الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما وثنية الأحياء من أصحاب النفوذ والسلطان، فلا وجود لها بحمد الله في ظلال الوهابية، لأنها تحارب كل أشكال الوثنية، لا فرق عندها بين وثنية الأحياء ووثنية الأموات، ولهذا تعيش الدولة السعودية التي تدين بالوهابية في ظل ديمقراطية حقة، لا يحس فيها المواطن بفرق بين حاكم ومحكوم، بل يعرف كل مواطن أن الحاكم إنما وضع في مكانه لمصلحة المحكوم.
فها هو مليك البلاد وعاهلها، يتصل بشعبه اتصال الأب الرحيم، ويجلس إلى المواطنين كل يوم خميس في قصر الحكم بالرياض فيتوافدون للسلام عليه، وتقديم الطلبات والشكايات إليه، وهو لا يرى الحكم سيطرة واستعلاء، ولكن يراه رعاية ومسؤولية.
ومن قبل كان والده المغفور له جلالة الملك عبد العزيز، مثلاً عالياً في الديمقراطية والشعبية، وقد كان لنا منه مجلس كل أسبوع، حين كنا ندرس بكليات الرياض، فيجلس بيننا متبسطاً، ويخوض معنا في شتى الأحاديث التي تهم الإسلام والمسلمين.
ويؤسفنا أن قول إن الدكتور الذي يتحدث عن القضاء على وثنية الأحياء بالنسبة للحركة الوهابية، عاش هو نفسه تلك الوثنية ومارسها فعلاً حين كان وزيراً للأوقاف، حيث كان يعامل موظفي وزارته بأقسى ما يُتصور من ألوان العسف والإرهاب.
مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين من الأمة المهديين:
ثم يقول سعادته: تنادي هذه الحركة باتباع مذهب السلف في صفات الله، وهو المذهب المعروف بالتفويض في كيفية اتصافه بها، بعد
الإيمان بأنه سبحانه يتصف بها، وبذلك لا ترى رأي المعتزلة القائلين بأنها عين الذات وليست غير الذات، كما يرون رأي الأشاعرة القائلين بأنها ليست غيراً وليست عيناً1.
أما أن هذه الحركة تنادي باتباع مذهب السلف في صفات الله تعالى، فهو أمر واضح، بل لعلها الآن هي الحركة الإسلامية الوحيدة التي تتبنى هذا المذهب السلفي، وتعمل ما وسعها الجهد على نشره والدعوة إليه بمختلف الوسائل، لا سيما عن طريق طبع الكتب والرسائل التي الفت في مناصرته قديماً وحديثاً.
وهو يدرس في كل مراحل التعليم بالسعودية، ولا يسمح لأي مذهب آخر بمزاحمته.
ولكن ما معنى قول الدكتور بعد ذلك إن هذه الحركة لا ترى في صفات الله تعالى رأي الأشاعرة ولا رأي المعتزلة.
فهل هذا عيب فيها أنها لم تأخذ في صفات الله بواحد من هذين المذهبين المنحرفين، وأخذت بمذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المهديين، كما فعل ذلك من قبل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلامذته.
ثم إن هذه الحركة لا تجعل من صفات الله تعالى مشكلة كما فعل غيرها، ولا تجعلها موضع مناقشة جدلية، بل تأخذ فيها بالبساطة المعروفة عن العقيدة الإسلامية الأولى، قبل أن تنشأ تلك التعقيدات التي أثارها المتكلمون.
1 انظر مشكوراً: الفكر الإسلامي في تطوره ص "81".