخ الكبير (2624)، وانظر الكامل (3/ 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4111).
(2)
أخرجه الترمذي (1639) وقال: حديث حسن، وانظر علل الترمذي (1/ 271)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4112).
إليه. (عوذوا بالله من عذاب النار) فالاستعاذة بالله منها سبب لتجنب أسباب دخولها. (عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال) فهي أعظم فتنة قد حذر منها كل نبي قومه. (عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات) هذا من العام بعد الخاص فإن عذاب القبر والنار من [1/ 108] فتنة الممات وفتنة الدجال من فتنة المحيا والاستعاذة من هذه الأربع قد وردت بها عدة أحاديث وإنما تكون في آخر التشهد. (م ن (1) عن أبي هريرة).
5623 -
"عورة المؤمن ما بين سرته إلى ركبته". سمويه عن أبي سعيد (ح) ".
(عورة المؤمن) العورة بسكون الواو الخلل في شعر أو غيره وكل ما يستحي منه. (ما بين سرته إلى ركبته) هي العورة التي يجب سترها ويذم مكشفها. (سمويه (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه وقد رواه الحارث في مسنده، قال ابن حجر: فيه شيخ الحارث داود بن المحبر وهو سلسلة ضعفاء إلى عطاء.
5624 -
"عورة الرجل على الرجل كعورة المرأة على الرجل، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل". (ك) عن علي (صح) ".
(عورة الرجل على الرجل كعورة المرأة على الرجل) أي يحرم النظر من الرجل إلى ما بين سرة الرجل وركبته وشبهه بالمرأة لأنه قد تقرر حرمة النظر إلى المرأة من الرجل إنما محل البيان عورة الجنس مع جنسه ولذا قال: (وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل). (ك (3) عن علي) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه إبراهيم بن علي
(1) أخرجه مسلم (588)، والنسائي في الكبرى 4/ 461.
(2)
أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (رقم 143)، والديلمي في الفردوس (4115)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3826).
(3)
أخرجه الحاكم (4/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3825) والضعيفة (3923).
الرافعي (1) ضعفوه.
5625 -
"عوضوهن ولو بسوط، يعني في التزويج". (طب) والضياء عن سهل بن سعد".
(عوضوهن) أي عوضوا البضع بالصداق. (ولو بسوط) أي بشيء حقير جداً فإنه إذا كان متمولاً يجوز جعله صداقاً أو كان منفعة على ما هو الصحيح. (يعني في التزويج) مدرج من كلام الراوى أو تفسير من المصنف وفيه وجوب المهر وأنه يجزئ أقل قليل منه. (طب (2) والضياء عن سهل بن سعد) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم.
5626 -
"عون العبد أخاه يوماً خير من اعتكافه شهراً". ابن زنجويه عن الحسن مرسلاً".
(عون العبد أخاه يوماً) أي إعانته إياه علي أعمال الخير ونحوها. (خير من اعتكافه شهراً) فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه. (ابن زنجويه (3) عن الحسن مرسلاً).
5627 -
"عويمر حكيم أمتي، وجندب طريد أمتي: يعيش وحده، ويموت وحده، والله يبعثه وحده". الحارث عن أبي المثنى المليكي مرسلاً".
(عويمر) هو أبو الدرداء اسمه زيد بن قيس الأنصاري الصحابي الجليل رضي الله عنه (4). (حكيم أمتي) تقدم حديث: "حكيم أمتي عويمر" وتقدم الكلام فيه في
(1) انظر المغني (1/ 20).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 182) ح (5931)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 280)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3829).
(3)
عزاه إلى ابن زنجويه في الكنز (7211)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3827).
(4)
انظر: الإصابة (4/ 747).
الحاء. (وجندب) وهو أبو ذر وهو جندب بن جنادة. (طريد أمتي) لأنه أخرجه عثمان من المدينة وسكن الربذة كما هو معروف (يعيش وحده) بقية عمره (ويموت وحده) مات بالربذة وليس عنده أحد غير خادمه وزوجته (والله يبعثه وحده) دعاء منه صلى الله عليه وسلم أن يبعثه الله أمة وحده وهذه فضائل لأبي ذر وفضائله عدة (1). (الحارث (2) عن أبي المثنى المليكي)، قال شارحه: لعل الصواب الأملوكي بفتح الهمزة وسكون الميم وضم اللام آخره كاف نسبة إلى أملوك بطن من ردمان قبيلة من رعين (مرسلاً)(3).
5628 -
"عيادة المريض أعظم أجراً من اتباع الجنائز". (فر) عن ابن عمر".
(عيادة المريض أعظم أجراً من إتباع الجنائز) لأن فيه أنواع من القرب نوع يرجع إلى المريض ونوع يعود إلى العائد ونوع يعود على أهل المريض ونوع يعود على العامة وقيل؛ لأن معاملة الحي أولى وأفضل من معاملة غيره. (فر (4) عن ابن عمر)، ورواه أبو الشيخ وغيره.
5629 -
"عينان لا تمسهما النار أبداً: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". (ع) والضياء عن أنس (صح) ".
(عينان لا تمسهما النار أبدًا) لا تمس صاحبهما (عين بكت من خشية الله) قال الطيبي: إنه كناية عن العالم العابد المجاهد مع نفسه (وعين باتت تحرس في سبيل الله) في الجهاد. (ع (5) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال المنذري:
(1) انظر: الإصابة (7/ 125).
(2)
أخرجه الحارث في مسنده ح (1019)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3830).
(3)
انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 208).
(4)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4111)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3833)، والضعيفة (3925): ضعيف جداً.
(5)
أخرجه أبو يعلى (4346)، والضياء في المختارة (2198)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 159)، =
رجاله ثقات.
5630 -
"عينان لا تريان النار: عين بكت وجلا من خشية الله، وعين باتت تكلأ في سبيل الله. (طس) عن أنس".
(عينان لا تريان النار) وإذا لم يرياها لم يدخلها. (عين بكت وجلا من خشية الله) اعلم: أن البكاء إمَّا من حزن أو من وجع أو من فزع أو من فرح أو من شكر أو من خشية الله وهو أعلاها درجة وأغلاها ثمناً في الدار الآخرة (وعين باتت تكلأ في سبيل الله) تحرس فيه. (طس (1) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه زفر بن سليمان قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه.
5631 -
"عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". (ت) عن ابن عباس (صح) ".
(عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله) يحتمل أنه مقيد ما سلف من الإطلاق، ويحتمل أن هذا ذكر الأفضل وإلا فالكل له الأجر في ذلك. (وعين باتت تحرس في سبيل الله) تحرس الغزاة وأموالهم والمسلمين. (ت (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وهو من حديث عطاء الخراساني، قال الترمذي في العلل: سألت محمداً يعني البخاري عن عطاء الخراساني فقال: هو ثقة لم أر أحداً تكلم فيه بشيء.
= وصححه الألباني في صحيح الجامع (4113).
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط ح (5779)، والبخاري في التاريخ الكبير (2624)، وانظر الكامل (3/ 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4111).
(2)
أخرجه الترمذي (1639) وقال: حديث حسن، وانظر علل الترمذي (1/ 271)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4112).