المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نشأة المذهب الحنبلى: - الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد - مقدمة

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة]

- ‌يوسف بن الحسن بن عبد الهادي

- ‌مصادر ترجمته:

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌مولده:

- ‌طلبه العلم ومشايخه:

- ‌رحلاته فى طلب العلم:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌المطبوع منها:

- ‌وأمَّا المخطوط فقد ألف فى الحديث:

- ‌وألف فى الأربعين شيئًا كثيرًا:

- ‌ألف فى رجال الحديث:

- ‌ألف فى الفقه:

- ‌وألف فى التاريخ:

- ‌وألف فى النحو:

- ‌وألف فى اللغة:

- ‌وألف فى الأدب والشِّعر:

- ‌وألف فى الطب مؤلفات كثيرة منها:

- ‌ومن مؤلفاته أيضا:

- ‌وفاته:

- ‌شعره:

- ‌تلاميذه:

- ‌أسرته:

- ‌نشأة المذهب الحنبلى:

- ‌التأليف فى علم معرفة الرجال:

- ‌التأليف فى طبقات الفقهاء:

- ‌التأليف فى طبقات الحنابلة:

- ‌(مناقب الِإمام أحمد)

- ‌(طبقات الحنابلة)

- ‌(مختصر طبقات الحنابلة)

- ‌(الذيل علي طبقات الحنابلة)

- ‌(مختصر طَبَقَات الحَنَابِلَة)

- ‌(طبقات أصحاب الإِمام أحمد)

- ‌(مختصر طبقات ابن رجب)

- ‌(مختصر طبقات ابن أبي يعلى وذيلها لابن رجب)

- ‌(طَبَقَات الحَنَابِلَة)

- ‌(مختصر طَبَقات الحَنَابلة لابن رَجَب)

- ‌(المقصد الأرشد فى تراجم أصحاب الإِمام أحمد)

- ‌(الجَوْهَرُ المُنَضَّد فى طَبَقَات مُتَأَخِّرى أصحابِ أحمد)

- ‌(العَطَاء المُعَجَّل فى طَبَقَات أصحابِ الإِمام المُبَجَّل أحمد بن حَنْبَل)

- ‌(المَنهجُ الأحمد في تَرَاجم أَصحاب الِإمامِ أحمد)

- ‌(الدُّرُّ المُنَضَّد فى ذكرِ أصحابِ الإِمام أَحْمَد)

- ‌(مُختصر طبقات الحنابلة)

- ‌(الفتح الجلى فى القضاء الحنبلى)

- ‌(طبقات الحنابلة)

- ‌كتاب الجوهر المنضد

- ‌تحقيق اسم الكتاب:

- ‌تاريخ تأليفه:

- ‌نسبتُه إلى ابن عبد الهادى:

- ‌هل هو كتاب العطاء المعجل

- ‌إزالةُ وَهْمٍ حول الكتاب:

- ‌مادة الكتاب العلمية:

- ‌مصادر الكتاب:

- ‌المنهج المتبع فى تحقيق النَّص والتَّعليق عليه:

- ‌نسخة الكتاب الخطية:

الفصل: ‌نشأة المذهب الحنبلى:

‌نشأة المذهب الحنبلى:

الحديث عن الِإمام أحمد بن حنبل يعودُ بنا إلى تذكرة الأجيال الماضية، إلى تاريخِ طويلٍ مضى بمُعطياته السَّلبية والِإيجابية لا نستطيع استعراضه بمثل هذه العُجالة.

ولعلَّ سببَ شهرةِ الِإمامِ أحمدَ ترجعُ إلى زُهده وورعه ودينه وخُلقه وثباته على الحق ودفاعه عنه وحرصِه على طلب العلم فقد كان آية فى حفظِ أحاديث النَّبى صلى الله عليه وسلم، قالَ أبو زرعة الرَّازِى (1):"حَزَرْنَا حفظ أحمد بن حنبل بالمذاكرة على سبعمائة ألف حديث"، وفى لفظ آخر قال أبو زرعة الرازى:"كان أحمد يحفظ ألف ألف، فقيل له ما يدريك؟ قال: ذاكزله فأخذت عليه الأبواب".

وقال الشافعى لِإمامنا أحمد يومًا (2): "أنتم أعلم بالحديث والرِّجال فإذَا كان الحديثُ الصَّحيحُ فأعلمونى إن شاء أن يكون كوفيًا أو شاءَ شاميًا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحًا".

وقد امتُحن المسلمون فى زمنه بفتنة القول بخلق القرآن فثبتَ الِإمام أحمد على الحقّ فأوذى فى ذلك فصبر، وفرح بذلك أعداؤهُ فاستعدوا عليه السلطان فسُجن ثم جُلد فى مشهدٍ من النّاس، ولثباته - فى الحق - على هذه الأحداث الجسام. قال علىّ ابنُ المدينى (3):"أَيَّد الله هذا الدّين برجلين لا ثالثَ لهما أبو بكرِ الصديق يومَ الرِّدة، وأحمدُ بن حَنبل يومَ المِحْنَةَ".

(1) طبقات الحنابلة: 1/ 6.

(2)

طبقات الحنابلة: 1/ 6.

(3)

طبقات الحنابلة: 1/ 13.

ص: 38

أعزَّ الله به الِإسلام ونصَره كبتَ أعداءَه، فظهرَ الحقُّ وعلا صوته وارتفعت راية التوحيد، وخمدت نار الفتنة أو كادت، بسبب توفيق الله له فى ثباته وإيمانه ودفاعه عن عقيدة أهل السُّنة أمام زيغ المعتزلة، وجحد الملاحدة وأعداء الِإسلام الذين حاولوا - جاهدين - طمسَ معالم التَّوحيد - {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (1) -.

وبعد هذا التَّوفيق الِإلهى انبرَى ثُلَّةٌ من أصحابِ الِإمام لشرحِ معالمِ العَقيدةِ الحَقّةِ المأخوذَةِ من ظاهرِ الكتابِ وصحيحِ السُّنَّةِ الثَّابتة عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ودونوا عن الِإمام آراءه وأقواله ونسخوا عنه مسائِلَه الفقهية ومؤلفَاته فى الرِّجال والحَدِيْثِ والتَّفسير، ورَوُوْا عنه من الآثارِ والأخبار والفَتَاوَى وجَمعوها وتَدارسوها.

وصارَت اجتهاداتُ الِإمام وآراؤُه فى الفِقه والعقيدة مذهبًا يُحتذى، ونَقَلَها تلامِيْذُهُ لمَنْ بَعْدَهُم حتَّى قيلَ إن الِإمام أبا بكر الخَلاّل (ت 311 هـ) وهو من تَلاميذ التَّلاميذ للإِمام أحمد (2)"رحل إلى أقاصى البِلاد فى جمعِ مسائِل أحمد" وسماعها ممن سَمِعَها من أحمد، وممن سمعها ممن سمعها من أحمد فنالَ منها وسبقَ منها إلى ما لم يسبقه إليه سابق ولم يَلْحَقْهُ بعد لاحِقٌ".

وتعاقبت الأجيال بعد ذلك واقتدوا به، ومضوا على سَنَنِهِ فعوَّلُوا فى علمهم علَيه، ونسِبُوا فى مَذهبهم إليه، فسمُّوا بـ "الحَنَابِلَة" فأصبح مذهبهم أحدَ المذاهب الأربعة.

(1) سورة إبراهيم: آية: 28.

(2)

طبقات الحنابلة: 2/ 13.

ص: 39