الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال جَميل الشَّطى (1): "إمامًا جليلًا عالمًا نبيلًا أَفنى عمره بين علمٍ وعبادةٍ وتصنيفٍ وإفادةٍ".
مؤلفاته:
ألف ابن عبد الهادى فى فنون متعددة من العلم كتب الرسائل ونظم الشعر فى المناسبات الخاصة والعامة، ونظم بعض الفنون يعينه على ذلك ذكاؤه المفرط وقريحته الجيِّدة وسرعةُ حفظِه وكثرةُ كتابته وسرعةُ قلَمه فى الكتابة.
قال ابن طولون (2): "وأقبل على التصنيف فى عدة فنون حتى بلغت أسماؤها مجلدًا رتبها على حروفِ المُعجم، وكان الغالب عليه فن الحَديث.
قال السَّخاوى (3): "وبلغنى أنه خرَّج لخديجة بنت عبد الكريم "أربعين" وكذلك لغيرها، وعرف بالحديث فى بلده، مع كثرة التخريج فيه".
قال الشطى (4): "غالب مؤلفاته أجزاء".
ونقل جار الله بن فهد عن النُّعيمى (5) فى كتابه العنوان قوله: "وقد صنَّف كثيرًا من غيرِ تحريرٍ - انتهى -".
(1) مختصر طبقات الحنابلة: 77.
(2)
السحب الوابلة: 319، فى النعت الأكمل: 69 قال: "وله من التصانيف ما يزيد على أربعماية مصنف وغالبها فى علم الحديث والسنن".
(3)
الضوء اللامع: 1/ 308.
(4)
مختصر طبقات الحنابلة: 77.
(5)
السحب الوابلة: 319.
ولكنَّ ابن حميد النَّجدى لم يرضَ بمثل هذا القول فقال معقبًا عليه. قلت: بل تصانيفه فى غاية التحرير. . . ." (1).
وأرى أن أغلب مؤلفات ابن عبد الهادى بالصفة الذى ذكر النُّعيمى ينقصها التَّحريرُ والضَّبطُ والمُراجعةُ، فهى أشبه بمذكرات خاصة أو أصول (مسودات) لم تكتمل بعد.
وكأن الإمام ابن عبد الهادى فى سباق مع الزَّمن يريد أن يصل إلى أكبرِ قدرٍ ممكن من المؤلفات، كثيرٌ من مؤلفاته نقولٌ وردودٌ وتخريجاتٌ حديثية ورسائل صغيرة.
وكثرة مؤلفات ابن عبد الهادى من سمات عصره فهو فى عصر السيوطى (ت 911 هـ)، والسخاوى (ت 902 هـ)، والشيخ زكريا الأنصارى (ت 926 هـ)، ثم ابن كمال باشا (ت 940 هـ). . . وغيرهم ويمكن الجمع بين قول النُّعيمى وقول ابنِ حُميدٍ، وذلك أنه من خلال اطّلاعى على كثيرٍ من مؤلفات ابن عبد الهادى أقول: إن بعض مؤلفاته مراجعة متقنة محكمة التأليف مثل "مغنى ذوى الإفهام" و "التبيين. . ."، و "الدُّرُّ النَّقى"، و "الميرة فى حل مشكل السيرة" و "ثمار المقاصد". . . وغيرها.
لكن كثيرًا من مؤلفاته أيضًا هى كما وصف النعيمى رحمه الله غير محررة ولا مراجعة؛ لأنه لم يفرغ لمراجعتها واستيفائها، فلعل ابن حُميد وقف على المحرر منها فظنها جميعا بهذه المثابة. ويحمل كلام النُّعيمى على أنه يقصد من غير تحرير فى غالبها.
ومع كثرة مؤلفات ابن عبد الهادى لم يطبع منها إلا القليل جدا؟!
(1) المصدر نفسه: 77.
وذلك راجع إلى:
- أنه ترك بعض مؤلفاته مسودات لم تبيض فكثرت فيها الِإضافات والِإلحاقات فى جوانبها حتى صعب على الباحث إعادة كل نصٍّ إلى موضعه - أنه ترك بعض هذه المؤلفات ناقصة، فى داخلها بياضات كثيرةٌ يريد أن يملأها فلم تُتح له الفرصة فبقيت هذه المصنفات مبتورة.
أو هى أجزاء بدأها من الأول فلم يتمها.
- رداءة خط ابن عبد الهادى إلى درجة يتعذَّر معه قراءة بعض الجمل والعبارات مما جعل كثيرًا من النساخ لا يتجاسر على نسخها واستخراجها من خطه فبقيت بخطه إلى يومنا هذا.
قال الشيخ جميل الشطى (1): "وكان كثير الكتابة سريع القلم قل من يحسن قراءة خطه لاشتباكه وعدم إعجامه".
وقال ابنُ كنان فى كتابه الذى لخص فى تاريخ الصالحية لابن عبد الهادى (2): "وبعد فقد سنح بالبال تلخيص تاريخ الصالحية للإِمام الحافظ يوسف. . . بحسب ما أمكن من الاطلاع من خطه".
ولعل الذى ألجأه إلى تلخيصه عدم قدرته على نسخه واستخراجه من خطِّه كاملا.
ولا أستطيع أن أعرض نما هذه المقدمة الموجزة عن حياة الحافظ يوسف بن عبد الهادى رحمه الله بكل مؤلفاته أو أغلبها؛ لأن مثل
(1) مختصر طبقات الحنابلة: 77.
(2)
مُقدمة المروج السُّندسيّة.
هذا الصنيع يحتاح إلى مؤلفٍ خاصٍّ لكثرةِ مؤلفاتِه وتشعُّبِها واختلاف فنونها.
وقد كفانا هذه المهمة الأستاذ محمد أسعد طلس فعرض بعض مؤلفات ابن عبد الهادى عرضا جيدًا ذاكرًا أهم ما يحتاج إليه الباحث من التَّعريف بها فى مقدمة تحقيقه كتاب (ثمار المقاصد) للمؤلف المطبوع فى المعهد العلمى الفرنسى بدمشق بمطبعة مكتبة لبنان ببيروت سنة (1975 م) وقدّم إهداءه إلى العلامة الجليل محمد بك كرد على رئيس المجمع العلمى بدمشق آنذاك، وذلك فى 3 ذى القعدة سنة (1361 هـ، 1942 م).
ثم قام الأستاذ صلاح محمد الخيمى مدير دائرة المخطوطات بدار الكتب الوطنية الظاهرية بدمشق بإعداد مقالة للتعريف بمؤلفات ابن عبد الهادى رتبها على حروف المعجم أولا، ثم أشار إلى الوجود منها وحدد مكان وجوده ونشر مقالته تلك فى مجلة معهد المخطوطات العربية الصادرة بالكويت فى رمضان سنة 1402 هـ (المجلد السادس والعشرون جـ: 2)، (ص: 775 - 812).
وقد عرض لأخباره ومؤلفاته عرضا سريعا، معتذرا عن ذلك بأنه قام بدراسة وافية سيفردها بمؤلف يصف فيه مؤلفات ابن عبد الهادى التى تمتلكها دار الكتب الظاهرية؟! وأنه اختصر هذه المقالة منها.
أرجو أن تتاح له الفرصة فى نشرها وأن لا يقتصر على مخطوطات الظاهرية فقط لتعم الفائدة منها فى سائر مؤلفات ابن عبد الهادى فى المكتبات العالمية.